ابوالسعودمحمود
2011-05-10, 10:33 PM
الآذان الموحد.. مأساة زقزوق الباقية
http://egyig.com/Public/articles/scholars/13/images/040527290.JPGبقلم د/ ناجح إبراهيم
فوجئ المصلون في مساجد القاهرة الكبرى في أذان "الظهر" يوم الاثنين الماضي بالمؤذن في الأذان الموحد يقول: "الصلاة خير من النوم".. مما أثار السخط الشديد في نفوس المصليين.
وقد كان وزير الأوقاف السابق د/ حمدي زقزوق قد واجه المعترضين على فكرة الآذان الموحد بأن الأذان سيكون من شخص وليس من تسجيل.
ولكن ما حدث يوم الاثنين الماضي أوضح بجلاء لا لبس فيها على أنه خدع آلاف المسلمين.. وأن الأذان الموحد ما هو إلا تسجيل للآذان تبثه محطة القاهرة الكبرى الإذاعية.
وقد حدث منذ شهر تقريبا ً أن أخطأت إذاعة القاهرة خطأ ً جسيما ً.. حيث بثت في مساجد القاهرة الدعاء الذي يعقب الآذان بصوت إحدى المذيعات.. وكان من المفترض ألا يبث هذا الدعاء عقب الآذان في المساجد.. ولكنه الاستهتار من كلا الطرفين الأوقاف وكذلك إذاعة القاهرة الكبرى.
هذا ملخص ما نقلته بعض الصحف في هذا الأسبوع ومنها جريدة "اللواء الإسلامى " الأسبوعية.. والتي تهتم بالشأن الإسلامي وتصدر عن "دار أخبار اليوم".
لقد ذكرني هذا الخبر بكل مآسي وزير الأوقاف الأسبق د/ حمدي زقزوق.. حيث كنت أشعر كغيري من الدعاة أنه إنما جاء إلى هذا المنصب للهجوم على كل ما هو إسلامي.. والدفاع عن كل ما يخالف الإسلام.
فقد فرغ نفسه طيلة السنوات الأخيرة لهذا المشروع الفاشل "مشروع الآذان الموحد" والذي ابتدعه دون سابق تجربة.. ودون أي داع.. وفي بلد يعاني من البطالة.. ويحب أن يتطوع العشرات من أبنائه في كل مسجد للآذان حتى دون مقابل.. أو بمقابل تافه وبسيط.. ففي كل مسجد يوجد العشرات من أرباب المعاشات الذين يعشقون الآذان ويحبون أن يختموا حياتهم بهذا العمل العظيم.
لقد أنفق د/ زقزوق من ميزانية الدولة ملايين الجنيهات من أجل ربط هذه الشبكة بكل مساجد القاهرة.. والنتيجة النهائية لهذا المشروع الصفر المربع والفشل الذريع.. وإضاعة الوقت والجهد.
لقد مكث الرجل زمنا ً طويلا ً في الوزارة لا هم له إلا القلق من أصوات المؤذنين المختلفة من المساجد المتعددة ناسيا ً كل ما يئن به المجتمع المصري من مظالم ومفاسد وفقر وجوع.. وزنا وتحرش.. و.. و.. و..
لقد أضاع زقزوق من عمر الدعوة الإسلامية المصرية قرابة عشرين عاما ً كاملة.. ماتت فيها الدعوة في مساجد الأوقاف.. وأصبحت هذه المساجد خالية من أي نشاط دعوي أو عملي أو تربوي ذا قيمة.
كما ابتدع الرجل أسوأ نظام للدعوة في عصور الإسلام كلها في مصر.. فلم يسمح لأحد باعتلاء المنبر إلا إذا حصل على كارنية خاص للخطابة.. ولا يحصل عليه إلا من رضيت عنه الجهات الأمنية.
وقد نرى إنسانا ً فاشلا ً في كل شيء وسيئا ً في سمعته وأخلاقه يحمل هذا الكارنيه.. في الوقت الذي يحرم منه الكثير من أساتذة جامعة الأزهر الحاصلين على أكبر الدرجات العلمية ومنها الدكتوارة.
بل إنني تحدثت منذ قرابة خمس سنوات مع د/ سليم العوا عاتبا ً عليه أنه لا يخطب في أي مسجد ليوصل رسالته الوسطية إلى الناس فقال:
"لقد احترمت نفسي منذ أن ابتدع زقزوق بدعة كارنيهات الخطابة.. فهل أذهب إليه لأحصل على كارنيه الخطابة.. هذا لا يحدث أبدا ً.. ومن يومها تركت الخطابة في المسجد الذي كنت أخطب فيه في القاهرة.. وفعل ذلك كثيرون غيري".
لقد هالني ما سمعته من أحد كبار المهتمين بالشأن الإسلامي والأزهري.. حيث قال لي:
"د/ زقزوق عين في إحدى السنوات خريجي الدور الثاني في الأزهر الذي نجحوا بعد شق الأنفس.. وترك المتفوقين من الدور الأول.. وكأنه ينتقم من الدعوة الإسلامية نفسها".
لقد وصلت الدعوة الإسلامية في مساجد الأوقاف في عهد زقزوق إلى أسوأ وأدنى مستوياتها على الإطلاق.. ولولا حب الشعب المصري للإسلام وإخلاص ثلة من أئمة ودعاة الأوقاف الذين تتلمذوا في مدارس تربوية وإيمانية أخرى لهدمت الدعوة الإسلامية بالكامل في مساجدها.
لقد كان د/ زقزوق يتعمد تعيين خريجي "معهد الدعاة" الذي أنشأته وزارة الأوقاف خصيصا ً لمنافسة خريجي الأزهر الذي لا يحبهم د/ زقزوق.. حيث يراهم أقل تفرنجا ً.. وأكثر تمسكا ً بثوابت الدين.. وأصعب قيادا ً بالنسبة لمن يختارهم من أبناء الكليات المدنية الذين يختارهم على عينه ليقودوا مسيرة الدعوة في مساجد الأوقاف.
وفي الوقت نفسه كان يعين قلة من الأئمة من الأزهر وكثرة من الكليات المدنية بعد تخرجهم من معهد الدعاة التابع لوزارته.
وكان يمكنه تطوير خريج الأزهر بالدراسات التي تنقصه وإطلاعه على قضايا العصر.. فذلك أفضل من فعل ذلك مع طالب لم يحفظ القرآن من قبل ولم يتضلع من علوم الحديث منذ صغره.. ولم يتشرب قواعد العربية والفقه وأصوله منذ تعليمه الأولى.
إن كارثة د/ زقزوق في وزارة الأوقاف تحتاج إلى أكثر من مقال إن كنا نريد حقا ً النهوض بالدعوة الإسلامية من خلال أعرق مؤسسة للدعوة الإسلامية في مصر بعد الأزهر الشريف.
فإلى لقاء قادم إن شاء الله لمزيد من الحديث حول هذا الموضوع
الجمعة الموافق
26-5-1432هـ
http://egyig.com/Public/articles/scholars/13/images/040527290.JPGبقلم د/ ناجح إبراهيم
فوجئ المصلون في مساجد القاهرة الكبرى في أذان "الظهر" يوم الاثنين الماضي بالمؤذن في الأذان الموحد يقول: "الصلاة خير من النوم".. مما أثار السخط الشديد في نفوس المصليين.
وقد كان وزير الأوقاف السابق د/ حمدي زقزوق قد واجه المعترضين على فكرة الآذان الموحد بأن الأذان سيكون من شخص وليس من تسجيل.
ولكن ما حدث يوم الاثنين الماضي أوضح بجلاء لا لبس فيها على أنه خدع آلاف المسلمين.. وأن الأذان الموحد ما هو إلا تسجيل للآذان تبثه محطة القاهرة الكبرى الإذاعية.
وقد حدث منذ شهر تقريبا ً أن أخطأت إذاعة القاهرة خطأ ً جسيما ً.. حيث بثت في مساجد القاهرة الدعاء الذي يعقب الآذان بصوت إحدى المذيعات.. وكان من المفترض ألا يبث هذا الدعاء عقب الآذان في المساجد.. ولكنه الاستهتار من كلا الطرفين الأوقاف وكذلك إذاعة القاهرة الكبرى.
هذا ملخص ما نقلته بعض الصحف في هذا الأسبوع ومنها جريدة "اللواء الإسلامى " الأسبوعية.. والتي تهتم بالشأن الإسلامي وتصدر عن "دار أخبار اليوم".
لقد ذكرني هذا الخبر بكل مآسي وزير الأوقاف الأسبق د/ حمدي زقزوق.. حيث كنت أشعر كغيري من الدعاة أنه إنما جاء إلى هذا المنصب للهجوم على كل ما هو إسلامي.. والدفاع عن كل ما يخالف الإسلام.
فقد فرغ نفسه طيلة السنوات الأخيرة لهذا المشروع الفاشل "مشروع الآذان الموحد" والذي ابتدعه دون سابق تجربة.. ودون أي داع.. وفي بلد يعاني من البطالة.. ويحب أن يتطوع العشرات من أبنائه في كل مسجد للآذان حتى دون مقابل.. أو بمقابل تافه وبسيط.. ففي كل مسجد يوجد العشرات من أرباب المعاشات الذين يعشقون الآذان ويحبون أن يختموا حياتهم بهذا العمل العظيم.
لقد أنفق د/ زقزوق من ميزانية الدولة ملايين الجنيهات من أجل ربط هذه الشبكة بكل مساجد القاهرة.. والنتيجة النهائية لهذا المشروع الصفر المربع والفشل الذريع.. وإضاعة الوقت والجهد.
لقد مكث الرجل زمنا ً طويلا ً في الوزارة لا هم له إلا القلق من أصوات المؤذنين المختلفة من المساجد المتعددة ناسيا ً كل ما يئن به المجتمع المصري من مظالم ومفاسد وفقر وجوع.. وزنا وتحرش.. و.. و.. و..
لقد أضاع زقزوق من عمر الدعوة الإسلامية المصرية قرابة عشرين عاما ً كاملة.. ماتت فيها الدعوة في مساجد الأوقاف.. وأصبحت هذه المساجد خالية من أي نشاط دعوي أو عملي أو تربوي ذا قيمة.
كما ابتدع الرجل أسوأ نظام للدعوة في عصور الإسلام كلها في مصر.. فلم يسمح لأحد باعتلاء المنبر إلا إذا حصل على كارنية خاص للخطابة.. ولا يحصل عليه إلا من رضيت عنه الجهات الأمنية.
وقد نرى إنسانا ً فاشلا ً في كل شيء وسيئا ً في سمعته وأخلاقه يحمل هذا الكارنيه.. في الوقت الذي يحرم منه الكثير من أساتذة جامعة الأزهر الحاصلين على أكبر الدرجات العلمية ومنها الدكتوارة.
بل إنني تحدثت منذ قرابة خمس سنوات مع د/ سليم العوا عاتبا ً عليه أنه لا يخطب في أي مسجد ليوصل رسالته الوسطية إلى الناس فقال:
"لقد احترمت نفسي منذ أن ابتدع زقزوق بدعة كارنيهات الخطابة.. فهل أذهب إليه لأحصل على كارنيه الخطابة.. هذا لا يحدث أبدا ً.. ومن يومها تركت الخطابة في المسجد الذي كنت أخطب فيه في القاهرة.. وفعل ذلك كثيرون غيري".
لقد هالني ما سمعته من أحد كبار المهتمين بالشأن الإسلامي والأزهري.. حيث قال لي:
"د/ زقزوق عين في إحدى السنوات خريجي الدور الثاني في الأزهر الذي نجحوا بعد شق الأنفس.. وترك المتفوقين من الدور الأول.. وكأنه ينتقم من الدعوة الإسلامية نفسها".
لقد وصلت الدعوة الإسلامية في مساجد الأوقاف في عهد زقزوق إلى أسوأ وأدنى مستوياتها على الإطلاق.. ولولا حب الشعب المصري للإسلام وإخلاص ثلة من أئمة ودعاة الأوقاف الذين تتلمذوا في مدارس تربوية وإيمانية أخرى لهدمت الدعوة الإسلامية بالكامل في مساجدها.
لقد كان د/ زقزوق يتعمد تعيين خريجي "معهد الدعاة" الذي أنشأته وزارة الأوقاف خصيصا ً لمنافسة خريجي الأزهر الذي لا يحبهم د/ زقزوق.. حيث يراهم أقل تفرنجا ً.. وأكثر تمسكا ً بثوابت الدين.. وأصعب قيادا ً بالنسبة لمن يختارهم من أبناء الكليات المدنية الذين يختارهم على عينه ليقودوا مسيرة الدعوة في مساجد الأوقاف.
وفي الوقت نفسه كان يعين قلة من الأئمة من الأزهر وكثرة من الكليات المدنية بعد تخرجهم من معهد الدعاة التابع لوزارته.
وكان يمكنه تطوير خريج الأزهر بالدراسات التي تنقصه وإطلاعه على قضايا العصر.. فذلك أفضل من فعل ذلك مع طالب لم يحفظ القرآن من قبل ولم يتضلع من علوم الحديث منذ صغره.. ولم يتشرب قواعد العربية والفقه وأصوله منذ تعليمه الأولى.
إن كارثة د/ زقزوق في وزارة الأوقاف تحتاج إلى أكثر من مقال إن كنا نريد حقا ً النهوض بالدعوة الإسلامية من خلال أعرق مؤسسة للدعوة الإسلامية في مصر بعد الأزهر الشريف.
فإلى لقاء قادم إن شاء الله لمزيد من الحديث حول هذا الموضوع
الجمعة الموافق
26-5-1432هـ