مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني
ساجدة لله
2010-10-12, 03:26 AM
520 " قال الله : أنا الله و أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها من اسمي , فمن وصلها
وصلته و من قطعها بتته " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 36 :
أخرجه أبو داود ( 1694 ) و الترمذي ( 1 / 348 ) من طريق سفيان ابن عيينة عن
الزهري عن أبي سلمة قال : " اشتكى أبو الرداد الليثي , فعاده # عبد الرحمن بن
عوف # فقال : خيرهم و أوصلهم و ما علمت أبا محمد ? فقال عبد الرحمن : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره . ثم أخرجاه من طريق معمر عن الزهري
حدثني أبو سلمة أن الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمعناه . و أخرجه أحمد ( 1 / 194 ) من هذه الطريق بلفظ
سفيان و ابن حبان ( 2033 ) بنحوه . و قال الترمذي : " حديث سفيان عن الزهري
حديث صحيح و معمر كذا يقول قال محمد : و حديث معمر خطأ " . و تعقبه المنذري
بقوله ( 3 / 225 ) : " و في تصحيح الترمذي له نظر , فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن
لم يسمع من أبيه شيئا , قاله يحيى بن معين و غيره " .
قلت : الذي يبدو لي أن الترمذي لا يعني أن الحديث صحيح بالنظر إلى نسبته إلى
النبي صلى الله عليه وسلم و إنما بالنسبة للزهري فقط يعني أن ما نسبه سفيان
إليه من الحديث بالسند المذكور صحيح النسبة إليه بخلاف ما نسبه إليه معمر فهو
خطأ , هذا الذي يتبادر إلى الذهن من النظر إلى جملة كلامه و ذلك لا يعطي أن
الحديث عنده صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم . و الله أعلم .
هذا أقوله تخريجا و توجيها لكلام الترمذي . و إلا فالحديث صحيح عندي و لم يخطىء
فيه معمر , بل إن سفيان هو الذي قصر في إسناده فصيره منقطعا . و الدليل على ذلك
أن معمرا قد توبع عليه , فقال الإمام أحمد عقب روايته السابقة و كأنه أشار إلى
تقويتها : حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة حدثني أبي عن الزهري حدثني أبو سلمة
ابن عبد الرحمن أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . فهذه متابعة قوية لمعمر من شعيب بن أبي
حمزة فإنه ثقة و احتج به الشيخان بل هو من أثبت الناس في الزهري كما قال الحافظ
في " التقريب " . و لذلك جزم في " التهذيب " بأن حديث معمر هو الصواب . و يؤيده
أنه قد تابعه أيضا محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب به .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 53 ) . و محمد هذا هو ابن عبد الله بن أبي
عتيق : محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق و هو حسن الحديث عن الزهري كما
قال الذهلي .
قلت : فهذان متابعان قويان لمعمر تشهدان لحديثه بالصحة , فكيف يصح الحكم عليه
بالخطأ و لو من إمام المحدثين ? و رحم الله مالكا إذ قال : " ما منا من أحد إلا
رد و رد عليه إلا صاحب هذا القبر " . يعني النبي صلى الله عليه وسلم .
و الخلاصة أن الصحيح في إسناد هذا الحديث أنه من رواية أبي سلمة أن الرداد
أخبره عن عبد الرحمن بن عوف . فهو إسناد متصل غير منقطع .
و لكن ذلك لا يجعله صحيحا لأن أبا الرداد هذا لا يعرف إلا بهذا الإسناد و لم
يوثقه غير ابن حبان و لهذا قال الحافظ : " مقبول " . يعني عند المتابعة و إلا
فلين الحديث . و لكنه قد توبع , فقال الإمام أحمد ( 1 / 191 ) : " حدثنا يزيد
ابن هارون : أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله
ابن قارظ أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف و هو مريض , فقال له عبد
الرحمن : وصلتك رحم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال " فذكره .
و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن قارظ والد إبراهيم , فلم أجد
من ترجمه و لا ذكروه في شيوخ ابنه إبراهيم فكأنه غير مشهور و في كلام ابن حجر
ما يشعر بذلك , فإنه قال بعد أن صوب رواية معمر المتقدمة : " و للمتن متابع
رواه أبو يعلى بسند صحيح من طريق عبد الله ابن قارظ عن عبد الرحمن بن عوف من
غير ذكر أبي الرداد فيه " . و فاته أن هذه الطريق في مسند أحمد أيضا .
و قد وجدت للحديث شاهدا قويا فقال الإمام أحمد ( 2 / 498 ) : حدثنا يزيد قال :
و أنبأنا محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنهما إنما أخرجا لمحمد
و هو ابن عمرو بن علقمة الليثي المدني - متابعة و هو حسن الحديث كما قال
الذهبي . و بذلك صح الحديث و الحمد لله . و هو يدل على أن أبا سلمة كان له فيه
إسنادان : الأول عن أبي الرداد عن عبد الرحمن كما تقدم و الآخر هذا كما أن يزيد
بن هارون له فيه إسنادان : أحدهما إسناده المتقدم عن الدستوائي عن ... عن ابن
قارظ و الآخر هذا . و هو من الأحاديث التي فاتت الحافظ الهيثمي فلم يورده في
كتابه " مجمع الزوائد " مع أنه على شرطه لتفرد أحمد به عن الستة بهذا اللفظ من
حديث أبي هريرة .
و أما ما أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 118 / 2 ) من طريق محمد بن يزيد
البكري الجوزجاني أنبأنا أبو مطيع البلخي الحكم بن عبد الله أنبأنا شعبة عن
سليمان الأعمش عن أبي ظبيان عن جرير مرفوعا بلفظ : " إن الله كتب في أم الكتاب
قبل أن يخلق السماوات و الأرض : أنا الرحمن الرحيم خلقت الرحم و شققت لها اسما
من اسمي , فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته " .
قلت : فهذا ضعيف جدا من أجل البلخي , فقد ضعفوه و اتهمه بعضهم بالكذب و الوضع .
و البكري هذا لم أعرفه .
ساجدة لله
2010-10-12, 03:27 AM
521 " انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده . قال : و كان رجلا أعمى " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 39 :
أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( ق 133 / 1 ) أنبأنا ابن عفان أنبأنا
حسين الجعفي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار # عن جابر # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن عفان هذا و هو
الحسن بن علي بن عفان العامري كما في موضع آخر من " المعجم " ( 135 / 2 ) و هو
صدوق كما قال الحافظ في " التقريب " و قد توبع فأخرجه السلفي في " الطيوريات "
( ق 174 / 1 ) من طريقين آخرين عن حسين بن علي الجعفي به . و قال : " قال ابن
صاعد : و قوله : عن جابر بن عبد الله وهم و الصحيح عن محمد بن جبير بن مطعم " .
ثم رواه السلفي من طريق ابن صاعد عن سعيد ابن عبد الرحمن و عبد الجبار بن
العلاء : أنبأنا سفيان عن عمرو عن محمد بن جبير مرسلا به .
قلت : و قال ابن وهب في " الجامع " ( 38 ) : و سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن
عمرو به .
ثم رواه السلفي من طريق إبراهيم بن بشار أنبأنا سفيان بن عيينة أنبأنا عمرو بن
دينار عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعا . فزاد في السند : " عن أبيه "
فصيره مسندا عن جبير بن مطعم . و إبراهيم بن بشار هو الرمادي و هو ثقة حافظ
و له أوهام كما في " التقريب " و قد تابعه محمد بن يونس الجمال كما في تاريخ
بغداد ( 7 / 431 ) للخطيب و قال : " و المحفوظ عن محمد بن جبير فقط " .
قلت : الأرجح عندي أنه عن جابر كما رواه الجعفي و هو ثقة محتج به في
" الصحيحين " . و لم يتفرد به حتى يحكم عليه بالوهم , فقد أخرجه الخطيب من طريق
الدارقطني : حدثنا محمد بن مخلد - و لم نسمعه إلا منه - حدثنا ابن علويه الصوفي
الحسن بن منصور حدثنا سفيان بن عيينة به و قال الدارقطني : تفرد به ابن مخلد عن
ابن علويه عن ابن عيينة و هو معروف برواية حسين الجعفي عن ابن عيينة " .
قلت : و هذا إسناد صحيح كسابقه , الحسن بن منصور من شيوخ البخاري في " صحيحه "
و ابن مخلد و هو العطاء الدوري ثقة حافظ . فهي متابعة قوية لرواية الجعفي من
الحسن بن منصور و إذا كان قد خالفهما سعيد بن عبد الرحمن و هو ابن حسان و عبد
الجبار بن العلاء كما تقدم , فإن معهما من المرجحات ما ليس مع مخالفيهما من ذلك
أنهما من رجال " الصحيح " و الآخران ليسا كذلك و منه أن معهما زيادة و هي الوصل
و الزيادة من الثقة مقبولة فكيف من ثقتين ?
فإن قيل : فهلا رجحت بهذه الطريقة نفسها رواية إبراهيم بن بشار التي أسندها عن
جبير بن مطعم ? أقول : كنت أفعل ذلك لو أن الذي تابعه و هو محمد بن يونس الجمال
كان ثقة أما و هو ضعيف كما في التقريب فتبقى روايته مرجوحة لتجردها عن المتابع
القوي . و مع ذلك فإنه يمكن اعتبار روايته مرجحا آخر لرواية الجعفي و الحسن بن
منصور على ما خالفهما بجامع الاشتراك في إسناد الحديث و مخالفة من أرسله غاية
ما في الأمر أنه وقع في روايته أن صحابي الحديث جبير بن مطعم و في روايتهما :
جابر بن عبد الله " فترجح روايتهما على روايته بالكثرة و الثقة . و الله أعلم .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 240 ) من رواية جبير ابن مطعم
و قال : " رواه البزار بإسناد جيد " !
و قد عرفت أن الأرجح من حديث جابر بن عبد الله .
ساجدة لله
2010-10-12, 03:27 AM
522 " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته
و حسن خلقه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 42 :
أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 220 ) : حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله أنبأنا بن
لهيعة أخبرني الحارث بن يزيد عن ابن حجيرة الأكبر عن # عبد الله ابن عمرو #
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
ثم أخرجه ( 2 / 177 ) من طريقين آخرين صحيحين عن ابن لهيعة به .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات و ابن لهيعة و اسمه عبد الله و إن كان
قد ساء حفظه إلا أن عبد الله هذا و هو ابن المبارك صحيح الحديث عنه لأنه سمع
منه قديما كما نبه على ذلك الحافظ عبد الغني ابن سعيد و غيره .
و لم يتنبه لهذا المنذري في " الترغيب " ( 3 / 257 ) ثم الهيثمي في " المجمع "
( 8 / 22 ) فأعلاه بابن لهيعة !
و عزاه الثاني منهما للطبراني أيضا في " الكبير " و " الأوسط " و قال :
" و بقية رجاله رجال الصحيح " .
و الحديث أخرجه أيضا الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 9 / 60 ) عن ابن لهيعة
. و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه
درجة الصوم و الصلاة " . أخرجه الحاكم ( 1 / 60 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم
" . و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و أخرجه هو و غيره من حديث عائشة مرفوعا
نحوه بلفظ : " درجات قائم الليل صائم النهار " . و قال أيضا : " صحيح على شرط
مسلم " و وافقه الذهبي و صححه ابن حبان ( 1927 ) .
ساجدة لله
2010-10-12, 03:27 AM
523 " يا عائشة ارفقي , فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 43 :
أخرجه أحمد ( 6 / 104 ) حدثنا أبو سعيد قال : حدثنا سليمان يعني ابن بلال عن
شريك يعني ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار # عن عائشة # أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لها :
قلت : و هذا إسناد على شرط البخاري و في شريك و هو ابن عبد الله ابن أبي نمر
كلام من قبل حفظه لكنه لم يتفرد بالحديث , فقال أحمد أيضا ( 6 / 71 ) :
حدثنا هيثم بن خارجة قال : حدثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره إلا أنه قال : " أدخل
عليهم الرفق " . و بهذا اللفظ أورده المنذري ( 3 / 262 ) من حديث عائشة و قال :
" رواه أحمد و البزار من حديث جابر و رواتهما رواة الصحيح " .
و نحوه في " مجمع الزوائد " ( 8 / 19 ) للهيثمي و إسناد أحمد الثاني صحيح على
شرط البخاري .
و سبب الحديث ما روى المقدام بن شريح عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها
عن البداوة فقالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع
و إنه أراد البداوة مرة , فأرسل إلى ناقة مرحمة من إبل الصدقة فقال لي : يا
عائشة ارفقي , فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه و لا نزع من شيء قط إلا
شانه " .
ساجدة لله
2010-10-12, 03:28 AM
524 " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع و إنه أراد البداوة
مرة , فأرسل إلى ناقة محرمة من إبل الصدقة فقال لي : يا عائشة ارفقي , فإن
الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه و لا نزع من شيء قط إلا شانه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 44 :
أخرجه أبو داود ( 2478 ) و السياق له و أحمد ( 6 / 58 / 222 ) من طريق شريك عن
# المقدام # . و شريك سيء الحفظ لكن تابعه شعبة عند مسلم ( 8 / 22 - 23 )
و البخاري في " الأدب المفرد " ( 469 / 475 ) و أحمد ( 6 / 125 / 171 )
و إسرائيل عند أحمد ( 6 / 112 / 206 ) .
ساجدة لله
2010-10-12, 03:28 AM
525 " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 44 :
أخرجه أبو داود ( 5212 ) و الترمذي ( 2 / 121 ) و ابن ماجه ( 3703 ) و أحمد
( 4 / 289 / 303 ) و ابن عدي ( 31 / 1 ) من طريق الأجلح عن أبي إسحاق عن
# البراء بن عازب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره و قال
الترمذي : " حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء و قد روي عن البراء من
غير وجه و الأجلح هو ابن عبد الله بن حجية بن عدي الكندي " .
قلت : و هو مختلف فيه و هو حسن الحديث إن شاء الله لكن شيخه أبا إسحاق و هو
عمرو بن عبد الله السبيعي كان اختلط و لا أدري سمع منه قبل الاختلاط أم بعده
ثم هو إلى ذلك مدلس و قد عنعنه .
و من طرقه التي أشار إليها الترمذي ما أخرجه أحمد ( 4 / 289 ) من طريق مالك عن
أبي داود قال : " لقيت البراء بن عازب فسلم علي و أخذ بيدي و ضحك في وجهي قال :
تدري لم فعلت هذا بك ? قال : قلت : لا أدري و لكن لا أراك فعلته إلا لخير قال :
إنه لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل بي مثل الذي فعلت بك فسألني ?
فقلت مثل الذي قلت لي , فقال : ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على صاحبه
و يأخذ بيده لا يأخذه إلا لله عز وجل لا يتفرقان حتى يغفر لهما " .
و لكنه إسناد واه جدا أبو داود و هو الأعمى يسمى نفيع متروك كما قال الحافظ في
" التقريب " و به أعله المنذري في " الترغيب " ( 3 / 270 ) ثم الهيثمي في
" المجمع " ( 8 / 37 ) و عزواه للطبراني فقط في " الأوسط " !
و منها ما عند أحمد ( 4 / 293 ) من طريق زهير عن أبي بلج يحيى ابن أبي سليم
قال : حدثنا أبو الحكم على البصري عن أبي بحر عن البراء أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : " أيما مسلمين التقيا , فأخذ أحدهما بيد صاحبه , ثم حمد الله
تفرقا ليس بينهما خطيئة " .
قال ابن أبي حاتم عن أبيه ( 2 / 274 ) : " قد جود زهير هذا الحديث و لا أعلم
أحدا جوده كتجويد هذا . قلت لأبي : هو محفوظ ? قال : زهير ثقة " .
قلت : و زهير هو ابن معاوية و قد خولف في إسناده , فرواه هشيم عن أبي بلج عن
زيد أبي الحكم العنزي عن البراء به نحوه . أخرجه أبو داود ( 5311 ) .
و رجح الحافظ في " التعجيل " ( ص 292 - 293 ) رواية هشيم لمتابعة أبي عوانة له
و لم يذكر مصدرها . و على ذلك فعلة هذا الإسناد زيد هذا و هو ابن أبي الشعثاء
أبو الحكم العنزي قال الذهبي : لا يعرف .
و للحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما
بيد صاحبه إلا كان حقا على الله أن يحضر دعاءهما و لا يفرق بين أيديهما حتى
يغفر لهما " . أخرجه أحمد ( 3 / 142 ) : حدثنا محمد بن بكر حدثنا ميمون المرائي
حدثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك .
و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 270 ) : " رواه أحمد و البزار و أبو يعلى
و رواة أحمد كلهم ثقات إلا ميمون المرائي و هذا الحديث مما أنكر عليه " .
قلت : هو مترجم في " التهذيب " باسم " ميمون بن موسى المرئي و ذكر في شيوخه
ميمون بن سياه و في الرواة عنه البرساني و هو محمد بن بكر لكن أخرجه الضياء في
" المختارة " ( ق 240 / 1 - 2 ) من طريق أحمد هكذا و من طريق أبي يعلى و محمد
ابن إبراهيم الفسوي عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي
حدثنا ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه به . فسمى والد ميمون عجلان و لذلك قال
الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 36 ) : " رواه أحمد و البزار و أبو يعلى و رجال
أحمد رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان , وثقه ابن حبان و لم يضعفه أحد " .
قلت : و هذا اختلاف مشكل لم يتبين لي الراجح منه فإن الطريق إلى ميمون المرائي
صحيح و كذلك إلى ميمون بن عجلان و قد ترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل
" ( 4 / 1 / 239 ) و لم يذكر فيه أكثر مما يستفاد من إسناد أبي يعلى و قال
" و سئل أبي عنه ? فقال : شيخ " . فالله أعلم بالصواب من الروايتين .
و بالجملة فالحديث بمجموع طرقه و شاهده صحيح أو على الأقل حسن كما قال الترمذي
.
ساجدة لله
2010-10-12, 03:28 AM
526 " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه و أخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما
يتناثر ورق الشجر " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 47 :
ذكره المنذري في " الترغيب " ( 3 / 270 ) ثم الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 36 )
من رواية الطبراني في " الأوسط " عن # حذيفة # , فقال الأول منهما : " و رواته
لا أعلم فيهم مجروحا " . و قال الآخر : " و يعقوب بن محمد بن الطحلاء روى عنه
غير واحد و لم يضعفه أحد و بقية رجاله ثقات " .
قلت : و في هذا الكلام غرابة , فإنه إنما يقال في الراوي : " روى عنه غير واحد
و لم يضعفه أحد " , إذا كان مستورا غير معروف بتوثيق . و ليس كذلك ابن طحلاء
فقد وثقه أحمد و ابن معين و أبو حاتم و غيرهم و احتج به مسلم و لذلك فإني أخشى
أن يكون يعقوب بن محمد هذا هو غير ابن الطحلاء . و الله اعلم .
و قد وجدت للحديث طريقا أخرى يتقوى بها , فقال عبد الله بن وهب في " الجامع "
( 38 - 39 ) أخبرني ابن لهيعة عن الوليد ابن أبي الوليد عن العلاء بن عبد
الرحمن عن أبيه أنه سمع حذيفة بن اليمان يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقيه فقال : يا حذيفة ناولني يدك فقبض يده , ثم الثانية , ثم الثالثة , فقال :
ما يمنعك ? فقال : إني جنب , فقال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أنه إنما أخرج لابن لهيعة
- و اسمه عبد الله - مقرونا بغيره و هو صحيح الحديث إذا كان من رواية العبادلة
عنه , كهذا على ما هو مقرر في ترجمته و الوليد بن أبي الوليد هو أبو عثمان
المدني مولى ابن عمر و يقال : مولى لآل عثمان قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 20 )
: " جعله البخاري اسمين , قال أبي : هو واحد . سئل أبو زرعة عنه ? فقال ثقة "
قلت : و هذا التوثيق مما فات الحافظ ابن حجر , فلم يذكره في ترجمة الوليد هذا
من " التهذيب " و لم يحك فيه توثيقا سوى ابن حبان الذي أورده في " الثقات "
( 1 / 246 ) و هو متساهل في التوثيق معروف بذلك و لذلك لا يعتمده المحققون من
العلماء و على هذا جرى الحافظ في " التقريب " فقال فيه : " لين الحديث " .
و ظني أنه لو وقف على توثيق أبي زرعة إياه لوثقه و لم يلينه . و الله أعلم .
و الحديث أخرجه ابن شاهين أيضا في " الترغيب " ( ق 310 / 2 ) عن الوليد بن أبي
الوليد المديني عن يعقوب الحرقي عن حذيفة به . هكذا في مسودتي ليس فيها بيان
الراوي عن الوليد هل هو ثقة أم لا و إن كان المفروض أن حذفه أو عدم ذكره يكون
عادة لكونه ثقة و ليس الأصل تحت يدي الآن , فإنه في المدينة المنورة و أنا أكتب
هذا في دمشق ( 3 / 4 / 1387 ) و لذلك فإني لا أستطيع المقابلة بين هذا الإسناد
و بين إسناد ابن وهب و الترجيح بينهما .
و للحديث طريق أخرى في " الجامع " و لكنها واهية , فقال ( 27 ) : أخبرني ابن
سمعان عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة بن
اليمان به نحوه . و رجاله ثقات غير ابن سمعان و اسمه عبد الله بن زياد قال مالك
و ابن معين و غيرهما : كذاب . فالعمدة على الطريق الأولى و إنما ذكرت هذه للكشف
عن حالها . و له شاهد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي حذيفة
فأراد أن يصافحه فتنحى حذيفة ... الحديث نحوه . قال الهيثمي : " رواه البزار و
فيه مصعب بن ثابت , وثقه ابن حبان و ضعفه الجمهور " .
ساجدة لله
2010-10-12, 03:29 AM
527 " قد أقبل أهل اليمن و هم أرق قلوبا منكم ( قال أنس ) : و هم أول من جاء
بالمصافحة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 50 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 967 ) و أحمد ( 3 / 212 - 251 ) من طرق عن
حماد بن سلمة عن حميد عن # أنس بن مالك # قال : " لما جاء أهل اليمن قال النبي
صلى الله عليه وسلم ... " . و السياق للبخاري دون الزيادة و ظاهره أن قوله :
" و هم ... " من تمام الحديث المرفوع و على ذلك جرى الحافظ في " الفتح " ( 11 /
46 ) فقال بعد أن عزاه للبخاري : " بسند صحيح من طريق حميد ... " و في " جامع
ابن وهب من هذا الوجه : و كانوا أول من أظهر المصافحة " . ثم لم ينبه على أن
هذه الزيادة مدرجة فيه و أنها من قول أنس رضي الله عنه كما تدل عليه الزيادة
بين المعكوفتين و هي عند أحمد في رواية : حدثنا عفان حدثنا حماد به . و السند
صحيح على شرط مسلم و حميد قد صرح بالتحديث في رواية يحيى بن أيوب عنه قال :
سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقدم عليكم غدا
أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم " . قال : فقدم الأشعريون , فيهم أبو موسى
الأشعري , فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون :
غدا نلقى الأحبة محمدا و حزبه .
فلما أن قدموا تصافحوا , فكانوا هم أول من أحدث المصافحة " أخرجه أحمد ( 3 /
155 , 223 ) . قلت : و إسناده صحيح أيضا على شرط مسلم .
ساجدة لله
2010-10-12, 03:29 AM
528 " لا تلعن الريح فإنها مأمورة و إنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة
عليه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 51 :
أخرجه أبو داود ( 4708 ) : حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان الحديث و حدثنا
زيد بن أخزم الطائي حدثنا بشر بن عمر حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا قتادة عن
أبي العالية - قال زيد : عن # ابن عباس # - " أن رجلا نازعته الريح رداءه على
عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... "
فذكره . و أخرجه الترمذي ( 1 / 357 ) حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري به
و أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 175 - 176 ) من طريق أخرى عن يزيد به
و أخرجه ابن حبان ( 1988 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 102 / 1 ) من طريق أبي
قدامة حدثنا بشر بن عمر به . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعلم أحدا
أسنده غير بشر بن عمر " .
قال المنذري عقبه في " الترغيب " ( 3 / 288 - 289 ) : " و بشر هذا ثقة احتج به
البخاري و مسلم و غيرهما و لا أعلم فيه جرحا " .
و أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 59 / 200 / 1 ) .
ساجدة لله
2010-10-12, 03:30 AM
529 " إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 52 :
أخرجه مالك ( 2 / 982 / 2 ) و عند النسائي في " عشرة النساء " من " السنن
الكبرى " له ( 2 / 93 / 2 ) و كذا ابن حبان ( 14 ) و أحمد ( 6 / 357 ) عن محمد
ابن المنكدر عن # أميمة بنت رقيقة # أنها قالت : " أتيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم في نسوة نبايعه على الإسلام , فقلن : يا رسول الله نبايعك على أن لا
نشرك بالله شيئا و لا نسرق و لا نزني و لا نقتل أولادنا و لا نأتي ببهتان
نفتريه بين أيدينا و أرجلنا و لا نعصيك في معروف , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فيما استطعتن و أطقتن قالت : فقلن : الله و رسوله أرحم بنا من
أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أخرجه النسائي في " المجتبى " ( 2 / 184 ) و الترمذي ( 1 / 302 ) و ابن ماجه
( 2874 ) و أحمد و الحميدي في مسنده ( 341 ) من طريق سفيان بن عيينة عن محمد بن
المنكدر به إلا أن الحميدي و الترمذي اختصراه و زاد هذا بعد قوله : " هلم
نبايعك " : " قال سفيان : تعني صافحنا " . و هي عند أحمد بلفظ : " قلنا يا رسول
الله ألا تصافحنا ? " . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و إسناده صحيح . و تابعهما محمد بن إسحاق : حدثني محمد ابن المنكدر به
و زاد في آخره : " قالت : و لم يصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم منا امرأة "
. أخرجه أحمد و الحاكم ( 4 / 71 ) بسند حسن .
و له شاهد من حديث أسماء بنت يزيد مثله مختصرا . أخرجه الحميدي ( 368 ) و أحمد
( 6 / 454 , 459 ) و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 128 ) و ابن عبد البر في
" التمهيد " ( 3 / 24 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 293 ) من
طريق شهر بن حوشب عنها . و فيه عند أحمد : " فقالت له أسماء : ألا تحسر لنا عن
يدك يا رسول الله ? فقال لها إني لست أصافح النساء " . و شهر ضعيف من قبل حفظه
و هذه الزيادة تشعر بأن النساء كن يأخذن بيده صلى الله عليه وسلم عند المبايعة
من فوق ثوبه صلى الله عليه وسلم , و قد روي في ذلك بعض الروايات الأخرى و لكنها
مراسيل كلها ذكرها الحافظ في " الفتح " ( 8 / 488 ) , فلا يحتج بشيء منها
لاسيما و قد خالفت ما هو أصح منها كذا الحديث و الآتي بعده و كحديث عائشة في
مبايعته صلى الله عليه وسلم للنساء قالت : " و لا و الله ما مست يده صلى الله
عليه وسلم يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن إلا بقوله : قد بايعتك على ذلك "
. أخرجه البخاري . و أما قول أم عطية رضي الله عنها : " بايعنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا و نهانا عن النياحة , فقبضت
امرأة يدها , فقالت : أسعدتني فلانة .... " . الحديث أخرجه البخاري فليس صريحا
في أن النساء كن يصافحنه صلى الله عليه وسلم فلا يرد بمثله النص الصريح من قوله
صلى الله عليه وسلم هذا و فعله أيضا الذي روته أميمة بنت رقيقة و عائشة و ابن
عمر كما يأتي . قال الحافظ : " و كأن عائشة أشارت بذلك إلى الرد على ما جاء عن
أم عطية , فعند ابن خزيمة و ابن حبان و البزار و الطبري و ابن مردويه من طريق
إسماعيل بن عبد الرحمن عن جدته أم عطية في قصة المبايعة , قال : فمد يده من
خارج البيت و مددنا أيدينا من داخل البيت , ثم قال : اللهم أشهد . و كذا الحديث
الذي بعده حيث قالت فيه " قبضت منا امرأة يدها , فإنه يشعر بأنهن كن يبايعنه
بأيديهن . و يمكن الجواب عن الأول بأن مد الأيدي من وراء الحجاب إشارة إلى وقوع
المبايعة و إن لم تقع مصافحة . و عن الثاني بأن المراد بقبض اليد التأخر عن
القبول , أو كانت المبايعة تقع بحائل , فقد روى أبو داود في " المراسيل " عن
الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على
يده و قال : لا أصافح النساء .... " . ثم ذكر بقية الأحاديث بمعناه و كلها
مراسيل لا تقوم الحجة بها . و ما ذكره من الجواب عن حديثي أم عطية هو العمدة
على أن حديثها من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن ليس بالقوي لأن إسماعيل هذا ليس
بالمشهور و إنما يستشهد به كما بينته في " حجاب المرأة المسلمة " ( ص 26 طبع
المكتب الإسلامي ) . و جملة القول أنه لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه صافح
امرأة قط حتى و لا في المبايعة فضلا عن المصافحة عند الملاقاة , فاحتجاج البعض
لجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته مع أن المصافحة لم تذكر فيه و إعراضه عن
الأحاديث الصريحة في تنزهه صلى الله عليه وسلم عن المصافحة لأمر لا يصدر من
مؤمن مخلص , لاسيما
و هناك الوعيد الشديد فيمن يمس امرأة لا تحل له كما تقدم في الحديث ( 229 ) .
و يشهد لحديث أميمة بنت رقيقة الحديث الآتي . و بعد كتابة ما تقدم رأيت إسحاق
بن منصور المروزي قال في " مسائل أحمد و إسحاق " ( 211 / 1 ) : " قلت ( يعني
لأحمد ) : تكره مصافحة النساء قال : أكرهه . قال إسحاق : كما قال , عجوز كانت
أو غير عجوز إنما بايعهن النبي صلى الله عليه وسلم على يده الثوب " .
ثم رأيت في " المستدرك " ( 2 / 486 ) من طريق إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن
سليمان بن بلال عن ابن عجلان عن أبيه عن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس .
" أن أبا حذيفة بن عتبة رضي الله عنه أتى بها و بهند بنت عتبة رسول الله صلى
الله عليه وسلم تبايعه , فقالت : أخذ علينا , فشرط علينا , قالت : قلت له : يا
ابن عم هل علمت في قومك من هذه العاهات أو الهنات شيئا ? قال أبو حذيفة : إيها
فبايعنه , فإن بهذا يبايع , و هكذا يشترط . فقالت : هند : لا أبايعك على السرقة
إني أسرق من مال زوجي فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده و كفت يدها حتى أرسل
إلى أبي سفيان , فتحلل لها منه , فقال أبو سفيان : أما الرطب فنعم و أما اليابس
فلا و لا نعمة ! قالت : فبايعناه ثم قالت فاطمة : ما كانت قبة أبغض إلي من قبتك
و لا أحب أن يبيحها الله و ما فيها و و الله ما من قبة أحب إلي أن يعمرها الله
يبارك و فيها من قبتك , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و أيضا و الله لا
يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده " .
قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و إسناده حسن و في محمد بن عجلان و إسماعيل بن أبي أويس كلام لا يضر إن
شاء الله تعالى . و هذا الحديث يؤيد أن المبايعة كانت تقع بينه صلى الله عليه
وسلم و بين النساء بمد الأيدي كما تقدم عن الحافظ لا بالمصافحة , إذ لو وقعت
لذكرها الراوي كما هو ظاهر . فلا اختلاف بينه أيضا و بين حديث الباب و الحديث
الآتي .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir