مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني
ساجدة لله
2010-10-18, 04:28 AM
938 " ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار ? على كل قريب هين سهل
" .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 649 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 80 ) و ابن حبان ( 1096 , 1097 ) و الخرائطي في " مكارم
الأخلاق " ( 11 , 23 ) و أحمد ( 1 / 415 ) و الطبراني فى " المعجم الكبير "
( 3 / 83 / 2 ) و أبو القاسم بن أبي القعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( 8 /
1 ) و أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( 196 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة
" ( 94 / 1 ) من طرق عن هشام بن عروة عن موسى ابن عقبة عن عبد الله بن عمرو
الأودي عن # عبد الله بن مسعود # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . كذا قال , و الأودي هذا لم يوثقه
غير ابن حبان و لم يرو عنه غير موسى بن عقبة , فهو في عداد المجهولين .
و قد رواه بعض الضعفاء عن هشام بإسناد آخر , فقال ابن أبي حاتم فى " العلل "
( 2 / 108 ) : " سألت أبي و أبا زرعة عن حديث رواه مصعب بن عبد الله الزبيري عن
أبيه عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
" قلت : فذكره " قالا : هذا خطأ رواه الليث بن سعد و عبدة بن سليمان عن هشام بن
عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأودي عن ابن مسعود عن النبي صلى
الله عليه وسلم . و هذا هو الصحيح . قلت لأبي زرعة : العفو ممن هو ? قال : من
عبد الله بن مصعب . قلت : ما حال عبد الله بن مصعب ? قال : شيخ " .
قلت : و من طريقه أخرجه البغوي في " حديث مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري ( ق
138 / 2 ) قال : حدثنا مصعب قال : حدثني أبي عن هشام بن عروة ... به " و كذا
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 137 / 1 ) من طريق أخرى عن مصعب به
. و قال : " لم يروه عن هشام إلا الزبيري , تفرد به ابنه " .
قلت : الابن صدوق و الأب ضعيف , ضعفه ابن معين . و قال الهيثمي بعد أن ذكره في
" المجمع " ( 4 / 75 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و أبو يعلى , و فيه عبد
الله بن مصعب الزبيري و هو ضعيف " .
و أما قول المناوي في " فيض القدير " : " قال الهيثمي بعد ما عزاه لأبي يعلى :
فيه عبد الله بن مصعب الزبيري ضعيف , و قال عقب عزوه للطبراني : رجاله رجال
الصحيح . و قال العلائي : سند هذا أقوى من الأول " .
فهو خطأ سواء كان من المناوي أو من الهيثمي نفسه , فقد عرفت أن إسناد الطبراني
فيه أيضا الزبيري الضعيف . و أما قول العلائي فلا أدري وجهه .
لكن للحديث عدة شواهد يتقوى بها . الأول : عن معيقيب قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " حرمت النار على الهين اللين السهل القريب " .
أخرجه الخرائطي ( 23 ) و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " عن شيبان بن فروخ
حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي عن محمد بن معيقيب عن أبيه .
قلت : و أبو أمية هذا ضعيف كما قال الهيثمي .
الثاني : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تحرم النار على كل
هين لين سهل قريب " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " و العقيلي في " الضعفاء "
( ص 444 ) عن جمهور بن منصور القرشي قال : حدثنا وهب بن حكيم الأزدي عن محمد بن
سيرين عنه . و قال الطبراني : " لم يروه عن ابن سيرين إلا وهب , تفرد به جمهور
" . قلت : لم أجد له ترجمة إلا ما قاله العقيلي عقب الحديث : " قال لنا الحضرمي
: سألت ابن نمير عن جمهور ? فقال : اكتب عنه " . و أما وهب بن حكيم , فقال
العقيلي : " مجهول بالنقل , و لا يتابع على حديثه " . يعني هذا , و قال : " هذا
يروى من غير هذا الوجه , بإسناد صالح " .
الثالث : عن أنس قال : " قيل : يا رسول الله من يحرم على النار ? قال : الهين
اللين السهل القريب " . أخرجه الطبراني عن الحارث بن عبيدة عن محمد بن أبي بكر
عن حميد عنه و قال : " لم يروه عن حميد إلا محمد و لا عنه إلا الحارث " .
قلت : قال أبو حاتم : ليس بالقوي . و قال الدارقطني : ضعيف . و ذكره ابن حبان
في " الثقات " .
قلت : و بالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الشواهد . والله أعلم .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:28 AM
939 " المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا
يصبر على أذاهم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 652 :
أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن عن # ابن عمر # رضي الله عنهما و هو عند الترمذي إلا
أنه لم يسم الصحابي " . كذا في " بلوغ المرام ( 4 / 314 بشرحه ) .
قلت : و في هذا التخريج أمور : أولا : أن هذا اللفظ ليس لابن ماجه و لا للترمذي
! أما الأول , فهو عنده ( 2 / 493 ) بهذا السياق لكنه قال : " أعظم أجرا " بدل
" خير " و أما الترمذي فلفظه " إن المسلم إذا كان يخالط ... " و الباقي مثله
إلا أنه قال : " ... من المسلم الذي ... " .
ثانيا : أن الترمذي أخرجه ( 3 / 319 ) من طريق شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى
بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه عن النبي فذكره و قال
عقبه : " قال ابن عدي : ( أحد شيوخ الترمذي فيه ) : كان شعبة يرى أنه ابن عمر "
. ثالثا : أن إسناده عند ابن ماجه ليس بحسن , فإنه قال : " حدثنا علي بن ميمون
الرقي حدثنا عبد الواحد بن صالح حدثنا إسحاق ابن يوسف عن الأعمش عن يحيى بن
وثاب عن ابن عمر " . و عبد الواحد هذا لا يعرف إلا في هذا الإسناد بهذا الحديث
و لم يرو عنه إلا علي بن ميمون الرقي كما قال الذهبي , و أشار بذلك إلى أنه
مجهول و قد صرح بذلك الحافظ في " التقريب " . لكنه لم ينفرد به , فقد رأيت أن
الترمذي قد أخرجه من طريق شعبة عن الأعمش و كذلك أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " ( 388 ) , و لفظه عين اللفظ الذي ذكره الحافظ معزوا لابن ماجه !
و رواه أحمد ( 5022 ) من هذه الطريق باللفظين لفظ البخاري و لفظ ابن ماجه ,
و سنده مثل الترمذي , قال فيه : " عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ,
قال : و أراه ابن عمر , قال حجاج : قال شعبة قال سليمان و هو ابن عمر " .
و هذا الاختلاف في سند الحديث و متنه مما لا يعل به الحديث لأنه غير جوهري ,
و سواء سمي صحابي الحديث أم لم يسم , و سواء كان اللفظ " أعظم أجرا " أو " خير
" فالسند صحيح كلهم ثقات من رجال الشيخين . ثم أخرجه أحمد ( 5 / 365 ) عن سفيان
بن سعيد الأعمش به مثل رواية شعبة عند أحمد و بلفظ ابن ماجه , و أخرجه ابن
الجوزي في " جامع المسانيد " ( 65 / 1 المحمودية ) من هذا الوجه بلفظ : " خير "
. و أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 365 ) من طريق أخرى عن الأعمش به .
و خالفهم أبو بكر الداهري فقال : عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر به
. أخرجه أبو نعيم ( 5 / 62 - 63 ) و قال : " غريب من حديث حبيب و الأعمش , تفرد
به الداهري " . قلت : و هو متروك , لاسيما و قد خالفه الثقات فالاعتماد عليهم .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:28 AM
940 " إن لكل دين خلقا و خلق الإسلام الحياء " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 654 :
روي من حديث # أنس و عبد الله بن عباس # .
1 - أما حديث أنس , فله عنه طريقان : الأول : عن معاوية بن يحيى عن الزهري عنه
مرفوعا به . أخرجه ابن ماجه ( 4181 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 49 )
و الطبراني في " الصغير " ( ص 5 ) و البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 12 /
169 / 1 ) و ابن المظفر في " الفوائد المنتقاة " ( 2 / 216 / 2 ) و أبو الحسن
بن لؤلؤ في " حديث حمزة الكاتب " ( 206 / 1 ) و أبو الحسن الحربي في " جزء فيه
نسخة عبد العزيز بن المختار عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة " ( 164
/ 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 86 / 1 ) و ابن عساكر ( 8 / 446 / 2 , 16
/ 392 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد فيه ضعف , معاوية بن يحيى و هو الصدفي قال : الحافظ : " ضعيف
: و ما حدث بالشام أحسن مما حدث بالري " . و تابعه عباد بن كثير عن عمر بن عبد
العزيز عن الزهري به . أخرجه الباغندي في " مسند عمر " ( ص 13 ) و الخطيب في
" الموضح " ( 2 / 146 ) . و عباد بن كثير و هو الفلسطيني ضعيف و هو خير من
البصري , ذاك متروك . و تابعه عيسى بن يونس عن مالك عن الزهري به . أخرجه
الخطيب ( 8 / 4 ) و عنه ابن عساكر ( 4 / 327 / 1 ) من طريق الحسين بن أحمد بن
عبد الله بن وهب الأسدي حدثنا محمد بن عبد الرحمن ابن سهم حدثنا عيسى بن يونس .
قلت : و رجاله ثقات غير الحسين بن أحمد هذا , ترجمه الخطيب و ذكر أنه روى عن
جماعة كثيرة سماهم , و عنه عبد الصمد الطستي و أبو بكر الشافعي و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , لكن يظهر أن في نسخة " تاريخ الخطيب " سقطا ! فقد حكى ابن
عساكر كلام الخطيب فيه , و زاد في الرواة عنه علي بن محمد بن معلى الشونيزي ,
و قال : " قال : و ما علمت منه إلا خيرا " . و ابن سهم و هو الأنطاكي . ترجمه
الخطيب أيضا ( 2 / 310 ) و قال : " و كان ثقة " . و ذكر ابن أبي حاتم ( 2 / 2 /
5 ) عن أبيه أن مسلما روى عنه : فالظاهر أنه يعني أنه روى عنه خارج " الصحيح ".
و بالجملة فهذا الإسناد حسن , و لا يعكر عليه أن مالكا أخرجه في " الموطأ " ( 2
/ 905 / 9 ) عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي عن يزيد بن طلحة بن ركانة يرفعه
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . لا يعكر هذا على ذاك لأنه إسناد آخر و هو
مرسل , بل هو شاهد للموصول لا بأس به . و يزيد بن طلحة , ترجمه ابن أبي حاتم (
4 / 2 / 273 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , لكن قال السيوطي في " إسعاف
المبطأ " : " له صحبة " .
الثاني : عن سويد بن سعيد حدثنا صالح بن موسى الطلحي حدثنا قتادة عن أنس به .
أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 155 / 1 ) .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا , صالح بن موسى الطلحي متروك كما في " التقريب " .
و سويد بن سعيد ضعيف , و أفحش فيه ابن معين القول .
2 - و أما حديث ابن عباس , فيرويه سعيد بن محمد الوراق حدثنا صالح بن حسان عن
محمد بن كعب عنه مرفوعا به . أخرجه الخرائطي , و العقيلي في " الضعفاء " ( 187
) و ابن عدي في " الكامل " ( 198 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 220 ) ,
و قال العقيلي : " صالح بن حسان قال البخاري : " منكر الحديث " , و في هذا
رواية من وجه آخر أيضا فيه لين " . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 288
) عن أبيه : " هذا حديث منكر " . و بالجملة فالحديث صحيح بمجموع طريقي أنس
و حديث يزيد بن طلحة . و الله تعالى أعلم .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:29 AM
941 " يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات و الأرض لوسعت , فتقول
الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ? فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي , فتقول
الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك , و يوضع الصراط مثل حد الموسى , فتقول
الملائكة : من تجيز على هذا ? فيقول : من شئت من خلقي , فيقولون : سبحانك ما
عبدناك حق عبادتك " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 657 :
رواه الحاكم ( 4 / 586 ) قال حدثني محمد بن صالح بن هانىء حدثنا المسيب بن زهير
حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان عن # سلمان # عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال " فذكره " . و قال : " هذا حديث صحيح على شرط
مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : و فيه نظر , فإن هدبة بن خالد و إن كان من شيوخ مسلم , فإن الراوي عنه
المسيب بن زهير لم أر من وثقه , و قد ترجم له الخطيب ( 13 / 149 ) و كناه أبا
مسلم التاجر , و ذكر أنه روى عنه جماعة , و أنه توفي سنة ( 285 ) , و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا . و قد رواه الآجري في " الشريعة " ( 382 ) عن عبيد الله
بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا حماد بن سلمة به موقوفا على سلمان .
و إسناده صحيح , و له حكم المرفوع , لأنه لا يقال من قبل الرأي .
و لجملة الصراط منه شاهد من حديث يزيد عن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني , حدثنا
المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود مرفوعا :
" يجمع الله الناس يوم القيامة ... فيمرون على الصراط , و الصراط كحد السيف دحض
مزلة ... " الحديث بطوله . أخرجه الحاكم ( 4 / 589 - 592 ) و قال : " صحيح ,
و أبو خالد الدالاني ممن يجمع حديثه " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : ما أنكره
حديثا على جودة إسناده . و أبو خالد شيعي منحرف " .
قلت : ترجمه الذهبي و غيره , و لم يذكر أحد أنه شيعي , ثم هو مختلف فيه . و قال
الحافظ : " صدوق يخطىء كثيرا " .
قلت : و جملة الصراط هذه أوردها الحوت في " أسنى المطالب " ( ص 123 ) و قال :
" رواه البيهقي و قال : إسناده ضعيف " .
قلت : و فاته هذا الشاهد القوي من حديث سلمان !
ساجدة لله
2010-10-18, 04:29 AM
942 " ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم و لا منعوه إلا ضرهم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 658 :
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 195 / 1 ) و ابن منده في " المعرفة "
( 2 / 29 / 1 ) عن إبراهيم بن الحجاج أنبأنا حماد بن سلمة عن هشام ابن عروة عن
أبيه عن # عبيد الله بن معمر # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : فذكره
. و ليس عند الطبراني الجملة الأخيرة .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير إبراهيم ابن الحجاج و هو
السامي - بالسين المهملة - و هو ثقة . و قال الهيثمي ( 8 / 19 ) : " رواه
الطبراني , و رجاله رجال الصحيح , غير إبراهيم بن الحجاج السامي و هو ثقة " .
و للحديث شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا بلفظ : " لا يريد الله بأهل
بيت رفقا إلا نفعهم , و لا يحرمهم إياه إلا ضرهم " . رواه البيهقي في " شعب
الإيمان " كما في " المشكاة " ( 5103 ) .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:29 AM
943 " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 659 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 52 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 250 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 3 / 3 / 253 ) عن عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن # سهل بن
سعد # قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الترمذي : " هذا
حديث صحيح غريب من هذا الوجه " . كذا قال و هو من تساهله , فقد قال العقيلي :
" عبد الحميد بن سليمان أخو فليح , قال ابن معين : ليس بشيء , و تابعه زكريا بن
منظور و هو دونه " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 249 / 1 ) بعد أن رواه من
طريق الأول : " و هو ممن يكتب حديثه " .
قلت : و كلاهما ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " . و أخرجه الحاكم ( 4 / 306
) من طريق الآخر و قال : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت :
زكريا ضعفوه " .
و أقول . و الصواب أن الحديث صحيح لغيره , فإن له شواهد تقويه .
الأول : عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه
الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 92 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 116 / 1 )
عن علي بن عيسى بن محمد بن المثنى حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي عون
حدثنا أبو مصعب عن مالك عن نافع عنه . و قال الخطيب : " غريب جدا من حديث مالك
لا أعلم رواه غير أبي جعفر بن أبي عون عن أبي مصعب , و عنه علي بن عيسى
الماليني , و كان ثقة " .
قلت : و كذلك شيخه أبو جعفر ثقة أيضا كما قال الخطيب في ترجمته ( 1 / 311 ) .
و أبو مصعب اسمه أحمد بن أبي بكر الزهري المدني و هو ثقة من رجال الشيخين و كذا
من فوقه , و السند مع غرابته صحيح .
الثاني : عن ابن عباس مرفوعا نحوه . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 304 ,
8 / 290 ) من طريق الحسن ابن عمارة عن الحكم عن مجاهد عنه و قال : " غريب من
حديث الحكم لم نكتبه إلا من حديث الحسن عنه " . قلت : و الحسن متروك .
الثالث : قال ابن المبارك في " الزهد " ( 509 ) : أخبرنا إسماعيل بن عياش قال :
حدثني عثمان بن عبد الله بن رافع أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
حدثوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , إسماعيل بن عياش ثقة لكنه في
المدنيين ضعيف و هذا منه , فإن عثمان هذا مدني , و قد ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 /
1 / 156 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا لكن ذكر أنه روى عنه جمع من الثقات .
الرابع : و قال ابن المبارك أيضا ( 620 ) : أخبرنا حريث بن السائب الأسدي قال :
حدثنا الحسن قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : و هذا إسناد مرسل حسن الإسناد , الحسن هو البصري , و حريث قال الحافظ :
" صدوق يخطىء من السابعة " .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:30 AM
944 " ازهد في الدنيا يحبك الله و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 661 :
أخرجه ابن ماجه ( 4102 ) و أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 183 ) و المحاملي في
" مجلسين من الأمالي " ( 140 / 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 117 )
و الروياني في " مسنده " ( 814 / 2 و ابن عدي في " الكامل " ( 117 / 2 ) و ابن
سمعون في " الأمالي " ( 2 / 157 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 252 -
253 و 7 / 136 ) و في " أخبار أصبهان " ( 2 / 244 - 245 ) و الحاكم ( 4 / 313 )
من طرق عن خالد بن عمر القرشي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن # سهل بن سعد
الساعدي # قال : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل , فقال : يا رسول الله
دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله و أحبني الناس , فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي
بقوله . " قلت : خالد وضاع " .
قلت : لكنه لم يتفرد به كما يأتي . فقال العقيلي : " ليس له من حديث الثوري أصل
و قد تابعه محمد بن كثير الصنعاني و لعله أخذه عنه و دلسه لأن المشهور به خالد
هذا " .
قلت : و هذه المتابعة أخرجها الخلعي في " الفوائد " ( 18 / 67 / 1 ) و ابن عدي
و قال : " و لا أدري ما أقول في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث , فإن
ابن كثير ثقة , و هذا الحديث عن الثوري منكر " . و تابعه أيضا أبو قتادة قال :
حدثنا سفيان به . أخرجه محمد بن عبد الواحد المقدسي في " المنتقى من حديث أبي
علي الأوقي " ( 3 / 2 ) .
قلت : لكن أبو قتادة - و هو عبد الله بن واقد الحراني - قال الحافظ : " متروك ,
و كان أحمد يثني عليه , و قال : لعله كبر و اختلط , و كان يدلس " .
قلت : فيحتمل احتمالا قويا أن يكون تلقاه عن خالد بن عمرو ثم دلسه عنه , كما
قال ابن عدي في متابعة ابن كثير . لكن قوله فيه أعني ابن كثير أنه ثقة , فيه
نظر , فقد ضعفه جماعة من الأئمة منهم الإمام أحمد , كما رواه عنه ابن عدي نفسه
في ترجمته من " الكامل " ( 370 / 2 ) ثم ختمها بقوله : " له أحاديث مما لا
يتابعه أحد عليه " فكيف يكون مثله عنده ثقة ? ! فالظاهر أنه اشتبه عليه بمحمد
بن كثير العبدي فإنه ثقة من رجال الشيخين و قد قال الحافظ في ترجمة الصنعاني :
" صدوق كثير الغلط " . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 107 ) : " سألت
أبي عن حديث رواه علي بن ميمون الرقي عن محمد بن كثير عن سفيان ( قلت : فذكره ,
و قال : ) فقال أبي : هذا حديث باطل . يعني بهذا الإسناد " . ثم قال ابن عدي :
" و قد روي عن زافر عن محمد بن عيينة أخو سفيان بن عينية عن أبي حازم عن سهل .
و روي أيضا من حديث زافر عن محمد بن عينية عن أبي حازم عن ابن عمر " .
قلت : و زافر - و هو ابن سليمان - صدوق كثير الأوهام و نحوه محمد بن عينية ,
فإنه صدوق له أوهام كما في " التقريب " , و قد اضطرب أحدهما في إسناده , فمرة
جعله من مسند سهل , و أخرى من مسند ابن عمر . و الأول أولى لموافقته للمتابعات
السابقة .
على أني قد وجدت له طريقا أخرى عن ابن عمر . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 3 / 162 / 3 ) عن محمد بن أحمد بن العلس : حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي
أويس حدثنا عن مالك عن نافع عنه . و هذا إسناد رجاله رجال الشيخين غير ابن
العلس هذا فلم أعرفه .
و قد وجدت له شاهدا مرسلا بإسناد جيد بلفظ : " ازهد في الدنيا يحبك الله و أما
الناس , فانبذ إليهم هذا يحبوك " .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 41 ) من طريق أبي أحمد إبراهيم ابن محمد بن
أحمد الهمداني حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو عبيدة ابن أبي
السفر حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا المفضل بن يونس حدثنا إبراهيم بن أدهم عن
منصور عن مجاهد عن أنس : " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دلني
على عمل إذا أنا عملته أحبني الله عز وجل و أحبني الناس عليه , فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم .. " فذكره و قال : " ذكر أنس في هذا الحديث وهم من عمر أو
أبي أحمد , فقد رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوزوا فيه مجاهدا " .
ثم ساقه من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا الحسن بن الربيع أبو علي البجلي
به مرسلا مرفوعا , لم يذكر فيه أنسا و قال : " قال الحسن , قال المفضل : لم
يسند لنا إبراهيم بن أدهم حديثا غير هذا , و رواه طالوت عن إبراهيم , فلم يجاوز
به إبراهيم , و هو من حديث منصور و مجاهد عزيز , مشهوره ما رواه سفيان الثوري
عن أبي حازم عن سهل بن سعد " .
قلت : قد تقدم حديث سفيان من طرق عنه و هي و إن كانت ضعيفة و لكنها ليست شديدة
الضعف - بإستثناء رواية خالد بن عمرو الوضاع - فهي لذلك صالحة للاعتبار ,
فالحديث قوي بها و يزداد قوة بهذا الشاهد المرسل , فإن رجاله كلهم ثقات أما من
وصله , ففيه ضعف , فإن أبا حفص عمر بن إبراهيم قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق , في حديثه عن قتادة ضعف " . و أما أبو أحمد إبراهيم بن محمد بن أحمد
الهمداني فلم أجد له ترجمة و كلام أبي نعيم المتقدم فيه يشعر بأنه محل للضعف .
و جملة القول أن الحديث صحيح بهذا الشاهد المرسل , و الطرق الموصولة المشار
إليها . و الله أعلم .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:30 AM
945 " أوجب طلحة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 665 :
رواه الترمذي ( 1 / 316 ) و في " الشمائل " ( ص 85 ) و ابن حبان ( 2212 )
و الحاكم ( 3 / 374 ) و أحمد ( 1 / 165 ) و ابن هشام في " السيرة " ( 3 / 91 -
92 ) من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله ابن الزبير عن أبيه عن
جده عبد الله بن الزبير عن # الزبير بن العوام # قال : " كان على النبي صلى
الله عليه وسلم درعان يوم أحد فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد طلحة تحته فصعد
النبي صلى الله عليه وسلم عليه حتى استوى على الصخرة , فقال : سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقول " . فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " !
و وافقه الذهبي ! و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن
إسحاق " .
قلت : و قد صرح بالتحديث في رواية أحمد و ابن هشام و ابن حبان , فأمنا بذلك
تدليسه , فالحديث حسن كما قال المنذري و ليس على شرط مسلم لأنه إنما أخرج لابن
إسحاق متابعة . لكن له شاهد من حديث عائشة أم المؤمنين مرفوعا به . أخرجه
الحاكم ( 3 / 376 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . لكن رده الذهبي بقوله :
" قلت : لا و الله , و إسحاق ( بن يحيى بن طلحة ) قال أحمد متروك " .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:30 AM
946 " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما
أفناه و عن شبابه فيما أبلاه و ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و ماذا عمل
فيما علم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 666 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 67 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 254 / 2 ) و الطبراني في
" المعجم الكبير " ( 1 / 48 / 1 ) " و الصغير " ( رقم 648 - الروض ) و ابن عدي
في " الكامل " ( ق 95 / 1 ) و الخطيب ( 12 / 440 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 5 / 182 / 1 , 12 / 239 / 2 ) من طريق حسين بن قيس الرحبي حدثنا عطاء بن
أبي رباح عن ابن عمر عن # ابن مسعود # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكره .
و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله
عليه وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس , و هو يضعف في الحديث من قبل حفظه " .
قلت : لكن له شواهد تدل على أنه قد حفظه من حديث أبي برزة الأسلمي و معاذ بن
جبل .
1 - أما حديث أبي برزة , فيرويه أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله
بن جريج عنه . أخرجه الترمذي و الدارمي ( 1 / 131 ) و أبو يعلى في " مسنده "
( 353 / 2 ) و الخطيب في " اقتضاء العلم العمل " ( رقم 1 بتحقيقي ) و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و تابعه إبراهيم الزراع حدثنا ابن نمير عن الأعمش به . أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 10 / 232 ) . و ابن نمير ثقة , لكن إبراهيم هذا لم أعرفه .
2 - و أما حديث معاذ , فيرويه صامت بن معاذ الجندي حدثنا عبد المجيد ابن عبد
العزيز بن أبي رواد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن عدي ابن عدي عن
الصنابحي عنه . أخرجه الخطيب في " الاقتضاء " ( 2 ) و في " التاريخ " ( 11 /
441 ) . و هذا سند لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير عبد المجيد و صامت
ففيهما ضعف , و قد قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 198 ) : " رواه البزار
و الطبراني بإسناد صحيح " . فالظاهر أنهما أخرجاه من غير هذا الوجه و إلا فهو
بعيد عن الصحة ! و قد رواه ليث عن عدي بن عدي به موقوفا . أخرجه الدارمي ( 1 /
131 ) و الخطيب ( 3 ) لكنه قال : " رجاء بن حيوة " مكان " الصنابحي " . و الأول
أصح . و ليث هو ابن أبي سليم و هو ضعيف و قد أوقفه , و الرفع هو الصواب لهذه
الشواهد . و قد روي من حديث ابن عباس و زاد في آخره : " و عن حبنا أهل البيت "
. و هو بهذه الزيادة باطل , و لذلك خرجته في الكتاب الآخر ( 1922 ) .
ساجدة لله
2010-10-18, 04:31 AM
947 " ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 667 :
رواه ابن عدي ( 7 / 2 ) عن إسماعيل بن سليمان الأزرق عن # أنس # مرفوعا .
و قال : " إسماعيل هذا قال يحيى : ليس بشيء . و قال النسائي : متروك الحديث " .
و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و له شاهد من حديث ثوبان .
رواه القضاعي ( 102 / 2 ) من طريق يزيد بن ربيعة قال : سمعت أبا الأشعث يقول :
سمعت ثوبان يقول : فذكره . و يزيد بن ربيعة هو الرحبي الدمشقي و هو ضعيف . لكن
له شاهد ثان من حديث أبي الدرداء مرفوعا به في آخر حديث له . و إسناده صحيح , و
قد خرجته في " المشكاة " ( 5218 ) .
و له شاهد ثالث عن أبي سعيد . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 295 ) : حدثنا
محمد بن عباد أنبأنا أبو سعيد عن صدقة بن الربيع عن عمارة بن غزية عن عبد
الرحمن ابن أبي سعيد - أراه عن أبيه شك أبو عبد الله - قال : سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم و هو على الأعواد و هو يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال " الصحيح " غير صدقة بن الربيع , أورده ابن
أبي حاتم ( 2 / 1 / 433 ) بهذه الرواية عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و أما الهيثمي فجزم في " المجمع " ( 10 / 256 ) بأنه ثقة . و لعل عمدته في ذلك
أن يكون رآه في " الثقات " لابن حبان , كما وقع له في تراجم كثيرة .
و أبو سعيد هو مولى بني هاشم , و اسمه عبد الرحمن بن عبد الله البصري .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir