صفاء
2008-04-16, 07:35 PM
http://www.albshara.com/ (http://www.0zz0.com)
باقة عطرة من خطب فاروق الامة رضي الله عنه التي سطر فيها كل ما يتمناه البشر من حقوق الانسان
بلغ من لين ابي بكر ان الصبيان كانوا اذا راوه يسعون اليه ،ويقولون ،ياابت ! فيمسح رؤوسهم ،وبلغ من هيبة عمر ان الرجال تفرقوا ،وتركوا مجالسهم بالافنية هيبة .
حتى ينظروا ما يكون من امره ،فلما بلغ ذلك عمر ،صاح في الناس ،الصلاة جامعة ! فحضروا ،فجلس على المنبر حيث كان ابو بكر يضع قدميه ،فلما اجتمعوا ،قام قائما ،فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله ،وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال :بلغني ان الناس هابوا شدتي وخافوا غلظتي ،وقالوا :قد كان عمر يشتد علينا ،ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين اظهرنا ،ثم اشتد علينا وابو بكر والينا دونه ،فكيف وقد صارت الامور اليه ؟
ومن قال ذلك صدق ،فقد كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكنت خادمه ،وكان من لايبلغ احد صفته من اللين والرحمة ،وكان كما قال الله {بالمؤمنين رؤوف رحيم }فكنت بين يديه سيفا مسلولا حتى يغمدني او يدعني فامضي ،فلم ازل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى توفاه الله ،وهو عني راض ،والحمد لله على ذلك كثيرا وانا به اسعد .
ثم ولي امر المسلمين ابو بكر ،فكان من لاينكرون دعته وكرمه ولينه ،فكنت خادمه وعونه ،اخلط شدتي بلينه ،فاكون سيفا مسلولا حتى يغمدني او يدعني فامضي ،فلم ازل معه كذلك حتى قبضه الله عز وجل وهو عني راض ،والحمد لله على ذلك كثيرا ،وانا به اسعد .
ثم اني قد وليت اموركم ايها الناس ،فاعلموا ان تلك الشدة قد اضعفت ،ولكنها انما تكون على اهل الظلم ،والتعدي على المسلمين ،فاما اهل السلامة ،والدين والقصد ،فانا الين لهم من بعضهم لبعض ،ولست ادع احدا يظلم احدا ،او يتعدى عليه حتى اضع خده على الارض ،واضع قدمي على الخد حتى يذعن بالحق ،واني بعد شدتي تلك اضع خدي على الارض لاهل العفاف ،واهل الكفاف .
ولكم علي ايها الناس خصال اذكرها لكم فخذوني بها :
لكم علي الا اجتبي شيئا من خراجكم ،ولا مما افاء الله عليكم الا من وجهه ،ولكم علي اذا وقع في يدي الا يخرج مني الا في حقه ،ولكم علي ان ازيد عطاياكم وارزاقكم ان شاء الله تعالى ،واسد ثغوركم ،ولكم علي الا القيكم في المهالك ،ولا اجمركم في ثغوركم ،واذا غبتم في البعوث فانا ابو العيال حتى ترجعوا اليهم ،فاتقوا الله عباد الله !واعينوني على انفسكم بكفها عني ،واعينوني على نفسي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ،واحضاري النصيحة فيما ولاني الله من امركم .
اقول قولي هذا ،واستغفر الله لي ولكم (1)
وعن ابي فراس قال : خطب عمر بن الخطاب فقال :ايها الناس ،الا انا انما كنا نعرفكم اذ بين ظهرينا النبي صلى الله عليه وسلم ،واذ ينزل الوحي ،واذ ينبئنا الله من اخباركم ،الا وان النبي صلى الله عليه وسلم قد انطلق وقد انقطع الوحي ،وانما نعرفكم بما نقول لكم :من اظهر منكم خيرا ظننا به خيرا واحببناه عليه ،ومن اظهر منكم لنا شرا ظننا به شرا وابغضناه عليه ،سرائركم بينكم وبين ربكم ،الا انه قد اتى علي حين وانا احسب ان من قرا القران يريد الله وما عنده ،فقد خيل الي باخره ان رجالا قد قرؤوه يريدون به ما عند الله بقرائتكم ،واريدوه باعمالكم ، ألا اني واللهع ما أرسل عمالي اليكم ليضربوا ابشاركم ،ولا ليأخذوا اموالكم ،ولكن ارسلهم اليكم ليعلموكم دينكم ،وسنتكم ،فمن فعل به شيئ سوى ذلك فليلرفعه الي فوالذي نفسي بيده اذن لاقصنه منه
فوثب عمروا بن العاص فقال :يا امير المؤمنين أرأيت ان كان رجل من المسلمين علي رعية فادب بعض رعغيته ا~نك لمقتصه منه ؟
قال :اي والذي نفسي عمر بيده ،اذن لاقصنه منه ،وقد رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ،ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ،ولاتجمروهم فتفتنوهم ،ولاتمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولاتنزلوا الغياض فتضيعوهم (2)
(1) الخراج لابي يوسف :140 نقلا عن اخبار عمر (ص:56)
(2) رواه احمد في المسند رقم (286) وقال الشيخ احمد شاكر :اسناده حسن والحاكم بنحوه (4/439) وقال :صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وهو في كنز العمال (44212)
فالى كل من ولي من امور المسلمين شيئا صغيرا او كبيرا نهدي اليهم تلك السطور التي تضيئ لهم طريقهم الى الله .
لن ننساك ابدا يافاروق الامة مادامت ارواحنا في ابداننا .
باقة عطرة من خطب فاروق الامة رضي الله عنه التي سطر فيها كل ما يتمناه البشر من حقوق الانسان
بلغ من لين ابي بكر ان الصبيان كانوا اذا راوه يسعون اليه ،ويقولون ،ياابت ! فيمسح رؤوسهم ،وبلغ من هيبة عمر ان الرجال تفرقوا ،وتركوا مجالسهم بالافنية هيبة .
حتى ينظروا ما يكون من امره ،فلما بلغ ذلك عمر ،صاح في الناس ،الصلاة جامعة ! فحضروا ،فجلس على المنبر حيث كان ابو بكر يضع قدميه ،فلما اجتمعوا ،قام قائما ،فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله ،وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال :بلغني ان الناس هابوا شدتي وخافوا غلظتي ،وقالوا :قد كان عمر يشتد علينا ،ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين اظهرنا ،ثم اشتد علينا وابو بكر والينا دونه ،فكيف وقد صارت الامور اليه ؟
ومن قال ذلك صدق ،فقد كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكنت خادمه ،وكان من لايبلغ احد صفته من اللين والرحمة ،وكان كما قال الله {بالمؤمنين رؤوف رحيم }فكنت بين يديه سيفا مسلولا حتى يغمدني او يدعني فامضي ،فلم ازل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى توفاه الله ،وهو عني راض ،والحمد لله على ذلك كثيرا وانا به اسعد .
ثم ولي امر المسلمين ابو بكر ،فكان من لاينكرون دعته وكرمه ولينه ،فكنت خادمه وعونه ،اخلط شدتي بلينه ،فاكون سيفا مسلولا حتى يغمدني او يدعني فامضي ،فلم ازل معه كذلك حتى قبضه الله عز وجل وهو عني راض ،والحمد لله على ذلك كثيرا ،وانا به اسعد .
ثم اني قد وليت اموركم ايها الناس ،فاعلموا ان تلك الشدة قد اضعفت ،ولكنها انما تكون على اهل الظلم ،والتعدي على المسلمين ،فاما اهل السلامة ،والدين والقصد ،فانا الين لهم من بعضهم لبعض ،ولست ادع احدا يظلم احدا ،او يتعدى عليه حتى اضع خده على الارض ،واضع قدمي على الخد حتى يذعن بالحق ،واني بعد شدتي تلك اضع خدي على الارض لاهل العفاف ،واهل الكفاف .
ولكم علي ايها الناس خصال اذكرها لكم فخذوني بها :
لكم علي الا اجتبي شيئا من خراجكم ،ولا مما افاء الله عليكم الا من وجهه ،ولكم علي اذا وقع في يدي الا يخرج مني الا في حقه ،ولكم علي ان ازيد عطاياكم وارزاقكم ان شاء الله تعالى ،واسد ثغوركم ،ولكم علي الا القيكم في المهالك ،ولا اجمركم في ثغوركم ،واذا غبتم في البعوث فانا ابو العيال حتى ترجعوا اليهم ،فاتقوا الله عباد الله !واعينوني على انفسكم بكفها عني ،واعينوني على نفسي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ،واحضاري النصيحة فيما ولاني الله من امركم .
اقول قولي هذا ،واستغفر الله لي ولكم (1)
وعن ابي فراس قال : خطب عمر بن الخطاب فقال :ايها الناس ،الا انا انما كنا نعرفكم اذ بين ظهرينا النبي صلى الله عليه وسلم ،واذ ينزل الوحي ،واذ ينبئنا الله من اخباركم ،الا وان النبي صلى الله عليه وسلم قد انطلق وقد انقطع الوحي ،وانما نعرفكم بما نقول لكم :من اظهر منكم خيرا ظننا به خيرا واحببناه عليه ،ومن اظهر منكم لنا شرا ظننا به شرا وابغضناه عليه ،سرائركم بينكم وبين ربكم ،الا انه قد اتى علي حين وانا احسب ان من قرا القران يريد الله وما عنده ،فقد خيل الي باخره ان رجالا قد قرؤوه يريدون به ما عند الله بقرائتكم ،واريدوه باعمالكم ، ألا اني واللهع ما أرسل عمالي اليكم ليضربوا ابشاركم ،ولا ليأخذوا اموالكم ،ولكن ارسلهم اليكم ليعلموكم دينكم ،وسنتكم ،فمن فعل به شيئ سوى ذلك فليلرفعه الي فوالذي نفسي بيده اذن لاقصنه منه
فوثب عمروا بن العاص فقال :يا امير المؤمنين أرأيت ان كان رجل من المسلمين علي رعية فادب بعض رعغيته ا~نك لمقتصه منه ؟
قال :اي والذي نفسي عمر بيده ،اذن لاقصنه منه ،وقد رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ،ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ،ولاتجمروهم فتفتنوهم ،ولاتمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولاتنزلوا الغياض فتضيعوهم (2)
(1) الخراج لابي يوسف :140 نقلا عن اخبار عمر (ص:56)
(2) رواه احمد في المسند رقم (286) وقال الشيخ احمد شاكر :اسناده حسن والحاكم بنحوه (4/439) وقال :صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وهو في كنز العمال (44212)
فالى كل من ولي من امور المسلمين شيئا صغيرا او كبيرا نهدي اليهم تلك السطور التي تضيئ لهم طريقهم الى الله .
لن ننساك ابدا يافاروق الامة مادامت ارواحنا في ابداننا .