مشاهدة النسخة كاملة : يا مسلم ... إقرأ ... واعتبر ...
pharmacist
2012-10-28, 10:52 AM
صباح الخير يا بقرة !!
يقول :
مصنع ألبان في نيوزلندا له فرعان أحدهما في شمال البلاد والآخر في جنوبها ،
ولكن كان الإنتاج متفاوتاً بينهما بشكل كبير رغم تطابق جميع الظروف للموقعين
وتجهيزاتهما وآلية العمل بهما ونوعية الأبقار !! مما جعل المالك يحتار ويبحث عن سبب اختلاف
كمية إنتاج الألبان بين الأول والثاني . وبعد إجراء الأبحاث والدراسات توصلوا إلى النتيجة التي
كانت مفاجئة لهم .. وهي أن المصنع الأول يعمل فيه نفس العدد من الأشخاص لكنهم مختلفون في تعاملهم
مع الأبقار حيث إن لديهم تقديرا كبيرا لها ويعبرون عنه يومياً كل صباح قبل بدء حلب الأبقار حيث
يطلون عليها مبتسمين مخاطبين كل بقرة شخصياً بقول : صباح الخير يا بقرة !!
(good morning cow ) وهذا هو سبب زيادة إنتاجها.
وربما يتعجب البعض ويظن أن في الأمر مبالغة .. ولكن أؤكد للجميع أنها حقيقة
فقد ثبت علمياً بتجارب كثيرة سابقة أن كل مخلوق حي بل كل شيء حولنا
يشعر ويتأثر بالكلمة الطيبة حتى الجمادات ..
وقد ورد في السيرة النبوية أن جذع شجرة جافاً حن لسيدنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم حين تركه
وكان يستند عليه في الخطبة واستبدله بالمنبر حتى سمع الصحابة رضي الله عنهم أنينه ولم يهدأ إلا
حين نزل عليه الصلاة والسلام من فوق المنبر واحتضنه وهدأه بالكلام الطيب .
و أجرى عالم ياباني مشهور عدة تجارب على تأثير الكلمات الطيبة على أشياء مختلفة ،
ومنها تجربة وضع أرز في إناءين متشابهين ،أحد الإناءين يقول له كلاما طيبا وللآخر كلاما سيئا،
وجد أن الإناء الذي قال له كلاما سيئا تعرض الأرز فيه للتلف بعد يوم واحد فقط، أما الآخر
الذي سمع كلاما طيبا بقي في حال جيدة لمدة ثلاثة أيام .
وقد حضرت له محاضرة في كلية دار الحكمة وله كتاب عن تأثير الكلام على الماء
وكيف يصبح مثل الألماس والكريستال بتصوير جزيئاته حين يسمع كلاما حسنا ومن ذلك تجربة
أن يتعرض الماء لقول (بسم الله) فوجد أن شكل جزيئاته تتغير إلى شكل جميل جدا ,
ولا عجب أن ديننا يدعونا لنقول بسم الله قبل الأكل والشرب ،
لما في ذلك من الخير والبركة كما نحن موقنون،
وثبت أن له تأثيرا فعليا على تكوين الطعام
والشراب وتغير جزيئاته بشكل أفضل .
وإذا كانت الكلمات تؤثر على الجماد والنبات والحيوان وكل الكائنات ..
فكيف بالإنسان وهو أكرم المخلوقات ، ومن ميزه الله بالعقل والإحساس المرهف ،
فبالتأكيد سيكون تأثره أكبر وأعمق بكل كلمة يسمعها سواء كانت طيبة أو سيئة ،
بل أن الكلمة الطيبة يبقى أثرها لما بعد رحيل الإنسان من الدنيا وتثقل بها موازينه في الآخرة ،
قال تعالى :
( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة ًطيبة ًكشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء،
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون)
إبراهيم( 23-24)
لذا أدعو نفسي والجميع للتعامل بالكلمة الطيبة والإكثار منها
لنزيد أرصدتنا في الدنيا والآخرة .
منقول
pharmacist
2012-10-29, 01:15 PM
نقد الذات
يقول :
كان يسير في مركبته بعكس الاتجاه ويشاهد أرتال السيارات التي إلى جواره ماضية في طريقها ..
وحين التقط صوت الجهاز اللاسلكي يقول فيه أحد رجال المرور للآخر : هنا سيارة تسير عكس الاتجاه ،
جعل يقلب رأسه ويتأفف قائلاً : ليتها سيارة واحدة ، كل السيارات سائرة عكس الاتجاه !
حين حكيت هذه الطرفة لابنتي عززتها بقصة الرجل الذي اشتكى للطبيب أن زوجته ضعيفة السمع ،
فطلب إليه الدكتور أن يخاطبها من بعيد ثم يقترب شيئاً فشيئاً حتى يعرف مقدار الضعف في سمعها .
خاطبها سائلاً عن وجبة العشاء ، ولم يظفر بجواب ، واقترب وخاطبها أخرى ، فثالثة ،
وأخيراً وقف على رأسها وسألها عن وجبة العشاء .. ردت :
-خمس مرات أقول لك : دجاج بالفرن !
لم يخطر في باله أن الضعف في أذنه هو !
حين يتصل بك صديق ويحدث تشويش في الخط
يتصرف تلقائياً وكأن الخلل في جهازك ، أو المشكلة في الأبراج القريبة منك !
سنكون سعداء حين نشرح معاناتنا لأحد فيبدأ في التعاطف معنا وإلقاء اللوم على الآخرين ،
بينما نعد من الخذلان أن يحاول تمرير رسالة هادئة مفادها أننا (ربما) نتحمل بعض المسؤولية !
وأن الحل يبدأ من عندنا وحتى حينما يتلو علينا القرآن
(قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)
(آل عمران: من الآية165)
سنقوم بالإيضاح أن المعنى أن الخلل في الناس الذين يشتركون معنا في الانتساب للإسلام أو للوطن
وليس معناه أننا شخصياً شركاء في التبعة والمسؤولية .
يطرب الناس لمتحدث أو كاتب يهاجم الخصوم والأعداء ويشتمهم ويفضح ألاعيبهم وخططهم
وهو محق فعلاً ، فمن شأن العداوة أن تفرز مثل هذه الخطط والحيل والألاعيب .
لكننا سنشيح بوجوهنا ونتمعر ونزمُّ شفاهنا حين نجد الصوت يتعالى في نقد ممارساتنا ،
أو تحليل شخصياتنا ، أو تفنيد بعض عاداتنا السيئة المستحكمة التي أصبحت جزءاً رئيساً في
طرائق تفكيرنا وسلوكنا الفردي ، وتعاملنا الأسري ، ونظامنا الاجتماعي ..
سنسير خطوات يسيرة ، ونتجرع رشفة مرة ونتظاهر بالروح الرياضية ،
ونعلن أننا نقبل النقد بصدر رحب ، وأن الذي ينتقدنا خير من الذي يمدحنا .. لننكفئ بعد ذلك ..
ونلتف على الموضوع مستنكرين حالة الإفراط في النقد .. وأننا أصبحنا " نجلد " ذواتنا !
مصطلح " جلد الذات " صحيح ، ولكننا نستخدمه أحياناً في غير محله ،
نستخدمه لتعثير المشرط الذي يتخلل جراحنا ويضعنا أمام أخطائنا وعيوبنا وجهاً لوجه .
الذي ينتقد الأعداء يتحدث عن قضية مشتركة مجمع عليها فالجميع يصفق له ويثني عليه ،
لأنه يتحدث في منطقة آمنة لا خوف فيها ، ولكن ربما أفرط وبالغ حين صوّر إخفاقاتنا
وكأنها من صنع أعدائنا ولا يد لنا فيها .
أما الذي يكشف عيوبنا أو يحاول ، ولو لم يحالفه التوفيق ، فهو يضع يده على موطن العلة ،
وما كانت سهام الأعداء لتضرنا لولا أننا أتينا من قِبَل أنفسنا ، والله تعالى يقول :
(وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً)
(آل عمران: من الآية120) .
الواقع الذي نعيشه أفراداً وأسراً وجماعات ومجتمعات وحكومات هو الشيء الذي نعبر عنه بـ " التخلف "
فلماذا نتلبسه ونتشربه ونتعصب له ونحامي دونه ، ونعتبر أن من يريد فصلنا عنه مؤذياً وجارحاً ومتهجماً ؟
دعني أقل .. ما الذي يجعلنا أحياناً نقول نقداً كهذا .. ونهاجم أمراضنا وعللنا بقوة وشجاعة ثم ننصرف
وكأننا لسنا جزءاً من هذا الواقع المنقود .. هل نقدي يعني أنني بمنجاة ومعزل عن هذه الآثام الشائعة ؟
عليّ حين أنتقد أن أدرك أن النقد يتجه إليّ شخصياً مثلما يتجه للآخرين وإلا فسيكون بغير معنى !
إذا كانت محصلته أنني أنتقد لأثبت تفوقي على الآخرين وسلامتي من معاطبهم !
النقد ليس تشفياً ولا تصفية حساب لكنه طريق إلى الفهم والإصلاح والتدارك
وحين نكون مخلصين فيه سندرك أن الحق هو أن نبدأ بأنفسنا ولا نجعلها استثناء ،
ولا نتعالى عن هذا الواقع وكأننا أوصياء عليه من خارجه
(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
(فصلت:35).
منقول
pharmacist
2012-10-30, 11:35 AM
رجل ينام في الجنة
كان هناك خمسة من العاملين الكادحين
الذين ضاق بهم الرزق في قريتهم الصغيرة
فتوجهوا إلى بلدة صغيرة مجاورة يعملون ويكدحون
وكانوا يأتون إلى أهاليهم في عطلة نهاية الأسبوع
ليقضوا معهم يوماً سعيدا
إلا خامسهم؟!
كان يذهب كل ليلة إلى قريته
فإنه ما إن تبدأ الشمس بالمغيب
ويحل المساء ويصلي المغرب
حتى ينطلق مسرعاً إلى قريته
ويبيت هناك مع أهله
ثم يعود في صباح اليوم التالي إلى القرية التي يعمل بها
فسخر منه أصحابه وقالوا له
ما بالك تحمل نفسك ما لا تطيق
وتقطع هذا الطريق الطويل
لتنام عند أهلك وليس لك زوجة وأولاد
فقال لهم
إنني أذهب كل ليلة لأبيت في الجنة
فضحكوا منه وقالوا إننا نراك رجلاً عاقلاً قبل اليوم
فيبدوا أن غربتك قد أثرت عليك
فاذهب إلى طبيب حتى يراك لعلك تشفى بإذن الله
فرد عليهم
لماذا لا تجعلون بيني وبينكم حكماً
يصدقني ولا يكذبني
فذهب الجميع إلى إمام مسجد
وحكوا له قصتهم مع الرجل الخامس
فقال الإمام: ما حكايتك يا رجل؟
فقال الرجل: أنا شاب وحيد لوالدين
وأنا العائل الوحيد لهما
لذلك فأنني إذا انتهيت من العمل وغابت الشمس
وصليت المكتوبة
انطلقت متوكلاً على الله إلى قريتي
فإذا وصلت وجدت والديّ قد تعشيا وناما
والليل قد انتصف
فآخذ عباءتي وأنام تحت أقدامهما
فإذا أصبحت أيقظتهما للصلاة
وجهزت فطورهما ووضوؤهما وقضيت حاجتهما
ثم رجعت شاكراً لله إلى القرية المجاورة للعمل
حيث أستشعر نفسياً وروحيا أنني قد بت ليلتي في الجنة
فقال الإمام
لقد صدق صاحبكم
فهنيئاً لصاحبكم بره بوالديه
منقول
pharmacist
2012-10-31, 10:48 AM
كي لا أطغى!
هَمسَ الوزيرُ الَّذي سيطرَ عليْه الهوى فحرَّكَ نارَ الأنانيةِ في فؤادِه،
وباتتْ المؤامرةُ تكدِّر عليه صفْو حياته قائِلاً:
• أظنُّ أنَّ الوقت قد حان يا جلمود، للتخلُّص من هذا العجوز الهرم.
• ولكنَّني أخشى أن يثورَ عليْنا الشَّعب، فهُم - كما تعلم - يُحبُّونه كثيرًا.
• إلى متى سننتظر يا جلمود؟
• إلى أن تسنح الفرصة يا سيدي.
• لا تشغلْ بالَك؛ لقد أعددت خطَّة للتخلُّص منه بهدوء، وأظنُّ الفرصةَ قد سنحت.
• قال له مرتبكًا وهو ينظُر حوله: وما هي هذه الخطَّة يا سيدي؟
راح الوزير يشرح له الخطَّة بصوت خفيض، وما أن أكمل كلامَه حتَّى انتفض جلمود قائلاً:
حقًّا أنَّها خطَّة جهنميَّة!
• على كلِّ حال، كن جاهزًا لأيِّ طارئ، فسأنفِّذ الخطَّة اللَّيلة.
هزَّ جلمود رأسَه موافقًا، ثمَّ قال: حاضر سيِّدي.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
وفي صباح اليوم التَّالي قام الملك مفزوعًا من رؤْيا رآها في منامه،
فقصَّها على وزيرِه قائلاً: لقد رأيت في منامي رؤيا أزْعجتْني!
• خيرًا رأيتَ سيدي الملك، وخيرًا يكون.
• رأيتُ كأنَّني كنتُ جالسًا على عرشي، وفجأة شعرت به يهتزّ من تحتِي بشدَّة،
وكدت أن أسقُط منْه لولا أن ثبَّتني الله.
أسقِط في يد الوزير، وتشاءم من الرؤيا إلاَّ أنَّه أخذ يتكلَّف الابتسام، وقال له:
• أدام الله بقاءكم وحفظكم من كلّ مكروه ورعاكم، إنَّ ما رأيتَه يا سيدي لا يعْدو أن يكون أضغاث أحلام،
أو حديث نفس، فلا تشغل بالَك بذلك، فلم أر ملكًا يحبُّه شعبه مثلك،
لقد أَسَرْت قلوب رعيَّتك بعدْلِك وإحسانك يا سيدي!
• شكرًا لك أيُّها الوزير المخلص.
• هذا من كرمِكم، ورعايتكم السَّامية، بالمناسبة ما رأْي سيادتِكم أن نقوم بدعْوة الأعيان والوُجَهاء
من شعْبِكم المخلص لمأدبة عشاء على شرفكم اللَّيلة، فهم يتشوَّقون للقائكم وتقْديم الولاء وتجديد البيعة لكم.
• لا بأس، إنَّها فكرة رائعة! وأنا أيضًا أودُّ أن أقفَ على أحوال رعيتي.
• سأشرف بنفْسي على الحفل المهيب، فأنا أودُّ أن يكون حفلاً يَليق بِمقامكم العالي.
انصرف الوزير مسرورًا وأمر بتهْيِئة القصر لاستِقْبال الضيوف،
وإيقاد السُّرج والشموع، وإعداد الطعام والمشروبات.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
قال الوزير لجلمود هامسًا بعدما اختلى به:
• كلُّ شيءٍ يَسير على ما يرام يا جلمود، فهذا الحفْل سيكون حفْل تتْويجي،
أتصدِّق أنَّه لَم يعُد لديَّ صبر، فشوقي للجلوس على العرش يكاد يفضحني.
• أنا لا أفهمُ شيئًا، أتُريد أن تؤلِّب النَّاس عليْنا وتُشْهِدهم على قتل الملك؟!
• بل أريدهم أن يشهَدوا على براءتنا من دمِه، وسآمُر رِجالي ببثِّ إشاعة مفادها:
أنَّ الملك دعا علْية القوم ليودِّعَهم لشعوره بدنو أجله، فهو مريض جدًّا وقد يغادر الحياة في أيِّ لحظة.
• على الرَّغم من أنَّني لا أفقه كثيرًا ممَّا تقول، إلاَّ أنَّني أثِق في حنكتِك، وحسن تدبيرِك سيِّدي الوزير.
طفِق الضيوف يتوافدون على القصْر، وعلامات الحزْن والأسى باديةٌ على محيَّاهم،
وكان الانطِباع العامّ في قرارةِ أنفُسهم أنَّه قد يكون آخِر لقاء بملِكِهم المحبوب.
أخذ كلٌّ منهم مكانه المخصَّص على مائدة الطَّعام في انتظار دخول الملك عليهم،
وما لبث أن دخل الملك بكامِل زينتِه، فبعَثَ السُّرور المشوب بالحزْن والأسى في قلوبِ الحضور
وأَسَرهم بوقارِه وهيبته، اعترتِ الحضور دهشة وهُم ينظرون إليه نظرة وداع وحسرة.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
وفي المطبخ اعتَرَت الطبَّاخ الدَّهشة، وغشِيَته الحيرة وأخذته الرَّهبة،
حين رأى الوزير يقترِب منه، ثمَّ بادره بالسؤال:
• أين هو طعام الملِك يا صادق؟
ردَّ عليه مستغربًا:
• هذا صحن سيادة الملك سيدي الوزير.
أخرج الوزير قنينة صغيرة وأفْرغها في الصحْن، ثمَّ التفت إلى الطبَّاخ وقال:
• هذا دواءٌ طلَب منِّي سيادة الملك أن أضعَه له في طعامه.
ارتاب الطبَّاخ في الأمر غير أنَّه لَم يدُر في خلَدِه أن يخون الوزير الملك.
نظر الوزير إلى الطبَّاخ وعلامات الارتِباك بادية عليه،
على الرَّغم من تظاهُره برباطة الجأش وهو يخرج من المطْبخ.
لم يتفوَّه الطبَّاخ بكلمة؛ إذ عقدت الدَّهشة لسانه، ودارت به الدنيا واحتار في أمره،
وطفِق يتساءل في قرارة نفسه: "أنا لا أثق في هذا الوزير، إنَّ الملك لا يثِق في أحدٍ غيري،
فلِمَ لَم يطلُب منِّي أن أضع الدَّواء في طعامه؟! لا بدَّ أن يكون في الأمر سرّ".
أفاق من تفكيره والتفتَ إلى نفسه ينهرها: "إنَّ بعض الظَّنّ إثم".
في قاعة الضيوف الفسيحة، كان الملِك يتحدَّث إلى الضيوف مُرحِّبًا بهم، وكان الوزير يَجلس بجانبه
يرْتدي أجمل ثيابه، دخل الطبَّاخ مرتبِكًا والإناء في يدِه، وقف مشدوهًا ينظُر إلى الملك، ثمَّ استرق النَّظَر
فالتَقَتْ عيناه بعينَي الوزير الَّذي كانت تبدو عليه علامات الارتِباك والقلق، اعْترى الطبَّاخ الذهول
وهو ينحني ليضعَ الإناء أمام الملك، وأخذتْه الرَّهبة فاهتزَّ الصحن من يده فسقط فوق الطَّاولة،
فتناثر الطَّعام في كلِّ مكان ولوَّث رداء الملك.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
غلى مرْجل الغضب في رأْس الملك، فأمرَ بالزَّجّ بالطبَّاخ في السِّجن على تقْصيره في أداء واجبه،
فقفز الحرَّاس عليْه وأمسكوه وجرّوه بقوَّة.
أسقط في يدِ الوزير وتناثر حِلْمُه مع المرق، وعقدتِ المفاجأة لسانَه.
قفزت قطَّة الملك، في هذه الأثناء، وراحت تأْكُل من الطَّعام، فلم تلبث أن سقطت ميّتة،
ارتاب الملك في الأمر، فأمر بإحضار الطبَّاخ بين يديْه ليعاقبَه أمام الملأ
بعدما تأكَّد أنَّه وضع له السُّمَّ في الطَّعام ليقتله.
همس الوزير في أذُن الملك:
• سيِّدي الملك، اسمحْ لي أن آمُر بقتْل هذا الخائن ليكون عبرةً لغيْره.
ردَّ عليه بحزْم:
• دعني أتصرَّف معه بنفسي.
قام الملك غاضبًا وهو يرى الحرَّاس يُجَرجِرون الطبَّاخ إلى داخل الصَّالة، ثمَّ سأله بحنق:
ما الَّذي حملك على الخيانة، ولِمَ وضعتَ السُّمَّ في طعامي أيُّها الطبَّاخ؟!
• سيِّدي الملك، معاذ الله أن أخونَك، ففداك أبي وأمي، ولو كنت خائنًا لوضعتُ الطَّعام أمامَك لتأكُل منه!
• ماذا تقول أيُّها الأبله؟
• سيدي الملك، أرجوك أعطِني فرصةً لأشْرح لك الأمر، ثمَّ اقْضِ ما أنت قاض بعد ذلك.
• تكلم.
• إنَّ مَن وضعَ السُّمَّ في الطَّعام هو الوزير يا سيِّدي،
فقد أوهمني بأنَّه دواء أمرْتَه سيادتكم بوضعه في طعامكم، بيْد أنَّني ارتبتُ في الأمْر وحينما أردتُ
أن أضع الطَّعام أمامَك نظرت إلى الوزير فرأيتُه في غاية الارتِباك، فزادتْ ريبتي، ولم يكن لديَّ وقت لأتأكَّد،
فهداني الله لهذه الفِكْرة وهي التظاهر بسقوط الصحْن من يدي بغية إنقاذك،
وما جرَّأني على فعل ذلك إلاَّ حبِّي لكم وإخلاصي لسيادتِكم.
• ماذا تقول أيها الطبَّاخ؟!
• سيِّدي هذه هي الحقيقة.
هاج الحاضِرون وأخذوا يشتمون الوزير ويُطالبون بمعاقبته، أمرهم الملِك بالتِزام الهدوء،
ثمَّ نظر إلى الوزير الَّذي التصق في كرسيِّه وقد تغيَّر لون وجهه، وسأله غاضبًا:
أهذا جزاء الإحسان؟! لماذا أردت قتْلي أيُّها اللعين؟!
اعترف الوزير بالمؤامرة فأمر بالزَّجّ به في السجن جزاء خيانته، وأمر بسجْن جلمود معه.
قام الملك وتقدَّم إلى الطبَّاخ فعانقه، ثمَّ أعْلن أمام الملأ بتعْيِينِه وزيرًا على ذكائه وإخلاصه.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
مضَت الأيَّام سريعًا والملك يغْمر وزيرَه بالحبِّ والرعاية، ومع مرور الأيَّام توطَّدت بيْنهما صداقة حميمة،
ممَّا ولَّد الغيرة في قلوب أقاربِ الملِك وحاشيته الَّذين لم يتقبَّلوا أن يصير طبَّاخ وزيرًا عليهم،
فطفِقوا يوغرون صدر الملك عليه، وأخذوا في البحث عن وسيلة للإيقاع بيْنهما،
فلم يَجِدوا لذلك سبيلاً غير أنَّ بعضهم علِم أنَّ الوزير يُغادر القصر خفْيةً
كلَّ ليلة خميس ولا يعود إلاَّ في الصَّباح.
بيْد أنَّ دوام الحال من المحال، فبعد جولات ومحاولات حثيثة استطاعوا قذْف الشَّكّ
في صدر الملك على وزيره، حين وشَوا به إليْه بأنَّه يتصرَّف في ملكه دون إذْنِه،
ويستخدم سلطاته لمصْلَحتِه، وأقنعوه بأنَّ وزيره يُخفي أمرًا خطيرًا عليه،
أخذتِ الملك الحيرة ودعا الله أن لا يُخيِّب ثقتَه في وزيره،
إلاَّ أنَّه قرَّر أن يقِف على الحقيقة بنفسِه ويعرف ما الَّذي يُخفيه الوزير عنه،
فأمر بوضْعِه تحت المراقبة.
وفي إحْدى اللَّيالي تسلَّل الوزير من القصْر، ولم يكن يدْري أنَّ الملك يتبعه،
التفت يَمينًا وشمالاً قبل أن يدخُل إلى بيت مهجور، وأقْفل الباب عليه.
في غضون ذلك أمر الملك بخلْع الباب عليه، وقف الملِك مشدوهًا بعْدما دخل عليه،
وأُسْقط في يدِه حين رأى وزيرَه جالسًا على سجَّادة عتيقة وهو يرتدي ثياب الطبَّاخ،
وبيده كتاب يقرؤه، فسأله متعجِّبًا:
• ماذا ألَمَّ بك يا صادق؟ ماذا تفعل؟
قام من مكانه وقال بمودَّة:
• معذرة سيّدي الملك، المكان لا يليق بمقامكم.
أمره بالجلوس وجلس إلى جانبِه، وقال له:
أخبرني ما الأمر؟
• ما كنت أودُّ أن يطَّلع أحد سوى الله على حالي، وطالما أطْلعك - سبحانه - على ذلك،
فإنَّما أصنع ذلك لأتذكَّر نعمة الله عليَّ، ولأذكِّر نفسي، بأنَّني كنت طبَّاخًا
فمنَّ الله عليَّ فجعلني وزيرًا لسيادتكم، ولأقْمعها وأؤدِّبها كي لا تطغى؛
(كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) [العلق: 6، 7].
اغْروْرقتْ عينا الملك بالدَّمع، هزَّ رأسه متأسِّفًا وأخذ يردِّد قال:
كلٌّ يطغى، كلٌّ يطغى؛ إلاَّ مَن رحِم ربي.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
منقول
pharmacist
2012-11-01, 09:30 AM
الثبات من أهم عوامل التأثير
كانت صدمةً عنيفة بالنسبة لي، ومفاجأةً لم أكن أتوقعُها، بل لم تخطر لي على بال!.
تعالت ضحكاتُ الطالبات، وعلا صخبهنَّ بينما كنت أؤدي الصلاة في قاعة الدرس في أثناء الفرصة،
وتناهى إلى سمعي بعضُ (النكت) السمجة والتعليقات الساخرة!.
بعد أن فرغت من صلاتي، رمقت الفتيات اللاتي كن بجواري بنظرة عتابٍ ممزوجة بشيءٍ من الغضب!..
لم يكترثن بالأمر، وأخذن يتغامزن فيما بينهنَّ.. وتقدَّمت إحداهنَّ مني قائلة:
- تقبَّل الله يا شيخة!. لا تنسينا من دعائك!.
عبارة ممزوجة بالتهكم والاستهزاء. شعرت بالمرارة تقطِّع نياط قلبي، لكنِّي كظمت غيظي،
وخرجت من الصف، والدهشة تتملكني: هل أنا في بلد يهودٍ أو نصارى؟ وحتى هؤلاء لا يصدر عنهم مثلُ
هذا التصرف! لكنَّ الذي أعرفه أنَّ هذه البلدة التي كُلِّفتُ بالتدريس فيها أهلها مسلمون،
وهؤلاء البنات اللاتي يسخرن منِّي ويهزأن بصلاتي مسلمات! فكيف يهزأن بالصلاة؟
وهل هناك مسلمٌ أو مسلمةٌ تفعل ذلك!؟.
كذَّبت نفسي... وقلت: لا بأس عليَّ... أصبرُ وأحتسبُ!
لعلِّي أسأت الظنَّ بالبنات، وربما ضحكن لأمرٍ ما بينهنَّ!.
لكنَّ الأمر تكرر، وتأكَّد لي ظنِّي الذي ظننت، بيد أني واظبت على صلاتي في قاعة الدرس،
لا يثنيني عنها شيء، بل ازددتُ إصراراً وتمسكاً بها.
وفي صدر الأسبوع التالي، استدعتني مديرة المدرسة، وبادرتني قائلة:
بلغني أنك تؤدين الصلاة في قاعة الدرس... هذا ممنوع يا أستاذة...
نحن في مؤسسة رسمية، ولسنا في مسجد!. لماذا لا تؤجلين صلاتك إلى بيتك؟.
هكذا كلمتني بغضب وعصبية.. لم أصدِّق أذنيَّ!... قلت لها بهدوء:
- لكن الوقت يدركني، وأنا في المدرسة، ولو أخَّرت الصلاة، لخرج وقتها،
وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} [النساء: 103]!.
ثمَّ ما الضرر الحاصل من صلاتي ههنا، فأنا أصلي في الفرصة،
ولا أضيِّع شيئاً من وقت الحصة الدراسية!!؟.
أجابتني بتلطف:
- نحن في غنى عن المشاكل ووجع الراس!.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
رجعت إلى بيتي وأنا في ضيقٍ شديدٍ وحيرةٍ من أمري...
أأتركُ صلاتي لمرضاة إدارة المدرسة وتخلصاً مما ألاقيه من سخرية وأذى!؟
نصحتني أمي بالصبر وسعة الصدر، وألا أدع صلاتي لشيء مهما كانت الظروف!
غير أنها أشارت عليَّ برأي، قالت لي:
- لا تصلي في قاعة الدرس، لكن أرى أن تؤدي صلاتك في صالة استراحة الطالبات!.
- لكنَّ البنات يسخرن منِّي، وهناك يكون أكثر اجتماعهن، وفيها مطعم المدرسة.
- هذا ما أردت، واصبري واحتسبي، وسيجعل الله بعد عسرٍ يسراً!.
وما يدريك لعل الله سبحانه يفتح بك قلوباً غلفاً، ويهدي على يديك بعض هؤلاء البنات.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
حملتُ سجادة أنيقة للصلاة، ومضيت إلى صالة استراحة الطالبات، واخترتُ ركناً هادئاً فيها،
واتخذته مصلى... أديّت صلاتي بسكينة وخشوع على مرأى من جميع البنات.
حملقن بي مستغرباتٍ مستنكرات، لكنني لم أعر ذلك اهتماماً،
وغادرتُ المطعم وهنَّ مستغرقات في ضحك وصفير!.
ومرَّت الأيام وأنا مواظبة على صلاتي، وتوثقت علاقاتي بالطالبات، ونمت بيننا الألفةُ والمودة،
وكنت شديدة الحرص على تقوية علاقاتي بمن حولي وخاصَّةً مديرة المدرسة،
لأكسب ودهنَّ والتأثير فيهن.
http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif
بعد منصرفي ذات مرة من صلاتي ألقت عليَّ طالبةٌ التحيةَ، وأسرَّت إليَّ قائلة:
- أنا أصلي في البيت، وأحبُّ صلاتي، لكنِّي أستحيي منها هنا في المدرسة،
وأخشى من مضايقة الطالبات لي، وغالبيتهن لا يصلين، ويجهلن أمور دينهن.
وددت لو أملك مثل شجاعتك وجرأتك!.
قلت لها:
- الحياء يكون بحفظ فرائض الله وعدم تضييعها، وما أظنُّ الشجاعة تنقصك!.
في اليوم التالي، وبعد أن دخلت في الصلاة أحسست بطالبة تقف بجانبي، وتقتدي بي!.
امتلأت بالفرح ومشاعر النصر، واغرورقت عيناي بالدموع... وكانت من أجمل اللحظات في حياتي!.
ثمَّ لم تمض إلا أيامٌ معدودات حتى زاد عدد جماعة الصلاة من الطالبات وبعض المعلمات.
وكان كثيرٌ منهنَّ من المهتديات الجدد اللائي لم يصلين من قبل لله تعالى ركعة واحدة!.
منقول
pharmacist
2012-11-02, 07:58 AM
اشغل نفسك بما يرضي الله
قَدِمَ شاب إلى شيخ وسأله :
أنا شاب صغير ورغباتي كثيرة
ولا أستطيع منع نفسي من النظر
إلى الناس والفتيات في السوق ، فماذا أفعل؟
فأعطاه الشيخ كوباً من الحليب ممتلئاً حتى حافته
وأوصاه أن يوصله إلى وجهة معينة يمرّ من خلالها بالسوق
دون أن ينسكب من الكوب أي شيء!
واستدعى واحداً من طلابه ليرافقه في الطريق ويضربه
أمام كل الناس إذا انسكب الحليب!!
وبالفعل ..أوصل الشاب الحليب للوجهة المطلوبة
دون أن ينسكب منه شيء ..
ولما سأله الشيخ: كم مشهداً وكم فتاة رأيت في الطريق؟
فأجاب الشاب :شيخي لم أرَ أي شيء حولي ..
كنت خائفاً فقط من الضرب والخزي أمام الناس
إذا انسكب مني الحليب!
فقال الشيخ :
وكذلك هو الحال مع المؤمن
يخاف من الله ومن خزي يوم القيامة
لذلك يشغل نفسه بما يرضي الله عن المعاصي
منقول
pharmacist
2012-11-03, 08:44 PM
لماذا عبرت الدجاجة الطريق ؟؟؟
السؤال الذي حيَّر الكثيرين
كيف يمكن أن يجيب كبار المفكرين عن هذا السؤال :
ديكارت : لتذهب إلى الطرف الآخر من الطريق
أفلاطون : بالنسبة لها الحقيقة موجودة في الطرف الآخر
أرسطو : إنها طبيعة الدجاج ..
كارل ماركس : هذه حتمية تاريخية
الكابتن جيمس كيرك : لتذهب إلى حيث لم تذهب دجاجة بعد
أبوقراط : بسبب فرط إفراز في البنكرياس
مارتان لوثر كينغ : حلمت دائما بعالم يستطيع فيه الدجاج عبور الطريق دون حاجة لتبرير هذا الفعل
ريتشارد ###سون : الدجاجة لم تعبر الطريق .. اكرر الدجاجة لم تعبر الطريق ..
###ولا ماكيافيل : المهم أن الدجاجة عبرت الطريق .. و ليس المهم أن نعرف لماذا ..
فغايتها للوصول إلى الطرف الآخر يبرر أي دافع لذلك مهما كان
سيغموند فرويد : إن الاهتمام بعبور الدجاجة للطريق يدل على وجود
اضطراب في المشاعر الجنسية الدفينة
بودا : إن طرح هذا السؤال يعني إنكار لطبيعة الدجاج
شارل ديغول : ربما عبرت الطريق و لكنها لم تعبر الاوتوستراد بعد
اينشتاين : إن كانت الدجاجة هي التي عبرت الطريق أو أن الطريق هو الذي تحرك
تحت أقدام الدجاجة فهذا يتعلق بنسبية الأشياء
كل ينظر للأمر من زاويته هو واهتمامه
منقول
pharmacist
2012-11-04, 10:42 AM
نساء مستغربات
يقول الدكتور خالد المنيف
مستشار العلاقات الزوجية
في إحدى الدورات الرجالية…
تجرأت وطلبت من الحضور أن يخرجوا جوالاتهم
ويكتبوا كلمة (أحبك) ويرسلونها لزوجاتهم
تفاعل البعض منهم وليس جميعهم
وبعد أقل من دقيقة وإذا بالقاعة تضج برنات الجوالات، حيث سيل من الردود من الزوجات
ومن الردود قول إحداهن
أول مره تقول لي هذه الكلمة – لذا سأحيا بكلمة أحبك ما تبقى من عمري
وأخرى ردت : صاير لك شي علمني ؟؟؟
وأخرى: فيك شي، أنت تعبان بالمستشفى؟؟؟
وانبهر البعض من الردود
وأطرف الرسائل كانت من إحداهن وقد استغربت من الأمر , فأرسلت مستنكرة قائلة
أبو محمد – انسرق جوالك …
الدرس المستفاد :
بالرغم من وقار الرسول - صلى الله عليه وسلم- وهيبته وكثره أعباء الدعوة عليه،
إلا أنه لم يجد حرجاً في أن يلاطف السيدة "عائشة" ويضحك معها ويتودد إليها.
الحديث الصريح الذي يرويه الشيخان عن عمرو بن العاص
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟
قال : عائشة .
قال : من الرجال ؟
قال : أبوها .
قال : ثم من ؟
قال : ( عمر )
وهو حديث مشهور وصريح
في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ,
وكان يصرح بذلك أمام أصحابه .
وهناك الكثير من المواقف الجميلة بينهما التي نتمنى
أن يتعلم الجميع منها في الحياة الأسرية.
منقول
pharmacist
2012-11-05, 09:28 AM
ما قال "لا" قط إلا في تشهده
يقول :
إمام المسجد الذي أصلي فيه مدرس فاضل, وهو يمتعنا كل جمعة بخطبة ملتزمة بالسنة النبوية,
ممتعه في إيجاز واضحة في الألفاظ. إلا أنه في أحد الجمع خطب خطبه طويلة جداً على غير عادته
وتدور حول موضوع واحد وهو "فضيلة الصمت وعواقب تحرك اللسان"
وحشد لوجهة نظرة العديد من أقوال التابعين وأئمة الزهد, ثم صال وجال
في تلك الأقوال ولم يترك أي فسحه لتفضيل الكلام على الصمت.
بعد الصلاة أخذت أتأمل ما قال, وجدت إنه مما لاشك فيه أن للصمت فضائل لا تحصى
ولكن ذلك فقط على المستوى الفردي. فبالنسبة للفرد فإن الصمت هو المنجي أما على مستوى
المجتمعات والأمم فالصمت مهلكة ولا ينجي إلا الكلام والجهر بكلمة الحق.
فبدون ذلك كيف يعرف المجتمع إلى أين يسير؟ من يظهر الباطل وعواره ومن يبين الحق ووجوب إتباعه؟
كيف يظهر كل ذلك بدون كلام؟ بل لم أساساً خلق الله اللسان؟ أللبلع فقط ؟
بل وحتى على مستوى الفرد فليس كل الصمت أفضل,
بل فقط الصمت عن النميمة والغيبة وفحش القول وعن قول الزور والصمت عن التزلف
والمدح الكاذب وتزيين الباطل بل والصمت عن بعض القصائد و التسول.
وان كان للصمت فضائل فإن للقول أحياناً وجوب,
فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ في البيعة قول كلمة الحق لا يخشى فيها لومة لائم.
والعديد من الآيات الكريمة بدأت بالكلمة العظيمة "قل" وهي لفعل بصيغة الأمر لما فيه من منفعة.
بل كم من الآيات أتت في صيغة حوار فكيف يكون ذلك أن لم يكن قول باللسان؟
ثم أنظر، كيف بأمر الله تكلمت النملة وتحدث الهدهد،
ولو زدنا لقلنا إن الله تعظيماً لقول كلمة الحق قد أنطق الجماد فتكلم .
في القرآن الكريم ما ارتبط ذم الكلام إلا بسوء القول
"كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا"
و "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"
فالذم هنا للكذب ولتحريف الكلام وليس لجنس الكلام,
أما لحسن الكلام فالأمر إليه مندوب، قال تعالى
"وقولوا للناس حسنا"
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً".
وفي سورة إبراهيم أوضح مثل لكلا الأمرين بمثال الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة,
لذا فإن التعميم بأفضلية الصمت فيه نظر.
ومن غير المتصور أن تمر بالإنسان الخطوب والأحداث والتحالفات والمنازعات وهو صامت كالأنعام
لا يبدي رأياً أو يظهر ميلاً. وان نطق قال دوماً نعم , وإن غير نعم جعلها حاضر أو مترادفاتها.
ولا يتخيل أي فلاح لأمه ديدنها الصمت، إن كان الصمت مذهبها فكيف يتم الأمر بالمعروف؟
وما وسيله النهي عن المنكر في درجته الثانية وقد قال صلوات الله عليه وسلامة "فبلسانه"؟
أليس التغيير باللسان أسلم من التغيير باليد؟ وهو أنجع من التغيير بالقلب ؟
وبذكر هذه الشعيرة العظيمة أقول لماذا نراها هي والوعظ ومعظم خطب الجمعة
قد انحصرت في علاقة الفرد بربه وتركت علاقة الأمة بربها؟
أليس الأخيرة أولى وأهم وبها عموم للمنفعة؟.
منقول
pharmacist
2012-11-05, 01:16 PM
السعادة
يحكى قديما أن
أحد الملوك أصيب بمرض الكآبة والحزن
عجز عن علاجه كل حكماء القصر والأطباء
وذات يوم جاء إلى الملك المريض أحد الحكماء قائلاً
علاجك يا مولاي أن تنتعل حذاء رجل سعيد
لم يذق طعم الحزن
فأمر الملك رجال القصر والوزراء والمساعدون والجند
بالبحث عن هذا الرجل السعيد الذي لم يعرف طعم الحزن
ولكن.. أين هو ؟
فالناس سعيدة أحياناً
حزينةٌ أحياناً أخرى
ولكنهم بعد طول عناء عثروا عليه
كان صياداً فقيرا
قال لهم
لم أعرف طعم الحزن.. إنني سعيدٌ طوال حياتي
لأنني مقتنع راضٍ بما رزقني الله
ومؤمن بأن الخير من عند الله
والشر من الإنسان
أقبل الجنود على الرجل الفقير السعيد كي يخلعوا حذاءه
وقد كان يرتدي عباءة طويلة تغطي قدميه
ولكن يا للمفاجأة
إن الرجل السعيد لم يكن يملك حذاءً طوال عمره
منقول
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir