ابن النعمان
2011-05-13, 03:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مقدمات العقاب تحت مفهوم الرحمة والعدل
اولا : الانذار بالعقاب
الإنذار بالعقاب مسلك هام للقوام والصلاح وبذلك يكون من الرحمة مع كونه من العدل أيضا لان القوام و الصلاح سوف يستجلب رضا الرب وثوابه لانه على الاقل سوف يبث في الإنسان الخوف من فعل الخطيئة ويحثه على عدم الوقوع فيما سوف يجلب له العذاب المهين وبذلك سوف يكون هناك مجال في ان يصبح الانسان بعيدا عن كل ما يستجلب غضب الله وعقابه عن طريق بضع كلمات بسيطة لن تكلف شىء . يمكننا إن نقول اذن بان العقاب ليس من الرحمة فقط بل هم أيضا من اهم أساسيات العدل ومتطلباته كما ان الإنسان لا يمكن عدلا أن يطالب بواجبات متعلقة بقصور خارج عن إرادته وهضم بعض حقوقه وسوف يتمثل القصور في عدم الإنذار والتحذير المسبق قبل الأخذ على الفعل وتجريمه وطبيعي اذا لم اخذ ما يحق لي فلا أطالب بما يستحق على.
نقلا عن (كتاب الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى - سعيد بن علي بن وهف القحطاني – إصدار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية)
يقول الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني : مسلك الترهيب والانذار هو من الأمور النافعة المفيدة في حمل الناس على ترك الجرائم والذنوب، والتحذير والإنذار من كل المعاصي، والإصرار عليها.
ثانيا : تجريم الفعل بنص شرعى
لا تجريم للفعل قبل ورود الشرع ولا عقاب قبل التجريم : فالأفعال إنما تضاف لهذا الوصف- وصف التجريم- إذا ورد في الشرع نص يحرمها ويعتبرها جرائم .( عن كتاب الجريمة والعقاب فى الاسلام)
وفى هذا رحمة أيضا بالجاني حتى لا يجلب على نفسه الضرر بعقاب الدنيا والآخرة وفى نفس الوقت رحمة بالمجتمع الذى سوف يتضرر من جراء هذه الجرائم التى يمكن الحد منها إذا توفر المطلب السابق .
وبالتالي لا يكون هناك مجال لهذه المقدمات إلا في في إطار الرحمة والعدل ورفع الضرر عن الفرد والمجتمع سواء كان الجاني أو المجني عليه .
ثالثا :بيان نوع وحجم العقوبة
بيان حجم ونوع العقوبة أيضا من اهم أساسيات و مبادئ العدالة الدولية التفت إليه تقريبا عامة البشر لكونه مندرج تحت نطاق الفطرة والبديهيات العقلية كما انه لم يغيب عن فقرات الكتاب المقدس وهذا هو المهم ولن تجد اى إنسان على ظهر الأرض بغض النظر عن عقيدته او دينه يخرج عن تلك البديهيات عند تحذير ابنه الصغير او جاره الفاسد او عدوه اللدود او حتى عند مزاحه مع صديقه الحميم ودائما ما نسمع هذه المقولة مرارا وتكرارا –عارف لو ما سكتش هعمل فيك كذا وكذا- وان لم يجد الظالم سببا يختلق سببا ليجعله بدوره سببا فى العقاب وهو يعلم بكونه عاري تماما عن الصحة ولكن الفطرة تحتم عليه ان يجعل لكل شيء سبب, كما ان الإعلام سوف يساعد في ابتعاد الجاني على الأقل عن العقوبات الغليظة المترتبة على الجنايات الكبيرة وفى ذلك رحمة به (الجاني) وبالمجتمع فى نفس الوقت.
رابعا :التكافى بين حجم الخطيئة وحجم العقاب.
استقر مبدأ العقوبة على قدر الجريمة كمبدأ للعدالة الدولية، (قانون مكافحة الارهاب والقانون الدولى – عبد النبى العكرى - الحوار المتمدن - العدد: 1208 - 2005 / 5 / 25 ) .
وفى ذلك يقول الدكتور احمد الكبيسى استاذ الشريعة بجامعة بغداد : لا بد أن يكون العقاب مكافئا للجريمة، مع عدم مجاوزة ما يستحقه الجاني من العقاب (مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة – اصدار الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة - ملتقى اهل الحديث )
وفى اطار هذه الجزئية ورد فى كتاب قصة الحضارة إصدار الموسوعة الشاملة : وإذا لم تكن الذنوب كلها بدرجة واحدة ولا من نوع واحد فقد جعلت النار سبع طبقات في كل طبقة من العقاب ما يتناسب مع الذنب الذي ارتكبه المذنب، ففيها الحرارة التي تشوي الوجوه، وفيها الزمهرير، وحتى من يستحقون أخف العقاب يلبسون أحذية من نار، ويشرب الضالون المكذبون من الحميم وشرب الهيم (سورة الواقعة 40 وما بعدها)
و ورد أيضا في نفس الكتاب أن قس انجيليزى قصاص يدعى آدم ده رس Adam de Ros في قصيدة طويلة طواف القديس بولس في النار يقوده الملاك ميخائيل؛ وينطق ميخائيل بوصف مراتب العقاب التي توقع على درجات الذنوب المختلفة، ويظهر بولس وهو يرتجف من هذه الأهوال إذن إذا كان هناك درجات للذنوب من الكبائر إلى الصغائر فهناك مراتب للعقاب خاصة بكلا منهما وهذا شيء فطرى متعلق بالنفس الإنسانية والعدل .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مقدمات العقاب تحت مفهوم الرحمة والعدل
اولا : الانذار بالعقاب
الإنذار بالعقاب مسلك هام للقوام والصلاح وبذلك يكون من الرحمة مع كونه من العدل أيضا لان القوام و الصلاح سوف يستجلب رضا الرب وثوابه لانه على الاقل سوف يبث في الإنسان الخوف من فعل الخطيئة ويحثه على عدم الوقوع فيما سوف يجلب له العذاب المهين وبذلك سوف يكون هناك مجال في ان يصبح الانسان بعيدا عن كل ما يستجلب غضب الله وعقابه عن طريق بضع كلمات بسيطة لن تكلف شىء . يمكننا إن نقول اذن بان العقاب ليس من الرحمة فقط بل هم أيضا من اهم أساسيات العدل ومتطلباته كما ان الإنسان لا يمكن عدلا أن يطالب بواجبات متعلقة بقصور خارج عن إرادته وهضم بعض حقوقه وسوف يتمثل القصور في عدم الإنذار والتحذير المسبق قبل الأخذ على الفعل وتجريمه وطبيعي اذا لم اخذ ما يحق لي فلا أطالب بما يستحق على.
نقلا عن (كتاب الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى - سعيد بن علي بن وهف القحطاني – إصدار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية)
يقول الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني : مسلك الترهيب والانذار هو من الأمور النافعة المفيدة في حمل الناس على ترك الجرائم والذنوب، والتحذير والإنذار من كل المعاصي، والإصرار عليها.
ثانيا : تجريم الفعل بنص شرعى
لا تجريم للفعل قبل ورود الشرع ولا عقاب قبل التجريم : فالأفعال إنما تضاف لهذا الوصف- وصف التجريم- إذا ورد في الشرع نص يحرمها ويعتبرها جرائم .( عن كتاب الجريمة والعقاب فى الاسلام)
وفى هذا رحمة أيضا بالجاني حتى لا يجلب على نفسه الضرر بعقاب الدنيا والآخرة وفى نفس الوقت رحمة بالمجتمع الذى سوف يتضرر من جراء هذه الجرائم التى يمكن الحد منها إذا توفر المطلب السابق .
وبالتالي لا يكون هناك مجال لهذه المقدمات إلا في في إطار الرحمة والعدل ورفع الضرر عن الفرد والمجتمع سواء كان الجاني أو المجني عليه .
ثالثا :بيان نوع وحجم العقوبة
بيان حجم ونوع العقوبة أيضا من اهم أساسيات و مبادئ العدالة الدولية التفت إليه تقريبا عامة البشر لكونه مندرج تحت نطاق الفطرة والبديهيات العقلية كما انه لم يغيب عن فقرات الكتاب المقدس وهذا هو المهم ولن تجد اى إنسان على ظهر الأرض بغض النظر عن عقيدته او دينه يخرج عن تلك البديهيات عند تحذير ابنه الصغير او جاره الفاسد او عدوه اللدود او حتى عند مزاحه مع صديقه الحميم ودائما ما نسمع هذه المقولة مرارا وتكرارا –عارف لو ما سكتش هعمل فيك كذا وكذا- وان لم يجد الظالم سببا يختلق سببا ليجعله بدوره سببا فى العقاب وهو يعلم بكونه عاري تماما عن الصحة ولكن الفطرة تحتم عليه ان يجعل لكل شيء سبب, كما ان الإعلام سوف يساعد في ابتعاد الجاني على الأقل عن العقوبات الغليظة المترتبة على الجنايات الكبيرة وفى ذلك رحمة به (الجاني) وبالمجتمع فى نفس الوقت.
رابعا :التكافى بين حجم الخطيئة وحجم العقاب.
استقر مبدأ العقوبة على قدر الجريمة كمبدأ للعدالة الدولية، (قانون مكافحة الارهاب والقانون الدولى – عبد النبى العكرى - الحوار المتمدن - العدد: 1208 - 2005 / 5 / 25 ) .
وفى ذلك يقول الدكتور احمد الكبيسى استاذ الشريعة بجامعة بغداد : لا بد أن يكون العقاب مكافئا للجريمة، مع عدم مجاوزة ما يستحقه الجاني من العقاب (مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة – اصدار الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة - ملتقى اهل الحديث )
وفى اطار هذه الجزئية ورد فى كتاب قصة الحضارة إصدار الموسوعة الشاملة : وإذا لم تكن الذنوب كلها بدرجة واحدة ولا من نوع واحد فقد جعلت النار سبع طبقات في كل طبقة من العقاب ما يتناسب مع الذنب الذي ارتكبه المذنب، ففيها الحرارة التي تشوي الوجوه، وفيها الزمهرير، وحتى من يستحقون أخف العقاب يلبسون أحذية من نار، ويشرب الضالون المكذبون من الحميم وشرب الهيم (سورة الواقعة 40 وما بعدها)
و ورد أيضا في نفس الكتاب أن قس انجيليزى قصاص يدعى آدم ده رس Adam de Ros في قصيدة طويلة طواف القديس بولس في النار يقوده الملاك ميخائيل؛ وينطق ميخائيل بوصف مراتب العقاب التي توقع على درجات الذنوب المختلفة، ويظهر بولس وهو يرتجف من هذه الأهوال إذن إذا كان هناك درجات للذنوب من الكبائر إلى الصغائر فهناك مراتب للعقاب خاصة بكلا منهما وهذا شيء فطرى متعلق بالنفس الإنسانية والعدل .