مشاهدة النسخة كاملة : نخس الشيطان
Muslima
2011-03-22, 02:42 AM
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ غَيْرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ".
عندى اسئلة عن هذا الحديث بعد ان اثاره نصرانى فى حوار معى و ارجو المساعدة
هناك عدة ردود وجدتها ولكن لاتزال تراودنى تساؤلات:
1) ان مريم ايضا لم تنخس و ان ذالك بسبب دعاء امها:بسم الله الرحمن الرحيم فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (و لكنى لا ارى فى الحديث ان مريم لم ينخسها الشيطان فهل هو كتوب بطريقة صحيحة؟ ام انى اخذته من المكان الخطا)
2)لم تك هذه خاصية وميزة تفرد بها سيدنا المسيح عيسى بن مريم بل أن هذا حال جميع الأنبياء (و ما حكم كلمة غير؟ اليست للاستثناء؟)
د/احمد
2011-03-22, 03:23 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام عل رسول الله
الاخت الفاضلة
اولا احب ان اوضح لك ان الانجيل قال عن المسيح عليه السلام الاتي
(انجيل متى 4: 1-4).“ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً فَأَجَابَ مَكْتُوبٌ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللّهِ”
لاحظي هنا اختنا الفاضلة ابليس يجرب الرب؟
واما عن الحديث فقد اخرجه البخاري ومسلم بروايات
أخرج البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال :( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب ) .
وفي رواية للبخاري : ( ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان ، غير مريم وابنها . . . . . . ) ، وفي رواية مسلم : ( ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه ) .
نحن عندما نقول بظاهر الحديث ينبغي أن نفرق بين المس وبين الإغواء والإضلال ، فلا يلزم من وقوع المس والنخس إضلال الممسوس وإغواؤه حتى يقال إن الحديث معارض لقوله تعالى : {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان }( الحجر42) ، وقوله :{إلا عبادك منهم المخلصين }(الحجر 40) ، لأنه يفيد عدم تسلط الشيطان على الأنبياء والمُخْلَصين .
فإن الآية إنما تدل على عدم تسلطه عليهم بالإغواء والإضلال الدائم ، ومع ذلك فقد يسلط على بعضهم بإغواء عارض ، أو إلحاق ضرر لا يؤثر على الدين ، وكم تعرض الشيطان للأنبياء والأولياء بأنواع الإفساد والأذية .
وماذا يقول هذا المنكر فيما أثبته الله في كتابه عن نبي الله موسى عليه السلام وقوله بعد أن قتل القبطي : {قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم }( القصص 15-16 ) ، ومن قبله أيوب حين نادى ربه {أني مسني الشيطان بنصب وعذاب }( صّ 41) ، وقول الله تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم * إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }( الأعراف199 – 201) .
ونبينا عليه الصلاة والسلام عرض له الشيطان ليقطع صلاته فأمكنه الله منه ، فرده الله خاسئاً كما في الصحيح ، وأخبر أنه ما منا من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجن ، حتى هو نفسه - صلى الله عليه وسلم- إلا أن الله أعانه عليه فأسلم ، على رواية الرفع بمعنى : " أسلم من شره وفتنته " ، وعلى رواية الفتح بمعنى : " أنه دخل في الإسلام " ، وهما روايتان مشهورتان .
والمقصود أن القرآن والسنة أثبت شيئاً من تعرض الشيطان للأنبياء والمخلصين بأنواع الأذى وأما الزيغ والإضلال فقد عصمهم الله منه .
أما إذا قلنا بأن الكلام هنا ليس على عمومه ، وأن المتكلم غير داخل في عموم كلامه - كما قال جمع من العلماء منهم الألوسي في تفسيره – فيكون نبينا عليه الصلاة والسلام ممن لم يمسه الشيطان أيضاً ، وقد اختار القاضي عياض - كما نقله عنه النووي - : أن جميع الأنبياء يتشاركون في هذه الخصيصة .
أبو جاسم
2011-03-22, 04:38 PM
السلام عليكم
اعلمي أختي الفاضلة أن هؤلاء النصارى لا يملّون من طرح الشبه المتهافتة الساقطة ، و هذه الشبهة التي تتعلق بنخس الشيطان مبثوثة منتشرة بكتبهم المضللة ككتاب ( المسيحية في الإسلام ) تأليف القمص إبراهيم لوقا و الذي قام الإخوة في البشارة بالرد على كتابه كاملاً بكتاب اسمه ( الرد على كتاب المسيحية في الإسلام ) .
على كل ما أود قوله في هذا المقام أن كتاب القمص و غيره من الكتب التي تماثله تحاول اثبات العقائد المسيحية الباطلة من خلال المصادر الإسلامية و الاطلاع على الكتاب الذي تم اعداده من قبل الإخوة في هذا الملتقى الطيب كاف شاف بإذن الله .
قبل ما أضع الرد على هذه الشبهة الساقطة يجب أن نبين أن اعتماد النصارى على المصادر الإسلامية في اثبات عقائدهم الباطلة المحرفة هو اعتماد باطل لا يستقيم ولا تقوم له قائمة لأنه معتمد في الأساس على مصادر يعتقد النصراني بطلانها جملةً و تفصيلاً فأنّى له الاعتماد عليها ، فإن حاول المراوغة و التمويه بأنه يخاطب المسلم بما يؤمن به من نصوص فالأفضل له السكوت لأن فهم هذه النصوص لا يأتي من خلال فهم النصارى لها و إيمان المسلم بهذه النصوص واضح لا لبس فيه كالإيمان ببشرية المسيح و تكفير من رفعه إلى مرتبة الألوهية و انكار صلبه عليه السلام و عليه لا تبقى أي حجة للنصراني لمحاولة استمالة المسلم إلى عقائده الباطلة بالاعتماد على المصادر الإسلامية .
أبو جاسم
2011-03-22, 05:27 PM
قال القمص إبراهيم لوقا في الفصل الثالث من كتابه المشارإليه آنفاً
(( ومن الجهة الأخرى يورد عنه عصمته وكماله، فقد ذكر على لسانه: وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (سورة مريم 19: 31 ، 32) وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (سورة آل عمران 3: 36) ))
وقال أيضاً (( يُضاف إلى هذا، ويؤيده بكيفية قاطعة تلك الأحاديث التي تشهد بعصمته دون جميع الأنبياء والمرسلين، فقد ورد عن أبي هريرة: سمعت رسول الله يقول ما من مولود من بني آدم إلا نخسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من نخسه إياه إلا مريم وابنها. وروى البخاري هذا المعنى فقال: كل ابن آدم يطعنه الشيطان في جنبه بأصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم، ذهب ليطعن فطعن في الحجاب ))
الجواب
أولاً: غاية ما دلت عليه هذه الآيات والأحاديث هو وجود خصوصية للمسيح وأمه مريم عليهما السلام وهذه الخصوصية ما هي إلا بفضل دعاء أم مريم بقولها ( وإني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم )
قال القرطبي في تفسيره ((الثامنة - قوله تعالى (وإني أعيذها بك) يعني مريم.
(وذريتها) يعني عيسى.
وهذا يدل على أن الذرية قد تقع على الولد خاصة.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسه [ الشيطان ] (2) إلا ابن مريم وأمه) ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: " وإني أعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ".
قال علماؤنا: فأفاد هذا الحديث أن الله تعالى استجاب دعاء أم مريم، فإن الشيطان ينخس جميع ولد آدم حتى الأنبياء والأولياء إلا مريم وابنها.
قال قتادة: كل مولود يطعن الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى وأمه جعل بينهما حجاب فأصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ لها منه شئ قال علماؤنا: وإن لم يكن كذلك بطلت الخصوصية بهما ))
تفسير الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي الجزء 4 صفحة 68
و قال ابن كثير في تفسيره ((وقوله إخبارًا عن أم مريم أنها قالت: { وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } أي: عَوَّذتها بالله، عز وجل، من شر الشيطان، وعوذت ذريتها، وهو ولدها عيسى، عليه السلام. فاستجاب الله لها ذلك كما قال عبد الرزَّاق: أنبأنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إلا مَسَّه الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلّ صَارخًا مِنْ مَسِّهِ إيَّاهُ، إلا مَرْيَم َوابْنَهَا". ثم يقول أبو هريرة: اقرأوا إن شئتم: { وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ))
تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الجزء 2 صفحة 34
و جاء في شرح النووي على صحيح الإمام مسلم الجزء 8 صفحة 93
(( 4363 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مَوْلُود يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَان فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَان إِلَّا اِبْن مَرْيَم وَأُمّه )
هَذِهِ فَضِيلَة ظَاهِرَة ، وَظَاهِر الْحَدِيث اِخْتِصَاصهَا بِعِيسَى وَأُمّه ، وَاخْتَارَ الْقَاضِي عِيَاض أَنَّ جَمِيع الْأَنْبِيَاء يُشَارِكُونَ فِيهَا ))
إذن كما تبين فإن هذه الخصوصية ما هي فقط إلا استجابة من الله تعالى لدعاء والدة مريم عليها السلام ولا تدل بحال من الأحوال على عصمة المسيح فضلاً عن ألوهيته كما ادّعى المؤلف بأسلوبه القائم على التزوير والخداع .
ثانياً : إنّ مس الشيطان للممسوس لا يلزم منه النقص الأخلاقي للممسوس فهذا ظن فاسد .
((
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسه [ الشيطان ] (2) إلا ابن مريم وأمه) ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: " وإني أعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ".
قال علماؤنا: فأفاد هذا الحديث أن الله تعالى استجاب دعاء أم مريم، فإن الشيطان ينخس جميع ولد آدم حتى الأنبياء والأولياء إلا مريم وابنها.
قال قتادة: كل مولود يطعن الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى وأمه جعل بينهما حجاب فأصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ لها منه شئ، قال علماؤنا: وإن لم يكن كذلك بطلت الخصوصية بهما، ولا يلزم من هذا أن نخس الشيطان يلزم منه إضلال الممسوس وإغواؤه فإن ذلك ظن فاسد فكم تعرض الشيطان للأنبياء والأولياء بأنواع الإفساد والإغواء ومع ذلك فعصمهم (3) الله مما يرومه الشيطان، كما قال تعالى: " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " [ الحجر: 42 ] (4).
هذا مع أن كل واحد من بني آدم قد وكل به قرينه من الشياطين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمريم وابنها وإن عصما من نخسه فلم يعصما من ملازمته لهما ومقارنته.
والله أعلم ))
تفسير الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي الجزء 4 صفحة 68
ثالثاً : الذي دلت عليه الأحاديث أيضاً أن هذا الاختصاص للمسيح وأمه مريم عليهما السلام باستثنائهما من نخس ومس الشيطان إنما هو فقط حاصل عند الولادة و لا يدل على حصوله بعد ذلك .
ذكر الأحاديث التي تبين هذا :
3286 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « كُلُّ بَنِى آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِى جَنْبَيْهِ بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ ، غَيْرَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ، ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِى الْحِجَابِ »
صحيح البخاري
6282 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلاَّ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
صحيح مسلم
3431 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « مَا مِنْ بَنِى آدَمَ مَوْلُودٌ إِلاَّ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ ، غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا » . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ ( وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
صحيح البخاري
9050- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حدثني أَبِى حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ فِى حِضْنَيْهِ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ وَابْنِهَا أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الصبي حِينَ يَسْقُطُ كَيْفَ يَصْرُخُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَذَاكَ حِينَ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ بِحِضْنَيْهِ »
مسند الإمام أحمد
وإن احتج أحدهم بحديث الشفاعة المشهور ليدلل أن هذا الأمر غير محصور بزمن الولادة فقط، قلت لا حجة له في ذلك وهذا ما سأبينه بعد أن أضع النص الذي يهمنا من الحديث
((اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ في الْمَهْدِ صَبِيًّا اشْفَعْ لَنَا أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ عِيسَى إِنَّ رَبِّى قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا - نفسي نفسي نفسي ، اذْهَبُوا إِلَى غيري اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم ))
صحيح البخاري – باب ذرية من حملنا .
فغاية ما ذكره الحديث هو عدم ذكر ذنب للمسيح وهذا الأمر لا يعطينا علماً أكيداَ بعدم خطأ المسيح لأنه لا يلزم من عدم العلم ، العلم بالعدم ولا يلزم من عدم الدليل المعين عدم المدلول وعليه لا يلزم من عدم ذكر ذنب للمسيح عدم ذنب المسيح .
ثم هب أن هذا النص يثبت عدم ذنب المسيح ولا دليل على عدم ثبوت ذلك في الغير فهذا الأمر لا يمنع تجويز ذلك في الغير إذا لا دليل على انتفائه فكيف إذا شاركه في هذا الأمر غيره من الأنبياء وهذا ما أكدته مسبقاً بأن الآيات والأحاديث لم تذكر ذنباً لكل من إسماعيل وهود وإلياس وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام .
رابعاً: دعونا نفرض جدلاً أن هذه الآيات والأحاديث تدل على عصمة المسيح من الآثام كما ادّعى المؤلف فيلزمه أيضاً الإقرار أن هذه الآيات والأحاديث تدل على عصمة مريم عليها السلام وإذا كانت هذه العصمة موجبة للاعتقاد بلاهوت المسيح كما ادّعى المؤلف فهي كذلك ملزمة للاعتقاد بلاهوت مريم عليها السلام ، وهذا ما لا يستطيع التسليم به وعليه يبطل استدلاله .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir