مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني
ساجدة لله
2010-10-18, 06:48 AM
1101 " إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 92 :
أخرجه ابن سعد ( 2 / 48 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 241 ) و الحاكم
( 2 / 122 ) من طريق محمد بن عمرو عن سعد بن المنذر عن # أبي حميد الساعدي # :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع إذا
هو بكتيبة خشناء <1> فقال : من هؤلاء ? فقالوا : هذا عبد الله بن أبي سلول في
ستمائة من مواليه من اليهود من أهل قينقاع و هم رهط عبد الله بن سلام قال : و
قد أسلموا ? قالوا : لا يا رسول الله قال : قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا ... " .
قلت : و هذا إسناد حسن لولا أن سعد بن المنذر لم يرو عنه سوى محمد هذا و عبد
الرحمن بن سليمان بن الغسيل , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " و ذكره الحاكم
شاهدا لحديث حبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال : " رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم و هو يريد غزوا , أنا و رجل من قومي و لم نسلم , فقلنا : إنا
نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم , قال : أو أسلمتما ? قلنا : لا , قال
: فلا نستعين بالمشركين على المشركين , قال : فأسلمنا و شهدنا معه , فقتلت رجلا
و ضربني ضربة و تزوجت بابنته بعد ذلك , فكانت تقول : لا عدمت رجلا وشحك هذا
الوشاح ! فأقول : لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار " . أخرجه الطحاوي ( 3 / 239
) و أحمد ( 3 / 454 ) و ابن سعد ( 3 / 534 - 535 ) و الحاكم ( 2 / 121 - 122 )
و صححه , و رجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا و هو بن خبيب بن يساف , أورده ابن
أبي حاتم ( 2 / 2 / 230 ) من رواية ابن خبيب هذا فقط , و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " أيضا . و له حديث آخر من حديث عائشة
قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر , فلما كان بحرة الوبرة أدركه
رجل قد كان يذكر منه جرأة و نجدة , ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين رأوه , فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : جئت لأتبعك و أصيب
معك . قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تؤمن بالله و رسوله ? قال : لا ,
قال : فارجع فلن أستعين بمشرك . قالت : ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل
, فقال له كما قال أول مرة , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة
, قال : فارجع فلن أستعين بمشرك . قال : ثم رجع , فأدركه بالبيداء , فقال له
كما قال أول مرة : تؤمن بالله و رسوله ? قال : نعم , فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فانطلق " . أخرجه مسلم ( 5 / 201 ) و الطحاوي ( 3 / 236 - 237
) و أحمد ( 6 / 68 و 149 ) من طريق مالك عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله
بن نيار الأسلمي عن عروة ابن الزبير عنها به . و في رواية لأحمد و ابن حبان
( 1621 ) قال : " فإنا لا نستعين بمشرك " . و هكذا مختصر أخرجه أبو داود ( 2 /
69 - الحلبية ) و الدارمي ( 2 / 233 ) و ابن ماجه ( 2 / 193 ) عن مالك به .
--------------------------------------------------------------
[1] أي كثيرة السلاح . اهـ .
1102 " إنما الخير خير الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 93 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 70 ) عن ثابت عن # أنس بن مالك # : " أن
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون و هم يحفرون الخندق :
نحن الذين بايعوا محمد على الجهاد ما بقينا أبدا
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إن الخير خير الآخرة , فاغفر للأنصار
و المهاجرة . و أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز شعير عليه إهالة سنخة ,
فأكلوا منها . و قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
قلت : إسناده صحيح على شرط مسلم .
1103 " أوما علمت أن المؤمن يشدد عليه ليكون كفارة لخطاياه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 94 :
ابن سعد ( 2 / 207 ) عن إسرائيل بن يونس عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبي بردة عن
# بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم و يحسبها عائشة # قالت : " مرض رسول الله
صلى الله عليه وسلم مرضا اشتد منه ضجره أو وجعه , قالت : فقلت : يا رسول الله
إنك لتجزع أو تضجر , لو فعلته امرأة منا عجبت منها , قال : فذكره .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين .
1104 " يا ابن عابس <1> ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ? قال : بلى يا رسول ,
قال : *( قل أعوذ برب الفلق )* و *( قل أعوذ برب الناس )* هاتين السورتين " .
-----------------------------------------------------------
[1] كذا في النسائي . و في " الطبقات " " ابن عائش " و كذا في " الفتح الكبير "
و الأول أقرب إلى الصواب و هو عقبة بن عامر بن عبس الجهني . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 94 :
أخرجه النسائي ( 2 / 312 ) و ابن سعد ( 2 / 212 ) و أحمد ( 4 / 153 ) عن يحيى
ابن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث : أخبرني أبو عبد الله أن # ابن
عائش الجهني # أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله هذا قال الذهبي :
" لا يعرف " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " . لكن الحديث صحيح , فإن له
طرقا كثيرة عن عقبة بن عامر الجهني , عند النسائي و غيره . أنظر " صحيح سنن أبي
داود " ( 1315 و 1316 ) .
1105 " ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد و عرض جلده سبعون ذراعا و عضده مثل البيضاء
و فخذه مثل ورقان و مقعده من النار ما بيني و بين الربذة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 94 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 595 ) و أحمد ( 2 / 328 ) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن
سعيد بن أبي سعيد عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي , و هو كما قالا على
ضعف في ابن إسحاق . و أخرجه الترمذي ( 3 / 341 ) حدثنا علي بن حجر أخبرنا محمد
ابن عمار حدثني جدي محمد بن عمار و صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا به
إلا أنه لم يذكر " العضد " و قال : " و فخذه مثل البيضاء و مقعده من النار
مسيرة ثلاث مثل الربذة " و قال : " حديث حسن غريب " . و هو كما قال , فإن صالحا
مولى التوأمة و إن كان ضعيفا فهو مقرون بمحمد بن عمار و هو ابن سعد القرظ , روى
عنه جماعة من الثقات و وثقه ابن حبان و محمد بن عمار الآخر هو ابن حفص ابن عمر
ابن سعد القرظ و هو ثقة . و قد خالفه أحمد بن حاتم الطويل فقال : حدثنا محمد بن
عمار عن صالح عن أبي هريرة . أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 19 / 2 ) عن
محمد بن بشر بن مطر حدثنا أحمد بن حاتم الطويل .
قلت : ابن بشر هذا لم أعرفه و ابن حاتم الظاهري أنه السعدي قال الذهبي : " روى
عنه محمود بن حكيم المستملي حديثا منكرا عن " الإدريسي " . و تابعه أبو صالح عن
أبي هريرة بلفظ : " إن غلظ جلد الكافر اثنان و أربعون ذراعا بذراع الجبار
و ضرسه مثل أحد " . أخرجه الترمذي ( 3 / 342 ) و الحاكم ( 4 / 595 ) و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي و هو كما قالا , و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب صحيح " . و تابعه عطاء عنه بلفظ : " ضرس الكافر مثل " أحد "
و فخذه مثل " البيضاء " و مقعده من النار ما بين " قديد " و " مكة " و كثافة
جلده اثنان و أربعون ذراعا بذراع الجبار " . رواه أحمد ( 2 / 334 و 537 ) و ابن
أبي عاصم في " السنة " ( 811 ) و أبو بكر الأنباري في " حديثه " ( 212 / 1 ) عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن و هو على شرط البخاري إلا أن عبد الرحمن بن عبد الله بن
دينار و هو مولى ابن عمر فيه كلام من قبل حفظه , و لهذا قال الحافظ : " صدوق
يخطىء " . و تابعه أبو حازم عنه بلفظ : " ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد
و غلظ جلده مسيرة ثلاث " . أخرجه مسلم ( 8 / 154 ) . و له شاهد يرويه عباد عن
أيوب عن أبي قلابة عن أبي عثمان عن ثوبان قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن ضرس الكافر ? فقال : مثل أحد و غلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار " .
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 315 ) و رجاله ثقات غير عباد و هو ابن منصور ,
فهو ضعيف لسوء حفظه و تدليسه كما سبق شرحه و بسطه في أول المجلد الثاني , فقول
الحافظ عقبة : " هو إسناد حسن " , فهو غير حسن إلا إن كان عنى أنه حسن لغيره ,
فمحتمل .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:49 AM
1106 " إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 97 :
رواه ابن سعد ( 2 / 275 ) : أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال : أخبرنا فطر بن
خليفة عن # عطاء بن أبي رباح # مرفوعا . و أخرجه الدارمي ( 1 / 40 ) من طريق
أخرى عن فطر به .
قلت : و هذا إسناد صحيح و لكنه مرسل و قد خالفهما عثمان بن عبد الرحمن الحراني
حدثنا فطر بن خليفة عن شرحبيل بن سعد عن ابن عباس مرفوعا . رواه أبو نعيم في "
أخبار أصبهان " ( 1 / 158 ) . و الحراني هذا قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق , أكثر الرواية عن الضعفاء و المجاهيل , فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن
نمير إلى الكذب و قد وثقه ابن معين " .
قلت : و شرحبيل بن سعد صدوق أيضا لكنه اختلط . و من هذا الوجه رواه ابن عدي
و البيهقي في " الشعب " كما في " فيض القدير " و قال : " و رواه الطبراني في
" الكبير " عن سابط الجمحي و فيه أبو بردة عمرو بن يزيد ضعيف , و لذلك رمز
المؤلف لضعفه لكنه له شواهد " .
قلت : و من شواهده ما أخرجه ابن ماجه ( 1 / 485 ) من طريق موسى بن عبيدة :
حدثنا مصعب بن محمد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت : " فتح رسول الله
صلى الله عليه وسلم بابا بينه و بين الناس , أو كشف سترا , فإذا الناس يصلون
وراء أبي بكر , فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم و رجا أن يخلفه الله فيهم
بالذي رآهم , فقال : " يا أيها الناس أي ما أحد من الناس , أو من المؤمنين أصيب
بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري , فإن أحدا من أمتي لن
يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي " .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل موسى بن عبيدة , و من طريقه رواه أبو يعلى أيضا
كما قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 101 / 1 ) . و منها عن مكحول أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره مثل رواية فطر . أخرجه الدارمي و رجاله ثقات كلهم ,
فهو صحيح لولا أنه مرسل . و منها عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليعز المسلمين في مصائبهم المصيبة بي
" . أخرجه عن مالك ( 1 / 235 ) و عنه ابن سعد ( 2 / 275 ) و ابن المبارك في
" الزهد " ( رقم 467 ) . و هو مرسل صحيح أيضا . و منها عن عبد الرحمن بن سابط
مرسلا . رواه نعيم بن حماد في " زوائد الزهد " رقم ( 271 ) . و بالجملة فالحديث
بهذه الشواهد صحيح , و الله أعلم .
1107 " إنك لست مثلي إنما جعل قرة عيني في الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 98 :
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 68 / 2 ) : حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا هقل عن
الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # أنس # : " أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قام من الليل , و امرأة تصلي بصلاته , فلما أحس , التفت إليها ,
فقال لها : اضطجعي إن شئت , قالت : إني أجد نشاطا , قال " : فذكره . و من هذا
الوجه أخرجه العقيلي في ترجمة يحيى بن عثمان هذا و هو الحربي و قال ( 265 ) :
" لا يتابع عليه " .
قلت : قد وثقه أبو زرعة , و قال ابن معين : ليس به بأس . فالإسناد جيد , ثم روى
ابن نصر من طريق سلام أبو المنذر القاري عن ثابت البناني عن أنس مثله بزيادة في
أوله .
قلت : و هذا إسناد حسن , سلام هذا هو ابن سليمان المزني , قال الحافظ : " صدوق
يهم " . و أما قول العقيلي عقب حديث الحربي : " هذا يرويه سلام الطويل عن ثابت
عن أنس , و سلام فيه لين " .
قلت : بل هو متروك متهم بالكذب لكن ليس هو صاحب هذا الحديث و إنما هو القاري
كما صرحت به رواية ابن نصر المذكورة .
1108 " لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من
خالفهم حتى تأتيهم الساعة و هم على ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 99 :
أخرجه مسلم ( 6 / 54 ) من طريق عبد الرحمن بن شماسة المهري قال : كنت عند مسلمة
ابن مخلد و عنده عبد الله بن عمرو بن العاص , فقال عبد الله : لا تقوم الساعة
إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية , لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم
. فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة : يا عقبة اسمع ما يقول
عبد الله . فقال # عقبة # : هو أعلم , و أما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكر الحديث , فقال عبد الله أجل , ثم يبعث الله ريحا كريح المسك ,
مسها مس الحرير , فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته , ثم
يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة . و استدركه الحاكم ( 4 / 456 - 457 ) على
مسلم فوهم .
1109 " لا تسبن أحدا و لا تحقرن شيئا من المعروف و أن تكلم أخاك و أنت منبسط إليه
وجهك إن ذلك من المعروف , و ارفع إزارك إلى نصف الساق , فإن أبيت فإلى الكعبين
و إياك و إسبال الإزار فإنها من المخيلة و إن الله لا يحب المخيلة و إن امرؤ
شتمك و عيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه , فإنما وبال ذلك عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 99 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 179 ) و الترمذي ( 2 / 120 ) و الدولابي في " الكنى
و الأسماء " ( ص 66 ) من طريق أبي غفار حدثنا أبو تميمة الهجيمي عن # أبي جري
جابر بن سليم # قال : رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا . إلا صدورا
عنه , قلت : من هذا ? قالوا : رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت : عليك
السلام يا رسول الله , مرتين , قال : لا تقل عليك السلام , فإن عليك السلام
تحية الميت , قل : السلام عليك . قال : قلت : أنت رسول الله ? قال : أنا رسول
الله الذي إذا أصابك ضر و دعوته كشفه عنك و إن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك
و إذا كنت بأرض قفراء أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك : قلت : اعهد إلي
, قال : فذكره . و زاد بعد قوله : لا تسبن أحدا : " قال : فما سببت بعده حرا
و لا عبدا و لا بعيرا و لا شاة " . و لم يسق الترمذي القصة بتمامها و قال :
" حديث حسن صحيح " .
قلت : و رجاله رجال البخاري غير أبي غفار و اسمه المثنى بن سعيد الطائي و هو
ثقة , و رواه ابن حبان في صحيحه و النسائي , كما في الترغيب ( 3 / 286 ) .
قلت :و كذلك رواه الحاكم ( 4 / 186 ) من طريق أخرى عن ابن تميمة , و صححه .
و وافقه الذهبي . و رواه أحمد ( 5 / 64 ) من طريق خالد الحذاء عن أبي تميمة به
مختصرا من قوله : " ادعوا الله وحده " الخ . دون قوله : " و إن امرؤ شتمك " الخ
. و قال بدلها " و لو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي " . و سنده صحيح أيضا
كما سبق في " أدعو إلى الله " ( 421 ) . و للحديث طريق أخرى أخرجها الدولابي من
طريق زياد الجصاص عن محمد بن سيرين قال : حدثنا جابر بن سليم الهجيمي أبو جري
قال : قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم . الحديث مختصرا . و زياد الجصاص هو
زياد بن أبي زياد الجصاص ضعيف . كما في " الخلاصة " و " التقريب " . و له طريق
ثالث بسند صحيح أيضا يأتي برقم ( 1352 ) بلفظ : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ) .
الحديث . و رواه ابن نصر ( 221 / 2 ) عن أبي السليل عن أبي تميمة . و الجملة
الأخيرة منه " و إن امرؤ شتمك " لها شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : " إذا
سبك رجل بما يعلم منك , فلا تسبه بما تعلم منه , فيكون أجر ذلك لك و وباله عليه
" . رواه ابن منيع عنه كما في " الجامع " و قال شارحه المناوي : " رمز لحسنه
و هو كما قال , أو أعلى , إذ ليس في رواته مجروح " . و اللفظ المشار إليه الآتي
فيه هذه الجملة أيضا و هو أقرب إلى رواية ابن عمر هذه .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:50 AM
1110 " يا سارية الجبل , يا سارية الجبل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 101 :
رواه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( 1 / 215 / 2 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أيوب بن خوط عن عبد الرحمن السراج عن نافع
أن # عمر # بعث سرية فاستعمل عليهم رجلا يقال له سارية , فبينما عمر يخطب يوم
الجمعة فقال : فذكره . فوجدوا سارية قد أغار إلى الجبل في تلك الساعة يوم
الجمعة و بينهما مسيرة شهر .
قلت : و أيوب بن خوط متروك كما في " التقريب " . لكن رواه أبو عبد الرحمن
السلمي في " الأربعين الصوفية " ( 3 / 2 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 /
181 / 1 - مخطوطة حلب ) من طرق عن ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن
نافع به نحوه . و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 7 / 6 / 1 ) و ( 13 / 63 / 2 )
و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 28 - 29 ) إلا أنهما قالا : عن
نافع عن ابن عمر أن عمر ... و زادا في آخره و كذا البيهقي : " قال ابن عجلان :
و حدثني إياس بن قرة بنحو ذلك " , و قال الضياء : " قال الحاكم ( يعني أبا عبد
الله ) : هذا غريب الإسناد و المتن لا أحفظ له إسنادا غير هذا " .
و ذكره ابن كثير في " البداية " ( 7 / 131 ) فقال : " و قال عبد الله بن وهب
.... " مثل رواية " الضياء " و لفظه : فجعل ينادي : يا سارية الجبل , يا سارية
الجبل ثلاثا . ثم قدم رسول الجيش , فسأله عمر , فقال : يا أمير المؤمنين هزمنا
, فبينما نحن كذلك إذ سمعنا مناديا : يا سارية الجبل ثلاثا , فأسندنا ظهورنا
بالجبل فهزمهم الله . قال : فقيل لعمر : إنك كنت تصيح بذلك . ثم قال ابن كثير :
" و هذا إسناد جيد حسن " . و هو كما قال , ثم ذكر له طرقا أخرى و قال : " فهذه
طرق يشد بعضها بعضا " .
قلت : و في هذا نظر , فإن أكثر الطرق المشار إليها مدارها على سيف بن عمر
و الواقدي و هما كذابان , و مدار إحداها على مالك عن نافع به نحوه . قال ابن
كثير : " في صحته من حديث مالك نظر " . و رواه ابن الأثير في " أسد الغابة "
( 5 / 65 ) عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر عن أبيه أنه كان
يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له في خطبته أنه
قال : يا سارية بن حصن الجبل الجبل , من استرعى الذئب ظلم فتلفت الناس بعضهم
إلى بعض فقال علي : صدق و الله ليخرجن مما قال , فلما فرغ من صلاته قال له علي
: ما شيء سنح لك في خطبتك ? قال : و ما هو ? قال : قولك : يا سارية الجبل الجبل
, من استرعى الذئب ظلم , قال : و هل كان ذلك مني ? قال : نعم و جميع أهل المسجد
قد سمعوه , قال إنه وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم ,
و أنهم يمرون بجبل , فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا و قد ظفروا و إن جازوا
هلكوا , فخرج مني ما تزعم أنك سمعته . قال : فجاء البشير بالفتح بعد شهر فذكر
أنه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر يقول :
يا سارية بن حصن الجبل الجبل , قال : فعدلنا إليه ففتح الله علينا .
قلت : و هذا سند واه جدا , فرات بن السائب , قال البخاري : " منكر الحديث " .
و قال الدارقطني و غيره : " متروك " , و قال أحمد " قريب من محمد بن زياد
الطحان , يتهم بما يتهم به ذاك " . <1>
فتبين مما تقدم أنه لا يصح شيء من هذه الطرق إلا طريق ابن عجلان و ليس فيه إلا
مناداة عمر " يا سارية الجبل " و سماع الجيش لندائه و انتصاره بسببه .
و مما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله تعالى لعمر و ليس
ذلك بغريب عنه , فأنه " محدث " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لكن ليس
فيه أن عمر كشف له حال الجيش , و أنه رآهم رأي العين , فاستدلال بعض المتصوفة
بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء و على إمكان اطلاعهم على ما في القلوب
من أبطل الباطل , كيف لا و ذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب
و الاطلاع على ما في الصدور . و ليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل
و الله عز وجل يقول في كتابه : *( عالم الغيب , فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من
ارتضى من رسول )* . فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن
يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم !! سبحانك هذا بهتان عظيم .
على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر رضي الله عنه كشفا , فهو من الأمور الخارقة
للعادة التي قد تقع من الكافر أيضا , فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان
الذي صدر منه فضلا على أنه يدل على ولايته و لذلك يقول العلماء إن الخارق
للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة و إلا فهو استدراج , و يضربون على هذا مثل
الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء : أمطري ,
فتمطر و للأرض : أنبتي نباتك فتنبت , و غير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة .
و من الأمثلة الحديثة على ذلك ما قرأته اليوم من عدد " أغسطس " من السنة
السادسة من مجلة " المختار " تحت عنوان : " هذا العالم المملوء بالألغاز وراء
الحواس الخمس " ص 23 قصة " فتاة شابة ذهبت إلى جنوب أفريقيا للزواج من خطيبها ,
و بعد معارك مريرة معه فسخت خطبتها بعد ثلاثة أسابيع , و أخذت الفتاة تذرع
غرفتها في اضطراب , و هي تصيح في أعماقها بلا انقطاع : " أواه يا أماه ... ماذا
أفعل ? " و لكنها قررت ألا تزعج أمها بذكر ما حدث لها ? و بعد أربعة أسابيع
تلقت منها رسالة جاء فيها : " ماذا حدث ? لقد كنت أهبط السلم عندما سمعتك
تصيحين قائلة : " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ? " . و كان تاريخ الرسالة متفقا
مع تاريخ اليوم الذي كانت تصيح فيه من أعماقها " . و في المقال المشار إليه
أمثلة أخرى مما يدخل تحت ما يسمونه اليوم بـ " التخاطر " و " الاستشفاف "
و يعرف باسم " البصيرة الثانية " اكتفينا بالذي أوردناه لأنها أقرب الأمثال
مشابهة لقصة عمر رضي الله عنه , التي طالما سمعت من ينكرها من المسلمين لظنه
أنها مما لا يعقل ! أو أنها تتضمن نسبة العلم بالغيب إلى عمر , بينما نجد غير
هؤلاء ممن أشرنا إليهم من المتصوفة يستغلونها لإثبات إمكان اطلاع الأولياء على
الغيب , و الكل مخطئ . فالقصة صحيحة ثابتة و هي كرامة أكرم الله بها عمر , حيث
أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به و لكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة من
الاطلاع على الغيب , و إنما هو من باب الإلهام ( في عرف الشرع ) أو (التخاطر )
في عرف العصر الحاضر الذي ليس معصوما , فقد يصيب كما في هذه الحادثة و قد يخطئ
كما هو الغالب على البشر , و لذلك كان لابد لكل ولي من التقيد بالشرع في كل ما
يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة , فيخرج بذلك عن الولاية التي
وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل فقال : *( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم
و لا هم يحزنون . الذين آمنوا و كانوا يتقون )* . و لقد أحسن من قال :
إذا رأيت شخصا قد يطيــر و فوق ماء البحر قد يسير
و لم يقف على حدود الشرع فإنه مستدرج و بــــدعـي
-----------------------------------------------------------
[1] فلا يغتر بإيراد النووي لهذه القصة بهذا التمام في " تهذيب الأسماء "
( 2 / 10 ) , و قلده الأستاذ الطنطاوي في " سيرة عمر " , فإنهم يتساهلون في
مثلها . اهـ .
1111 " أشبه ما رأيت بجبرائيل دحية الكلبي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 104 :
أخرجه ابن سعد ( 4 / 250 ) عن # ابن شهاب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و إسناده صحيح إلا أنه مرسل , ابن شهاب و هو الزهري تابعي صغير . و لكن
له شاهد من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا بلفظ : " عرض علي الأنبياء
... " . الحديث و في آخره . " و رأيت جبريل , فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية "
. أخرجه مسلم ( 1 / 106 ) و أحمد ( 3 / 334 ) و ابن عساكر ( 17 / 155 / 1 ) من
طريق الليث عن أبي الزبير عنه . و أخرج ابن سعد أيضا عن ابن عمر قال : " كان
جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي " . و إسناده صحيح
على شرط مسلم , و به أخرجه أحمد ( 2 / 107 ) عقب حديث ابن عمر الآخر في مجيء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و سؤاله إياه عن الإسلام و الإيمان
و الإحسان . و في المسند ( 6 / 142 ) عن عائشة رضي الله عنها : " و كان دحية
الكلبي تشبه لحيته و سنه و وجهه جبريل عليه السلام " و إسناده جيد . و عنده ( 6
/ 146 ) من طريق مجالد عن الشعبي عن أبي سلمة عنها قالت : رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم واضعا يده على معرفة فرس و هو يكلم رجلا , قلت : رأيتك واضعا
يدك على معرفة فرس دحية الكلبي و أنت تكلمه , قال : و رأيتيه ? قالت : نعم ,
قال : ذاك جبريل عليه السلام , و هو يقرئك السلام .. " الحديث . و إسناده حسن
في الشواهد , و قد أخرجه ابن سعد من طريق عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن
القاسم بن محمد عنها نحوه , دون إقراء السلام ... و إسناده قوي بما قبله .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:50 AM
1112 " كنت أعلمتها ( يعني ليلة القدر ) ثم أفلتت مني , فاطلبوها في سبع بقين
أو ثلاث بقين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 105 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 109 - زوائد نسخة المكتب الإسلامي ) حدثنا يوسف
ابن موسى حدثنا عبد الله بن الجهم حدثنا عمرو بن أبي قيس <1> عن الزبير بن عدي
عن أبي وائل عن # عبد الله # قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة
القدر ? فقال " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " غير عبد الله بن
الجهم , ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 27 ) و قال عن أبي زرعة : " صدوق " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 176 ) : " رواه البزار و رجاله ثقات " .
و للحديث شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما عن جماعة من الصحابة تجد بعضها
في " صحيح أبي داود " ( 1247 و 1248 و 1250 و 1251 و 1252 ) . و في " المسند "
( 1 / 376 و 406 و 452 و 457 ) من طريقين آخرين عن ابن مسعود قال : إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم نبأنا أن ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل " عمرو بن أبي عيسى " و التصويب من كتب الرجال . اهـ .
1113 " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 106 :
قال في " المجمع " ( 4 / 98 ) : " رواه أبو يعلى عن # عائشة # و فيه مصعب بن
ثابت , وثقه ابن حبان و ضعفه جماعة " . و في " التقريب " : " لين الحديث " .
قلت : و صحح له الحاكم ( 2 / 301 ) حديثا في انتظار الصلاة , و وافقه الذهبي
و هو من تساهلهما . و الحديث عزاه السيوطي للبيهقي فقط في " الشعب " و قال
المناوي : " و فيه بشر بن السري تكلم فيه من قبل تجهمه , و كان ينبغي للمصنف
الإكثار من مخرجيه إذ منهم أبو يعلى و ابن عساكر و غيرهما " .
قلت : إن لم يكن في سند البيهقي من ينظر في حاله غير بشر هذا فالإسناد عندي قوي
لأن الكلام الذي أشار إليه المناوي في بشر لا يقدح فيه لأنه ثقة في نفسه بل هو
فوق ذلك ففي " التقريب " : " ثقة متقن طعن فيه برأي جهم , ثم اعتذر و تاب " .
حتى و لو كان رأيه هذا يقدح في روايته فلا يجوز ذلك بعد أن تاب منه و اعتذر ,
و إن كان في سند البيهقي مصعب بن ثابت فيكون المناوي قد أبعد النجعة حيث لم يعل
الحديث به بل بالثقة المتقن ! و الظاهر الأول . و الله أعلم .
و للحديث شاهد يقويه بعض القوة و هو بلفظ : " إن الله يحب من العامل إذا عمل أن
يحسن " . أخرجه البيهقي . في " الشعب " من حديث قطبة بن العلاء بن المنهال عن
أبيه عن عاصم بن كليب عن كليب بن شهاب الجرمي مرفوعا . و سببه رواه العلاء قال
: قال لي محمد بن سوقة : اذهب بنا إلى رجل له فضل , فانطلقا إلى عاصم بن كليب
فكان مما حدثنا أنه قال : حدثني أبي كليب أنه شهد مع أبيه جنازة شهدها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم و أنا غلام أعقل و أفهم , فانتهى بالجنازة إلى القبر
و لم يمكن لها , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سووا في لحد هذا .
حتى ظن الناس أنه سنة فالتفت إليهم فقال : أما إن هذا لا ينفع الميت و لا يضره
و لكن , إن الله . الحديث . هكذا أورده المناوي في " الفيض " من طريق البيهقي
ثم قال : " و قطبة بن العلاء أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : ضعفه النسائي
و قال أبو حاتم لا يحتج به . قال أعني الذهبي : والده العلاء لا يعرف , و عاصم
ابن كليب قال ابن المديني لا يحتج بما انفرد به . ا هـ . و كليب ذكره ابن عبد
البر في الصحابة و قال : له و لأبيه شهاب صحبة , لكن قال في التقريب : و هم من
ذكره في الصحابة بل هو من الثالثة . و عليه فالحديث مرسل " . و الحديث رواه
الطبراني أيضا في " الكبير " كما في " المجمع " ( 4 / 98 ) و قال : " و فيه
قطبة بن العلاء و هو ضعيف , و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به و جماعة لم
أعرفهم " . و له شاهد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 155 ) : " أخبرنا
محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن المنذر بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان ابن
ثابت عن أمه , و كانت أخت مارية يقال لها : سيرين فوهبها النبي صلى الله عليه
وسلم لحسان فولدت له عبد الرحمن - قالت : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما
حضر إبراهيم و أنا أصيح و أختي ما ينهانا , فلما مات نهانا عن الصياح و غسله
الفضل بن عباس , و رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس , ثم رأيته على شفير
القبر و معه العباس إلى جنبه و نزل في حفرته الفضل و أسامة زيد و كسفت الشمس
يومئذ , فقال الناس : لموت إبراهيم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها
لا تخسف لموت أحد و لا لحياته , و رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في
اللبن فأمر بها تسد فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال : أما إنها لا تضر
و لا تنفع و لكنها تقر عين الحي و إن العبد إذا عمل عملا أحب الله أن يتقنه " .
و إسناده رجال موثقون غير محمد بن عمر و هو الواقدي فإنه ضعيف جدا .
1114 " إذا أراد الله بعبد خيرا عسله , فقيل : و ما عسله ? قال : يفتح له عملا صالحا
بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 107 :
رواه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 261 ) و ابن حبان ( 1822 ) و أحمد ( 5 /
224 ) و ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 52 / 1 ) و البيهقي في " الزهد "
( ق 99 / 1 ) و هبة الله الطبري في " الفوائد الصحاح " ( 1 / 132 / 2 ) من طريق
معاوية بن صالح حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه قال : سمعت
# عمرو بن الحمق الخزاعي # مرفوعا به . و قال الطبري : " حديث صحيح على شرط
مسلم يلزمه إخراجه " .
قلت : و هو كما قال , و من الغريب أن الحاكم أخرجه من هذا الوجه ( 1 / 340 )
و قال : " صحيح " فقط . و وافقه الذهبي . و تابعه عبد الله بن يحيى بن أبي كثير
عن أبيه عن جبير بن نفير به نحوه . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 /
2 / 302 ) و الطحاوي و الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 434 ) . و له شواهد :
1 - عن أبي أمامة به نحوه . أخرجه القضاعي ( 110 / 2 ) عن علي بن يزيد عن
القاسم عنه . و هذا إسناد ضعيف , علي بن يزيد هو الألهاني ضعيف .
2 - عن أبي عتبة الخولاني . رواه القضاعي أيضا من طريق بقية قال : أخبرنا محمد
ابن زياد عنه مرفوعا . و هذا إسناد لا بأس به لكن أبا عتبة هذا لم أعرفه إلا أن
يكون الكندي الحمصي سمع أبا أمامة الباهلي , روى عنه معاوية بن صالح كما في
" الجرح " ( 4 / 2 / 412 ) فهو مرسل . ثم استدركت فقلت : إنما هو أبو عنبة
الخولاني بالنون بدل المثناة من فوق كذلك ذكره ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 418 -
419 ) و قال عن أبيه : " هو من الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام . روى عنه أبو
الزاهرية و محمد ابن زياد الألهاني ... " . و من هذا الوجه أخرجه الدولابي ( 2
/ 10 ) لكن وقع في إسناده تحريف . و كذلك أخرجه أحمد ( 4 / 200 ) و صرح عن شيخه
سريج بن النعمان بأن لأبي عنبة صحبة و صرح هذا بسماعه من النبي صلى الله عليه
وسلم في حديث آخر عنده . و الله أعلم . ثم رأيته في " السنة " لابن أبي عاصم
( رقم 400 - بتحقيقي ) من طريق بقية حدثنا محمد بن زياد به . و قد رواه بقية
بإسناد آخر فقال : حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان حدثنا جبير بن نفير أن
عمر الجمعي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه أحمد ( 4
/ 135 ) . و هذا إسناد جيد إن كان بقية قد حفظه و إلا فالمحفوظ ما روى عبد
الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عمرو بن الحمق كما في الطريق الأولى . انظر
ترجمة عمر الجمعي هذا في " الإصابة " للحافظ ابن حجر .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:51 AM
1115 " ما بين هذين وقت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 109 :
أخرجه البزار ( 43 ) : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا خالد بن الحارث عن حميد عن
# أنس # قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت صلاة الغداة ? فصلى حين
طلع الفجر , ثم أسفر بعد , ثم قال : أين السائل عن وقت صلاة الغداة ? ما بين
... " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و هو من أدلة القائلين بأن الوقت
الأفضل لصلاة الفجر إنما هو الغلس و عليه جرى الرسول صلى الله عليه وسلم طيلة
حياته كما ثبت في الأحاديث الصحيحة و إنما يستحب الخروج منها في الإسفار و هو
المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : " أسفروا بالفجر , فإنه أعظم للأجر " . و هو
حديث صحيح أخرجه البزار و غيره عن أنس , و عاصم بن عمر بن قتادة عن جده و هو في
" السنن " و غيرها من حديث رافع بن خديج , و هو مخرج في " المشكاة " ( 614 )
و في " الإرواء " ( 258 ) , و هو تحت الطبع .
1116 " احفظوني في أصحابي , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم يفشوا الكذب حتى
يشهد الرجل و ما يستشهد و يحلف و ما يستحلف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 109 :
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 64 ) من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير عن # جابر بن
سمرة # قال : " خطبنا عمر بن الخطاب بـ ( الجابية ) , فقال : إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قام فينا مقامي فيكم , فقال " فذكره . و من هذا الوجه أخرجه
النسائي ( في الكبرى ) و الطيالسي و الحارث بن أبي أسامة و عبد بن حميد و أبو
يعلى الموصلي كلهم عن جرير به , كما في " زوائد ابن ماجة " للبوصيري ( ق 145 /
2 ) و قال : " إسناد رجاله ثقات " .
قلت : و هم من رجال الشيخين . و أخرجه أحمد ( 1 / 18 ) و الحاكم ( 1 / 114 ) من
طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر به نحوه بلفظ : " استوصوا بأصحابي
خيرا , ثم الذين يلونهم ... " الحديث نحوه . و قال : " صحيح على شرط الشيخين "
و وافقه الذهبي . ثم أخرج له طريقا أخرى عن سعد بن أبي وقاص قال : " وقف عمر بن
الخطاب بالجابية .... " الحديث , و قال : " إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي .
و فيه محمد بن مهاجر بن مسمار و لم أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر , و أما
أبوه فثقة من رجال مسلم و لم يذكروا في الرواة عنه ابنه محمدا هذا ! و جملة
القول أن الحديث صحيح بمجموع طرقه .
1117 " أحفهما جميعا أو أنعلهما جميعا , فإذا لبست فابدأ باليمنى و إذا خلعت فابدأ
باليسرى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 110 :
أخرجه أحمد ( 2 / 409 و 430 و 497 ) من طرق عن شعبة عن محمد بن زياد قال : سمعت
# أبا هريرة # يقول : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : فذكره . و في لفظ له
( 2 / 477 ) : " إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى و إذا خلع فليبدأ باليسرى
لينعلهما جميعا أو ليحفهما جميعا " . و هو عند البخاري ( 10 / 256 - فتح ) من
طريق الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بالشطر الأول منه , و زاد : " لتكن اليمنى
أولهما تنعل , و آخرهما تنزع " . و في رواية له من هذا الوجه : " لا يمش أحدكم
في نعل واحدة لينعلهما جميعا أو ليحفهما جميعا " . و الحديث عزاه في " ذيل
الجامع الصغير " ( ق 8 / 2 ) لابن حبان في " صحيحه " عن أبي هريرة . و لم أره
في " موارد الظمآن " للهيثمي , فلا أدري أيهما الواهم .
1118 " أحلت لنا ميتتان و دمان , فأما الميتتان فالحوت و الجراد و أما الدمان فالكبد
و الطحال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 111 :
رواه أحمد ( 2 / 97 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 89 / 2 )
و العقيلي ( 231 ) و ابن ماجة ( 3314 ) و ابن عدي ( 229 / 1 ) و الحاكم
و البيهقي ( 1 / 254 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 185 / 2 ) و ابن ثرثال
في " سداسياته " ( 223 / 1 ) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن # ابن
عمر # مرفوعا . و قال العقيلي : " حدثنا عبد الله قال : سمعت أبي يضعف عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم , قال : روى حديثا منكرا , حديث أحلت لنا ميتتان " .
قلت : و تابعه أخوه أسامة و عبد الله . أخرجه ابن عدي ( 27 / 1 ) عن إسماعيل بن
أبي أويس عن ثلاثتهم جميعا , و قال : " و بنو زيد بن أسلم على أن القول فيهم
أنهم ضعفاء , فإنهم يكتب حديثهم و يقرب بعضهم من بعض في باب الروايات و لم أجد
لأسامة بن زيد حديثا منكر الإسناد أو المتن , و أرجو أنه صالح " . ثم رواه ابن
عدي ( 216 / 2 ) من طريق مسعود بن سهل حدثنا يحيى بن حسان حدثنا عبد الله بن
زيد بن أسلم و سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم به . و قال : " و هذا يدور رفعه
على الإخوة الثلاثة : عبد الله بن زيد و عبد الرحمن و أسامة , و أما ابن وهب
فإنه يرويه عن سليمان بن بلال موقوفا " .
قلت : يعني على ابن عمر , فقد أخرجه البيهقي من طريق ابن وهب : حدثنا سليمان بن
بلال عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر أنه قال : أحلت لنا ... " الحديث .
و قال : " هذا إسناد صحيح و هو في معنى المسند و قد رفعه أولاد زيد عن أبيهم "
. ثم ساقه من طريق ابن أبي أويس المتقدمة , و قال : " أولاد زيد كلهم ضعفاء
جرحهم يحيى بن معين , و كان أحمد بن حنبل و علي بن المديني يوثقان عبد الله بن
زيد إلا أن الصحيح الأول " . يعني الموقوف و هو في حكم المرفوع كما تقدم في
كلامه , فالخلاف شكلي , و الله أعلم .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:51 AM
1119 " احلفوا بالله و بروا و اصدقوا , فإن الله يكره أن يحلف إلا به " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 112 :
رواه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 288 ) و الثقفي في " الثقفيات " ( ج 3 رقم 15
من منسوختي ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) عن عفان بن سيار قال :
حدثنا مسعر بن كدام عن وبرة عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " تفرد
به عفان عن مسعر " .
قلت : و رجاله موثقون . و للحديث طريق آخر عن ابن عمر بسند حسن سيأتي بلفظ :
" لا تحلفوا بآبائكم " . فالحديث صحيح بمجموع الطريقين .
1120 " بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي و العقوق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 112 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 177 ) من طريق محمد بن عبد العزيز الراسبي عن أبي بكر بن
عبيد الله عن # أنس # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره , و زاد في أوله : " من عال جاريتين حتى تدركا دخلت الجنة أنا و هو
كهاتين و أشار بإصبعيه السبابة و الوسطى , و بابان .... " . و قال : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا و لكن فاتهما أنه على شرط مسلم ,
فقد أخرج في " صحيحه " هذه الزيادة فقط من هذا الوجه إلا أنه قال : " عبيد الله
ابن أبي بكر بن أنس " على القلب . و كذلك أخرجه الترمذي كما تقدم برقم ( 297 )
. و في رواية أخرى له : أبي بكر بن عبيد الله " كما في رواية الحاكم هذه , ثم
قال عقبها : " و الصحيح الأول " .
( تنبيه ) عزى المناوي الزيادة المذكورة إلى البخاري و لم أرها عنده و ما أراه
إلا واهما , فلم يعزها إليه أحد غيره فيما علمت كالمنذري في " الترغيب " ( 3 /
83 ) و الصغاني في " المشارق " ( 1 / 62 - بشرح المبارق ) . و الحديث أخرجه
أحمد ( 5 / 36 ) و الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 8 / 1 ) و أبو عبد الله بن نظيف
الفراء في " حديثه عن أبي الفوارس الصابوني " ( ق 81 / 2 ) من طريق وكيع و غيره
عن محمد بن عبد العزيز الراسبي عن مولى لأبي بكرة عن أبي بكرة مرفوعا . و رجاله
ثقات غير مولى أبي بكرة فلم أعرفه . لكن الحديث صحيح , فإنه مختصر من الحديث
المتقدم من طريق أخرى عن أبي بكرة مرفوعا . فراجعه برقم ( 918 ) . و مثله ما في
" الجامع الصغير " من رواية البخاري في " التاريخ " و الطبراني في " المعجم
الكبير " عن أبي بكرة بلفظ : " اثنان يعجلهما الله في الدنيا : البغي و عقوق
الوالدين " . ثم رأيته في " أخبار أصبهان " ( 2 / 99 ) من طريق الطبراني
بإسناده عن سعد مولى أبي بكرة حدثنا عبيد الله بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا به .
و عبيد الله هذا لم أجد من ترجمه , و قد ذكروه في الرواة عن أبيه . و سعد مولى
أبي بكرة , أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 99 ) و قال : روى عن أبي بكرة ! و كذا
قال ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 107 ) ! و أما البخاري فأورده في " التاريخ "
( 2 / 2 / 55 ) على الصواب فقال : روى عن عبيد الله بن أبي بكرة . و للحديث
شاهد من حديث أبي هريرة نحوه و قد خرجته فيما مضى ( 978 ) . و جاء بلفظ آخر
و هو : " من قطع رحما أو حلف على يمين فاجرة رأى و باله قبل أن يموت " .
1121 " من قطع رحما أو حلف على يمين فاجرة رأى وباله قبل أن يموت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 114 :
علقه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 207 ) قال :
1 - قال هشام الدستوائي : عن يحيى بن أبي كثير عن عمر عن رجل من الأنصار عن
# القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية # عن النبي صلى الله عليه وسلم
فذكره .
2 - و قال سليمان بن بلال : عن ابن علاثة عن هشام بن حسان عن يحيى ابن أبي كثير
عن # أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
3 - و قال النفيلي عن أبي الدهماء عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة
# رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . و أخرجه البيهقي ( 10 / 35
) من طريق أبي حنيفة عن يحيى بن أبي كثير عن مجاهد و عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا
.
ثم ذكر الخلاف فيه على يحيى ثم قال : " و الحديث مشهور بالإرسال " . و قد سبق
حكاية كلامه تحت الحديث ( 978 ) و هو بمعنى هذا فراجعه . و الحديث بمجموع طرقه
صحيح .
1122 " احفظ لسانك . ثكلتك أمك معاذ ! و هل يكب الناس على وجوههم إلا ألسنتهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 114 :
أورده السيوطي هكذا في " ذيل الجامع الصغير " ( ق 8 / 2 ) من رواية الخرائطي في
" مكارم الأخلاق " عن الحسن مرسلا و هو في " مسند أحمد " ( 5 / 231 ) من طريق
أبي وائل عن # معاذ بن جبل # قال : " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر .
... " . الحديث و فيه : " ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر و عموده و ذروة سنامه
? " . فقلت : بلى يا رسول الله , قال : " رأس الأمر و عموده الصلاة , و ذروة
سنامه الجهاد " . ثم قال : " ألا أخبرك بملاك ذلك كله ? " فقلت له : بلى يا نبي
الله فأخذ بلسانه فقال : " كف عليك هذا " , فقلت : يا رسول الله و إنا لمؤاخذون
بما نتكلم به ? فقال : " ثكلتك أمك يا معاذ ! و هل يكب الناس على وجوههم في
النار أو قال علي مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " . و قد أخرجه الترمذي و صححه
و ابن ماجة و غيرهما نحوه , و قد أعله المنذري و غيره بالانقطاع و شرح ذلك
العلامة ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم و الحكم " ( ص 195 ) . لكن الحديث
صحيح بمجموع طرقه , و لاسيما هذا القدر منه في حفظ اللسان فإن له شواهد مخرجة
في " مجمع الزوائد " ( 10 / 300 - 301 ) و من شواهده ما في " الجامع الصغير "
عن مالك بن يخامر مرفوعا : " احفظ لسانك " . رواه ابن عساكر .
قلت : و أخرجه الطبراني ( ق 59 / 1 من المنتخب منه ) من طريق ابن ثوبان عن أبيه
عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال : " قلت يا رسول الله ما نجاة
المؤمن ? قال : احفظ لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك " .
قلت : و هذا إسناد حسن .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:52 AM
1123 " احلقوه كله أو اتركوه كله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 115 :
أخرجه أحمد ( 2 / 88 ) و عنه أبو داود ( 2 / 194 - التازية ) و النسائي ( 2 /
276 ) عن عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن نافع عن # ابن عمر # . " أن النبي
صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض شعره و ترك بعضه فنهاهم عن ذلك و قال "
فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه مسلم ( 6 / 165 ) من هذا
الوجه لكنه لم يسق لفظه و إنما أحال به على لفظ طريق عمر بن نافع عن أبيه بلفظ
: " نهى عن القزع " .
1124 " أخر الكلام في القدر لشرار أمتي في آخر الزمان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 116 :
رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 3 / 1 , 37 / 2 ) و الدولابي ( 2 / 38 )
و البزار في " مسنده " ( ص 230 - زوائده ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 350 )
و الحاكم ( 2 / 473 ) و الجرجاني في " الفوائد " ( 160 / 2 ) عن عنبسة الحداد
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # مرفوعا . و من هذا الوجه رواه
أيضا ابن بشران في " الأمالي " ( 74 / 1 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 246 / 2
) و العقيلي في " الضعفاء " ( 331 ) و قال : " عنبسة بن عمرو يهم في حديثه " .
و قال البزار : " لا نعلم رواه عن الزهري إلا عنبسة و هو لين الحديث " . و قال
الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " , و رده الذهبي بقوله " عنبسة ثقة لكن لم
يرويا له " . و هذا وهم منهما فإن عنبسة هذا ما وثقه أحد ! ثم رواه العقيلي
و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 142 / 2 ) عن الأغلب بن تميم عن منيع أبي خالد
عن الزهري عن رجل من الأنصار مرفوعا به . و قال العقيلي : " هذا أولى " . و كذا
قال الذهبي في ترجمة عنبسة بن مهران فيحقق , و نقل عن أبي حاتم أنه منكر الحديث
. و رواه البزار و العقيلي في " الضعفاء " ( 277 ) من طريق نعيم بن حماد :
حدثنا عمر بن أبي خليفة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة به . و قال : " عمر هذا
منكر الحديث " . و نقل عن موسى بن هارون أنه قال : " و هذا الحديث منكر " .
و أما البزار فقال : " إسناده حسن " . و هذا أقرب إلى الصواب , فإن عمر هذا قال
فيه أبو حاتم : صالح الحديث , و قال عمرو بن علي : " من الثقات " .
و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 202 ) : " رواه البزار و الطبراني في
" الأوسط " و رجال البزار في أحد الإسنادين رجال الصحيح غير عمر بن أبي خليفة
و هو ثقة " .
1125 " ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من قبلكم و فتم من بعدكم ? تحمدون الله
في دبر كل صلاة و تسبحونه و تكبرونه ثلاثا و ثلاثين و ثلاثا و ثلاثين و أربعا
و ثلاثين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 117 :
أخرجه ابن ماجة ( 927 ) و أحمد ( 5 / 158 ) عن بشر بن عاصم عن أبيه عن
# أبي ذر # قال : " قيل للنبي صلى الله عليه وسلم - و ربما قال سفيان : قلت :
يا رسول الله ذهب أهل الأموال و الدثور بالأجر يقولون كما نقول و ينفقون و لا
ننفق . قال لي ... " فذكره . و اللفظ لابن ماجة و لفظ أحمد : " قلت : يا رسول
الله سبقنا أصحاب الأموال و الدثور سبقا بينا , يصلون و يصومون كما نصلي و نصوم
و عندهم أموال يتصدقون بها و ليست عندنا أموال , فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ألا أخبرك ... " الحديث و في آخره : " تسبح خلف كل صلاة ثلاثا و ثلاثين
و تحمد ثلاثا و ثلاثين و تكبر أربعا و ثلاثين " .
قلت : و إسناده صحيح . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 26 /
1 ) و " ذيل الجامع الصغير " ( ق 9 / 1 ) من رواية أحمد و ابن ماجة و ابن خزيمة
و الضياء عن أبي ذر بلفظ أحمد إلا أنه أسقط من أوله أداة التنبيه ( ألا ) و قال
: " و تحمد أربعا و ثلاثين " مكان " و تكبر أربعا و ثلاثين " و هذا وهم لا أدري
أهو من قلم السيوطي أو من أحد رواة الحديث عند غير أحمد و ابن ماجة , فإنه
عندهما على الصواب كما رأيت , و كذلك أورده السيوطي بلفظ ابن ماجة " ألا أخبركم
.... " . في فصل " ألا " .
1126 " نهى عن اختناث الأسقية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 118 :
أخرجه البخاري ( 10 / 73 ) و مسلم ( 6 / 110 ) و أبو داود ( 2 / 134 )
و الترمذي ( 1 / 345 ) و الدارمي ( 2 / 119 ) و الطحاوي ( 2 / 360 ) و كذا ابن
ماجه ( 2 / 336 ) و الطيالسي ( رقم 2230 ) و أحمد ( 3 / 6 و 67 و 69 و 93 )
و أبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 112 / 1 ) من طريق الزهري : سمع عبيد الله
ابن عبد الله عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح
" . قال الحافظ في " الفتح " : " و وقع في مسند أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن
هارون عن ابن أبي ذئب ( قلت يعني عن الزهري ) في أول هذا الحديث : " شرب رجل من
سقاء فانساب في بطنه جنان , فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره . و كذا
أخرجه الإسماعيلي من طريق أبي بكر و عثمان ابني أبي شيبة فرقهما عن يزيد به " .
قلت : و هو عند الدارمي و " المسند " عن يزيد به دون هذه الزيادة . و الله أعلم
. و للحديث شاهد من حديث ابن عباس بهذا اللفظ و زاد : " و أن رجلا بعدما نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قام من الليل إلى سقاء فاختنثه فخرجت عليه
منه حية " . أخرجه ابن ماجة و الحاكم ( 4 / 140 ) من طريق أبي عامر الغفاري :
حدثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط البخاري " . و ليس كذلك كما أشار إليه الذهبي بقوله : " كذا قال
" و ذلك لأن زمعة و سلمة ليسا من رجال البخاري , ثم إن الأول منهما ضعيف
و الثاني فيه كلام , و قد رواه غيره عن عكرمة بلفظ آخر بدون هذه الزيادة فانظر
: ( نهى أن يشرب من في السقاء ) .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:52 AM
1127 " إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثا : إيمانا بالنجوم و تكذيبا
بالقدر و حيف السلطان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 118 :
رواه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 23 / 1 - 2 ) عن ليث بن
أبي سليم # عن طلحة بن مصرف # رفعه .
قلت : و ليث ضعيف لاختلاطه , و من طريقه رواه الطبراني في " المعجم الكبير " من
حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الهيثمي في
" المجمع " ( 7 / 203 ) : " و فيه ليث بن أبي سليم و هو لين و بقية رجاله وثقوا
" . لكن الحديث له شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة في نقدي و هي من حديث
أبي محجن و أبي الدرداء و أنس بن مالك .
1 - أما حديث أبي محجن فهو بلفظ : " أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا : حيف الأئمة
و إيمانا بالنجوم و تكذيبا بالقدر " . رواه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم
" ( 2 / 39 ) و ابن عساكر ( 16 / 308 / 1 ) أخبرنا حسين بن أبي زيد الدباغ
أخبرنا علي بن يزيد الصدائي أخبرنا أبو سعد البقال عن أبي محجن قال : أشهد على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره . و هذا سند ضعيف أبو سعد البقال
اسمه سعيد بن المرزبان و هو ضعيف مدلس و قد عنعنه . و علي بن يزيد الصدائي فيه
لين كما في " التقريب " . و أما الدباغ هذا فترجمه الخطيب ( 8 / 110 - 111 ) و
وثقه .
2 - و أما حديث أبي الدرداء فهو بلفظ : " أخاف على أمتي ثلاثا : زلة عالم
و جدال منافق بالقرآن و التكذيب بالقدر " . رواه الطبراني في " الكبير " عن أبي
الدرداء مرفوعا . و قال الهيثمي ( 7 / 203 ) : " و فيه معاوية بن يحيى الصدفي
و هو ضعيف " .
3 - و أما حديث أنس فهو : " أخاف على أمتي بعدي تكذيبا بالقدر و تصديقا بالنجوم
" . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 1023 ) و ابن عدي ( 196 / 1 ) عن شهاب بن
خراش عن يزيد الرقاشي حدثنا أنس مرفوعا . و قال : " شهاب في بعض رواياته ما
ينكر عليه و لا أعرف للمتقدمين فيه كلاما فأذكره " .
قلت : قال الذهبي : " صدوق مشهور له ما يستنكر ... قد وثقوه " . و شيخه يزيد
الرقاشي ضعيف .
4 - و أما حديث جابر فلفظه : " ثلاث أخاف على أمتي الاستسقاء بالأنواء و حيف
السلطان و تكذيب بالقدر " . أخرجه أحمد ( 5 / 90 ) و ابنه و ابن أبي عاصم في
" السنة " ( 324 ) و الطبراني ( 1 / 92 / 1 ) عن محمد بن القاسم الأسدي حدثنا
فطر عن أبي خالد الوالبي عنه . و من هذا الوجه أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ص
1802 ) و الطبراني في " الصغير " ( 182 ) و غيره قال الهيثمي : " و فيه محمد بن
القاسم الأسدي وثقه ابن معين , و كذبه أحمد و ضعفه بقية الأئمة " .
قلت : فهو واه جدا فلا يستشهد بحديثه , و فيما قبله كفاية .
1128 " صلوا في مراح الغنم و امسحوا رغامها , فإنها من دواب الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 120 :
رواه ابن عدي ( 276 / 1 ) و عنه البيهقي ( 2 / 449 ) عن كثير بن زيد عن الوليد
ابن رباح عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال : " و كثير لم أر بحديثه بأسا و أرجو
أنه لا بأس به " .
قلت : و قال الذهبي : " صدوق , فيه لين " . و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله ما لم يخالف . و قد توبع , أخرجه البيهقي
أيضا و الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 432 ) من طريق إبراهيم بن عيينة قال : سمعت
ابن حبان يذكر عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إن
الغنم من دواب الجنة , فامسحوا رغامها و صلوا في مرابضها " .
قلت : و هذا إسناد حسن أيضا , إبراهيم بن عيينة قال الحافظ : " صدوق يهم " .
و له طريق ثالثة بلفظ : " امسح رغامها ( يعني الغنم ) و صل في مراحها , فإنها
من دواب الجنة " . أخرجه البزار ( 49 ) من طريق عبد الله بن جعفر بن نجيح :
حدثنا محمد بن عمرو بن حلحلة عن وهب بن كيسان عن حميد بن مالك عن أبي هريرة قال
: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مرابض الغنم ? قال ... "
فذكره , و قال : " لا نعلم أسند حميد عن أبي هريرة إلا هذا " . قال الهيثمي :
" عبد الله بن جعفر ضعيف " .
قلت : و هو والد علي بن المديني الحافظ . و له طريق رابعة بزيادة في أوله
أوردته من أجلها في الكتاب الآخر ( 2070 ) . ثم وجدت له شاهدا يرويه أبو حيان
قال : سمعت شيخا من بني هاشم و ذكر الغنم فقال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... فذكره . أخرجه ابن أبي شيبة في " مسنده " ( 2 / 76 / 1 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير الشيخ الهاشمي فإن كان من الصحابة فهو صحيح الإسناد لأن
جهالة الصحابي لا تضر , و هو الظاهر من إخراج ابن أبي شيبة إياه في " المسند "
. و إن كان تابعيا , فهو مرسل . و هذا هو الظاهر لأن أبا حيان - و اسمه يحيى بن
سعيد بن حيان - لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة و إنما عن التابعين
و لذلك أورده الحافظ في الطبقة السادسة . و على كل حال , فهذا الإسناد لا بأس
به في الشواهد .
1129 " أول من يكسى خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 122 :
رواه البزار في " مسنده " ( 254 - زوائده ) و ابن عساكر ( 2 / 178 / 1 ) عن ليث
عن مجاهد عن # عائشة # مرفوعا . و قال البزار : " إسناد حسن " !
قلت : ليث ضعيف من قبل حفظه لكن الحديث صحيح , فقد رواه البخاري ( 2 / 339 /
370 ) و مسلم ( 8 / 157 ) و ابن عساكر أيضا ( 2 / 2177 ) من حديث لابن عباس
و ابن عساكر من حديث ابن مسعود .
1130 " أخروا الأحمال ( على الإبل ) فإن اليد معلقة , و الرجل موثقة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 122 :
رواه أبو القاسم بن الجراح الوزير في المجلس السابع من " الأمالي " ( 2 / 1 )
و ابن صاعد في " جزء من أحاديثه " ( 2 / 9 ) و المخلص في الثاني من السادس من
" الفوائد المنتقاة " ( 188 / 1 ) عن سفيان بن عيينة عن وائل بن داود عن ابنه
يعني بكر بن وائل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # مرفوعا .
و هكذا رواه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 285 / 1 - 2 ) . و عنده الزيادة
. قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير وائل بن داود و هو ثقة
كما قال الحافظ . و قد تابعه قيس عن بكر بن وائل به . أخرجه أبو يعلى ( 1403 )
و البزار ( 114 - زوائده ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 1113 ) و قال : " لم
يروه عن الزهري إلا بكر " .
قلت : و هو ثقة كما علمت لكن قيس و هو ابن الربيع ضعيف من قبل حفظه و به أعله
المناوي و خفيت عليه متابعة وائل بن داود إياه .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:53 AM
1131 " أخر عني يا عمر ! إني خيرت فاخترت و قد قيل ( لي ) : *( استغفر لهم أو لا
تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم )* . لو أعلم أني لو زدت
على السبعين غفر له لزدت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 123 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 185 ) و أحمد ( 1 / 16 ) عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال : سمعت # عمر بن الخطاب # يقول
: " لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه ,
فقام إليه فلما وقف يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله
أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا كذا و كذا ? يعد أيامه , قال :
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى إذا أكثرت قال : فذكره , قال : ثم
صلى عليه و مشى معه فقام على قبره حتى فرغ منه . قال : فعجب لي و جرأتي على
رسول الله صلى الله عليه وسلم , و الله و رسوله أعلم , فوالله ما كان إلا يسيرا
حتى نزلت هاتان الآيتان *( و لا تصل على أحد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره
إنهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فاسقون )* . قال : فما صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعده على منافق و لا قام على قبره حتى قبضه الله " . و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " .
قلت : و إسناده حسن , صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث , و قد تابعه عقيل عن ابن
شهاب به . دون قوله : " و قد قيل لي ! ( استغفر لهم ... ) الآية " و دون قوله :
" فما صلى بعده على منافق ... " الخ . أخرجه البخاري ( 1 / 343 - 344 ) و ( 3 /
253 ) و النسائي ( 1 / 279 ) .
1132 " أخرجوا يهود أهل الحجاز و أهل نجران من جزيرة العرب , و اعلموا أن شرار الناس
الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 124 :
أخرجه أحمد ( رقم 1691 ) و الدارمي ( 2 / 233 ) و أبو يعلى ( ص 248 ) و الحميدي
( 85 ) و البيهقي ( 9 / 208 ) من طريق يحيى بن سعيد حدثنا إبراهيم بن ميمون
حدثنا سعد بن سمرة بن جندب عن أبيه عن # أبي عبيدة # قال : آخر ما تكلم به
النبي صلى الله عليه وسلم : فذكر الحديث . ثم أخرجه أحمد ( برقم 1691 ) من طريق
أبي أحمد الزبيري حدثنا إبراهيم بن ميمون عن سعد بن سمرة به إلا أنه قال :
" يتخذون " . و هذا إسناد حسن أو صحيح رجاله ثقات كلهم إلا أن سعد بن سمرة لم
يذكروا له راويا غير إبراهيم بن ميمون . ثم أخرجه أحمد ( رقم 1699 ) من طريق
وكيع حدثني إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة عن إسحاق بن سعد بن سمرة عن أبيه عن
أبي عبيدة بن الجراح به مقتصرا على الشطر الأول من الحديث . فزاد في الإسناد
إسحاق بن سعد بن سمرة فأفسده لأن إسحاق هذا لا يعرف لكن الصواب إسقاطه منه كما
رواه يحيى بن سعيد و أبو أحمد الزبيري , و هو الذي اعتمده الحافظ في التعجيل
( ص 29 ) . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 325 ) و قال : " رواه
أحمد بأسانيد و رجال طريقين منهما ثقات متصل إسنادهما , و رواه أبو يعلى " .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه الطيالسي ( رقم 229 ) قال : حدثنا قيس عن إبراهيم بن
ميمون مثل رواية يحيى و أبي أحمد إسنادا , و رواية وكيع متنا , فهذا يقوي ما
استصوبناه آنفا و الحمد لله على توفيقه و الحديث علقه أبو عبيد في " الأموال "
( رقم 276 ) و أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 12 ) من الطريقين الأولين
و من طريقين آخرين على الصواب بلفظ : " أخرجوا اليهود من جزيرة العرب " . قال
في " المجمع " : " رواه الطبراني من طريقين عن أم سلمة , و رجال أحدهما رجال
الصحيح " .
قلت : و هو لفظ حديث أبي عبيدة المتقدم عند الطيالسي إلا أنه قال : " يهود
الحجاز " . و له شواهد كثيرة : فانظر : " لا يبقين " , " لا يترك " , " لا
يجتمع " , " يا علي إن أنت وليت " و غيرها مثل " لأخرجن اليهود " ( 924 ) . و
منها هذا : " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب , و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت
أجيزهم " .
1133 " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب , و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 125 :
أخرجه البخاري ( 6 / 208 ) و مسلم ( 5 / 75 ) و أبو داود ( 2 / 43 ) و الطحاوي
( 4 / 16 ) و البيهقي ( 9 / 207 ) و أحمد ( رقم 1935 ) من حديث # ابن عباس # أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاثة فقال : قلت : فذكر الحديث ثم قال :
قال ابن عباس و سكت عن الثالثة , أو قال فأنسيتها .
قلت : و فيه دلالة على جواز إطلاق لفظ " المشرك " على أهل الكتاب , فإنهم هم
المعنيون بهذا الحديث كما يدل عليه الحديث السابق و مثله الحديث الآتي : " لئن
عشت لأخرجن اليهود و النصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلما " .
1134 " لئن عشت لأخرجن اليهود و النصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلما
" .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 125 :
أخرجه مسلم ( 5 / 160 ) و أبو داود ( 2 / 43 ) و الترمذي ( 2 / 398 ) و الحاكم
( 4 / 274 ) و البيهقي ( 9 / 207 ) و أحمد ( 1 / 32 ) من طريق سفيان الثوري عن
أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن # عمر بن الخطاب # مرفوعا . و أخرجه مسلم من
طريق معقل و هو ابن عبيد الله عن أبي الزبير بهذا الإسناد مثله . و تابعه جماعة
عن أبي الزبير , و قد تقدم بلفظ " لأخرجن اليهود " ( 924 ) . و الحديث استدركه
الحاكم على مسلم فوهم , و عذره في ذلك أن مسلما رحمه الله لم يسق لفظه و إنما
أحال فيه على اللفظ المتقدم هناك و هذا هو السبب في تقصير السيوطي في عدم عزوه
إياه في كتابيه " الجامع الكبير " ( 2 / 119 / 1 ) و " ذيل الجامع الصغير "
و عزاه فيهما للترمذي و الحاكم فقط ! و وقع في " الفتح الكبير " ( 2 / 7 معزوا
لأبي داود مكان الحاكم , و هو تصحيف , و إن كان في نفسه صوابا .
" تنبيه " أورده السيوطي في المصدرين السابقين بلفظ : " أخرجوا اليهود
و النصارى من جزيرة العرب " . و عزاه لمسلم عن عمر و لم أره عنده بهذا اللفظ
مطلقا و إنما بلفظ " المشركين " و من حديث ابن عباس كما تقدم في الحديث قبله .
1135 " اخرج فناد في الناس : من شهد أن لا إله إلا الله وجبت له الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 126 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ص 35 - مصورة المكتب الإسلامي ) : حدثنا سويد بن
سعيد أخبرنا سويد بن عبد العزيز عن ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر قال : سمعت
# أبا بكر # يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قال : فخرجت
فلقيني عمر بن الخطاب فقال : مالك أبا بكر ? فقلت : قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم : أخرج ... ( الحديث ) قال عمر : ارجع إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فإني أخاف أن يتكلوا عليها , فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: ما ردك ? فأخبرته بقول عمر , فقال : " صدق " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , و سويد بن عبد العزيز لين الحديث كما في " التقريب "
و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 15 ) و قال : " و هو متروك " . و سويد
ابن سعيد و هو الأنباري قال الحافظ : " صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما
ليس من حديثه و أفحش فيه ابن معين القول " .
قلت : و قد يدل على خطئه أو خطأ شيخه أن القصة وقعت لأبي هريرة مع عمر رضي الله
عنهما , كما رواه مسلم ( 1 / 44 - 45 ) من طريق عكرمة بن عمار قال : حدثني أبو
هريرة قال : " كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر و عمر
. . . . فقال : يا أبا هريرة - و أعطاني نعليه , قال - اذهب بنعلي هاتين فمن
لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله , مستيقنا بها قلبه فبشره
بالجنة . فكان أول من لقيت عمر فقال . . . . " الحديث نحوه . فهذا يشهد لثبوت
حديث الترجمة لكن عكرمة بن عمار و إن أخرج له مسلم ففيه كلام كثير , و قال
الحافظ : صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب و لم يكن له كتاب
" . و الحديث ذكر له السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 27 / 2 ) شاهدا من
حديث أبي الدرداء من رواية الطبراني في " المعجم الكبير " . و أصله في " مسلم "
( 1 / 66 ) من حديث أبي ذر . ثم وجدت القصة قد وقعت لجابر مع عمر رضي الله
عنهما و فيها قال جابر : " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ناد في
الناس : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة , فخرج , فلقيه عمر في الطريق ... "
الحديث نحوه . أخرجه ابن حبان ( 7 - زوائده ) بإسناد صحيح . فلعل النبي صلى
الله عليه وسلم أمر جماعة من الصحابة بالمناداة بذلك فلقيهم عمر و جرى بينه
و بينهم ما جرى . و الله أعلم . و أما ما أخرجه أبو يعلى و البزار عن عمر رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يؤذن في الناس أنه من شهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصا دخل الجنة , فقال عمر : يا رسول الله :
إذا يتكلوا , فقال : دعهم . فقال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 17 ) : " و في
إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل و هو ضعيف لسوء حفظه " .
1136 " أمرت الرسل قبلي ألا تأكل إلا طيبا و لا تعمل إلا صالحا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 128 :
أخرجه أحمد في " الزهد " ( ص 398 ) و الحاكم ( 4 / 125 - 126 ) عن أبي بكر بن
عبد الله بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن # أم عبد الله أخت شداد بن أوس # .
" أنها بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره , و ذلك في طول
النهار و شدة الحر , فرد إليها رسولها : أنى لك هذا اللبن ? فقالت : لبن من شاة
لي , فرد إليها رسولها : أنى لك هذه الشاة ? قالت : اشتريتها من مالي . فشرب ,
فلما كان من الغد أتت أم عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا
رسول الله بعثت إليك بذلك اللبن مرثية لك من طول النهار و شدة الحر , فرددت إلي
فيه الرسول , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : ابن أبي مريم واه " .
قلت : لكن يشهد له حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " أيها الناس إن الله طيب لا
يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين , فقال *( يا أيها
الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا , إني بما تعملون عليم )* . . . " .
الحديث . أخرجه مسلم ( 3 / 85 ) و الترمذي ( 2992 ) و الدارمي ( 2 / 300 )
و أحمد ( 2 / 328 ) من طريق الفضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عنه به
. قلت : و إسناده حسن , فإن فضيل بن مرزوق صدوق يهم كما قال الحافظ في
" التقريب " .
ساجدة لله
2010-10-18, 06:54 AM
1137 " المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد , يألم المؤمن لما يصيب أهل
الإيمان كما يألم الرأس لما يصيب الجسد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 129 :
رواه أحمد ( 5 / 340 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 190 ) و القضاعي ( 3 / 2
/ 2 ) عن مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن # سهل بن سعد # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف و رجاله ثقات غير مصعب هذا قال الحافظ : " لين الحديث "
. و قد تابعه زهير بن محمد عن أبي حازم إلا أنه قال : عن أبي هريرة مرفوعا به
مختصرا بلفظ : " المؤمن من المؤمن بمنزلة الرأس من الجسد , كذلك المؤمن يؤلمه
ما يصيب المؤمنين " . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 367 ) :
حدثني الوليد بن شجاع حدثني الوليد بن مسلم حدثني زهير بن محمد به .
قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم لكن زهيرا هذا قال الحافظ في " التقريب " :
" رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها " .
قلت : و هذا الحديث منها , فإن الوليد بن مسلم شامي , ثم هو مدلس تدليس التسوية
. لكن يشهد له حديث النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" المؤمنون كرجل واحد إذا اشتكى رأسه اشتكى كله و إن اشتكى عينه اشتكى كله " .
أخرجه مسلم ( 8 / 20 ) و أحمد ( 4 / 271 , 276 ) و أبو نعيم في " الحلية "
( 4 / 126 ) من طريقين عنه .
1138 " ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من : اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا
و الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 130 :
أخرجه ابن ماجة ( 2 / 435 ) من طريق هشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن العلاء
ابن زيادة العدوي عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و قال البوصيري في " الزوائد " ( 232 / 2 ) : " هذا إسناد صحيح , رجاله
ثقات , العلاء بن زياد ذكره ابن حبان في " الثقات " و لم أر من تكلم فيه و باقي
رجال الإسناد ثقات " .
قلت : و قد اختلف فيه على قتادة , فرواه الدستوائي عنه هكذا , و قال همام عنه
عن العلاء بن زياد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرسلا . أخرجه
أحمد في " الزهد " ( 255 ) . و قال عمران القطان : عنه عن العلاء بن زياد عن
معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 2 / 247 ) و قال : " لم يتابع أحد من أصحاب قتادة عمران القطان
عليه عن معاذ بن جبل , و رواه همام و غيره عن قتادة عن العلاء مرسلا , و رواه
وكيع عن هشام عن قتادة عن العلاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
و حديث معاذ أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 175 ) و قال : " رواه الطبراني
و رجاله رجال " الصحيح " غير العلاء بن زياد و هو ثقة و لكنه لم يسمع من معاذ "
. و ذكر له شاهدا من حديث أبي الدرداء مرفوعا بلفظ : " ما سأل العباد شيئا أفضل
من أن يغفر لهم و يعافيهم " . رواه البزار و رجاله رجال " الصحيح " .
1139 " لو كان لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال عندي منه شيء إلا
شيئا أرصده لدين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 131 :
أخرجه البخاري ( 3 / 83 , 7 / 178 ) عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة قال : قال # أبو هريرة # رضي الله عنه مرفوعا . و قال : رواه صالح
و عقيل عن الزهري .
قلت : و له طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ : ما يسرني أن لي . و يأتي .
طريق ثالث : بلفظ : ما أحب أن لي . و تأتي أيضا .
1140 " سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 131 :
أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( 264 ) حدثنا إسحاق قال : حدثنا أحمد بن
منيع في " كتاب فضائل القرآن " قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا سفيان
عن عاصم عن زر عن # عبد الله # مرفوعا . أورده في ترجمة إسحاق هذا , و هو إسحاق
ابن إبراهيم بن جميل يلقب " بشحه " و قال : " شيخ صدوق صاحب أصول من المعمرين
كان قد قارب المائة , عنده " المسند " عن أحمد بن منيع و كتب هشيم " . قلت : و
سائر الرجال موثوقون معروفون فالسند حسن و قد أخرجه الحاكم ( 2 / 498 ) من طريق
عبد الله أنبأنا سفيان به موقوفا أتم منه , و هو في حكم المرفوع و قال : " صحيح
الإسناد " و وافقه الذهبي . و يشهد له حديث ابن عباس قال : " ضرب بعض أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر و هو لا يحسب أنه قبر , فإذا فيه إنسان
يقرأ سورة *( تبارك الذي بيده الملك )* حتى ختمها , فأتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : يا رسول الله إني ضربت خبائي على قبر , و أنا لا أحسب أنه قبر ,
فإذا فيه إنسان يقرأ سورة ( تبارك الملك ) حتى ختمها , فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " هي المانعة , هي المنجية تنجيه من عذاب القبر " . أخرجه الترمذي
( 2 / 146 ) و ابن نصر ( 66 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 81 ) من طريق
يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عنه . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " . و قال أبو نعيم : " لم نكتبه مرفوعا مجودا إلا من حديث
يحيى بن عمرو عن أبيه " .
قلت : أبوه عمرو بن مالك صدوق له أوهام . و ابنه يحيى ضعيف و يقال : إن حماد بن
زيد كذبه كما في " التقريب " , و ساق له في " الميزان " من مناكيره أحاديث هذا
أحدها .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir