صفاء
2008-03-31, 12:59 AM
ملكنا هذه الدنيا قرونا = وأخضعها جُدودٌ خالدونا
وسطّرنا صحائفَ من ضياءٍ = فما نسيَ الزمانُ ولا نسينا
حملناها سيوفًا لامعات = غداةَ الروعِ تأبى أنْ تلينا
إذا خرجتْ من الأغمادِ يومًا = رأيت الهولَ والفتْحَ المبينا
وكنَّا حينَ يأخذنا وليٌّ = بطغيانٍ ندوسُ له الجبينا
تفيض قلوبُنا بالهدي بأسًا = فما نغضي عن الظلمِ الجفونا
وما فتئ الزمانُ يدورُ حتى =مضى بالمجدِ قومٌ آخرونا
وأصبحَ لا يرى في الركب قومي =وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلَمَ كلّ حُرٍّ = سؤالُ الدهرِ أين المسلمونا
ترى هل يرجع الماضي فإني =أذوب لذلك الماضي حنينا؟
بنينا حقبةً في الأرض ملكًا =يُدعِّمه شبابٌ طامحونا
شبابٌ ذلّلوا سبلَ المعالي =وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهَّدهم فأنبتهم نباتاً =كريمًا طابَ في الدنيا غصونا
همُ وردوا الحياضَ مباركات =فسالتْ عندهم ماءً معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً =يدكّونَ المعاقلَ والحصونا
وإن جنَّ المساءُ فلا تراهم =من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطّمه الليالي =ولم يُسلِم إلى الخصمِ العرينا
ولم تشهدهُمُ الأقداحُ يومًا =وقد ملأوا نواديهم مجونا
وما عرفوا الأغاني مائعاتٍ =ولكن العلا صيغتْ لحونا
وقد دانوا بأعظُمهم نضالاً =وعلمًا لا بأجرئهم عيونا
فيتّحدون أخلاقًا عِذابًا =ويأتلفون مجتمعًا رزينا
فما عرف الخلاعةَ في بناتٍ =ولا عرف التخنّث في بنينا
ولم يتشدقوا بقشورِ علْمٍ =ولم يتقلّبوا في الملحدينا
ولم يتبجّحوا في كل أمرٍ =خطير كي يقالَ مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي =شبابًا مخلصًا حرًّا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى =فيأبى أن يُقيَّد أو يهونا
دعوني من أمانٍ كاذباتٍ =فلم أجد المنى إلا ظنونا
وهاتوا لي من الإيمانِ نورًا =وقوّوا بين جنبيَّ اليقينا
أمدُّ يدي فأنتزع الرواسي =وابن المجد مؤتلقا مكينا
هاشم الرفاعي
قصيدة رائعة واحببت نقلها اليكم رغم معرفتي انكم قراتموها سابقا (فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين )
وسطّرنا صحائفَ من ضياءٍ = فما نسيَ الزمانُ ولا نسينا
حملناها سيوفًا لامعات = غداةَ الروعِ تأبى أنْ تلينا
إذا خرجتْ من الأغمادِ يومًا = رأيت الهولَ والفتْحَ المبينا
وكنَّا حينَ يأخذنا وليٌّ = بطغيانٍ ندوسُ له الجبينا
تفيض قلوبُنا بالهدي بأسًا = فما نغضي عن الظلمِ الجفونا
وما فتئ الزمانُ يدورُ حتى =مضى بالمجدِ قومٌ آخرونا
وأصبحَ لا يرى في الركب قومي =وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلَمَ كلّ حُرٍّ = سؤالُ الدهرِ أين المسلمونا
ترى هل يرجع الماضي فإني =أذوب لذلك الماضي حنينا؟
بنينا حقبةً في الأرض ملكًا =يُدعِّمه شبابٌ طامحونا
شبابٌ ذلّلوا سبلَ المعالي =وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهَّدهم فأنبتهم نباتاً =كريمًا طابَ في الدنيا غصونا
همُ وردوا الحياضَ مباركات =فسالتْ عندهم ماءً معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً =يدكّونَ المعاقلَ والحصونا
وإن جنَّ المساءُ فلا تراهم =من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطّمه الليالي =ولم يُسلِم إلى الخصمِ العرينا
ولم تشهدهُمُ الأقداحُ يومًا =وقد ملأوا نواديهم مجونا
وما عرفوا الأغاني مائعاتٍ =ولكن العلا صيغتْ لحونا
وقد دانوا بأعظُمهم نضالاً =وعلمًا لا بأجرئهم عيونا
فيتّحدون أخلاقًا عِذابًا =ويأتلفون مجتمعًا رزينا
فما عرف الخلاعةَ في بناتٍ =ولا عرف التخنّث في بنينا
ولم يتشدقوا بقشورِ علْمٍ =ولم يتقلّبوا في الملحدينا
ولم يتبجّحوا في كل أمرٍ =خطير كي يقالَ مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي =شبابًا مخلصًا حرًّا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى =فيأبى أن يُقيَّد أو يهونا
دعوني من أمانٍ كاذباتٍ =فلم أجد المنى إلا ظنونا
وهاتوا لي من الإيمانِ نورًا =وقوّوا بين جنبيَّ اليقينا
أمدُّ يدي فأنتزع الرواسي =وابن المجد مؤتلقا مكينا
هاشم الرفاعي
قصيدة رائعة واحببت نقلها اليكم رغم معرفتي انكم قراتموها سابقا (فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين )