مشاهدة النسخة كاملة : دولة الموحدين
الصفحات :
1
[
2]
3
4
5
6
7
8
9
10
الهزبر
2008-04-18, 08:41 PM
السلام عليكم.
متابع باذن الله.
السلام عليكم.
وعليكم السلام
متابع باذن الله.
اشكرك على المتابعة استاذي الفاضل وبارك الله فيك
مسيرة العودة وخطواته الحركية
في عام 510هـ شرع محمد بن تومرت في رحلته للعودة إلى الشمال الافريقي واستغرقت مدة عودته حتى وصل إلى مسقط رأسه أربع سنوات، وكان خلالها يتوقف بكل القرى والمدن التي يمر بها وينشط في نشر العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتحمل المصاعب والمشاق ويشكل خلايا تابعة له في بعض المدن، فتحرك من مكة إلى مصر ومكث في الاسكندرية واخرج منها بسبب امره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقصد طرابلس بحراً حيث بقي مدة يعلم الناس العقيدة على الطريقة الأشعرية ثم انتقل إلى المهدية بتونس واتخذ أحد مساجدها مقراً يدرس به العلم مركّزاً على علم الأصول واحدث اضطراباً في المدينة بسبب أسلوبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم اضطر للخروج إلى المنستير ثم إلى مدينة تونس وكان في الطريق يختار بعض رفقائه المخلصين وتوجه بهم نحو القسطنطينية، ثم بجاية التي وصلها سنة 511هـ واقام بها مدة واشتهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وناظر الفقهاء بها وظهر عليهم.
وفي مدينة ملالة التقى ابن تومرت بعبدالمؤمن بن علي الذي كان متجهاً إلى الشرق لطلب العلم برفقة عمه يعلو فاستطاع أن يصرفه عن وجهته ويقنعه بملازمته وقد لمح ابن تومرت في عبدالمؤمن بن علي علامات الذكاء
وصفات النبوغ وملامح الفطنة وأخبر بن تومرت تلميذه بحقيقة ماينوي القيام به
فبايعه على مؤازرته في الشدة والرخاء والأمن والخوف والعسر واليسر والمنشط والمكروه.
لقد نسجت حول لقاء الرجلين رواية يغلب عليها طابع الخيال والدعاية من أجل ترسيخ مكانتهما في نفوس الاتباع، فالرواية تقول أن الدلائل والإشارات كانت تبشر بقرب ظهور عبدالمؤمن الذي على يديه يتحقق النصر، وان صفاته موجودة في كتاب يمتلكه ابن تومرت يسمى الجفر وأنه رأى فيه أنه لايتم هذا الأمر إلا على يد رجل هجاء اسمه (ع بدم و م ن) ويجاوز وقته المائة الخامسة وتستمر الرواية في سرد قصة اللقاء الأسطورية بينهما وكيف استطاع ابن تومرت أن يتعرف على عبدالمؤمن ويبشر به قبل قدومه.
وكتاب الجغر هذا: يقصد به جلد المعز الذي كتب فيه، وهذا الكتاب يزعم الإمامية أن جعفر الصادق رحمه الله كتب لهم فيه كل مايحتاجون إليه، وكل ما سيقع ويكون إلى يوم القيامة، وكان مكتوباً عنده في جلد ماعز، فكتبه عنه هارون بن سعيد العجلي رأس الزيدية، وسماه الجَفْر باسم الجلد الذي كتب فيه، وهذا زعم باطل، فإن جعفراً الصادق كجده أمير المؤمنين لايعلم الغيب قال تعالى: { قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومايشعرون ايان يبعثون} (سورة النمل، آية:65).
وقال تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو ويعلم مافي البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات الأرض ولارطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (سورة الانعام ، آية: 59).
إن كتاب الجفر لاتصح نسبته إلى جعفر الصادق رحمه الله، والذين نسبوه إليه من أجهل الناس بمعرفة المنقولات والأحاديث والآثار، والتمييز بين صحيحها وضعيفها، وعمدتهم في المنقولات التواريخ المنقطعة الإسناد، وكثير منها من وضع من عرف بالكذب والاختلاف، كأبي مخنف لوط، وهشام بن محمد السائب، وأمثالهما، وغير خاف على طلبة العلم أن مالا يعلم إلا من طريق النقل لايمكن الحكم بثبوته الا بالرواية الصحيحة السند، فإذا لم توجد، فلا يسوغ لنا شرعاً وعقلاً أن نقول بثبوته.
إن ابن تومرت لم يكن أول من قام بعملية الاستدلال بالحروف، ويظهر للباحث أنه أخذها من بعض الفرق الباطنية خلال اقامته بالمشرق، فقد كانت الباطنية تهتم اهتماماً كبيراً في هذه الأمور.
لقد تقاربت افكار عبدالمؤمن مع شيخه وخصوصاً مايتعلق بالخروج على السلطان ونضجت أفكاره بعد أن لازم ابن تومرت، وأخذا يعملان سوياً من أجل تقويض دولة المرابطين.
ومن الذين انضموا إلى ابن تومرت ولعبوا دوراً هاماً في دعوته عبدالله الونشريشي الذي كان على درجة كبيرة من الثقافة. وقد اتفق معه ابن تومرت على أن يتستر على ماهو عليه من العلم والفصاحة عن الناس، ويظهر العجز والغباء والتعري من الفضائل مما يشتهر به عند الناس على أن يداوم على أخذ العلم في السر ثم يفصح عن ذلك دفعة واحدة عندما يطلب منه بن تومرت ذلك
فيكون بمثابة المعجزة فيصدقه الناس ويزداد إيمانهم بدعوته، فقام الونشريشي بذلك واتقن الخداع والمكر والحيل والكذب والدجل على الناس.
واستمر بن تومرت في تنقله الى المدن ووصل الى فاس ، واستمر في إلقاء دروسه فيها حتى عام 514هـ وكان خلال هذه المدة ملتزماً ببرنامجه الذي وضعه لنفسه والذي كان من ضمن اهدافه العمل على تقريب أشخاص من ذوي القوة الجسمانية قليلي التجربة، اضافة لاستمراره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما أفضى الى طرده من فاس، فتوجه الى مراكش مقر حكم المرابطين. وخلال رحلته اليها كان ينبه عبدالمؤمن بن علي للمواقع ذات الأهمية الاستراتيجية ويدل ذلك على انه كان يخطط لحرب طويلة الأمد ضد المرابطين.
ودخل ابن تومرت مدينة مراكش في عام 514هـ في زي الزهاد وعلى عادته خرج مع تلاميذه إلى أسواق مراكش يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر دون إذن أمير المسلمين أو إذن أحد قضاته أو وزرائه، لأنه شاهد من مراكش من المفاسد مالم يره في مدينة ثانية وصدف أن رأى أخت أمير المسلمين حاسرة قناعها فوبخها فشكته إلى أخيه ثم توجه بن تومرت إلى مسجد علي بن يوسف في صلاة الجمعة فوجد أمير المسلمين جالساً وحوله الوزراء وقوفاً فاستنكر عليهم ذلك وعاب عليهم لبس النقاب، وخاطب علياً قائلاً "الخلافة لله وليس لك يا علي بن يوسف".
يتبع
ولما كثر نشاط بن تومرت في مدينة مراكش خاصة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطعن في أمير المسلمين علي بن يوسف استدعاه علي للاطلاع على حقيقة امره، فلما حضر بين يديه استطاع ابن تومرت أن يقنعه بأنه زاهد وليس له أي مطمع دنيوي، وإنما يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتفشي المفاسد والبدع في ملك أمير المسلمين الذي هو مكلف بإزالتها، والعمل على إحياء السنة، وكان يتحدث بأسلوب مؤثر وقع في نفس أمير المسلمين فذرفت دموعه على وجنتيه.
ولم تعم فصاحة وأسلوب ابن تومرت المؤثر أمير المسلمين علي بن يوسف عن خطورة دعوته فدعا العلماء من كل صوب لمناظرته لمعرفة حقيقة هذا الرجل، فإن كان على حق اتبع وإن كان على جهل أدب.
وكانت المناظرة فرصة لاتعوض لابن تومرت، لأنها ستتيح له إبراز مالديه من علم، وإظهار علماء مراكش بمظهر العاجزين أمام سطوع حجته وفصاحته. وهي أيضاً وسيلة دعائية ممتازة لدعوته لأن ماستسفر عنه ستتناقله الألسن، وستطير أخبار هذه المناظرة ونتيجتها في الآفاق، فهي بحق بطاقة تعريف جيدة لداعية مغمور.
وسيدفع الفضول كثيرين من الحضور وأفراد الرعية إلى مقابلة الداعية الجديد للاستفسار عن حقيقة دعوته، وعن بعض القضايا التي أثيرت في المناقشة مما يتيح له فرصة ممتازة لتوضيح فكره، وهذا ما يسعى اليه لضم
أعداد جديدة الى صفوفه.
وقبل بدء المناظرة في مجلس أمير المسلمين علي الغاص بالعلماء والأعيان، قدم علماء الدولة المرابطية - الذين كانوا يجهلون علم الأصول والجدل - عنهم قاضي المرية محمد بن أسود ليمثلهم في هذه المناظرة.
وأخذ ابن تومرت يسخر كل كلمة في المناظرة لتصوير فساد الأوضاع في الدولة المرابطية، فأوضح أن الخمور تباع جهاراً نهاراً، وان الخنازير تمشي في الشوارع وان اموال اليتامى تؤكل، ويبين أن الذي يتحمل المسؤولية هم حاشية أمير المسلمين لاخفائهم تلك الأوضاع عنه.
وبعد أن كشف عن سوء الأوضاع أراد ان يثبت عجز العلماء مراكش عن مجاراته في العلم، فطرح عليهما بعض الاسئلة التي لم يستطيعوا الإجابة عليها. فلما رأى عجزهم عن الاجابة بدأ يوضح ماعجزوا عنه بأسلوب أخاذ، يسخر له كل ثقافته وفصاحته، وهكذا انتهت المناظرة لصالح ابن تومرت.
لقد تنبه الفقيه مالك بن وهيب الأندلسي إلى أن بن تومرت ليس طالب آخره وإنما هو طالب سلطان، وأشار على الأمير علي بن يوسف بقتله ليكتفي شره، لأنه إذا وقع في بلاد المصامدة ألبهم على المرابطين. ولكن وزير علي بن يوسف ينتان بن عمر، وسير بن وربيل، أقنعا أمير المسلمين علي بن يوسف بعدم الأخذ برأي مالك بن وهيب.
وألحّ مالك بن وهيب على أمير المسلمين بتخليده في السجن اذا لم يقتله، وقال له: "اجعل عليه كبلاً كي لاتسمع له طبلاً" فوافقه على ذلك .
وحال ينتان مرة ثانية دون الأخذ برأي مالك بن وهيب والذي خاطب أمير المسلمين قائلاً: "يا أمير المسلمين هذا وهن في حق الملك أن تلتفت لهذا الرجل الضعيف فخلِّ سبيله انه رجل لايملك سد جوعه" . لقد أصابت كلمات الوزير ينتان عزة نفس أمير المسلمين فاستصغر شأنه وأمر بإطلاق سراحه على شرط أن يخرج من بلاد أمير المسلمين .
وتوجه ابن تومرت إلى مقبرة ابن حيدروس، بالقرب من مراكش وبنى فيها خيمته وكان ذلك الاختيار يدل على ذكاء خارق، فهو إيماءة لأمير المسلمين بأنه رجل يريد الآخرة فيقطع بذلك دابر كل وشاية عليه من قبل المناوئين له. كما ان اختيار هذا المكان سيدفع الكثير من الفضوليين الى القدوم إليه للاستفسار عن أحوال هذا العابد الذي نبذ الحياة وزخرفها وارتضى الحياة بين الأموات فيبث أفكاره بينهم فمن اقتنع ضمه اليه.
والمقبرة من ناحية اخرى مكان مناسب وهادئ، وبعيد عن الأعين، فيتحدث هناك بما يشاء إلى تلاميذه، وفعلاً توافد عليه الطلاب حتى كثر جمعه.
إن ابن تومرت لكي يضمن لدعوته النجاح والانتشار سلك الخطوات التالية:-
1- اظهار للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقمصه لأساليب وشخصيات المصلحين، فقد انتحل ابن تومرت صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبدأ بهذا النهج منذ وقت مبكر وذلك حينما كان بمكة بعد عودته من العراق حيث استغل تجمع المسلمين فيها، فأخذ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى ناله شيء من الأذى بسبب ذلك .
ويبدو أن ابن تومرت كان يهدف من وراء اظهاره للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى تحقيق غرضين: الأول منهما هو لفت انظار الناس إليه من البلاد التي مر بها حتى يعد من المصلحين، أما الثاني فهو تكوين بعض الخلايا السرية في تلك البلاد من الأفراد الذين يعجبون بمنهجه، وذلك ليكونوا دعاة إلى أفكاره ومبادئه، وقد نجح في ذلكم حيث يذكر البيذق أنه كان كان لابن تومرت بمصر واحد وخمسون رجلاً من أهلها "وكانوا له مثل أعضائه وجسده سامعين لقوله مجيبين لأمره مؤمنين به. ولما تبين حالهم بذلك اختار لهم الاقامة هناك..." .
ان ابن تومرت لما وصل إلى بلاد المغرب انتقل من الجانب التنظيري في دعوته، الى الجانب العملي حيث جد في تكوين قاعدة لدعوته، وكانت وسيلته المعلنة في ذلك هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واقامة حلقات للتدريس ينشر من خلالها افكاره ليستقطب بعد ذلك من يتقبلها من تلاميذه.
ويبدو أن جرأة ابن تومرت في الكلام، وتظاهره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى جانب كونه يتوجه في دعوته الى التجمعات الشعبية العامة كانت من العوامل القوية لنجاح دعوته في هذه المرحلة حيث يذكر تلميذه البيذق، أنه ما أن حل ببلاد المغرب الأدنى حتى كثر حوله المؤيدون والأنصار، فاختار بعضهم ممن يتوسم فيهم القبول المطلق لدعوته ومخايل الذكاء والنجابة، وتوجه بهم إلى بلاد المغرب الأقصى.
كانت هذه الخطوة الأولى التي نهجها ابن تومرت لنشر دعوته، ومن خلال تتبعنا لهذه الخطوة ندرك أن ابن تومرت قد نهج عدد من السبل حتى يظهر دعوته للناس، ويجمع حوله المؤيدين والأنصار ومن هذه السبل مايلي:
أ- أنه تدرج في اظهار دعوته، كما البسها الصبغة الاصلاحية، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ب- أنه خاطب بها الجهال والسذج من الناس الذين لايدركون حقيقة مافيها من انحراف عن منهج أهل السنة والجماعة، حيث توجه بها إلى قوم صيام عن جميع العلوم كما يقول المراكشي .
جـ- أنه كان يبالغ في انكار المنكر على الحكام الذي يمر بديارهم كما فعل مع العزيز بن المنصور بن الناصر بن علناس بن حماد صاحب بجاية، ومع علي بن يوسف بن تاشفين زعيم دولة المرابطين وذلك لكي يكسب بهذه الجرأة مكانة عند الناس.
د- مما يلحظ على ابن تومرت أثناء هذه المرحلة من دعوته أنه بالرغم من تظاهره بالتقى والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أنه كان لايتورع عن الكذب حتى أثناء قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث يذكر البيذق أنه كان إذا خشي بطشاً وهو يأمر بالمعروف خلط في كلامه حتى ينسب إلى الجنون وهذا النهج منهج كثير من الفرق الباطنية حيث يلجأون إلى الكذب وإلى العبارات الموهمة حتى لاتنكشف حقائقهم
يقول ابن العماد: (جرّه اقدامه وجرأته على حب الرياسة والظهور وارتكاب المحظور ودعوى الكذب والزور من أنه حسني وهو هرغي بربري وانه معصوم وهو بالاجماع مخضوم...)
يتبع
أمـــة الله
2008-04-20, 07:45 PM
بارك الله فيكِ أختي صفاء وجزاكِ الله خير الجزاء على مجهوداتك العظيمة بهذا القسم المييز
سلمت يداكِ
متابعة بإذن الله أكملي جزاك الله الجنان
بارك الله فيكِ أختي صفاء وجزاكِ الله خير الجزاء على مجهوداتك العظيمة بهذا القسم المييز
سلمت يداكِ
الله يسلمك اختي الغالية نورا وبارك الله فيك
متابعة بإذن الله أكملي جزاك الله الجنان
جزانا واياك الجنان باذن الله واشكرك غاليتي نورا على المتابعة وعلى مشاركاتك الطيبة
وبارك الله فيك وحماك من اي سوء
حياك الله
2- وكانت الخطوة الثانية التي نهجها ابن تومرت في بداية دعوته، أنه جدّ في تكوين قاعدة قوية مؤمنة بالمبادئ التي يدعو اليها، حيث أعد أفرادها اعداداً خاصاً، وذلك لكي يكونوا قاعدة شعبية لدعوته ثم لدولته، وقد بدأ بهذا النهج منذ مستهل دعوته حيث تمكن من تكوين خلية في بلاد مصر قوامها واحد وخمسون رجلاً، ولما انتقل إلى المغرب زاد من جهوده في هذا الميدان حيث انشأ حلقات للتدريس كان يبث أفكاره من خلالها ولكي يؤصل تلك الأفكار في أذهان أتباعه ألف لهم كتاباً في العقيدة يتضمن الخطوط العريضة لأصول دعوته حيث طالبهم بحفظه.
وإلى جانب اهتمامه بتكوين القاعدة الشعبية، فإنه كان يحتمي بشوكة بعض القبائل البربرية حتى يضمن لنفسه الأمان، ولدعوته الانتشار في ظل حماية تلك القبائل، فهو حينما وصل إلى بجاية بعد عودته من مصر خشي من بطش الحماديين فلجأ إلى قبيلة بنورياكل - احدى قبائل صنهاجة - فآووه واجاروه ومنعوا الحماديين من النيل منه، ولما انتقل الى بلاد المغرب الأقصى وخاف
من سطوة المرابطين ذهب إلى بلاد هرغة حيث نزل على قومه وقبيلته مصمودة فاحتمى بشوكتيهما من المرابطين، كما توفر له عندهم الجو المناسب لمواصلة الدعوة.
هكذا تمكن ابن تومرت من تكوين قاعدة شعبية قوية لدعوته وقد كانت هذه القاعدة في غاية التلاحم والتفاهم مع القيادة مما أدى إلى اعجاب الناس بها ومن ثم تقبلهم لمبادئها
- ومن الخطوات التي سلكها ابن تومرت تحديد موقفه من دولة المرابطين والتي كانت تبسط سلطانها السياسي على بلاد المغرب، وقد جاء عمله بهذه الخطوة اذا ماقورن بالخطوتين السابقتين، وذلك لأن بن تومرت لم يرد أن يحدد موقفه من دولة المرابطين، إلا بعد أن يشيع بين الناس ذكره، ويكوّن قاعدة شعبية يتكئ عليها في ساعات الخطر، فلما أطمأن إلى وجود هذه القاعدة، وإلى أنه لم يصبح نكرة عند كثير من الناس، أعلن رأيه في دولة المرابطين، متخذاً الأمر بالمعروف ستاراً لتحقيق غايته وطريقا لاظهار مفاسد دولة المرابطين فبدأ بالطعن في عقيدة المرابطين ووصفهم بالتجسيم والكفر والنفاق كما قال لاتباعه بأن غزوهم ومقاومتهم أوجب من حرب النصارى والمجوس
وعندما أدرك ابن تومرت المخاطر التي تهدده من قبل المرابطين، لاسيما أن دعوته قد وصلت إلى مرحلة الظهور والجهر بالأهداف، فقرر الانتقال إلى بلاد السوس مسقط رأسه حيث نزل على قومه وقبيلته مصمودة سنة 515هـ
وذلك لضمان الحماية اللازمة لدعوته ضد خطر دولة المرابطين وفي بلاد السوس أسس ابن تومرت مسجداً يجتمع به مع تلاميذه وزعماء قبيلته، حيث التفت حوله الكثير من المؤيدين والأنصار، فاختار منهم نخبة لتكون قاعدة لدعوته ضد خطر دولة المرابطين.
وفي بلاد السوس أسس بن تومرت مسجداً يجتمع به مع تلاميذه وزعماء قبيلته، حيث التف حوله الكثير من المؤيدين والأنصار، فاختار منهم نخبة لتكون قاعدة لدعوته حيث شرع في تدريسهم على شكل حلقات ودروس منظمة، وكان يؤصل في نفوس أتباعه موقفه من دولة المرابطين من خلال تلك الحلقات والدروس وبهذا استطاع أن يوجد حاجزاً نفسياً قوياً بين كثير من تلاميذه ودولة المرابطين، وهذا بلا شك مما يساعد على تهيئة كثير من الموحدين للتصدي للمرابطين، ومقاومتهم وهو ما كان يهدف إليه ابن تومرت.
ولما شعر بن تومرت بقبول دعوته في أوساط الهرغيين اراد توسيع نفوذه على القبائل المجاورة، فانتدب مجموعة من تلاميذه لدعوتهم وأوصاهم باتباع أسلوب اللين والمداراة مع من سيدعونه، لأن أسلوب العنف الذي كان مجدياً في الحواضر الكبرى أمثال: فاس، ومراكش، والمهدية، لايجدي عند القبائل ذات الأنفة وعزة النفس، والتي لا تبالي بمقابلة العنف بالعنف، فهم بحاجة لمداراة ورفق لكسبهم وهذه الخطوة تدل على دهاء ومقدرة ابن تومرت الذي كان خبيراً بطبائع الجماعات التي يبث بينها دعوته، فكان يتخذ لكل فئة أسلوباً مناسباً لها، لعلمه أن الأمزجة والعادات تختلف باختلاف البيئات وهذا لايفطن اليه إلا من أوتي حظاً وافراً من الفطنة والدهاء ونجح دعاة ابن تومرت في تشويق الكثير من أفراد القبائل للرحيل الى ابن تومرت عن طريق وصفهم لأخلاقه وسجاياه فكان يتلقفهم ابن تومرت ويضمهم الى صفوفه .
ورسخ دعاة ابن تومرت في أذهان القبائل بأن الفساد والظلم والجور، لاتزال الا بالمهدي لذا فالإيمان به واجب، ومن يشك فيه فهو كافر، وأن هذا الوقت وقته وأنه سيفتح المشرق والمغرب، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً.
ولما اقتنع ابن تومرت بأن جهوده قد أثمرت، وأن نفوس أتباعه قد تشربت بفكرة المهدية، قرر أن يعلن بأنه هو المهدي المنتظر. فبعد أن جمع أصحابه قام فيهم خطيباً موضحاً لهم أن جميع صفات المهدي متوفرة فيه، فبادر اليه العشرة الملازمين له فبايعوه على الوقوف بجانبه في العسر واليسر، وتتابع بعد ذلك عليه البربر مبايعين على نصرته وبذل مهجتهم دونه ولما كملت بيعته لقبوه المهدي القائم بأمر الله، وكان قبل ذلك يلقب بالإمام وكان تاريخ هذه البيعة على الراجح في جبل ايجليز في عام 518هـ/1124م وهو العام الذي انتقل فيه الى تينمل، لأنه لايعقل ان يعلن مهديته الكاذبة فور وصوله الى ايجليز بل الأمر كان يحتاج إلى وقت، وهذا ماحدث فعلاً إذ استمر يروج هو ودعاته لهذه الفكرة فلما تقبلها القوم أعلن مهديته الزائفة.
لقد كان على مقدرة عظيمة من القدرة على التخطيط وكانت خطواته محكمة نحو تأسيس قواعد دولة الموحدين
لقد ركب الحرام، فسفك الدماء، وهتك الأعراض، وغصب الأموال من أجل أهدافه المنحرفة وكان من شعره الذي يردده على اصحابه قبل خروجه بالمغرب:
إلي وفي النفس أشياء مخبأة
لالبـــــــــس لها درعاً وجلبابـــــــــاً
كيما اطهر دين الله من دنس
وأوجب الفضل للسادات ايجابــــــــا
تالله لو ظفرت كفي بمطلبها
ماكنت عن ضرب اعناق الورى آبي
إن بن تومرت بعد مبايعته بالمهدية نظم جبهته الداخلية بعناية فائقة، فقسم اتباعه الى طبقات حسب أسبقيتهم إلى بيعته، وسمي الأتباع بشكل عام بالموحدين تعريضاً بالمرابطين واتهمهم بالتجسيم وهم براء منه وبعد ان فرغ من تثبيت ركائزه اللازمة لدولته المستقبلية رأى أنه من غير المناسب بقاءه في جبل ايجليز لقربه من العاصمة المرابطية فانتقل الى تينمل في قلب جبال الأطلسي الكبير عام 518هـ/1124م واتخذه قاعدة لدولته الناشئة، وقد بقي فيها حتى وفاته عام 524هـ/1129م
يتبع
الهزبر
2008-04-21, 08:36 PM
السلام عليكم.
وكان في الطريق يختار بعض رفقائه المخلصين وتوجه بهم نحو القسطنطينية، ثم بجاية التي وصلها سنة 511هـ واقام بها مدة واشتهر بالأمر
هل ذهب من تونس الى القسطنطينية التي في تركيا. مسار رحلته نحو الغرب يجعلني افترض انه خطأ رقن.
اعتقد بانك قصدت قسطنطينة بالجزائر.
ودخل ابن تومرت مدينة مراكش في عام 514هـ في زي الزهاد وعلى عادته خرج مع تلاميذه إلى أسواق مراكش يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر دون إذن أمير المسلمين أو إذن أحد قضاته أو وزرائه، لأنه شاهد من مراكش من المفاسد مالم يره في مدينة ثانية وصدف أن رأى أخت أمير المسلمين حاسرة قناعها فوبخها فشكته إلى أخيه ثم توجه بن تومرت إلى مسجد علي بن يوسف في صلاة الجمعة فوجد أمير المسلمين جالساً وحوله الوزراء وقوفاً فاستنكر عليهم ذلك وعاب عليهم لبس النقاب، وخاطب علياً قائلاً "الخلافة لله وليس لك يا علي بن يوسف".
سمعت بهذاغ يقال بان اواخر دولة المربطين كانت مليئة بالبدع كان تكشف النساء عن وجوههن ويلبس الرجال النقاب والخمار.
متابع باذن الله.
الهزبر
2008-04-21, 08:39 PM
السلام عليكم
http://www.albshara.com/vb/images/medals/12.jpg
مسار رحلته نحو الغرب يجعلني افترض انه خطأ رقن.
اجل اخي الهزبر انه خطا في الرقن
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir