مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني
ساجدة لله
2010-10-18, 03:39 PM
1949 " والذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 593 :
أخرجه أحمد ( 3 / 456 ) : حدثنا أبو اليمان قال : أنبأنا شعيب عن الزهري قال :
حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن مروان ابن الحكم أخبره أن
عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن # أبي ابن كعب # أخبره أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : " من الشعر حكمه " . و كان بشير بن عبد الرحمن بن كعب
يحدث أن كعب بن مالك كان يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و رجال إسناده كلهم رجال البخاري غير بشير بن عبد الرحمن بن كعب , فلم أجد من
وثقه سوى ابن حبان , و ذكر البخاري في " التاريخ " و ابن أبي حاتم في " الجرح "
أنه روى عنه الزهري و هشام بن عروة و لم يورده الحافظ في " التعجيل " مع أنه
على شرطه , و قد رواه الزهري عن عبد الرحمن بن كعب و عن عبد الرحمن بن عبد الله
ابن كعب كلاهما عن كعب به نحوه . و قد سبق بيان ذلك في : " إن المؤمن يجاهد
بسيفه و لسانه " . و قد مضى برقم ( 1631 ) . و له شاهد من حديث أنس بلفظ : " خل
عنه يا عمر ! فلهي أسرع فيهم من نضح النبل " . و قد خرجته في " مختصر الشمائل
المحمدية " برقم ( 210 ) .
1950 " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم , و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون
الله فيغفر لهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 594 :
أخرجه مسلم ( 8 / 94 ) و أحمد ( 2 / 308 ) عن يزيد بن الأصم عن # أبي هريرة #
مرفوعا . و له طريقان آخران عن أبي هريرة , و شواهد كثيرة , فانظر : " لو أنكم
لا تخطؤن " ( رقم - 969 ) و ( 970 ) و غيرهما . و منها الحديث الآتي بعده و بعد
أحاديث برقم ( 1963 ) , و ذكرت هناك كليمة في المراد من هذه الأحاديث .
1951 " والذي نفسي بيده - أو قال : والذي نفس محمد بيده - لو أخطأتم حتى تملأ
خطاياكم ما بين السماء و الأرض , ثم استغفرتم الله عز وجل لغفر لكم , والذي
نفس محمد بيده - أو قال : والذي نفسي بيده - لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل
بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 594 :
أخرجه أحمد ( 3 / 238 ) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا أبو عبيدة يعني عبد المؤمن
ابن عبيد الله السدوسي حدثني أخشم السدوسي قال : دخلت على # أنس بن مالك # قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قال الهيثمي : ( 10 / 215
) : " رواه أحمد و أبو يعلى , و رجاله ثقات " . كذا قال , و هو صواب إلا في
أخشم هذا , فإنه لم يوثقه سوى ابن حبان , و قد قال في " الإكمال " : " هو مجهول
" . و قال الحافظ في " التعجيل " : " لم يذكر البخاري و لا ابن أبي حاتم فيه
جرحا , و صرح في روايته بسماعه من أنس , و للحديث الذي أخرجه له أحمد في
الاستغفار شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم " .
قلت : يعني الحديث الذي قبل هذا و إنما هو شاهد للشطر الثاني منه و أما الشطر
الأول , فله طريق أخرى عن أنس بنحوه , و لفظه : " قال الله : يا ابن آدم إنك ما
دعوتني .. " . و قد مضى برقم ( 127 ) , فالحديث حسن لغيره .
تنبيه : ( أخشم ) هكذا وقع في " المسند " بالميم . و في التعجيل : ( أخشن )
بالنون و هو الصواب , فقد ضبطه الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي في " المؤتلف و
المختلف " ص ( 5 ) : " بالخاء المعجمة و الشين المعجمة و النون " . و للحديث
بشطره الأول شاهد آخر من حديث أبي هريرة نحوه بلفظ : " لو أخطأتم " . و قد مضى
برقم ( 903 ) .
1952 " النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة و عليها سربال من قطران و درع
من جرب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 595 :
أخرجه مسلم ( 3 / 45 ) و أحمد ( 5 / 42 و 343 و 344 ) عن يحيى بن أبي كثير أن
زيد حدثه أن أبا سلام حدثه أن # أبا مالك الأشعري # حدثه به مرفوعا . و أخرجه
الحاكم ( 1 / 383 ) من هذا الوجه نحوه , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " .
و وافقه الذهبي . و فيه نظر , فإن زيدا و جده أبا سلام لم يخرج لهما البخاري في
" صحيحه " , بل في " الأدب المفرد " . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة سبق في
: " أربع في أمتي ليس هم " تحت رقم ( 735 ) . و قد ذكرت هناك أنه لم تذكر فيه
الخصلة الرابعة , و تساءلت هل سقطت من الراوي أم من ناسخ " المجمع " . و الآن
فقد ترجح عندي الأول لأنها سقطت من " كشف الأستار عن زوائد البزار " ( 800 )
أيضا , و الله أعلم .
1953 " يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقا . قالت : فلما جلس قلت : يا رسول الله
جعلني الله فداءك لقد دخلت و أنت تقول كلاما ذعرني . قال : و ما هو ? قالت :
تزعم أن قومي أسرع أمتك بك لحاقا . قال : نعم . قالت : و مم ذاك ? قال :
تستحليهم المنايا , و تنفس عليهم أمتهم . قالت : فقلت : فكيف الناس بعد ذلك أو
عند ذلك ? قال : دبى تأكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 596 :
أخرجه أحمد ( 6 / 81 و 90 ) : حدثنا هاشم قال : حدثنا إسحاق بن سعيد - يعني -
ابن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عنها . و هذا سند صحيح على شرط الشيخين ,
و في " المجمع " ( 10 / 28 ) : " رواه أحمد و البزار ببعضه و الطبراني في "
الأوسط " ببعضه أيضا , و إسناد هذه الرواية عند أحمد رجال الصحيح , و في
الرواية الأولى مقال " . يشير إلى الطريق الأخرى الآتية . و للحديث شاهد عن أبي
هريرة بلفظ : " أسرع قبائل العرب " و قد مضى برقم ( 738 ) . و له طريق آخر عنها
- أيضا - بلفظ : " يا عائشة إن أول من يهلك من الناس قومك , قالت : قلت : جعلني
الله فداك أبني تيم ? قال :لا ,و لكن هذا الحي من قريش , تستحليهم المنايا
و تنفس عنهم , أول الناس هلاكا , قلت : فما بقاء الناس بعدهم ? قال : هم صلب
الناس , فإذا هلكوا هلك الناس " . أخرجه أحمد ( 6 / 74 ) : حدثنا موسى بن داود
قال : حدثنا عبد الله بن المؤمل عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها .
و عبد الله هذا ضعيف و بقية رجاله ثقات رجال مسلم .
( دبى ) : الدبى - مقصور - : الجراد قبل أن يطير . و قيل : هو نوع يشبه الجراد
, واحدته ( دباة ) . " نهاية " .
1954 " يا حسان ! أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , اللهم أيده بروح القدس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 597 :
أخرجه البخاري ( 1 / 116 و 7 / 109 ) و مسلم ( 7 / 163 ) عن الزهري قال :
أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد
# أبا هريرة # : أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره ? قال
أبو هريرة : نعم . و للزهري فيه إسناد آخر سبق في : " أجب عني " رقم ( 930 ) .
و له شاهد بنحوه من حديث البراء سيأتي بإذن الله برقم ( 1970 ) , و قد مضى برقم
( 801 ) .
1955 " لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله و هم ظاهرون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 597 :
أخرجه البخاري ( 4 / 187 و 8 / 149 و 189 ) و مسلم ( 6 / 53 ) و أحمد ( 4 / 244
و 248 و 252 ) من حديث # المغيرة بن شعبة # مرفوعا . و له شواهد كثيرة عن جمع
من الصحابة , مضى ذكر بعضها تحت حديث ( 270 ) و يأتي بعض آخر قريبا بإذن الله .
1956 " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 597 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 449 ) و الطيالسي ( ص 9 رقم 38 ) و عنه الدارمي ( 2 / 213 )
و كذا الضياء رقم ( 120 و 121 بتحقيقي ) عن همام حدثنا قتادة عن عبد الله بن
بريدة عن سليمان بن الربيع العدوي عن # عمر بن الخطاب # مرفوعا . و قال الحاكم
: " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و رجاله ثقات رجال الستة غير الربيع بن سليمان العدوي فلم أعرفه .
و لقتادة فيه إسناد آخر , رواه الحاكم أيضا ( 4 / 550 ) عن معاذ بن هشام حدثني
أبي عن قتادة عن أبي الأسود الديلي قال : انطلقت أنا و زرعة بن ضمرة الأشعري
إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فلقينا عبد الله بن عمرو , فقال : " يوشك أن
لا يبقى في أرض العجم من العرب إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه " . فقال زرعة :
أيظهر المشركون على الإسلام ? ! فقال : ممن أنت ? قال من بني عامر بن صعصعة ,
فقال : " لا تقوم الساعة حتى تدافع نساء بني عامر على ذي الخصلة - وثن كان
يسمى في الجاهلية " . قال فذكرنا لعمر بن الخطاب قول عبد الله بن عمرو , فقال :
عمر ثلاث مرات : عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول , فخطب عمر بن الخطاب رضي الله
عنه يوم الجمعة فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره بنحوه .
قال : فذكرنا قول عمر لعبد الله بن عمرو , فقال : صدق نبي الله صلى الله عليه
وسلم إذا كان ذلك كالذي قلت . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و في "
التلخيص " للذهبي : " على شرط البخاري و مسلم " . و هو الصواب , فإن رجاله كلهم
من رجال الشيخين . و الحديث أورده في : " المجمع " ( 7 / 288 ) باللفظ الأول ,
و قال : " رواه الطبراني في ( الصغير ) <1> و ( الكبير ) , و رجال الكبير رجال
الصحيح " . و يشهد له الحديث الذي قبله و أحاديث أخرى بنحوه يأتي بعضها بعده .
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و لم نجده في نسختنا من " المعجم الصغير " , و الله أعلم . اهـ .
1957 " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله
و هم كذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 599 :
أخرجه مسلم ( 6 / 52 - 53 ) و أبو داود ( 2 / 202 ) و الترمذي ( 2 / 36 ) و ابن
ماجة ( 2 / 464 - 465 ) و أحمد ( 5 / 278 - 279 ) و الحاكم أيضا ( 4 / 449 -
450 ) من حديث # ثوبان # مرفوعا . و روى الحديث بزيادة فيه بلفظ : " لا تزال
طائفة من أمتي على الدين ظاهرين , لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما
أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله و هم كذلك , قالوا : و أين هم ? قال :
ببيت المقدس و أكناف بيت المقدس " . رواه عبد الله بن الإمام أحمد في " المسند
" ( 5 / 269 ) فقال : وجدت في كتاب أبي بخط يده : حدثني مهدي بن جعفر الرملي
:حدثنا ضمرة عن الشيباني - و اسمه يحيى بن أبي عمرو - عن عمرو بن عبد الله
الحضرمي عن أبي أمامة مرفوعا . و رواه الطبراني في " الكبير " ( 7643 ) من طريق
أخرى عن ضمرة بن ربيعة به . و هذا سند ضعيف لجهالة عمرو بن عبد الله الحضرمي ,
قال الذهبي في " الميزان " : " ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي عمرو الشيباني
" .و ذكره ابن حبان في " الثقات " على قاعدته التي لم يأخذ بها جمهور العملاء
و لذلك لم يوثقه الحافظ في " التقريب " و إنما قال : " مقبول " أي لين الحديث .
و بقية رجال الإسناد ثقات , و في " المجمع " ( 7 / 288 ) : " رواه عبد الله
و جادة عن خط أبيه , و الطبراني , و رجاله ثقات " . كذا قال و فيه و ما علمت عن
حال الحضرمي .
( تنبيه ) الشيباني كذا في " المسند " و " الميزان " بالشين المعجمة و الصواب :
السيباني بالمهملة المفتوحة و سكون التحتانية بعدها موحدة كما في " التقريب " ,
و هكذا وقع في " الطبراني " . و لحديث أبي أمامة شاهد بنحوه رواه الطبراني ( 20
/ 317 / 754 ) عن مرة البهزي , قال الهيثمي ( 7 / 289 ) : " و فيه جماعة لم
أعرفهم " . كذا قال , و من لم يعرفهم مترجمون في " تاريخ البخاري " و " الجرح و
التعديل " لابن أبي حاتم كما حققه صاحبنا الشيخ حمدي السلفي في تعليقه على
" المعجم " , فالصواب أن يقال : " و فيه من لم يوثق , إلا من ابن حبان , فإنه
وثق أحدهم " . و الله أعلم .
1958 " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 600 :
أخرجه الطيالسي ( ص 94 رقم 689 ) : حدثنا شعبة عن أبي عبد الله الشامي قال :
سمعت معاوية يخطب و هو يقول : يا أهل الشام حدثني الأنصاري - يعني # زيد بن
أرقم # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و إني أراكموهم يا أهل
الشام . و الحديث قال في " المجمع " ( 7 / 287 ) : " رواه أحمد و البزار
و الطبراني , و أبو عبد الله الشامي ذكره ابن أبي حاتم و لم يجرحه أحد و بقية
رجاله رجال الصحيح " .
قلت : " هو في المسند ( 4 / 369 ) من طريق الطيالسي , و أبو عبد الله الشامي من
التراجم التي لم يقف عليها الحافظ , فقد قال في " التعجيل " : أبو عبد الله
الشامي عن معاوية و عن شعبة . كذا ذكره الهيثمي و لم أر له في أصل المسند ذكرا
و لا أورده الحسيني " . و في " الميزان " : " أبو عبد الله الشامي عن تميم
الداري و عنه ضرار بن عمرو الملطي لا يعرف " .
قلت : و هو من هذه الطبقة , فلعله من هذا الذي روى عنه شعبة , فيكون له راويان
. و قد قيل : إن شعبة لا يروي إلا عن ثقة . و الله أعلم . و قد صح عن معاوية
أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ : " لا تزال طائفة من أمتي قائمة
بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله و هو ظاهرون على
الناس " . أخرجه مسلم ( 6 / 53 ) و أحمد ( 4 / 101 ) عن يحيى بن حمزة عن عبد
الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانىء حدثه قال : سمعت معاوية على المنبر
يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره , و زاد أحمد : فقام
مالك بن يخامر السكسكي فقال : يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول : و هم
أهل الشام , فقال معاوية - و رفع صوته - : هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول :
و هم أهل الشام . و أخرجه البخاري ( 4 / 187 و 8 / 189 ) عن الوليد بن مسلم قال
: حدثني ابن جابر به نحوه , و فيه الزيادة . و للحديث طرق أخرى عن معاوية فانظر
: لا تزال أمة من أمتي " رقم ( 1971 ) و " من يرد الله به خيرا يفقهه .. " رقم
( 1195 ) .
1959 " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق , ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل
آخرهم المسيح الدجال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 602 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 388 - 389 ) و الحاكم ( 4 / 450 ) و أحمد ( 4 / 429 و 437
) من طريق حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله الشخير عن # عمران بن
حصين # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو
كما قالا . و قد تابعه أبو العلاء بن الشخير و اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير
عن أخيه مطرف قال : قال لي عمران : إني لأحدثك بالحديث اليوم ينفعك الله عز وجل
به بعد اليوم , اعلم أن خير عباد الله تبارك و تعالى الحمادون , و اعلم أنه لن
تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون عن الحق ظاهرين على من ناوأهم , حتى يقاتلوا
المسيح الدجال , و اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعمر من أهله في
العشر , فلم تنزل آية تنسخ ذلك , و لم ينه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى مضى لوجهه , ارتأى كل امرئ بعد ما شاء الله أن يرتئي " . أخرجه أحمد ( 4 /
434 ) : حدثنا إسماعيل أنبأنا الجريري عن أبي العلاء بن الشخير به . و هذا سند
صحيح على شرط الستة . و بهذا الإسناد أخرجه مسلم ( 4 / 47 ) دون التعليمين
الأولين , و كذلك رواه ابن ماجة ( 2 / 229 ) عن أبي أسامة عن الجريري . و قد
كنت ذكرت الحديث من الطريق الأول مختصرا برقم ( 270 ) من مصدر عزيز , و هذا
متمم لما هناك .
1960 " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة , قال :
فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال صل لنا , فيقول :
لا , إن بعضكم على بعض أمراء , تكرمة الله على هذه الأمة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 602 :
أخرجه مسلم ( 1 / 95 و 6 / 53 ) و أحمد ( 3 / 384 ) من طريق ابن جريج أخبرني
أبو الزبير أنه سمع #جابر بن عبد الله # يقول : فذكره . و تابعه ابن لهيعة عن
أبي الزبير به . أخرجه أحمد ( 3 / 345 ) و البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 /
451 ) .
ساجدة لله
2010-10-18, 03:44 PM
1961 " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يرفع <1> الله قلوب أقوام يقاتلونهم
, و يرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله عز وجل و هم على ذلك , ألا إن عقر دار
المؤمنين الشام , و الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " .
----------------------------
[1] كذا الأصل , و لعل الصواب ( يزيغ ) . انظر الحديث ( 1935 ) . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 603 :
أخرجه أحمد ( 4 / 104 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان عن
الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير أن # سلمة بن نفيل # أخبرهم أنه
أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنى سئمت الخيل , و ألقيت السلاح و وضعت
الحرب أوزارها , قلت : لا قتال , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : الآن جاء
القتال , لا تزال ... إلخ . و هذا إسناد شامي حسن , رجاله كلهم موثقون . و قد
جاء من طريق أخرى عن الجرشي بلفظ : " لا تزال من أمتي " و قد مضى ذكره تحت
الحديث ( 1935 ) .
1962 " لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله , لا يضرها من خالفها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 603 :
أخرجه ابن ماجة ( 1 / 7 ) من طريق أبي علقمة نصر بن علقمة عن عمير بن الأسود
و كثير بن مرة الحضرمي عن # أبي هريرة # مرفوعا . و هذا سند حسن إن شاء الله
تعالى , رجاله رجال الصحيح غير نصر بن علقمة , و قد وثق , و في " التقريب " إنه
" مقبول " . و للحديث طريق أخرى مضى بلفظ : " لن يزال على هذا الأمر " و اعلم
أنني كنت خرجت الحديث من رواية عمران فيما تقدم ( 270 ) , و ذكرت هناك أن
الحديث رواه جمع آخر من الصحابة بلغ عددهم ثمانية , و أخرجت أحاديثهم باختصار
دون أن أسوق متونهم و ألفاظهم , و كان الغرض هناك إفادة القراء ما قاله علماء
الأمة و أئمة الحديث في الطائفة المنصورة , و أنهم أهل الحديث , و الآن توجهت
الهمة في تخريج أحاديثهم , و أحاديث آخرين منهم من ذكر ألفاظهم , ليتبين ما
فيها من فوائد و زيادات لا يمكن الحصول عليها إلا بهذا التخريج . و الموفق الله
سبحانه و تعالى .
1963 " لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 604 :
أخرجه مسلم ( 8 / 94 ) و الترمذي ( 2 / 270 ) و أحمد ( 5 / 414 ) من طريق محمد
ابن قيس - قاص عمر بن عبد العزيز - عن أبي صرمة عن أبي أيوب أنه قال حين حضرته
الوفاة : كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم , سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب
" . قلت : و إنما لم يصححه الترمذي - و الله أعلم - مع ثقة رجاله لأن فيه
انقطاعا بين أبي صرمة و هو صحابي اسمه مالك بن قيس - و بين محمد بن قيس و لم
يسمع منه . قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " ثقة من السادسة , و حديثه
عن الصحابة مرسل " . لكن قد تابعه عند مسلم محمد بن كعب القرظي , و قد روي عن
جمع من الصحابة و قد سبق بلفظ : " لو أنكم لم تكن لكم ذنوب " ( رقم 968 ) .
و ذكرنا له هناك بعض الشواهد ( 969 - 970 ) , و أشرت إلى هذا الحديث .
و تقدم له شاهدان من حديث أبي هريرة ( 1950 ) . و حديث أنس بن مالك ( 1951 ) .
و في كل منهما زيادة هامة بلفظ : " فيستغفرون الله , فيغفر لهم " . و ذلك لأنه
ليس المقصود من هذه الأحاديث - بداهة - الحض على الإكثار من الذنوب و المعاصي ,
و لا الإخبار فقط بأن الله غفور رحيم , و إنما الحض على الإكثار من الاستغفار ,
ليغفر الله له ذنوبه , فهذا هو المقصود بالذات من هذه الأحاديث , و إن اختصر
ذلك منه بعض الرواة . و الله أعلم .
1964 " هذا أمين هذه الأمة . يعني أبا عبيدة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 605 :
أخرجه مسلم ( 1297 ) و الحاكم ( 3 / 267 ) و أحمد ( 3 / 125 ) و أبو يعلى
( 2 / 831 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن # أنس # : " أن أهل اليمن قدموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة و
الإسلام , قال : فأخذ بيد أبي عبيدة , و قال .... " فذكره , و السياق لمسلم ,
و لفظ الحاكم : " يعلمنا القرآن " . و قال : " صحيح على شرط مسلم , و لم يخرجاه
بذكر القرآن " .
قلت : و في الحديث فائدة هامة , و هي أن خبر الآحاد حجة في العقائد , كما هو
حجة في الأحكام , لأننا نعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث أبا
عبيدة إلى أهل اليمن ليعلمهم الأحكام فقط , بل و العقائد أيضا , فلو كان خبر
الآحاد لا يفيد العلم الشرعي في العقيدة , و لا تقوم به الحجة فيها , لكان
إرسال أبي عبيدة وحده إليهم ليعلمهم , أشبه شيء بالعبث . و هذا مما يتنزه
الشارع عنه . فثبت يقينا إفادته العلم . و هو المقصود , و لي في هذه المسألة
الهامة رسالتان معروفتان مطبوعتان مرارا , فليراجعهما من أراد التفصيل فيها .
1965 " لو تدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم
بأجنحتها عيانا , و لكن ساعة و ساعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 606 :
أخرجه أبو يعلى ( 2 / 786 ) : حدثنا محمد حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن
قتادة عن # أنس # : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إنا إذا
كنا عندك رأينا في أنفسنا ما نحب , و إذا رجعنا إلى أهلينا فخالطناهم أنكرنا
أنفسنا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد هذا , و هو ابن
مهدي الأيلي , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 106 ) : " روى عن أبي داود الطيالسي
, روى عنه أبو زرعة رحمه الله " .
قلت : و شيوخ أبي زرعة ثقات , فالإسناد صحيح . ثم رأيت ابن حبان قد أخرجه (
2493 ) من طريق أبي قديد عبيد الله بن فضالة حدثنا عبد الرزاق به . و هذه
متابعة قوية لابن مهدي هذا , فإن ابن فضالة ثقة ثبت كما في " التقريب " .
و للحديث شاهد من رواية حنظلة الأسيدي مضى برقم ( 1948 ) .
1966 " يقضي الله بين خلقه الجن و الإنس و البهائم , و إنه ليقيد يومئذ الجماء من
القرناء حتى إذا لم يبق تبعة عند واحدة لأخرى قال الله : كونوا ترابا , فعند
ذلك يقول الكافر : * ( يا ليتني كنت ترابا )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 606 :
أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 30 / 17 - 18 ) من طريق إسماعيل بن رافع المدني
عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن # أبي هريرة #
مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , إسماعيل بن رافع المدني , قال الحافظ : " ضعيف الحفظ
" . و الرجل الأنصاري لم أعرفه لكنه قد توبع فأخرجه ابن جرير من طريق جعفر بن
برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : " إن الله يحشر الخلق كلهم , كل
دابة و طائر و إنسان , يقول للبهائم و الطير : كونوا ترابا , فعند ذلك يقول
الكافر : *( يا ليتني كنت ترابا )* " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , و رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن ثور و هو محمد
الصنعاني و هو و إن كان موقوفا فإنه شاهد قوي للمرفوع لأنه لا يقال من قبل
الرأي . و يشهد له ما عند ابن جرير أيضا من طريق عوف عن أبي المغيرة عن عبد
الله بن عمرو قال : إذا كان يوم القيامة مد الأديم و حشر الدواب و البهائم
و الوحش , ثم يحصل القصاص بين الدواب , يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء
نطحتها , فإذا فرغ من القصاص بين الدواب قال لها : كوني ترابا , قال : فعند ذلك
يقول الكافر : *( يا ليتني كنت ترابا )* .
قلت : و إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المغيرة هذا و هو القواس
لا يسمى , قال الذهبي في الميزان : " لينه سليمان التميمي , و قال ابن المديني
: لا أعلم أحدا روى عنه غير عوف " .
قلت : لكن قال ابن معين : إنه ثقة كما في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 439 )
و ذكره ابن حبان في " الثقات " , فثبت الإسناد , و الحمد لله على توفيقه .
و في حشر البهائم و القصاص بينها أحاديث كثيرة , سأذكر ما وقفت عليه منها في
الحديث الآتي .
1967 " يقتص الخلق بعضهم من بعض , حتى الجماء من القرناء , و حتى الذرة من الذرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 608 :
أخرجه أحمد ( 2 / 363 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن واصل عن يحيى بن عقيل
عن #أبي هريرة #أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و واصل هو مولى أبي
عيينة . و حماد هو ابن سلمة البصري . و عبد الصمد هو ابن عبد الوارث البصري .
و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 352 ) تبعا للمنذري في
" الترغيب " ( 4 / 201 ) : " رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح " .
قلت : و أصله في " الصحيح " من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
بلفظ : " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة
القرناء " . أخرجه مسلم ( 7 / 18 - 19 ) . و الترمذي ( 4 / 292 بشرح التحفة )
و أحمد ( 2 / 235 و 301 و 411 ) من طرق عنه به . و قال الترمذي : " حديث حسن
صحيح " . و في لفظ لأحمد : " حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها "
. و إسناده صحيح أيضا على شرط مسلم . و له طريق أخرى , فقال ابن لهيعة : عن
دراج أبي السمح عن أي حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " ألا و الذي نفسي بيده
ليختصمن كل شيء يوم القيامة , حتى الشاتان فيما انتطحتا " . أخرجه أحمد ( 2 /
290 ) بإسناد قال المنذري : " حسن " .
قلت : و لعله يعني لغيره , فإن ابن لهيعة سيء الحفظ و كذلك دراج أبو السمح .
و رواه الطبراني في " الأوسط " بنحوه , قال الهيثمي : " و فيه جابر بن يزيد
الجعفي , و هو ضعيف " . و أخرجه عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي
حاتم و البيهقي في " البعث " عن أبي هريرة أيضا قال : " يحشر الخلائق كلهم يوم
القيامة و البهائم و الدواب و الطير و كل شيء , فيبلغ من عدل الله أن يأخذ
للجماء من القرناء , ثم يقول : كوني ترابا فذلك حين يقول الكافر : *( يا ليتني
كنت ترابا )* " : أورده السيوطي في " الدر المنثور " ( 6 / 310 ) و لم يتكلم
على إسناده كما هي عادته و هو عند ابن جرير ( 30 / 17 ) قوي كما سبق قريبا
و موضع الشاهد منه صحيح قطعا عنه مرفوعا للطرق السابقة , و لشواهده الآتية :
الأول : عن أبي سعيد الخدري مرفوعا مثل حديث أبي هريرة من الطريق الأخرى .
أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 29 ) عن ابن لهيعة أيضا حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه .
و قد عرفت حال ابن لهيعة و شيخه آنفا .
الثاني : عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا , و شاتان
تقترنان , فنطحت إحدهما الأخرى فأجهضتها , قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقيل له : ما يضحكك يا رسول الله ! قال : " عجبت لها , و الذي نفسي بيده
ليقادن لها يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 5 / 173 ) عن ليث عن عبد الرحمن بن
ثروان عن الهزيل بن شرحبيل عنه . و هذا إسناد جيد في الشواهد و المتابعات ,
رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير ليث و هو ابن أبي سليم , ضعيف لاختلاطه و لكنه
قد توبع , فرواه منذر الثوري عن أشياخ له ( و في رواية لهم ) عن أبي ذر مختصرا
و فيه : " يا أبا ذر ! هل تدري فيم تنطحان ? قال : لا , قال : لكن الله يدري ,
و سيقضي بينهما " . أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 162 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح عندي , فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الأشياخ
الذين لم يسموا و هم جمع من التابعين , يغتفر الجهل بحالهم لاجتماعهم على رواية
هذا الحديث , و لا يخدج في ذلك قوله في الرواية الأولى : " أشياخ له " فإنه لا
منافاة بين الروايتين لأن الأقل يدخل في الأكثر , و زيادة الثقة مقبولة , و قد
خفيت هذه الرواية الأخرى على الهيثمي , فقال عقب الرواية المطولة و المختصرة :
" رواه كله أحمد و البزار بالرواية الأولى و كذلك الطبراني في " المعجم الأوسط
" و فيه ليث بن أبي سليم , و هو مدلس ( ! ) و بقية رجال أحمد رجال الصحيح غير
شيخه ابن أبي عائشة و هو ثقة , و رجال الرواية الثانية رجال الصحيح , و فيها
راو لم يسم " !
الثالث : عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الجماء
لتقتص من القرناء يوم القيامة " . أخرجه أحمد ( 1 / 72 ) عن حجاج بن نصير حدثنا
شعبة عن العوام بن مراجم - من بني قيس بن ثعلبة - عن أبي عثمان النهدي عنه .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير حجاج بن نصير و هو ضعيف كما في " التقريب " .
الرابع : عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعا بلفظ : " إنه ليبلغ من عدل الله يوم
القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن " .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 9582 ) عن علي بن سنان أخبرنا بشر بن محمد
الواسطي حدثنا عبد الله بن عمران الواسطي عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن أبي
أوفى , و قال : " لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن عمران , و لا عنه إلا بشر بن
محمد , تفرد به علي بن سنان " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط "
و فيه من لم أعرفهم و عطاء بن السائب اختلط " .
الخامس : عن ثوبان مرفوعا نحو الحديث الذي قبله . أخرجه الطبراني في " الكبير "
( 1421 ) و فيه زيد بن ربيعة و قد ضعفه جماعة , و قال ابن عدي : أرجو أن لا بأس
به و بقية رجاله ثقات .
( فائدة ) قال النووي في " شرح مسلم " تحت حديث الترجمة : " هذا تصريح بحشر
البهائم يوم القيامة و إعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين
و كما يعاد الأطفال و المجانين , و من لم تبلغه دعوة . و على هذا تظاهرت دلائل
القرآن و السنة , قال الله تعالى : *( و إذا الوحوش حشرت )* و إذا ورد لفظ
الشرع و لم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل و لا شرع , وجب حمله على ظاهره . قال
العلماء : و ليس من شرط الحشر و الإعادة في القيامة المجازاة و العقاب و الثواب
. و أما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف , إذ لا تكليف
عليها بل هو قصاص مقابلة , و ( الجلحاء ) بالمد هي الجماء التي لا قرن لها .
و الله أعلم " . و ذكر نحوه ابن الملك في " مبارق الأزهار " ( 2 / 293 ) مختصرا
. و نقل عنه العلامة الشيخ علي القاريء في " المرقاة " ( 4 / 761 ) أنه قال :
" فإن قيل : الشاة غير مكلفة , فكيف يقتص منها ? قلنا : إن الله تعالى فعال لما
يريد و لا يسأل عما يفعل و الغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع بل يقتص
حق المظلوم من الظالم " . قال القاريء : " و هو وجه حسن , و توجيه مستحسن , إلا
أن التعبير عن الحكمة بـ ( الغرض ) وقع في غير موضعه . و جملة الأمر أن القضية
دالة بطريق المبالغة على كمال العدالة بين كافة المكلفين , فإنه إذا كان هذا
حال الحيوانات الخارجة عن التكليف , فكيف بذوي العقول من الوضيع و الشريف ,
و القوي و الضعيف ? " .
قلت : و من المؤسف أن ترد كل هذه الأحاديث من بعض علماء الكلام بمجرد الرأي ,
و أعجب منه أن يجنح إليه العلامة الألوسي ! فقال بعد أن ساق الحديث عن أبي
هريرة من رواية مسلم و من رواية أحمد بلفظ الترجمة عند تفسيره آية *( و إذا
الوحوش حشرت )* في تفسيره " روح المعاني " ( 9 / 306 ) : " و مال حجة الإسلام
الغزالي و جماعة إلى أنه لا يحشر غير الثقلين لعدم كونه مكلفا و لا أهلا لكرامة
بوجه , و ليس في هذا الباب نص من كتاب أو سنة معول عليها يدل على حشر غيرهما من
الوحوش , و خبر مسلم و الترمذي و إن كان صحيحا لكنه لم يخرج مخرج التفسير للآية
و يجوز أن يكون كناية عن العدل التام . و إلى هذا القول أميل و لا أجزم بخطأ
القائلين بالأول لأن لهم ما يصلح مستندا في الجملة . و الله تعالى أعلم " .
قلت : كذا قال - عفا الله عنا و عنه - و هو منه غريب جدا لأنه على خلاف ما
نعرفه عنه في كتابه المذكور , من سلوك الجادة في تفسير آيات الكتاب على نهج
السلف , دون تأويل أو تعطيل , فما الذي حمله هنا على أن يفسر الحديث على خلاف
ما يدل عليه ظاهره , و أن يحمله على كناية عن العدل التام , أليس هذا تكذيبا
للحديث المصرح بأنه يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء , فيقول هو تبعا لعلماء
الكلام : إنه كناية ! ... أي لا يقاد للشاة الجماء . و هذا كله يقال لو وقفنا
بالنظر عند رواية مسلم المذكورة , أما إذا انتقلنا به إلى الروايات الأخرى
كحديث الترجمة و حديث أبي ذر و غيره , فإنها قاطعة في أن القصاص المذكور هو
حقيقة و ليس كناية , و رحم الله الإمام النووي , فقد أشار بقوله السابق :
" و إذا ورد لفظ الشرع و لم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل و لا شرع وجب حمله
على ظاهره " .
قلت : أشار بهذا إلى رد التأويل المذكور و بمثل هذا التأويل أنكر الفلاسفة و
كثير من علماء الكلام كالمعتزلة و غيرهم رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة و
علوه على عرشه و نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة و مجيئه تعالى يوم القيامة .
و غير ذلك من آيات الصفات و أحاديثها . و بالجملة , فالقول بحشر البهائم
و الاقتصاص لبعضها من بعض هو الصواب الذي لا يجوز غيره , فلا جرم أن ذهب إليه
الجمهور كما ذكر الألوسي نفسه في مكان آخر من " تفسيره " ( 9 / 281 ) , و به
جزم الشوكاني في تفسير آية " التكوير " من تفسيره " فتح القدير " , فقال ( 5 /
377 ) : " الوحوش ما توحش من دواب البر , و معنى ( حشرت ) بعثت , حتى يقتص
بعضها من بعض , فيقتص للجماء من القرناء " . و قد اغتر بكلمة الألوسي المتقدمة
النافية لحشر الوحوش محرر " باب الفتاوي " في مجلة الوعي الإسلامي السنة
الثانية , العدد 89 ص 107 , فنقلها عنه , مرتضيا لها معتمدا عليها , و ذلك من
شؤم التقليد و قلة التحقيق . و الله المستعان و هو ولي التوفيق .
1968 " إنا قد بايعناك فارجع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 614 :
هو من حديث # الشريد بن سويد # قال : كان في وفد ثقيف رجل مجذوم , فأرسل إليه
النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه مسلم ( 7 / 37 ) و النسائي ( 2 / 184
) و ابن ماجة ( 2 / 364 ) و الطيالسي ( رقم 1270 ) و أحمد ( 4 / 389 - 390 ) عن
يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه به . و أخرجه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 7247 ) من طريق شريك عن يعلى بن عطاء بلفظ : أن مجذوما أتى النبي
صلى الله عليه وسلم ليبايعه , فأتيته فذكرت له , فقال : " ائته فأعلمه أني قد
بايعته فليرجع " .
قلت : و في الحديث إثبات العدوى و الاحتراز منها , فلا منافاة بينه و بين حديث
" لا عدوى " لأن المراد به نفي ما كانت الجاهلية تعتقده أن العاهة تعدي بطبعها
لا بفعل الله تعالى و قدرته , فهذا هو المنفي , و لم ينف حصول الضرر عنه ذلك
بقدر الله و مشيئته , و هذا ما أثبته حديث الترجمة , و أرشد فيه إلى الابتعاد
عما قد يحصل الضرر منه بقدر الله و فعله .
1969 " اللهم اجعله هاديا مهديا و اهده و اهد به . يعني معاوية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 615 :
أخرجه الترقفي في " حديثه " ( ق 45 / 1 ) : حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد
العزيز عن ربيعة بن يزيد عن # عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني # - قال سعيد :
و كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
في معاوية ... فذكره . و من هذا الوجه أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 /
327 ) و الترمذي ( 2 / 316 - بولاق ) , و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 /
133 / 1 و 16 / 243 / 2 ) , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .
و أقول : رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , فكان حقه أن يصحح , فلعل الترمذي اقتصر
على تحسينه لأن سعيد بن عبد العزيز كان قد اختلط قبل موته , كما قال أبو مسهر
و ابن معين , لكن الظاهر أن هذا الحديث تلقاه عنه أبو مسهر قبل اختلاطه , و إلا
لم يروه عنه لو سمعه في حالة اختلاطه , لاسيما و قد قال أبو حاتم : " كان أبو
مسهر يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعي " .
قلت : أفتراه يقدمه على الإمام الأوزاعي و هو يروي عنه في اختلاطه ? ! . و قد
تابعه جمع : 1 - رواه ابن محمد الدمشقي أخبرنا سعيد أخبرنا ربيعة بن يزيد سمعت
عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في
معاوية بن أبي سفيان : فذكره . أخرجه البخاري في " التاريخ " و ابن عساكر .
2 - الوليد بن مسلم مقرونا بمحمد بن مروان - و لعله مروان بن محمد - قالا :
أخبرنا سعيد بن عبد العزيز به مسلسلا بالسماع . أخرجه ابن عساكر , و أخرجه أحمد
( 4 / 216 ) عن الوليد وحده .
3 - عمر بن عبد الواحد عن سعيد بن عبد العزيز به مسلسلا . أخرجه ابن عساكر .
4 - محمد بن سليمان الحراني : أخبرنا سعيد بن عبد العزيز به مصرحا بسماع عبد
الرحمن بن أبي عميرة إياه من النبي صلى الله عليه وسلم . أخرجه ابن عساكر .
قلت : فهذه خمسة طرق عن سعيد بن عبد العزيز , و كلهم من ثقات الشاميين , و يبعد
عادة أن يكونوا جميعا سمعوه منه بعد الاختلاط , و كأنه لذلك لم يعله الحافظ
بالاختلاط , فقد قال في ترجمة ابن أبي عميرة من " الإصابة " : " ليس للحديث علة
إلا الاضطراب , فإن رواته ثقات , فقد رواه الوليد ابن مسلم و عمر بن عبد الواحد
عن سعيد بن عبد العزيز مخالفا أبا مسهر في شيخه , قالا : عن سعيد عن يونس بن
ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أخرجه ابن شاهين من طريق محمود بن خالد عنهما
, و كذا أخرجه ابن قانع من طريق زيد بن أبي الزرقاء عن الوليد بن مسلم " .
قلت : رواية الوليد هذه أخرجها ابن عساكر أيضا من طريق أخرى عنه , لكن قد تقدمت
الرواية عنه و عن عمر بن عبد الواحد على وفق رواية أبي مسهر , فهي أرجح من
روايتهما المخالفة لروايته , لاسيما و قد تابعه عليها مروان بن محمد الدمشقي
و محمد بن سليمان الحراني كما تقدم , و لذلك قال الحافظ ابن عساكر : " و قول
الجماعة هو الصواب " . و إذا كان الأمر كذلك , فالاضطراب الذي ادعاه الحافظ ابن
حجر إن سلم به , فليس من النوع الذي يضعف الحديث به , لأن وجوه الاضطراب ليست
متساوية القوة , كما يعلم ذلك الخبير بعلم مصطلح الحديث . و بالجملة , فاختلاط
سعيد بن عبد العزيز لا يخدج أيضا في صحة الحديث . و أما قول ابن عبد البر في
الحديث و رواية ابن أبي عميرة : " لا تصح صحبته , و لا يثبت إسناد حديثه " .
فهو و إن أقره الحافظ عليه في " التهذيب " فقد رده في " الإصابة " أحسن الرد
متعجبا منه , فقد ساق له في ترجمته عدة أحاديث مصرحا فيها بالسماع من النبي صلى
الله عليه وسلم , ثم قال : " و هذه الأحاديث , و إن كان لا يخلوا إسناد منها من
مقال , فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة , فعجب من قول ابن عبد البر ( فذكره )
, و تعقبه ابن فتحون و قال : لا أدري ما هذا ? فقد رواه مروان بن محمد الطاطري
و أبو مسهر , كلاهما عن ربيعة بن يزيد أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " . ( قال الحافظ ) : " و فات ابن فتحون
أن يقول : هب أن هذا الحديث الذي أشار إليه ابن عبد البر ظهرت له فيه علة
الانقطاع , فما يصنع في بقية الأحاديث المصرحة بسماعه من النبي صلى الله عليه
وسلم ? ! فما الذي يصحح الصحبة زائدا على هذا , مع أنه ليس للحديث الأول علة
إلا الاضطراب ... " إلخ كلامه المتقدم .
قلت : فلا جرم أن جزم بصحبته أبو حاتم و ابن السكن , و ذكره البخاري و ابن سعد
و ابن البرقي و ابن حبان و عبد الصمد بن سعيد في " الصحابة " و أبو الحسن بن
سميع في الطبقة الأولى من " الصحابة " الذين نزلوا حمص , كما في " الإصابة "
لابن حجر , فالعجب منه كيف لم يذكر هذه الأقوال أو بعضها على الأقل في
" التهذيب " و هو الأرجح , و ذكر فيه قول ابن عبد البر المتقدم و هو المرجوح !
و هذا مما يرشد الباحث إلى أن مجال الاستدراك عليه و على غيره من العلماء مفتوح
على قاعدة : كم ترك الأول للآخر ! . و مما يرجح هذا القول إخراج الإمام أحمد
لهذا الحديث في " مسنده " كما تقدم , فإن ذلك يشعر العارف بأن ابن أبي عميرة
صحابي عنده , و إلا لما أخرج له , لأنه يكون مرسلا لا مسندا . ثم إن للحديث
طريقا أخرى , يرويه عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن
عمير بن سعد الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
أخرجه الترمذي و ابن عساكر , و قال الترمذي : " حديث غريب , و عمرو بن واقد
يضعف " . ثم رواه ابن عساكر عن الوليد بن سليمان عن عمر بن الخطاب مرفوعا به .
و قال : " الوليد بن سليمان لم يدرك عمر " . و بالجملة فالحديث صحيح , و هذه
الطرق تزيده قوة على قوة .
1970 " اذهب إلى أبي بكر ليحدثك حديث القوم و أيامهم و أحسابهم , ثم اهجهم و جبريل
معك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 618 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 488 - 489 ) عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري عن سماك
ابن حرب رفع الحديث , و عن جابر عن السدي عن # البراء بن عازب # : أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أتى فقيل : يا رسول الله ! إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد
المطلب يهجوك , فقام ابن رواحة فقال : يا رسول الله ايذن لي فيه , فقال : أنت
الذي تقول : " ثبت الله ... ? قال : نعم , قلت يا رسول الله " فثبت الله ما
أعطاك من حسن تثبيت موسى و نصرا مثل ما نصروا " . قال " و أن يفعل الله بك خيرا
مثل ذلك " . قال : ثم وثب كعب فقال : يا رسول الله : ايذن لي فيه . قال : "
أنت الذي تقول : " همت .. " . قال نعم , قلت : يا رسول الله " همت سخينة أن
تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلاب " . قال : " أما إن الله لم ينس لك ذلك " .
قال : ثم قام حسان فقال : يا رسول الله ! ايذن لي فيه , و أخرج لسانا له أسود ,
فقال : يا رسول الله ! ايذن لي إن شئت أفريت به المزاد . فقال : الحديث . و قال
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . كذا قالا , و جابر هو ابن يزيد الجعفي , و
هو ضعيف , لكن تابعه سماك بن حرب مرسلا فيتقوى به . و قد جاء الحديث من طرق
أخرى عن البراء مختصرا فانظر : " اهج المشركين " و قد مضى برقم ( 801 ) .
1971 " لا تزال أمة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله
و هم ظاهرون على الناس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 619 :
أخرجه أحمد ( 4 / 99 ) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ربيعة
ابن يزيد عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال : سمعت # معاوية #يحدث و هو يقول :
إياكم و أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , إلا حديثا كان على عهد عمر ,
فإن عمر رضي الله عنه كان أخاف الناس في الله عز وجل , سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول :
قلت : فذكر ثلاثة أحاديث هذا أحدها . و الثاني : ( إنما أنا خازن ... ) .
و الثالث : ( من يرد الله به خيرا يفقهه .. ) , و قد سبقا برقم ( 971 و 1194 )
. و هذا سند صحيح على شرط مسلم , و قد أخرج به في صحيحه الحديثين المشار إليهما
. و قد ورد الحديث بألفاظ أخرى من طرق كثيرة عن معاوية و غيره , فانظر " لا
تزال طائفة .. " رقم ( 1958 ) .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:48 PM
1972 " إن هذه الوبرة من غنائمكم , و إنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم , إلا الخمس
و الخمس مردود عليكم , فأدوا الخيط و المخيط و أكبر من ذلك و أصغر و لا تغلوا ,
فإن الغلول نار و عار على أصحابه فى الدنيا و الآخرة . و جاهدوا الناس في الله
تبارك و تعالى القريب و البعيد , و لا تبالوا في الله لومة لائم و أقيموا حدود
الله في الحضر و السفر و جاهدوا في سبيل الله , فإن الجهاد باب من أبواب الجنة
عظيمة , ينجي الله تبارك و تعالى به من الغم و الهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 620 :
أخرجه أحمد ( 5 / 314 و 316 و 326 ) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن
عبد الله بن أبي مريم عن أبي سلام الأعرج عن المقدام بن معدي كرب الكندي . أنه
جلس مع عبادة بن الصامت و أبي الدرداء و الحارث بن معاوية الكندي , فتذاكروا
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء لعبادة : يا عبادة ! كلمات
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة كذا و كذا في شأن الأخماس . فقال # عبادة
# : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم في غزوة إلى بعير من المقسم ,
فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول وبرة بين أنملتيه فقال :
" إن هذه من غنائمكم ... " الحديث . و هذا إسناد ضعيف , قال الهيثمي ( 5 / 338
) : " رواه أحمد و فيه أبو بكر بن أبي مريم , و هو ضعيف " .
قلت : لكن أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 326 ) : حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا إسماعيل بن
عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام نحو ذلك . هكذا ساقه عقب
الإسناد الأول . و هذه متابعة قوية لابن أبي مريم عن أبي سلام ! إلا أن يحيى بن
أبي كثير مدلس , بل إنه لم يسمع من أبي سلام , و اسمه منصور , كما قال العجلي .
ثم الراوي عنه سعيد بن يوسف ضعيف كما في " التقريب " و غيره . و رواه مكحول عن
أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت بنحوه . و له عن عبادة طرق
أخرى و شاهد من حديث ابن عمرو يأتي عقب هذا , فالحديث بذلك حسن على أقل الدرجات
. بل هو صحيح , و قد تقدم لفظه من الطريق المشار إليها برقم ( 1942 ) .
1973 " يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء و لا هذه ( الوبرة ) إلا الخمس , و الخمس
مردود عليكم , فردوا الخياط و المخيط , فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة
عارا و نارا و شنارا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 621 :
أخرجه أحمد ( 2 / 184 ) من طريق محمد بن إسحاق عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده # قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم و جاءته وفود هوازن فقالوا : يا
محمد إنا أهل و عشيرة , فمن علينا من الله عليك , فإنه قد نزل بنا من البلاء ما
لا يخفى عليك , فقال : " اختاروا بين نسائكم و أموالكم و أبنائكم " . قالوا :
خيرتنا بين أحسابنا و أموالنا , نختار أبناءنا , فقال : " أما ما كان لي و لبني
عبد المطلب فهو لكم , فإذا صليت الظهر فقولوا : إنا نستشفع برسول الله على
المؤمنين و بالمؤمنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائنا و أبنائنا "
. قال : ففعلوا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي و لبني
عبد المطلب فهو لكم " . و قال المهاجرون : ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله
عليه وسلم , و قالت الأنصار مثل ذلك , و قال عيينة بن بدر : أما ما كان لي
و لبني فزارة فلا , و قال الأقرع بن حابس : أما أنا و بنو تميم فلا , و قال
عباس بن مرداس : أما أنا و بنو سليم فلا . فقالت الحيان : كذبت , بل هو لرسول
الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها
الناس ردوا عليهم نساءهم و أبناؤهم , فمن تمسك بشيء من الفيء فله علينا ستة
فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا " . ثم ركب راحلته و تعلق به الناس يقولون :
أقسم علينا فيأنا بيننا , حتى ألجأوه إلى سمرة فخطفت رداءه , فقال : " يا أيها
الناس ردوا علي ردائي , فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ,
ثم لا تلقوني بخيلا و لا جبانا و لا كذوبا " . ثم دنا من بعيره فأخذ وبرة من
سنامه فجعلها بين إصبعيه , السبابة و الوسطى , ثم رفعها فقال : " يا أيها الناس
ليس لي .. " إلخ . و هذه القطعة الأخيرة عزاها في " المنتخب " ( 2 / 301 ) إلى
النسائي أيضا , و قد وجدته في سننه ( 2 / 178 ) من هذا الوجه دون قوله : "
فردوا ... " إلخ . ثم الحديث أخرجه أحمد ( 2 / 218 ) من طريق آخر عن محمد بن
إسحاق قال : و حدثني عمرو بن شعيب به بطوله دون قوله : " ثم ركب راحلته ... "
إلخ . فهذا إسناد حسن قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث , فزالت بذلك شبهة تدليسه
. و للحديث شواهد سبقت الإشارة إليها عند الحديث : " يا أيها الناس إن هذا من
غنائمكم " رقم ( 985 ) .
1974 " ألا لا يجني جان إلا على نفسه , لا يجني والد على ولده و لا مولود على والده
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 623 :
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 147 ) و أحمد ( 3 / 498 - 499 ) عن شبيب بن غرقدة عن
# سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في حجة الوداع : فذكره . و ليس عند أحمد أداة الاستفتاح . قال في "
الزوائد " : " إسناد صحيح , و رجاله ثقات " . كذا قال , و سليمان بن عمرو ليس
بالمشهور و لذلك قال في " الخلاصة " : " موثق " . و في التقريب : " مقبول " .
فمثله حسن الحديث إذا لم يتفرد . و بقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح . و له
شاهد بلفظ : " لا تجني نفس على نفس أخرى " . و قد مضى برقم ( 988 ) . و له شاهد
آخر من حديث ابن عمر بلفظ : " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض , و لا
يؤخذ الرجل بجريرة أبيه و لا بجريرة أخيه " . أخرجه النسائي ( 2 / 177 ) من
طريق أبي بكر بن عياش , و من طريق شريك كلاهما عن الأعمش عن مسلم عن مسروق -
قال الأول : عن عبد الله , و قال الآخر : عن ابن عمر - قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال النسائي : " هذا خطأ , و الصواب مرسل " . ثم
ساقه من طريق أبي معاوية و يعلى عن الأعمش به مرسلا لم يذكرا عبد الله . و هو
مرسل صحيح الإسناد , فهو شاهد قوي . و أما الطرف الأول فهو صحيح عن ابن عمر ,
له طرق أخرى عند النسائي و البخاري و غيرهما و هو مخرج في " الروض النضير "
برقم ( 797 ) و غيره .
1975 " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن و لا يغضهم إلا منافق , فمن أحبهم أحبه الله و من
أبغضهم أبغضه الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 624 :
أخرجه البخاري ( 4 / 223 ) و مسلم ( 1 / 60 ) و الترمذي ( 2 / 324 ) و قال :
" حسن صحيح " , و الطيالسي ( ص 99 رقم 728 ) و أحمد ( 4 / 292 ) عن # البراء بن
عازب #. و له شاهد من حديث أنس مرفوعا نحوه . و قد مضى لفظه برقم ( 668 ) .
1976 " لو تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 624 :
أخرجه الطيالسي ( ص 191 رقم 1345 ) : حدثنا عمران عن قتادة عن زيد بن عبد الله
ابن الشخير عن # حنظلة الأسيدي #مرفوعا . و هذا سند حسن رجاله كلهم ثقات رجال
الستة غير عمران و هو القطان روى له البخاري تعليقا , و هو صدوق يهم كما في
" التقريب " . و قد أخرجه الترمذي ( 2 / 74 ) و أحمد ( 4 / 346 ) عن الطيالسي ,
و قال الترمذي : " حديث حسن من هذا الوجه , و قد روي من غير هذا الوجه عن حنظلة
, و في الباب عن أبي هريرة " .
قلت : الوجه الآخر الذي أشار إليه الترمذي لفظه أتم من هذا , و قد مضى بلفظ :
" و الذي نفسي بيده إن لو تدومون " برقم ( 1948 ) . و حديث أبي هريرة الذي أشار
إليه سبق في " لو تكونون " رقم ( 968 ) . و له شاهد آخر بلفظ " لو تدومون "
و قد مضى قريبا برقم ( 1965 ) .
1977 " اللهم بارك لأهلها فيها . يعني العنز " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 625 :
أخرجه بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 27 - 29 مصورة المكتب ) : حدثنا محمد بن داود
ابن صبيح قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال : حدثنا محمد بن مهاجر عن
عروة بن رويم اللخمي عن # ثوبان # مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" نزل بنا ضيف بدوي , فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام بيوته , فجعل
يسأله عن الناس كيف فرحهم بالإسلام ? و كيف حدبهم على الصلاة ? فما زال يخبره
من ذلك بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نضرا , فلما
انتصف النهار و حان أكل الطعام دعاني مستخفيا لا يألوا : أن ائت عائشة رضي الله
عنها فأخبرها أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا , فقالت : و الذي بعثه
بالهدى و دين الحق ما أصبح في يدي شيء يأكله أحد من الناس , فردني إلى نسائه ,
كلهن يعتذرن بما اعتذرت به عائشة رضي الله عنها , فرأيت لون رسول الله صلى الله
عليه وسلم خسف , فقال البدوي : إنا أهل البادية معانون على زماننا , لسنا بأهل
الحاضر , فإنما يكفي القبضة من التمر يشرب عليها من اللبن أو الماء , فذلك
الخصب ! فمرت عند ذلك عنز لنا قد احتلبت , كنا نسميها ( ثمر ثمر ) , فدعا رسول
الله صلى الله عليه وسلم باسمها ( ثمر ثمر ) فأقبلت إليه تحمحم , فأخذ برجلها
باسم الله , ثم اعتقلها باسم الله , ثم مسح سرتها باسم الله , فحفلت ( الأصل :
فحطت ) فدعاني بمحلب , فأتيته به , فحلب باسم الله , فملأه فدفعه إلى الضيف ,
فشرب منه شربة ضخمة , ثم أراد أن يضعه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" عل " . ثم أراد أن يضعه , فقال له : " عل " , فكرره عليه حتى امتلأ و شرب ما
شاء , ثم حلب باسم الله و ملأه و قال : أبلغ عائشة هذا , فشربت منه ما بدا لها
, ثم رجعت إليه , فحلب فيه باسم الله , ثم أرسلني به إلى نسائه , كلما شرب منه
رددته إليه , فحلب باسم الله فملأه , ثم قال : ادفعه إلى الضيف فدفعته إليه
فقال : باسم الله , فشرب منه ما شاء الله , ثم أعطاني , فلم آل أن أضع شفتي على
درج شفته , فشربت شرابا أحلى من العسل , و أطيب من المسك , ثم قال " ... "
فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " .
1978 " موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا و ما فيها , و قرأ : *( فمن زحزح
عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 626 :
أخرجه الترمذي ( 3017 و 3288 ) و الدارمي ( 2 / 332 - 333 ) و الحاكم ( 2 / 299
) و أحمد ( 2 / 438 ) من طريق محمد بن عمرو قال : حدثني أبو سلمة عن # أبي
هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي !
قلت : وإسناده حسن فقط للخلاف في محمد بن عمرو . و لذا أخرج له مسلم مقرونا .
و للشطر الأول منه طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه :
1 - الخزرج بن عثمان السعدي قال : حدثنا أبو أيوب مولى لعثمان بن عفان عنه
مرفوعا بلفظ : " قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا و مثلها معها , و لقاب
قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا و مثلها معها , و لنصيف امرأة من الجنة خير
من الدنيا و مثلها معها " . قال : قلت : يا أبا هريرة ! ما النصيف ? قال :
الخمار . أخرجه أحمد ( 2 / 483 ) .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات , الخزرج هذا قال ابن معين : صالح ,
و ذكره ابن حبان في " الثقات " , لكن قال الدارقطني : " بصري يترك , و أبو أيوب
عن أبي هريرة جماعة , و لكن هذا مجهول " .
قلت : و هذه فائدة هامة من الإمام الدارقطني رحمه الله أن أبا أيوب عن أبي
هريرة جماعة , و هذا مما لم ينبه عليه الحافظ في ترجمة أبي أيوب هذا و قد سماه
عبد الله بن أبي سليمان الأموي , قال : و يقال : اسمه سليمان . و قال الذهبي في
" الميزان " : " أبو أيوب مولى عثمان عن جبير بن مطعم , لا يعرف " .
قلت : فهو علة هذا الإسناد .
2 - فليح عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعا :
" لقاب قوس أو سوط في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس و تغرب " . أخرجه أحمد ( 2
/ 482 ) .
قلت : و إسناده على شرط الشيخين , على ضعف في فليح و هو ابن سليمان الخزاعي
المدني . قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " .
3 - همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم , فذكر أحاديث هذا أحدها بلفظ : " لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين
السماء و الأرض " . أخرجه أحمد ( 2 / 315 ) .
قلت : و سنده صحيح على شرط الشيخين .
4 - عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به إلا أنه قال
: " خير من الدنيا و ما فيها " . أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم
و فضله " ( 2 / 17 ) .
قلت : و هذا إسناد جيد على شرط مسلم و ابن إسحاق هذا هو العامري القرشي مولاهم
و يقال له : عباد بن إسحاق .
5 - الأعمش عن أبي صالح عنه مرفوعا نحو طريق همام . أخرجه بحشل في " تاريخ واسط
" ( ص 143 ) .
قلت : و رجاله ثقات . و للحديث شاهدان : 1 - حديث أنس بن مالك مرفوعا نحو
الطريق الرابع . أخرجه ابن حبان ( 2629 ) و أحمد ( 3 / 141 ) . و سنده صحيح على
شرط الشيخين . 2 - حديث سهل بن سعد مرفوعا مثل حديث الترجمة دون الزيادة .
أخرجه البخاري و الترمذي و ابن ماجة في " الجهاد " و أحمد ( 3 / 433 - 334 و
5 / 330 و 337 و 338 و 339 ) . عن أبي حازم المدني عنه . و قال الترمذي : "
حديث حسن صحيح " .
1979 " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى , كتب له براءتان ,
براءة من النار و براءة من النفاق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 629 :
هو من رواية # أنس بن مالك # رضي الله عنه , و له عنه طرق .
الأولى : سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبي ثابت عنه به . أخرجه
الترمذي ( 1 / 201 - تحفة ) و أسلم الواسطي في " تاريخ واسط " ( ص 40 ) , و قال
الترمذي : " قد روي هذا الحديث عن أنس موقوفا , و لا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى
سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو , و إنما يروى هذا عن حبيب بن أبي حبيب البجلي عن
أنس بن مالك قوله " .
قلت : قد روي مرفوعا من طريق أخرى لم يقف عليها الترمذي , و هي :
الثانية : منصور بن مهاجر أبو الحسن حدثنا أبو حمزة الواسطي عن أنس بن مالك قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه أسلم الواسطي في " تاريخ
واسط " ( ص 36 ) : حدثنا أحمد بن إسماعيل قال : حدثنا إسماعيل بن مرزوق قال :
حدثنا منصور بن مهاجر ... و قال : " هذا ( يعني أبا حمزة الواسطي ) اسمه جبير
ابن ميمون " . كذا قال , و لم أره لغيره و لا وجدت في الرواة من يسمى جبير بن
ميمون بل الظاهر أن أبا حمزة هذا هو عمران بن أبي عطاء القصاب , قال الدولابي
في " الكنى " ( 1 / 156 ) : " واسطي , روى عنه شعبة و هشيم " .
قلت : و هو من رجال مسلم , روى عن أبيه و ابن عباس و أنس و غيرهم و قد وثقه جمع
و ضعفه بعضهم فهو حسن الحديث , لاسيما عند المتابعة . و منصور بن مهاجر , روى
عنه جمع من الثقات منهم يعقوب بن شيبة , و لم يذكروا فيه توثيقا , و لذلك قال
الحافظ في " التقريب " : " مستور " .
قلت : فمثله لا يستشهد به على أقل الدرجات . و إسماعيل بن مرزوق هو المرادي
الكعبي المصري , ذكره ابن حبان في " الثقات " و تكلم فيه الطحاوي , لكن استنظف
الحافظ إسناد حديث آخر من طريقه . و أما أحمد بن إسماعيل , فلم أعرفه الآن و في
" تاريخ بغداد " جمع من الرواة بهذا الاسم .
الثالثة : عن أبي العلاء الخفاف عن حبيب بن أبي حبيب عن أنس بن مالك قال :
فذكره نحوه موقوفا عليه . و هو الذي أشار إليه الترمذي فيما سبق . أخرجه
الواسطي أيضا في تاريخه ( ص 40 ) من طريقين عنه . و حبيب هذا هو ابن أبي حبيب
البجلي البصري نزيل الكوفة روى عنه أيضا طعمة بن عمرو الجعفري و عمر بن محمد
العنقزي , و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال الحافظ : " مقبول " يعني
المتابعة , و قد توبع كما تقدم . و أما أبو العلاء الخفاف و اسمه خالد بن طهمان
فهو صدوق , لكنه كان اختلط . ثم رواه الواسطي من طريق مؤمل بن إسماعيل عن سفيان
عن خالد عن أبي عميرة عن أنس بن مالك بمثله . و أبو عميرة هذا ثقة , و هو ابن
أنس بن مالك . و خالد هو ابن طهمان المتقدم , فكأنه اضطرب في إسناده , فرواه
تارة عن أبي عميرة عن أنس , و تارة عن أنس مباشرة لم يذكر أبا عميرة , و لعل
ذلك من اختلاطه .
قلت : و بالجملة , فهذه الطرق و إن كانت مفرداتها لا تخلو من علة , فمجموعها
يدل على أن له أصلا , و الأخير منها و إن كان موقوفا , فمثله لا يقال من قبل
الرأي كما لا يخفى . و للحديث طريق رابع عن أنس مرفوعا , و لكن بلفظ : " من صلى
في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار , و نجاة من العذاب
و برىء من النفاق " . و لكنه منكر بهذا اللفظ لمخالفته للفظه في الطرق المتقدمة
مع جهالة في إسناده , و لذلك أوردته في الكتاب الآخر ( 364 ) .
1980 " علي يقضي ديني " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 631 :
روي من حديث # أنس بن مالك و حبشي بن جنادة و سعد بن أبي وقاص # .
1 - أما حديث أنس فيرويه ضرار بن صرد أبو نعيم : حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت
أبي يحدث عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه
البزار ( ص 268 ) و قال : " هذا الحديث منكر " . قال الحافظ في " زوائد البزار
" : " و ضرار بن صرد ضعيف جدا " .
قلت : و تساهل في " التقريب " فقال : " صدوق له أوهام و خطأ " . و الحسن هو
البصري , و هو مدلس و قد عنعنه و يمكن أن يكون تلقاه عن بعض المتروكين , فقد
رواه محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن مطر عن أنس به . أخرجه الديلمي في
" مسند الفردوس " ( 2 / 297 - مختصره ) .
قلت : و مطر هذا هو ابن ميمون المحاربي , قال الحافظ : " متروك " .
2 - و أما حديث حبشي فيرويه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عنه
بلفظ : " علي مني و أنا منه , و لا يؤدي عني ( ديني ) إلا أنا أو علي " . أخرجه
أحمد ( 4 / 164 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12 / 150 / 1 ) و رجاله ثقات
إلا أن أبا إسحاق و هو السبيعي كان اختلط . ثم هو مدلس , لكن تابعه شريك عن أبي
إسحاق به . و قال شريك : " قلت لأبي إسحاق : أنت أين سمعته منه ? قال : موضع
كذا و كذا , لا أحفظه " . أخرجه أحمد أيضا ( 4 / 165 ) و الترمذي ( 2 / 299 )
و النسائي ( ص 14 - خصائص ) و الطبراني في " الكبير " ( 3511 ) و ابن ماجة (
119 ) , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .
قلت : إلا أن شريكا سيء الحفظ , فإن كان حفظه , فالعلة ما ذكرنا من الاختلاط .
و تابعه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن حبشي . أخرجه الطبراني ( 3512 ) .
3 - و أما حديث سعد فيرويه موسى بن يعقوب قال : حدثنا مهاجر بن سمسار بن سلمة
عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يوم الجحفة - فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله فأثنى عليه - ثم قال : " أيها
الناس إني وليكم " . قالوا : صدقت يا رسول الله , ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال :
" هذا وليي , و يؤدي عني ديني و أنا موالي من والاه و معادي من عاداه " . أخرجه
النسائي في " خصائص علي " ( ص 3 ) و البزار في " مسنده " ( ص 266 ) و قال :
" لا نعلمه يروى عن عائشة بنت سعد عن أبيها ( إلا ) من هذا الوجه , و لا يعلم
روى المهاجر عن عائشة بنت سعد عن أبيها إلا هذا " .
قلت : و رجاله ثقات على أن موسى بن يعقوب و هو الزمعي سيء الحفظ كما قال الحافظ
في " التقريب " .
قلت : فإذا ضم هذا إلى الذي قبله ارتقى الحديث بمجموعهما إلى درجة الحسن إن شاء
الله تعالى .
( تنبيه ) ليس في شيء من هذه الطرق تعيين المكان الذي نطق فيه عليه الصلاة
و السلام بهذا الحديث اللهم إلا ما في حديث سعد أنه " يوم الجحفة " , و إلا ما
في رواية لابن عساكر ( 12 / 150 / 2 ) من طريق جبير بن هارون : أخبرنا محمد بن
حميد أخبرنا حكام عن عنبسة عن أبي إسحاق عن حبشي بحديثه المتقدم , و زاد في
آخره : " قاله في حجة الوداع " .
قلت : و هذه زيادة منكرة لتفرد هذا الطريق بها دون الطرق المتقدمة عن أبي إسحاق
. و في هذا محمد بن حميد و هو الرازي , و هو ضعيف لسوء حفظه . و جبير بن هارون
لم أجد له ترجمة . و لا أستبعد أن تكون هذه الزيادة من سوء حفظ الرازي , فإن في
رواية إسرائيل المتقدمة عند أحمد زيادة أخرى بلفظ : " ... عن حبشي بن جنادة - و
كان قد شهد حجة الوداع - " .
قلت : فلم يضبط الرازي هذه الجملة و انقلبت عليه لسوء حفظه فصيرها : " قاله في
حجة الوداع " ! ! و جعله عقب الحديث ! ! مع ما في ذلك من المخالفة لرواية سعد ,
فتنبه . و إذا تبينت هذا , فاعلم أنه قد صنع صنيع الرازي هذا رجل من متعصبة
الشيعة , و هو الشيخ المسمى بعبد الحسين الموسوي بل إن صنيعه أسوأ و أقبح لأنه
عن عمد فعل ! فقد قال في كتابه " المراجعات " ( ص 173 ) : " 15 - قوله صلى الله
عليه وسلم يوم عرفات في حجة الوداع : علي مني و أنا من علي , و لا يؤدي عني إلا
أنا أو علي " . ثم قال في تخريجه في الحاشية : " أخرجه ابن ماجة في باب فضائل
الصحابة ص 92 من الجزء الأول من سننه و الترمذي و النسائي في صحيحيهما ( ! )
و هو الحديث 2531 ص 153 من الجزء السادس من الكنز . و قد أخرجه الإمام أحمد ( ص
164 من الجزء الرابع من مسنده ) من حديث حبشي بن جنادة بطرق متعددة كلها صحيحة
( ! ) و حسبك أنه رواه عن يحيى بن آدم عن إسرائيل بن يونس عن جده أبي إسحاق
السبيعي عن حبشي و كل هؤلاء حجج عند الشيخين . و من راجع هذا الحديث في مسند
أحمد علم أن صدوره إنما كان في حجة الوداع " !
أقول و الله المستعان : في هذه السطور أكاذيب . الأولى : قوله : " يوم عرفات "
, فإنه لا أصل له مطلقا في شيء من الروايات . و إنما افترى هذه الزيادة تصخيما
للأمر و تهويلا , و ليكرر ذلك بعبارة أخرى فقال ( ص 194 ) : " فلما كان يوم
الموقف بعرفات نادى في الناس : علي مني ..." !
الثانية : قوله : " في حجة الوداع " , فقد عرفت أنها لم ترد في شيء من الطرق
إلا طريق ابن عساكر الواهية , و هو إنما عزى الحديث بهذه الزيادة إلى غير ابن
عساكر كما رأيت و ليست عندهم , فهو افتراء ظاهر عليهم .
الثالثة : قوله : " و من راجع هذا الحديث في مسند أحمد ... " إلخ , تضليل مكشوف
, فليس في " المسند " إلا قول أبي إسحاق أو من دونه في حبشي : " و كان قد شهد
حجة الوداع " . و كل ذي لب و علم يعلم أن هذه الجملة لا تعطي تصريحا و لا
تلميحا أن حبشي بن جنادة سمع الحديث منه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع .
الرابعة : قوله : " في صحيحيهما " تضليل آخر , فإن كتاب الترمذي و النسائي إنما
يعرفان بـ " السنن " و ليس بـ " الصحيح " , كيف و فيهما أحاديث ضعيفة يصرح
المؤلف فضلا عن غيره بضعفها لاسيما الأول منها . على أن النسائي لم يخرج الحديث
في " سننه " و إنما في " الخصائص " كما تقدم , فهذا تضليل آخر , حتى و لو كان
أطلق عليها " الصحيح " أيضا كما هو ظاهر !
الخامسة : قوله : " بطرق متعددة " . كذب أيضا لأنه ليس له في " المسند " بل
و لا في غيره إلا طريق واحدة هي طريق أبي إسحاق السبيعي عن حبشي . و إنما تعددت
الطرق إلى السبيعي فقط , و في هذه الحال لا يصح أن يقال : " بطرق متعددة " إلا
من متساهل , أو مدلس كهذا الشيعي .
السادسة : قوله : " كلها صحيحة " .
أقول : فهذا كذب مزدوج لأنه ليس له إلا طريق واحدة كما سبق بيانه آنفا . و لأن
هذا الطريق لا يجوز إطلاق الصحة عليها لاختلاط المتفرد بها - و هو السبيعي ,
و لعنعنته كما سبق بيانه . ثم اعلم أن لهذا الشيعي أكاذيب كثيرة في كتابه
المذكور فضلا عن جهله بهذا العلم و احتجاجه بالأحاديث الضعيفة و الموضوعة
و طعنه في الصحابة و أئمة الحديث و أهل السنة الأمر الذي يستلزم القيام بالرد
عليه و الكشف عما في كتابه من الأسواء و الأخطاء و الأكاذيب . و قد توفرت الهمة
لنقده في أحاديثه الضعيفة و الموضوعة , و قد اجتمع لدي منها حتى الآن قرابة
مائة حديث جلها أو كلها في فضل علي و هي ما بين ضعيف و موضوع و أرقامها في
الكتاب الآخر ( 4882 - 4960 ) . و الله المستعان .
1981 " عودوا المرضى , و اتبعوا الجنائز , تذكركم الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 636 :
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 84 / 1 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 518 )
و ابن حبان ( 709 ) و ابن المبارك في " الزهد " ( 248 ) و البغوي في " شرح
السنة " ( 1 / 166 / 1 ) عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن # أبي سعيد الخدري #
مرفوعا .
قلت : إسناده حسن , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأسواري ,
فأخرج له مسلم متابعة , و وثقه الطبراني و ابن حبان و روى عنه جماعة .
1982 " العرافة أولها ملامة و آخرها ندامة و العذاب يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 636 :
رواه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 2526 ) و أبو العباس الأصم في " حديثه "
( 3 / 148 / 1 ) ( رقم 125 ) عن هشام عن عباد بن أبي علي عن أبي حازم عن # أبي
هريرة # رفعه .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , رجال الشيخين غير عباد بن أبي علي و هو
البصري , و قد روى عنه مع هشام هذا - و هو الدستوائي - غيره من الثقات و هم
حماد بن زيد و خليد بن حسان , كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 84 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال الحافظ :
" مقبول " . و في الترهيب عن العرافة أحاديث أخرى عن جمع من الصحابة , لا تخلو
أسانيدها من ضعف تجدها في آخر الجزء الأول من " الترغيب " للحافظ المنذري ( 1 /
278 - 280 ) إلا الحديث الأخير منها عنده عن أبي سعيد و أبي هريرة معا , و قد
مضى لفظه و تخريجه برقم ( 360 ) .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:55 PM
1983 " العقل على العصبة , و في السقط غرة : عبد أو أمة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 637 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 3484 ) من طريق عباد بن منصور
أخبرنا أبو المليح الهذلي عن حمل بن النابغة " أنه كانت له امرأتان , لحيانية ,
و معاوية - من بني معاوية بن زيد - و أنهما اجتمعتا فتغايرتا , فرفعت المعاوية
حجرا فرمت به اللحيانية , و هي حبلى , و قد بلغت فقتلتها , فألقت غلاما , فقال
حمل بن مالك لعمران بن عويمر : أد إلي عقل امرأتي , فارتفعا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لسوء حفظ عباد بن منصور , لكنه لم يتفرد به , فقد تابعه
قتادة عن أبي المليح بن أسامة به نحوه . أخرجه الطبراني أيضا ( رقم - 3485 ) .
و إسناده صحيح . و رواه النسائي ( 2 / 249 ) من طريق أخرى عن حمل مختصرا .
و للحديث شواهد منها عن أبي هريرة قال : " قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في
جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة عبد أو أمة , ثم إن المرأة التي قضى
عليها بالغرة توفيت , فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ميراثها لبنيها
و زوجها و أن العقل على عصبتها " . أخرجه البخاري ( 4 / 286 ) و مسلم ( 5 / 110
) و النسائي و أحمد ( 2 / 539 ) . ( العقل ) : الدية . ( العصبة ) : هو بنو
الرجل و قرابته لأبيه , و في ( الفرائض ) : من ليست له فريضة مسماه في الميراث
و إنما يأخذ ما أبقى ذوو الفروض . ( غرة ) . قال ابن الأثير : الغرة : العبد
نفسه أو الأمة .
1984 " طوافك بالبيت , و بين الصفا و المروة يكفيك لحجك و عمرتك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 638 :
أخرجه مسلم ( 4 / 34 ) و أبو داود ( 1897 ) عن عبد الله بن أبي نجيح عن عطاء
- و قال مسلم : عن مجاهد - عن #عائشة # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها :
فذكره . لفظ عطاء , و لفظ مجاهد : أنها حاضت بـ ( سرف ) , فتطهرت بعرفة , فقال
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجزيء عنك طوافك بالصفا و المروة عن حجك
و عمرتك " . ثم أخرج مسلم و أحمد ( 6 / 124 ) من طريق عبد الله بن طاووس عن
أبيه عن عائشة " أنها أهلت بعمرة , فقدمت و لم تطف بالبيت حتى حاضت , فنسكت
المناسك كلها و قد أهلت بالحج , فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوم ( النفر
) : " يسعك طوافك لحجك و عمرتك " . فأبت , فبعث بها مع عبد الرحمن إلى التنعيم
, فاعتمرت بعد الحج " .
قلت : فالعمرة بعد الحج إنما هي للحائض التي لم تتمكن من الإتيان بعمرة الحج
بين يدي الحج لأنها حاضت كما علمت من قصة عائشة هذه , فمثلها من النساء إذا
أهلت بعمرة الحج كما فعلت هي رضي الله عنها , ثم حال بينها و بين إتمامها الحيض
, فهذه يشرع لها العمرة بعد الحج , فما يفعله اليوم جماهير الحجاج من تفاهتهم
على العمرة بعد الحج , مما لا نراه مشروعا لأن أحدا من الصحابة الذين حجوا معه
صلى الله عليه وسلم لم يفعلها . بل إنني أري أن هذا من تشبه الرجال بالنساء ,
بل بالحيض منهن ! و لذلك جريت على تسمية هذه العمرة بـ ( عمرة الحائض ) بيانا
للحقيقة .
1985 " طوبى شجرة في الجنة , مسيرة مائة عام , ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 639 :
أخرجه أحمد ( 3 / 71 ) و ابن جرير في " تفسيره " ( 13 / 101 ) و ابن حبان (
2625 ) من طريق دراج أبي السمح أن أبا الهيثم حدثه عن # أبي سعيد الخدري # عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم به .
قلت : و هذا سند لا بأس به في الشواهد لسوء حفظ دراج . و يشهد له ما رواه فرات
ابن أبي الفرات عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " *( طوبى لهم و حسن مآب )* شجرة غرسها الله بيده , و نفخ فيها من روحه
بالحلي و الحلل , و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة " . أخرجه ابن جرير .
و فرات هذا قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 80 ) عن أبيه : " صدوق لا بأس به " .
و ضعفه غيره . و ما أخرجه البخاري و غيره عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا
يقطعها , إن شئتم فاقرءوا : *( و ظل ممدود , و ماء مسكوب )* . و ما أخرجه أحمد
( 2 / 202 و 224 و 225 ) عن حنان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أخبرنا عن ثياب أهل الجنة
خلقا تخلق أم نسجا تنسج ? فضحك بعض القوم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " مم تضحكون من جاهل يسأل عالما ? " ثم أكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
ثم قال : " أين السائل ? " قال : هو ذا أنا يا رسول الله ! قال : " لا بل تشقق
عنها ثمر الجنة ( ثلاث مرات ) " .
1986 " العمد قود , و الخطأ دية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 640 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " من حديث # عمرو بن حزم # مرفوعا . و قال الهيثمي
في " المجمع " ( 6 / 286 ) : " و فيه عمران بن أبي الفضل و هو ضعيف " . و أقره
المناوي .
و أقول : و لكنه حديث صحيح , أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 328 ) من طرق عن
عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا بألفاظ , أقربها إلى لفظ الترجمة بلفظ :
" العمد قود , و الخطأ عقل لا قود فيه ... " الحديث و هو مخرج في " المشكاة " (
3478 ) و في " الإرواء " أيضا فيما أظن . و للشطر الأول منه شاهد آخر من حديث
عثمان بن عفان مرفوعا نحوه . أخرجه النسائي ( 2 / 169 ) و أحمد ( 1 / 63 ) عن
مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر عنه . و سنده حسن في الشواهد .
( قود ) القود : القصاص , و قتل القاتل بدل القتيل .
1987 " عليهم ما حملوا , و عليكم ما حملتم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 641 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 42 ) عن محمد بن أبي إسرائيل سمع عبد
الملك بن أبي بشير عن # علقمة بن وائل عن أبيه # أنه قال للنبي صلى الله عليه
وسلم : " إن كان علينا أمراء يعملون بغير طاعة الله ? فقال : " فذكره , ثم رواه
من طريق شعبة عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه قال سلمة بن يزيد الجعفي للنبي
صلى الله عليه وسلم نحوه . و من طريق إسرائيل قال : حدثنا سماك عن علقمة قال
يزيد للنبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : الرواية الأولى معلولة بمحمد بن أبي إسرائيل , و في ترجمته ساق البخاري
الحديث و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كذلك صنع ابن أبي حاتم في كتابه ( 3
/ 2 / 209 ) لم يذكر فيه ذلك , فهو في عداد المجهولين . و الرواية الثانية
إسنادها صحيح , رجالها كلهم ثقات رجال مسلم , و هي أصح من الرواية الثالثة لأن
شعبة أحفظ من إسرائيل لاسيما في الرواية عن سماك . و الحديث عزاه السيوطي
للطبراني في " الكبير " عن يزيد بن سلمة الجعفي , و قال المناوي : " قال
الهيثمي : فيه عبيد بن عبيدة لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " . و أقره المناوي .
و أقول : إسناده عند البخاري ليس من طرقه و هذا من فضائل تتبع الطرق و الأسانيد
, فالحمد لله على توفيقه . ثم وقفت على إسناده في " الكبير " , فرأيته أخرجه (
6322 ) من طريق عبيد بن عبيدة حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن زائدة عن
سماك به مثل رواية شعبة . فازدادت روايته بهذه المتابعة قوة على قوة .
1988 " غشيتكم الفتن كقطع الليل المظلم , أنجى الناس فيه رجل صاحب شاهقة يأكل من رسل
غنمه , أو رجل آخذ بعنان فرسه من وراء الدرب يأكل من سيفه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 642 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 514 ) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن نافع بن سرجس عن
#أبي هريرة # قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا , و رجاله ثقات رجال مسلم غير نافع هذا , قال ابن أبي حاتم
( 4 / 1 / 453 ) عن أبيه : " لا أعلم إلا خيرا " .
1989 " غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال , الأئمة المضلون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 642 :
أخرجه أحمد ( 5 / 145 ) عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني قال :
سمعت # أبا ذر # يقول : " كنت مخاصرا للنبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى منزله
, فسمعته يقول : " فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير ابن لهيعة , فإنه سيء الحفظ . و أما قول المناوي :
" رواه مسلم في آخر " الصحيح " بلفظ : " غير الدجال أخوفني عليكم " ثم ذكر
حديثا طويلا " . فإنما يعني حديث النواس بن سمعان المتقدم برقم ( 482 ) و ليس
فيه " الأئمة المضلون " . لكن هذه الزيادة قد ثبتت من حديث أبي الدرداء كما
تقدم برقم ( 1582 ) , فالحديث بمجموع ذلك صحيح .
1990 " الغزو غزوان , فأما من ابتغى وجه الله و أطاع الإمام و أنفق الكريمة و اجتنب
الفساد , فإن نومه و تنبهه أجر كله , و أما من غزا فخرا و رياء و سمعة و عصى
الإمام و أفسد في الأرض , فإنه لا يرجع بكفاف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 643 :
رواه أبو داود ( رقم ( 2515 ) و النسائي في " السير " من " الكبرى " ( 2 / 52 /
1 ) و عبد بن حميد في " المنتخب " ( 15 / 2 ) و ابن عدي ( 44 / 2 ) عن بقية عن
بحير عن خالد بن معدان عن أبي بحرية عن #معاذ بن جبل #مرفوعا . و هكذا رواه
الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 171 / 1 ) و صرح عنده بقية بالتحديث , و كذلك
صرح به في رواية أبي العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 97 ) و ابن عساكر ( 8
/ 512 / 1 ) و رواه أبو القاسم إسماعيل الحلبي في " حديثه " ( 113 / 2 ) عن
عثمان بن عطاء عن أبيه عن معاذ بن جبل مرفوعا به .
قلت : و السند الأول حسن رجاله ثقات و قد صرح بقية بالتحديث في رواية الأكثرين
. و أبو بحرية اسمه عبد الله بن قيس الكندي و هو ثقة مخضرم .
1991 " الغسل صاع , و الوضوء مد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 643 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 3611 ) و ابن عدي ( 69 / 2 ) عن حكيم بن نافع
الرمي عن موسى بن عقبة عن نافع عن #ابن عمر # مرفوعا , و قال : " هذا الحديث
بهذا الإسناد غير محفوظ عن موسى بن عقبة " . و قال الطبراني : " لم يروه عن
موسى إلا حكيم " .
قلت : و هو ضعيف , قال ابن عدي : " هو ممن يكتب حديثه " . و قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث , منكر الحديث " . و قال الساجي : " عنده مناكير " . و أما ابن
معين فقال : " ليس به بأس " . و قال مرة : " ثقة " .
قلت : فهو على كل حال ليس شديد الضعف , فمثله يتقوى حديثه بالمتابعات و الشواهد
و قد وجدت له شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة :
الأول : عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " يكفي من الوضوء المد , و يكفي من الغسل
الصاع " . أخرجه أبو عوانة في " صحيحه " ( 1 / 233 ) عن معاوية بن هشام حدثنا
سفيان عن عبد الله بن جبر قال : سمعت أنسا به . و هذا إسناد جيد و هو على شرط
مسلم .
الثاني : عن جابر مرفوعا . " يجزي من الوضوء المد , و من الجنابة صاع " . أخرجه
البيهقي ( 1 / 195 ) عن حصين و يزيد بن أبي زياد و أحمد ( 3 / 370 ) عن يزيد
وحده - كلاهما عن سالم بن أبي الجعد عنه . و إسناد البيهقي صحيح .
الثالث : عن علي مرفوعا نحوه . أخرجه ابن ماجة ( 270 ) عن حبان بن علي عن يزيد
ابن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن أبيه عن جده . و هذا
سند ضعيف .
الرابع : عن ابن عباس مرفوعا نحوه .أخرجه الطبراني في " الأوسط " بسند ضعيف .
1992 " الغيبة أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 645 :
أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3 / 150 - طبعة الحلبي ) عن الوليد بن عبد الله
صياد أن #المطلب بن عبد الملك بن حنطب المخزومي # أخبره : " أن رجلا سأل رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ما الغيبة ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن
تذكر .... قال : يا رسول الله و إن كان حقا ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: إذا قلت باطلا فذلك البهتان " . و أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 704 ) عن
مالك به نحوه .
قلت : و هذا إسناد مرسل المطلب هذا قال الحافظ في " التعجيل " : " كان كثير
الإرسال و لم يصح سماعه من أبي هريرة , فلعله أخذ عن عبد الرحمن ابن يعقوب " .
و ترجم الحافظ للوليد بما يستفاد منه أنه ليس له راو سوى مالك , و أن ابن حبان
ذكره في الطبقة الثالثة من " الثقات " , و قد ذكر السيوطي في مقدمة " إسعاف
المبطأ برجال الموطأ " : أن شيوخ مالك كلهم ثقات , فهو مرسل صحيح الإسناد
و يشهد له حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه و قد خرجته في " غاية المرام في تخريج
الحلال و الحرام " ( 426 ) . و الحديث أورده السيوطي في " زوائد الجامع " من
رواية الخرائطي في " مساوي الأخلاق " عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرفوعا
بلفظ : " بما فيه من خلفة " بالفاء , أي من ورائه دون علمه . و هو بمعنى رواية
مالك : فكان عليه أن يعزوه إليه لعلو طبقته , و أن ينبه على أنه مرسل , كما هي
عادته . ثم وقفت على نسخة مصورة من مخطوطة " مساوي الأخلاق " أنا الآن في صدد
نسخة و ترقيم أحاديثه إعداد لتحقيق و نشره إن شاء الله تعالى , فإذا الحديث فيه
( رقم - 207 ) من طريق الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : ذكرت
الغيبة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " الغيبة أن يذكر الرجل بما فيه من
خلقه " . قال : ما كنا نظن أن الغيبة إلا أن يذكره بما ليس فيه . قال : " ذلك
من البهتان " . كذا وقع فيه ( خلقه ) بالقاف , ليس بالفاء كما تقدم عن "
الزوائد " , و لعله أولى . ثم إن الأوزاعي ثقة حافظ إمام , فهي متابعة قوية
للوليد تدل على حفظه .
ساجدة لله
2010-10-20, 02:34 AM
1993 " إن هذا السفر جهد و ثقل , فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين , فإن استيقظ و إلا
كانتا له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 646 :
أخرجه الدارمي ( 1 / 374 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2 / 159 / 1103 ) و ابن
حبان ( 683 ) من طرق عن ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد عن عبد
الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن # ثوبان # قال : " كنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في سفر فقال : " فذكره , و ليس عند الدارمي هذه الجملة المصرحة
بأنه صلى الله عليه وسلم قال الحديث في السفر , و لذلك عقب على الحديث بقوله :
" و يقال : " هذا السفر " و أنا أقول : السهر " ! و بناء عليه وقع الحديث عنده
بلفظ : " هذا السهر " . و يرده أمران :
الأول : ما ذكرته من مناسبة ورود الحديث في السفر .
و الآخر : أن ابن وهب قد تابعه عبد الله بن صالح حدثنا معاوية بن صالح به
مناسبة و لفظا . أخرجه الدارقطني ( ص 177 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1410 )
. و عبد الله بن صالح من شيوخ البخاري , فهو حجة عند المتابعة . فدل ذلك كله
على أن المحفوظ في الحديث " السفر " و ليس " السهر " كما قال الدارمي .
و الحديث استدل به الإمام ابن خزيمة على " أن الصلاة بعد الوتر مباح لجميع من
يريد الصلاة بعده , و أن الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما
بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم دون أمته , إذا النبي صلى
الله عليه وسلم قد أمرنا بالركعتبن بعد الوتر أمر ندب و فضيلة , لا أمر إيجاب
و فريضة " . و هذه فائدة هامة , استفدناها من هذا الحديث , و قد كنا من قبل
مترددين في التوفيق بين صلاته صلى الله عليه وسلم الركعتين و بين قوله :
" اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا " , و قلنا في التعليق على " صفة الصلاة " ( ص
123 - السادسة ) : " و الأحوط تركهما اتباعا للأمر . و الله أعلم " . و قد تبين
لنا الآن من هذا الحديث أن الركعتين بعد الوتر ليستا من خصوصياته صلى الله عليه
وسلم , لأمره صلى الله عليه وسلم بهما أمته أمرا عاما , فكأن المقصود بالأمر
بجعل آخر صلاة الليل وترا , أن لا يهمل الإيتار بركعة , فلا ينافيه صلاة ركعتين
بعدهما , كما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم و أمره . و الله أعلم .
1994 " لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب , و هي صلاة الأوابين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 648 :
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1224 ) و الحاكم ( 1 / 314 ) عن إسماعيل بن عبد
الله بن زرارة الرقي حدثنا خالد بن عبد الله حدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
# أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم
: " صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي .
قلت : و ذلك من أوهامهما , فإن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة . و ابن
زرارة لم يخرج له مسلم أصلا ! و هو صدوق تكلم فيه الأزدي بغير حجة كما في "
التقريب " , فالسند حسن , و قد أعله ابن خزيمة بقوله عقبه : " لم يتابع هذا
الشيخ إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا الخبر , رواه الدراوردي عن محمد بن
عمرو عن أبي سلمة مرسلا . و رواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
قوله " .
قلت : لم يتفرد ابن زرارة بوصله , فقد تابعه : أولا : محمد بن دينار حدثنا محمد
ابن عمرو به . أخرجه ابن عدي ( ق 301 / 1 ) و قال : " محمد بن دينار الطاحي حسن
الحديث , و عامة حديثه ينفرد به " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق سيء
الحفظ " .
ثانيا : عاصم بن بكار الليثي عن محمد بن عمرو به . أخرجه ابن شاهين في
" الترغيب " ( ق 282 / 1 ) من طريق الفضل بن الفضل أبي عبيدة حدثنا عاصم به .
لكني لم أعرف عاصما هذا . و الفضل لين الحديث .
ثالثا : عمرو بن حمران عن محمد بن عمرو به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " (
رقم - 4322 ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا نوح بن أنس الرازي حدثنا عمرو
ابن حمران , و قال : " لم يروه عن محمد إلا عمرو " . كذا قال و هو مردود بما
سبق , و من الطرائف أن يستدرك بكلامه هذا و روايته على ابن خزيمة , و برواية
هذا على الطبراني ! تصديقا للقول السائر : كم ترك الأول للآخر !
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله موثقون , و أما قول الهيثمي فى" مجمع الزوائد "
( 2 / 239 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن عمرو , و فيه كلام
و فيه من لم أعرفه " . فهو يشير بطرفه الآخر من كلامه إلا عمرو بن حمران
و الراوي عنه نوح , أو أحدهما , و قد عرفتهما بالصدق : أما عمرو بن حمران فهو
بصري سكن الري , و روى عنه جمع من الثقات سماهم ابن أبي حاتم في ترجمته ( 3 / 1
/ 227 ) , و قال عن أبيه : " صالح الحديث " .و أما نوح بن أنس فهو المقريء .
قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 486 ) : " روى عنه أبي و الفضل بن شاذان . سئل أبي
عنه ? فقال : صدوق " . و أما علي بن سعيد فهو حافظ معروف مترجم في " الميزان "
و " اللسان " و غيرهما و فيه كلام يسير لا ينزل به حديثه عن مرتبة الحسن .
و جملة القول أن حديث ابن زرارة الموصول يتقوى بهاتين المتابعتين , لاسيما
الأخيرة منهما , فيندفع بذلك شبهة أن يكون أخطأ في وصله و لولا أن محمد بن عمرو
في حفظه بعض الضعف لحكمت على الحديث بالصحة , و لعله هو نفسه كان يوصله تارة ,
و يرسله أخرى , فكل حدث بما سمع منه , و الحكم للزيادة , لاسيما و الجملة
الأخيرة منه - و إن كانت لم ترد في هاتين المتابعتين - فإن لها شاهدا من حديث
زيد بن أرقم سبق تخريجه برقم ( 1164 ) و لها طريق أخرى عن أبي هريرة خرجتها في
" صحيح أبي داود " (1286 )
1995 " فاطمة بضعة مني , يقبضني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها , و إن الأنساب يوم
القيامة تنقطع غير نسبي و سببي و صهري " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 650 :
أخرجه أحمد ( 4 / 323 ) و من طريقه الحاكم ( 3 / 158 ) من طريق عبد الله بن
جعفر حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور :
" أنه بعث إليه حسن بن حسين يخطب ابنته , فقال له : قل له : فيلقاني في العتمة
, قال : فلقيه , فحمد الله # المسور # , و أثنى عليه , ثم قال : أما بعد , أيم
الله , ما من نسب و لا سبب و لا صهر إلي من نسبكم و صهركم , و لكن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ( فذكره ) , و عندك ابنتها و لو زوجتك لقبضها ذلك ,
فانطلق عاذرا له " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي ! و هذا
عجب منه , فإن أم بكر هذه لا تعرف , بشهادة الذهبي نفسه , فإنه أوردها في فصل "
النسوة المجهولات " , و قال : : تفرد عنها ابن أخيها عبد الله بن جعفر " .
لكني وجدت لها متابعا قويا , فقال عبد الله ابن الإمام أحمد ( 4 / 332 ) :
حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا أبو سعيد - مولى بني هاشم - حدثنا عبد الله بن
جعفر عن أم بكر و جعفر عن عبيد الله بن أبي رافع به , إلا أنه قال : " شجنة "
مكان " بضعة " . و الباقي مثله سواء . و هذا إسناد جيد , جعفر هذا هو ابن محمد
بن علي بن الحسين أبو عبد الله الصادق الإمام الفقيه , و هو ثقة من رجال مسلم ,
فهو متابع قوي .و بقية رجال الإسناد - باستثناء أم بكر - ثقات رجال مسلم .
و محمد بن عباد هو ابن الزبرقان المكي . و الحديث أخرجه البخاري في " فضائل
الصحابة " ( 11 / 84 - فتح ) و النسائي في " الخصائص " ( ص 25 ) من طريق ابن
أبي مليكة عن المسور بن مخرمة مختصرا بلفظ : " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها
أغضبني " .
( تنبيه ) لم يقف الهيثمي على الحديث في " مسند أحمد " فقال في " المجمع " ( 9
/ 203 ) : " رواه الطبراني , و فيه أم بكر بنت المسور و لم يجرحها أحد و لم
يوثقها و بقية رجاله وثقوا " !
قلت : ففاتته بسبب ذلك تلك المتابعة القوية . والله الموفق .
1996 " في الإبل فرع , و في الغنم فرع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 651 :
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 328 / 2 ) : حدثنا أحمد بن رشدين حدثنا أحمد
ابن صالح حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أيوب بن موسى أن
# يزيد ابن عبد المزني حدثه عن أبيه # مرفوعا و قال : " لم يروه عن أيوب إلا
عمرو , تفرد به ابن وهب " .
قلت : و هو ثقة , و كذلك من فوقه إلا يزيد بن عبد المزني , فإنه مجهول العين ,
و ليس مجهول الحال كما جزم به الحافظ في " التقريب " , و إن أورده ابن حبان في
" الثقات " ( 1 / 261 ) , و اغتر به الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " ( 4 / 28
) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و رجاله ثقات " ! و أقره
المناوي في " فيض القدير " !! , و راجع " الإرواء " ( 1165 ) .
( تنبيه ) : هكذا متن الحديث في " الأوسط " , و كذلك أورده الهيثمي في " مجمع
الزوائد " و " مجمع البحرين " ( 1 / 128 / 1 ) . و أما السيوطي فأورده في
الجامع بزيادة : " و يعق عن الغلام , و لا يمس رأسه بدم " . عازيا لها لرواية
الطبراني في " الكبير " وحده , و كذلك ذكره الهيثمي أيضا في مكان آخر ( 4 / 58
) , و هي في " الأوسط " حديث مستقل لكن بهذا السند نفسه و سيأتي . و قد أخرجه
الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 335 ) عن أبي نعيم معلقا قال : حدثنا محمد
ابن إبراهيم بن علي حدثنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب به
كاملا و لفظه : " في الإبل فرع , و يعق عن الغلام و لا يمس رأسه بدم " . و قد
وجدت له شاهدا قويا من حديث نبيشة الهذلي مرفوعا : " في كل سائمة فرع , تغذوه
ماشيتك , حتى إذا استحمل ذبحته فتصدقت بلحمه على ابن السبيل , فإن ذلك خير " .
أخرجه أبو داود و غيره بسند صحيح كما بينته في " الإرواء " ( 1181 ) . و العق
و ترك الدميم له شاهد من حديث بريدة , و آخر من حديث عائشة , و قد خرجتهما في
المصدر المذكور تحت الحديث المشار إليه آنفا .
( الفرع ) : أول ما تلده الناقة , كانوا يذبحونه لآلهتهم , فأبطله الإسلام ,
و جعله لله لمن شاء على التخيير لا الإيجاب , و هو المراد بقوله صلى الله عليه
وسلم : " لا فرع ... " . كما ترى بيانه في " الإرواء " ( 4 / 409 - 413 ) .
1997 " في الأنف الدية إذا استوعب جدعه مائة من الإبل , و في اليد خمسون و في الرجل
خمسون و في الآمة ثلث النفس و في الجائفة ثلث النفس و في المنقلة خمس عشرة و في
الموضحة خمس و في السن خمس و في كل إصبع مما هنالك عشر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 653 :
أخرجه البزار ( رقم - 1531 ) و البيهقي ( 8 / 86 ) عن محمد بن عبد الرحمن عن
عكرمة بن خالد عن أبي بكر بن عبيد الله بن عمر عن أبيه عن # عمر # مرفوعا .
و قال البزار : " لا نعلمه عن عمر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف , محمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي ليلى كما صرحت به رواية
البزار , و هو ضعيف سيء الحفظ . لكن الحديث له شاهد من حديث عمرو بن حزم في
حديثه الطويل في ( الديات ) عند النسائي ( 2 / 252 ) و غيره و هو مخرج في
" الإرواء " ( 2273 ) . و لبعض فقراته شواهد متفرقة فيه من حديث ابن عباس (
2231 ) و أبي موسى ( 2272 ) و عبد الله بن عمرو ( 2285 ) و مكحول مرسلا ( 2296
) و ابن عمرو أيضا ( 2297 ) . ( استوعبه ) أي قطع جميعه .
( الآمة ) قال ابن الأثير : و في حديث آخر : ( المأمومة ) و هما الشجة التي
بلغت أم الرأس , و هي الجلدة التي تجمع الدماغ .
( الجائفة ) : الطعنة التي تنفذ إلى الجوف , و المراد هنا كل ما له قوة محيلة
كالبطن و الدماغ .
( المنقلة ) : هي التي تخرج منها صغار العظام و تنتقل من أماكنها , و قيل :
التي تنقل العظم , أي تكسره .
( الموضحة ) : هي من الشجاج التي تبدي وضح العظم , أي بياضه .
1998 " في المنافق ثلاث , إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 654 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 386 ) و البزار ( رقم - 87 )
و الطبراني في " الأوسط " ( 8080 ) عن يوسف بن الخطاب المدني عن عبادة بن
الوليد بن عبادة بن الصامت قال : سمعت # جابر بن عبد الله # قال : فذكره مرفوعا
. و قال البزار : " لا نعلمه يروى عن جابر إلا من هذا الوجه , و يوسف مجهول " .
و لكن للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " ثلاث في المنافق و إن صلى
و إن صام , و زعم أنه مسلم , إذا حدث ... " الحديث . أخرجه أحمد ( 2 / 397 )
و مسلم ( 1 / 56 ) و لم يسق لفظه بتمامه عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن
سعيد ابن المسيب عنه . و هو في " الصحيحين " و غيرهما بلفظ : " آية النفاق ...
" إلخ .
1999 " في أمتي كذابون و دجالون , سبعة و عشرون , منهم أربعة نسوة , و إني خاتم
النبين , لا نبي بعدي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 654 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 104 ) و أحمد ( 5 / 396 ) و الطبراني
في الكبير ( 3026 ) و الأوسط ( 5582 ) عن قتادة عن أبي معشر عن إبراهيم النخعي
عن همام عن # حذيفة # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال
الطبراني : " لا يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو صحيح على شرط مسلم , و أبو معشر هو زياد بن كليب الكوفي . و في
الحديث رد صريح على القاديانية و ابن عربي قبلهم القائلين ببقاء النبوة بعد
النبي صلى الله عليه وسلم , و أن نبيهم المزعوم ميرزا غلام أحمد القادياني كذاب
و دجال من أولئك الدجاجلة .
2000 " في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 655 :
أخرجه أحمد ( 6 / 77 و 105 و 152 ) من طريق سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله
عن ابن أبي عتيق عن # عائشة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , و هو على شرط الشيخين , لولا أن في شريك بن عبد الله -
و هو ابن أبي نمر - ضعفا من قبل حفظه . و قد أخرجه مسلم ( 6 / 124 ) من طريق
إسماعيل بن حجر عن شريك بلفظ : " إن في عجوة العالية شفاء , أو أنها ترياق أول
البكرة " . لم يذكر فيه الريق . لكني وجدت له شاهدا من حديث سعد بن أبي وقاص
مرفوعا بلفظ : " من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابتي المدينة على الريق , لم
يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي - قال : و أظنه قال : - و إن أكلها حين يمسي , لم
يضره شيء حتى يصبح " . أخرجه أحمد ( 1 / 168 ) من طريق فليح عن عبد الله بن عبد
الرحمن يعني ابن معمر قال : حدث عامر بن سعد عمر بن عبد العزيز - و هو أمير على
المدينة - أن سعدا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا سند جيد في الشواهد , و هو على شرط الشيخين أيضا على كلام في فليح
و هو ابن سليمان المدني . قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . و قد تابعه
سليمان بن بلال عن عبد الله بن عبد الرحمن به . إلا أنه لم يذكر : " على الريق
" , و لا الأكل حين يمسي , و قال : " سم " بدل : " شيء " . أخرجه مسلم ( 6 /
123 ) . ثم أخرجه من طريق هاشم بن هاشم قال : سمعت عامر بن سعد به مختصرا و قال
: " سم و لا سحر " .
ساجدة لله
2010-10-20, 02:36 AM
2001 " في كل قرن من أمتي سابقون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 7 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 8 ) و عنه الديلمي ( 2 / 333 ) معلقا :
حدثنا عبد الله بن جعفر ( و قال الديلمي : ابن فارس ) حدثنا إسماعيل بن عبد
الله ( و قال الديلمي : إسماعيل بن سمويه ) : حدثنا سعيد بن أبي مريم ( و قال
الديلمي : سعيد بن الحكم ) : حدثنا يحيي بن أيوب عن ابن عجلان عن عياض بن عبد
الله عن # عبد الله بن عمرو # عن النبي صلي الله عليه وسلم به , إلا أن أبا
نعيم قال : " لكل قرن ... " .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب " - على كلام
يسير في محمد بن عجلان - غير إسماعيل بن عبد الله يلقب سمويه و هو ثقة حافظ ,
مات سنة 267 . و عبد الله بن جعفر , هو ابن أحمد بن فارس الأصبهاني من شيوخ أبي
نعيم الذين يكثر عنهم , و ترجم له في " أخبار أصبهان " ( 2 / 80 ) , و كذا ابن
العماد في " الشذرات " - وفيات سنة ( 346 ) و وصفه بـ ( الصالح ) . و قال
الذهبي في " السير " ( 15 / 553 ) : " و كان من الثقات العباد " . ثم ذكر أنه
وثقه ابن مردويه و عبد الله بن أحمد السوذرجاني . و الحديث عزاه السيوطي في
" الجامع " للحكيم الترمذي فقط , و ذكر في " الفتاوي " ( 2 / 462 ) أنه رواه من
طريق ليث بن سعد عن محمد بن عجلان به . و الحديث رواه الحافظ الذهبي في " تذكرة
الحفاظ " ( 2 / 132 ) من طريق أبي نعيم , و قال : " حديث غريب جدا , و إسناده
صالح " .
2002 " الفجر فجران , فجر يقال له : ذنب السرحان , و هو الكاذب يذهب طولا و لا يذهب
عرضا , و الفجر الآخر يذهب عرضا و لا يذهب طولا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 8 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 191 ) و عنه البيهقي ( 1 / 377 ) و الديلمي ( 2 / 344 ) عن
عبد الله بن روح المدائني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن
عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن # جابر بن عبد الله # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " إسناده صحيح " ,
و وافقه الذهبي . ذكره شاهدا لحديث ابن عباس المتقدم برقم ( 693 ) .
قلت : و إسناد جيد , رجاله ثقات مترجمون في " التهذيب " غير عبد الله بن روح
المدائني ترجمه الخطيب في " تاريخه " ( 9 / 454 ) و قال عن الدارقطني : " ليس
به بأس " . و قال الحافظ في " اللسان " : " من شيوخ أبي بكر ( الشافعي ) الثقات
" . قلت : لكن أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( ج 3 رقم 2995 ) و الدارقطني ( ص
231 ) و البيهقي ( 1 / 377 و 4 / 215 ) من طرق عن ابن أبي ذئب به مرسلا لم يذكر
فيه جابرا . و قال الدارقطني : " و هذا مرسل " . و قال البيهقي : " و هو أصح "
. قلت : لكن الحديث صحيح لشاهده المشار إليه آنفا . و له شاهد آخر أخرجه
الدارقطني عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان قال : سمعت ربيعة بن يزيد قال
: سمعت عبد الرحمن بن عائش صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
نحوه , و قال : " إسناد صحيح " .
و أقول : ابن عائش هذا , قال في " التقريب " : " يقال : له صحبة , و قال أبو
حاتم : من قال في روايته : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ " .
و الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية . و له شواهد أخرى بعضها في " صحيح مسلم "
و هي مخرجة في " صحيح أبي داود " برقم ( 2031 - 2033 ) , و سيأتي أحدهما برقم (
2031 ) .
2003 " الفردوس ربوة الجنة , و هي أوسطها و أحسنها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 9 :
رواه ابن جرير في " تفسيره " ( 16 / 30 ) و أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 2 / 2
- شيخ الإسلام ) عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن # سمرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , لعنعنة الحسن و هو البصري , و ضعف سعيد بن بشير . لكن
الحديث صحيح . فإن له شواهد , منها :
1 - عن أنس مرفوعا . " يا أم حارثة ... و الفردوس ربوة الجنة و أوسطها و أفضلها
" . أخرجه أحمد ( 3 / 260 ) و ابن جرير ( 16 / 31 ) و الترمذي ( 2 / 201 )
و قال : " حديث حسن صحيح " .
2 - عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري مرفوعا . " إذا سألتم الله فاسألوه
الفردوس , فإنها أوسط الجنة و أعلى الجنة , و فوقها عرش الرحمن , و منه تفجر
أنهار الجنة " . أخرجه ابن جرير بهذا اللفظ , و قد مضى تخريجه برقم ( 921 ) عن
أبي هريرة وحده نحوه من رواية البخاري و غيره . و برقم ( 922 ) عن عبادة بن
الصامت مرفوعا نحوه .
2004 " إذا لقي المسلم أخاه المسلم , فأخذ بيده فصافحه , تناثرت خطاياهما من بين
أصابعهما كما يتناثر ورق الشجر بالشتاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 10 :
أخرجه بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 165 ) : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرني عبد
الله بن سفيان الواسطي عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد عن # ابن
عباس # مرفوعا , قال عبدة : " فقلت لمجاهد : إن هذا ليسير , فقال مجاهد : لا
تقل هذا , فإن الله تعالى قال في كتابه *( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت
بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم )* <1> فعرفت فضل علمه على غيره " .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن سفيان الواسطي ,
قال العقيلي : " لا يتابع على حديثه " . و ساق له حديثا آخر , و أما هذا فله
شواهد كثيرة , سبق تخريج بعضها برقم ( 526 ) , و قد ذكره بحشل في ترجمته , و لم
يذكر له فيها جرحا و لا تعديلا , و لذلك خرجته , و لاسيما أني لم أر أحدا ذكره
من حديث ابن عباس . و الله أعلم .
-----------------------------------------------------------
[1] الأنفال : 63 . اهـ .
2005 " إن قوما يقرءون القرآن , لا يجاوز تراقيهم , يمرقون من الإسلام كما يمرق
السهم من الرمية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 11 :
أخرجه الدارمي ( 1 / 68 - 69 ) , و بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 198 - تحقيق
عواد ) من طريقين عن عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال : حدثني أبي
قال : حدثني أبي قال : " كنا نجلس على باب # عبد الله بن مسعود # قبل صلاة
الغداة , فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد , فجاءنا أبو موسى الأشعري , فقال :
أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ? قلنا : لا , فجلس معنا حتى خرج , فلما خرج
قمنا إليه جميعا , فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إنى رأيت في المسجد
آنفا أمرا أنكرته , و لم أر و الحمد لله إلا خيرا , قال : فما هو ? فقال : إن
عشت فستراه , قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا , ينتظرون الصلاة , في كل
حلقة رجل , و في أيديهم حصى , فيقول : كبروا مائة , فيكبرون مائة , فيقول هللوا
مائة , فيهللون مائة , و يقول سبحوا مائة , فيسبحون مائة , قال : فماذا قلت لهم
? قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك , قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ,
و ضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ? ثم مضى و مضينا معه , حتى أتى حلقة من
تلك الحلق , فوقف عليهم , فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ? قالوا : يا أبا
عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير و التهليل و التسبيح , قال : فعدوا سيئاتكم
فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء , و يحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم !
هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون , و هذه ثيابه لم تبل , و آنيته
لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد , أو مفتتحوا باب
ضلالة ? ! قالوا والله : يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير , قال :
و كم من مريد للخير لن يصيبه , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : ( فذكر
الحديث ) , وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ! ثم تولى عنهم , فقال عمرو بن
سلمة : فرأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج " .
قلت : و السياق للدارمي و هو أتم , إلا أنه ليس عنده في متن الحديث : " يمرقون
... من الرمية " . و هذا إسناد صحيح , إلا أن قوله : " عمر بن يحيى " أظنه خطأ
من النساخ , و الصواب : " عمرو بن يحيى " , و هو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة
ابن الحارث الهمداني <1> . كذا ساقه ابن أبي حاتم في كتابه " الجرح و التعديل "
( 3 / 1 / 269 ) , و ذكر في الرواة عنه جمعا من الثقات منهم ابن عيينة , و روى
عن ابن معين أنه قال فيه : " صالح " . و هكذا ذكره على الصواب في الرواة عن
أبيه , فقال ( 4 / 2 / 176 ) : " يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني , و يقال :
الكندي . روى عن أبيه روى عنه شعبة و الثوري و المسعودي و قيس بن الربيع و ابنه
عمرو بن يحيى " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و يكفي في تعديله رواية
شعبة عنه , فإنه كان ينتقي الرجال الذين كانوا يروي عنهم , كما هو مذكور في
ترجمته , و لا يبعد أن يكون في " الثقات " لابن حبان , فقد أورده العجلي في "
ثقاته " و قال : " كوفي ثقة " . و أما عمرو بن سلمة , فثقة مترجم في " التهذيب
" بتوثيق ابن سعد , و ابن حبان ( 5 / 172 ) , و فاته أن العجلي قال في " ثقاته
" ( 364 / 1263 ) : " كوفي تابعي ثقة " . و قد كنت ذكرت في " الرد على الشيخ
الحبشي " ( ص 45 ) أن تابعي هذه القصة هو عمارة بن أبي حسن المازني , و هو خطأ
لا ضرورة لبيان سببه , فليصحح هناك . و للحديث طريق أخرى عن ابن مسعود في "
المسند " ( 1 / 404 ) , و فيه الزيادة , و إسنادها جيد , و قد جاءت أيضا في
حديث جمع من الصحابة خرجها مسلم في " صحيحه " ( 3 / 109 - 117 ) . و إنما عنيت
بتخريجه من هذا الوجه لقصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات , فإن فيها عبرة لأصحاب
الطرق و حلقات الذكر على خلاف السنة , فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه
اتهموه بإنكار الذكر من أصله ! و هذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا , و إنما
المنكر ما ألصق به من الهيئات و التجمعات التي لم تكون مشروعة على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم , و إلا فما الذي أنكره ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب
تلك الحلقات ? ليس هو إلا هذا التجمع في يوم معين , و الذكر بعدد لم يرد , و
إنما يحصره الشيخ صاحب الحلقة , و يأمرهم به من عند نفسه , و كأنه مشرع عن الله
تعالى ! *( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )* . زد على
ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعلا و قولا إنما هي التسبيح
بالأنامل , كما هو مبين في " الرد على الحبشي " , و في غيره .
و من الفوائد التي تؤخذ من الحديث و القصة , أن العبرة ليست بكثرة العبادة
و إنما بكونها على السنة , بعيدة عن البدعة , و قد أشار إلى هذا ابن مسعود رضي
الله عنه بقوله أيضا : " اقتصاد في سنة , خير من اجتهاد في بدعة " .
و منها : أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة , ألا ترى أن أصحاب تلك
الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ?
فهل من معتبر ? !
-----------------------------------------------------------
[1] و كنت أظن قديما أنه عمرو بن عمارة بن أبي حسن المازني , فتبين لي بعد أنه
وهم قد رجعت عنه . اهـ .
2006 " ليس في الجنة أعزب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 14 :
أخرجه أسلم الواسطي في " تاريخه " ( 180 ) من طريق سعيد بن عيسى الواسطي قال :
حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب و يونس و حميد عن محمد بن سيرين عن # أبي هريرة #
قال : " افتخرت الرجال و النساء , فقال أبو هريرة : النساء أكثر من الرجال في
الجنة , فنظر عمر بن الخطاب إلى القوم فقال : ألا تسمعون ما يقول أبو هريرة ?
فقال # أبو هريرة # سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في أول زمرة تدخل
الجنة : وجوههم كالقمر ليلة البدر , و الثانية كأضواء كوكب في السماء , و لكل
واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم , و ليس في الجنة عزب " .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير سعيد الواسطي فلم أعرفه , و في
ترجمته ذكره أسلم , و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا , و لم يتفرد به , فقد رواه
جمع من الثقات عن أيوب عن محمد به نحوه . أخرجه مسلم ( 8 / 145 - 146 ) ,
و أحمد ( 2 / 230 و 247 و 507 ) . و أخرجه الدارمي ( 2 / 336 ) من طريق هشام
القردوسى عن محمد به .
2007 " كان طلق حفصة , ثم راجعها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 15 :
أخرجه داود ( 2283 ) و النسائي ( 2 / 117 ) و الدارمي ( 2 / 160 - 161 ) و ابن
ماجة ( 2016 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 53 ) و الحاكم ( 2 / 197 )
و البيهقي ( 7 / 321 - 322 ) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن صالح بن صالح عن
سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن # عمر # مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي .
و أقول : و هو كما قالا , و صالح هو ابن صالح بن حي . و له عند أبي يعلى طريق
أخرى فقال : حدثنا أبو كريب أخبرنا يونس بن بكير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن
عمر قال : " دخل عمر على حفصة و هي تبكي , فقال لها : و ما يبكيك ? لعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم طلقك , إن كان طلقك مرة , ثم راجعك من أجلي , والله
لئن طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا " . و بهذا الإسناد أخرجه البزار ( ص 156 )
نحوه . ثم قال : حدثناه أحمد بن يزداد الكوفي : حدثنا عمر بن عبد الغفار حدثنا
الأعمش به . و الإسناد الأول لا بأس به , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن يونس
ابن بكير إنما أخرج له البخاري تعليقا , ثم هو صدوق يخطىء كما في " التقريب " .
و قد تابعه عمر بن عبد الغفار , و لكني لم أعرفه . ثم تذكرت أنه لعله عمرو -
بالواو - بن عبد الغفار , فرجعت إلى ترجمته من " الميزان " , فإذا هو هذا و هو
الفقيمي , قال أبو حاتم : " متروك الحديث " .
قلت : فلا يفرح بمتابعته . و للحديث شواهد مختصرة نحو حديث الترجمة :
الأول : عن هشيم : أنبأ حميد عن أنس قال : " لما طلق النبي صلى الله عليه وسلم
حفصة أمر أن يراجعها , فراجعها " . أخرجه أبو يعلى ( 3 / 957 ) و الحاكم ( 2 /
197 ) , و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
و أخرجه الدارمي أيضا لكنه لم يذكر الأمر , و أعل الحديث بما لا يقدح . و له
عند الحاكم ( 4 / 15 ) طريق أخرى , لكنها ضعيفة .
الثاني : عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عاصم بن عمر مرفوعا :
أخرجه أحمد ( 3 / 478 ) و كذا الطبراني كما في " مجمع الهيثمي " , و قال :
" و رجاله ثقات " .
قلت : و في هذا الإطلاق للتوثيق نظر بين , فإن موسى هذا - و هو الأنصاري المدني
- لم يوثقه غير ابن حبان , و مع أنه معروف بالتساهل في التوثيق , فإن تمام
كلامه في كتابه " الثقات " ( 7 / 451 ) : " يخطىء و يخالف " . فإذا كان كذلك ,
فهو ليس من الثقات الذين يحتج بهم كما هو الشأن فيمن وثق مطلقا , و إنما هو ممن
ينتخب حديثه في الشواهد و المتابعات , و لاسيما قد قال فيه ابن القطان :
" لا يعرف حاله " .
الثالث : عن قيس بن زيد : " أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر ,
فدخل عليها خالاها قدامة و عثمان ابنا مظعون , فبكت , و قالت : والله ما طلقني
عن شبع , و جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قال لي جبريل عليه السلام :
راجع حفصة , فإنها صوامة قوامة و إنها زوجتك في الجنة " . أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 2 / 50 ) و الحاكم من طريق حماد بن سلمة : أنبأ أبو عمران الجوني
عن قيس بن زيد .
قلت : سكت عنه الحاكم ثم الذهبي , و لعل ذلك لوضوح علته و هي قيس بن زيد هذا ,
قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 98 ) : " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ,
لا أعلم له صحبة . روى عنه أبو عمران الجوني " .
الرابع : عن الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن زر عن عمار بن ياسر قال : " أراد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق حفصة , فجاء جبريل فقال : لا تطلقها ,
فإنها صوامة قوامة , و إنها زوجتك في الجنة " . أخرجه أبو نعيم .
قلت : و رجاله ثقات غير الحسن بن أبي جعفر و هو الجعفري , قال الحافظ : " ضعيف
الحديث , مع عبادته و فضله " .
قلت : فإذا ضم إلى المرسل الذي قبله ارتقى حديثه إلى مرتبة الحسن إن شاء الله
تعالى . و قد رواه مرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه
وسلم طلق حفصة تطليقة , فأتاه جبريل عليه الصلاة السلام , فقال : يا محمد !
طلقت حفصة و هي صوامة قوامة و هي زوجتك في الجنة ? " . أخرجه الحاكم , و سكت
عنه لم عرفت من حال الحسن بن أبي جعفر . و جملة القول , أن تطليقه صلى الله
عليه وسلم لحفصة ثابت عنه من طرق , و كونه أمر بإرجاعها ثابت من حديث أنس
الصحيح , و قول جبريل له : " راجعها فإنها صوامة ... " إلخ , حسن كما ذكرنا .
و الله أعلم .
( فائدة ) : دل الحديث على جواز تطليق الرجل لزوجته و لو أنها كانت صوامة قوامة
و لا يكون ذلك بطبيعة الحال إلا لعدم تمازجها و تطاوعها معه , و قد يكون هناك
أمور داخلية لا يمكن لغيرها الاطلاع عليها , و لذلك , فإن ربط الطلاق بموافقة
القاضي من أسوأ و أسخف ما يسمع به في هذا الزمان ! الذي يلهج به كثير من حكامه
و قضاته و خطبائه بحديث : " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " و هو حديث ضعيف كما
بينته في غير ما موضع مثل " إرواء الغليل " ( رقم 2040 ) .
2008 " قاتل عمار و سالبه في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 18 :
رواه أبو محمد المخلدي في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 75 / 1 - 2 ) عن ليث عن
مجاهد عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , ليث - و هو ابن أبي سليم - كان اختلط . لكن لم ينفرد
به , فقال عبد الرحمن بن المبارك : حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد
به . أخرجه الحاكم ( 3 / 387 ) و قال : " تفرد به عبد الرحمن بن المبارك و هو
ثقة مأمون , فإذا كان محفوظا , فإنه صحيح على شرط الشيخين " .
قلت : له طريق أخرى , فقال الإمام أحمد ( 4 / 198 ) و ابن سعد في " الطبقات " (
3 / 260 - 261 ) و السياق له : أخبرنا عثمان بن مسلم قال : أخبرنا حماد بن سلمة
قال : أخبرنا أبو حفص و كلثوم بن جبير عن أبي غادية قال : " سمعت عمار بن ياسر
يقع في عثمان يشتمه بالمدينة , قال : فتوعدته بالقتل , قلت : لئن أمكنني الله
منك لأفعلن , فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس , فقيل : هذا عمار ,
فرأيت فرجة بين الرئتين و بين الساقين , قال : فحملت عليه فطعنته في ركبته ,
قال , فوقع فقتلته , فقيل : قتلت عمار بن ياسر ? ! و أخبر عمرو بن العاص , فقال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) , فقيل لعمرو بن العاص :
هو ذا أنت تقاتله ? فقال : إنما قال : قاتله و سالبه " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم , و أبو الغادية هو الجهني و هو
صحابي كما أثبت ذلك جمع , و قد قال الحافظ في آخر ترجمته من " الإصابة " بعد أن
ساق الحديث , و جزم ابن معين بأنه قاتل عمار : " و الظن بالصحابة في تلك الحروب
أنه كانوا فيها متأولين , و للمجتهد المخطىء أجر , و إذا ثبت هذا في حق آحاد
الناس , فثبوته للصحابة بالطريق الأولى " .
و أقول : هذا حق , لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض
القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة , إذ لا يمكن القول بأن أبا غادية القاتل
لعمار مأجور لأنه قتله مجتهدا , و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قاتل
عمار في النار " ! فالصواب أن يقال : إن القاعدة صحيحة إلى ما دل الدليل القاطع
على خلافها , فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا و هذا خير من ضرب الحديث
الصحيح بها . و الله أعلم . و من غرائب أبي الغادية هذا ما رواه عبد الله بن
أحمد في " زوائد المسند " ( 4 / 76 ) عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال : " كنا
بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر , قال : فإذا عنده رجل يقال له
: أبو الغادية , استسقى ماء , فأتي بإناء مفضض , فأبى أن يشرب , و ذكر النبي
صلى الله عليه وسلم , فذكر هذا الحديث : لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك
ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض <1> . فإذا رجلا يسب فلانا , فقلت : والله
لئن أمكنني الله منك في كتيبة , فلما كان يوم صفين , إذا أنا به و عليه درع ,
قال : ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع , فطعنته , فقتلته , فإذا هو عمار بن
ياسر ! قال : قلت : و أي يد كفتاه , يكره أن يشرب في إناء مفضض و قد قتل عمار
ابن ياسر ? ! " .
قلت : و إسناده صحيح أيضا . و الحديث رواه الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر
المرادي عن أبي الغادية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. أخرجه ابن عدي ( 85 / 1 ) و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 421 ) .
قلت : و هذا من تخاليط الحسن بن دينار , فإن الحديث ليس من رواية أبي الغادية
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , بينهما عمرو بن العاص كما في الرواية
السابقة .
-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل , و كذلك هو في نقل " المجمع " ( 7 / 244 ) عنه , و الكلام غير
متصل . اهـ .
2009 " إن الله تعالى يقول : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا , فحمدني و صبر على
ما ابتليته به , فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا , و يقول
الرب للحفظة : إني أنا قيدت عبدي هذا و ابتليته , فأجروا ( له ) من الأجر ما
كنتم تجرون له قبل ذلك و هو صحيح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 20 :
أخرجه أحمد ( 4 / 123 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 309 - 310 ) و ابن
عساكر في " التاريخ " ( 8 / 8 / 2 ) عن إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود عن أبي
الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق و هجر بالرواح , فلقي # شداد بن أوس #
و الصنابحي معه , فقلت : أين تريدان رحمكما الله ? فقالا : نريد ههنا , إلى أخ
لنا مريض نعوده , فانطلقت معهما حتى دخلنا على ذلك الرجل , فقالا له : كيف
أصبحت ? قال أصبحت بنعمة الله و فضله , فقال شداد : أبشر فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى رجاله ثقات و في راشد بن داود - و هو
الصنعاني الدمشقي - خلاف , وثقه ابن معين و دحيم و ابن حبان . و قال البخاري :
" فيه نظر " . و قال الدارقطني : " ضعيف لا يعتبر به " . و قال الحافظ في
" التقريب " : " صدوق له أوهام " .
قلت : فمثله حسن الحديث إذا لم يرو منكرا , و هذا الحديث له شواهد معروفة و قد
مضى بعضها فانظر مثلا الحديث ( 272 ) .
( تنبيه ) : قال المناوي : قال الهيثمي : " خرجه الكل من رواية إسماعيل بن عياش
عن راشد الصنعاني , و هو ضعيف عن غير الشاميين . اهـ .
و لم يبال المصنف بذلك فرمز لحسنه " .
قلت : و قد فات الهيثمي ثم المناوي أن راشدا هذا ليس من صنعاء اليمن , و إنما
هو من صنعاء دمشق , و لذلك ذكروا أنه دمشقي , فإعلال الحديث بما ذكروا وهم محض
, فتنبه .
2010 " قال الله تعالى : إذا قبضت من عبدي كريمته - و هو بها ضنين - لم أرض له ثوابا
دون الجنة , إذا حمدني عليها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 21 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 103 ) عن بقية عن أبي بكر بن أبي مريم قال
: حدث حبيب بن عبيد عن # العرباض بن سارية # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , ابن أبي مريم كان اختلط . و بقية مدلس و لكنه قد توبع
من قبل عبد القدوس بن الحجاج أبي المغيرة عن أبي بكر بن أبي مريم به . أخرجه
البزار ( ص 84 - زوائده ) , و قال : " لا نعلم عن العرباض بأحسن من هذا الإسناد
" . و فيه إشارة لطيفة إلى أن له إسناد آخر عنه و قد وجدته عند ابن حبان ( 706
- موارد الظمآن ) من طريق لقمان بن عامر عن يزيد بن جبلة عن العرباض به .
و يزيد بن جبلة لم أعرفه . ثم تبينت أنه محرف من سويد بن جبلة , و على الصواب
وقع في " الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان " ( 2920 ) , دلني عليه بعض الإخوان
و قد وثقه ابن حبان ( 4 / 325 ) , و قد روى عنه ثقتان . و سائر رجاله ثقات ,
فالحديث بمجموع الطريقين حسن , و لاسيما و له شواهد كثيرة بنحوه , تراها في
" الترغيب " و " المجمع " و غيرهما .
( كريمته ) عينه .
ساجدة لله
2010-10-20, 02:38 AM
2011 " قال الله تبارك و تعالى : يا ابن آدم ! إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا , و إذا
ذكرتني في ملإ ذكرتك في ملإ خير من الذين تذكرني فيهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 22 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 295 - زوائده ) : حدثنا بشر بن معاذ حدثنا فضيل
ابن سليمان عن عبد الله عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس #عن
النبي صلى الله عليه وسلم و قال : " لا نعلم يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه
" . قلت : و رجاله ثقات لولا ما في الفضيل من سوء الحفظ و مع ذلك صححه الحافظ
أو شيخه الهيثمي في " زوائد البزار " , و قال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 78 )
: " رواه البزار , و رجاله رجال " الصحيح " غير بشر بن معاذ العقدي و هو ثقة "
. و الحديث عزاه السيوطي للبيهقي في " شعب الإيمان " و صححه في كتابه " الحاوي
للفتاوي " ( 2 / 131 ) , و من قبله المنذري ( 2 / 227 ) . و له شاهد من حديث
أبي هريرة مرفوعا به , إلا أنه قال : " إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ... " ,
و الباقي مثله . أخرجه البخاري في " التوحيد " , و مسلم في " الذكر " ( 8 / 67
) و أحمد ( 2 / 251 , 354 , 405 , 413 , 480 , 482 ) من طرق عنه .
و شاهد آخر من حديث أنس مرفوعا مثل حديث أبي هريرة . أخرجه أحمد ( 3 / 138 )
و سنده صحيح على شرط الشيخين .
2012 " قال الله عز وجل : عبدي ! أنا عند ظنك بي , و أنا معك إذا ذكرتني " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 23 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 497 ) عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن # أنس # مرفوعا .
و قال : " غريب صحيح " .
و أقول : هو صحيح لغيره و أما السند فلا لأن الحسن - و هو البصري - مدلس و قد
عنعن . و الربيع بن صبيح سيء الحفظ , و أخشى أن يكون خلط بين حديثين , فقد رواه
قتادة عن أنس بلفظ : " يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا
دعاني " . أخرجه أحمد ( 3 / 210 , 277 ) بسند صحيح على شرط مسلم . ثم أخرجه ( 3
/ 471 , 4 / 106 ) عن حبان أبي النضر عن واثلة بن الأسقع مرفوعا به إلا أنه قال
في النصف الثاني : " فليظن بي ما شاء " . و الحديث الآخر الذي أشرت إليه إنما
هو حديث أبي هريرة بلفظ : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه
إذا ذكرني ... " الحديث و قد سبق تخريجه في الحديث الذي قبله , و هذا القدر منه
أخرجه القضاعي في " مسنده " ( ق 117 / 1 ) .
2013 " قال تبارك و تعالى للنفس : اخرجي , قالت : لا أخرج إلا و أنا كارهة , ( قال :
اخرجي و إن كرهت ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 24 :
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 219 ) و " التاريخ " ( 2 / 1 / 251 )
و البزار ( 783 - كشف الأستار ) و الزيادة له و البيهقي في " الزهد " ( 52 / 1
- 2 ) عن الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند صحيح , رجاله ثقات على شرط مسلم . و قال البزار : " لا نعلمه
إلا عن أبي هريرة و لا رواه عنه إلا محمد بن زياد و لا عنه إلا الربيع و الربيع
ثقة مأمون " .
2014 " قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان , فقال الله : من ذا الذي يتألى علي أن
لا أغفر لفلان , فإني قد غفرت لفلان , و أحبطت عملك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 25 :
أخرجه مسلم ( 8 / 36 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 84 / 1 ) من طرق
عن معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عمران عن # جندب # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . ثم أخرجه الطبراني من طريق حماد بن سلمة أخبرنا أبو
عمران عن جندب : " أن رجلا آلى أن لا يغفر الله لفلان , فأوحى الله عز وجل إلى
نبيه صلى الله عليه وسلم أو إلى نبي إنها بمنزلة الخطيئة فليستقبل العمل " .
قلت : و إسناد صحيح موقوف , و لكنه في حكم المرفوع بدليل ما قبله .
( تنبيه ) : و قد ساق السيوطي الحديث من رواية الطبراني بلفظ : " قال رجل : لا
يغفر الله لفلان , فأوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء إنها خطيئة فليستقبل
العمل " . و أنت ترى أنه لفظ ملفق من لفظي الطبراني , مع تصرف يسير في بعض
ألفاظ اللفظ الثاني منهما .
قوله : ( يتألى ) , أي : يحلف . و ( الألية ) على وزن ( غنية ) : اليمين .
هذا و قد سبق تخريج الحديث بأوسع و أقوى مما هنا برقم ( 1685 ) نبهتني على ذلك
ابنتي أم عبد الله جزاها الله خيرا , فكدت أن أحذفه و أطبع آخر بديله , ثم بدا
لي أن أدعه كما هو لأن فيه فائدتين لم يسبق ذكرهما هناك :
الأولى , التنبيه المذكور . و الأخرى , بيان أن رواية الطبراني من طريق حماد بن
سلمة موقوفة , و هذا مما فاتني ذكره هناك , و الله ولي التوفيق .
2015 " قال لي جبريل : لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر فأدسه في فم فرعون مخافة
أن تدركه الرحمة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 26 :
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2618 ) : حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت و عطاء بن
السائب عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . و أخرجه الترمذي ( 3107 ) و الحاكم ( 2 / 340 , 4 / 249 )
و أحمد ( 1 / 240 , 340 ) و ابن جرير ( 17859 ) من طرق أخرى عن شعبة به نحوه ,
و قال الترمذي : " حديث حسن غريب صحيح " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط
الشيخين , إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هذا لا يعله , فقد رفعه عنه جمع من الثقات منهم الطيالسي كما رأيت ,
و منهم خالد بن الحارث عند الترمذي و الحاكم و النضر بن شميل عند الحاكم أيضا ,
و محمد بن جعفر - غندر - عند أحمد , و قد علم أن زيادة الثقة مقبولة . و لاسيما
و قد وجدت له طريقا أخرى , و شاهدا . أما الطريق , فيرويه حماد بن سلمة عن علي
ابن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما
أغرق الله فرعون قال : *( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل )* <1>
فقال جبرائيل : يا محمد ! لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر و أدسه في فيه
مخافة أن تدركه الرحمة " . أخرجه الترمذي ( 3106 ) و الحاكم ( 4 / 249 ) و أحمد
( 1 / 245 , 309 ) و ابن جرير ( 17861 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 102 )
و قال الترمذي : " حديث حسن " .
قلت : يعني لغيره لأن ابن جدعان سيء الحفظ . و يوسف بن مهران لين الحديث .
و ذهل المناوي عن الطريق الأولى الصحيحة , فأعل الحديث بابن مهران هذا متعقبا
على الحاكم و الذهبي تصحيحهما إياه على شرط الشيخين !
و أما الشاهد , فيرويه محمد بن حميد الرازي حدثنا حكام بن سلم حدثنا عنبسة بن
سعيد عن كثير بن زاذان عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا مثل لفظ الترجمة .
أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 17860 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 164 )
و قال ابن كثير عقبه : " كثير ابن زاذان هذا قال ابن معين : لا أعرفه . و قال
أبو زرعة و أبو حاتم : مجهول . و باقي رجاله ثقات " . كذا قال ! و محمد بن حميد
الرازي , و إن كان من الحفاظ فهو ضعيف , و إن كان ابن معين حسن الرأي فيه .
( الحال ) : الطين الأسود كالحمأ . " نهاية " .
-----------------------------------------------------------
[1] يونس : الآية : 90 . اهـ .
2016 " قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 27 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( 1545 ) و أبو الشيخ في " الطبقات " ( 66 / 2 )
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 36 , 191 ) عن يعقوب القمي عن عنبسة عن
هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و قال البزار : " لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من
هذا الوجه " .
قلت : و قال الحافظ في " زوائد البزار " ( ص 209 ) : " و رجاله ثقات " .
و يعقوب هو ابن عبد الله القمي قال الحافظ : " صدوق يهم " . و عنبسة هو ابن
سعيد بن الضريس الأسدي ثقة . فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى . و روى البزار
أيضا عن أبي هريرة مرفوعا : " قتل الرجل صبرا كفارة لما قبله من الذنوب " .
قال الهيثمي : " و فيه صالح بن موسى بن طلحة , و هو متروك " .
2017 " قوموا ! فإن للموت فزعا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 28 :
رواه ابن ماجة ( 1 / 468 ) و أحمد ( 2 / 287 , 343 ) و محمد بن مخلد العطار ( 2
/ 19 / 1 ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # قال : " مر على النبي
صلى الله عليه وسلم بجنازة . فقام و قال : فذكره " .
قلت : و هذا إسناد حسن . و رواه إسماعيل بن جعفر حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي هريرة و أبي سعيد مرفوعا نحوه . أخرجه الحاكم ( 1 / 356 - 357 ) ,
و قال : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و له شاهد من
حديث جابر مرفوعا به . أخرجه مسلم ( 3 / 57 ) و أبو داود ( 2 / 64 ) و النسائي
( 1 / 272 ) و أحمد ( 3 / 319 , 335 , 354 ) .
( تنبيه ) : هذا الحديث من الأحاديث القليلة التي ثبت نسخها بفعل النبي صلى
الله عليه وسلم و أمره , و قد ذكرت بعض الأحاديث الواردة في ذلك في " أحكام
الجنائز " ( ص 78 ) , فلتراجع .
2018 " اللهم استر عوراتنا , و آمن روعاتنا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 29 :
أخرجه أحمد ( 3 / 3 ) و البزار في " مسنده " ( 3119 - كشف الأستار ) عن # ربيح
ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه ( عن جده ) # قال : " قلنا يوم الخندق : يا رسول
الله ! هل من شيء نقوله , فقد بلغت القلوب الحناجر ? قال : نعم , اللهم ... (
فذكره ) قال : فضرب الله عز وجل وجوه أعدائه بالريح , فهزمهم الله بالريح " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , ربيح هذا , روى عنه جمع , و قال فيه أحمد : " ليس
بمعروف " . و قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال أبو زرعة : " شيخ " .
و قال ابن عدي : " أرجو أنه لا بأس به " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6 /
309 ) .
قلت : فمثله يتردد النظر بين تضعيف حديثه و تحسينه و لعل الأول هو الأرجح و إلى
ذلك يشير الحافظ بقوله فيه في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة ,
و إلا فلين الحديث كما نص عليه في مقدمته . و الله أعلم . و قد توبع على الدعاء
دون القصة , فرواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 4 / 94 / 3710 ) عن خباب
الخزاعي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قال الهيثمي (
10 / 180 ) : " و فيه من لم أعرفه " . و له شاهد آخر صحيح من رواية ابن عمر رضي
الله عنهما فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم حين يمسي و حين يصبح , و هو مخرج
في " الكلم الطيب " برقم التعليق ( 14 ) و " المشكاة " ( رقم الحديث 2397 ) .
( تنبيه ) : الزيادة التي بين المعكوفتين ( عن جده ) سقطت من " المسند " و هي
ثابتة عند البزار , و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 136 ) : " رواه
أحمد و البزار , و إسناد البزار متصل , و رجاله ثقات و كذلك رجال أحمد إلا أن
في نسختي من " المسند " : " عن ربيح بن أبي سعيد عن أبيه " و هو في البزار : عن
أبيه عن جده " .
قلت : و هذا هو الصواب الذي يقتضيه السياق , و رواية أحمد خطأ لأنه يلزم منها
أن يكون والد ربيح - و اسمه عبد الرحمن بن أبي سعيد - صحابيا لظاهر قوله :
" قلنا يوم الخندق " , و لا قائل بذلك . فتنبه . و على الصواب أخرج الحديث ابن
أبي حاتم أيضا كما في " البداية " للحافظ ابن كثير ( 4 / 111 ) .
2019 " القرآن شافع مشفع و ماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة و من جعله خلف
ظهره ساقه إلى النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 31 :
أخرجه ابن حبان ( 1793 ) عن عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن أبي سفيان عن
# جابر # عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و إسناده جيد , رجاله ثقات و أشار المنذري في " الترغيب " ( 2 / 207 )
إلى تقويته و عزاه السيوطي للبيهقي أيضا في " شعبه " . و له شاهد من حديث عبد
الله بن مسعود و لكنه مما لا يفرح به , فإنه من رواية الربيع بن بدر عن الأعمش
عن أبو وائل عنه مرفوعا به . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 78 / 2 )
و ابن عدي ( 132 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 108 ) , و قال : " غريب
من حديث الأعمش تفرد به عنه الربيع " .
قلت : و هو متروك , و قد خولف . فقال البزار في " مسنده " ( 26 - زوائده ) :
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن المعلى
الكندي عن عبد الله بن مسعود قال : فذكره موقوفا . و قال : و حدثناه أبو كريب :
حدثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله
عليه وسلم بنحوه , و قال : " لا نعلم أحدا يرويه عن جابر إلا من هذا الوجه " .
و قال الهيثمي عقبه : " رجاله ثقات " . و كذا قال في " مجمع الزوائد " ( 1 /
171 ) و زاد : " و رجال أثر ابن مسعود فيه المعلى الكندي و قد وثقه ابن حبان "
. قلت : أورده هو ( 7 / 492 ) و ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 320 ) برواية الأعمش
عنه و لم يزد , فهو مجهول . و سكت المنذري عنه في " الترغيب " ( 1 / 42 ) , و
قال : " و إسناد المرفوع جيد " .
قلت : و هو كما قال , و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن الأجلح و هو
صدوق كما في " التقريب " .
2020 " القصاص ثلاثة : أمير أو مأمور أو محتال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 32 :
أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 88 ) و عنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 6 / 71
/ 2 ) و البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 243 - 244 ) و أحمد ( 6 / 22 , 28 )
و الروياني أيضا في " مسنده " ( 24 / 122 / 2 ) و عنه ابن عساكر أيضا , كلهم من
طريق معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد عن ذي الكلاع عن # عوف بن مالك # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون غير ذي الكلاع و هو كما قال ابن أبي حاتم
( 2 / 1 / 448 ) : " ابن عم كعب الأحبار , أبو شراحيل شامي , روى عنه أزهر بن
سعيد " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4
/ 223 ) ! و قد أورده ابن عبد البر في " الاستيعاب " و أطال في ترجمته ( 2 /
471 - 474 ) , و مما جاء فيها : " و لا أعلم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه ,
و اتباعه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته و أظنه أحد الوفود عليه و لا أعلم
له رواية إلا عن عوف بن مالك " . و قد جاء الحديث من طريقين آخرين عن عوف :
الأول : عن بكير بن عبد الله أن يعقوب أخاه و ابن أبي خصيفة حدثاه أن عبد الله
ابن يزيد قاص مسلمة بالقسطنطينية حدثهما عن عوف بن مالك الأشجعي به . أخرجه
أحمد ( 6 / 27 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير عبد الله بن يزيد هذا , قال في " تعجيل المنفعة " :
" لا أعرفه " . و الآخر : عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك
قال : " دخل عوف بن مالك مسجد حمص , قال : و إذا الناس على رجل , فقال : ما هذه
الجماعة ? قالوا : كعب يقص , قال : ويحه ! ألا سمع قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... " , فذكره . أخرجه أحمد أيضا ( 6 / 29 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات غير صالح هذا , روى عنه جمع من الثقات
منهم الليث بن سعد , و وثقه ابن حبان ( 6 / 457 ) . و قصة عوف هذه مع كعب وقعت
في حديث ذي الكلاع عند البخاري في " التاريخ " , و زاد عقب الحديث : " فمكث كعب
سنة لا يقص حتى أرسل إليه معاوية يأمره أن يقص " . و قال البخاري عقبه : " و
قال عبد الله بن يحيى : حدثنا معاوية بن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن كعب بن
عياض عن النبي صلى الله عليه وسلم . و الأول أصح " . يعني رواية من قال عن
معاوية عن أزهر بن سعيد عن ذي الكلاع عن عوف . و إنما رجحها البخاري لأنها
رواية الأكثر عن معاوية . و عبد الله بن يحيى - و هو المعافري , و يقال :
الكلاعي , أبو يحيى المصرى - ثقة من رجال البخاري , فروايته شاذة . و بالجملة ,
فالحديث صحيح بلا ريب بمجموع هذه الطرق الثلاث , و لاسيما و الأخيرة منها حسن
كما تقدم . و الله أعلم .
2021 " كان لكم يومان تلعبون فيهما , و قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما : يوم الفطر
و يوم الأضحى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 34 :
أخرجه النسائي ( 1 / 231 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 211 ) و أحمد (
3 / 103 , 178 , 235 , 250 ) من طرق عن حميد عن # أنس بن مالك # قال : " كان
لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما , فلما قدم النبي صلى الله عليه
وسلم المدينة قال : فذكره " .
قلت : و إسناده صحيح , و بعض أسانيده عند أحمد ثلاثي , فقد صرح حميد بسماعه من
أنس في طريق عنده , و إسناده صحيح على شرط مسلم , و كذا قال الحاكم ( 1 / 294 )
, و وافقه الذهبي .
ساجدة لله
2010-10-20, 02:40 AM
2022 " كان هذا الأمر في حمير , فنزعه الله منهم فصيره في قريش " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 34 :
رواه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 241 ) و أحمد ( 4 / 91 ) و الطبراني ( 1
/ 203 / 2 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 107 / 2 رقم 1015 - بتحقيقي )
و أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 254 / 1 ) من طرق عن عثمان
عن راشد بن سعد عن أبي حي المؤذن عن # ذي مخبر # مرفوعا و زاد البخاري و أحمد :
" و سيعود إليهم " .
قلت : و إسنادهم جيد , رجاله ثقات غير أبي حي المؤذن و اسمه شداد بن حي , روى
عنه جمع من الثقات , و وثقه العجلي ( 496 / 1938 ) و ذكره ابن حبان في ( الكنى
) من " ثقات التابعين " و خفي ذلك على الحافظ بن حجر كما بينته في " تيسير
الانتفاع " , و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق " . و الحديث , قال الهيثمي
( 5 / 162 ) بعد أن عزاه لأحمد و الطبراني : " و رجالهم ثقات " . قال المناوي
عقبه : " و من ثم رمز المصنف لحسنه , لكن قال ابن الجوزي : هذا حديث منكر ,
و إسماعيل بن عياش , أحد رجاله ضعفوه , و بقية مدلس يروي عن الضعفاء " .
و أقول : ليس عند أحمد و غيره ممن ذكرنا من المخرجين ذكر لإسماعيل و بقية , فلا
أدري كيف وقع هذا الخطأ من ابن الجوزي أو المناوي أو ناسخ كتابه أو طابعه ? !
2023 " كأني أنظر إلى موسى عليه السلام في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 35 :
رواه أبو يعلى ( 3 / 1262 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 70 / 1 )
و " الأوسط " ( 1 / 119 / 1 ) و أبو بكر المقرىء الأصبهاني في " الفوائد "
( 178 / 1 ) و أبو نعيم في الحلية ( 4 / 189 ) عن يزيد بن سنان عن زيد بن أبي
أنيسة عن عاصم عن زر عن # عبد الله # مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن
عاصم إلا زيد , و لا عنه إلا يزيد " .
قلت : و هو يزيد بن سنان بن يزيد التميمي أبو فروة الرهاوي , و هو ضعيف . فقول
المنذري في " الترغيب " ( 2 / 117 ) , و تبعه الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 221
) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " بإسناد حسن " .
قلت : فهو تساهل واضح , أو لعلهما ظنا أن يزيد بن سنان هذا هو يزيد بن سنان بن
يزيد القزاز البصري , أبو خالد نزيل مصر , فإنه ثقة , و لكنه ليس هو راوي
الحديث لأنه متأخر عن الرهاوي . فتنبه . و يخالفه ما روى الطبراني أيضا ( 3 /
165 / 1 ) عن ليث عن عبد الملك عن سعيد عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : حج موسى على
ثور أحمر , عليه عباءة قطوانية " . قال المنذري و الهيثمي : " و فيه ليث بن أبي
سليم , و بقية رواته ثقات " . و نقل الحافظ الناجي فيما كتبه على " الترغيب "
( ق 132 / 1 ) عن الحافظ ابن كثير أنه قال : " و هو غريب جدا " .
قلت : و علته أن ليثا كان اختلط , و قول الهيثمي : " و هو ثقة و لكنه مدلس " .
فهو من أوهامه , فليس بثقة و لا بمدلس , و إنما هو ضعيف لاختلاطه . و وجه
المخالفة إفراده القطوانية خلافا للحديث الأول . و لعل استغراب الحافظ بن كثير
إياه من جهة ذكره الثور , فقد جاء في " صحيح مسلم " ( 1 / 105 - 106 ) و سنن
البيهقي ( 5 / 42 ) من طريق أبي العالية عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " كأني أنظر
إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية , و له جؤار إلى الله بالتلبية " . ثم
روى من طريق مجاهد عنه نحوه بلفظ : " و أما موسى فرجل جعد , على جمل أحمر مخطوم
بخلبته , كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي " . و قد وجدت له طريقا أخرى
فيه شاهد قوي للقطوانيتين , فقال الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 119 / 2 ) :
حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي حدثنا محمد بن
فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا , منهم موسى صلى الله عليه ,
كأني أنظر إليه و عليه عباءتان قطوانيتان , و هو محرم على بعير من أزد شنوءة ,
مخطوم بخطام ليف , له ضفيرتان " . و قال : " لم يروه عن عطاء إلا محمد بن فضيل
, تفرد به عبد الله " .
قلت : و هو ثقة من شيوخ مسلم , و كذلك من فوقه ثقات , إلا أن عطاء بن السائب
كان اختلط . و جملة القول أن الحديث بهذا الشاهد يرتقي إلى درجة الحسن . و الله
أعلم .
2024 " كتاب الله , هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 37 :
رواه الترمذي ( 3790 ) و أحمد ( 3 / 14 , 17 , 26 , 59 ) و الطبري ( ج 7 رقم
7572 صفحة 72 ) من طرق عن عطية عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و هو عند الترمذي مقرون بحديث حبيب بن أبي ثابت عن
زيد بن أرقم مرفوعا به في حديث , و قال : " حديث حسن غريب " .
قلت : عطية ضعيف , و حبيب مدلس . فالحديث حسن بمجموع الطريقين , و هو صحيح بأن
له شاهدا من حديث زيد بن ثابت , و هو مخرج في " الروض النضير " ( 977 , 978 )
و " المشكاة " ( 6153 ) . و في حديث زيد بن أرقم : " ألا و إني تارك فيكم ثقلين
, أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله و من اتبعه كان على الهدى و من تركه كان
على ضلالة " . أخرجه مسلم ( 7 / 123 ) , و ابن حبان ( 123 - شاكر ) . و في حديث
أبي شريح الخزاعي مرفوعا : " فإن هذا القرآن سبب ( أي حبل ) طرفه بيد الله ,
و طرفه بأيديكم , فتمسكوا به " . الحديث . و هو مخرج فيما مضى برقم ( 713 ) .
2025 " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 38 :
أخرجه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 8 ) و أبو داود ( 4992 ) و الحاكم ( 1 /
112 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 114 / 1 ) عن علي بن حفص : حدثنا شعبة
عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , و علي بن حفص -
و في الأصل : جعفر و هو خطأ - المدائني ثقة " . و وافقه الذهبي و هو كما قالا .
و قد أخرجه مسلم من طريقين آخرين عن شعبة به , إلا أنه قال : " كذبا " مكان :
" إثما " . و منه تعلم أن قول أبي داود عقبه : " و لم يسنده إلا هذا الشيخ ,
يعني علي بن حفص المدائني " . فهو بالنسبة لما وقف عليه هو من الطرق , و إلا
فالطريقان الآخران يردان عليه . و احتمال أنه أراد خصوص لفظ : " إثما " , بعيد
جدا لأن الخلاف بين اللفظين إنما هو لفظي كما لا يخفى . و للفظ الثاني شاهد
يأتي قريبا . و للحديث طريق أخرى عند ابن المبارك في " الزهد " ( 735 ) :
أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف . و الشاهد أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 1415 )
من طريق هلال بن العلاء قال : حدثنا أبي العلاء بن هلال قال : أخبرنا هلال بن
عمر أخبرني عمر بن هلال عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ : " كفى بالمرء
من الكذب أن يحدث بكل ما سمع " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , هلال بن عمر - و هو الرقي جد هلال بن العلاء الذي
دونه في السند - قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 78 ) عن أبيه : " ضعيف الحديث " .
و أخرجه الحاكم من هذا الوجه بزيادة في متنه , أوردته من أجلها في " الضعيفة "
( 2233 ) و فيه علل أخرى بسطت القول فيها هناك .
2026 " قيدوا العلم بالكتاب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 40 :
روي من حديث # أنس بن مالك و عبد الله بن عمرو و عبد الله بن العباس # .
1 - أما حديث أنس فله عنه : الأولى : عن ثمامة بن أنس عنه مرفوعا به . أخرجه
لوين في " أحاديثه " ( ق 24 / 2 ) : حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن عبد الله بن
المثنى عن عمه ثمامة بن أنس . و من طريق لوين أخرجه ابن شاهين في " الناسخ و
المنسوخ " ( ق 65 / 2 ) , و الخطيب في " التاريخ " ( 10 / 46 ) و في " تقييد
العلم " ( ص 69 - 70 ) و ابن عبد البر في " جامع العلم " ( 1 / 72 ) و يوسف بن
عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 31 / 2 ) , كلهم عن لوين به , و قال لوين :
" هذا لم يكن يرفعه أحد غير هذا الرجل " .
قلت : يعني عبد الحميد بن سليمان , و هو ضعيف كما في " التقريب " . و من طريقه
أخرجه أيضا أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 293 ) و أبو الحسن الحربي
في " الفوائد " ( ق 168 / 1 ) و أبو بكر الدقاق في " الثاني من حديثه " ( 43 /
2 ) , و قال ابن عبد الهادي : " تفرد برفعه عبد الحميد بن سليمان أخو فليح و قد
ضعف , و المحفوظ عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس من قوله " .
قلت : و الموقوف أخرجه الدارمي ( 1 / 126 - 127 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 7
/ 22 ) و أبو خيثمة في " العلم " ( رقم 120 - بتحقيقي ) و الطبراني في " الكبير
" ( 1 / 62 / 2 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 106 ) و الخطيب في " التقييد
" ( ص 96 , 97 ) و ابن عبد البر من طرق عن عبد الله بن المثنى الأنصاري به
موقوفا . و صححه الحاكم و الذهبي .
قلت : و فيه نظر لأن عبد الله هذا و إن كان من رجال البخاري فقد تكلم فيه جمع
كما بينه الذهبي نفسه في " الميزان " , و الحافظ في " التهذيب " و لخص ذلك
بقوله في " التقريب " : " صدوق كثير الغلط " .
الطريق الأخرى : و قد وجدت له طريقا أخرى خيرا من هذه , يرويه إسماعيل بن أبي
أويس عن إسماعيل بن إبراهيم ابن أخي موسى بن عقبة عن الزهري عن أنس مرفوعا به
. أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 245 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 228 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 53 / 2 ) من طرق عنه .
قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله كلهم على شرط البخاري و لولا أن في ابن أبي
أويس كلاما في حفظه لصححته , فقد قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , أخطأ في
أحاديث من حفظه " . و قال الذهبي في " الضعفاء " : " صدوق , ضعفه النسائي " .
2 - و أما حديث ابن عمرو , فهو شاهد له يرويه عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج
عن عطاء عن عبد الله بن عمرو قال : " قلت : يا رسول الله ! أقيد العلم ? قال :
نعم . قلت : و ما تقييده ? قال : الكتاب " . أخرجه الحاكم و الخطيب في
" التقييد " ( ص 68 ) و ابن عبد البر و عبد الغني المقدسي في " العلم " ( ق 29
/ 1 ) و عفيف الدين في " فضل العلم " ( ق 125 / 2 ) , و قال الحاكم : " عبد
الله بن المؤمل غير معتمد " . و قال الذهبي في " التلخيص " : " ضعيف " .
و قال الحافظ : " ضعيف الحديث " .
و أقول : وثقه غير واحد , و يبدو أن تضعيف من ضعفه إنما هو من قبل حفظه , لا
تهمة له في نفسه , و قد ختم الحافظ ترجمته بقوله : " و قال أبو عبد الله ( أظنه
يعني الذهبي ) : هو سيء الحفظ , ما علمنا له جرحة تسقط عدالته " .
قلت : فإذا عرفت ذلك , فمثله يستشهد به و يرتقي الحديث إلى مرتبة الصحيح لغيره
, و لاسيما و الإذن بالكتابة ثابت في غير ما حديث واحد , و لعلي أذكر بعضها
قريبا إن شاء الله تعالى . و له طريق أخرى عن ابن عمرو , رواه زيد بن يحيى
الدمشقي أخبرنا عمران بن موسى عن مكحول عنه مرفوعا . رواه ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 12 / 343 / 2 ) في ترجمة عمران هذا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
و يبدو لي أنه أخو أيوب بن موسى , سمع سعيدا المقبري و عمر بن عبد العزيز . روى
عنه ابن جريج أيضا كما في " الجرح " ( 3 / 1 / 305 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و مكحول لم يسمع من عبد الله بن عمرو . و قد روي من طريق ثالثة عنه ,
رواه عبد الله بن المؤمل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به .
أخرجه الخطيب في " التقييد " ( ص 69 ) . و عبد الله ضعيف كما سبق . و رواه
إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي ذئب عن عمرو بن شعيب به . أخرجه الرامهرمزي في
" المحدث الفاصل " ( ق 93 / 1 ) و الخطيب , و قال : " قال علي بن عمر ( يعني
الإمام الدارقطني ) : تفرد به إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي ذئب " .
قلت : و ابن أبي ذئب ثقة , فهي متابعة قوية , إلا أن إسماعيل بن يحيى - و هو
أبو يحيى التيمي - كذاب وضاع , فلا يفرح بها .
3 - و أما حديث ابن عباس فيرويه حفص بن عمر بن أبي العطاف عن أبي الزناد عن
الأعرج عنه مرفوعا . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 101 / 1 ) , و قال :
" و حفص بن عمر حديثه منكر " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " .
و جملة القول أن جميع هذه الطرق معلولة , مرفوعها و موقوفها و خيرها الطريق
الثانية التي يرويها ابن أبي أويس ...عن أنس و الشاهد الذي يرويه عبد الله بن
المؤمل تارة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو و تارة عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده ابن عمرو . و لا شك عندي أن الحديث صحيح بمجموع هذه الطرق , على ما سبق
بيانه , و إعلاله بالوقف من بعض الوجوه في الطريق الأولى عن أنس كما جروا عليه
, ليس كما ينبغي لما عرفت من ضعفه موقوفا و مرفوعا , فلا يجوز المعارضة به
للصحة الثابتة بمجموع الطريقين كما هو ظاهر , و لاسيما و هناك الشواهد التي
سبقت الإشارة إليها التي منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو
نفسه : " اكتب , فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق " . و قد مضى تخريجه برقم
( 1532 ) من طرق عنه , فراجعه . هذا ما يسر الله لي من التحقيق و التصحيح لهذا
الحديث , فإن وفقت للصواب في ذلك فالحمد و المنة و الفضل له , و إلا فإني
أستغفر الله و أتوب إليه من كل ما لا يرضيه , إنه هو ذو الفضل العظيم , التواب
الرحيم .
( تنبيه ) : وقع في " مسند الشهاب " : " ...إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة , يعني
عن عمه موسى بن عقبة " , و فيما تقدم : " إسماعيل بن إبراهيم ابن أخي موسى بن
عقبة " , و هو الثابت في المصدرين اللذين قبله . و الله أعلم .
2027 " كل , فلعمري لمن أكل برقية باطل , لقد أكلت برقية حق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 44 :
أخرجه أبو داود ( 3420 , 3896 , 3897 ) و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " (
1032 ) و عنه ابن السني ( رقم 624 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 269 )
و الحاكم ( 1 / 559 - 560 ) و الطيالسي ( 1362 ) و أحمد ( 5 / 210 - 211 ) من
طريق الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه : " أنه مر بقوم فأتوه , فقالوا : إنك
جئت من عند هذا الرجل بخير , فارق لنا هذا الرجل , فأتوه برجل معتوه في القيود
, فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة و عشية , كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل ,
فكأنما أنشط من عقال , فأعطوه شيئا , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم , فذكره له
, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد ,
و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا إن شاء الله , فإن رجاله ثقات رجال الشيخين غير خارجة بن
الصلت , فروى عنه مع الشعبي عبد الأعلى بن الحكم الكلبي , و ذكره ابن حبان في
" الثقات " , لكن قال ابن أبي خيثمة : " إذا روى الشعبي عن رجل و سماه فهو ثقة
, يحتج بحديثه " . ذكره الحافظ في " التهذيب " و أقره , و كأنه لذلك قال الذهبي
في " الكاشف " : " ثقة " .
2028 " كل ما ردت عليك قوسك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 45 :
ورد من حديث # عبد الله بن عمرو و أبي ثعلبة الخشني و عقبة بن عامر و حذيفة بن
اليمان # .
1 - أما حديث ابن عمرو فيرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه
أبو داود ( 2857 ) و النسائي ( 2 / 196 ) و أحمد ( 2 / 184 ) من طرق عنه .
قلت : و هذا إسناد حسن .
2 - و أما حديث أبي ثعلبة , فله عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن يونس بن سيف : حدثنا أبو إدريس الخولاني حدثني أبو ثعلبة الخشني
قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ثعلبة ! كل ... " الحديث , و
زاد : " و كلبك المعلم , و يدك , فكل ذكيا و غير ذكي " . أخرجه أبو داود ( 2856
) .
قلت : و إسناده صحيح , يونس بن سيف وثقه الدارقطني و غيره , و روى عنه جمع من
الثقات , فقول الحافظ فيه : " مقبول " . يعني عند المتابعة , فهو غير مقبول ,
بل هو ثقة حجة .
الثانية : عن الحجاج عن مكحول عنه , و الحجاج أيضا عن الوليد بن أبي مالك عن
عائذ الله أنه سمع أبا ثعلبة الخشني قال : فذكره مرفوعا دون الزيادة . أخرجه
الترمذي ( 1 / 277 ) , و قال : " هذا حديث حسن صحيح , عائذ الله بن عبد الله هو
أبو إدريس الخولاني " .
قلت : فهذه متابعة قوية من الوليد - و هو ابن عبد الرحمن بن أبي مالك - ليونس
ابن سيف في الطريق الأولى , لكن الراوي عنه الحجاج و هو ابن أرطأة مدلس و قد
عنعنه , كما عنعنه عن مكحول عنه . و مكحول أيضا مدلس , و بالنظر إلى روايته عنه
, فهي الطريقة الثانية , فتصحيح الترمذي للحديث من طريق الحجاج لا يخفى بعده عن
الصواب , إلا أنه يعني أنه صحيح لغيره , فهو صحيح , لكنه يبعد عن تعبيره بقوله
: " حسن صحيح " . و الله أعلم .
الثالثة : عن ضمرة بن ربيعة عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن
أبي ثعلبة به . و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمرة بن ربيعة
و هو ثقة . و يحيى بن سعيد هو الأنصاري النجاري , أبو سعيد المدني القاضي .
3 و 4 - و أما حديث عقبة بن عامر و حذيفة بن اليمان , فيرويه عمرو بن شعيب أن
مولى شرحبيل بن حسنة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر و حذيفة بن اليمان يقولان :
فذكره مرفوعا . أخرجه أحمد ( 4 / 156 و 5 / 388 ) .
2029 " كل ما أفرى الأوداج , ما لم يكن قرض ناب أو حز ظفر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 47 :
أخرجه البيهقي ( 9 / 278 ) من طريق عبيد الله بن زحر عن القاسم مولى عبد الرحمن
عن # أبي أمامة الباهلي # رضي الله عنه مرفوعا به . و قال : " قال أبو العباس
محمد بن يعقوب : ليس في كتابي : عن علي بن يزيد " .
قلت : لعله يشير إلى أن المعروف فيما يرويه ابن زحر عن القاسم بهذا الإسناد من
الأحاديث - و هي كثيرة - أن بينهما علي بن يزيد و هو الألهاني , و لكنه لما لم
يجد في كتابه علي بن يزيد لم يذكره في الإسناد مع التنبيه على ذلك . و الظاهر
أن هذا الحديث من تلك الأحاديث , فقد أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4 /
34 ) , و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه علي بن زيد , و هو ضعيف
و قد وثق " . و قال البيهقي عقبه : " و في هذا الإسناد ضعف " .
قلت : ضعفه أشد مما يعطيه هذا التعبير , و على الرغم من ذلك فإني أرى أن الحديث
يتقوى بشاهدين له : الأول : عن حذيفة مرفوعا بلفظ : " اذبحوا بكل شيء فرى
الأوداج , ما خلا السن و الظفر " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط
" و فيه عبد الله بن حراش , وثقه ابن حبان , و قال : ربما أخطأ , و ضعفه
الجمهور " . و الآخر : حديث رافع بن خديج مرفوعا بلفظ : " ما أنهر الدم , و ذكر
اسم الله عليه فكلوه , إلا السن و الظفر " . أخرجه الشيخان و غيرهما و هو مخرج
في " الإرواء " ( 8 / 165 / 2522 ) .
2030 " كلوا بسم الله من حواليها و اعفوا رأسها , فإن البركة تأتيها من فوقها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 48 :
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 305 ) من طريق أبي حفص عمر بن الدرفس حدثني عبد الرحمن بن
أبي قسيمة عن # واثلة بن الأسقع الليثي # قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم برأس الثريد , فقال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير عمر بن الدرفس , فهو مجهول كما في
" التقريب " لكنه قد توبع , فقال عبد الله بن المبارك قال : أنبأنا ابن لهيعة
قال : حدثني يزيد بن حبيب أن ربيعة بن يزيد الدمشقي أخبره عن واثلة يعني ابن
الأسقع قال : " كنت مع أهل الصفة , فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
بقرص فكسره في القصعة , و صنع فيها ماء سخنا ثم صنع فيها ودكا ثم سفسفها ثم
لبقها ثم صعنبها , ثم قال : اذهب فائتني بعشرة أنت عاشرهم , فجئت بهم , فقال :
( فذكره نحوه دون البسملة ) فأكلوا منها حتى شبعوا " . أخرجه أحمد ( 3 / 490 )
. قلت : و إسناده جيد , رجاله كلهم ثقات , فإن ابن لهيعة و إن كان سيء الحفظ
فإن حديثه من رواية العبادلة صحيح , كما هو معروف عند أهل العلم , و هذا من
رواية أحدهم عنه , و هو عبد الله بن المبارك الإمام , و لقد خفيت هذه الحقيقة
على المناوي حين أعل الحديث بقوله : " و فيه ابن لهيعة " ! و قد وهم مرة أخرى ,
فإنه قال ذلك عقب عزو السيوطي الحديث لابن ماجة , فأوهم أنه رواه من طريق ابن
لهيعة , و الواقع خلافه , فليس في إسناده ابن لهيعة كما رأيت . و للحديث طريق
ثالث , يرويه خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه أنه حدثه عن واثلة بن الأسقع ,
و كان من أهل الصفة .. الحديث بطوله و أتم منه , و فيه البسملة . أخرجه الحاكم
( 4 / 116 - 117 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت :
خالد ثقة وثقه بعضهم , و قال النسائي : ليس ثقة " .
قلت : و في " التقريب " : " ضعيف مع كونه فقيها , و قد اتهمه ابن معين " .
قلت : فالعمدة على الطريق التي قبله . و للحديث شاهد يرويه عبد الله بن عباس
مرفوعا بلفظ : " إن البركة تنزل وسط القصعة , فكلوا من نواحيها و لا تأكلوا من
رأسها " . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 55 ) و غيره بسند صحيح و هو
مخرج في " المشكاة " ( 4211 ) .
( غريب الحديث ) : قوله : ( ودكا ) : هو دسم اللحم و دهنه الذي يستخرج منه .
( سفسفها ) : في " القاموس " : " السفساف : الرديء من كل شيء " . فلعل المراد
خلطها بشيء رديء من القمح أو الدقيق .
( لبقها ) : في " النهاية " : أي خلطها خلطا شديدا , و قيل : جمعها بالمغرفة .
( صعنبها ) : أي رفع رأسها و جعل لها ذروة و ضم جوانبها .
2031 " كلوا و اشربوا و لا يهيدنكم الساطع المصعد , فكلوا و اشربوا حتى يعترض لكم
الأحمر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 50 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 369 - 370 ) و الترمذي ( 705 ) و ابن خزيمة ( 1930 ) و
الدارقطني ( ص 231 ) من طريق عبد الله بن النعمان السحيمي قال : " أتاني قيس
ابن طلق في رمضان في آخر الليل بعدما رفعت يدي من السحور لخوف الصبح , فطلب مني
بعض الإدام , فقلت له : " يا عماه ! لو كان بقي عليك من الليل شيء لأدخلتك إلى
طعام عندي و شراب , قال : عندك ? فدخل , فقربت إليه ثريدا و لحما و نبيذا ,
فأكل و شرب و أكرهني فأكلت و شربت , و إني لوجل من الصبح , ثم قال حدثني # طلق
ابن علي # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " فذكره , و السياق للدارقطني
, و قال : " قيس بن طلق ليس بالقوي " . كذا قال , و قد وثقه ابن معين و العجلي
و ابن حبان . و وهاه أبو حاتم , و قال الحافظ : " صدوق " .
قلت : فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يخالف . ثم رأيت الذهبي قد
ذكر عن ابن القطان أنه قال : " يقتضي أن يكون خبره حسنا لا صحيحا " . فالحمد
لله على توفيقه . و ليس عند الآخرين من السياق إلا المرفوع منه , و قال الترمذي
: " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . و رواه أحمد ( 4 / 23 ) مختصرا بلفظ :
" ليس الفجر المستطيل في الأفق و لكنه المعترض الأحمر " . و عبد الله بن
النعمان , وثقه ابن معين و العجلي و ابن حبان و قد روى عنه ثقتان , و قال ابن
خزيمة : " لا أعرفه بعدالة و لا جرح " .
قلت : فحاله قريب من حال شيخه قيس بن طلق لكنه قد توبع , فقال عبد الله بن بدر
السحيمي : حدثني جدي قيس بن طلق به . أخرجه الطحاوي ( 1 / 325 ) . و جملة القول
أن الحديث حسن . و له شاهد من حديث سمرة بن جندب مرفوعا نحوه . و آخر تقدم برقم
( 2002 ) . رواه مسلم و غيره و هو مخرج في " الإرواء " ( 915 ) و " صحيح أبي
داود " ( 2031 ) .
قوله : ( و لا يهيدنكم ) : أي : لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن
السحور , فإنه الصبح الكاذب . و أصل ( الهيد ) : الحركة . " نهاية " .
و اعلم أنه لا منافاة بين وصفه صلى الله عليه وسلم لضوء الفجر الصادق بـ (
الأحمر ) و وصفه تعالى إياه بقوله : *( الخيط الأبيض )* <1> لأن المراد -
و الله أعلم - بياض مشوب بحمرة أو تارة يكون أبيض و تارة يكون أحمر , يختلف ذلك
باختلاف الفصول و المطالع . و قد رأيت ذلك بنفسي مرارا من داري في ( جبل هملان
) جنوب شرق ( عمان ) , و مكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على
تصحيح عبادة المسلمين , أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يرفع قبل الفجر
الصادق بزمن يتراوح بين العشرين و الثلاثين دقيقة , أي قبل الفجر الكاذب أيضا !
و كثيرا ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق , و هم
يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة , و على ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها , و قد
يستعجلون بأداء الفريضة أيضا قبل وقتها في شهر رمضان , كما سمعته من إذاعة دمشق
و أنا أتسحر رمضان الماضي ( 1406 ) و في ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك
عن الطعام و تعريض لصلاة الفجر للبطلان , و ما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على
التوقيت الفلكي و إعراضهم عن التوقيت الشرعي : *( و كلوا و اشربوا حتى يتبين
لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )* " فكلوا و اشربوا حتى يعترض لكم
الأحمر " , و هذه ذكرى , ( و الذكرى تنفع المؤمنين ) .
-----------------------------------------------------------
[1] البقرة : الآية : 187 . اهـ .
2032 " كلوه , و من أكل منكم فلا يقرب هذا المسجد , حتى يذهب ريحه منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 52 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 147 ) و ابن خزيمة ( 1669 ) و ابن حبان ( 318 ) عن بكر
ابن سوادة أن أبا النجيب مولى عبد الله بن سعد حدثه أن #أبا سعيد الخدري #
حدثه : " أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الثوم و البصل , قيل : يا
رسول الله ! و أشد ذلك كله الثوم , أفتحرمه ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" فذكره . و هذا إسناد ضعيف , أبو النجيب لم يوثقه غير ابن حبان , و لم يذكروا
له راويا غير بكر هذا . لكن الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا في أحاديث , فقوله "
كلوه " ورد في " الصحيحين " عن جابر بلفظ الإفراد , و في " الترمذي " و غيره عن
أم أيوب بلفظ الجمع , و سيأتي هو و الذي قبله برقم ( 2784 ) . و سائره له شاهد
من حديث المغيرة بن شعبة بسند صحيح عنه , و هو مخرج في " إصلاح المساجد " رقم (
71 ) .
ساجدة لله
2010-10-20, 02:42 AM
2033 " كل امرئ مهيأ لما خلق له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 53 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 462 ) و أحمد ( 6 / 441 ) عن أبي الربيع سليمان بن عتبة عن
يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس عن # أبي الدرداء # : " قالوا : يا رسول
الله ! أرأيت ما نعمل أمر قد فرغ منه , أم أمر نستأنفه ? قال : بل أمر قد فرغ
منه , قالوا : فكيف العمل يا رسول الله ? قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن كما سبق بيانه في الحديث ( 514 ) و أما الحاكم فقال : "
صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل قال ابن معين في سليمان ابن
عتبة : لا شيء " .
قلت : و في هذا التعقب إجحاف لأن ابن عتبة مختلف فيه كما ذكرنا هناك و الذهبي
نفسه لما أورده في " الميزان " قال : " وثقه دحيم , و وهاه ابن معين , و قال
صالح جزرة : روى مناكير , و قد وثق " .
قلت : الذين وثقوه أعرف به من غيره , فإنهم دمشقيون , مثل دحيم , و منهم أبو
مسهر بل إن أبا حاتم - على تشدده - قد قال فيه : " ليس به بأس , و هو محمود عند
الدمشقيين " . فرجل قد قالوا فيه هذا التوثيق , ليس من الإنصاف صرف النظر عنه
و الاعتماد على قول من جرحه , و لاسيما و هو جرح مبهم . و الحق أن الرجل وسط ,
حسن الحديث . و الله أعلم .
2034 " كل أهل النار يرى مقعده من الجنة , فيقول : لو أن الله هداني , فيكون عليهم
حسرة , و كل أهل الجنة يرى مقعده من النار , فيقول : لولا أن الله هداني ,
فيكون له شكرا , ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : *( أن تقول نفس يا
حسرتا على ما فرطت في جنب الله )* <1> " .
-----------------------------------------------------------
[1] الزمر : الآية : 56 . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 54 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 435 - 436 ) و أحمد ( 2 / 512 ) و الخطيب ( 5 / 24 ) عن أبي
بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم . " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه
الذهبي .
قلت : أبو بكر بن عياش فيه كلام من قبل حفظه , فهو حسن الحديث . و قال الحافظ
في " التقريب " : " ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه , و كتابه صحيح " .
2035 " كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 54 :
رواه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 76 / 1 ) و الأصبهاني في " الترغيب
" ( ق 171 / 2 ) عن سلام بن سليمان حدثنا قيس عن أبي إسحاق عن الحارث عن #علي
# مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
الأولى : الحارث , و هو ابن عبد الله الأعور , قال الحافظ : " كذبه الشعبي في
رأيه و رمي بالرفض , و في حديثه ضعف " .
قلت : لكن كذبه ابن المديني مطلقا .
الثانية : أبو إسحاق السبيعي , ثقة و لكنه على اختلاطه مدلس , و قد عنعنه بل
ذكروا في ترجمته أنه لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث و الباقي كتاب .
الثالثة و الرابعة : قيس - و هو ابن الربيع - و سلام بن سليمان - و هو المدائني
الضرير - ضعيفان . لكن يبدو أن له طريقا أخرى , فقد أورده السخاوي في " القول
البديع " ( ص 223 - بيروت ) من رواية البيهقي في " الشعب " و أبي القاسم التيمي
و غيرهما عن الحارث الأعور عن علي مرفوعا نحوه . و قال : " الأعور قد ضعفه
الجمهور , و روي عن أحمد بن صالح توثيقه " .
قلت : فلم يعله بغير الأعور , لكن ذكر له متابعا فقال : " و أخرجه الطبراني في
" الأوسط " و البيهقي في " الشعب " من رواية الحارث و عاصم بن ضمرة عن علي .
و رواه الطبراني أيضا و الهروي في " ذم الكلام " له , و أبو الشيخ و الديلمي من
طريقه , و البيهقي أيضا في " الشعب " كلهم موقوفا باختصار : " كل دعاء محجوب
حتى يصلى على محمد و آل محمد صلى الله عليه وسلم " . و الموقوف أشبه " . و قال
الهيثمي في هذا الموقف ( 10 / 160 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله
ثقات " .
قلت : و هو في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال من قبل الرأي كما قال السخاوي ( ص
223 ) , و حكاه عن أئمة الحديث و الأصول . و قد وجدت له شاهدا بلفظ : " الدعاء
محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " . أخرجه ابن حبان في ترجمة
" إبراهيم بن إسحاق الواسطي " من " الضعفاء " له يسنده عن ثور بن يزيد عن خالد
ابن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا . و قال فيه : " يروي عن ثور ما لا يتابع عليه
و عن غيره من الثقات المقلوبات , على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به " .
و أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 87 ) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و له
شاهد آخر , فقال ابن القيم في " في جلاء الأفهام " ( ص 261 ) : " و قال أحمد بن
علي بن شعيب ( هو النسائي الإمام ) : حدثنا محمد بن حفص حدثنا الجراح بن مليح
( الأصل : يحيى ) : حدثني عمر ( الأصل : عمرو ) بن عمرو قال : سمعت عبد الله بن
بسر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء كله محجوب حتى يكون
أوله ثناء على الله عز وجل , و صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , ثم يدعو
فيستجاب لدعائه " . و عمر بن عمرو هذا هو الأحموسي له عن عبد الله بن بسر
حديثان هذا أحدهما " .
قلت : قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 127 ) : " شامي , أبو حفص , أدرك عبد الله بن
بسر ... قال أبي : لا بأس به , صالح الحديث , هو من ثقات الحمصيين " . و الجراح
ابن مليح هو البهراني , شامي حمصي , روى عن جمع منهم الأحموسي هذا كما في
" الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 524 ) , و قال عن أبيه : " صالح الحديث " .
و محمد بن حفص الظاهر أنه الوصابي الحمصي أبو عبيد روى عن محمد بن حمير و غيره
, قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 237 ) : " أدركته , و أردت قصده و السماع منه ,
فقال لي بعض أهل حمص : ليس بصدوق , و لم يدرك محمد بن حمير , فتركته " . و قال
ابن منده : " ضعيف " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال : " يغرب " .
و الحديث رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أنس كما في " القول البديع
" ( ص 222 ) و لم يتكلم على إسناده بشيء . و قد جزم المناوي بضعفه , فقال :
" فيه محمد بن عبد العزيز الدينوري , قال الذهبي في " الضعفاء " : منكر الحديث
" . و جزم بأن رواية الطبراني المتقدمة جيدة الإسناد .
و خلاصة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق و الشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن
شاء الله تعالى على أقل الأحوال . ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في " الأوسط
" ( 4 / 448 - مصورة الجامعة الإسلامية ) , فإذا هو من طريق عامر بن يسار حدثنا
عبد الكريم الجزري عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث و عاصم بن ضمرة عن علي
موقوفا .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات كما تقدم عن الهيثمي , لكن أبو إسحاق - و هو
السبيعي - مدلس و كان اختلط إلا أن ذلك لا يضر في الشواهد . و الله أعلم .
و من شواهده ما أخرجه الترمذي ( 1 / 97 ) عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب
عن عمر قال : " إن الدعاء موقوف بين السماء و الأرض , لا يصعد منه شيء حتى تصلي
على نبيك صلى الله عليه وسلم " . و أبو قرة مجهول .
2036 " كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة , إلا سببي و نسبي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 58 :
روي من حديث # عبد الله بن عباس و عمر بن الخطاب و المسور بن مخرمة و عبد الله
ابن عمر # .
1 - أما حديث ابن عباس فيرويه موسى بن عبد العزيز العدني حدثني الحكم بن أبان
عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . أخرجه المخلص في " سبعة مجالس " ( 51 / 1 )
و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 129 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 10
/ 271 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 108 / 2 ) و الضياء في " المختارة " .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , فإن الحكم بن أبان صدوق عابد له أوهام .
و موسى العدني صدوق سيء الحفظ .
2 - و أما حديث عمر , فله عنه طرق : الأولى : يرويه إبراهيم بن مهران بن رستم
المروزي : حدثنا الليث بن سعد القيسي - هو مولى بني رفاعة في سنة إحدى و سبعين
و مائة بمصر - عن موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال :
" خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة , و أكثر تردده إليه ,
فقال : يا أبا الحسن ! ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلا حديث سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) : فأحببت أن يكون لي منكم أهل البيت
سبب و صهر . فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت , ثم بعث بها إلى أمير
المؤمنين عمر , فلما رآها قام إليها فأخذ بساقها , و قال : قولي لأبيك : قد
رضيت قد رضيت قد رضيت , فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها : ما قال لك أمير
المؤمنين ? قالت : دعاني و قبلني , فلما قمت أخذ بساقي , و قال قولي لأبيك قد
رضيت , فأنكحها إياه , فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب , فعاش حتى كان رجلا , ثم
مات " . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 73 / 257 / 1 ) و ابن عدي ( 6
/ 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 182 ) في ترجمة ابن رستم هذا , و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن عدي فقال فيه : " ليس بمعروف , منكر الحديث
عن الثقات " .
قلت : و أنكر ما فيه ذكر التقبيل , و أما الكشف عن الساق , فقد ورد في غير هذه
الطريق , و هي : الثانية : من طرق عن جعفر بن محمد عن أبيه ( زاد بعضهم : عن
علي بن الحسين ) : " أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم ,
فقال : أنكحنيها , فقال : إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر , فقال عمر :
أنكحنيها , فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده , فأنكحه علي , فأتى
عمر المهاجرين فقال : ألا تهنوني ? فقالوا : بمن يا أمير المؤمنين ? فقال : أم
كلثوم بنت علي و ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره " . أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " ( 520 -
521 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 463 ) و الثقفي في " الفوائد " ( رقم 40
منسوختي ) و الحاكم ( 3 / 142 ) و الزيادة له , و كذا البيهقي ( 7 / 63 - 64 )
, و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت منقطع " .
يعني بين علي بن الحسين و عمر . فهو بين الانقطاع أكثر بين محمد - و هو ابن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب - و عمر . و راجع ما تقدم نقله عن الحافظ تحت فقه
الحديث المتقدم ( 99 ) . و أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 6 / 330 - 331
) من طريقين آخرين عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر قال : قال عمر ...
فذكره نحوه . و في رواية له من طريق الزبير بن بكار معضلا بدون إسناد : " فقال
له علي : أنا أبعثها إليك , فإن رضيت فقد زوجتكها , فبعثها إليه ببرد , و قال
لها : قولي له : هذا البرد الذي قلت لك , فقالت ذلك لعمر , فقال لها : قولي له
, قد رضيته رضي الله عنك , و وضع يده على ساقها , فكشفها , فقالت له : أتفعل
هذا ? ! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ! ثم خرجت حتى جاءت أباها , فأخبرته
الخبر , و قالت : بعثتني إلى شيخ سوء ! فقال : مهلا يا بنية , فإنه زوجك , فجاء
عمر إلى مجلس المهاجرين ... " الحديث .
الثالثة : قال الطبراني في " الكبير " ( 1 / 124 / 1 ) : حدثنا محمد بن عبد
الله أخبرنا الحسن بن سهل الحناط أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جابر قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : فذكره مرفوعا .
و من طريق الطبراني أخرجه الضياء في " المختارة " ( رقم 95 , 96 - بتحقيقي ) .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير الحناط هذا , فقد ذكره السمعاني في هذه
النسبة ( الحناط ) إلى بيع الحنطة , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و يحتمل
عندي أنه الحسن بن سهل الجعفري كما في " الجرح " ( 1 / 2 / 17 ) أو الجعفي كما
في " ثقات ابن حبان " على ما في هامشه , فقد ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه أبو
زرعة . و قد علم أنه لا يروي إلا عن ثقة . و قد وثقه الهيثمي في " المجمع " ( 9
/ 173 ) . و الله أعلم . ثم رأيت في " ثقات ابن حبان " ( 8 / 181 ) : " الحسن
ابن سهل الخياط ( كذا ) , يروي عن أبي أسامة و الكوفيين . روى عنه الحضرمي " .
قلت : فهو هذا , فإن الحضرمي هو محمد بن عبد الله شيخ الطبراني في الحديث , و (
الخياط ) تصحيف , و الصواب : ( الحناط ) كما حققته في " تيسير الانتفاع " يسر
الله لي إتمامه بكرمه و منه .
الرابعة : عن يونس بن أبي يعفور عن أبيه سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت عمر
ابن الخطاب يقول : فذكره مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 124 / 1
) و أبو علي الصواف في " الفوائد " ( 3 / 165 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 199 - 200 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن أيضا في الشواهد , يونس هذا من رجال مسلم , لكن ضعفه
جماعة من الأئمة , و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , يخطىء كثيرا " .
و قد توبع ممن لا يفرح بمتابعته , فقال محمد بن عكاشة عن سيف بن محمد بن أخت
سفيان عن سفيان الثوري عن خالد بن سعد بن عبيد عن نافع عن ابن عمر به . أخرجه
تمام في " الفوائد " ( 247 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد موضوع , آفته سيف هذا , قال الحافظ : " كذبوه " . و محمد بن
عكاشة إن كان العكاشي الكرماني , فهو كذاب وضاع . و إن كان محمد بن عكاشة
الكوفي , فهو ضعيف . و هذا مشكل , فقد جاء في ترجمة الأول أنهم نسبوه كوفيا ,
فيحتمل أنهما واحد , لكن فرق بينهما الدارقطني , فقال في الأول : " يضع الحديث
" . و في الآخر : " ضعيف " . و عليه جرى الذهبي و العسقلاني , ففرقا بينهما .
فالله أعلم .
الخامسة : قال الطبراني أيضا و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 34 ) : حدثنا
جعفر بن محمد بن سليمان النوفلي المديني أخبرنا إبراهيم بن حمزة الزبيري أخبرنا
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : " دعا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب فساره , ثم قام علي في الصفة فوجد العباس
و عقيلا و الحسين , فشاورهم في تزويج أم كلثوم عمر , فغضب عقيل و قال : يا علي
! ما تزيدك الأيام و الشهور و السنون إلا العمى في أمرك , و الله لئن فعلت
ليكونن و ليكونن - لأشياء عدها - و مضى يجر ثوبه , فقال علي للعباس : والله ما
ذاك منه نصيحة , و لكن درة عمر أخرجته إلى ما ترى , أما والله ما ذاك رغبة فيك
يا عقيل , و لكن قد أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : ... " فذكر الحديث . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "
الصحيح " غير النوفلي شيخ الطبراني فلم أجد له ترجمة . و أخرج المرفوع منه ابن
شاهين في " الأفراد " ( 2 / 1 ) عن سلمة بن شبيب أخبرنا الحسين بن محمد بن أعين
أخبرنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه به . و قال : " تفرد بهذا الحديث سلمة
بن شبيب , لا أعلم به غيره " .
قلت : و هو ثقة من شيوخ مسلم , لكن شيخه الحسين بن محمد بن أعين لم أعرفه .
السادسة : عن أحمد بن سنان بن أسد ( بن ) حبان القطان : حدثنا يزيد بن هارون
أخبرنا حماد حدثني ابن أبي رافع أن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . أخرجه الحافظ السلفي في " معجم السفر " ( ق 192 / 2 ) .
قلت : هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير ابن أبي رافع و اسمه عبد الرحمن , فإنه لم
يرو عنه غير حماد هذا , و هو ابن سلمة , و قال ابن معين : " صالح " . و قال
الحافظ : " مقبول من الرابعة " . فهو تابعي لم يدرك عمر بن الخطاب .
السابعة " عن حسن بن حسن عن أبيه أن عمر بن الخطاب به نحوه . أخرجه البيهقي
بسند ضعيف منقطع .
الثامنة : رواه أبو موسى المديني في " اللطائف من دقائق المعارف " ( 2 / 1 ) من
طريق الدارقطني بسنده عن العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا النضر بن منصور حدثنا
عقبة بن علقمة اليشكري قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : أخبرني
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه مر بعثمان رضي الله عنه و هو كئيب حزين حين
أصيب بزوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فسأله فقال : إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " لم يروه بهذا الإسناد غير
النضر " .
قلت : و من طريقه رواه ابن عساكر ( 11 / 83 / 1 ) , و هو ضعيف . لكن الراوي عنه
العلاء بن عمرو الحنفي كذاب .
التاسعة : عن المستظل بن حصين أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته , فاعتل عليه
بصغرها فقال : إني أعددتها لابن أخي جعفر , قال عمر : إني والله ما أردت بها
الباءة , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه الضياء
المقدسي في " المختارة " رقم ( 266 - بتحقيقي ) من طريق شريك عن شبيب بن أبي
غرقدة عن المستظل به . و شريك سيء الحفظ , و هو صدوق يستشهد به .
3 - و أما حديث المسور بن مخرمة فرواه أحمد ( 4 / 323 ) و الطبراني و البيهقي
من طريق أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عنه مرفوعا . قال
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 203 ) : " و فيه أم بكر بنت المسور , و لم
يجرحها أحد و لم يوثقها و بقية رجاله وثقوا " .
4 - و أما حديث ابن عمر , فهو بلفظ : " كل نسب و صهر منقطع يوم القيامة إلا
نسبي و صهري " . أخرجه ابن عساكر ( 19 / 60 / 2 ) عن سليمان بن عمر بن الأقطع :
أخبرنا إبراهيم بن عبد السلام عن إبراهيم بن يزيد عن محمد بن عباد بن جعفر قال
: سمعت ابن عمر يقول : مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , و فيه علل : الأولى : إبراهيم بن يزيد - و هو
الخوزي المكي - متروك . الثانية : إبراهيم بن عبد السلام - و هو المخزومي المكي
- ضعيف . الثالثة : سليمان بن عمر الأقطع كتب عنه أبو حاتم , و لم يذكر فيه
ابنه ( 2 / 1 / 131 ) جرحا و لا تعديلا فهو مجهول الحال . و جملة القول أن
الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح . و الله أعلم .
2037 " كل شيء جاوز الكعبين من الإزار في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 65 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 138 / 2 ) عن اليمان بن المغيرة عن
عكرمة عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , من أجل اليمان هذا , قال الحافظ : " ضعيف " . و قال
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 124 ) : " اليمان ضعيف عند الجمهور , و قال
ابن عدي : لا بأس به " .
قلت : و الحديث صحيح , لن له شواهد كثيرة :
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " ما أسفل من الكعبين من الإزار
ففي النار " . أخرجه البخاري ( 4 / 73 ) و النسائي ( 2 / 299 ) و أحمد ( 2 /
255 , 287 , 410 , 461 , 498 , 504 ) من طرق عنه .
2 - عن حذيفة بن اليمان مرفوعا نحوه . أخرجه النسائي و ابن ماجة ( 3572 ) بسند
رجاله ثقات .
3 - عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا : " ما تحت الكعبين من الإزار في النار " .
أخرجه أحمد ( 6 / 59 , 254 , 257 ) عن محمد بن إسحاق سمعت أبا نبيه يقول : سمعت
عائشة تقول : فذكره .
قلت : و هذا سند حسن في الشواهد , رجاله ثقات معروفون غير أبي نبيه هذا وثقه
ابن حبان ( 5 / 571 ) .
4 - عن أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد و غيره و هو مخرج في "
المشكاة " ( 4331 ) . و في الباب عن غير هؤلاء الأصحاب فراجع " مجمع الزوائد "
( 5 / 122 - 126 ) .
2038 " كل مال النبي صلى الله عليه وسلم صدقة إلا ما أطعمه أهله و كساهم , إنا
لا نورث " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 66 :
أخرجه أبو داود ( 2975 ) و الترمذي في " الشمائل " ( رقم - 383 ) من طريق أبي
البختري قال : " سمعت حديثا من رجل فأعجبني , فقلت : اكتبه لي , فأتى به مكتوبا
مذبرا : دخل العباس و علي على عمر , و عنده طلحة و الزبير و عبد الرحمن و سعد ,
و هما يختصمان , فقال # عمر # لطلحة و الزبير و عبد الرحمن و سعد : ألم تعلموا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكره ) قالوا : بلى , قال : فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق من ماله على أهله , و يتصدق بفضله , ثم توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أبو بكر سنتين , فكان يصنع الذي كان يصنع
رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم ذكر شيئا من حديث مالك بن أوس " .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير الرجل الذي لم يسم
و الظاهر أنه صحابي أو تابعي كبير , فمثله حديثه مقبول , و لاسيما إذا كان في
الشواهد , و من شواهده حديث عائشة مرفوعا : " لا نورث , ما تركنا فهو صدقة ,
و إنما هذا المال لآل محمد , لنائبتهم و لضيفهم , فإذا مت فهو إلى ولي الأمر من
بعدي " . أخرجه أبو داود ( 2977 ) بإسناد حسن عنها . و أصله في " الصحيحين "
و غيرهما دون الشطر الثاني منه . و أخرجاه عن أبي بكر الصديق مرفوعا بلفظ :
" لا نورث ما تركنا صدقة , و إنما يأكل آل محمد في هذا المال " . و هو رواية
لأبي داود ( 2969 ) , و زاد : " يعني مال الله , ليس لهم أن يزيدوا على المأكل
" .
2039 " كل مخمر خمر , و كل مسكر حرام , و من شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا ,
فإن تاب تاب الله عليه , فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة
الخبال , قيل : و ما طينة الخبال ? قال : صديد أهل النار , و من سقاه صغيرا
لا يعرف حلاله من حرامه , كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 67 :
أخرجه أبو داود ( 3680 ) , و من طريقه البيهقي ( 8 / 288 ) عن إبراهيم بن عمر
الصنعاني قال : سمعت النعمان يقول : عن طاووس عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , و النعمان هذا هو ابن أبي شيبة
عبيد الصنعاني , و هو ثقة بلا خلاف . و مثله إبراهيم بن عمر الصنعاني .
( تنبيه ) : زاد محقق سنن أبي داود الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد بعد قوله
: " النعمان " زيادة ( بن بشير ) , و هي خطأ منه , ذهب وهله إلى أنه الصحابي
المعروف " النعمان بن بشير " ! و إنما هو ابن أبي شيبه كما ذكرنا و هو تابع
تابعي . و كذلك و هل بعضهم فكتب على اسم إبراهيم بن عمر الصنعاني من النسخة
التي نقلت عنها من " سنن أبي داود " نسخة المكتبة الظاهرية كتب عليه : " مجهول
" , و هو خطأ , سببه أنه ظن أنه الذي روى عنه الترمذي إبراهيم بن عمر الصنعاني
, و هذا آخر متأخر عن الأول , و هو مستور كما في " التقريب " , فاقضي التنبيه
بدون تشهير !
2040 " كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 68 :
جاء من طريقين : الأول : عن # ابن مسعود # أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 /
62 / 1 ) و الخرائطي ( ص 13 ) و ابن عدي ( 201 / 2 ) و " الحلية " ( 3 / 49 )
عن صدقة بن موسى و محمد بن المظفر في " غرائب شعبة " ( 1 / 2 ) و " الحلية "
أيضا ( 7 / 194 ) عن شعبة , كلاهما عن فرقد السبخي عن إبراهيم عن علقمة عنه
مرفوعا . و قال ابن عدي : " لا أعلم يرويه عن فرقد غير صدقة بن موسى " .
قلت : و هو صدوق له أوهام , لكنه قد تابعه شعبة كما رأيت , و قد استغربه أبو
نعيم من طريقه عنه . لكن فرقد لين الحديث كثير الخطأ كما في " التقريب " .
الثاني : عن # جابر # , رواه ابن عساكر ( 8 / 228 / 1 - 2 ) عن أبي داود سليمان
ابن سيف قال : كنت مع أبي عاصم النبيل و هو يمشي و عليه طيلسان فسقط عنه
طيلسانه فسويته عليه , فالتفت إلي و قال : كل معروف صدقة , فقلت : من ذكره رحمك
الله ? قال : أنبأنا ابن جريج عن عطاء عن جابر مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات , إلا أنني لا أدري ما حال من دون سليمان ?
و " تاريخ ابن عساكر " مقفل عليه الآن و لا يمكن الوصول إليه مع الأسف , لكن
الظن أنه ليس فيه شديد الضعف يمنع من الاستشهاد به , و لاسيما و الشطر الأول من
الحديث يشهد بعمومه لسائره . و هو صحيح له شواهد عديدة بعضها في " الصحيحين " ,
و هي مخرجة في " الروض النضير " ( 231 ) .
2041 " كل نفس من بني آدم سيد , فالرجل سيد أهله , و المرأة سيدة بيتها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 69 :
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 382 ) و أبو بكر المقرىء
الأصبهاني في " الفوائد " ( 13 / 190 / 1 ) عن أحمد بن عمرو بن السرح حدثنا ابن
وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و أبو يونس اسمه سليم بن جبير .
2042 " كل يمين يحلف بها دون الله شرك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 69 :
أخرجه البغوي في " الجعديات " ( 2332 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 18 ) عن
شريك بن عبد الله عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن # ابن عمر # , قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على
شرط مسلم " , و أقره الذهبي .
قلت : و شريك فيه ضعف من قبل حفظه , و إنما أخرج له مسلم متابعة , و الحسن بن
عبيد الله - و هو النخعي - ثقة , لكن البغوي جعل مكانه جابرا الجعفي , لكنه
ثابت عن الحسن النخعي , فقال الإمام أحمد ( 2 / 125 ) : حدثنا سليمان بن حيان
عن الحسن بن عبيد الله به مرفوعا بلفظ : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "
. و من هذا الوجه أخرجه الترمذي ( 1 / 290 ) , و قال : " حديث حسن " .
و أقول : بل هو صحيح , فقد تابعه جرير عن الحسن بن عبيد الله به باللفظ الثاني
, إلا أنه قال : " كفر " و لم يشك . أخرجه الحاكم , و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " , و وافقه الذهبي .
قلت : و إنما هو على شرط مسلم , فإن الحسن هذا - و هو النخعي - لم يخرج له
البخاري . و لكنه قد توبع كما يأتي . و تابعه عبد الرحيم بن سليمان عن الحسن به
. أخرجه ابن حبان ( 1177 ) , و فيه : " أن رجلا حلف بالكعبة , فقال ابن عمر :
ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حلف بغير
الله فقد أشرك " . ثم أخرجه أحمد ( 2 / 34 , 69 , 86 ) و الطحاوي في " مشكل
الآثار " ( 1 / 357 - 359 ) و البغوي ( 925 ) من طرق أخرى عن سعد بن عبيدة به و
في لفظ لأحمد : " من حلف بشيء دون الله تعالى فقد أشرك " . و إسناده صحيح على
شرط الشيخين و له في " المسند " طريق أخرى عن ابن عمر , فانظر " الإرواء " (
2627 ) . ( فائدة ) : قال أبو جعفر الطحاوي : " لم يرد به الشرك الذي يخرج من
الإسلام حتى يكون به صاحبه خارجا عن الإسلام , و لكنه أراد أنه لا ينبغي أن
يحلف بغير الله تعالى لأن من حلف بغير الله تعالى , فقد جعل ما حلف به محلوفا
به كما جعل الله تعالى محلوفا به , و بذلك جعل من حلف به أو ما حلف به شريكا
فيما يحلف به و ذلك أعظم , فجعله مشركا بذلك شركا غير الشرك الذي يكون به كافرا
بالله تعالى خارجا عن الإسلام " . يعني - و الله أعلم - أنه شرك لفظي , و ليس
شركا اعتقاديا , و الأول تحريمه من باب سد الذرائع , و الآخر محرم لذاته . و هو
كلام وجيه متين , و لكن ينبغي أن يستثني منه من يحلف بولي لأن الحالف يخشى إذا
حنث في حلفه به أن يصاب بمصيبة , و لا يخشى مثل ذلك إذا حلف بالله كاذبا , فإن
بعض الجهلة الذين لم يعرفوا حقيقة التوحيد بعد إذا أنكر حقا لرجل عليه و طلب أن
يحلف بالله فعل , و هو يعلم أنه كاذب في يمينه , فإذا طلب منه أن يحلف بالولي
الفلاني امتنع و اعترف بالذي عليه , و صدق الله العظيم : *( و ما يؤمن أكثرهم
بالله إلا و هم مشركون )* <1> .
-----------------------------------------------------------
[1] يوسف : الآية : 106 . اهـ .
ساجدة لله
2010-10-20, 02:43 AM
2043 " كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 71 :
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 247 ) و أحمد ( 5 / 258 ) من طريق سعيد بن
أبي هلال عن علي بن خالد قال : " مر أبو أمامة الباهلي على # خالد بن يزيد بن
معاوية # , فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره " . ذكره الحاكم شاهدا لحديث
أبي هريرة الآتي , و سكت عليه الذهبي , و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10
/ 71 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد , و هو ثقة " .
قلت : لكن سعيد بن أبي هلال كان اختلط . لكن الحديث صحيح , فإن له غير شاهد
واحد كما يأتي : ثم عزاه الهيثمي للطبراني في " الأوسط , و قال : " و رواه في
" الكبير " موقوفا على أبي أمامة , قال : لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا دخل
الجنة , إلا من شرد على الله كشراد البعير السوء على أهله , فمن لم يصدقني فإن
الله تعالى يقول : *( لا يصلاها إلا الأشقى . الذي كذب و تولى )* <1> , كذب بما
جاء به محمد صلى الله عليه وسلم و تولى عنه و إسنادهما حسن " . و من شواهد
الحديث ما أخرجه ابن حبان ( 2306 ) عن قتيبة بن سعيد : حدثنا خليفة بن خياط عن
العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " و الذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى و شرد على الله
كشرود البعير , قالوا , و من يأبى أن يدخل الجنة ? فقال : من أطاعني دخل الجنة
و من عصاني فقد أبى " .
-----------------------------------------------------------
[1] الليل : الآية : 15 , 16 . اهـ .
2044 " والذي نفسي بيده , لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى و شرد على الله كشرود
البعير , قالوا : و من يأبى أن يدخل الجنة ?! فقال : من أطاعني دخل الجنة و من
عصاني فقد أبى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 72 :
قلت : إسناده صحيح على شرط البخاري . و قال الهيثمي : " رواه الطبراني في
" الأوسط " و رجاله رجال الصحيح " . و من شواهده أيضا حديث أبي هريرة المشار
إليه آنفا بلفظ : " لتدخلن الجنة إلا من أبي و شرد عن الله كشراد البعير " .
أخرجه الحاكم من طريق إسماعيل بن أبي أويس : حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن
كيسان عن الأعرج عنه , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه
الذهبي . و أقول : إسماعيل هو ابن عبد الله بن أبي أويس , و هو و إن كان من
رجال الشيخين ففيه كلام كثير , فبحسبه أن يكون حديثه حسنا , و أما الصحة فلا .
و قد قال الحافظ فيه : " صدوق أخطأ في أحاديث " . نعم , حديثه هذا صحيح بما
تقدم . و الله سبحانه و تعالى أعلم .
2045 " كلمات الفرج : لا إله إلا الله الحليم الكريم , لا إله إلا الله العلي العظيم
, لا إله إلا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 73 :
أخرجه ابن أبي الدنيا في " الفرح بعد الشدة " ( ص 13 و 14 ) و الخرائطي في
" مكارم الأخلاق " ( ص 88 ) عن يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن
أبي العالية عن # ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و
أخرجه أحمد ( 1 / 339 ) من هذا الوجه من فعله صلى الله عليه وسلم بلفظ : " كان
يقول عند الكرب ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد
أخرجاه من طرق عن ابن أبي عروبة و غيره به مثل رواية أحمد . و كذلك أخرجه هو في
" المسند " ( 1 / 228 , 254 , 339 , 356 ) . و أخرجه مسلم ( 8 / 85 ) من طريق
يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أبي العالية بلفظ : " كان إذا حزبه أمر قال :
... " فذكر مثله , و زاد : " لا إله إلا الله رب العرش الكريم " . و هو رواية
لأحمد أيضا ( 1 / 268 , 280 ) و زاد في إحدى روايتيه : " ثم يدعو " . و سنده
صحيح على شرط مسلم . و أخرج أحمد أيضا ( 1 / 206 ) عن حماد بن سلمة عن ابن أبي
رافع عن عبد الله بن جعفر : " أنه زوج ابنته من الحجاج بن يوسف , فقال لها :
إذا دخل بك فقولي : لا إله إلا الله الحليم الكريم , سبحان الله رب العرش
العظيم , الحمد لله رب العالمين , و زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا حزبه أمر قال هذا . قال حماد : فظننت أنه قال : فلم يصل إليها " . و ابن
أبي رافع اسمه عبد الرحمن , لم يذكروا له راويا غير حماد , و مع ذلك قال ابن
معين : " صالح " . و أما الحافظ فقال : " مقبول " . يعني عند المتابعة و إلا
فلين الحديث و لم أجد متابعا على هذا السياق , فبقي حديثه على الضعف .
2046 " كما لا يجتنى من الشوك العنب , كذلك لا ينزل الأبرار منازل الفجار , فاسلكوا
أي طريق شئتم , فأي طريق سلكتم وردتم على أهله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 74 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 31 ) من طريق إبراهيم بن يوسف حدثنا أحمد
ابن أبي الحواري حدثنا مروان عن يزيد بن السمط عن الوضين بن عطاء عن # يزيد بن
مرثد # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف , يزيد بن مرثد تابعي ثقة . و الوضين بن عطاء فيه
ضعف , و بقية الرجال ثقات . و مروان هو ابن محمد الطاطري . و إبراهيم بن يوسف
الظاهر أنه ابن ميمون الباهلي البلخي , و هو صدوق . و للحديث شاهد من حديث أبي
ذر مرفوعا بلفظ : كما لا يجتنى من الشوك العنب , لا نزل الفجار منازل الأبرار ,
و هما طريقان , فأيهما أخذتم أخذ بكم إليه " . أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 112 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 19 / 96 / 2 ) عن فرات بن
سلمان أخبرنا أبو المهاجر الدمشقي عن أبي ذر الغفاري مرفوعا به . أورده ابن
عساكر في ترجمة " أبي المهاجر " هذا , و لم يذكر فيها أكثر من هذا الحديث .
و لعله الذي في " كنى تاريخ البخاري " ( 73 / 685 ) : " أبو المهاجر مولى بني
كلاب , قلت لابن عباس : كما لا ينفع مع الإشراك شيء فهل يضر مع الإخلاص شيء ?
عنه عبد الواحد بن صفوان " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5 / 565 ) برواية
ابن صفوان هذا عنه . و سائر الرجال موثقون . فالحديث بمجموع الطرقين حسن ,
و الله أعلم .
2047 " كما يضاعف لنا الأجر , كذلك يضاعف علينا البلاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 75 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 314 ) : أخبرنا محمد بن عمر قال : فحدثني
معمر و مالك عن الزهري عن عروة عن # عائشة # قالت : " دخلت أم بشر بن البراء
ابن معرور على رسول الله صلى الله عليه وسلم , في مرضه الذي مات فيه و هو محموم
فمسته , فقالت : ما وجدت مثل وعك عليك على أحد , فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره " . قلت : و هذا إسناد واه جدا , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين
غير محمد بن عمر , و هو الواقدي , و هو متهم بالكذب . لكن للحديث شاهدان :
الأول : عن أبي سعيد الخدري قال : " وضع رجل يده على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك , فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : إنا معشر الأنبياء , يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر , إن كان
النبي من الأنبياء يبتلى بالقمل حتى يقتله , و إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى
بالفقر حتى يأخذ العباء فيجوبها , و إن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون
بالرخاء " . أخرجه أحمد ( 3 / 94 ) : حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن زيد بن
أسلم عن رجل عنه . و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات لولا الرجل الذي لم يسم . لكن
قد سماه هشام بن سعد , فقال : عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
الخدري به . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 490 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 60 / 2
) , و قال : " ( يجوبها ) : أي يقطعها و يجعل لها شبه الجيب " . و قال البوصيري
في " الزوائد " ( 245 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ".
قلت : و صححه الحاكم أيضا و الذهبي كما تقدم برقم ( 144 ) و إنما هو حسن للكلام
المعروف في هشام بن سعد . نعم هو صحيح بالشاهد الذي بعده , و آخر تقدم هناك (
145 ) . الثاني : عن عبد الله بن مسعود قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
في مرضه و هو يوعك وعكا شديدا , فقلت : إنك لتوعك وعكا شديدا , قلت : إن ذاك
بأن لك أجرين , قال : أجل ( ذلك كذلك ) ما من مسلم يصيبه أذى ( شوكة فما فوقها
) إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر " . أخرجه البخاري ( 10 / 91 ) و
مسلم ( 8 / 14 ) و الدارمي ( 2 / 316 ) و ابن حبان ( 701 ) و أحمد ( 1 / 381 ,
441 , 455 ) .
2048 " كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليتسع ذو الطول على من لا طول له ,
فكلوا ما بدا لكم , و أطعموا و ادخروا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 77 :
أخرجه مسلم ( 6 / 82 ) و لم يسق لفظه و الترمذي ( 1 / 285 ) و البيهقي في "
الشعب " ( 2 / 395 / 2 ) من طرق عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن # سليمان
ابن بريدة عن أبيه # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
2049 " يا أم هانئ ! قد أجرنا من أجرت , و أمنا من أمنت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 77 :
أخرجه أحمد ( 6 / 341 و 343 ) من طريق أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن
أبي مرة مولى # فاختة أم هانىء بنت أبي طالب # عنها قالت : " لما كان يوم فتح
مكة أجرت رجلين من أحمائي فأدخلتهما بيتا , و أغلقت عليهما بابا, فجاء ابن أمي
علي بن أبي طالب , فتفلت عليهما بالسيف , قالت : فأتيت النبي صلى الله عليه
وسلم فلم أجده , و وجدت فاطمة , فكانت أشد علي من زوجها . قالت : فجاء النبي
صلى الله عليه وسلم و عليه أثر الغبار , فأخبرته , فقال : فذكره " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه من طريق أخرى عن أبي مرة
و اسمه يزيد دون قوله : " و أمنا من أمنت " , و هو مخرج في كتاب " إرواء الغليل
/ باب صلاة التطوع " ( رقم 464 ) . و له طريق أخرى يرويه عياض بن عبد الله عن
مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس قال : حدثتني أم هانىء بنت أبي طالب ...
الحديث مختصرا , و فيه الزيادة . أخرجه أبو داود ( 2763 ) و الحاكم ( 4 / 54 )
دون الزيادة . قلت : و إسناده جيد في المتابعات , فرجاله رجال مسلم إلا أن
عياضا هذا - و هو الفهري المصري - فيه لين .
2050 " قوائم منبري رواتب في الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 78 :
ورد من حديث # أم سلمة و أبي واقد # .
1 - أما حديث أم سلمة فيرويه عمار الدهني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة
مرفوعا به . أخرجه النسائي ( 1 / 113 ) و ابن حبان ( 1034 ) و ابن سعد في "
الطبقات " ( 1 / 253 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 248 ) و أحمد ( 6 / 289
و 292 و 318 ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم .
2 - و أما حديث أبي واقد فيرويه أبو يحيى الحماني حدثنا عبد الرحمن بن آمين عن
سعيد بن المسيب أنه سمع أبا واقد الليثي يقول : فذكره مرفوعا . أخرجه الحاكم (
3 / 532 ) , و سكت عليه هو و الذهبي . قلت : و سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن
آمين و أبي يحيى الحماني , و اسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن .
2051 " الكبائر : الشرك بالله و الإياس من روح الله و القنوط من رحمة الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 79 :
رواه البزار في " مسنده " ( ص 18 - زوائده ) : حدثنا عبد الله بن إسحاق العطار
حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا شبيب بن بشر عن عكرمة عن #ابن عباس #: " أن رجلا
قال : يا رسول الله ! ما الكبائر ? قال : الشرك ... " . قلت : و هذا إسناد حسن
لولا أنني لم أعرف العطار هذا , و لكن لعل غيري من المتقدمين قد عرفه , أو وجد
له متابعا , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 104 ) : " رواه البزار و
الطبراني , و رجال موثقون " . و قال المناوي : " رمز المصنف لحسنه , قال الزين
العراقي في " شرح الترمذي " : إسناده حسن " . قلت : و لم نعثر عليه في " معجم
الطبراني الكبير " من هذا الوجه , و بهذا اللفظ مرفوعا , و إنما رواه موقوفا
على ابن عباس في حديث طويل له فقال ( 3 / 187 / 1 ) : حدثنا بكر بن سهل أخبرنا
عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به نحوه
. و هذا سند ضعيف . و له شاهد موقوف يرويه معمر عن أبي إسحاق عن وبرة عن عامر
أبي الطفيل عن ابن مسعود به . و تابعه مسعر عن وبرة به . و هذا إسناد صحيح كما
قال الهيثمي . و تابعه عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله به .
قلت : و هذا إسناد حسن . أخرجها كلها الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 13 /
1 ) . ثم تبين لي ما رجوته في عبد الله بن إسحاق العطار , فهو عبد الله بن
إسحاق الجوهري البصري , فقد ذكره المزي في الرواة عن الضحاك بن مخلد أبي عاصم
النبيل و كذلك ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 363 ) و قال : " مستقيم الحديث " .
فثبت أن السند حسن و الله أعلم .
2052 " ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب , و ما اطلع منه
على شيء عند أحد من أصحابه , فيبخل له من نفسه حتى يعلم أن ( قد ) أحدث توبة !
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 80 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " قال : أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن
أيوب عن إبراهيم بن ميسرة قال : قالت # عائشة # رضي الله عنها : فذكره .
و تابعه روح بن القاسم عن إبراهيم بن ميسرة به . أخرجه ابن أبي الدنيا في
" مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) . و قال أحمد ( 6 / 152 ) : حدثنا عبد الرزاق
أنبأنا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة أو غيره عن عائشة قالت : فذكره بنحوه .
قلت : و الإسناد الأول رجاله ثقات على ضعف خالد بن خداش لكنه قد توبع كما رأيت
لكنه منقطع , فإن إبراهيم بن ميسرة لم يذكروا له رؤية عن غير أنس من الصحابة ,
و قال البخاري : " مرسل " , كما يأتي . و قد وصله نصر بن طريف الباهلي , عن
إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن عائشة . أخرجه ابن أبي الدنيا ( ص 32 ) لكن
ابن طريف متهم . و الإسناد الثاني صحيح لولا تردد معمر أو غيره بين ابن أبي
مليكة و غيره , فإن كان عن ابن أبي مليكة - و اسمه عبد الله بن عبيد الله - فهو
صحيح , و إن كان عن غيره , فهو مجهول . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع "
للبيهقي في " شعب الإيمان " عن عائشة مرفوعا مختصرا بلفظ : " كان أبغض الخلق
إليه الكذب " . فتعقبه المناوي بقوله : " رمز المصنف لحسنه , قضية صنيع المصنف
أن البيهقي خرجه و سكت عليه , و هو باطل , فإنه خرجه من حديث إسحاق بن إبراهيم
الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة و عن محمد بن
أبي بكر عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة . ثم عقبه بما نصه : قال البخاري
: هو مرسل يعني بين إبراهيم بن ميسرة و عائشة , و لا يصح حديث ابن أبي مليكة .
قال البخاري : ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري , فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث
صحيح . اهـ . فأفاد بذلك أن فيه ضعفا أو انقطاعا , فاقتطاع المصنف لذلك من
كلامه و حذفه من سوء التصرف , و إسحاق الدبري يستبعد لقيه لعبد الرزاق كما أشار
إليه ابن عدي , و أورده الذهبي في ( الضعفاء ) " . انتهى كلام المناوي .
قلت : لكن قد تابعه أحمد كما سبق , و تابعه أيضا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق
به مثل رواية الدبري عن ابن أبي مليكة عنها , دون التردد . أخرجه الترمذي ( 1 /
357 ) و قال : " حديث حسن " . كذا قال ! و يحيى بن موسى - و هو البلخي - ثقة من
شيوخ البخاري , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , فحقه أن يصححه , و لعله لم
يفعل لما سبق من إعلال البخاري إياه , و لا يظهر لي أنه إعلال قوي , و الله
أعلم . و كأنه لذلك قال ابن القيم في " إعلام الموقعين " : " حديث حسن " .
و لبعضه طريق أخرى عن عائشة بلفظ : " كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب
كذبة , لم يزل معرضا عنه حتى يحدث لله التوبة " . رواه العقيلي في مقدمة كتابه
" الضعفاء " ( ص 2 ) , و عنه ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1 / 69 ) : حدثنا
أحمد بن زكير حدثنا أحمد بن عبد المؤمن حدثنا يحيى بن قعنب قال : حدثنا حماد بن
زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . ثم رواه ( ص 467 ) : حدثنا
الحسن بن { حبيب } حدثنا أحمد بن عبد المؤمن به . أورده في ترجمة يحيى بن مسلمة
بن قعنب , و قال : " لا يتابع على حديثه , و قد حدث بمناكير " . و عزاه في
" الجامع " لأحمد و الحاكم عن عائشة و لم أره عندهما الآن , و ذكر المناوي أنه
عند الحاكم من طريق ابن قعنب هذا .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir