ساجدة لله
2010-10-18, 02:48 AM
638 " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 234 :
أخرجه أبو داود ( 4375 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 129 ) و أحمد
( 6 / 181 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 43 ) و ابن عدي في " الكامل "
( 306 / 1 ) و الحافظ ابن المظفر في " الفوائد المنتقاة " ( 2 / 214 / 2 )
و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 48 / 1 ) و كذا البيهقي
( 8 / 334 ) من طرق عن عبد الملك بن زيد عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن
# عائشة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أورده ابن عدي في
ترجمة عبد الملك هذا مع حديث آخر له , و قال : " و هذان الحديثان منكران بهذا
الإسناد , لم يروهما غير عبد الملك ابن زيد " .
قلت : قد وثقه ابن حبان , و قال النسائي : ليس به بأس , و قال ابن الجنيد :
ضعيف الحديث . فمثله حسن الحديث , و هو ما يعطيه قول النسائي المذكور , و قد
اعتمده الحافظ في " التقريب " . و مثله يحتج بحديثه في مرتبة الحسن , إلا أن
يتبين خطؤه , و هذا غير موجود في هذا الحديث , و كأنه لذلك قوى الطحاوي حديثه
هذا , بل قد جاء ما يؤيد حفظه إياه سندا و متنا , فقد تابعه أبو بكر بن نافع
العمري عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة به . أخرجه البخاري
في " الأدب المفرد " ( 465 ) و الطحاوي , و ابن حبان في " صحيحه " ( 1520 )
و كذا أبو يعلى في " مسنده " ( 237 / 2 ) و أبو بكر الشافعي في " الفوائد "
( 73 / 255 / 1 ) و ابن المظفر في " الفوائد " و البيهقي كلهم من طرق عن العمري
به لم يذكروا في إسناده " عن أبيه " غير ابن المظفر في إحدى روايتيه .
لكن أبو بكر هذا - و هو مولى زيد بن الخطاب كما وقع صريحا في " فوائد الشافعي "
و رواية للطحاوي - قال ابن معين : ليس بشيء . و قال أبو داود : لم يكن عنده إلا
حديث واحد . ثم ذكر هذا . و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوي عندهم . و قال
الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و تابعه أيضا عبد الرحمن بن محمد بن أبي
بكر بن حمد بن عمرو ابن حزم عن أبيه عن عمرة به . دون قوله " إلا الحدود " .
أخرجه الطحاوي ( 3 / 128 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 236 ) و قال : " و قد
روي بغير هذا الإسناد , و فيه أيضا لين و ليس فيه شيء ثابت " . أورده في ترجمة
عبد الرحمن هذا , و روى عن البخاري أنه قال : " روى عنه الواقدي عجائب " .
قلت : الواقدي متهم , فلا يغمز في شيخه بما روى من العجائب عنه , و الأصل براءة
الذمة , فلا ينقل عنها إلا بحجة , و كأنه لذلك قال الحافظ فيه : " مقبول " .
يعني عند المتابعة , و قد توبع كما عرفت فيكون حديثه مقبولا . و قد توبع أيضا
مع شيء من المخالفة لا تضر إن شاء الله تعالى . فقال الخلال في " الأمر
بالمعروف " ( ق 5 / 2 ) : أنبأنا أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي قال : حدثنا
ابن أبي فديك حدثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن جده عن عمر
مرفوعا به . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات , رجال الشيخين , غير أحمد بن الفرج ,
فهو ضعيف من قبل حفظه , غير متهم في صدقه , قال ابن عدي : " لا يحتج به , هو
وسط " . و قال ابن أبي حاتم : " محله الصدق " .
قلت : فمثله يستشهد به و لا يحتج به , خصوصا فيما خالف فيه الثقات كقوله في هذا
الإسناد : " عن أبيه عن جده عن عمر " فهو من أخطائه , لا ممن فوقه , فإنهم ثقات
و الصواب : " عن أبيه عن عمرة عن عائشة " كما تقدم في رواية الجماعة .
و على كل حال فاتفاق هؤلاء الأربعة على رواية هذا الحديث عن محمد بن أبي بكر
دليل قاطع على أن له أصلا عنه لأنه يبعد عادة تواطؤهم على الخطأ , فإذا اختلفوا
عليه , فالعبرة بما عليه رواية الجماعة و قد عرفتها . و قد تابعهم عبد العزيز
بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب . عند الطحاوي ( 3 / 129 ) .
و عبد العزيز هذا ثقة , و كذلك من دونه , فهو إسناد صحيح .
و قد وجدت له طريقا أخرى عن عائشة رضي الله عنها , فقال الطبراني في " المعجم
الأوسط " ( 1 / 185 / 1 ) : أنبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي : أنبأنا إسحاق بن
زيد الخطابي أنبأنا محمد بن سليمان بن ( أبي ) داود أنبأنا المثنى أبو حاتم
العطار : أنبأنا عبيد الله بن عيزار عن القاسم بن محمد عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره دون الزيادة . و قال : " لم يروه عن عبيد الله إلا
المثنى , و لا عنه إلا محمد , و ريحان بن سعيد " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف المثنى هذا و هو ابن بكر البصري قال العقيلي ( ص 429 )
: " لا يتابع على حديثه " . و قال الدارقطني : " متروك " . و عبيد الله بن
عيزار ثقة كما في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 / 330 ) . و سائر الرواة ثقات
معروفون , غير إسحاق بن زيد الخطابي ترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح " ,
و السمعاني في " الأنساب " , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا و لعله في
" الثقات " لابن حبان . و له شاهد من حديث عبد الله بن مسعود . قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكره بلفظ الترجمة إلا أنه قال : " زلاتهم " دون
الحدود . أخرجه الطبراني في " الأوسط " و عنه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " ( 2
/ 234 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 85 - 86 ) من طريقين عن عبد الله بن
محمد بن يزيد الرفاعي حدثني أبي أنبأنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عنه .
و قال الطبراني : " لا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد , تفرد به عبد الله
ابن يزيد " .
قلت : و هو ثقة كما قال الخطيب و كناه بأبي محمد الحنفي المروزي و في ترجمته
أورد الحديث . و ذكر أنه مات سنة ( 275 ) . و سائر رواته موثوقون , حديثهم حسن
غير محمد بن يزيد الرفاعي , فقد اختلفوا فيه , و قال الحافظ في " التقريب " :
" ليس بالقوي " .
قلت : فمثله لا أقل من أن يكون حسن الحديث لغيره , فالحديث شاهد حسن لحديث
عائشة . و الله أعلم . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 282 ) : " رواه
الطبراني عن محمد بن عاصم عن عبد الله بن محمد بن يزيد الرفاعي , و لم أعرفهما
, و بقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : عبد الله قد عرفنا أنه ثقة . و أما محمد بن عاصم , فهو متابع من محمد بن
مخلد و هو ثقة , فجهالته لا تضر . و عاصم و هو ابن بهدلة لم يحتج به الشيخان .
و له طريق أخرى يرويه إبراهيم بن حماد الأزدي حدثنا عبد الرحمن ابن حماد البصري
قال : حدثنا الأعمش , عن أبي وائل , عن عبد الله مرفوعا بلفظ : " تجافوا عن ذنب
السخي , فإن الله آخذ بيده كلما عثر " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 /
108 ) و قال : " غريب " .
قلت و إبراهيم بن حماد الأزدي الظاهر أنه الزهري الضرير ضعفه الدارقطني . ثم
رواه ( 5 / 58 - 59 ) من طريق الطبراني عن بشر بن عبيد الله الدارسي قال :
حدثنا محمد بن حميد العتكي , عن الأعمش , عن إبراهيم عن علقمة . عن عبد الله
بلفظ : " تجاوزوا .... " . و بشر هذا قال ابن عدي : بين الضعف جدا . و له شاهد
آخر من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : " تجاوزا في عقوبة ذوي الهيئات " . أخرجه
ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 33 / 1 ) : أنبأنا تمتام ( محمد بن غالب )
أنبأنا عبد الصمد بن النعمان أنبأنا عبد العزيز بن أبي سلمة , عن عبد الله بن
دينار عنه . و أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 122 ) من هذا الوجه .
قلت : و هذا إسناد جيد عبد العزيز و هو الماجشون و ابن دينار ثقتان من رجال
الشيخين , و عبد الصمد بن النعمان قال الذهبي : " وثقه يحيى بن معين و غيره
و قال الدارقطني و النسائي : ليس بالقوي " و وثقه ابن حبان أيضا و العجلي , كما
في " اللسان " , فهو حسن الحديث على أقل الأحوال .
و تمتام ثقة مأمون كما قال الدارقطني . فثبت هذا الإسناد . و الحمد لله .
و روى الطحاوي ( 3 / 130 ) عن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله ابن عمر , عن
أبيه , عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجافوا عن عقوبة ذوي
المروءة , و هم ذوو الصلاح " . لكن محمد هذا , قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " . و للشطر الأول منه , شاهد من حديث زيد بن ثابت مرفوعا و زاد :
" إلا في حد من حدود الله تعالى " .
لكن إسناده ضعيف جدا كما بينته في " ترتيب المعجم الصغير " رقم ( 314 ) . و وقع
في " الجامع الصغير " و " الفتح الكبير " مرموزا له بـ ( طس ) أي الطبراني في
" المعجم الأوسط " , و هو وهم , فإن الهيثمي لم يعزه إلا إلى " الصغير "
و قال : " و فيه محمد بن كثير بن مروان الفهري و هو ضعيف " .
قلت : بل هو ضعيف جدا كما بينته هناك . و له شاهد عن الحسن البصري مرسلا .
أخرجه ابن المرزبان في " كتاب المروءة " ( 1 / 2 ) عن علي بن محمد القرشي ,
حدثنا علي بن سليمان عن الفضل بن روح عنه . و هذا إسناد مظلم , من دون الحسن لم
أعرفهم . و القرشي يحتمل أن يكون أبا الحسن المدائني الأخباري صاحب التصانيف ,
و فيه كلام . ثم رواه من طريق إبراهيم بن الفضل عن جعفر بن محمد عليه السلام
مرفوعا بلفظ : " تجاوزوا لذي المروءة عن عثراتهم , فوالذي نفسي بيده إن أحدهم
ليعثر و إن يده لفي يد الله عز وجل " . و هذا ضعيف جدا , فإنه مع إعضاله فيه
إبراهيم بن الفضل متروك . و فيما تقدم من الطرق و الشواهد كفاية . و الله أعلم
. و أما ما روى عبد العزيز بن عبد الله أبو عمر الرملي , حدثنا ذو النون ابن
إبراهيم الزاهد المصري حدثنا فضيل بن عياض الزاهد حدثنا ليث عن مجاهد , عن ابن
عباس مرفوعا بلفظ : " تجاوزوا عن ذنب السخي , و زلة العالم , و سطوة السلطان
العادل فإن الله تعالى آخذ بأيديهم كلما عثر عاثر منهم " . أخرجه الخطيب في
" التاريخ " ( 14 / 98 ) .
قلت : فهذا ضعيف لا يصح ليث و هو ابن أبي سليم كان اختلط . و ذو النون ضعفه
الدارقطني و الجوزقاني . و أبو عمر الرملي لم أعرفه . و تابعه أحمد بن صليح
الفيومي حدثنا أبو الفيض ذو النون به مختصرا دون ذكر زلة العالم و سطوة السلطان
العادل . أخرجه أبو نعيم ( 10 / 4 ) ثم أخرجه من طريق محمد بن عقبة المكي عن
فضيل بن عياض مثله .
( فائدة ) روى البيهقي عن الشافعي رحمه الله أنه قال : " و ذوو الهيئات الذين
يقالون عثراتهم : الذين ليسوا يعرفون بالشر , فيزل أحدهم الزلة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 234 :
أخرجه أبو داود ( 4375 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 129 ) و أحمد
( 6 / 181 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 43 ) و ابن عدي في " الكامل "
( 306 / 1 ) و الحافظ ابن المظفر في " الفوائد المنتقاة " ( 2 / 214 / 2 )
و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 48 / 1 ) و كذا البيهقي
( 8 / 334 ) من طرق عن عبد الملك بن زيد عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن
# عائشة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أورده ابن عدي في
ترجمة عبد الملك هذا مع حديث آخر له , و قال : " و هذان الحديثان منكران بهذا
الإسناد , لم يروهما غير عبد الملك ابن زيد " .
قلت : قد وثقه ابن حبان , و قال النسائي : ليس به بأس , و قال ابن الجنيد :
ضعيف الحديث . فمثله حسن الحديث , و هو ما يعطيه قول النسائي المذكور , و قد
اعتمده الحافظ في " التقريب " . و مثله يحتج بحديثه في مرتبة الحسن , إلا أن
يتبين خطؤه , و هذا غير موجود في هذا الحديث , و كأنه لذلك قوى الطحاوي حديثه
هذا , بل قد جاء ما يؤيد حفظه إياه سندا و متنا , فقد تابعه أبو بكر بن نافع
العمري عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة به . أخرجه البخاري
في " الأدب المفرد " ( 465 ) و الطحاوي , و ابن حبان في " صحيحه " ( 1520 )
و كذا أبو يعلى في " مسنده " ( 237 / 2 ) و أبو بكر الشافعي في " الفوائد "
( 73 / 255 / 1 ) و ابن المظفر في " الفوائد " و البيهقي كلهم من طرق عن العمري
به لم يذكروا في إسناده " عن أبيه " غير ابن المظفر في إحدى روايتيه .
لكن أبو بكر هذا - و هو مولى زيد بن الخطاب كما وقع صريحا في " فوائد الشافعي "
و رواية للطحاوي - قال ابن معين : ليس بشيء . و قال أبو داود : لم يكن عنده إلا
حديث واحد . ثم ذكر هذا . و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوي عندهم . و قال
الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و تابعه أيضا عبد الرحمن بن محمد بن أبي
بكر بن حمد بن عمرو ابن حزم عن أبيه عن عمرة به . دون قوله " إلا الحدود " .
أخرجه الطحاوي ( 3 / 128 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 236 ) و قال : " و قد
روي بغير هذا الإسناد , و فيه أيضا لين و ليس فيه شيء ثابت " . أورده في ترجمة
عبد الرحمن هذا , و روى عن البخاري أنه قال : " روى عنه الواقدي عجائب " .
قلت : الواقدي متهم , فلا يغمز في شيخه بما روى من العجائب عنه , و الأصل براءة
الذمة , فلا ينقل عنها إلا بحجة , و كأنه لذلك قال الحافظ فيه : " مقبول " .
يعني عند المتابعة , و قد توبع كما عرفت فيكون حديثه مقبولا . و قد توبع أيضا
مع شيء من المخالفة لا تضر إن شاء الله تعالى . فقال الخلال في " الأمر
بالمعروف " ( ق 5 / 2 ) : أنبأنا أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي قال : حدثنا
ابن أبي فديك حدثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن جده عن عمر
مرفوعا به . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات , رجال الشيخين , غير أحمد بن الفرج ,
فهو ضعيف من قبل حفظه , غير متهم في صدقه , قال ابن عدي : " لا يحتج به , هو
وسط " . و قال ابن أبي حاتم : " محله الصدق " .
قلت : فمثله يستشهد به و لا يحتج به , خصوصا فيما خالف فيه الثقات كقوله في هذا
الإسناد : " عن أبيه عن جده عن عمر " فهو من أخطائه , لا ممن فوقه , فإنهم ثقات
و الصواب : " عن أبيه عن عمرة عن عائشة " كما تقدم في رواية الجماعة .
و على كل حال فاتفاق هؤلاء الأربعة على رواية هذا الحديث عن محمد بن أبي بكر
دليل قاطع على أن له أصلا عنه لأنه يبعد عادة تواطؤهم على الخطأ , فإذا اختلفوا
عليه , فالعبرة بما عليه رواية الجماعة و قد عرفتها . و قد تابعهم عبد العزيز
بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب . عند الطحاوي ( 3 / 129 ) .
و عبد العزيز هذا ثقة , و كذلك من دونه , فهو إسناد صحيح .
و قد وجدت له طريقا أخرى عن عائشة رضي الله عنها , فقال الطبراني في " المعجم
الأوسط " ( 1 / 185 / 1 ) : أنبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي : أنبأنا إسحاق بن
زيد الخطابي أنبأنا محمد بن سليمان بن ( أبي ) داود أنبأنا المثنى أبو حاتم
العطار : أنبأنا عبيد الله بن عيزار عن القاسم بن محمد عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره دون الزيادة . و قال : " لم يروه عن عبيد الله إلا
المثنى , و لا عنه إلا محمد , و ريحان بن سعيد " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف المثنى هذا و هو ابن بكر البصري قال العقيلي ( ص 429 )
: " لا يتابع على حديثه " . و قال الدارقطني : " متروك " . و عبيد الله بن
عيزار ثقة كما في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 / 330 ) . و سائر الرواة ثقات
معروفون , غير إسحاق بن زيد الخطابي ترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح " ,
و السمعاني في " الأنساب " , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا و لعله في
" الثقات " لابن حبان . و له شاهد من حديث عبد الله بن مسعود . قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكره بلفظ الترجمة إلا أنه قال : " زلاتهم " دون
الحدود . أخرجه الطبراني في " الأوسط " و عنه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " ( 2
/ 234 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 85 - 86 ) من طريقين عن عبد الله بن
محمد بن يزيد الرفاعي حدثني أبي أنبأنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عنه .
و قال الطبراني : " لا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد , تفرد به عبد الله
ابن يزيد " .
قلت : و هو ثقة كما قال الخطيب و كناه بأبي محمد الحنفي المروزي و في ترجمته
أورد الحديث . و ذكر أنه مات سنة ( 275 ) . و سائر رواته موثوقون , حديثهم حسن
غير محمد بن يزيد الرفاعي , فقد اختلفوا فيه , و قال الحافظ في " التقريب " :
" ليس بالقوي " .
قلت : فمثله لا أقل من أن يكون حسن الحديث لغيره , فالحديث شاهد حسن لحديث
عائشة . و الله أعلم . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 282 ) : " رواه
الطبراني عن محمد بن عاصم عن عبد الله بن محمد بن يزيد الرفاعي , و لم أعرفهما
, و بقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : عبد الله قد عرفنا أنه ثقة . و أما محمد بن عاصم , فهو متابع من محمد بن
مخلد و هو ثقة , فجهالته لا تضر . و عاصم و هو ابن بهدلة لم يحتج به الشيخان .
و له طريق أخرى يرويه إبراهيم بن حماد الأزدي حدثنا عبد الرحمن ابن حماد البصري
قال : حدثنا الأعمش , عن أبي وائل , عن عبد الله مرفوعا بلفظ : " تجافوا عن ذنب
السخي , فإن الله آخذ بيده كلما عثر " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 /
108 ) و قال : " غريب " .
قلت و إبراهيم بن حماد الأزدي الظاهر أنه الزهري الضرير ضعفه الدارقطني . ثم
رواه ( 5 / 58 - 59 ) من طريق الطبراني عن بشر بن عبيد الله الدارسي قال :
حدثنا محمد بن حميد العتكي , عن الأعمش , عن إبراهيم عن علقمة . عن عبد الله
بلفظ : " تجاوزوا .... " . و بشر هذا قال ابن عدي : بين الضعف جدا . و له شاهد
آخر من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : " تجاوزا في عقوبة ذوي الهيئات " . أخرجه
ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 33 / 1 ) : أنبأنا تمتام ( محمد بن غالب )
أنبأنا عبد الصمد بن النعمان أنبأنا عبد العزيز بن أبي سلمة , عن عبد الله بن
دينار عنه . و أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 122 ) من هذا الوجه .
قلت : و هذا إسناد جيد عبد العزيز و هو الماجشون و ابن دينار ثقتان من رجال
الشيخين , و عبد الصمد بن النعمان قال الذهبي : " وثقه يحيى بن معين و غيره
و قال الدارقطني و النسائي : ليس بالقوي " و وثقه ابن حبان أيضا و العجلي , كما
في " اللسان " , فهو حسن الحديث على أقل الأحوال .
و تمتام ثقة مأمون كما قال الدارقطني . فثبت هذا الإسناد . و الحمد لله .
و روى الطحاوي ( 3 / 130 ) عن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله ابن عمر , عن
أبيه , عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجافوا عن عقوبة ذوي
المروءة , و هم ذوو الصلاح " . لكن محمد هذا , قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " . و للشطر الأول منه , شاهد من حديث زيد بن ثابت مرفوعا و زاد :
" إلا في حد من حدود الله تعالى " .
لكن إسناده ضعيف جدا كما بينته في " ترتيب المعجم الصغير " رقم ( 314 ) . و وقع
في " الجامع الصغير " و " الفتح الكبير " مرموزا له بـ ( طس ) أي الطبراني في
" المعجم الأوسط " , و هو وهم , فإن الهيثمي لم يعزه إلا إلى " الصغير "
و قال : " و فيه محمد بن كثير بن مروان الفهري و هو ضعيف " .
قلت : بل هو ضعيف جدا كما بينته هناك . و له شاهد عن الحسن البصري مرسلا .
أخرجه ابن المرزبان في " كتاب المروءة " ( 1 / 2 ) عن علي بن محمد القرشي ,
حدثنا علي بن سليمان عن الفضل بن روح عنه . و هذا إسناد مظلم , من دون الحسن لم
أعرفهم . و القرشي يحتمل أن يكون أبا الحسن المدائني الأخباري صاحب التصانيف ,
و فيه كلام . ثم رواه من طريق إبراهيم بن الفضل عن جعفر بن محمد عليه السلام
مرفوعا بلفظ : " تجاوزوا لذي المروءة عن عثراتهم , فوالذي نفسي بيده إن أحدهم
ليعثر و إن يده لفي يد الله عز وجل " . و هذا ضعيف جدا , فإنه مع إعضاله فيه
إبراهيم بن الفضل متروك . و فيما تقدم من الطرق و الشواهد كفاية . و الله أعلم
. و أما ما روى عبد العزيز بن عبد الله أبو عمر الرملي , حدثنا ذو النون ابن
إبراهيم الزاهد المصري حدثنا فضيل بن عياض الزاهد حدثنا ليث عن مجاهد , عن ابن
عباس مرفوعا بلفظ : " تجاوزوا عن ذنب السخي , و زلة العالم , و سطوة السلطان
العادل فإن الله تعالى آخذ بأيديهم كلما عثر عاثر منهم " . أخرجه الخطيب في
" التاريخ " ( 14 / 98 ) .
قلت : فهذا ضعيف لا يصح ليث و هو ابن أبي سليم كان اختلط . و ذو النون ضعفه
الدارقطني و الجوزقاني . و أبو عمر الرملي لم أعرفه . و تابعه أحمد بن صليح
الفيومي حدثنا أبو الفيض ذو النون به مختصرا دون ذكر زلة العالم و سطوة السلطان
العادل . أخرجه أبو نعيم ( 10 / 4 ) ثم أخرجه من طريق محمد بن عقبة المكي عن
فضيل بن عياض مثله .
( فائدة ) روى البيهقي عن الشافعي رحمه الله أنه قال : " و ذوو الهيئات الذين
يقالون عثراتهم : الذين ليسوا يعرفون بالشر , فيزل أحدهم الزلة " .