ابوالسعودمحمود
2011-03-10, 08:17 PM
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/o/moudk2005/images/968image.jpeg
الكتاب المقدس : مُحرف أم مُؤلف ؟
بقلم / محمود القاعود
سؤال يفرض نفسه بقوة : الكتاب المقدس : مُحرف أم مؤلف ؟
فلطالما اعترض النصارى على القول بأن كتابهم المقدس محرف ويضعون أمامك عدة أسئلة بخصوص التحريف :
من حرّف الكتاب المقدس ؟
متى تم تحريف الكتاب المقدس ؟
أين تم تحريف الكتاب المقدس ؟
كيف تم تحريف الكتاب المقدس ؟
لماذا تم التحريف ؟
ماهى المقاطع التى حُرفت ؟
هل يقدر البشر على تحريف كلام الله ؟
وتلك الأسئلة التى يُحاول النصارى أن يُلبسوها ثوب المنطق لا توجه للمسلمين بل المفروض أن تُوجه إليهم هم ..
فلو أننا نعلم من الذى حرّف الكتاب المقدس فما هى الفائدة من معرفته ؟ وهل معرفته أو عدمها تنفى التحريف ؟
هل عندما أفتح ” الدولاب ” الخاص بملابسى ولا أجد الملابس .. أظل أقول من سرق الملابس لأنفى أنها سُرقت ؟!
متى تم التحريف ؟ الساعة السادسة ونصف إلا خمس دقائق صباحاً بتوقيت جرينتش !! ماهى فائدة معرفة الوقت إذا كان الكتاب محرفاً ؟
أين تم التحريف ؟؟ وهل التحريف يحتاج إلى بلدان ليُحرف فيها الكتاب ؟!
كيف تم تحريف الكتاب ؟ تم تحريفه مثل أى كتاب يُحرف ويُبدل ويُغير .
لماذا تم التحريف ؟! سلوا أنفسكم !
ماهى المقاطع التى تم تحريفها ؟ أكثر من الهم على القلب .
هل يقدر البشر على تحريف كلام الله ؟ وهل يقدر البشر على قتل أنبياء الله ؟! ثم هل توعد الله بحفظ هذا الكلام الذى حرّفه البشر أم لا ؟ هذا هو المهم .
وبخلاف تلك الأسئلة الفارغة التى تُثبت عجزاً شديداً لدى النصارى فإن نصوص الكتاب المقدس تشهد على أنه مُؤلف وليس مُحرّفاً فحسب ..
يُحذر كاتب سفر الرؤيا من تحريف الكتاب المقدس :
((لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذا الكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللّهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الحَيَاةِ ، وَمِنَ المَدِينَةِ المُقَدَّسَةِ، وَمِنَ المَكْتُوبِ فِي هذا الكِتَابِ )) ((الرؤيا 18: 21-19).
ومن خلال النص يتضح أن الله عهد إليهم بحفظ الكتاب ولم يعهد هو نفسه بحفظه ويُحذرهم من التحريف بالزيادة أو النقصان ولعل هذا النص يوافق ما جاء فى القرآن الكريم من أن الله استحفظ الرهبان على التوراة :
((إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ( المائدة : 44 )
ومعلوم أن الاستحفاظ غير الحفظ ، من هذا يتضح أن الله لم يتعهد بحفظ هذا الكتاب ومن ثم فإن حرّفه البشر فليس معنى ذلك أن هناك من يقدر على تحريف كلام الله .
وبخلاف ذلك لا نجد أى نص فى الكتاب المقدس بطوله وعرضه يقول الله فيه أنه تعهد بحفظ التوراة والإنجيل ..
قد يعترض نصرانى ويضع أمامك نصاً تكرر فى ثلاثة أناجيل وهو :
(( السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول )) (متى 24: 35 )
(( السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول )) (مرقس 13: 31 )
(( السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول )) (لوقا 21: 33 ))
وهذا القول لا يُستدل به على صحة الكتاب المقدس مطلقاً ، إذ أن السيد المسيح كان يتحدث عن آيات ونبؤات لا عن صحة الكتاب المقدس ، فيُدلل على صدق كلامه بأنه لن يزول .
أما قول بولس : (( كل الكتاب هو موحى به من الله ، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح )) ( تيموثاوس 2 ص 3 : 16 – 17 ) .
لا يصح هذا القول دليلاً على تعهد الله بحفظ الكتاب المقدس وأسفاره العديدة ، بولس هو قائل هذا النص ، ومعروف أن بولس كتب رسائله قبل ظهور الأناجيل بسنين عديدة ، فأى كتاب كان يقصده بولس وقت كتابته لهذا النص ؟!
والتراجم الجديدة للنص تكتبه هكذا : (( كل كتاب موحى به من الله هو أيضًا نافع للتعليم .. ))
أى أن كل كتاب موحى من الله نافع للتعليم وهذه حقيقة لا يختلف عليها إنسان : أن الذى أوحاه الله نافع للإنسان وليس الذى أوحاه بولس وتريتوس وغيرهما .
وبقراءة الكتاب المقدس يكتشف المرء نصوصاً كثيرة تشهد على الكتاب المقدس بأنه مؤلف ومحرف ، أى أن الكتاب نفسه الذى يقول بالتأليف والتحريف ، لا الإسلام ولا أى إنسان .. فماذا بعد شهادة الشئ على نفسه ؟!
(( فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض فذلك ما كنت أتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي )) ( المكابيين الثانى 15: 39 ) .
(( كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التأليف )) ( المكابيين الثانى 15 : 40 ) .
(( كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا . حقاً إنه إلى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب )) ( إرميا 8 : 8 ) .
(( أما وحى الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كُل إنسان تكون وحيه إذ قد حرّفتم كلام الإله الحى رب الجنود إلهنا )) ( إرميا 23 : 36 ).
داود يشهد على التحريف :
(( ماذا يصنعه بى البشر اليوم كله يُحرفون كلامى )) ( مزامير 56 : 4 – 5 ).
يشوع يشهد على الحذف من الكتاب المقدس :
(( حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الأموريين أمام بنى إسرائيل وقال أمام عيون بنى إسرائيل يا شمس دومى على جبعون ويا قمر على وادى أيلون . فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه . أليس هذا مكتوباً فى سفر ياشر . )) ( ( يشوع 10 : 12 – 13 ) .
السؤال : أين هو سفر ياشر ؟؟؟ ومن الذى قام بحذفه من الكتاب المقدس ؟؟ ومتى حذفه ؟؟ وكيف حذفه ؟؟ وهل يقدر البشر على حذف أجزاء من كلام الله ؟ ليت النصارى يُجيبون .
لوقا يعترف بتأليف الإنجيل :
(( إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة فى الأمور المتيقنة عندنا .كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداماً للكلمة . رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شئ من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالى إليك أيها العزيز ثاوفليس )) ( لوقا 1 : 1- 4 ) .
يقر لوقا بأن ” كثيرين ” ألفوا قصصاً على أنها أناجيل وبناء عليه فقد قرر هو أيضاً أن يكتب قصة مثلهم لتصبح بعد ذلك ” إنجيل القديس لوقا ” !!
بولس يقر بالتأليف :
(( وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهى ترتضى أن تسكن معه فلا يتركها )) ( كورنثوس 1 : ص 7 – 12 )
يعترف بولس بأنه هو الذى يقول لا الرب !! فهل هذا كلام الله أو حتى كلام الروح القدس ؟؟
(( وأما العذارى فليس عندى أمر من الرب فيهن ولكننى أُعطى رأياً كم رحمه الرب أن يكون أميناً )) ( كورنثوس 1 : ص 7 – 25 )
بولس يُعطى رأيه الشخصى !! فهل هذا كلام الله ؟؟
(( إن لبثت هكذا بحسب رأيى . وأظن أنى أنا أيضاً عندى روح الله )) ( كورنثوس 1 : ص 7 – 40 ) .
بولس يتحث حسب رأيه ، هل هذا كلام الله ؟؟
(( لست أقول على سبيل الأمر بل باجتهاد آخرين مختبراً إخلاص محبتكم أيضاً )) ( كورنثوس 2 ص 8 : 8 ) .
بولس يتحدث باجتهاد آخرين !! فهل الآخرين حلت عليهم الروح القدس ؟؟ ومن هم هؤلاء الآخرين ؟؟ وهل هذا كلام الله ؟
(( أُعطى رأياً فى هذا أيضاً )) ( كورنثوس 2 : ص 8 : 10 ) .
بولس يُدلى برأيه الشخصى !! هل هذا كلام الله ؟؟
(( فإنه من جهة الخدمة للقديسين هو فضول منى أن أكتب إليكم ))
هل فضول بولس هو كلام الله ؟؟
(( ها أنا ذا بولس أقول لكم إنه إن اختننتم لا ينفعكم المسيح شيئا )) ( غلاطية 5 : 2 )
بولس يقر أنه المتحدث والقائل والمُشرّع ، فهل هذا كلام الله ؟؟
(( فأطلب إليكم أنا الأسير فى الرب )) ( أفسس 4 : 1 )
بولس يطلب !! هل هذا كلام الله ؟؟
(( أخيراً أيها الأخوة صلوا لأجلنا لكى تجرى كلمة الرب وتتمجد كما عندكم أيضاً )) ( تسالو###ى 2 : ص 3 : 1 )
بولس يطلب من أصدقائه أن يصلوا لأجله !! فهل هذا وحى الله ؟؟؟
(( السلام بيدى أنا بولس الذى هو علامة فى كل رسالة . هكذا أنا أكتب )) ( تسالو###ى 2 : ص 3 : 17 )
اعتراف صريح من بولس أنه مؤلف هذا الكلام .
(( بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّسَرِيعا ً، لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَوَذهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَىدَلْمَاطِيَّةَ. لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَلأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. اَلرِّدَاءَالَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ ،وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ )) ( تيموثاوس 2 : ص 4 : 9 – 13 ) .
(( سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعاً )) (تيموثاوس 2 : ص 4 : 19 – 21 ) .
بولس يتحدث عن أحواله الشخصية ويدعو تيموثاوس أن يحضر الرداء الذى تركه فى ترواس !! ويُسلم على فرسكا …. إلخ ، فهل هذا كلام الله ؟؟
((حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ )) ( تيطس 3 : 12 ) .
بولس عزم أن يُشتى !! ما علاقة هذا بوحى الله ؟؟ هل هذا الكلام الشخصى هو كلام الله ؟؟
نصوص عديدة تثبت أن الكتاب المقدس مؤلف وكلام شخصى لم يصدر عن الله رب العالمين ..
وفى هذه النصوص نجد الإجابة على السؤال هل الكتاب المقدس : محرف أم مُؤلف ؟؟
وصدق رب العالمين الذى أنبأنا بأنهم يكتبون ويُؤلفون ثم يزعمون أن ما كتبوه من عند الله :
(( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ )) ( البقرة : 79 ) .
الكتاب المقدس : مُحرف أم مُؤلف ؟
بقلم / محمود القاعود
سؤال يفرض نفسه بقوة : الكتاب المقدس : مُحرف أم مؤلف ؟
فلطالما اعترض النصارى على القول بأن كتابهم المقدس محرف ويضعون أمامك عدة أسئلة بخصوص التحريف :
من حرّف الكتاب المقدس ؟
متى تم تحريف الكتاب المقدس ؟
أين تم تحريف الكتاب المقدس ؟
كيف تم تحريف الكتاب المقدس ؟
لماذا تم التحريف ؟
ماهى المقاطع التى حُرفت ؟
هل يقدر البشر على تحريف كلام الله ؟
وتلك الأسئلة التى يُحاول النصارى أن يُلبسوها ثوب المنطق لا توجه للمسلمين بل المفروض أن تُوجه إليهم هم ..
فلو أننا نعلم من الذى حرّف الكتاب المقدس فما هى الفائدة من معرفته ؟ وهل معرفته أو عدمها تنفى التحريف ؟
هل عندما أفتح ” الدولاب ” الخاص بملابسى ولا أجد الملابس .. أظل أقول من سرق الملابس لأنفى أنها سُرقت ؟!
متى تم التحريف ؟ الساعة السادسة ونصف إلا خمس دقائق صباحاً بتوقيت جرينتش !! ماهى فائدة معرفة الوقت إذا كان الكتاب محرفاً ؟
أين تم التحريف ؟؟ وهل التحريف يحتاج إلى بلدان ليُحرف فيها الكتاب ؟!
كيف تم تحريف الكتاب ؟ تم تحريفه مثل أى كتاب يُحرف ويُبدل ويُغير .
لماذا تم التحريف ؟! سلوا أنفسكم !
ماهى المقاطع التى تم تحريفها ؟ أكثر من الهم على القلب .
هل يقدر البشر على تحريف كلام الله ؟ وهل يقدر البشر على قتل أنبياء الله ؟! ثم هل توعد الله بحفظ هذا الكلام الذى حرّفه البشر أم لا ؟ هذا هو المهم .
وبخلاف تلك الأسئلة الفارغة التى تُثبت عجزاً شديداً لدى النصارى فإن نصوص الكتاب المقدس تشهد على أنه مُؤلف وليس مُحرّفاً فحسب ..
يُحذر كاتب سفر الرؤيا من تحريف الكتاب المقدس :
((لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذا الكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللّهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الحَيَاةِ ، وَمِنَ المَدِينَةِ المُقَدَّسَةِ، وَمِنَ المَكْتُوبِ فِي هذا الكِتَابِ )) ((الرؤيا 18: 21-19).
ومن خلال النص يتضح أن الله عهد إليهم بحفظ الكتاب ولم يعهد هو نفسه بحفظه ويُحذرهم من التحريف بالزيادة أو النقصان ولعل هذا النص يوافق ما جاء فى القرآن الكريم من أن الله استحفظ الرهبان على التوراة :
((إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) ( المائدة : 44 )
ومعلوم أن الاستحفاظ غير الحفظ ، من هذا يتضح أن الله لم يتعهد بحفظ هذا الكتاب ومن ثم فإن حرّفه البشر فليس معنى ذلك أن هناك من يقدر على تحريف كلام الله .
وبخلاف ذلك لا نجد أى نص فى الكتاب المقدس بطوله وعرضه يقول الله فيه أنه تعهد بحفظ التوراة والإنجيل ..
قد يعترض نصرانى ويضع أمامك نصاً تكرر فى ثلاثة أناجيل وهو :
(( السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول )) (متى 24: 35 )
(( السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول )) (مرقس 13: 31 )
(( السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول )) (لوقا 21: 33 ))
وهذا القول لا يُستدل به على صحة الكتاب المقدس مطلقاً ، إذ أن السيد المسيح كان يتحدث عن آيات ونبؤات لا عن صحة الكتاب المقدس ، فيُدلل على صدق كلامه بأنه لن يزول .
أما قول بولس : (( كل الكتاب هو موحى به من الله ، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح )) ( تيموثاوس 2 ص 3 : 16 – 17 ) .
لا يصح هذا القول دليلاً على تعهد الله بحفظ الكتاب المقدس وأسفاره العديدة ، بولس هو قائل هذا النص ، ومعروف أن بولس كتب رسائله قبل ظهور الأناجيل بسنين عديدة ، فأى كتاب كان يقصده بولس وقت كتابته لهذا النص ؟!
والتراجم الجديدة للنص تكتبه هكذا : (( كل كتاب موحى به من الله هو أيضًا نافع للتعليم .. ))
أى أن كل كتاب موحى من الله نافع للتعليم وهذه حقيقة لا يختلف عليها إنسان : أن الذى أوحاه الله نافع للإنسان وليس الذى أوحاه بولس وتريتوس وغيرهما .
وبقراءة الكتاب المقدس يكتشف المرء نصوصاً كثيرة تشهد على الكتاب المقدس بأنه مؤلف ومحرف ، أى أن الكتاب نفسه الذى يقول بالتأليف والتحريف ، لا الإسلام ولا أى إنسان .. فماذا بعد شهادة الشئ على نفسه ؟!
(( فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض فذلك ما كنت أتمنى وان كان قد لحقني الوهن والتقصير فاني قد بذلت وسعي )) ( المكابيين الثانى 15: 39 ) .
(( كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التأليف )) ( المكابيين الثانى 15 : 40 ) .
(( كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا . حقاً إنه إلى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب )) ( إرميا 8 : 8 ) .
(( أما وحى الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كُل إنسان تكون وحيه إذ قد حرّفتم كلام الإله الحى رب الجنود إلهنا )) ( إرميا 23 : 36 ).
داود يشهد على التحريف :
(( ماذا يصنعه بى البشر اليوم كله يُحرفون كلامى )) ( مزامير 56 : 4 – 5 ).
يشوع يشهد على الحذف من الكتاب المقدس :
(( حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الأموريين أمام بنى إسرائيل وقال أمام عيون بنى إسرائيل يا شمس دومى على جبعون ويا قمر على وادى أيلون . فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه . أليس هذا مكتوباً فى سفر ياشر . )) ( ( يشوع 10 : 12 – 13 ) .
السؤال : أين هو سفر ياشر ؟؟؟ ومن الذى قام بحذفه من الكتاب المقدس ؟؟ ومتى حذفه ؟؟ وكيف حذفه ؟؟ وهل يقدر البشر على حذف أجزاء من كلام الله ؟ ليت النصارى يُجيبون .
لوقا يعترف بتأليف الإنجيل :
(( إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة فى الأمور المتيقنة عندنا .كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين وخداماً للكلمة . رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شئ من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالى إليك أيها العزيز ثاوفليس )) ( لوقا 1 : 1- 4 ) .
يقر لوقا بأن ” كثيرين ” ألفوا قصصاً على أنها أناجيل وبناء عليه فقد قرر هو أيضاً أن يكتب قصة مثلهم لتصبح بعد ذلك ” إنجيل القديس لوقا ” !!
بولس يقر بالتأليف :
(( وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهى ترتضى أن تسكن معه فلا يتركها )) ( كورنثوس 1 : ص 7 – 12 )
يعترف بولس بأنه هو الذى يقول لا الرب !! فهل هذا كلام الله أو حتى كلام الروح القدس ؟؟
(( وأما العذارى فليس عندى أمر من الرب فيهن ولكننى أُعطى رأياً كم رحمه الرب أن يكون أميناً )) ( كورنثوس 1 : ص 7 – 25 )
بولس يُعطى رأيه الشخصى !! فهل هذا كلام الله ؟؟
(( إن لبثت هكذا بحسب رأيى . وأظن أنى أنا أيضاً عندى روح الله )) ( كورنثوس 1 : ص 7 – 40 ) .
بولس يتحث حسب رأيه ، هل هذا كلام الله ؟؟
(( لست أقول على سبيل الأمر بل باجتهاد آخرين مختبراً إخلاص محبتكم أيضاً )) ( كورنثوس 2 ص 8 : 8 ) .
بولس يتحدث باجتهاد آخرين !! فهل الآخرين حلت عليهم الروح القدس ؟؟ ومن هم هؤلاء الآخرين ؟؟ وهل هذا كلام الله ؟
(( أُعطى رأياً فى هذا أيضاً )) ( كورنثوس 2 : ص 8 : 10 ) .
بولس يُدلى برأيه الشخصى !! هل هذا كلام الله ؟؟
(( فإنه من جهة الخدمة للقديسين هو فضول منى أن أكتب إليكم ))
هل فضول بولس هو كلام الله ؟؟
(( ها أنا ذا بولس أقول لكم إنه إن اختننتم لا ينفعكم المسيح شيئا )) ( غلاطية 5 : 2 )
بولس يقر أنه المتحدث والقائل والمُشرّع ، فهل هذا كلام الله ؟؟
(( فأطلب إليكم أنا الأسير فى الرب )) ( أفسس 4 : 1 )
بولس يطلب !! هل هذا كلام الله ؟؟
(( أخيراً أيها الأخوة صلوا لأجلنا لكى تجرى كلمة الرب وتتمجد كما عندكم أيضاً )) ( تسالو###ى 2 : ص 3 : 1 )
بولس يطلب من أصدقائه أن يصلوا لأجله !! فهل هذا وحى الله ؟؟؟
(( السلام بيدى أنا بولس الذى هو علامة فى كل رسالة . هكذا أنا أكتب )) ( تسالو###ى 2 : ص 3 : 17 )
اعتراف صريح من بولس أنه مؤلف هذا الكلام .
(( بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّسَرِيعا ً، لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَوَذهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَىدَلْمَاطِيَّةَ. لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَلأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. اَلرِّدَاءَالَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ ،وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ )) ( تيموثاوس 2 : ص 4 : 9 – 13 ) .
(( سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً. بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعاً )) (تيموثاوس 2 : ص 4 : 19 – 21 ) .
بولس يتحدث عن أحواله الشخصية ويدعو تيموثاوس أن يحضر الرداء الذى تركه فى ترواس !! ويُسلم على فرسكا …. إلخ ، فهل هذا كلام الله ؟؟
((حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ )) ( تيطس 3 : 12 ) .
بولس عزم أن يُشتى !! ما علاقة هذا بوحى الله ؟؟ هل هذا الكلام الشخصى هو كلام الله ؟؟
نصوص عديدة تثبت أن الكتاب المقدس مؤلف وكلام شخصى لم يصدر عن الله رب العالمين ..
وفى هذه النصوص نجد الإجابة على السؤال هل الكتاب المقدس : محرف أم مُؤلف ؟؟
وصدق رب العالمين الذى أنبأنا بأنهم يكتبون ويُؤلفون ثم يزعمون أن ما كتبوه من عند الله :
(( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ )) ( البقرة : 79 ) .