عائشة الصغيرة
2011-03-02, 10:46 PM
تعريف أدب الدعوة الإسلامية :/
هو كل أدب يصدر عن عاطفة الإسلام - شعرا أو نثراً - وقد يكون مدحاً أو هجاء أو حماسة ، أو حكمة ، المهم فيه انه :
1 - صادر عن عاطفة الإسلام
2 - أريد به وجه الله وخدمة دينه .
* نشأة أدب الدعوة الإسلامية :
نشأ أدب الدعوة الإسلامية منذ أن أشرق نور الإسلام ،
ولأدب الدعوةالإسلامية رافدان هما :
1 - القرآن الكريم : فقد أمد القرآن الكريم الدعوة الإسلامية وأدبها بروحه وهديه ، ورسم منهجه وطريقة .
2 - السنة النبوية : المتمثلة في أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم - وخطبة وأعماله ، ورسائله .
* أهمية أدب الدعوة الإسلامية :
يستمد أدب الدعوة الإسلامية أهميته من عدة أسباب :
1) عظمة العاطفة التي جاشت به ، وهي عاطفة الإسلام .
2) أنه سجل لأمجادنا وتصوير لوحدتنا .
3) أنه المصدر التاريخي الموثق ، الذي كتب لتاريخ المسلمين الاستمرار .
4) أنه واكب جبوش الفتوحات الإسلامية ، فكان لسان الدعوة المحمدية .
* استمرار أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور :
1) لقد استمر أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور ، سواء في عصر الازدهار ، أو عصور الانحطاط .
2) كان صوته يعلو أكثر في عصور الضعف ، يوقظ الأمة ، ويوحد كلمتها .
3) كثر الشعر الحماسي في عصور الأيوبيين والمماليك ، والغزو الصليبي والمغولي ، وكان شعراً حماسياً يحث على الجهاد ، ويرفع روح المجاهدين .
4) في العصر الحاضر ارتفع صوت أدب الدعوة الإسلامية ، وعلي الرغم من تآمر أعداء الإسلام ، ويكفي أن تقرأ شعر شوقي ، ونثر الرافعي ، وخطب حسن ألبنا ، ومؤلفات سيد قطب ، لتري أن أدب الدعوة الإسلامية أقوي من جميع التحديات .
موضوعات أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور :
أولأ : في عصر صدر الإسلام :
صار أدب الدعوة الإسلامية في عصر الإسلام سلاحأً من أسلحة الدعوة والجهاد :
أ - أسهم الشعراء والخطباء في الدعوة الإسلامية بإظهار محاسن الإسلام وإيضاح
تعاليمه ، فأصبح الأدب وسيلة إعلامية في ذلك الوقت .
ب - دافع الشعراء عن الإسلام ، وردوا على شعراء المشركين ، ومن أشهر شعراء الدعوة في عصر الإسلام حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحه ، الذي عبر عن افتخاره بمقام رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بينهم ، معبرا عن إيمانه بالبعث والنشور ، قال :
وفينا رسول الله يتلو كتابه ذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أنّ ماقال واقع
. جـ - إثارة الحماس في صفوف الجيش الإسلامي ، وإثارة الرعب في نفوس المشركين ، ومن ذلك ما قاله بشر بن ربيعه في موقعة القادسية .
تذكر - هداك الله - وقع سيوفنـا بـباب قديس والمكر عسيـر
عشية ود القوم لو أن بعضهم يعار جناحي طائر فيطير
وقال كعب بن مالك يصور انتصارات المسلمين ، وكان قائد هم رسول الله صلي الله عليه وسلم :
قيضنا من تهامة كلَ ريب وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
نخيرها، ولو نطقت لقالت قواطعهن دوساً أو ثقيـفا
د - كما حفل أدب الدعوة الإسلامية بالحديث عن المثل العليا ، والأخلاق الفاضلة التي يتحلي بها المسلمون ، ولهذا كانت محور حديث الشعراء في مدحهم ورثائهم ، ومن ذلك قول أبي الأسود الدؤلي :-
وإيي ليثنيني عن الجهل والخنا وعنشتم ذي القربى خلائق أربع
حياء ، وإسلام ، وتقوي ،وإنني كريم ومثلي قد يضر وينفع
ثانيا : في العصر الأموي :
أ - استمر شعراء العصر الأموي يقولون ما قاله شعراء عصر صدر الإسلام ، من موضوعات ، ويتحدثون مثلهم عن قيم الدين ، .
ب - وحين ظهرت الأحزاب السياسية في العصر أخذ الشعراء يمدحون قادة هذه الأحزاب بما يتمسكون به من أخلاق الإسلام وفضائله . كمدح عبد الله بن قيس الرقيات لمصعب بن الزبير .
أنما مصعب شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء
ملكة ملك عزة ، ليس فيـه جبروت منه ولا كبـريـاء
جـ - ولما اتسعت الفتوحات ، صاحبها أدب الدعوة الإسلامية ، مصوراً إيمان الجندي المسلم ، وما يتحلي به من الصبر والثبات على الجهاد ، ومن ذلك قول كعب الأشقري يصور غزوة ليزيد بن المهلب :
والترك تعلم إذ لا قي جموعهـم أن قد لقـوه شهاباً يفرج الظلما
بفتية كأسود الغاب لم يجدواغير التأسي وغير الصبر معتصما
ثالثا : في العصر العباسي :
زاد أعداء الإسلام ، وزادت الفتن في العصر العباسي ، فهب المسلمون جميعاً يدافعون عن الدولة الإسلامية ، ويحمون دينهم ، لذلك نظم شعراء العصر العباسي قصائد كثيرة في موضوعات هامة ، منها :
أ - إثارة الحمية والحث على الجهاد ، الإشادة بالفتوحات ، تأييد المجاهدين رثاء الشهداء في المعارك ، ومن ذلك قول محمد بن عبد الله بن يوسف يحث هارون الرشيد على غزو بلاد الروم ، وتأديب ملكهم المسمي ( نفقور) الذي خان العهد الذي بينه وبين هارون الرشيد :
نقض الذي أعطيته نقفورفعليه دائرة البوار تدور
أبشر أمير المؤمنين ، فإنه فَتح أتاك به الإله كبير
ولما جهز هارون الرشيد جيشه ، وانتصر على نقفور ، قال الشاعر أشجع السلمي :
وليهنك الفتح والأيام مقبلة إليك بالنصر معقوداً نواصيها
ب - ويرتبط الشعر بمعارك المسلمين ، فارتبط اسم أبي تمام بالخليفة المعتصم ومعاركه ، وارتبط اسم المتنبي بسيف الدولة وبطولاته ضد الروم .
جـ - قام شعر الحماسة بدور عظيم في الحروب الصليبية ، فقد كانت قصائدهم العزيمة الثائرة .
د - ساهم أدب الدعوة الإسلامية في القضاء على دعوات التضليل ، التي أشاعها أصحاب المذاهب المختلفة ، فمن الكتاب ، ( أبن قتيبة ) في كتبه : تأويل مختلف الحديث ، تأويل مشكل القرآن .
ومن الشعراء كان ( على بن الجهم )، الذي وقف ضد فتنه القول بخلق القرآن موقفا مشرفا ضد المعتزلة ، ومنهم أيضا شاعر يسمي ( أبو مزاحم الخاقاني ) الذي قال يمدح الإمام أحمد بن حنبل على صبره تحمل ضرب السياط لما رفض رأي المعتزلة بأن القرآن مخلوق :
جزي الله ابن حنبل التقيا
عن الإسلام إحسانا هنّيا
فقد أعطاه إذ صبر احتسابا
على الأسواط إيماناً قويا
هـ - وفي مواجهة ما انتشر في العصر العباسي من المجون والفسق والزندقة , التي روج لها أصحاب النفوس الضعيفة من أبناء الأمم الأجنبية - جاء شعر الزهد رداً قويا على هذه الموجات الفاسدة ، فظهر عدد من الشعراء عرفوا بالزهد ، كأبي العتاهية ، والوراق ، والفضيل ، يقول أبو العتاهية في التزهيد في الدنيا ومتعتها الزائفة :
أأخيَّ : ما الدنيا بواسعة لمني تلجلج في الصدر
أكثرت في طلب الغني لعباوغناك أن ترضي عن الدهر
وطفقت كالظمآن متلمساللآل في الديمومة القفر
ولخيرُ مالٍ أنت كاسبهما كان عند الله من ذخْرُ
ومن هذا الاتجاه المتصدي قول الإمام الشافعي - رحمه الله - وهو علي فراش الموت :-
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي ، فلما قرنته عفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منه وتكرما
رابعاً : في عصر الدول المتتابعة :
أ - تدهورت الأحوال السياسية والاجتماعية في عصر الدول المتتابعة بعد سقوط الدولة العباسية ، لكن الله شاء أن يظل الإسلام قوياً ، فهيأ له مجموعة من العلماء والأئمة الذين نصحوا الناس ، ودافعوا عن حمي الإسلام . ومنهم [ ابن تيمية ، ابن القيم ، الحافظ بن كثير ، ابن حجر العسقلاني ، جلال الدين السيوطي ] .
ب - تصدي أدب الدعوة بهؤلاء الدعاة لكل ما ظهر من البدع والفتن . وضلالات المنجمين ، وشيوع المفاسد كما تصدي هؤلاء ومعهم الأباء شعراء وخطباء .
جـ - كان أدب الدعوة الإسلامية لسان الجهاد ، وسيف قتال الصليبيين ، ومن ذلك قول عمر بن الوردي يدعو إلي ترك الانحراف والالتزام بالحق وتقوي الله عن طريق العلم .
اعتزل ذكر الأغاني والغزل قل الفضل ، وجانب من هزل
اتق الله ؛ فتقوي الله ماجاوزت قلب امرئ إلا وصل
ومن ذلك أيضا قول صفي الدين الحلي ، يمدح الملك الصالح في حروبه ضد أعداء الإسلام ، قال :
لما رأي الشر قد أبدي نواجذه والغدر عن نابه للحرب قد كشرا
رأي القسي إناثاً في حقيقته افعافها ، واستشار الصارم الذكرا
فجرد العزم من قتل الصفاح لهاملك عن البيض يستغني بما اشتهرا
خامساً : أدب الدعوة الإسلامية في العصر الحديث :
أ - بدأت بشائر البعث في الفكر والأدب حين ظهرت مجموعة من المصلحين ، وعلي رأسهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن 12 الهجري . وظهر أئمة في القرنين 13،14 - منهم الشيخ محمد عبده ، وتلميذاه محمد رشيد رضا ، وشكيب أرسلان ، والأستاذ / سيد قطب .
ب - حين قامت دعوات التفرنج والعصرية ، التي تدعو إِلي مسايرة العصر ، وذلك يعني ترك تقاليدنا وتراثنا حتي الديني ، زاعمين ، أن الإسلام هو سبب تأخر المسلمين ، كان طبيعياً أن يثور الوجدان العربي الإسلامي للدفاع عن الإسلام ، فقام الشعراء ، والكتاب والعلماء ، يرسخون العقيدة ، ويستعيدون التاريخ الإسلامي المجيد ، ويتخذون من سيرة النبي - صلي الله عليه وسلم - منهجا للحياة الكريمة ، ومنهم : عباس محمود العقاد ، في كتبه ( العبقريات ) وغيرها . ومحمد حسين هيكل ، في كتبه ( في مترل الوحي ، حياة محمد ) .
جـ - وظهر اهتمام بالقرآن وعلومه وإعجازه ، فظهرت مؤلفات عظيمة ، من أكثرها فائدة وإثراء للفكر : ( إعجاز القرآن ) لمصطفي صادق الرافعي ، ( التصوير الفني في القرآن ، مشاهد يوم القيامة ، في ظلال القرآن ) للأستاذ / سيد قطب .
د - وظهرت صحف ومجلات تساند الدعوة الإسلامية ، ومنها : مجلة الأزهر ، نور الإسلام ، التي سطرتها أقلام الدعاة المسلمين من أمثال : سيد قطب ، الرافعي ، محب الدين الخطيب .
هـ - وشارك الشعراء بشعرهم ، فنظموا القصائد الطوال والقصار ، وعلي رأسهم : أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ، وأحمد محرم ، ومحمود غنيم ، وإبراهيم القطاني ، وعمر بهاء الأميري .
هو كل أدب يصدر عن عاطفة الإسلام - شعرا أو نثراً - وقد يكون مدحاً أو هجاء أو حماسة ، أو حكمة ، المهم فيه انه :
1 - صادر عن عاطفة الإسلام
2 - أريد به وجه الله وخدمة دينه .
* نشأة أدب الدعوة الإسلامية :
نشأ أدب الدعوة الإسلامية منذ أن أشرق نور الإسلام ،
ولأدب الدعوةالإسلامية رافدان هما :
1 - القرآن الكريم : فقد أمد القرآن الكريم الدعوة الإسلامية وأدبها بروحه وهديه ، ورسم منهجه وطريقة .
2 - السنة النبوية : المتمثلة في أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم - وخطبة وأعماله ، ورسائله .
* أهمية أدب الدعوة الإسلامية :
يستمد أدب الدعوة الإسلامية أهميته من عدة أسباب :
1) عظمة العاطفة التي جاشت به ، وهي عاطفة الإسلام .
2) أنه سجل لأمجادنا وتصوير لوحدتنا .
3) أنه المصدر التاريخي الموثق ، الذي كتب لتاريخ المسلمين الاستمرار .
4) أنه واكب جبوش الفتوحات الإسلامية ، فكان لسان الدعوة المحمدية .
* استمرار أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور :
1) لقد استمر أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور ، سواء في عصر الازدهار ، أو عصور الانحطاط .
2) كان صوته يعلو أكثر في عصور الضعف ، يوقظ الأمة ، ويوحد كلمتها .
3) كثر الشعر الحماسي في عصور الأيوبيين والمماليك ، والغزو الصليبي والمغولي ، وكان شعراً حماسياً يحث على الجهاد ، ويرفع روح المجاهدين .
4) في العصر الحاضر ارتفع صوت أدب الدعوة الإسلامية ، وعلي الرغم من تآمر أعداء الإسلام ، ويكفي أن تقرأ شعر شوقي ، ونثر الرافعي ، وخطب حسن ألبنا ، ومؤلفات سيد قطب ، لتري أن أدب الدعوة الإسلامية أقوي من جميع التحديات .
موضوعات أدب الدعوة الإسلامية على مر العصور :
أولأ : في عصر صدر الإسلام :
صار أدب الدعوة الإسلامية في عصر الإسلام سلاحأً من أسلحة الدعوة والجهاد :
أ - أسهم الشعراء والخطباء في الدعوة الإسلامية بإظهار محاسن الإسلام وإيضاح
تعاليمه ، فأصبح الأدب وسيلة إعلامية في ذلك الوقت .
ب - دافع الشعراء عن الإسلام ، وردوا على شعراء المشركين ، ومن أشهر شعراء الدعوة في عصر الإسلام حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحه ، الذي عبر عن افتخاره بمقام رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بينهم ، معبرا عن إيمانه بالبعث والنشور ، قال :
وفينا رسول الله يتلو كتابه ذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أنّ ماقال واقع
. جـ - إثارة الحماس في صفوف الجيش الإسلامي ، وإثارة الرعب في نفوس المشركين ، ومن ذلك ما قاله بشر بن ربيعه في موقعة القادسية .
تذكر - هداك الله - وقع سيوفنـا بـباب قديس والمكر عسيـر
عشية ود القوم لو أن بعضهم يعار جناحي طائر فيطير
وقال كعب بن مالك يصور انتصارات المسلمين ، وكان قائد هم رسول الله صلي الله عليه وسلم :
قيضنا من تهامة كلَ ريب وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
نخيرها، ولو نطقت لقالت قواطعهن دوساً أو ثقيـفا
د - كما حفل أدب الدعوة الإسلامية بالحديث عن المثل العليا ، والأخلاق الفاضلة التي يتحلي بها المسلمون ، ولهذا كانت محور حديث الشعراء في مدحهم ورثائهم ، ومن ذلك قول أبي الأسود الدؤلي :-
وإيي ليثنيني عن الجهل والخنا وعنشتم ذي القربى خلائق أربع
حياء ، وإسلام ، وتقوي ،وإنني كريم ومثلي قد يضر وينفع
ثانيا : في العصر الأموي :
أ - استمر شعراء العصر الأموي يقولون ما قاله شعراء عصر صدر الإسلام ، من موضوعات ، ويتحدثون مثلهم عن قيم الدين ، .
ب - وحين ظهرت الأحزاب السياسية في العصر أخذ الشعراء يمدحون قادة هذه الأحزاب بما يتمسكون به من أخلاق الإسلام وفضائله . كمدح عبد الله بن قيس الرقيات لمصعب بن الزبير .
أنما مصعب شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء
ملكة ملك عزة ، ليس فيـه جبروت منه ولا كبـريـاء
جـ - ولما اتسعت الفتوحات ، صاحبها أدب الدعوة الإسلامية ، مصوراً إيمان الجندي المسلم ، وما يتحلي به من الصبر والثبات على الجهاد ، ومن ذلك قول كعب الأشقري يصور غزوة ليزيد بن المهلب :
والترك تعلم إذ لا قي جموعهـم أن قد لقـوه شهاباً يفرج الظلما
بفتية كأسود الغاب لم يجدواغير التأسي وغير الصبر معتصما
ثالثا : في العصر العباسي :
زاد أعداء الإسلام ، وزادت الفتن في العصر العباسي ، فهب المسلمون جميعاً يدافعون عن الدولة الإسلامية ، ويحمون دينهم ، لذلك نظم شعراء العصر العباسي قصائد كثيرة في موضوعات هامة ، منها :
أ - إثارة الحمية والحث على الجهاد ، الإشادة بالفتوحات ، تأييد المجاهدين رثاء الشهداء في المعارك ، ومن ذلك قول محمد بن عبد الله بن يوسف يحث هارون الرشيد على غزو بلاد الروم ، وتأديب ملكهم المسمي ( نفقور) الذي خان العهد الذي بينه وبين هارون الرشيد :
نقض الذي أعطيته نقفورفعليه دائرة البوار تدور
أبشر أمير المؤمنين ، فإنه فَتح أتاك به الإله كبير
ولما جهز هارون الرشيد جيشه ، وانتصر على نقفور ، قال الشاعر أشجع السلمي :
وليهنك الفتح والأيام مقبلة إليك بالنصر معقوداً نواصيها
ب - ويرتبط الشعر بمعارك المسلمين ، فارتبط اسم أبي تمام بالخليفة المعتصم ومعاركه ، وارتبط اسم المتنبي بسيف الدولة وبطولاته ضد الروم .
جـ - قام شعر الحماسة بدور عظيم في الحروب الصليبية ، فقد كانت قصائدهم العزيمة الثائرة .
د - ساهم أدب الدعوة الإسلامية في القضاء على دعوات التضليل ، التي أشاعها أصحاب المذاهب المختلفة ، فمن الكتاب ، ( أبن قتيبة ) في كتبه : تأويل مختلف الحديث ، تأويل مشكل القرآن .
ومن الشعراء كان ( على بن الجهم )، الذي وقف ضد فتنه القول بخلق القرآن موقفا مشرفا ضد المعتزلة ، ومنهم أيضا شاعر يسمي ( أبو مزاحم الخاقاني ) الذي قال يمدح الإمام أحمد بن حنبل على صبره تحمل ضرب السياط لما رفض رأي المعتزلة بأن القرآن مخلوق :
جزي الله ابن حنبل التقيا
عن الإسلام إحسانا هنّيا
فقد أعطاه إذ صبر احتسابا
على الأسواط إيماناً قويا
هـ - وفي مواجهة ما انتشر في العصر العباسي من المجون والفسق والزندقة , التي روج لها أصحاب النفوس الضعيفة من أبناء الأمم الأجنبية - جاء شعر الزهد رداً قويا على هذه الموجات الفاسدة ، فظهر عدد من الشعراء عرفوا بالزهد ، كأبي العتاهية ، والوراق ، والفضيل ، يقول أبو العتاهية في التزهيد في الدنيا ومتعتها الزائفة :
أأخيَّ : ما الدنيا بواسعة لمني تلجلج في الصدر
أكثرت في طلب الغني لعباوغناك أن ترضي عن الدهر
وطفقت كالظمآن متلمساللآل في الديمومة القفر
ولخيرُ مالٍ أنت كاسبهما كان عند الله من ذخْرُ
ومن هذا الاتجاه المتصدي قول الإمام الشافعي - رحمه الله - وهو علي فراش الموت :-
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي ، فلما قرنته عفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منه وتكرما
رابعاً : في عصر الدول المتتابعة :
أ - تدهورت الأحوال السياسية والاجتماعية في عصر الدول المتتابعة بعد سقوط الدولة العباسية ، لكن الله شاء أن يظل الإسلام قوياً ، فهيأ له مجموعة من العلماء والأئمة الذين نصحوا الناس ، ودافعوا عن حمي الإسلام . ومنهم [ ابن تيمية ، ابن القيم ، الحافظ بن كثير ، ابن حجر العسقلاني ، جلال الدين السيوطي ] .
ب - تصدي أدب الدعوة بهؤلاء الدعاة لكل ما ظهر من البدع والفتن . وضلالات المنجمين ، وشيوع المفاسد كما تصدي هؤلاء ومعهم الأباء شعراء وخطباء .
جـ - كان أدب الدعوة الإسلامية لسان الجهاد ، وسيف قتال الصليبيين ، ومن ذلك قول عمر بن الوردي يدعو إلي ترك الانحراف والالتزام بالحق وتقوي الله عن طريق العلم .
اعتزل ذكر الأغاني والغزل قل الفضل ، وجانب من هزل
اتق الله ؛ فتقوي الله ماجاوزت قلب امرئ إلا وصل
ومن ذلك أيضا قول صفي الدين الحلي ، يمدح الملك الصالح في حروبه ضد أعداء الإسلام ، قال :
لما رأي الشر قد أبدي نواجذه والغدر عن نابه للحرب قد كشرا
رأي القسي إناثاً في حقيقته افعافها ، واستشار الصارم الذكرا
فجرد العزم من قتل الصفاح لهاملك عن البيض يستغني بما اشتهرا
خامساً : أدب الدعوة الإسلامية في العصر الحديث :
أ - بدأت بشائر البعث في الفكر والأدب حين ظهرت مجموعة من المصلحين ، وعلي رأسهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن 12 الهجري . وظهر أئمة في القرنين 13،14 - منهم الشيخ محمد عبده ، وتلميذاه محمد رشيد رضا ، وشكيب أرسلان ، والأستاذ / سيد قطب .
ب - حين قامت دعوات التفرنج والعصرية ، التي تدعو إِلي مسايرة العصر ، وذلك يعني ترك تقاليدنا وتراثنا حتي الديني ، زاعمين ، أن الإسلام هو سبب تأخر المسلمين ، كان طبيعياً أن يثور الوجدان العربي الإسلامي للدفاع عن الإسلام ، فقام الشعراء ، والكتاب والعلماء ، يرسخون العقيدة ، ويستعيدون التاريخ الإسلامي المجيد ، ويتخذون من سيرة النبي - صلي الله عليه وسلم - منهجا للحياة الكريمة ، ومنهم : عباس محمود العقاد ، في كتبه ( العبقريات ) وغيرها . ومحمد حسين هيكل ، في كتبه ( في مترل الوحي ، حياة محمد ) .
جـ - وظهر اهتمام بالقرآن وعلومه وإعجازه ، فظهرت مؤلفات عظيمة ، من أكثرها فائدة وإثراء للفكر : ( إعجاز القرآن ) لمصطفي صادق الرافعي ، ( التصوير الفني في القرآن ، مشاهد يوم القيامة ، في ظلال القرآن ) للأستاذ / سيد قطب .
د - وظهرت صحف ومجلات تساند الدعوة الإسلامية ، ومنها : مجلة الأزهر ، نور الإسلام ، التي سطرتها أقلام الدعاة المسلمين من أمثال : سيد قطب ، الرافعي ، محب الدين الخطيب .
هـ - وشارك الشعراء بشعرهم ، فنظموا القصائد الطوال والقصار ، وعلي رأسهم : أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ، وأحمد محرم ، ومحمود غنيم ، وإبراهيم القطاني ، وعمر بهاء الأميري .