ذو الفقار
2008-04-21, 03:46 PM
تقول الشبهة
"سورة الاعراف الايه 27 " ان الله لا يأمر بالفحشاء" - تقابلها اية الاسراء " أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"
الرد بحول الله
الأية رقمها 28 وليست 27
ان مشكلة الجهل بالغة العربية باتت مشكلة كبيرة بالنسبة للنصارى وخصوصاً إذا تعلق الأمر بالقرآن فلو كلفوا أنفسهم دقائق في البحث لما وضعوا هذه الشبهات ولا رأينها على صفحاتهم ولكن يأبوا إلا أن تخرج أذنابهم وتبرز قرونهم فوق جباههم ....
أولاً نتعرف على الفرق بين الفسق والفحشاء وأضيف مصطلح آخر وهو الفساد وسوف أوضح لماذا أضفت هذا المصطلح
الفسق : هو مخالفة أمر الله و الخروج على طاعته
الفحشاء: الإسم من الفحش، ويطلق لفظ الفحشاء على كل خصلة قبيحة شديدة القبح حتى أطلق في لسان العرب على منع الغنيّ وهو الشح والبخل، وسؤاله وهو الامتهان والطمع، فالغني إذا سئل مالا فمنعه بخلا به قد ارتكب فاحشة شديدة وهي البخل قال الله تعالى : {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} وهو البخل. كما أن الغني إذا سأل غيره مالا كان قد ارتكب فاحشة بسؤاله وهو غني؛ لأن الناس يستعظمون سؤاله ويعجبون منه فكان سؤال الغني الفحشاء، يبد أن الفحشاء إذا أطلقت في القرآن تتناول أولا فاحشة الزنى واللواط ثم تعم كل خصلة قبيحة شديدة القبح.
والفساد لغة كما قال اين منظور : »الفساد نقيض الصلاح … و تفاسد القوم : تدابروا و قطعوا الأرحام … و استفسد السلطان قائده إذا أساء إليه حتي استعصي عليه ، و المفسدة خلاف المصلحة ، و الاستفساد خلاف الاستصلاح« (1) .
و عن الراغب : » الفساد خروج الشيء عن الاعتدال ، قليلاً كان الخروج عنه أو كثيراً «(2) ، و يضاده الصلاح ، و يستعمل ذلك فيي النفس و البدن و الأشياء الخارجة عن الاستفادة.
والقرآن يفسر نفسه بنفسه ففى سورة (هود:117) (( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) هنا نفي صريح واضح بعدم إهلاك القرى وأهلها مصلحون
وبالرجوع إلى الآية محور الموضوع نجد الآية (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )) (الإسراء:16) .
ولها ثلاثة أوجه للتفسير
الأول: أن يكون معنى { أمرنا }: كثَّرنا، من الكثرة؛ أي: كثرناهم حتى بطروا النعمة، ففسقوا؛ ومجيء ( الأمر ) بمعنى الكثرة والتكثير له أدلة من اللغة والشرع؛ وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ( خير مال المرء له مهرة مأمورة ) رواه أحمد ؛ أي: كثيرة النسل؛ وفي حديث أبي سفيان مع هرقل قوله: ( لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ) أي: كثر وعظم .
الثاني: أن يكون معنى { أمَّرنا } بتشديد الميم، من الإمارة؛ أي: جعلناهم أمراء، ففسقوا؛ لأن الأغلب ممن يتولى أمر الناس، أن لا يراعي حكم الله فيهم. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية: سلطنا أشرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكهم الله بالعذاب. وهو قوله تعالى: { وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها } (الأنعام:123) .
الثالث: أن يكون ( الأمر ) في قوله سبحانه: { إن الله لا يأمر بالفحشاء } هو من باب الأمر الشرعي، المطلوب فعله من العباد؛ وأن ( الأمر ) في قوله تعالى: { أمرنا مترفيها } هو من باب الأمر القدري، الذي لا يخرج عنه شيء في هذا الكون. ولهذا أدلة من القرآن، وتفصيل الكلام فيه له مقام آخر .
هذا وللنظر عزيزي القارئ إلى الآية مرة أخرى
(( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )) ولو غيرنا الكلمة فسق بكلمة فساد لكان الأمر مختلف أنظر عزيزي القارئ
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فأفسدوا فيها
وكمثال ما جاء في سورة الفجر : 14«الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد».
لكن القرآن الكريم ليس بكلام بشر وإنما كلام الله المحكم
فكما أشارنا في تفسير الآية نجد أنهم هم من اختاروا الفسق ولم يأمرهم به الله
كما نجد ذلك فى آية17 من سورة فصلت (( وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))
وقد نجد أحدهم يتسائل لماذا مترفيها ألا يوجد في القرية فقراء ؟!!!!!
الإجابة حاضرة
إنما اختص الأمر بالمترفين بأنهم الرؤساء السادة و الأئمة المتبوعون و غيرهم أتباعهم و حكم التابع تابع لحكم المتبوع و لا يخلو من سقم.
وبعد ما تقدمنا هل لازل هناك أي شبهة في أن هناك تعارض بين الآيتين ؟
أن الله لا يمكن أن يأمر بالفحشاء وقد نهى عنها ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )) (النحل:90)
والله أعلم
فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*********************
ملاحظة أوجه التفسير الثلاثة من موقع الشبكة الإسلامية
ذو الفقار
"سورة الاعراف الايه 27 " ان الله لا يأمر بالفحشاء" - تقابلها اية الاسراء " أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"
الرد بحول الله
الأية رقمها 28 وليست 27
ان مشكلة الجهل بالغة العربية باتت مشكلة كبيرة بالنسبة للنصارى وخصوصاً إذا تعلق الأمر بالقرآن فلو كلفوا أنفسهم دقائق في البحث لما وضعوا هذه الشبهات ولا رأينها على صفحاتهم ولكن يأبوا إلا أن تخرج أذنابهم وتبرز قرونهم فوق جباههم ....
أولاً نتعرف على الفرق بين الفسق والفحشاء وأضيف مصطلح آخر وهو الفساد وسوف أوضح لماذا أضفت هذا المصطلح
الفسق : هو مخالفة أمر الله و الخروج على طاعته
الفحشاء: الإسم من الفحش، ويطلق لفظ الفحشاء على كل خصلة قبيحة شديدة القبح حتى أطلق في لسان العرب على منع الغنيّ وهو الشح والبخل، وسؤاله وهو الامتهان والطمع، فالغني إذا سئل مالا فمنعه بخلا به قد ارتكب فاحشة شديدة وهي البخل قال الله تعالى : {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} وهو البخل. كما أن الغني إذا سأل غيره مالا كان قد ارتكب فاحشة بسؤاله وهو غني؛ لأن الناس يستعظمون سؤاله ويعجبون منه فكان سؤال الغني الفحشاء، يبد أن الفحشاء إذا أطلقت في القرآن تتناول أولا فاحشة الزنى واللواط ثم تعم كل خصلة قبيحة شديدة القبح.
والفساد لغة كما قال اين منظور : »الفساد نقيض الصلاح … و تفاسد القوم : تدابروا و قطعوا الأرحام … و استفسد السلطان قائده إذا أساء إليه حتي استعصي عليه ، و المفسدة خلاف المصلحة ، و الاستفساد خلاف الاستصلاح« (1) .
و عن الراغب : » الفساد خروج الشيء عن الاعتدال ، قليلاً كان الخروج عنه أو كثيراً «(2) ، و يضاده الصلاح ، و يستعمل ذلك فيي النفس و البدن و الأشياء الخارجة عن الاستفادة.
والقرآن يفسر نفسه بنفسه ففى سورة (هود:117) (( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) هنا نفي صريح واضح بعدم إهلاك القرى وأهلها مصلحون
وبالرجوع إلى الآية محور الموضوع نجد الآية (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )) (الإسراء:16) .
ولها ثلاثة أوجه للتفسير
الأول: أن يكون معنى { أمرنا }: كثَّرنا، من الكثرة؛ أي: كثرناهم حتى بطروا النعمة، ففسقوا؛ ومجيء ( الأمر ) بمعنى الكثرة والتكثير له أدلة من اللغة والشرع؛ وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ( خير مال المرء له مهرة مأمورة ) رواه أحمد ؛ أي: كثيرة النسل؛ وفي حديث أبي سفيان مع هرقل قوله: ( لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ) أي: كثر وعظم .
الثاني: أن يكون معنى { أمَّرنا } بتشديد الميم، من الإمارة؛ أي: جعلناهم أمراء، ففسقوا؛ لأن الأغلب ممن يتولى أمر الناس، أن لا يراعي حكم الله فيهم. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية: سلطنا أشرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكهم الله بالعذاب. وهو قوله تعالى: { وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها } (الأنعام:123) .
الثالث: أن يكون ( الأمر ) في قوله سبحانه: { إن الله لا يأمر بالفحشاء } هو من باب الأمر الشرعي، المطلوب فعله من العباد؛ وأن ( الأمر ) في قوله تعالى: { أمرنا مترفيها } هو من باب الأمر القدري، الذي لا يخرج عنه شيء في هذا الكون. ولهذا أدلة من القرآن، وتفصيل الكلام فيه له مقام آخر .
هذا وللنظر عزيزي القارئ إلى الآية مرة أخرى
(( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )) ولو غيرنا الكلمة فسق بكلمة فساد لكان الأمر مختلف أنظر عزيزي القارئ
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فأفسدوا فيها
وكمثال ما جاء في سورة الفجر : 14«الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد».
لكن القرآن الكريم ليس بكلام بشر وإنما كلام الله المحكم
فكما أشارنا في تفسير الآية نجد أنهم هم من اختاروا الفسق ولم يأمرهم به الله
كما نجد ذلك فى آية17 من سورة فصلت (( وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))
وقد نجد أحدهم يتسائل لماذا مترفيها ألا يوجد في القرية فقراء ؟!!!!!
الإجابة حاضرة
إنما اختص الأمر بالمترفين بأنهم الرؤساء السادة و الأئمة المتبوعون و غيرهم أتباعهم و حكم التابع تابع لحكم المتبوع و لا يخلو من سقم.
وبعد ما تقدمنا هل لازل هناك أي شبهة في أن هناك تعارض بين الآيتين ؟
أن الله لا يمكن أن يأمر بالفحشاء وقد نهى عنها ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )) (النحل:90)
والله أعلم
فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*********************
ملاحظة أوجه التفسير الثلاثة من موقع الشبكة الإسلامية
ذو الفقار