عادل محمد
2008-04-09, 10:56 PM
"ريحانة بنت زيد" رضي الله عنها
كانت ريحانة بنت شمعون بن زيد يهودية من بني قريظة متزوجة من أحد رجال قومها يسمى (الحَكَم)، وكان يحبها ويكرمها, وقد كانت, ريحانة ذات جمال وحسب، وما إن فرغ المسلمون من غزوة الخندق وانتصروا على الأحزاب حتى دارت الدائرة على بني قريظة و قتل زوجها، ووقعت ريحانة في السبي.
عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أم المنذر سلمى بنت قيس الأنصارية رضي الله عنها.. برعايتها، وكان صلى الله عليه وسلم قد اصطفاها لنفسه، لما علم من نسبها وشرفها، كما أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم علم ما قالته ريحانة حين جاءها نبأ قتل زوجها، فقد أقسمت ألا تتزوج بعده أبداً مهما طال العمر، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهون عليها ويضمها إلى نسائه.
وكانت ريحانة في حالة يرثى لها، وقد رأت مقتل قومها وزوجها وما ألم بحيهم من خراب ودمار، وشق عليها أن تقع في الأسر وهي الحرة الكريمة. كما كانت عازفة عن كل شيء ورافضة لكل حاجة.
أشفق الرسول صلى الله عليه وسلم على حالها، وكان يود لو تدخل ريحانة في الإسلام لتنال الخير في الدنيا والآخرة.
وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه، إذ سمع صوت رجل قادم خلفه، فقال: "هذا ثعلبة بن شعبة جاء يبشرني بإسلام (ريحانة).. فكان كما ذكر..
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها
وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ريحانة في بيت أم المنذر، ولما علمت بقدومه اختبأت منه حياء.
تقول ريحانة: "فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجلسني بين يديه وخيرني، فاخترت الله ورسوله، فأعتقني وتزوج بي".
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بريحانة وأصدقها اثنتي عشر أوقية.
هذا ما رواه ابن سعد في الطبقات،
وفي رواية أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: "إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت، وإن أحببت أن تكوني في ملكي فعلت".
فقالت: يا رسول الله، أكون في ملكك أخف عليّ وعليك.
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بريحانة في بيت أم المنذر.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمكث عندها كثيراً، ولا يرد لها طلباً، ولا تسأله شيئاً إلا أجابها إليه, وهو منشرح الصدر.
وقيل لها: لو كنت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة لأعتقهم..
قالت: لم يخل بي حتى فرق السبى.
غيرة وطلاق
كانت ريحانة رضي الله عنها تغار كثيراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يغضب الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان، ويبدو أنّ غيرتها قد زادت عن الحد، وأنها بالغت في غيرتها إلى درجة لم يتحملها الرسول صلى الله عليه وسلم، فما كان منه إلا أن طلقها.
لقد أدركت بعد فوات الأوان أنها أخطأت خطأ فادحاً في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حق نفسها.. لقد أغضبت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهي التي أحبته حبا ملك عليها جوانب نفسها وإذا بها تلقى نفسها وحيدة كئيبة بعد أن كانت في بيت أكرم الخلق وأعظم الرسل.
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحزنها وبكائها المتواصل، وندمها على ما كان منها، فرق لها قلبه الكبير، وأخذته بها الرأفة والرحمة.. فردها الرسول صلى الله عليه وسلم إليه مرة أخرى.. وهكذا كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فصولاً متتابعة من الرحمة والرأفة.. كيف لا والله سبحانه وتعالى يقول فيه: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" (التوبة/128).
وعادت ريحانة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسانها يلهج بالحمد والشكر لله على أن عادت إلى حبيب قلبها خير الخلق صلى الله عليه وسلم.
ولقد علّمتها هذه التجربة أن تكبح جماح غيرتها، وتخفف من شططها، وتتحلى بضبط النفس.
حجة الوداع ولحظة الوداع
حجّ الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة، وهي الحجة الأخيرة التي أرسى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد الإسلام، ووضع للأمة معالم تسير عليها في طريقها إلى الله، ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهناك رأى ريحانة وقد بدت عليها علامات المرض، الذي تمكن منها.
ولم تمض غير أيام قلائل من عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع,
حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها, بعد خمس سنوات من زواجها بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فما أشد حزن النبي صلى الله عليه وسلم على وفاتها!
وقد قامت بعض النسوة على تجهيزها للدفن, وحملت رضي الله عنها إلى قبرها بالبقيع وسار الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في جنازتها وقد علا الجميع حزن شديد لفراقها رضي الله عنها وأرضاها.
منقول (http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view§ionid=1&id=13765)
كانت ريحانة بنت شمعون بن زيد يهودية من بني قريظة متزوجة من أحد رجال قومها يسمى (الحَكَم)، وكان يحبها ويكرمها, وقد كانت, ريحانة ذات جمال وحسب، وما إن فرغ المسلمون من غزوة الخندق وانتصروا على الأحزاب حتى دارت الدائرة على بني قريظة و قتل زوجها، ووقعت ريحانة في السبي.
عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أم المنذر سلمى بنت قيس الأنصارية رضي الله عنها.. برعايتها، وكان صلى الله عليه وسلم قد اصطفاها لنفسه، لما علم من نسبها وشرفها، كما أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم علم ما قالته ريحانة حين جاءها نبأ قتل زوجها، فقد أقسمت ألا تتزوج بعده أبداً مهما طال العمر، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهون عليها ويضمها إلى نسائه.
وكانت ريحانة في حالة يرثى لها، وقد رأت مقتل قومها وزوجها وما ألم بحيهم من خراب ودمار، وشق عليها أن تقع في الأسر وهي الحرة الكريمة. كما كانت عازفة عن كل شيء ورافضة لكل حاجة.
أشفق الرسول صلى الله عليه وسلم على حالها، وكان يود لو تدخل ريحانة في الإسلام لتنال الخير في الدنيا والآخرة.
وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه، إذ سمع صوت رجل قادم خلفه، فقال: "هذا ثعلبة بن شعبة جاء يبشرني بإسلام (ريحانة).. فكان كما ذكر..
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها
وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ريحانة في بيت أم المنذر، ولما علمت بقدومه اختبأت منه حياء.
تقول ريحانة: "فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجلسني بين يديه وخيرني، فاخترت الله ورسوله، فأعتقني وتزوج بي".
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بريحانة وأصدقها اثنتي عشر أوقية.
هذا ما رواه ابن سعد في الطبقات،
وفي رواية أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: "إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت، وإن أحببت أن تكوني في ملكي فعلت".
فقالت: يا رسول الله، أكون في ملكك أخف عليّ وعليك.
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بريحانة في بيت أم المنذر.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمكث عندها كثيراً، ولا يرد لها طلباً، ولا تسأله شيئاً إلا أجابها إليه, وهو منشرح الصدر.
وقيل لها: لو كنت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة لأعتقهم..
قالت: لم يخل بي حتى فرق السبى.
غيرة وطلاق
كانت ريحانة رضي الله عنها تغار كثيراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يغضب الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان، ويبدو أنّ غيرتها قد زادت عن الحد، وأنها بالغت في غيرتها إلى درجة لم يتحملها الرسول صلى الله عليه وسلم، فما كان منه إلا أن طلقها.
لقد أدركت بعد فوات الأوان أنها أخطأت خطأ فادحاً في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حق نفسها.. لقد أغضبت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهي التي أحبته حبا ملك عليها جوانب نفسها وإذا بها تلقى نفسها وحيدة كئيبة بعد أن كانت في بيت أكرم الخلق وأعظم الرسل.
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحزنها وبكائها المتواصل، وندمها على ما كان منها، فرق لها قلبه الكبير، وأخذته بها الرأفة والرحمة.. فردها الرسول صلى الله عليه وسلم إليه مرة أخرى.. وهكذا كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فصولاً متتابعة من الرحمة والرأفة.. كيف لا والله سبحانه وتعالى يقول فيه: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" (التوبة/128).
وعادت ريحانة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسانها يلهج بالحمد والشكر لله على أن عادت إلى حبيب قلبها خير الخلق صلى الله عليه وسلم.
ولقد علّمتها هذه التجربة أن تكبح جماح غيرتها، وتخفف من شططها، وتتحلى بضبط النفس.
حجة الوداع ولحظة الوداع
حجّ الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة، وهي الحجة الأخيرة التي أرسى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد الإسلام، ووضع للأمة معالم تسير عليها في طريقها إلى الله، ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهناك رأى ريحانة وقد بدت عليها علامات المرض، الذي تمكن منها.
ولم تمض غير أيام قلائل من عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع,
حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها, بعد خمس سنوات من زواجها بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فما أشد حزن النبي صلى الله عليه وسلم على وفاتها!
وقد قامت بعض النسوة على تجهيزها للدفن, وحملت رضي الله عنها إلى قبرها بالبقيع وسار الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في جنازتها وقد علا الجميع حزن شديد لفراقها رضي الله عنها وأرضاها.
منقول (http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view§ionid=1&id=13765)