مشاهدة النسخة كاملة : النصارى بين مسرح العقاب وادواته
ابن النعمان
2011-04-22, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
العقاب مسرح و ادوات
اثبتنا فيما سبق ان الارض مسرحا خصبا للكثير من الوان العقاب ولكن الغريب ان يكون للمسيحين النصيب الاكبر من هذا المسرح متمثلا ذلك فى الكثير من ادواته كالقمع والتعذيب والاضطهاد وبغض النظر عن كون المسيحيون ادوات فى هذا المسرح او مادة فان وجود العقاب وحده مجردا سواء كانوا هم ادواته او مادته يكفى لبطلان اهم اساس للعقيدة المسيحية .
حيث اننا لو نظرنا اليه من من وجهة نظرهم نجده يتناقض مع الرحمة الالهية ومع ذلك حدث لادم ولابنائه من البشر بشهادة واقعهم المرير وما زال يحدث الى وقتنا الحالى وهذا يتناقض مع حدوث الخلاص بالمسيح كما يعتقد النصارى وحتى لا يستدرك علينا احد
سنتكلم الان عن الدور المسيحى فى هذا المسرح كأداة للعقاب متمثلا ذلك فى القمع والتعذيب والاضطهاد لمختلف اهل الارض بكافة انواعة سواء كانوا مسلمين او يهود او مسيحين من ملل مخالفة .
ابن النعمان
2011-04-22, 11:25 AM
اولا : الاضطهاد المسيحى للمسيحين
إذا كانت المسيحية (نقلا عن كتاب مناظرة بين الاسلام والمسيحية) قد ابتدعت أشياء لا يرضى عنها المسيحيون الحقيقيون كألوهية المسيح ، والتثليث ، والصلب والفداء ، وما إلى ذلك ، فقد بدأ صراع جديد اعتبُر فيه المسيحيون الحقيقيون متمردين ، وأوقعت بهم المسيحية الإغريقية أو مسيحية بولس ، ألوانًا من العنت والاضطهاد واستمرت الكنيسة في تفريخ البدع ، وترويج الخرافات كالعشاء الرباني ، وصكوك الغفران !!
ووجد من المسيحيين من يعارض هذه الخرافات ، فووجه بقسوة لا نظير لها ، ووحشية تشمئز منها النفوس!
وسألمُّ في هذه العجالة ببعض الصور من هذا العنت والاضطهاد الذي أنزله المسيحيون بإخوانهم المسيحيين .
في القرن الرابع الميلادي ، عارض ( آريوس ) القول بألوهية المسيح مما دعا إلى عقد (مجمع نيقية) عام 325 م .
وقرر هذا المجمع إدانة آريوس ، وإحراق كتاباته وتحريم إقتنائها وخلع أنصاره من وظائفهم ونفيهم والحكم بإعدام كل من أخفى شيئًا من كتابات آريوس وأتباعه .
وفي عهد تيودوسيوس سنة 395 م ، ظهرت لأول مرة (محكمة التفتيش) .
وتم تنظيمها فيما بعد في القرن الثاني عشر ، وكان أعضاؤها من الرهبان ، وكانت وظيفتهم اكتشاف المخالفين في العقيدة ، ولهم سلطان كبير فلا يسألون عما يفعلون .
وتاريخ محكمة التفتيش هو تاريخ الاضطهاد الديني في أقسى صوره ، وقتل حرية الفكر بأبشع أسلوب .
ومن أشد أساليبها انحرافًا ، أنها نادت بضرورة أن ينهى كل إنسان -في غير ما تواطؤ ، أو تباطؤ- ما يصل إلى سمعه أو علمه من أخبار الملحدين ، وهددت من يتوانى في ذلك بعقوبات صارمة في الدنيا والآخرة ، فانتشر بسبب ذلك (القرار الإرهابي) نظام التجسس حتى بين أفراد الأسرة الواحدة !!
وفي القرون التالية كثر صرعى هذا النظام ، وتعرض للشنق والإحراق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنسية وكهنتها هراطقة .
وكثيرًا ما كانت الكنسية تلجأ إلى الإعدام البطيء مبالغة في التعذيب ، إذ كانت تسلط الشموع على جسم الضحية ، وتخلع أسنانه كما فعل ببنيامين كبير أساقفه مصر ، لأنه رفض الخضوع لقرارات مجمع (خلقيدونية) الذي يرى أن للمسيح طبيعتين ، إلهية وإنسانية .
وكان الإعدام يسبق بصورة بشعة من التعذيب كالكي بالنار والضرب المبرح ، لعل المتهم يعترف أو يقر ، فإن لم يعترف قتل .
وكان شعار المحاكمات : المتهم مجرم حتى تثبت براءته .
وليس المتهم بريء حتى تثبت إدانته .
وإذا اعترف المتهم بجريمته استمر تعذيبه قبل القضاء عليه لعله يعترف بأسماء أنصاره وشركائه .
وكانت القوانين تقضي أن يحمل الأبناء والأحفاد تبعة الجرم الذي يتهم به الأباء .
في الإصحاح العشرين من سفر التثنية (عدد 10 وما بعده) :
(حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح ، وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك ، وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمة فتغتنمها لنفسك ، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة عنك جدًّا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منها نسمة ما ، بل تحرمها تحريمًا ، الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك ، لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم " .
فظهر من هذا النص (المقدس- طبعًا!!) أن الله أمر بأن يقتل بحد السيف كل ذي حياة من ذكور وإناث وأطفال الشعوب الستة :
1- الحثيين . 2- والأموريين . 3- والكنعانيين . 4- والفرزيين . 5- والحويين . 6- واليبوسيين .
وأمر فيما عداهم بأن يدعو : أولًا : إلى الصلح ، فإن رضوا به ، وقبلوا الطاعة والخضوع وأداء الجزية ، فبها .
ثانيًا : وإن لم يرضوا ، يحاربوا .
ثالثًا : فإذا تم الظفر بهم ، يقتل كل ذكر منهم بحد السيف ، وتسبى نساؤهم وأطفالهم ، وتنهب دوابهم وأموالهم ، وتقسم على المحاربين .
وهكذا يفعل بكل الشعوب البعيدة عن الشعوب الستة .
وفي الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الخروج (عدد 22 وما بعده) :
" فإن ملاكي يسير أمامك ويجيء بك إلى الأموريين والحثيين والفرزيين والكنعانيين والحويين واليبوسيين فأبيدهم ، لا تسجد لآلهتهم ولا تعبدها ولا تعمل كأعمالهم بل تبيدهم وتكسر أنصابهم " .
وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر الخروج (عدد 11 وما بعده) جاء أيضًا- في شأن هؤلاء الشعوب الستة :
" احفظ ما أنا موصيك اليوم . ها أنا طارد من قدامك الأموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، احترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخًا في وسطك بل تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم " .
وفي الإصحاح الثالث والثلاثين من سفر العدد (عدد 50 وما بعده) :
" وكلم الرب موسى في عربات موآب على أردن أريحا قائلًا : كلم بني إسرائيل وقل لهم : إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم ، تملكون وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها وتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم ، الكثير تكثرون له نصيبه ، والقليل تقللون له نصيبه . حيث خرجت له القرعة فهناك يكون له . حسب أسباط آبائكم تقتسمون . وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا في أعينكم ومناخس في جوانبكم ، ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها . فيكون أني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم " .
وفي الإصحاح السابع من سفر التثنية (عدد 1 وما بعده) :
(متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتملكها وطرد شعوبًا كثيرة من أمامك الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، سبع شعوب أكثر وأعظم منك . ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم ، لا تقطع لهم عهدًا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم ، بنتك لا تعط لابنه وبنته لا تأخذ لابنك ؛ لأنه يرد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعًا ، ولكن هكذا تفعلون بهم ؟ تهدمون مذابحهم ، وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم ، وتحرقون تماثيلهم بالنار ؟ لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك " .
فنعلم من هذا النص (المقدس- طبعًا ! !) أن الله أمر بإهلاك كل ذي حياة من الأمم السبع ، وعدم الشفقة عليهم ، وعدم إبرام أي معاهدة معهم ، وتخريب مذابحهم ، وتكسير أصنامهم ، وإحراق أوثانهم ، وتقطيع سواريهم ، وطالب بإهلاكهم ، وشدد في ذلك تشديدًا بليغًا ، حتى قال لهم إن لم ينفذوا : " إني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم " .
ثم إن هناك ملاحظة -ليست عابرة- تتعلق بعدد هؤلاء الأمم والشعوب . . لقد قال النص عنهم إنهم " أكثر وأعظم منك " .
ولكي نقف على إحصاء تقريبي لعدد هؤلاء الشعوب ، نقول :
قد ثبت في الإصحاح الأول من سفر العدد ، أن عدد بني إسرائيل الذين كانوا صالحين لمباشرة الحروب ، وكانوا أبناء عشرين سنة فما فوقها ، هو 550 ، 603 رجلًا .
وإن اللاويين الذين لم يبلغوا عشرين سنة خارجون عن هذا العدد .
ولو أخذنا عدد جميع بني إسرائيل ، وضممنا المتروكين والمتروكات كلهم إلى المعدودين لبلغ العدد ما لا يقل عن مليونين ونصف المليون .
يقول ويل سميث :
"وعقب سقوط الاندلس نجد أن ضحايا محاكم التفتيش لم يكونوا فقط من المسلمين السابقين ، بل كانوا من المسيحيين أيضاً، فقد انتهجت الكنيسة السلوك الإرهابي عينه تجاه بعض المسيحيين عن طريق محاكم التفتيش التي أوكلت إليها مهمة فرض آرائها على الناس باسم الدين والبطش بجميع من يتجرأ على المعارضة والانتقاد، فنصبت المزيد من المشانق ، وأعدمت عدداً من النصارى المعارضين لسياساتها القمعية عن طريق حرقهم بالنار، ويقدر بعض المؤرخين الغربيين عدد الضحايا المسيحيين ممن جرت عملية إعدامهم من قبل محاكم التفتيش (300.000) ألف شخص ، أُحرق منهم (32000 ) ألفاً أحياء، وقد كان من بينهم العالم الطبيعي المعروف (برونو) الذي نقمت عليه الكنيسة نتيجة آرائه المتشددة التي منها قوله بتعدد العوالم وكذلك الأمر فيما يتعلق بالعالم الطبيعي الشهير(غاليليو) الذي نفذ به القتل ؛ لأنه كان يعتقد بدوران الأرض حول الشمس" (وول سميث تاريخ أوروبا في العصور الوسطى دار الحقائق بيروت 1980م).
ابن النعمان
2011-04-22, 11:26 AM
الاضطهاد المتبادل بين الكاثوليك والبروتستانت
استعملت الكنسية الرومانية -مرات كثيرة- الاضطهادات والطرد ضد البروتستانت ، وذلك في ممالك أوروبا ، وقد بلغ عدد من أحرق بالنار قرابة 230 . 000 من الذين آمنوا بيسوع دون البابا .
وفي فرنسا قتل في يوم واحد ثلاثون ألف رجل!
وفي مدينة تولوز قتل ألف ألف!
وفي كالابريا الإيطالية سنة 1560 م ، قتل ألوف الألوف من البروتستانت!! يقول أحد الكتاب الرومانيين : إنني أرتعد كلما تذكرت ذلك الجلاد والخنجر الدموي بين أسنانه والمنديل يقطر دمًا بيده ، وهو متلطخ اليدين إلى نهاية المرفقين ، يسحب واحدًا بعد واحد من المساجين كما يفعل الجزار بالغنم !!
وكارولوس الخامس سنة 1521 م ، أصدر أمرًا بطرد البروتستانتيين من بلاد الفالامنك برأي البابا وبسبب ذلك قتل خمسمائة ألف .
وبعد كارلوس تولى ابنه فليبس ولما ذهب إلى إسبانيا سنة 1559 م ، استخلف الأمير ألفا على طرد البروتستانتيين ، ويذكر المؤرخون أنه في أشهر قليلة قتل على يديه ثمانية عشر ألفًا! وبعد ذلك كان يفخر بأنه قتل في جميع المملكة ستة وثلاثين ألفًا!
هذا ما فعله الكاثوليك بالبروتستانت!
ابن النعمان
2011-04-22, 11:27 AM
فماذا فعل البروتستانت بالكاثوليك عندما قدروا ؟
أصدر البروتستانت هذه القوانين!
(1) لا يرث كاثيوليكي تركة أبويه .
(2) لا يشتري واحد منهم أرضًا بعد ما يجاوز عمره ثماني عشرة سنة إلا إذا صار بروتستانتينيًا !!
(3) لا يشتغل أحد منهم بالتعليم ، ومن خالف هذا الحكم يسجن سجنًا مؤبدًا .
(4) من كان من الكاثوليك يؤدي ضعف الخراج .
(5) إن أرسل أحد منهم ولده خارج إنجلترا للتعليم يقتل هو وولده وتسلم أمواله ومواشيه كلها .
(6) لا يعطى لهم منصب في الدولة .
(7) من لم يحضر منهم يوم الأحد أو العيد في الكنيسة البروتستانتينية يغرم غرامة مالية شهرية كبيرة ، ويكون خارجًا عن الجماعة .
(8) لا يسمع استغاثة أحد منهم عند الحكام وحسب القانون .
(9) لا تنفذ أنكحتهم ، ولا تجهز موتاهم ولا تكفن ، ولا تعمد أولادهم إلا إذا كان ذلك على طريقة كنيسة إنجلترا .
(10) لا يحضر القسيس عند قتلهم ولا عند تجهيزهم وتكفينهم .
(11) لا يصح لواحد منهم أن يمتلك سلاحًا .
(12) إن أدى قسيس منهم خدمة من الخدمات المتعلقة به يسجن سجنًا مؤبدًا .
ولقد حمل كثير من رهبانهم وعلمائهم بأمر الملكة إليزابيث في المراكب ، ثم أغرقوا في البحر ، وجاء عساكرها إلى أيرالندا ليدخلوا الكاثوليك في المذهب البروتستانتي ، فأحرقوا كنائس الكاثوليك ، وقتلوا علماءهم ، وكانوا يصطادونهم كاصطياد الوحوش البرية ، وكانوا لا يؤمنون أحدًا ، وإن أمنوه قتلوه أيضًا بعد الأمان !!
وفي (حديث الأرقام والوثائق) أنه :
في إسبانيا فقط قدمت محمكة التفتيش للنار أكثر من 31 . 000 نسمة ، وحكمت على 290 . 000 بعقوبات أخرى تلي الإعدام .
وفي عام 1568 م ، أصدر (الديوان المقدس) حكمه بإدانة جميع سكان الأراضي المنخفضة . والحكم عليهم بالإعدام واستثنى من الحكم بضعة أفراد نص القرار على أسمائهم ، وبعد عشرة أيام من صدور الحكم دفع للمقصلة ملايين الرجال والنساء والأطفال .
ومن أهم المذابح التي دبرها الكاثوليك للبروتستانت مذبحة باريس في 24 أغسطس سنة 1572 م ، التي سطا فيها الكاثوليك على ضيوفهم من البروتستانت ، هؤلاء الذين دعوا لباريس لعمل تسوية تقرب بين وجهات النظر ، ثم قتلوا خيانة وهم نيام ، فلما أصبحت باريس كانت شوارعها تجري بدماء هؤلاء الضحايا ، وانهالت التهاني على شارل التاسع من البابا وملوك الكاثوليك وعلمائهم على هذا العمل البطولي النبيل ! ! !
وقد أسلفنا أن البروتستانت لما قويت شوكتهم مثلوا نفس الدور ، دور القسوة والاضطهاد الدنيء مع الكاثوليك ، ولم يكونوا أقل وحشية في معاملة خصومهم وأعدائهم السابقين .
وهكذا . . . هكذا دَوَّن تاريخ المسيحية أخبار بحار من الدماء ، وأكداس من جثث الضحايا البشرية التي تحولت إلى رماد محترق ، وآهات ودموع وأنين ووحشية وبربرية وأصوات استغاثة . . . !
ابن النعمان
2011-04-22, 11:28 AM
الاضطهاد المسيحي لليهود
يقول ابن البطريق : (نقلًا عن الجواب الصحيح ، جـ3 ، ص 28) :
" وأمر الملك أن لا يسكن يهود بيت المقدس ، ولا يمر بها ، ومن لم يتنصر يقتل ، فتنصر من اليهود خلق كثير ، وظهر دين النصرانية .
فقيل لقسطنطين الملك : إن اليهود يتنصرون من فزع القتل ، وهم على دينهم .
قال الملك : كيف لنا أن نعلم ذلك منهم ؟ قال بولس البترك : إن الخنزير في التوراة حرام ، واليهود لا يأكلون لحم الخنزير ، فأمر أن تذبح الخنازير ، وتطبخ لحومها ، وتطعمهم منها ، فمن لم يأكل منه علمنا أنه مقيم على دين اليهودية .
فقال الملك : إذا كان الخنزير في التوراة حرامًا فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير ونطعمه الناس ؟
فقال له بولس البترك : إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة ، وجاء بناموس آخر ، وبتوراة جديدة ، وهو الإنجيل ، وفي إنجليه المقدس ، أن كل ما يدخل البطن ليس بحرام ولا بنجس وإنما ينجس الإنسان الذي يخرج من فيه " .
" فأمر الملك أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها ، وتقطع صغارًا صغارًا ، وتصير على أبواب الكنائس في كل مملكته يوم أحد الفصح ، وكل من خرج من الكنيسة يلقم لقمة من لحم الخنزير ، فمن لم يأكل منه يقتل ، فقتل لأجل ذلك خلق كثير " .
وليست هذه هي الحادثة الوحيدة التي صب فيها المسيحيون العذاب صنوفًا على رءوس اليهود . . . وإنما هناك عبر سنوات التاريخ وعصوره حوادث وحوادث . . . نختصر بعضها في هذه السطور :
كان الكاثوليك يعتقدون أن اليهود كفار ، ولهذا أجروا عليهم عدة أحكام منها : (1) من حمى يهوديًا ضد مسيحي خرج عن الملة .
(2) لا يعطى يهودي منصبًا في دولة من الدول .
(3) لو كان مسيحي عبدًا ليهودي فهو حر .
(4) لا يأكل أحد مع يهودي ، ولا يتعامل معه .
(5) أن تنزع أولادهم منهم ويلقنون العقيدة المسيحية .
- وقد أجلي اليهود من فرنسا سبع مرات .
- وعدد اليهود الذين أخرجوا من النمسا- وحدها- 71.000 أسرة!
وفي النمسا -أيضًا- قتل كثير منهم ونهبت أموالهم ، ونجا منهم القليل ، وهم الذين تنصروا . . . !
وفي النمسا -أيضا- مات كثير منهم بأن سدوا عليهم أبوابهم ثم أهلكوهم إما بالإغراق في البحر ، أو بالإحراق في النار!
وفي إنجلترا ، ذاق اليهود ألوان الذل والتشريد والطرد ، حتى إن إدوارد الأول لما ولي الملك أصدر أمره بنهب أموالهم كلها ثم أجلاهم من مملكته ، فأجلى أكثر من خمسة عشر ألف يهودي في غاية الفقر والحاجة!
وقد نقل أحد المسافرين واسمه ( سوتي ) : " أنه كان حال البرتغاليين ، أنهم كانوا يأخذون اليهودي ، ويحرقونه بالنار ، ويجتمع رجالهم ونساؤهم يوم إِحراقه كاجتماع يوم العيد ، وكانوا يفرحون أعظم الفرح ، وكانت النساء يصحن وقت إحراقه سعادة وسرورًا " .
وفى مقالة بعنون محاكم التفتيش هل يمكن أن تعود؟)مجلة العربى ).. يقول : الدكتور عادل زيتون
وعند انشاء محاكم التفتيش فى اسبانيا كان اليهود هم أولى ضحايا هذه المحكمة. ومن المعروف أن جماعات دينية متعصبة من الإسبان كانت تضغط - وقبل تأسيس المحكمة- على يهود إسبانيا لتنصيرهم. وبالفعل فقد تنصر عددٌ منهم، ووصل بعضهم إلى مناصب رفيعة في الكنيسة والدولة، حتى أن أحدهم أصبح منجماً في بلاط الملك جون الثاني (والد فرديناند). إلا أن هؤلاء اليهود المتنصرين ظلوا موضع شك، لأن تنصرهم كان في حقيقته هروبًا من الاضطهادات ورغبة في المنافع المادية، والدليل على ذلك أنهم ظلوا يمارسون شعائرهم اليهودية سرًا. ولكن بعد تأسيس محكمة التفتيش الإسبانية (عام 1478م) بدأت عمليات الاضطهاد المنظمة لليهود المتنصرين الذين نُظر إليهم كهراطقة. وقد ارتبط اضطهاد اليهود في هذه الفترة باسم المفتش العام تروكيمادا الذي بطش بهم، حيث سجن وصادر وأعدم حرقًا أفواجًا منهم. ولكنه عندما وجد أن كل هذه الإجراءات غير كافية أخذ يلح على الملكة إيزابيلا بأن تصدر قرارًا بطرد اليهود من إسبانيا مالم يتنصروا، إلا أن الملكة لم تستجب لطلبه آنذاك لأنها كانت بحاجة إلى الأموال التي يقدمها الممولون اليهود في حربها ضد العرب المسلمين في غرناطة. ولكن بعد ثلاثة أشهر من سقوط الحكم العربي في غرناطة، أي بتاريخ 30 مارس عام 1492، أصدر الملكان (فرديناند وإيزابيلا) قرارًا اشتمل جملة من البنود وأهمها:
1- طرد اليهود الذين لم يتنصروا من إسبانيا خلال أربعة أشهر من تاريخ القرار (وكانت الذريعة هي ألا يؤثر هؤلاء في اليهود الذين تنصروا فيرتدون إلى اليهودية) .
2- فرض عقوبة الإعدام على كل يهودي لم يتنصر أو لم يغادر.
3- يحرم على أي إسباني إيواء أي يهودي سرًا أو جهرًا بعد انقضاء المدة المذكورة.
ويرى بعض الباحثين أن قرار الطرد هذا لم يكن بدوافع دينية أو عنصرية فحسب، وإنما بدوافع اقتصادية أيضًا، حيث رغبت الدولة الإسبانية في التخلص من أعباء الديون التي قدمها لها الممولون اليهود من ناحية والحصول على أموال اليهود التي ستصادر، بعد هذا القرار، من ناحية أخرى. والواقع فقد غدا موقف اليهود الإسبان - والبالغ عددهم آنذاك نحو مائة ألف - غاية في الخطورة، حيث كان عليهم إما التنصر (وما يرافق ذلك من الشك فيهم وملاحقة محكمة التفتيش لهم) أو الرحيل عن إسبانيا أو المقاومة المسلحة. والواقع إن الخيار الأخير كان مستبعدًا لقلة أعدادهم من ناحية ولكونهم يعيشون في أحياء خاصة بهم (مما يجعل حصارهم والقضاء عليهم أمراً سهلاً) من ناحية أخرى. وعلى أي حال فقد رحل ثمانون ألفًا منهم تقريبًا إلى بلدان المغرب العربي وأوربا والسلطنة العثمانية. أما بقية اليهود فقد آثرت التنصر رغبة في البقاء وحماية لمصالحها. ولكن الشك ظل يحوم حول هؤلاء المتنصرين أو «المسيحيين الجدد» ولاسيما أن عدداً منهم ظل يمارس الشعائر اليهودية سرًا، وبالتالي كان هدفًا لمراقبة محكمة التفتيش ومطاردتها. واختلفت المراجع في تقدير عدد اليهود المتنصرين الذين أحرقهم تروكيمادا أحياءً - خلال توليه منصب المفتش العام أي ما بين 1483-1498م، حتى أن بعضها قدره بعدة آلاف، هذا فضلاً عن آلاف من كتب التراث العبري التي أحرقها هذا المفتش، والتي كان العلماء اليهود قد ألفوها في ظل الحكم العربي الإسلامي للأندلس.
وينبغي أن نؤكد على أن معاملةَ الإسبان لليهود هذه كانت تتناقض مع المعاملة الطيبة التي عامل بها العربُ المسلمون اليهودَ في إسبانيا أثناء الحكم العربي للأندلس. حيث يتفق المؤرخون على أن العصر الذهبي لليهود الإسبان كان أيام العرب. فالفتح العربي للأندلس حررهم من اضطهاد القوط لهم. كما منح العربُ اليهودَ الحرية الدينية والثقافية والاقتصادية، وتولى عددٌ منهم مناصب رفيعة في الدولة العربية كالوزارة في قرطبة وغرناطة، وبرز عدد كبير من اليهود في ميدان الطب والتجارة والترجمة، بل تعربت ثقافتهم مما ساعدهم على أن يلعبوا دورًا مهمًا كوسطاء بين الثقافتين العربية واللاتينية.
ابن النعمان
2011-04-22, 04:38 PM
اضطهاد المسيحيين للمسلمين
ولو ضممنا إلى هذه الوثائق ، والأرقام ما فعله المسيحيون بالمسلمين ، في الحروب الصليبية ، وكذلك في إسبانيا بعد سقوط غرناطة (1) ، ثم ما فعله الاستعمار الصليبي القديم والحديث بالمنطقة الإسلامية ، لتبين لنا أن المسيحية التي يصر معتنقوها على اعتبارها (دين الرحمة والتسامح) ما هي إلا باب من أبواب العذاب والتنكيل ، وجحيم لا يطاق من التآمر والفتك ، وملحمة من ملاحم الاغتيالات والكراهية والحقد! وجرح لا يندمل في قلب البشرية وضميرها يطفح بالدم والصديد . . . !
"فلقد كان أول عمل قام به الكاردينال مندوسي عند دخول الحمراء هو نصب الصليب فوق أعلى أبراجها، وترتيل صلاة الحمد الكاثوليكية، وبعد أيام عدة أرسل أسقف غرناطة رسالة عاجلة للملك الإسباني يعلمه فيها أنه قد أخذ على عاتقه حمل المسلمين في غرناطة وغيرها من مدن إسبانيا على أن يصبحوا كاثوليكاً؛ وذلك تنفيذاً لرغبة السيد المسيح عليه السلام الذي ظهر له، وأمره بذلك كما ادَّعى، فأقره الملك على أن يفعل ما يشاء لتنفيذ رغبة السيد المسيح عليه السلام، عندها بادر الأسقف إلى احتلال المساجد ومصادرة أوقافها، وأمر بتحويل المسجد الجامع في غرناطة إلى كنيسة، فثار المسلمون هناك دفاعاً عن مساجدهم، لكن ثورتهم قمعت بوحشية مطلقة، وتم إعدام مئتين من العلماء المسلمين حرقاً في الساحة الرئيسة بتهمة مقاومة المسيحية" (محاكم التفتيش والمسؤولية الغربية مجلة الراية العدد 186 بيروت 1982م.).
و يكفي أن ننقل ما سطره غوستاف لوبون (غوستاف لوبون (7 مايو 1841 - 13 ديسمبر 1931) طبيب، ومؤرخ فرنسي، عني بالحضارة الشرقية. من أشهر آثاره: "حضارة العرب" و"حضارات الهند" و"باريس 1884" و"الحضارة المصرية" و"حضارة العرب في الأندلس". هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية. لم يسر غوستاف لوبون على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم انكار فضل الإسلام على العالم الغربي وقد ساعدهم على ذلك ما نحن فيه من تأخر.
لكن غوستاف راعى هذا الجحود وهو الذي هدته رحلاته في العالم الإسلامي ومباحثة الإجتماعية إلى أن المسلمين هم من مدنوا أوروبا، فرأى أن يبعث عصر العرب الذهبي من مرقده وأن يبديه للعالم في صورته الحقيقية. ألف عام 1884 كتاب حضارة العرب الذي سلك فيه طريقاً غير مسبوق فجاء جامعاً لعناصر حضارتنا وتأثيرها في العالم وبحث في قيام دولتنا وأسباب عظمتها وانحطاطها ومع أن غوستاف لوبون ليس مسلماً، إلا أنه كان عادلا في نظرته لحضارتنا، وقدمها للعالم تقديم المدين الذي يدين بالفضل للدائن. ترجم عادل زعيتر أثنا عشر من كتبه إلى العربية ).
في كتابه "حضارة العرب" حيث يقول عن محاكم التفتيش: «يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب و الاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المنهزمين ، فلقد عمدوهم عنوة، و سلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. و اقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء و الأطفال، و هكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي». و كان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مئة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه. و كان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، و حجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين و الكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. يقول د. لوبون: «الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية».
والكلام السابق لجستاف لوبون اوردة ايضا الدكتور مصطفى احمد ابراهيم في كتابه اقوال فلاسفة الغرب عن الاسلام ص87
ويقول يورجا في كتابه تاريخ الحروب الصليبية : ابتدأ الصليبيون سيرهم إلى بيت المقدس بأ سوأ طالع , فكان فريق من الحجاج يسفقون الدماء في القصور التى استولوا عليها .وقد اسرفوا في القسوة , فكانوا يبقرون البطون ,ويبحثون عن الدنانير في الامعاء ,اما صلاح الدين الايوبى عندما استرد بيت المقدس فقد بذل الامان للصليبين ووفى لهم بجميع عهوده , وجاد المسلمون على اعدائهم حتى ان الملك العادل شقيق السلطان اطلق الف رقيق من الاسرى , ومن على جميع الارمن , واذن للبطريق بحمل الصليب وزينة الكنيسة , واباح للاميرات والملكة بزيارة ازواجهن . (اقوال فلاسفة الغرب عن الاسلام - الدكتور مصطفى احمد ابراهيم ص87)
وهذه الوحشية لم تقتصر على المسلمين فحسب بل امتدت لتشمل مسيحى الشرق ايضا وعن ذلك يقول المستشرق "جيبون":"ان الحملة الصليبية الاولى تركت في التاريخ اقسى ما عرف عن التعصب لا ضدالمسلمين فحسب بل ضد مسيحى الشرق , اذا انهم بمجرد الاستيلاء على اورشاليم اتهمهم بالالحاد والتمرد على سلطة البابا فاضطهدوهم وشرددوهم , ولقى مسيحوا الشرق ذلك بحسرة والم مقارنين ما لاقوه بسماحة المسلمين , وان خدام الرب يوم ان استولوا على بيت المقدس رأوا ان يكرموا الرب بذبح سبعين الف مسلم ولم يرحموا الشيوخ ولا الاطفال ولا النساء في مذبحة استمرت ثلاثة ايام ولم تنته الا لما اعياهم الاجهاد من القتل . (الشريعة الاسلامية والقانون الدولى العام – المستشار على على منصور ص242 )
ويقول "لودفيج " تعقيبا على ذلك كيف ساغ لهؤلاء بعد هذه المذبحة البشعة ان يتضرعوا بجوار قبر المسيح طالبين البركة والغفران . (المرجع السابق )
ابن النعمان
2011-04-22, 04:40 PM
أساليب التعذيب
اولا : التعذيب هو مجموعة الأفعال يسلط من خلالها ألم حسي أو معنوي أو معنوي وحسي شديدين على شخص أوعدة أشخاص بغرض الحصول على معلومات أو اعترافات أولمعاقبتهم على نشاطهم أو على أفكارهم المخالفة للآمر بالتعذيب (طرق تعذيب المجاهدين فى سجون الكافرين - الدكتور مسلم اليوسف ) .
بالنسبة لمحاكم التفتيش :
مورست في هذه المحاكم معظم أنواع التعذيب المعروفة في العصور الوسطى، وأزهقت آلاف الأرواح تحت وطأة التعذيب. ومن أنواع التعذيب : إملاء البطن بالماء حتى الاختناق، وسحق العظام بآلات ضاغطة ، و ربط يدى المتهم وراء ظهره ، و ربطه بحبل حول راحتيه و بطنه و رفعه و خفضه معلقا سواء بمفرده أو مع أثقال تربط به، و الأسياخ المحمية على النار، و تمزيق الأرجل، و فسخ الفك. وكثيراً ما كانت تصدر أحكام إعدام حرقاً، وكانت احتفالات الحرق جماعية، تبلغ في بعض الأحيان عشرات الأفراد، وكان الملك فرناندو الخامس من عشاق هذه الحفلات. وكان لهم توابيت مغلقة بها مسامير حديدية ضخمة تنغرس في جسم المعذب تدريجيا، وأيضا أحواض يقيّد فيها الرجل ثم يسقط عليه الماء قطرة قطرة حتى يملأ الحوض ويموت. كانوا أيضا يقومون بدفنهم أحياء، ويجلدونهم بسياط من حديد شائك، وكانوا يقطعون اللسان بآلات خاصة.
وكان دستور محاكم التفتيش فييجيز محاكمة الموتى والغائبين وتصدر الأحكام في حقهم عليهم كالأحياء. فتصادر أموالهم وتنبش قبورهم. كما يتم حرمان أقاربهم من تولي الوظائف العامة وامتهان بعض المهن الخاصة[دولة الموحدين - د. الصلابي].
وكان المتهم الذي يمثل أمام المحكمة يخضع لاختبار أولي، وهو أن يشرب كؤوساً من الخمر يحددها المحاكمون له، ثم يُعرض عليه لحم الخنزير ويطلب منه أن يأكله، وبذلك يتم التأكد من المتهم أنه غير متمسك بالدين الإسلامي وأوامره، ولكن هذا الامتحان لا يكون عادة إلا خطوة أولى يسيرة جداً إزاء ما ينتظر المتهم من رحلة طويلة جداً من التعذيب؛ إذ يُعاد بعد تناوله الخمر وأكل لحم الخنزير إلى الزنزانة في سجن سري، ودون أن يعرف التهمة الموجهة إليه، وهو مكان من أسوأ الأمكنة، مظلم، ترتع فيه الأفاعي والجرذان والحشرات، وتنتشر فيه الأوبئة، وفي هذا المكان على المتهم أن يبقى أشهراً طويلة دون أن يرى ضوء الشمس أو أي ضوء آخر، فإن مات، فهذا ما تعتبره محاكم التفتيش رحمة من الله وعقوبة مناسبة له، وإن عاش، فهو مازال معرضاً للمحاكمة، وما عليه إلا أن يقاوم الموت لمدة لا يعرف أحد متى تنتهي، وقد يُستدعى خلالها للمحكمة لسؤاله وللتعذيب .
وعادة كان يسأل المحقق في المرة الأولى إن كان يعرف لماذا ألقي القبض عليه وألقي في السجن؟ وما التهم التي يمكن أن توجه إليه؟ ثم يطلب منه أن يعود إلى نفسه، وأن يتأمل واقعه، وأن يعترف بجميع الخطايا التي يمليها عليه ضميره، ويسأله عن أسرته وأصدقائه ومعارفه وجميع الأماكن التي عاش فيها، أو كان يتردد عليها، وخلال إجابة المتهم لا يُقاطع، يُترك ليتحدث كما يشاء، ويسجل عليه الكاتب كل ما يقول، ويُطلب منه أن يؤدي بعض الصلوات المسيحية؛ ليعرف المحققون ان كان بالفعل أصبح مسيحياً أو ما زال مسلماً؛ ودرجة إيمانه بالمسيحية.
وبعد هذه المقابلات البطيئة الروتينية، يقرأ أخيراً المدَّعي العام على المتهم قائمة الاتهامات الموجهة إليه، وهي اتهامات تم وضعها بناء على ما استنتجته هيئة المحكمة من استنطاق المتهم، ولا تستند إلى أدلة من نوع ما، ولا يهم دفاع المتهم عن نفسه؛ إذ إن قانون المحكمة الأساسي أن الاعتراف سيد الأدلة، وما على المتهم إلا أن يعترف بالتهم الموجهة إليه، ولا تهم الأساليب التي يؤخذ بها الاعتراف، فإن اعترف المتهم تهرباً من التعذيب الذي سينتظره، أضاف المدعي العام إليه تهماً أخرى.
وفي النهاية يرى المحقق أن المتهم يجب أن يخضع للتعذيب؛ لأنه إنما يعترف تهرباً من قول الحقيقة ، أي: أن التعذيب لابد منه، سواء اعترف المتهم أم لم يعترف (محاكم التفتيش والمسؤولية الغربية مجلة الراية العدد 186 بيروت 1982م.).
يقول الدكتور طاهر أحمد مكي مسلم إسباني فى مقالة بعنوان أمام محاكم التفتيش نشرت فى مجلة الدوحة بقطر سنة 1981م.
اشتمل التعذيب على كل ما يخطر على البال من أساليب وما لا يخطر منها، وتبدأ بمنع الطعام والشراب عن المتهم حتى يصبح نحيلاً غير قادر على الحركة، ثم تأتي عمليات الجلد ونزع الأظفار، والكي بالحديد المحمي، ونزع الشعر، ومواجهة الحيوانات الضارية، والإخصاء، ووضع الملح على الجروح، والتعليق من الأصابع... وخلال كل عمليات التعذيب يسجل الكاتب كل ما يقوله المتهم من صراخ وكلمات وبكاء، ولا يستثنى من هذا التعذيب شيخ أو امرأة أو طفل، وبعد كل حفلة تعذيب، يترك المتهم يوماً واحداً ثم يُعرض عليه ما قاله في أثناء التعذيب من تفسيرات القضاة، فإذا كان قد بكى وصرخ: يا الله، يفسر القاضي أن الله التي لفظها يقصد بها رب المسلمين، وعلى المتهم أن ينفي هذا الاتهام أويؤكده ؛ وعلى أي حال يجب ان يتعرض لتعذيب من جديد؛ وهكذا يستمر في سلسلة لا تنتهي من التعذيب.
أخيراً، وقبل أربع وعشرين ساعة من تنفيذ الحكم يتم إخطار المتهم بالحكم الصادر بحقه، وكانت الأحكام على أنواع ثلاثة:
الأول: البراءة: وهو حكم نادراً ما حكمت به محاكم التفتيش، وعندها يخرج المتهم بريئاً، لكنه يعيش بقية حياته معاقاً محطماً بسبب التعذيب الذي تعرض له، وعندما يخرج يجد أن أمواله قد صودرت، ويعيش منبوذاً؛ لأن الآخرين يخافون التعامل معه، أو التحدث إليه؛ خوفاً من أن يكون مراقباً من محاكم التفتيش، فتلصق بهم نفس التهم التي ألصقت به.
ثانياً: الجلد: وقد كان المتهم يساق إلى مكان عام عارياً تماماً وينفذ فيه الجلد، وغالباً ما كان يموت تحت وطأة الجلد، فإن نفذ وكتبت له الحياة يعيش كوضع المحكوم بالبراءة من حيث الإعاقة ونبذ المجتمع له .
ثالثاً: الإعدام : وهو الحكم الأكثر صدوراً عن محاكم التفتيش؛ ويتم الإعدام حرقاً وسط ساحة المدينة .
وفي بعض المراحل صارت المحاكم تصدر أحكاماً بالسجن، وبسبب ازدحام السجون صارت تطلق سراح بعضهم وتعدم آخرين من دون أي محاكمات، وفي بعض الحالات تصدر أحكاماً بارتداء المتهم لباساً معيناً طوال حياته، مع إلزام الناس بسبه كلما سار في الشارع أو خرج من بيته، وفي هذه الأحكام كما قلنا لا يُستثنى أحد بسبب العمر، فهناك وثائق تشير إلى جلد طفلة عمرها أحد عشر عاماً مئتي جلدة، وجلد شيخ في التسعين من عمره ثلاثمائة جلدة، وحتى الموتى كانوا يخضعون للمحاكمة فيتم نبش قبورهم.
_________
(1) في كتاب (دموع قديمة للدكتور محمد جميل غازى) تم تقديم نماذج مما فعلته محاكم التفتيش بالسلمين بعد سقوط غرناطة.
ومجمل القول : إن المسيحية من خلال تاريخها ، بأرقامه ووثائقه وحقائقه تعتبر مصدر قلق وآلام وشرور للإنسان ، ولتاريخ الإنسان . . . أينما كان ، وحيثما حل في أرض الله!
تلك هي النصرانية الصليبية التي يصر كهنتها أن يذروا الرماد في العيون . . فنراهم كل يوم ينشرون على الناس قائمة النحل الفاسدة التي ابتدعوها واخترعوها ليصدوا الناس عن دين الله ، وعن هداه ! !
لقد قالوا : (إن الإسلام انتشر بالسيف) . . . وظهر فيما سبق ، أن ادعائهم هذا مجرد زيف واختلاق!!
ولقد قلنا لهم -فيما مضى من حديث . . . إن المسيحية هي التي انتشرت على بحر من الدماء . . . ورفعت صليبها المقدس على هرم من جثث القتلى وأشلاء الضحايا !!
ونقول لهم : إذا كان بيتك من زجاج . . فلا ترجم الناس بالحجارة ! !
ابن النعمان
2011-04-22, 04:42 PM
هل محاكم التفتيش مع الاضطهاد انتهت ام لا تزال ؟
يقول الدكتور الطويل : ( ان الاضطهاد نجع في مجال الاعتقاد الدينى , فاخفت كل صوت ارتفع بالمقاومة. واثارت القسوة والصرامة فزع العامة وملأت افئدتهم هلعا .
فارتد عن دينه اصلب الناس قناة , اوتفانوا في سبيل عقائدهم فأصبحوا شهداء , او ولوا الادبار فرارا بدينهم , فأخلوا الطريق للظالمين.
وهذه الحالات جميعا تعتبر نصرا للاضطهاد اذ تنبت الاجيال الجديدة في البلد الضطهد وقد طبعها الاستبداد على ما يريد من مذاهب واراء .
وقد باد المسلمون فى اوروبا المسيحية تحت اطباق هذه الرحى المجنونة .
اذ لم يكن الاضطهاد النازل بهم ازمة تعرض ثم تزول , اوغيمة تظلم ثم تنجلى .
بل كانت مجزرنضاخة بالدم , مرعدة بالردى , سيقت اليها النساء والرجال والاولاد والشيوخ ,فأما الاستشهاد او الارتداد .
ومننجا بجلده تركمن بعده بلدا حكمعليه ان يتنصر إلى الابد !!!
حدث ذلكلمسلمى اسبانيا ابان القرون الوسطى , اذ استاصلتهم عن اخرهم محاكم التفتيش .
وحدث ذلك لمسلمى البلقان فى هذا العصر .
فان المذابح التى اوقعها القائد اليوغسلافى مخايبلوفتش بالوف المسلمين هنالك قد تطاير الينا رشاشها القانى .
وان كانت اوروبا المتحضرة قد تكتمت انباءها ليطويها النسيان ثم نغفوا ونصحوا فاذا بانقاض الاسلام فى البلقان قد زالت او كادت .
وهذه النزعة المجرمة إلى افناء الخصوم ومحق الاراء المخالفة , توارثها سدنة الكنائس المسيحية من اول يوم تمكن فيه رجالها من الاستيلاء على السلطة التنفيذية.
وقد استطاع الكاثوليك قبل ظهور الاسلام ان يوطدوا سلطانهم المطلق عدة اجيال متعاقبة , قضوا فيها على مذهب الموحدين , فلم يعد له كيان متماسك .
وطاردوا اليهودية فهام ابنائها على وجوههم في مشارق الارض ومغاربها .
وابادوا الو ثنية المحضة , ودمروا معابدها , ثم استدار الكاثوليك على مخالفيهم فى المذهب يريدون افناءهم فبطشوا باقباط مصر .
وقد احس الاحياء قاطبة بضرورة تجريد الكنيسة من سلطتها التى اساءت بها الى العلم ابلغ اساءة .
وذنب الاسلام انه فعل بالكنيسة المسيحية ما فعله المسيحيون انفسهم بها بعد بضعة قرون !!!
(راجع كتاب التعصب والتسامح بين المسيحية والاسلام – محمد الغزالى ص 95 , 96 )
و يقول المستشار على عبد اللاه طنطاوى رئيس محكمن القيم عن ذلك : وفى العصر الحديث اذاق ارثوذكس الصرب وكثوليك كرواتيا المسلمون في البسنة والهرسك صنوف القتل والتعذيب والتشريد والاغتصاب ولم توجه لهم تهمة الارهاب رغم انهم حرقوا المسلمين في البيوت و المساجد , وتعقبوهم في الطرقات والمزارع , وحصدوهم بالمدافع , لقددفنهم احياء بعد ان حرموا عليهم الراحة والهدوء واهدروا ادميتهم واستباحوا اعراضهم ولم يقل اى من اهل الغرب ان هؤلاء ارهابيون اوان عقيدتهم تدعوهم لهذه الافعال الشنيعة . (افتراءات واباطيل حول الاسلام – المستشار على عبد اللاه طنطاوى ص49 )
"إنَّ الغرب ما زال يبني علاقاته مع المسلمين على أساس الحروب الصليبية التي أثارها من جديد الرئيس الأمريكي الحالي "بوش" على إثر أحداث سبتمبر 2001م، فإنَّ ما نطق به في هذا الصدد ليس زلة لسان ،كما يراه البعض، وقد عبَّر عن هذا المعنى من قبل "أيوجين روستو" عندما كان مساعداً لوزير الخارجية الأمريكية عام 1967م، ومستشار الرئيس جونسون، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، فقد قال في هذا المعنى: "يجب أنْ ندرك أنَّ الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب الإسلامية والعربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية"(جلال العالم: قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله، بدون طبع ودار النشر، ص 23).
"وقال "راندولف تشرشل" عام 1967م بعد سقوط القدس: "لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إنَّ سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إنَّ القدس قد خرجت من أيدي المسلمين ولن تعود إليهم في أي مفاوضات مقبلة بين المسلمين واليهود"(المصدر السابق ص26).
"وقد استحدث من تجربة الولايات المتحدة في الجانب السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي ما سُمِّيَ بـ "الرسالة الأمريكية"، وحكم على كل من يعترض على هذه الرسالة بأنَّه جاهل وضال، وعلى أنَّه يجب نشر الفضائل الأمريكية عن طريق السلاح.
ويقول "مور جنتاو" أحد المبشرين: "لكوننا مبشرين برسالة التجربة الأمريكية؛ سنفرض هذه التجربة على بقية العالم بالنار والسيف متى كان ذلك ضرورياً، وعلى الأمم الأخرى أنْ تخضع لهذه التجربة ولو كرهاً".
ويعلن أحد قادة أمريكا الأوائل من العسكريين أنَّ الكتاب المقدس لم يرد فيه ما يفهم منه أنَّ الحرب ممنوعة، بل يؤكِّد الكتاب المقدس في رأيه أنَّ حروب الفتح مأمور بها، وأنَّ المسيح وحوارييه لم يقولوا كلمة واحدة تنفي مشروعية الحروب التي كانت مشتعلة في زمنهم". (بين الجهاد والارهاب - مجلة الجامعة - العدد العاشر- جمادي الأولى 1426ه - يونيو 2005م)
ويقول القائد معمر القذافي في موضوع تسلُّط أمريكا والغرب: "إنَّ أخطر شيء في هذا المقام أنْ تكون وزارة الخارجية الأمريكية في أغلب الأحيان من نصيب الصهاينة، بدءً بـ "كسنجر" ومروراً بـ "شولتر"، وغيرهما. إنَّ هذا السلوك يجعل أمريكا خصماً للأُمَّة العربية والإسلامية نيابة عن الإسرائيليين"(انظر: معمر القذافي: العالم يتعرض لغزو جديد، منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، طرابلس، ليبيا، ص 19.).
"إنَّ في أمريكا الآن منظمات إرهاب تحترف التقتيل، والتخويف، والإرهاب، مثل الأنظمة الإرهابية العنصرية التي تقوم بعمليات قتل وحرق ضد الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية، ويطلق على هذه المنظمة الإرهابية "الكوكلكس كلان"، وهناك منظمات المافيا المشهورة، ذات الأصل الأوروبي، التي تمارس نشاطها في السطو على البنوك، ونهب الأموال التي يودعها أصحابها من أجل الاستثمار" (. عبد الله الشيخ سيد أحمد: الولايات المتحدة وسياسة احتواء الحركات الإسلامية، المركز القومي للإنتاج الإعلامي، 2001م، ص 26-27.).
"إنَّ خطر هذا الأمر هو تحالف الصليبية مع الصهيونية ضد الإسلام، فما نراه في فلسطين الآن هو تحالف صهيوني صليبي، فقد اتهمت إسرائيل المقاومة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بالإرهاب، وارتكبت إسرائيل بجيوشها أعمالاً وحشية من قتل، واعتقال، وهدم للمدن والقرى، بصورة لم تحدث من قبل في التاريخ، وكل ذلك تحت سمع العالم وبصره، فهي حرب إبادة عنصرية تحت ستار: دفاع إسرائيل عن نفسها، وهي حرب شبيهة بما حل بالمسلمين في البوسنة والهرسك، وكوسوفو، والعراق من قبل" (حقيقة الإسلام في عالم متغير ص 37).
لقد وقع على المسلمين ظلم شديد، واضطهاد فظيع من قبل الصرب بقيادة "سلو بودان ميلوفيتش" الذي قتلهم شر تقتيل، ولم يستثن أحداً حتى العجزة والمسنين، ودفن بعضهم أحياء في مقابر جماعية، وأحرق آخرين في بيوتهم، وشرَّد بعضاً آخر.
وقد كانت أحداث البوسنة شاهداً على عجز أوروبا وعدم قدرتها على فعل شيء، نظراً لتضارب مصالح أوروبا، فقد كانت فرنسا وبريطانيا تقفان مع الصرب، وكانت الأمم المتحدة مشاركة في جريمة تصفية المسلمين، وذلك بمنع وصول السلاح إليهم، وقد تطورت الأحداث بصورة لا تناسب مصالح الغرب، لأنَّ قضية البوسنة أصبحت قضية إسلامية، إذ بدأت طلائع المجاهدين تواجه الصرب الذين بدأ الجانب العسكري في غير صالحهم في آخر مراحل الحرب، وكان تدخل أمريكا ضرورياً لمنع انهيار الصرب في البوسنة، وللحفاظ على التوازن، لذلك فرض اتفاق "دايتون" ليحفظ للصرب المناطق التي احتلوها، وكان نتيجة ذلك أنْ تحولت البوسنة إلى مركز للوجود الأمريكي، وكان عمل أمريكا يعتمد على إبعاد المجاهدين عن البوسنة، وإبعاد بعض القادة البوسنيين المسلمين بتهمة أنَّ لهم علاقة مع بعض الدول الإسلامية (جمعة أمين: أمريكا والإرهاب ص 95)
ابن النعمان
2011-04-22, 04:43 PM
الاستعمار احد ابشع مظاهر الاضطهاد
"لقد استعمرت ديار المسلمين في أزمنة سابقة، وقد أدرك الغزاة أنَّ احتلال بلاد المسلمين لا يتم إلاَّ بالقوة والعنف، وذلك بعد أنْ علموا دور الجهاد الكبير في حياة المسلمين، لذلك حاولوا كسر شوكة الأُمَّة الإسلامية المجاهدة، والسيطرة عليها، وتحويلها من الإسلام.
وقد بدأ الغربيون تلك السيطرة بتحطيم الدولة العثمانية، وقد دام الصراع مع الدولة الإسلامية مدة ثلاثة قرون، وفي نهاية الأمر ضعفت، ثم توالى تراجع المسلمين أمام الاستعمار الغربي، فاحتلت الجزائر عام 1830م، ومصر عام 1882م، وباحتلال الجزائر قامت ثورة شعبية بقيادة المجاهد عبد القادر الجزائري، وتحرك المجاهدون في كل من المغرب، وليبيا، والسُّـودان، ومصر، ثم تتابعت الثورات الشعبية والمقاومة في كل البلاد الإسلامية". (بين الجهاد والارهاب - مجلة الجامعة - العدد العاشر- جمادي الأولى 1426ه - يونيو 2005م)
"وكان رد القوى الاستعمارية في منتهى القسوة، فقد دمرت قرى وأحياء، وشتت عشرات الآلاف من السكان، وزج بأعداد كبيرة في السجون ومعسكرات الاعتقال، وخاصة قادة الجهاد، مثل: عبد القادر الجزائري، وعمر المختار، وعبد الكريم الخطابي، وعز الدين القسام، وعلماء الأزهر، وعلماء جامعة الزيتونة في تونس، وعلماء جامعة القرويين في المغرب، وقادة الثورة في البلاد الإسلامية كإيران وتركيا وغيرها من بلاد الإسلام" (منير شفيق: الإسلام وتحديات الانحطاط المعاصر، دار البرق للنشر، بيروت، ط/1، 1991م، ص 72.).
"ويجب ألا ينخدع الناس اليوم بما يتظاهر به الغربيون من علامات التمدُّن، والتحضُّر، والكلام المنمق عن ما يسمى بـ "حقوق الإنسان" أو "حق الشعوب في تقرير مصيرها" أو عن التعاون المتبادل، والمساواة، واحترام سيادة الآخرين، فالاستعمار لم يرحل عن بلاد المسلمين إلاَّ بعد أنْ ضمن إقامة دولة إسرائيل كقاعدة عسكرية غربية أوكل إليها ممارسة العنف لحساب إسرائيل والغرب معاً. وفي السنوات العشرين الأخيرة تصدرت الجيوش الإسرائيلية خط النار الأول بينما وقفت الإمبربالية في خط النار الثاني" (المصدر السابق ص121).
طرق التعذيب الحديثة
وبالنسبة لطرق التعذيب اذا انتقلنا الى عصرنا الحالى نجد طرقا لا تقل عن ما سبق فظاعة ابدع فيها الانسان بدرجة كبيرة مورست على المجاهدين فى السجون الغربية وغيرها من غير المسلمين على المسلمين حكاها الدكتور مسلم اليوسفى فى بحثه المعنون ب ] طرق تعذيب المجاهدين فى سجون الكافرين [ عن وصف لناجون من هذه السجون ومن هذه الطرق :
أولاً : الجلد واللكم والرفس :
هذه الطريقة من أكثر طرق تعذيب الضحية حيث يصفع الضحية على وجهه ورأسه وتوجه اللكمات والركلات نحو الوجه والأذن والبطن والصدر والظهر والأعضاء التناسلية . ويبدء هذا الأسلوب في التعذيب عادة قبل بدء الاستنطاق ويسلط على الضحايا بعد أن يتم تجريدهم من ثيابهم ووضع الأغلال في أرساغهم من قبل مجموعة من الجلادين الذين يتناوبون عليهم ضمن نوبات التعذيب وقد يتم الجلد بواسطة أسلاك كهربائية وأحزمة عسكرية وعصي وغيرها من الآلات الصلبة .
ثانياً: التعذيب بالخنق :
وهذه طريقة أخرى من طرق التعذيب الرهيبة حيث يدخل في فم الضحية خرقة أو اسفنجة وسخة مثيرة للغثيان وهو مقيد وهذه العملية كثيراً مايتبعها إدخال كمية كبيرة من الماء في فم الضحية الذي يغلق أنفه لخنقه, والجدير بالذكر أن الماء المعذب به ربما يكون ماءً حاراً أو وسخاً أو به سائل صابون أوسائل كيميائي يحرق جلد الوجه والرقبة ….إلخ .
ثالثاً : التعذيب بالأدوية والعقاقير :
وفي هذه الطريقة البشعة يوضع في فم الضحية نوع من الدواء يشعره بالدوار والتخدير في فمه وشفتيه ثم يحس بالغثيان ثم يغمى عليه , وربما يحقنون الضحية بحقن في ذكورهم أو ما شابه ليفقد الضحية الوعي بعد ذلك وربما يكون هذا الأسلوب من التعذيب حتى يفقد الضحية وعيه ويتأكدون من ذلك ليحضرونه لموجة جديدة من التعذيب .
رابعاً : التعذيب بالكهرباء :
إن هذا الأسلوب المرعب من التنكيل يحدث ألماً فظيغاً في الجسد كما يؤلم الذاكرة أيضاً , حيث يوضع الضحية على سرير معدني أو ما شابه بعد أن يقيد بالأصفاد وربما وضعوا ملاقط الكهرباء على الأماكن الحساسة من الضحية ( الذكر أو الشرج) ثم يمرروا عليه الكهرباء لمدة طويلة قد تطول لساعات .
ففي أحد السجون وما أكثرها على الأرض قال أحد الضحايا : وضع الجلادون الأسلاك الكهربائية في أذني وفتحة الشرج وأعضائي التناسلية , إن الألم والعذاب الذي سلط علي يكاد لايوصف ومن ذلك الوقت انتابني الرعب وأصبحت دقات قلبي أسرع و إلى الأن أشعر وكأن جسدي ممتلئ بالأشواك.
وفي تقرير علمي حول الآثار الجسدية والنفسية للتعذيب بالكهرباء حيث يقول التقرير : ( يسبب الصعق الكهربائي إحساساً يصعب وصفه , هزة بدنية ونفسية عنيفة تصحبها رعشات تشنجية وفقدان السيطرة العضلية مما يعطي الضحية إحساساً بالضياع , فالضحية في خضم الإرتعاش والشرارات يصرخ بكل ما أوتي من قوة باحثاًعن أي شيء يقبض عليه وهو لايستطيع التفكير في أي شيء آخر ولايستطيع صرف انتباهه عن هذا الألم الرهيب , فيصبح حينئذٍ أي تعذيب إضافي تخفيفاً عنه ، لأنه يمَكنه من صرف انتباهه عن الألم الأساسي ومن الإحساس بالأرض وبجسده الذي يبدو وكأنه ينفلت منه , فالألم الإضافي يأتيه منجياً والقرع بالعصا يأتيه منقذاً فيحاول الضحية قتل نفسه بضرب رأسه على الأرض مراراً , بيد أنه لايفلح كونه في أغلب الأحيان يكون مكبلاً بالأغلال .
خامساً : التعذيب بالنار :
وهذا النوع من التعذيب كان يمارس منذ العصور القديمة وإلى الآن حيث يسلط على الضحية نافثة اللهب حيث يريد الجلاد إلى اللحية وربما تستخدم ( قداحة ) لحرق اللحى , كما تستخدم السجائر والمكواة أيضاً .
حيث قال أحد الضحايا : سلطوا على صدري وظهري مكواة كهربائية فصرخت بقوة لشدة الألم ثم بطحوني على الأرض بقوة وسلطوا المكواة على فتحة شرجي .
سادساً : التعذيب بالتبريد :
يوضع الضحية وهو عار أو بدون ملابس ملائمة في مكان يشبه الثلاجة وتخفض درجة الحرارة إلى تحت الصفر , وتجدر الإشارة إلى أن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية مشهورة باستخدام وسائل تقنية لتوليد البرد الشديد لتعذيب الضحايا و فالبرد المتواصل لايحتمل ويخل بطبع وتوازن المعتقلين خاصة عندما يضاف إلى الجوع وقلة النوم والتعب والعزلة والقلق .
سابعاً : التعذيب بالتشويه :
وهذا الأسلوب من التعذيب يهدف إلى إتلاف السلامة المعنوية للضحية بتدمير سلامته الجسدية , فإن هذا الصنف من التنكيل ينمي في المعذب هاجس إمكانية فقدان نهائي لعضو من أعضائه .
قال أحد الضحايا :( ربطوا رأسي بسلك من حديد إلى كرسي وقطعوا لحمي بكلاب وهشموا أنفي , وقلعا بمفك خمسة من أسناني , وكان وجهي منتفخا ومتورماً إلى حد أن جلادين كانوا لايتحملون النظر إلي حتى أن أحدهم أتى بجرائد قديمة وغطى جسمي ووجهي لتفادي المنظر الرهيب ).
ثامناً : التعذيب بالتعليق :
وهذا النوع من التعذيب يتميز عن باقي أنواع التعذيب كون مصدر الألم المباشر ليس الجلاد بل الضحية نفسه , حيث تعلق الضحية على السقف من القدمين بواسطة كماشات وذلك لفترات تتراوح بضع ساعات وحتى أيام .
والقصد من هذا النوع من التعذيب هو الترسيخ في ذهن المعذب أنه هو الذي يسبب الألم لنفسه نظراً لأن وزنه هو المصدر المباشر للألم , أي مفهوم السلطان المطلق للجلادين .
تاسعاً : التعذيب بالسلم والكرسي :
حيث يربط الضحية على السلم ثم يترك ليهوي بعنف فيتهشم وجهه وصدره على الأرض .
أما الربط على الكرسي فيكون بربط الضحية بكرسي مكتوف اليدين والقدمين ثم يتركونه يهوي على الأرض بوجهه , فالألم الذي يحس به الضحية تحت وطأة وزنه عند الإصطدام بالأرض يكون آثاره أشد عندما ينثر الجلادون البحص أو القزاز أو الشوك على الأرض ليقع عليه الضحية فيزيد ألمه ألماً ووجهه وجعاً .
عاشراً : الإضعاف والإنهاك :
إذا كانت أشكال التعذيب التي وصفتها تعتمد على القسوة والعنف المسلط على جسد الضحية فإ ن التعذيب بالإضعاف والإنهاك والعزلة تعتمد على المناورة بالألم لنقل الضحية من الحالة الحادة إلى حالة الإنهيار و حيث يحرم الضحية من النوم والغذاء والماء لبضعة أيام والحرمان من النوم قد يستمر إلى أحد عشر يوماً والطريقة الأكثر استخداماً هي الإيقاظ العنيف والمتكرر وغير المتوقع حيث يتخلله فترات قصيرة من النوم . ربما يتركوا الضحية ينام ثم يأتون ويأخذونه فيجرونه من الثياب ثم يضربونه ثم يغمرونه بالماء ويشتمونه بألفاظ بذيئة ثم يتركونه ينام , ثم يعيدون هذا مرات عديدة .
ووظبفة هذا الأسلوب الشيطاني هو إضعاف المقاومة الذهنية والجسدية للضحية , وهذا التبليد يضع الضحية تحت تبعية الجلاد وإبقائه على تلك الحالة .
ففي ظروف كهذه يكون الألم والحرمان هما القاعدة الأساسية , حيث يظن الجلاد وكأنه هو وحده الذي يملك قدرة التخفيف من وطأة الحرمان من النوم والغذاء والماء .
ويفيد علم النفس المختص بالتعذيب أن الحرمان الحسي والإدراكي يجعل الدوائر العصبية في حالة احتياج ماس إلى تنبيه خارجي , فبعد سبع ساعات فقط تنتج لدى الضحية حالة من الهوس السمعي والبصري وفقدان للإتجاه قد يسبب في تلف دائم في الجهاز العصبي .
حادي عشر : الإعتداء الجنسي :
هذا النوع من التعذيب يعتبر من أبشع وأفظع أنواع التعذيب , حيث تشكّل الأعضاء التناسلية آلة التعذيب والقهر والذل , وإذا كانت التهديدات بالإغتصاب هدفها البرهان للضحية على قدرة الجلاد الكاملة عليه , وتفاهة أية محاولة للمقاومة , فإن الإقدام على الإغتصاب فعلياً غرضه الإفناء النفسي الكامل للضحية الذي تبدو له كلفة المقاومة أكثر إهانة لكرامته من الاستسلام .
وبما أن الأعضاء التناسلية كغيرها من الأعضاء تعتبر مهمة جداً للصحة البدنية والنفسية للفرد فهي تتعرض لهذا النوع من التعذيب للقضاء على الهوية والقدرة الجنسية للضحية , ليتجذر فيها هاجس عدم إمكانية ممارسة الجنس بشكل طبيعي أبداً .
يقول أحد الضحايا : ( أتوا بصندوق صغير يحتوي على درج ووضعوا ذكري فيه وأغلقوه بقوة , فصرخت من شدة الألم ثم أغمي علي ........... ).
وقد تستخدم أشكال عديدة للعنف الجنسي للقضاء الكامل على الضحية لتدمير هويته الجنسية عن طريق الاغتصاب الجماعي .
قال أحد الضحايا : ( لقد اعتدوا علي بأبشع الأعمال ألا وهو اللواط , فقد كانوا أربعة قاموا بهذا العمل الشنيع ) .
مع العلم أن معظم ضحايا الاعتداء الجنسي لايتحدثون عن مآسيهم مما قد يترك مسألة انتشار أمثال هذه الممارسات مفتوحة .
وتدمير الهوية الجنسية لايمارس فقط عن طريق اللواط الذي تقاسي منه الضحية , لكنه يُقترف بواسطة لواط فعّال ينفذه جبراً ضحية على أخرى , وأبشع هذه الصور عندما يُجبر الأخ بأن يفعل اللواط مع أخيه أو مع أخته أو مع ابنته والعياذ بالله تعالى وقد حدث هذا بالفعل في كثير من السجون مع كل أسف .
قال أحد الضحايا : ( أُوتي بطفلين وأُمرت أن أمارس عليهما اللواط , رفضت فضُربت ضرباً لايكاد يوصف وهُددت بأن يُفعل بي ما رفضت أن أفعله بالطفلين . .... ).
كما يمارس التعذيب باللواط بواسطة الحيوانات ( الكلاب والحمير والعناكب .... إلخ ) .
قال أحد الضحايا : ( وضعوا على ظهري كلباً بعد أن جردوني من الثياب….) .
و هناك نوع ثالث من أنواع التعذيب باللواط يُقترف بواسطة أدوات مكسرة .
قال أحد الضحايا : ( لقد جاؤوا بزجاجتين مكسرتين واحدة صغيرة وأخرى كبيرة وطلبوا مني اختيار واحدة , فسألتهم لماذا ؟! فضربوني بقوة حتى اخترت الصغيرة , وفعلوا بي ما فعلوا ...... يستحيل أن أقول أكثر من هذا , لقد أصبحت لا أستطيع الجلوس .....) .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir