المهاجرة الى الله
2011-05-20, 12:33 AM
إن الله -سبحانه وتعالى- له الحكمة البالغة أن يختبر عباده بأنواع من الاختبار، وبيّن سبحانه أنه جعل هذه الدار دار امتحان وابتلاء، فتظهر نتيجة هذا البلاء وهذا الامتحان في ذلك اليوم العظيم الذي يجمعهم الله -عز وجل- فيه {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ} [هود: 103].
وقد وردت نصوص كثيرة جدًا عن أمر الفتن، واتضح أنها تكثر وتتفاقم وتعظُم في آخر الزمان، ويظهر لها دُعاة، وتشتبه على كثير من الناس، مع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يمت حتى جعل الأمة على مثل البيضاء، ليلها كنهارها، وهذا يدل دلالة واضحة على أن أمر الفتن إنما يقع الناس فيه لأحد سببين:
- إما جهل بأمر النصوص.
- وإما هوى حَمَلَ على عناد النصوص، والضرب بها عرض الحائط، وإتيان أمور الفتن بأنواع من التأويلات الفارغة.
ومن فضل الله ومنته أن النصوص أرشدتنا إلى ما يجب أن يكون عليه المسلم حال الفتن:
* الفرار من الفتن وعدم التعرض لها أو الاشتراك فيها.
* كف اللسان عن الدخول في الفتن، روى ابن أبي شيبة وأبو داود وابن ماجة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في شأن الفتنة: (اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ)، وسبب الأمر بكف اللسان، أن اللسان في أحيان كثيرة يثير الناس، ويحرض بعضهم على بعض، ويشجعهم على الوقوع في الفتنة بدلًا مِن أن يطفئها، ويسعى في تخفيف نارها، ويحرض أخوانه على تقوى الله، وربما جعل في ذلك شعرًا أو مقالات دبجها، ورفع بها صوته، ولهذا جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه: (مرَّ بقوم تُقرض ألسنتهم وشفاههم قرضًا كلما قُرضت عادت، قال: هؤلاء خطباء الفتنة).
* كفُّ اليد، فإنك إذا أُمرت أن تكفَّ لسانك؛ فكفك ليدك من باب أولى، روى أحمد في المسند عن أهبان بن صيفي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عهد إليه –يعني أوصاه- إذا كانت فتنة بين المسلمين أن اتخذ سيفًا من خشب، وفي لفظ: (سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ؛ فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ).
* عدم التعجل، والتروي، والتثبت، والتؤدة، وعدم الطيش والاستعجال في أمر الفتن، ولهذا روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "إنها ستكون هنَّات وأمور مُشبّهات، فعليك بالتؤدة، فتكون تابعًا في الخير، خيرًا مِن أنْ تكون رأسًا في الشر".
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممن يستمعون الحق فيتبعونه، ولا يقدّمون عليه هوى، ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يرزقهم العود الحميد الصادق له تبارك وتعالى، وأن يجعل ما وقع لهم مِن هذه الكروب والمحن سببا في عودة رعيتهم ورُعاتهم جميعا إلى الله -عزَّ وجل-، فإن الله تعالى يقول: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، فالواجب أن يتوب الرعاة والملوك والرؤساء توبة إلى الله صادقة، فإن الله سبحانه وتعالى يكون الناس عنده بأهون حال إذا بارزوه بالعصيان، ولا يعبأ بهم سبحانه وتعالى كما في الحديث الصحيح في البخاري: (يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُثالَةٌ كَحُثَالَةِ الشَّعِيرِ أَوْ التَّمْرِ لَا يُبَالِيهِمْ اللَّهُ بَالَةً) أي: لا يتكرث بهم ولا يرفع لهم سبحانه وتعالى راية.
للشيخ: عبدالله بن عبدالعزيز العنقري -حفظه الله-
أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض.
(بتصرف)
وقد وردت نصوص كثيرة جدًا عن أمر الفتن، واتضح أنها تكثر وتتفاقم وتعظُم في آخر الزمان، ويظهر لها دُعاة، وتشتبه على كثير من الناس، مع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يمت حتى جعل الأمة على مثل البيضاء، ليلها كنهارها، وهذا يدل دلالة واضحة على أن أمر الفتن إنما يقع الناس فيه لأحد سببين:
- إما جهل بأمر النصوص.
- وإما هوى حَمَلَ على عناد النصوص، والضرب بها عرض الحائط، وإتيان أمور الفتن بأنواع من التأويلات الفارغة.
ومن فضل الله ومنته أن النصوص أرشدتنا إلى ما يجب أن يكون عليه المسلم حال الفتن:
* الفرار من الفتن وعدم التعرض لها أو الاشتراك فيها.
* كف اللسان عن الدخول في الفتن، روى ابن أبي شيبة وأبو داود وابن ماجة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في شأن الفتنة: (اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ)، وسبب الأمر بكف اللسان، أن اللسان في أحيان كثيرة يثير الناس، ويحرض بعضهم على بعض، ويشجعهم على الوقوع في الفتنة بدلًا مِن أن يطفئها، ويسعى في تخفيف نارها، ويحرض أخوانه على تقوى الله، وربما جعل في ذلك شعرًا أو مقالات دبجها، ورفع بها صوته، ولهذا جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه: (مرَّ بقوم تُقرض ألسنتهم وشفاههم قرضًا كلما قُرضت عادت، قال: هؤلاء خطباء الفتنة).
* كفُّ اليد، فإنك إذا أُمرت أن تكفَّ لسانك؛ فكفك ليدك من باب أولى، روى أحمد في المسند عن أهبان بن صيفي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عهد إليه –يعني أوصاه- إذا كانت فتنة بين المسلمين أن اتخذ سيفًا من خشب، وفي لفظ: (سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ؛ فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ).
* عدم التعجل، والتروي، والتثبت، والتؤدة، وعدم الطيش والاستعجال في أمر الفتن، ولهذا روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "إنها ستكون هنَّات وأمور مُشبّهات، فعليك بالتؤدة، فتكون تابعًا في الخير، خيرًا مِن أنْ تكون رأسًا في الشر".
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممن يستمعون الحق فيتبعونه، ولا يقدّمون عليه هوى، ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يرزقهم العود الحميد الصادق له تبارك وتعالى، وأن يجعل ما وقع لهم مِن هذه الكروب والمحن سببا في عودة رعيتهم ورُعاتهم جميعا إلى الله -عزَّ وجل-، فإن الله تعالى يقول: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، فالواجب أن يتوب الرعاة والملوك والرؤساء توبة إلى الله صادقة، فإن الله سبحانه وتعالى يكون الناس عنده بأهون حال إذا بارزوه بالعصيان، ولا يعبأ بهم سبحانه وتعالى كما في الحديث الصحيح في البخاري: (يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ، وَيَبْقَى حُثالَةٌ كَحُثَالَةِ الشَّعِيرِ أَوْ التَّمْرِ لَا يُبَالِيهِمْ اللَّهُ بَالَةً) أي: لا يتكرث بهم ولا يرفع لهم سبحانه وتعالى راية.
للشيخ: عبدالله بن عبدالعزيز العنقري -حفظه الله-
أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض.
(بتصرف)