مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني
ساجدة لله
2010-10-11, 11:53 PM
290 " لا , بل يبايع على الإسلام , فإنه لا هجرة بعد الفتح , و يكون من التابعين
بإحسان " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 521 :
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 468 , 469 ) عن أبي معاوية شيبان عن يحيى بن أبي كثير
عن يحيى بن إسحاق عن # مجاشع بن مسعود # .
أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بابن أخ له يبايعه على الهجرة , فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق و هو
الأنصاري قال ابن معين و ابن حبان : " ثقة " و كذا قال الحافظ في " التقريب " .
ثم أخرجه من طريق أبي عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود قال :
" انطلقت بأخي معبد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح , فقلت : يا
رسول الله بايعه على الهجرة , فقال : مضت الهجرة لأهلها , قال : فقلت فماذا ?
قال : على الإسلام و الجهاد " .
زاد في رواية أخرى عن أبي عثمان النهدي :
" قال : فلقيت معبدا بعد , و كان هو أكبرهما , فسألته ? فقال : صدق مجاشع " .
و إسناده صحيح على شرط الشيخين .
و يلاحظ القارىء أن المبايع في الرواية الأولى ابن أخي مجاشع , و في هذه أنه هو
أخوه نفسه و اسمه معبد , و هو أصح . و الله أعلم .
و أما قوله صلى الله عليه وسلم " لا هجرة بعد الفتح " فقد صح من حديث ابن عباس
و عائشة و أبي سعيد , و قد خرجتها في " إرواء الغليل " ( 1173 ) .
ساجدة لله
2010-10-11, 11:53 PM
291 " رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار , فقلت : من هؤلاء يا
جبريل ? فقال : الخطباء من أمتك , يأمرون الناس بالبر و ينسون أنفسهم , و هم
يتلون الكتاب , أفلا يعقلون ?! " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 522 :
هو من حديث # أنس # رضي الله عنه , و له عنه أربع طرق :
الأولى : عن مالك بن دينار عنه .
أخرجه أبو يعلى في "مسنده "(ق 198 / 1 ) :
حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد حدثنا هشام الدستوائي عن المغيرة ختن مالك بن
دينار عن مالك بن دينا .
و أخرجه بن حبان في "صحيحه "( رقم 52 - ترتيبه ) :
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير : حدثنا يزيد بن زريع به
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات معروفون غير المغيرة و هو بن حبيب أبو
صالح الأزدي . أورده الذهبي في " الميزان " لقول الأزدي فيه : " منكر الحديث "
و ذكره بن حبان في " الثقات "و قال : " يروي عن سالم بن عبد الله و شهر بن
حوشب , و عنه هشام الدستوائي و أهل البصرة , يغرب " .
قلت :و أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 220 / 991 ) , و زاد في الرواة عنه حماد
بن زيد و جعفر بن سليمان و صالح المري و بشر بن المفضل . و لم يذكر فيه جرحا
و لا تعديلا .
قلت : فمثله مما تطمئن النفس لحديثه ,لرواية هذا الجمع من الثقات عنه , دون أن
يعرف بما يسقط حديثه و أما قول الأزدي : " منكر الحديث " فمما لا يلتفت إليه
لأنه معروف بالتعنت في التجريح , فلعله من أجل ذلك لم يورده الذهبي في كتابه
الآخر الضعفاء و لا في ذيله . و الله أعلم .
و قد تابعه إبراهيم بن أدهم حدثنا مالك بن دينار به .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 43 - 44 ) و قال : " مشهور من حديث مالك عن
أنس , غريب من حديث إبراهيم عنه " .
قلت : و هو ثقة زاهد مشهور , وثقه جماعة من الأئمة كابن معين و غيره , فهي
متابعة قوية للمغيرة فبذلك يصير الحديث صحيحا . و الحمد لله على توفيقه .
الثانية عن علي بن زيد بن جدعان عنه نحوه أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد
" ( ق 192 / 1 من الكواكب ) و أحمد ( 3 / 120 , 180 , 231 , 239 ) و أبو يعلى
( 191 / 1 - 2 و 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 199 , 12 / 47 ) عن حماد بن
سلمة عنه .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات , رجاله ثقات رجال مسلم غير بن جدعان
فإنه ضعيف من قبل حفظه و بعضهم يحسن حديثه .
الثالثة عن سليمان التيمي عنه .
أخرجه أبو نعيم ( 8 / 172 - 173 ) :
حدثنا طلحة بن أحمد بن الحسن العوفي حدثنا محمد بن علويه المصيصي حدثنا يوسف بن
سعيد بن مسلم حدثنا عبد الله بن موسى حدثنا بن المبارك عن سليمان التيمي .
و قال :" مشهور من حديث أنس , رواه عنه عدة , و حديث سليمان عزيز " .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف بن سعيد بن مسلم و هو ثقة حافظ من
شيوخ النسائي و لكني لم أعرف اللذين دونه .
الرابعة عن خالد بن سلمة عنه . أخرجه الواحدي في " التفسير : الوسيط " ( 1 / 15
/ 1 ) عن صالح بن أحمد الهروي :حدثنا أبو بجير محمد بن جابر حدثنا عبد الرحمن
بن محمد المحاربي حدثنا سفيان عنه .
قلت : و هذا سند رجاله ثقات معروفون غير الهروي هذا , فقد قال فيه أبو أحمد
الحاكم : " فيه نظر " .
قلت :و جملة القول : أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب , و الحمد لله
رب العالمين .
ساجدة لله
2010-10-11, 11:53 PM
292 " يجاء بالرجل يوم القيامة , فيلقى في النار , فتندلق أقتابه ( و في رواية :
أقتاب بطنه ) في النار , فيدور كما يدور الحمار برحاه , فيجتمع أهل النار عليه
فيقولون : يا فلان ما شأنك ? أليس كنت تأمرنا بالمعروف , و تنهانا عن المنكر ?
قال : كنت آمركم بالمعروف و لا آتيه , و أنهاكم عن المنكر و آتيه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 525 :
أخرجه البخاري ( 2 /
ساجدة لله
2010-10-11, 11:54 PM
293 " أنا أكبر منك سنا , و العيال على الله و رسوله , و أما الغيرة , فأرجو الله
أن يذهبها " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 526 :
أخرجه أبو يعلى في" مسنده " ( 198 / 1 ) : حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي
حدثني عجلان ابن عبد الله من بني عدي عن مالك بن دينار عن # أنس # قال : لما
حضرت أبا سلمة الوفاة , قالت أم سلمة إلى من تكلني ? فقال اللهم إنك لإم سلمة
خير من أبي سلمة , فلما توفي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت إني
كبيرة السن قال : فذكره فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليها
برحايين و جرة للماء " !
قلت : و هذا سند جيد رجاله ثقات معروفون غير عجلان هذا فأورده ابن حبان في
الثقات ( 2 / 234 ) و قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 19 ) عن أبي زرعة :
" بصري لا بأس به " .
ساجدة لله
2010-10-11, 11:54 PM
294 " من كان له ثلاثة بنات فصبر عليهن و أطعمهن و سقاهن و كساهن من جدته كن له
حجابا من النار يوم القيامة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 526 :
أخرجه ابن ماجه ( 3669 ) و كذا البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 76 ) و أحمد
( 4 / 154 ) من طريق حرملة بن عمران قال : سمعت أبا عشانة المعافري قال :
سمعت # عقبة بن عامر # يقول :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي عشانة بضم المهملة و تشديد
المعجمة , و اسمه حي بن يؤمن بضم التحتانية و سكون الواو المصري و هو ثقة مشهور
بكنيته .
و قال البوصيري في " الزوائد " ( 221 / 1 ) :
" إسناده صحيح , و رواه أحمد و أبو يعلى في " مسنديهما " , و له شاهد من حديث
أبي سعيد الخدري , رواه أبو داود و الترمذي " .
قلت : هذا الشاهد ضعيف , لجهالته و اضطرابه , فأخرجه أبو داود ( 5147 ) من طريق
خالد , و البخاري في " الأدب المفرد " ( 79 ) عن عبد العزيز بن محمد , و أحمد
( 3 / 42 ) عن إسماعيل بن زكريا , كلهم عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد الأعشى
- و هو سعيد بن عبد الرحمن بن مكمل الزهري - عن أيوب ابن بشير الأنصاري عن أبي
سعيد الخدري مرفوعا بلفظ :
" من عال ثلاث بنات , فأدبهن و زوجهن , و أحسن إليهن , فله الجنة " .
و لفظ أحمد :
" لا يكون لأحد ثلاث بنات , أو ثلاث أخوات , أو ابنتان , أو أختان فيتقي الله
فيهن , و يحسن إليهن , إلا دخل الجنة " .
و هو لفظ البخاري باختصار .
و أخرجه الترمذي ( 1 / 349 ) من طريق عبد الله بن المبارك : أخبرنا ابن عيينة
عن سهل بن أبي صالح عن أيوب بن بشير عن سعيد الأعشى عن أبي سعيد الخدري مرفوعا
بلفظ :
" من كان له ثلاث بنات أو .. " الحديث نحو لفظ أحمد .
و كذا أخرجه ابن حبان ( 2044 ) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان
به . و وقع فيه بعض الأخطاء المطبعية في سنده .
فهذا اضطراب شديد فيه عجيب , فبينما نرى في الرواية الأولى سعيد الأعشى هو شيخ
سهيل بن أبي صالح , و الراوي عن أيوب بن بشير , إذا بنا نراه في الرواية الأخرى
شيخ أيوب بن بشير و الراوي عن أبي سعيد , ثم هو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان ,
و لهذا ضعفه الترمذي بقوله :
" حديث غريب " .
ساجدة لله
2010-10-11, 11:54 PM
295 " من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فاتقى الله و أقام عليهن كان معي في الجنة
هكذا , و أومأ بالسباحة و الوسطى " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 528 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 170 / 1 ) : حدثنا شيبان حدثنا محمد بن زياد
البرجمي حدثنا ثابت عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن زياد البرجمي و هو
ثقة , قال ابن عدي في " الكامل " ( 14 / 2 ) :
" قال لنا عبدان الأهوازي : سألت الفضل بن سهل الأعرج و ابن إشكاب عن محمد بن
زياد البرجمي هذا , فقالا : هو من ثقات أصحابنا " .
و أورده ابن حبان في " الثقات " و قال ( 2 / 267 ) :
" يروي عن ثابت البناني , روى عنه البصريون " .
قلت : و لم يعرفه أبو حاتم الرازي فقال ابنه ( 3 / 2 / 258 ) : " سألته عنه ?
فقال : هو مجهول " .
و قد تابعه حماد بن زيد بلفظ آخر , و هو :
" من عال ابنتين , أو ثلاث بنات , أو أختين أو ثلاث أخوات , حتى يمتن ( و في
رواية : يبن , و في أخرى يبلغن ) أو يموت عنهن كنت أنا و هو كهاتين , و أشار
بأصبعيه السبابة و الوسطى " .
ساجدة لله
2010-10-11, 11:55 PM
296 " من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن ( و في رواية :
يبن و في أخرى يبلغن ) أو يموت عنهن كنت أنا و هو كهاتين و أشار بأصبعيه
السبابة و الوسطى " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 529 :
أخرجه أحمد ( 3 / 147 - 148 ) : حدثنا يونس حدثنا حماد يعني ابن زيد عن ثابت
عن # أنس # أو غيره , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
و أخرجه ابن حبان ( 2045 ) من طريقين آخرين عن حماد بن زيد به , و لم يقل :
" أو غيره " و عنده الرواية الثانية .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين .
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 157 ) بنحوه من رواية الطبراني في
"الأوسط " بإسنادين قال : " و رجال أحدهما رجال الصحيح " .
قلت : و عنده الرواية الثالثة , و مما يرجح هذه الرواية أنها ثبتت من طريق
أخرى عن أنس بنحوه , و هو .
" من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا و هو و ضم أصابعه " .
ساجدة لله
2010-10-11, 11:55 PM
297 " من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا و هو . و ضم أصابعه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 529 :
أخرجه مسلم ( 8 / 38 - 39 ) و اللفظ له , و الترمذي ( 1 / 349 ) من طريق محمد
بن عبد العزيز عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن # أنس بن مالك # قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " .
قلت : و إسناده صحيح . و ليس عند الترمذي : " حتى تبلغا " .
و قال : " أنا دخلت و هو الجنة كهاتين , و أشار بأصبعيه " .
ساجدة لله
2010-10-11, 11:55 PM
298 " يكفيك الماء و لا يضرك أثره " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 530 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 141 - 142 - بشرح العون ) و أحمد ( 2 / 380 ) قالا :
حدثنا قتيبة بن سعيد أنبأنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة
عن # أبي هريرة # .
" أن خولة بنت يسار أتت النبي صلى الله عليه وسلم , فقالت : يا رسول الله ! إنه
ليس لي إلا ثوب واحد , و أنا أحيض فيه , فكيف أصنع ? قال : إذا طهرت فاغسليه ,
ثم صلي فيه , فقالت : فإن لم يخرج الدم ? قال " . فذكره .
و رواه البيهقي في " السنن " ( 2 / 408 ) من طريق عثمان بن صالح حدثنا ابن
لهيعة : حدثني يزيد ابن أبي حبيب به .
و تابعهما عبد الله بن وهب فقال : أخبرنا ابن لهيعة به .
أخرجه البيهقي و كذا أبو الحسن القصار في " حديثه عن ابن أبي حاتم " ( 2 / 2 )
و ابن الحمصي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 33 / 1 ) و ابن منده في
" المعرفة " ( 2 / 321 / 2 ) .
و قال البيهقي : إسناده ضعيف . " تفرد به ابن لهيعة " .
قلت : و قال ابن الملقن في " خلاصة الإبريز للنبيه , حافظ أدلة التنبيه "
( ق 89 / 2 ) : " و قد ضعفوه , و وثقه بعضهم " .
و قال الحافظ في " فتح الباري " ( 1 / 266 ) :
" رواه أبو داود و غيره , و في إسناده ضعف , و له شاهد مرسل " .
و نقله عنه صاحب " عون المعبود " ( 1 / 141 - 142 ) و أقره !
و قال الحافظ أيضا في " بلوغ المرام " :
" أخرجه الترمذي , و سنده ضعيف " .
قال شارحه الصنعاني ( 1 / 55 ) تبعا لأصله " بدر التمام " ( 1 / 29 / 1 ) :
" و كذلك أخرجه البيهقي , و فيه ابن لهيعة " .
و اغتر بقول الحافظ هذا جماعة فعزوه تبعا له إلى الترمذي , منهم صديق حسن خان
في " الروضة الندية " ( 1 / 17 ) , و من قبله الشوكاني في " نيل الأوطار "
فقال ( 1 / 35 ) :
" أخرجه الترمذي و أحمد و أبو داود , و البيهقي من طريقين عن خولة بنت يسار ,
و فيه ابن لهيعة " .
و كذا قال الحافظ في " التلخيص " ( 13 ) لكنه لم يذكر الترمذي و أحمد .
أقول : و في كلمات هؤلاء الأفاضل من الأوهام ما لا يجوز السكوت عليه فأقول :
أولا : عزوه الترمذي و هم محض , فإنه لم يخرجه البتة , و إنما أشار إليه عقب
حديث أسماء الآتي بقوله :
" و في الباب عن أبي هريرة , و أم قيس بنت محصن " .
و لذلك لما شرع ابن سيد الناس في تخريج الحديث كعادته في تخريج أحاديث الترمذي
المعلقة لم يزد على قوله :
" رواه أحمد " , فلم يعزه لأي موضع من " سننه " , بل و لا لأي كتاب من كتبه
الأخرى . و كذلك صنع المباركفوري في شرحه عليه . إلا أنه جاء بوهم آخر ! فقال
( 1 / 128 ) .
" أخرجه أبو داود و النسائي و ابن ماجه " !
ثانيا : إطلاق الضعف على ابن لهيعة و إسناد حديثه هذا , ليس بصواب فإن المتقرر
من مجموع كلام الأئمة فيه أنه ثقة في نفسه , و لكنه سيىء الحفظ , و قد كان يحدث
من كتبه فلما احترقت حدث من حفظه فأخطأ , و قد نص بعضهم على أن حديثه صحيح إذا
جاء من طريق أحد العبادلة الثلاثة : عبد الله بن وهب , و عبد الله بن المبارك ,
و عبد الله بن يزيد المقرىء , فقال الحافظ عبد الغني ابن سعيد الأزدي :
إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح , ابن المبارك و ابن وهب و المقرىء .
و ذكر الساجي و غيره مثله . و نحوه قول نعيم بن حماد : سمعت ابن مهدي يقول :
" لا أعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك و نحوه " .
و قد أشار الحافظ ابن حجر إلى هذا بقوله في " التقريب " :
" صدوق , خلط بعد احتراق كتبه , و رواية ابن المبارك و ابن وهب عنه أعدل من
غيرهما " .
فإذا عرفت هذا تبين لك أن الحديث صحيح لأنه قد رواه عنه أحد العبادلة و هو
عبد الله بن وهب عند البيهقي و غيره , كما سبق , فينبغي التفريق بين طريق
أبي داود و غيره عن ابن لهيعة , فيقال : إنها ضعيفة , و بين طريق البيهقي ,
فتصحح لما ذكرنا . و هذا تحقيق دقيق استفدناه من تدقيقات الأئمة في بيان أحوال
الرواة تجريحا و تعديلا . و التوفيق من الله تعالى .
ثالثا : قول الشوكاني : " إن الحديث أخرجه أحمد و أبو داود و البيهقي من طريقين
عن خولة بنت يسار , و فيه ابن لهيعة ". و هم أيضا , فإنه ليس للحديث عندهم إلا
الطريق المتقدم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة
أن خولة بنت يسار .
فالطريق ينتهي إلى أبي هريرة لا خولة , و عنه عيسى بن طلحة , ليس إلا .
نعم قد رواه ابن لهيعة مرة على وجه آخر في شيخه فقال في رواية موسى بن داود
الضبي عنه قال : حدثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عيسى بن طلحة به
.
أخرجه أحمد ( 2 / 344 ) , فهذا إن كان ابن لهيعة قد حفظه من طريق أخرى له عن
عيسى بن طلحة , و إلا فهو من أوهامه لأنها ليست من رواية أحد العبادلة عنه بل
هي مخالفة لها كما سبق , و سواء كان هذا أو ذاك فلا يصح أن يقال في هذه الطريق
أنها طريق أخرى و عن خولة أيضا !!
و لعل الشوكاني أراد بالطريق الأخرى ما أخرجه البيهقي عقب حديث أبي هريرة , من
طريق مهدي بن حفص حدثنا علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة ابن عبد
الرحمن عن خولة بنت يمان قالت :
" قلت : يا رسول الله , إني أحيض , و ليس لي إلا ثوب واحد , فيصيبه الدم .
قال : اغسليه و صلي فيه . قلت : يا رسول الله , يبقى أثره . قال : لا يضر " .
و قال : " قال إبراهيم الحربي : الوازع بن نافع غيره أوثق منه , و لم يسمع خولة
بنت يمان أو يسار إلا في هذين الحديثين " .
و أخرجه ابن منده في " المعرفه " ( 2 / 321 / 2 ) و ابن سيد الناس في
" شرح الترمذي " ( 1 / 48 / 2 ) من طريق عثمان بن أبي شيبة , أنبأنا علي
ابن ثابت الجزري به , إلا أن الأول منهما قال " خولة " و لم ينسبها ,
و قال الآخر : " خولة بنت حكيم " و هو عنده من طريق الطبراني عن ابن أبي شيبة ,
و كذلك ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 282 ) من رواية الطبراني في الكبير
و قال : " و فيه الوازع بن نافع و هو ضعيف " .
قلت : بل هو متروك شديد الضعف , أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" قال أحمد و يحيى : ليس بثقة " . و لذلك تعقب ابن التركماني البيهقي في تركه
مثل هذا التجريح و اختصاره على كلام إبراهيم الحربي الموهم بظاهره أنه ثقة لكن
غيره أوثق منه ! مع أنه ليس بثقة . و لعل قوله في رواية البيهقي " بنت يمان " ,
و قوله " بنت حكيم " في رواية الطبراني و غيره , إنما هو من الوازع هذا , و من
العجائب قول ابن عبد البر في " الاستيعاب " في ترجمة خولة بنت يسار بعد أن ذكر
حديثها المتقدم :
" روى عنها أبو سلمة , و أخشى أن تكون خولة بنت اليمان , لأن إسناد حديثهما
واحد , إنما هو علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بالحديث الذي ذكرنا
في اسم خولة بنت اليمان ( يعني حديث : " لا خير في جماعة النساء ... " )
و بالذي ذكرنا ههنا , إلا أن من دون علي بن ثابت يختلف في الحديثين , و في ذلك
نظر " .
و وجه العجب أن الحديث الذي أشار إليها بقوله " و بالذي ذكرنا هنا " إنما هو
هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه " و لا يضرك أثره " و هو الذي ذكره
ابن عبد البر في ترجمة بنت يسار هذه كما أشرت إليه آنفا , و هو ليس من رواية
أبي سلمة هذا عنها و لا عن غيرها , و إنما هو من رواية عيسى بن طلحة عن أبي
هريرة كما سبق , فهذا طريق آخر للحديث , و فيه وقع اسمها منسوبا إلى يسار ,
و السند بذلك صحيح , فكيف نخشى أن يكون ذلك خطأ و الصواب بنت يمان مع أن راويه
علي بن ثابت ضعيف كما أشار إليه ابن عبد البر بل هو متروك كما سبق . و أعجب من
ذلك أن الحافظ ابن حجر لما نقل كلام ابن عبد البر إلى قوله " لأن إسناد حديثهما
واحد " رد عليه بقوله : " قلت : لا يلزم من كون الإسناد إليهما واحدا مع اختلاف
المتن أن تكون واحدة " فسلم بقوله إن الإسناد واحد , مع أنه ليس كذلك , و هو
الإمام الحافظ , فجل من لا يسهو و لا ينسى تبارك و تعالى .
رابعا : قول الحافظ فيما سبق : " و له شاهد مرسل " , و هم أيضا , فإننا لا نعلم
له شاهدا مرسلا , و لا ذكره الحافظ في " التلخيص " و إنما ذكر له شاهدا موقوفا
عن عائشة قالت :
" إذا غسلت المرأة الدم فلم يذهب فلتغيره بصفرة ورس أو زعفران " . أخرجه
الدارمي ( 1 / 238 ) و سكت عليه الحافظ ( 13 ) و سنده صحيح على شرط الشيخين .
و رواه أبو داود بنحوه . انظر " صحيح أبي داود " ( ج 3 رقم 383 ) .
و الحديث دليل على نجاسة دم الحيض لأمره صلى الله عليه وسلم بغسله , و ظاهره
أنه يكفي فيه الغسل , و لا يجب فيه استعمال شيء من الحواد و المواد القاطعة
لأثر الدم , و يؤيده الحديث الآتي :
" إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فلتقرصه ثم لتنضحه بالماء ( و في رواية :
ثم اقرصيه بماء ثم انضحي في سائره ) ثم لتصلي فيه " .
ساجدة لله
2010-10-11, 11:56 PM
299 " إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فلتقرصه ثم لتنضحه بالماء ( و في رواية :
ثم اقرصيه بماء ثم انضحي في سائره ) ثم لتصلي فيه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 536 :
أخرجه مالك ( 1 / 79 ) و عنه البخاري ( 1 / 325 ) و مسلم ( 1 / 166 )
و أبو داود ( ج 3 رقم 386 - صحيحه ) و البيهقي ( 1 / 13 ) كلهم عن مالك عن هشام
بن عروة عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير عن # أسماء بنت أبي بكر الصديق # أنها
قالت :
" سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : أرأيت إحدانا إذا أصاب
ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع فيه ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... "
فذكره .
و تابعه يحيى بن سعيد عن هشام به .
أخرجه البخاري ( 1 / 264 ) و مسلم و البيهقي ( 2 / 406 )
و أحمد ( 6 / 346 , 353 ) .
و تابعه حماد بن سلمة عنه به , و زاد : " و انضحي ما حوله " .
أخرجه أبو داود ( رقم 387 ) و النسائي ( 1 / 69 ) و أبو داود الطيالسي ( 1638 )
و الزيادة له , و لأبي داود معناها .
قلت : و سنده على شرط مسلم . و تابعه وكيع عنه .
أخرجه مسلم . و يحيى بن عبد الله بن سالم و عمرو بن الحارث .
أخرجه مسلم و البيهقي . و تابعه عيسى بن يونس عنه .
أخرجه أبو داود . و تابعه أبو خالد الأحمر عن هشام به .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 217 ) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر
به . و لفظه : " اقرصيه , و اغسليه و صلي فيه " .
و تابعه أبو معاوية قال : حدثنا هشام به .
أخرجه أحمد ( 6 / 345 و 353 ) .
و تابعه سفيان بن عيينة عن هشام به إلا أنه قال : " اقرصيه بالماء ثم رشيه " .
أخرجه الترمذي ( 1 / 254 - 255 ) و الدارمي ( 1 / 239 ) و الشافعي في " الأم "
( 1 / 58 ) و البيهقي ( 1 / 13 , 2 / 406 ) .
و قال الترمذي : " و في الباب عن أبي هريرة , و أم قيس بنت محصن " . قال :
" حديث أسماء حديث حسن صحيح " .
( تنبيه ) اتفق جميع هؤلاء الرواة عن هشام بن عروة على تنكير المرأة السائلة
و عدم تسميتها , إلا سفيان بن عيينة في رواية الشافعي و عمرو بن عون عند
الدارمي فإنهما قالا عنه :
" عن أسماء قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فجعلا الراوية هي السائلة , و خالفهما الحميدي عند البيهقي و ابن أبي عمر عند
الترمذي فقالا عن سفيان بن عيينة مثل رواية الجماعة . و لا شك أنها هي المحفوظة
.
و رواية الشافعي و ابن عون شاذة لمخالفتها لرواية الجماعة عن هشام , و رواية
الحميدي و ابن أبي عمر عن سفيان , و لذلك ضعفها النووي فأصاب , و لكنه لم يفصح
عن العلة , فأوهم ما لا يريد , و لذلك تعقبه الحافظ في " الفتح " فقال
( 1 / 264 ) بعد أن ذكر رواية الشافعي هذه :
" و أغرب النووي فضعف هذه الرواية بلا دليل , و هي صحيحة الإسناد لا علة لها ,
و لا بعد في أن يهم الراوي اسم نفسه كما سيأتي في حديث أبي سعيد في قصة الرقية
بفاتحة الكتاب " .
و قال في " التلخيص " ( 13 ) :
" ( تنبيه ) : زعم النووي في " شرح المهذب " أن الشافعي روى في " الأم أن أسماء
هي السائلة بإسناد ضعيف . و هذا خطأ , بل إسناده في غاية الصحة , و كأن النووي
قلد في ذلك ابن الصلاح , و زعم جماعة ممن تكلم على " المهذب " أنه غلط في قوله
إن أسماء هي السائلة , و هم الغالطون " .
قلت : كلا , بل هم المصيبون , و الحافظ هو الغالط , و السبب ثقته البالغة بحفظ
الشافعي و هو حري بذلك , لكن رواية الجماعة أضبط و أحفظ , و يمكن أن يقال : إن
الغلط ليس من الشافعي , بل من ابن عيينة نفسه , بدليل أنه صح عنه الروايتان ,
الموافقة لرواية الجماعة , و المخالفة لها , فروى الشافعي و الذي معه هذه ,
و روى الحميدي و الذي معه رواية الجماعة , فكانت أولى و أصح , و خلافها معلولة
بالشذوذ , و لو أن الحافظ رحمه الله جمع الروايات عن هشام كما فعلنا , لم يعترض
على النووي و من معه , بل لوافقهم على تغليطهم لهذه الرواية .
و العصمة لله وحده .
و أما قوله " و لا بعد في أن يبهم الراوي ... " فمسلم , و لكن ذلك عندما لا
تكون الرواية التي وقع فيها التسمية شاذة كما هنا .
و مما يؤيد ما تقدم أن محمد بن إسحاق قد تابع هشاما على روايته فقال :
حدثتني فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت :
" سمعت امرأة تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثوبها إذا طهرت من محيضها
كيف تصنع به ? قال : إن رأيت فيه دما فحكيه , ثم اقرصيه بماء , ثم انضحي في
سائره فصلي فيه " .
أخرجه أبو داود ( 385 ) و الدارمي ( 1 / 239 ) و السياق له و البيهقي
( 2 / 406 ) و سنده حسن .
فقولها " سمعت امرأة " مما يبعد أن تكون هي السامعة كما هو ظاهر .
( تنبيه ) في هذه الرواية زيادة " ثم انضحي في سائره " , و هي زيادة هامة لأنها
تبين أن قوله في رواية هشام " ثم لتنضحه " ليس المراد نضح مكان الدم , بل الثوب
كله . و يشهد لها حديث عائشة قالت :
" كانت إحدانا تحيض ثم تقرص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله و تنضح على سائره ,
ثم تصلي فيه " .
أخرجه البخاري ( 1 / 326 ) و ابن ماجه ( 1 / 217 ) و البيهقي ( 2 / 406 - 407 )
.
و ظاهر الحديث يدل كالحديث الذي قبله على أن الماء يكفي في غسل دم الحيض و أنه
لا يجب فيه استعمال شيء من الحواد كالسدر و الصابون و نحوه , لكن قد جاء ما يدل
على وجوب ذلك و هو الحديث الآتي .
" حكيه بضلع , و اغسليه بماء و سدر " .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir