مشاهدة النسخة كاملة : ملحدون فى الجنة
تلميذ أمير عبد الله
2011-03-29, 05:29 PM
ملحدون في الجنة
بقلم يوسف المصري
أغمض عينيه المرهقتين قليلاً لعله يستمتع ببضع ساعات من النوم ...فمنذ نعوم أظافره لم يتعود على النوم في الطائرات ...دائماً يشعر بالقلق و يشعر بأن شيئاً ما سيئاً سوف يحدث, و لكن هذه المرة حاول أن ينام متمتماً ببعض الكلمات الغير مسموعة و كأنما يردد شيئاً ما يحفظه عن ظهر قلب...
" سيدي..تريد الوجبة نباتية أليس كذلك؟"
فتح عينيه فجأة لينظر إلى المضيفة الجميلة التي تبتسم له ابتسامة عمل روتينية فاكتفى بتحريك رأسه لأسفل بمعنى الإيجاب فاعتدل في مكانه يرتدي نظارته الطبية و يفكر في اللوحات التي تخبئها حقائبه..
لأول مرة سيشعر بإحساس الثراء الفاحش و تمنى في قلبه أن تحوز تصميماته للمدينة الجديدة إعجاب ( يوهان كراوش) الملياردير المعروف الذي طلب منه أغرب تصميم في التاريخ...
طلب منه تصميم للجنة التي تتحدث عنها الأديان في الأرض يشمل معظم تصورات الأديان حيث هناك كل وسائل الترفيه و المتعة فلا يشكو أي مواطن فيها من نقص أي شيء و تكون المتعة القصوى لديه قبل أن يطلبها
يريد المدينة أجمل من دبي و جزر الكاريبي و نيويورك و شرم الشيخ....لقد سهر ليالي كثيرة جداً كي يصمم هذه المدينة هو و طاقمه في ذلك الوقت القصير..لم يكن يعنيه غرابة الطلب أو غرابة الطالب نفسه , المهم هو المال و المال فقط فهو المتحكم في كل الأمور حالياً
" دكتور (بيرت)... يا لها من معجزة "
التفت الدكتور (بيرت) ناحية اليمين لينظر نحو رجل أصلع الرأس روسي الملامح ذو نظرات باردة بدا فيهما سعادة باردة
و لكنه عرفه على الفور إنه " سيرجي ياكوف" ضابط الأمن الروسي الذي كان جاره يوماً ما في بريطانيا منذ سنوات مضت .
لم يعرف الدكتور(بيرت)ماذا يجب أن يفعل هل يقوم لتحيته أم ينتظره و لكن انتظاره لم يدم طويلاً فقد اكتفى ( سيرجي) بالتلويح من بعيد فرد ( بيرت) بابتسامة صفراء تذكر معها الأيام الأليمة حينما كان (سيرجي) دائم التعذيب لزوجته فتستيقظ عائلة (دكتور بيرت) بأكملها على صوت الضرب المزعج و المرعب كثيراً و لكن لماذا يتجه هو الأخر إلى أستراليا؟؟ ... فرد في نفسه لعله في مهمة خاصة أمنية و قطع حبل أفكاره الصوت الإليكتروني لقائد الطائرة و هو يعلن الهبوط أخيراً بمطار ملبورن في أستراليا...
http://mc2.vicnet.net.au/home/eventsme/web/Melbourne04.jpg
نزل الدكتور ( بيرت ) مسرعاً مرتبكاً يبحث في المطار عن أي وجه مألوف أو حتى لافتة بإسمه
و سرعان ما وجد فتاة ذات ملامح صينية تحمل لافتة باسمه الدكتور المهندس ( بيرت)
توجه إليها مبتسما ..و هو يقبض على لوحاته و كأنما روحه بداخلها.
" أهلاً بك يا دكتور في ملبورن" رددت الفتاة بلكنة إنجليزية متقنة فرد بارتباكه المعهود و بصوت يكاد يكون مسموعاً " شكراً" .
" مستر يوهان سيقابلك غداً و يتمنى لك إقامة رائعة في هذا الفندق و يدعوك لأن تتجول في المدينة كما تشاء اليوم و يؤكد لك أنك لن تجد فندق أفضل منه"
" أعرف تماماً أن السيد ( يوهان) ينفق بلا حساب .. عموما بلغيه شكري على ضيافته الكريمة و أني أتشوق للقائه غداً"
***
تلميذ أمير عبد الله
2011-03-29, 05:45 PM
دكتور بيرت ....أخيراً " صاح بها رجل قصير القامة و لكن سمين بشكل لا يتناسب مع طوله اطلاقا
يرتدى بذلة بيضاء غالية الثمن و يلمع في يده خاتماً ذهبياً براقاً .. فتقدم دكتور ( بيرت) مصافحاً بقوة و هو يتصبب عرقاً فلم يعتد مثل هذه المقابلات الحارة من قبل,و لكنه ما لبث ان جلس إلى جوار ( كراوش ) على مائدته الضخمة التى يراها فى الأفلام السينمائية ...
http://www.kbary.com/up/download.php?imgf=%D8%B3%D9%81%D8%B1%D8%A9%20%D9%8 1%D8%AE%D9%85%D8%A9.jpg
" هذه الرسومات أخذت وقتاً طويلا و جهداً كبيراً يا سيد ( كراوش) " رددها ( بيرت) محاولاً التملق و التجمل فرد ( كراوش ) " أعرف حبك الشديد للهندسة و براعتك التى يشهد لها أعظم المهندسين فى بريطانيا ", أشعرت تلك الكلمات دكتور (بيرت ) بالراحة فلم يكن يتوقع أن تكون المقابلة مع ذلك الملياردير
بهذا الشكل اليسير مما خفف من توتره الدائم و بدأ فتح اللوحات بثقة أكبر .
" هنا قلب المدينة و هو مبنى للإدارة و هنا المكتب الرئيسى الذى ستديره يا مستر ( كراوش) و قد فكرت في أن أجعله ذو طابعاً تاريخياً فرنسياً مثل طراز لويس الرابع عشـ .. "
قاطعته السكرتيرة الصينية التى أصدرت صوت يشبه القطة و بدا أنها تريد الحديث مع مستر ( كراوش)
الذى انتبه فجأة لموائها قائلا " ما الأمر يا ( بيكى) ؟؟ "
" عذراً سيدى للمقاطعة و لكن مستر ( ايزاك ) يريد الحديث إليك بضرورة لا تحتمل التأجيل ... ثم تمتمت بصوت خافت" الأن "
" حسنا يا ( بيرت) نكمل حديثاً سوياً لاحقاً و سأرك غداً في نفس التوقيت "
شعر ( بيرت ) بالضيق الشديد و ود لو استطاع أن يخنق تلك القطة الصينية و لكنه رسم ابتسامة متملقة قائلاً " بالتأكيد سيدى .. اسمح لى بالانصراف "
و بينما هو خارجاً دخل ( ايزاك) حيث كان يجلس ( بيرت) لتوه مع ( كراوش)..
" ما الجديد لديك إذن يا ( ايزاك ) ؟؟ " قالها ( كراوش) و هو ينفث الدخان فى وجه ايزاك ليملأ أنفه و وجهه فاحمرت عينا ( ايزاك ) و سعل بشدة و لكنه قال " أخبار سعيدة جداً .... حادثنى ( جون) منذ قليل و اخبرنى انه استطاع إقناع 12 شخصاً أخر بفكرة الجنة و الجميل أنهم كلهم يقتنعون بعدم وجود إله
و هم من مستويات علمية مختلفة و مادية مختلفة .. الشىء المشترك بينهم عدم تقبلهم فكرة وجود الاله" ثم اعتدل قائلاً
و المفاجأة أن بينهم ثلاثة هنود و لبنانى و مصرى و ... "
" ما ديانتهم الأصلية يا ( جون) ؟؟ قاطعه ( كراوش ) باهتمام
" الهنود على الديانة السيخية و لكنهم يعيشون منذ فترة كبيرة فى لوس أنجلوس .. أم اللبنانى فهو مسيحى أرثوذكسى و المصرى مسلم ..."
لمعت عينا ( كراوش) " مسلم ... لدينا نقص في عدد المواطنين المسلمين. حاولوا التأثير على عدد أكبر "
" لا تقلق يا سيدى رجالك يقومون بعملهم على اكمل وجه و إن كنا بحاجة إلى ... "
قاطعه ( كراوش ) صائحاً " لاتقول لى أننا نحتاج . .. أنا أدفع الكثير حتى لا أسمع هذه الجملة. فهمت ؟؟ "
أصاب الرعب ( ايزاك) الذى ارتجف فور الثورة الغاضبة التى قام بها ( كراوش ) فانتفض من مكانه قائلاً
" حسناً سيدى ....لا نحتاج شيئاً سأضطر للانصراف الأن " و خرج مسرعاً كالهارب من ثورات الشعوب
" بيكى .. اتصلى بـ ( جون ) الأن و أخبريه أنى أريد مقابلة ذلك المصرى فى أقرب فرصة "
نطقها ( كراوش) و عاد يغرق في تفكيره العميق .
****
نيويورك
http://blog.atrapalo.fr/wp-#######/uploads/2008/09/new-york.jpg
" هذه هى استقالتى .. يا سيدتى "
" ماذا .. استقالة ؟؟ و لماذا تريد الاستقالة يا ( فريد) ؟؟ هل عاود أحد مضايقتك هنا ؟؟"
" لا يا سيدتى ... فالعمل لديكم شرف لأى محاسب ... و لكنى وجدت فرصة عمل أفضل "
" ( فريد) أنت تعلم أننى استطيع التأثير على المدير العام و بإمكاننا مناقشة مسألة الراتب .. لكن لا يمكن أن تتركنى هنا .... أقصد تتركنا " رددتها الفتاة ذات البشرة السمراء و التى ارتسم الحزن على ملامحها بشكل ملحوظ
لكن الرجل الواقف امامها كانت ملامحه تبدو أكثر صلابة منها فقال " اعذرينى يا ( مارجريت) فقد سئمت الحياة هنا في أمريكا.. فالحرية المزعومة لديكم لا أشعر بها إطلاقاً . و أنتى تعلمين السبب "
" ( فريد ) أرجوك الناس يعلمون أنك عربى الأصل ... و أنت تعلم هذه الأيام نظرة الناس للعرب "
" و اى حرية هذه التى تزعمونها ؟؟ ... لقد أخبرت الكثيرين أننى لست مسلماً منذ فترة كبيرة فأنا تربيت هنا منذ عشرون عاماً و أكره العرب أكثر من أى شىء و لكن كيف أتخلص من أصلى ...فقد سئمت من المسكنات التى ترددونها عن الحرية و الديموقراطية ... لا مفر من السفر"
" ( فريد)) أرجوك "
" هل ستقبليها يا ( مارج) أم لا ؟؟"
لكنه لم يرى سوى دموع سرعان ما خرجت إلى الحرية على وجنتى السمراء .
فأكمل قائلاً " ( مارج) لو تعلمين إلى أين رحيلى لما بكيتى .. !! "
و لكنها ردت بصمت مطبق و استمرت فى النظر إليه بأسى و حزن كبير جداً
فأكمل متجاهلاً صمتها " سأذهب إلى الجنة الحقيقية.. و ليست جنة المسيحيين أو المسلمين أو حتى اليهود
حيث لا قيود حيث الأخلاق بلا التزامات دينية معقدة و طقوس لا تمنع أحداثاً و خرافات تناقض العلم و العلماء... سأذهب حيث أرى أحلامى تتحقق أخيراً ... هل هناك معنى للسعادة أكثر من ذلك "
ثم ارتدى جاكت بذلته قائلاً "وداعاً يا ( مارجريت) أنا ذاهب إلى الجنة"
انغلق الباب وراءه و انطلق نحيب ( مارجريت ) في هدوء.
تلميذ أمير عبد الله
2011-03-29, 05:49 PM
الإسكندرية – مسجد القائد ابراهيم
http://photos.azyya.com/store/up3/090226130430piQz.jpg
جلس الشاب ذو البشرة البيضاء يردد آيات القرآن منهمكا فى المصحف بخشوع شديد ... حتى جاء رجل ذو لحية طويلة و جلس بجواره و انتظر الشاب الذي بدا أنه لم يلحظ وجود الإمام بجواره ...و علا صوت الشاب بصوت رخيم و هو يتلو آيات من سورة (يــس )إلى أن انتهى فانتبه لوجود الإمام بجواره فقام مسرعاً نحو يده يقبلها إلا أن الإمام أبعد يده مسرعاً راسماً ابتسامة عريضة على وجهه المضيء...
" كم كنت أشتاق لأن أراك يا شيخ (حاتم)" أطلقها الشاب بفرحة ممزوجة باللهفة أو بلهفة ممزوجة بالفرحة فزادت ابتسامة الشيخ الذى قال بصوت هادىء " و أنا كنت مشتاق أكثر لأسمع صوتك تقرأ القرآن يا (يوسف) "
بدا الخجل على وجه الشاب الذي لم يمر سوى يومان على ربيعه الثامن و العشرين ... و لكنه استطرد متجاوزاً اطراء الإمام عليه " لقد مضى وقت طويل منذ غيابك للعلاج ... كنت افتقد الصلاة خلفك "
" يا بنى المهم أن تؤديها بخشوع .. و أن تصل درجاتها كاملة بإذن الله للمولى عز و جل "
" أمين يا رب العالمين "
ثم أردف يوسف قائلاً " هل تابعت يا مولانا الاحتجاجات التي قامت فى العالم من أجل فكرة بناء مدينة للملحدين ؟"
" نعم يا بنى و أحزننى الأمر كثيراً و ما أحزنني أكثر أن هناك من المسلمين ذوى الإيمان الضعيف و الذين قرروا الذهاب إلى هناك "
" أنا أيضاً سمعت بهم و لكنهم لم يتعدوا أصابع اليد الواحدة كما أنهم يعيشون بالغرب منذ فترات طويلة جداً حتى وهن إيمانهم .. هذا بافتراض أنهم كانوا يملكونه مسبقاً" و ظهرت لهفة الشاب مرة أخرى قائلاً " و لكن الأن هل سنسكت ؟؟ .. لقد بدأ جهاد من نوع جديد على ما اعتقد ... ودور الشباب لم يعد يقتصر على الثورات" قالها( يوسف) بلهجة غريبة جمعت ما بين الغموض و التحدى
" لن نسكت بالتأكيد يا(يوسف) و لن يرضى الله بذلك .. و لكن لابد من السعى فى سبيل إعلاء كلمة الله"
" و كيف يكون ذلك؟؟"
" قريباً .. سنعرف يا بنى ... قريباً جداً " ثم قام الشيخ مغادراً ليصلى ركعتين مغادراً ابتسامته لدى الشاب
لتلمع عينا الشاب الجالس على المصحف و الذي عاد لقراءة القرآن.
****
ملبورن
http://forum.4kwt.com/imgcache2/5633.gif
جلس قرابة العشرين شخص حول مائدة مستر( يوهان كراوش ) الضخمة و كأنما على رؤوسهم الطير و ينظرون جميعهم باتجاه واحد .. حيث يقف الملياردير الشهير ممسكاً بسيجاره الضخم و من خلفه بدت شاشة الكترونية لرسومات الدكتور(بيرت) الذى كان وسط الحاضرين و يتلفت يمينا و يساراً بتوتره المعهود ...
" الأن أقدم لكم رجلنا الجديد ( سيرجى ياكوف) رجل المخابرات الروسي و قائد الأمن فى المدينة و هو لديه ما يقوله لكم ... تقدم يا (سيرجى) "
قام الرجل ذو الجثة الضخمة ببرود دون أن يوجه الابتسامة الروتينية التي يلقيها كل متملقي (كرواش)
" الأمن فى (واى سى بارادايز ) سيقتصر على حمايتها خارجياً ... فمعتقدنا في الجنة هو الصدق في التعامل و بالتالي لن تتواجد مشاكل فيما بيننا و هذا مبدأ عام أريد من ا لسادة الحضور نشره بين السكان "
ثم اعتدل و قد علا صوته بنبرة بدت مخيفة لبيرت " كل مواطن لابد و أن يتعلم كيف يحارب و يدافع عن المدينة فرجالى لن يفعلوا كل شيء في كل الوقت و لابد و أن تشعروا بأهمية الحفاظ على مدينتكم "
ثم أردف قائلاً و قد أخرج سيجارة في تحد واضح لقوة شخصيته أمام(يوهان كراوش) الذي جلس مبتسماً و مستمتعاً بحديث (سيرجى) " ستكون هناك دورات مؤهلة للدفاع عن المدينة .. و هى إجبارية على جميع المواطنين و حتى المسئولين منكم... "
" شكراً يا( سيرجى )... و الأن دورك يا( إيزاك) " قالها كراوش بينما ظل جالساً و هو ينظر لليهودي الأصل ذو الشعر الأحمر الذي قام ليقول " سيكون لدينا يوماً مقدسا نقوم فيه بجمع كل الكتب المقدسة لدينا سابقاً و نحرقها في وسط المدينة في احتفال عالمي تنقلها اقمارنا الصناعية إلى كل العالم و لننظر ماذا يفعل اله العالم بنا .. و سيكون هذا عيداً رسمياً لنا كل عام نحتفل فيه.. و على كل المواطنين المشاركة فى الاحتفال بحرق الكتب المقدسة ... "
علت ضحكات (يوهان كراوش) و لم يستطع منع نفسه من التصفيق قائلاً " يا لك من يهودي حقاً يا (إيزاك) ... أفكارك الماكرة تستنحق عليها أن تكون مساعدى بدلاً من (جون) الخائب " ثم علت ضحكات (كراوش) مرة أخرى.. مع ابتسامة الظفر على وجه (ايزاك)
بينما احمر وجه ( جون )بشدة مع احراج (كراوش) له وسط الحضور.
" حسنا الأن اعتقد أنه دورك مجدداً يا دكتور (بيرت) "
فوجىء ( بيرت ) بكلمات( كراوش ) رغم علمه مسبقاً بأنه سيشرح مخطط مدينته لمساعدي( كراوش)
فوقف قائلاً " (واى سى برادايز) مدينتنا الجديدة الجميلة .. حيث لا مشاكل دينية ولا طقوس خرافية ليضيع الوقت في اختلافات و خلافات لا طائل منها ...
لقد صممت هذه المدينة بشكل ترفيهي كامل حيث يستطيع السكان طلب أي شيء في أي وقت قدر الإمكان و لا يوجد أموال أو اقتصاد في المدينة فكل من يطلب شيئاً سيجده .."
" طالما أما أدفع " قالها (كراوش) بصوت عال مقاطعاً (بيرت) الذي بدا و كأنه نسى باقى خطبته العصماء التي يعدها منذ أسابيع ... و لكنه سرعان ما ابتلع ريقه مردفاً " (واى سي برادايز ) مدينة لها جزء على ساحل جزيرة فيكتوريا و تصميمها الأساسي على شكل حرف (واى سي) نسبة إلى مؤسسها ( يوهان كراوش).
http://i277.photobucket.com/albums/kk72/voldmort7777/123-1.jpg
و هنا قام الحضور بالتصفيق لدكتور (بيرت) حينما قام الكومبيوتر الخاص به بعرض الصور الخاصة بالمدينة حيث ظهر حرف الواى باللغة الانجليزية مقلوباً و مواجها لحرف السى ...
" الأن نخب تأسيس المدينة"
رفع الجميع كئوسهم ووجهوها تجاه كراوش الذي بدا سعيداً جداً.... بينما انسكب الكأس الخاص بالدكتور( بيرت )على ملابسه .
السلام عليكم
ننتظر البقية اخي تلميذ امير عبدالله
alba3m
2011-04-02, 04:38 PM
متابعة ....
تلميذ أمير عبد الله
2011-04-24, 04:48 PM
دمعة وداع
http://www.almadar.co.il/VIRUF/tears_of_nature_preview.jpg
ارتشف يوسف من كوب الشوكولاتة الموضوع بجوار الحاسوب الخاص به بينما ظلت عيناه مثبتتان على الشاشة الصغيرة بينما لمح ظل يمر بجواره بسرعة فالتفت إليه ليرى شقيقه الأكبر كاشفاً ذراعيه العريضتين و ناظراً إلى ( يوسف) بنظرة صارمة. جعلت (يوسف) ينتبه إلى نظرة شقيقه المرتابة الذي بادره بصوت عميق قائلاً " يوسف.. مازلت مصمماً على الرحيل؟؟ "
و هنا اعتدل يوسف محاولاً إقناع شقيقه " يا أخي الحبيب هناك الفرصة أفضل .. كما أنك...." هنا قاطعه ( أحمد) قائلاً بحدة " ثم أنني ماذا؟؟ .. موجود هنا و أقوم بدفع كافة التكاليف هنا ... كما أنني أتحمل مسئولية والدتنا و شقيقك الأصغر .. و لذا لا حاجة إليك.. أليس كذلك؟؟"
هنا قام (يوسف) بوضع يده على كتف شقيقه بوداعة محاولاً إرضائه " يا أخي الحبيب
حتماً يوماً سأعود .. و لو تعرف ما اذهب إليه لتركتني أذهب اليوم"
رد ( أحمد ) بسرعة " و أنا أريد أن أعرف ما تذهب إليه ؟؟" هنا تردد ( يوسف) قبل أن يقول " العمل في أستراليا كثير و هناك مسجد للدعوة الإسلامية و أنت تعرف شيخنا الحبيب ( فيصل) سيقوم بمساعدتي.. و بخصوص النفقات سوف أرسل لك كل ... "
قاطعه ( أحمد ) صائحاً " أي نفقات التي تتحدث عنها ؟؟ أنا لا أريد منك سوى أن تكون ناجحاً في حياتك و أنت تعلم جيداً إننا و ا لحمد لله لدينا ما يكفينا .. و إن كنت تتحدث لأجل الدعوة فأنت تستطيع أن تفعل ذلك من هنا". .فقال (يوسف) " يا أخي الموضوع ليس بسيطاً كما تتصور فهناك العمل وفقاً لقدراتي أيضاً و التي لا أشعر بأي جزء منها هنا "
هنا غادر ( أحمد) بعد أن التفت قائلا " و ما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "
و عاد (يوسف) إلى شاشته الصغيرة ليكمل بحثه.
***
" هل ستأخذ هذا المصحف أم هذا ؟؟ " رفع ( مصطفى ) الشقيق الأصغر لـ ( يوسف) يديه الصغيرتين حاملاً مصحفين مختلفي الأحجام و ملوحاً بهم إلى شقيقه الأكبر الذي يقوم بإعداد حقيبة الضخمة و التفت إلى اليدين الصغيرتين قائلاً " اترك الاثنين خارج الحقيبة فهما أخر ما يوضع في الحقيبة " هنا لم يتملك (مصطفى ) دموعه الصغيرة التي نزلت ببطء قائلاً " يقول ( أحمد ) أننا قد لا نراك ثانيةً .. هل هذا صحيح؟" هنا اعتدل (يوسف) و قام إلى الطفل الصغير قائلاً " تعلم كم أحبك يا أخي ؟ " و هز ( مصطفى )رأسه بإيماءة تعني الإيجاب فقال له (يوسف) " إ ن الله قادر أن يجمعنا ثانيةً كما أنني سأراك عبر الإنترنت ... لا تنسى ذلك أبداً " و رد ( مصطفى) بصوته الرقيق " أمى كانت تبكى بالأمس في صلاتها بشكل جعلني أخاف جداً و أنا ظننت ذلك لأنك ستسافر و تتركنا " فقال ( يوسف) لن أترككم يا أخي الحبيب إن شاء الله سنلتقي قريباً . و ما إن تستقر الأوضاع هناك سآتي لأخذكم معي " هنا انتهى حزن الطفل الذي قال فرحاً " حقا؟؟" فقال ( يوسف) و الحزن يعتصر قلبه و لكنه منع نفسه من التعبير عن ذلك الحزن برسم ابتسامة حزينة حاملاً شقيقه " نعم حقاً يا ( مصطفى) و لكن هذا في حال أنك لم تغضب أمك و ذاكرت دروسك جيداً " خرج الطفل سريعاً إلى أمه ليبشرها بقول ( يوسف) الذي جلس يناجي ربه بهمسات خاشعة غير مسموعة.
***
دقت الساعة الثالثة فجراً فقام ( يوسف ) حاملاً حقيبته ناظراً إلى غرفته الذي ربما يراها للمرة الأخيرة و ودعت عيناه كل ركن فيها .. نظر إلى سريره ملياً و الصورة التي بجواره التي يظهر فيها الأسرة بأكملها و تردد في أخذها أو أن يتركها فقرر تركها قبل ن يخرج و يفتح غرفة أمه بهدوء و ينظر إليها نظرة أخيرة قبل الرحيل .. لقد قرر في نفسه أن يغادر دون وداع لأنه لا يحتمل تلك اللحظات و هنا أغلق الباب بهدوء قبل أن يتوجه إلى الخارج ليجد نفسه مواجهاً لـ شقيقه الأكبر الذي قال " وفقك الله يا أخي ... يعلم الله كم سأفتقدك"
لم يستطع (يوسف ) أن يمنع نفسه من احتضان أخيه بقوة ... ثم اعتدل قائلاً " أستودعكم الله .. الذي لا تضيع ودائعه" فقال (أحمد) " لن أوصيك بنفسك .. و إياك و أن تنسى إيمانك و صلاتك و قيامك " و نزل ( يوسف) مودعاً كل ما تقع عليه عيناه من ذكريات قد لا يراها بعد اليوم إلا بعد وقت طويل جداً ....و هنا أخرج مصحفه و أخذ يقرأ فيه متجهاً إلى الميناء.
****
مذكرات(فريد)
http://www.islamichistory.net/indexfiles/register.gif
وقف (كراوش) أمام العمال الذين كانوا منهمكين في بناء المدينة بينما وصل ( جون ) مساعد السيد ( كراوش) بصحبة ( فريد ) الذي بدا عليه الإرهاق من فرط السفر ... فالتفت مستر (كراوش)مرحباً " أهلاً بالوافد الجديد ... لا تدري كم هي سعادتي بان أول الساكنين في مدينتي مسلم سابق" لم يبد على وجه ( فريد) أي تعبير سواء بالترحيب أو حتى ابتسامة الروتين المعروفة و لكنه مد يده لمستر (كراوش) قائلاً " تشرفت بلقاؤك يا سيد (كراوش) " فقال (كراوش) " لقد اخترت لك أفضل مكان في مدينتي ..و الآن دعنا نذهب من هنا إلى قصري" .
بينما كانوا في السيارة معاً قال ( كراوش) " سأصارحك يا سيد (فريد) . لدينا أزمة حقيقية في جذب المسلمين الملحدين إلى هنا و لا أدري ما السبب الحقيقي لعدم التسابق عليها رغم أنني أعرف أن هناك ملحدين كثر في العالم كله و رجالي الحمقى لا يعرفون كيف يقومون بجذب هؤلاء الذين كانوا مسلمين و نجوا من هذا الدين العنيف "
هنا رد (فريد) " يا سيد (كراوش) المسألة على المسلمين ليست بسهلة على الإطلاق .. فهم أكثر الشعوب تديناً كما أنني عشت منذ طفولتي في أمريكا و مع أم مسيحية تزوجها والدي في مصر قبل أن يهاجروا إلى نيو يورك و مات أبي منذ زمن بعيد كنت حينها طفلاً
و تقطعت العلاقة بيني و بين الإسلام تماماً من يومها فلا أمي اهتمت بتعريفي ما هو الإسلام و لا اهتممت أنا بمعرفة ما حقيقته و لكن ما أعرفه أنهم متمسكون للغاية بدينهم و حتى من ألحد منهم يخشى على نفسه من القتل أو على أسرته كما أن عددهم قليل للغاية ممن درسوا في روسيا مثلاً ...و كملحوظة لك فأنا تركت نيو يورك لتمييزها العنصري ضد العرب فالجميع هناك يعاملونني كعربي إرهابي و كأنني أود أقتل كل من هم غير المسلمين و هذا غير صحيح بالنسبة لي على الأقل فلو وجدت تمييزاً هنا فأنا ..."
" لا تكمل يا سيد (فريد) أنا أعرف مدى معاناتكم أنتم العرب المتأمركين من هذا الأمر و كن على ثقة أن الناس سواسية هنا في (واى سي باراديز) "
" أتمنى ذلك يا مستر (كراوش) ... سأضطر للنزول هنا ما إن أذنت لي فقال ( كراوش ) ببساطة " تفضل طبعاً " .
و ما إن نزل (فريد) قال محدثاً ( جون) الذي كان يسترق السمع " هل هذا هو المسلم الذي جئت به يا ( جون) كنت أعرف انك أحمق جداً .. إنه لم يعرف شيئاً عن الإسلام قط أنت لا تستحق حتى أن تكون حاملاً لحذائي "
احمر وجع (جون ) للغاية بعد وصلة التوبيخ العنيفة من (كراوش) و لكنه قال " يا سيد ( كراوش) أعدك بان القادم أفضل فلدينا شاب جديد إسمه ( يوسف ) مصري أيضاً و تحرياتنا عنه تقول بأنه كان ملتزماً غير أنه ولد و عاش في مصر فهو بالتأكيد يعرف الكثير عن الإسلام و ناقماً عليه "
" مسلم ملتزم و يريد الالتحاق بمدينتنا ؟؟ أي هراء هذا يا أحمق ؟؟ اسمع.. حينما يصل ذلك الشاب فلن يلتحق بمدينتنا بالاختبار التقليدي .. احضره لي سيكون اختباره على يدي و علنياً أمام الجميع .. إن نجح في عبوره فهو يستحق أن يعيش بيننا و إن لم يستحق فسأتركه لـ ( سيرجي ياكوف ) ليتعامل معه " قال (جون ) بخضوع " حسناً يا سيدي .. و بخصوص المناظرات التي طلبتها فهو جاهزة للعرض في أي وقت "
" ركزوا على المناظرات الإسلامية و المسيحية و الهندوسية "
" و بالنسبة لليهودية يا سيدي ؟؟" فرد (كراوش ) " اليهود هم من يدفعون يا أحمق!" و انطلقت ضحكات (كراوش ) عالية جداً.
البراء بن مالك 11
2011-04-25, 12:18 AM
متااااااابع
جزاك الله خيرا
تلميذ أمير عبد الله
2011-05-07, 07:21 AM
المهمة الصعبة
http://www.albshara.com/attachment.php?attachmentid=1219&cid=1&stc=1
http://www.google.com.eg/imgres?imgurl=http://members.abunawaf.com/g/2008/10/01/dubai2008_23.jpg&imgrefurl=http://www.abunawaf.com/post-7395.html&usg=__xHiSaKijXw31-LtGkFi3SbzxCNo=&h=478&w=666&sz=54&hl=ar&start=0&zoom=1&tbnid=bisfsB5gh1PpqM:&tbnh=163&tbnw=211&ei=GtbETeydEo2p8AO8h6T2BA&prev=/search%3Fq%3Dhotel%26um%3D1%26hl%3Dar%26biw%3D1024 %26bih%3D608%26tbm%3Disch&um=1&itbs=1&iact=rc&dur=928&page=1&ndsp=8&ved=1t:429,r:3,s:0&tx=165&ty=75
تجول (يوسف) بعينيه بين الحضور في مطار ملبورن عله يجد لافتة باسمه و سرعان ما وجدها في يدي ( بيكي ) القطة الصينية التي أرسلها (كراوش ) بنفسه لاستقبال (يوسف) مباشرة فتوجه إليها مبتسماً بينما شعر في قلبه باختلاجة و كأنما تجمعت لديه هموم الدنيا فهو لا يعرف إلى أين يذهب و ماذا سيفعل بالضبط؟؟
" لقد تشرفت بلقائك أيها الوسيم "قالتها( بيكي ) و هي ترمقه بنظرة إعجاب فقال لها خافضاً عينيه و متمتاً " شكراً " ... بينما ركبا السيارة الفارهة التي سبق و أن ركبها دكتور ( بيرت ) عند وصوله..
" حسناً ما رأيك في المدينة؟؟ " قالتها ( بيكي ) محاولة فتح الحديث مع ( يوسف ) فقال لها " لم أرى شيء بعد ثم أنني قادم إلى هنا من أجل المدينة الأخرى و ليست ملبورن " فقالت " نعم . لديك كل الحق .. ولا تعرف مدى سعادة مستر ( كراوش ) بوصولك إلى هنا و صدقني الجميع يتمنى أن تعبر الاختبار الذي أعده لك "
فرد ( يوسف) مندهشاً " اختبار؟؟ و أي اختبار هذا " فردت بغموض " غير مسموح لي بالتحدث عن ذلك الآن و لكن الأكيد أنك لن تدخل مدينتنا بالسهولة التي دخلت بها ملبورن " فقال ( يوسف) " المشكلة في أوراقي و أعرف روتين الحكومة هنا في أوراق الهجرة و .... " قاطعته ( بيكي) قائلة بحزم " لا تقلق من شيء كهذا أبداً فنحن ندفع الكثير لكي لا يقع أي ساكن من جنتنا في أي مشكلة سواء معنا أو مع غيرنا .. و كل الإجراءات تتم مقابل المال "
فقال (يوسف) متمتماً" فهمت " بينما يداه تتحسس المصحف الصغير في جيبه
" ها قد وصلنا ... يخبرك السيد (كراوش ) أن هذا الفندق هو الأفضل على الإطلاق في ملبورن كما أنك لو تجولت في ربوع المدينة فلن تجد ما هو أفضل منه "قالتها ( بيكي) بالفخر المعتاد فرد ( يوسف ) " بالفعل الفندق رائع ... و أثق بكلمتكم في أنه الأغلى "
" حسنا ميعادك مع مستر ( كراوش ) في الثانية ظهر الغد أتمنى أن تكون قد نلت كفايتك من الراحة "
" نعم هذا يكفي بشكل جيد.... . أشكرك يا آنسة " فردت القطة بموائها الرقيق " بيكي .. اسمي (بيكي) "
فرد (يوسف) " شكرا (بيكي) " .
صعد (يوسف) سلالم الفندق حاملاً حقيبته الصغيرة متوجهاً إلى الاستقبال و قلبه يدق بشدة فلأول مرة يشعر أن وجود المصحف في جيبه قد يسبب له أزمة و لكنه هدأ من نفسه و تذكر أن هذا المصحف هو سبب وجوده هنا و ها هو آت لبذل كل ما هو غال و رخيص من أجل نصرة الإسلام و لو كان الثمن حياته ..
" مرحباً بك يا ( مستر (جوزيف) في الفندق " قالها موظف الاستقبال الأنيق راسما ابتسامة ودودة
" عفواً . اسمي (يوسف ) و ليس (جوزيف ) بامكانك استعمال حرف (الواى) بديلاً عن ال (جيه) "
" أوه حسناً عذراً سيدي لم انتبه لذلك ..غرفتك رقم (702) و تفضل الكارت الخاص بك "
ثم صعد يوسف بصحبة الرجل الذي يحمل حقائبه و وصل إلى الغرفة... ليجد شخص ما يحاول فتح غرفة مجاورة و بدا أنه فقد الكارت الخاص بدخوله بعد أن فتش كل جيوبه بعصبية و سرعة بالغة فقال حامل الحقيبة " عذرا سيدي هل فقدت الكارت الخاص بك؟؟ "
هنا شعر دكتور ( بيرت) بإحراج بالغ خصوصاً أن الرجل تحدث أمام ( يوسف) فقال بعصبية " اممم ... حتى الآن نعم فأنا لا أجده في جيبي "
" اطمئن يا سيدي بإمكانى فتحه لك و لكني مضطر لإحضار كارت بديل من الاستقبال "
هنا قال (يوسف ) " بامكانك الانتظار في غرفتي لحين قدومه " شعر دكتور ( بيرت) بالإحراج البالغ و لكنه أومأ إلى (يوسف )بنظرة امتنان حينما فتح ( يوسف) باب غرفته و دخلا سوياً إلى الغرفة الأنيقة.
" ملامحك شرقية أليس كذلك ..؟؟ " فرد ( يوسف) بابتسامة " نعم كما أن لكنتك إنجليزية بريطانية "
اندهش (بيرت) " و هل تعرف لكنة البريطانيين أيضاً ؟؟ "
فقال ( يوسف) ببساطة " و من لا يعرفها ؟؟" فقال ( بيرت) " هل يدرس العرب لغات أجنبية ؟"
فقال ( يوسف ) " و هل زرت أي دولة عربية لتسأل هذا السؤال ؟؟ "
شعر (بيرت) بسذاجة سؤاله فعلاً و لكنه قال " لقد كان لي جيران شرقيون مثلك و لكن إنجليزيتهم كانت ضعيفة جداً و لكن أنت تتحدثها ببراعة " فرد (يوسف ) بابتسامة متواضعة.
" أنا (بيرت) دكتور مهندس معماري من انجلترا " قالها ماداً يده إلى ( يوسف ) الذي سرعان ما صافحه قائلاً " و أنا (يوسف) من مصر و اعمل بمجال التسويق "
" لطالما تمنيت زيارة أهرامكم " فرد ( يوسف) " هي في انتظارك دائماً " فابتسم (بيرت) قائلاً " و هل هي زيارة عمل أم للترفيه " فقال (يوسف) " للعمل "
" حسنا سيدي غرفتك مفتوحة الآن " هنا قام ( بيرت ) قائلاً " شكراً لك على استضافتي مستر ( جوزيف ) و أتمنى أن أراك مرة أخرى و غرفتي بجوارك تماماً "
فقال ( يوسف) " يشرفني لقاءك .. و لكن اسمي (يوسف) و ليس جوزيف "
عاد شعور الحرج إلى ( بيرت ) مرة أخرى الذي تلعثم قائلاً " أوه حسنا .. جو . .. يوزيف . إلى اللقاء "
ثم اغلق الباب خلفه ليقوم (يوسف) و يصلي.
***
Masjed Eleman""
http://www.albshara.com/attachment.php?attachmentid=1220&cid=1&stc=1
قرأها (يوسف) على ذلك المبنى الجميل الهادىء فطوى الورقة الصغيرة في جيبه و دخل إلى المسجد الهادىء الذي جلس في أحد أركانه شيخ ذو لحية بيضاء يقرأ القرآن في خشوع فجلس ( يوسف) عن يمينه دون أن يشعر به الشيخ
حتى انتهى فالتفت يمينه و هنا بدا عليه الفرحة الممزوجة بالاندهاش أو بمعنى أدق الاندهاش الممزوج بفرحة فوقف صائحاً " ابني الحبيب .. ها أنت ذا معي الآن فعلاً لا أصدق عيني " فقال (يوسف) " يعلم الله كم كنت أفتقدك يا شيخنا الحبيب " فرد الشيخ (فيصل) " لقد توقعت أن تتأخر في القدوم فأنا اعلم أن هناك إجراءات كثيرة لكي تقيم هاهنا ... لكن الله شاء أن يجمعنا الآن بعد أن افترقنا لسنوات " فقال ( يوسف) " و كيف حال المسلمين هنا و حال الدعوة ؟" فرد الإمام " الحمد لله بخير و على ما يرام فيدخل الكثيرون في الإسلام رغم حملات التشويه المستمرة علينا و لكن الناس هنا في ملبورن مسالمون نوعاً ما فلا تجد الهمجية الموجودة خارجاً و المشاكل الطائفية نادرة .. لا يعكر صفونا سوى وكر الملحدين هذا الذي يبنونه " فقال (يوسف) " لقد جئت من أجل هذا الوكر خصيصاً يا شيخنا " فاندهش الإمام الذي قال " هل جننت يا ( يوسف) هل تريد العيش مع الملحدين في مدينة واحدة ؟؟ ... ألا تخشى على إيمانك يا بني ؟؟ "
" يا شيخنا الحبيب إنه أفضل مكان للدعوة فهؤلاء القوم يهربون من مشاكلهم و قدومهم إلى هنا ما يعني عدم استقرارهم النفسي و هو البيئة الملائمة للنقاش حول مختلف الأديان و أن يهدي الله بي رجلاً واحداً خير لي من حمر النعم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم "
" صلى الله عليه وسلم . .و لكن كيف تعيش معهم و شرط الإقامة فيها عدم الاعتراف بوجود اله هل ستقدم تنازلات ؟؟" فرد (يوسف) " بالطبع لا .. و لكن هناك بعض الثغرات التي أتمنى أن تمر عليهم فيسمحوا لي بالوجود بينهم "
" أنا قلق عليك جداً يا (يوسف) ... و لا أدري ما الذي جعلك تفكر في هذا ؟؟"
" لقد تظاهر العالم ضد بناء مثل هذه المدينة و لم يتخذ أحد أي إجراء فكيف نصمت نحن؟؟ ... كما أنني قد أحزنني ما قالوه عن وجود مئات المسلمين الملحدين في هذه المدينة فعسى أن يعودوا إلى رشدهم ..."
" لا تصدق كل ما يقولونه .. فلا يوجد سوى شخص أو اثنين حتى الآن ممن يدعون أنهم كانوا مسلمين سابقين " فرد (يوسف) باهتمام " و كيف عرفت ذلك ؟؟"
فأخرج الشيخ من جيبه ورقة بيضاء فاخرة بدا و كأنها دعوة إلى حفل زفاف و أعطاها لـ (يوسف) الذي فتحها ليقرأها بصوت خافت " الأستاذ/ فيصل الرحماني
نتشرف بدعوتكم لحضور مؤتمر الأديان الخاص بمدينة(واي سي بارادايز) و ذلك لمناقشة بعض المسلمين السابقين في أمور تخص الإسلام ... و ذلك في الميعاد الموجود أسفل الرسالة "فقال الشيخ " و هؤلاء السابقين حتى الآن اثنين فقط حسب من أرسل لي هذه الدعوة "
فطوى ( يوسف) الورقة قائلاً " و هل ستذهب ؟؟ " فقال الشيخ " لا أدري ماذا سيحدث و لكن الآ ن نعم سأذهب إن شاء الله " فلمعت عينا ( يوسف) و عاد بأدراجه إلى الفندق ليستعد ليوم شاق جداً غداً حيث تبدأ المهمة الصعبة
نحو النور
2011-06-16, 12:54 PM
قصة رائعة...أتمني ان أعرف باقي فصولها
بارك الله فيك
عمرسليم
2011-06-16, 01:57 PM
متابع بلهفة
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir