ذو الفقار
2008-05-15, 09:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول أحدهم والجهل يعصف به ....
هل الرجس من الله ام من الشيطان ؟
الرجس من الله
الانعام (آية:125): فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون
يونس (آية:100): وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون
الرجس من الشيطان
المائدة (آية:90): يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
الرجس من الاوثان
الحج (آية:30): ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور
إنتهي كلامه ..
الرد :
أولاُ معني الكلمة محور الشبهة
لغة ..إبن منظور - لسان العرب - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 94 )
- رجس : الرجس : القذر ، وقيل : الشئ القذر . ورجس الشئ يرجس رجاسة ، وإنه لرجس مرجوس ، وكل قذر رجس .
- قال ابن دريد : وأحسبهم قد نالوا رجس نجس ، وهي الرجاسة والنجاسة .
- وفي الحديث : أعوذ بك من الرجس النجس ، الرجس : القذر ، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر .
- وقال : إنها رجس أي مستقذرة . والرجس : العذاب كالرجز .
- التهذيب : وأما الرجز فالعذاب والعمل الذي يؤدي إلى العذاب . والرجس في القرآن : العذاب كالرجز .
- وجاء في دعاء الوتر : وأنزل عليهم رجسك وعذابك ، قال أبو منصور : الرجس ههنا بمعنى الرجز ، وهو العذاب ، قلبت الزاي سينا ، كما قيل الأسد والأزد .
- وقال الفراء في قوله تعالى : ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ، إنه العقاب والغضب ، وهو مضارع لقوله الرجز ، قال : ولعلها لغتان .
- وقال ابن الكلبي في قوله تعالى : فإنه رجس ، الرجس : المأتم ، وقال مجاهد كذلك يجعل الله الرجس ، قال : ما لا خير فيه .
- قال أبو جعفر : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم ، قال : الرجل الشك .
- ابن الأعرابي : مر بنا جماعى رجسون نجسون أي كفار .
- قال الزجاج : الرجس في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ الله تعالى في ذم هذه الأشياء وسماها رجسا .
- ويقال : رجس الرجل رجسا ورجس يرجس إذا عمل عملا قبيحا .
- فكأن الرجس العمل الذي يقبح ذكره ويرتفع في القبح .
- وقال ابن الكلبي : رجس من عمل الشيطان أي مأثم .
هذا ما جاء في لسان العرب
الآية الأولى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)سورة الأنعام الآية 125
جاء في الطبري :
قد اختلف أهل التأويل في معنى " الرجس ".
فقال بعضهم: هو كل ما لا خير فيه .
* ذكر من قال ذلك:
13878- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: " الرجس "، ما لا خير فيه .
13879- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نحيح, عن مجاهد: (يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)، قال: ما لا خير فيه .
* * *
وقال آخرون: " الرجس "، العذاب .
* ذكر من قال ذلك:
13880- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)، قال: الرجس عذابُ الله .
* * *
وقال آخرون: " الرجس "، الشيطان .
* ذكر من قال ذلك:
13881- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: (الرجس)، قال: الشيطان .
* * *
وكان بعض أهل المعرفة بلغات العرب من الكوفيين يقول: " الرِّجْس "،" والنِّجْس " لغتان . ويحكى عن العرب أنها تقول: " ما كان رِجْسًا, ولقد رَجُس رَجَاسة " و " نَجُس نَجَاسة " .
وكان بعض نحويي البصريين يقول: " الرجس " و " الرِّجز "، سواء, وهما العذاب . (21)
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي ما قاله ابن عباس, ومَنْ قال إن " الرجس " و " النجس " واحد, للخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل الخَلاء: " اللهُمّ إنّي أعوذ بك من الرجْس النِّجْس الخبيث المُخْبِثِ الشيطان الرَّجيم " . (22)
13882- حدثني بذلك عبد الرحمن بن البختري الطائي قال، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي, عن إسماعيل بن مسلم, عن الحسن وقتادة, عن أنس, عن النبي صلى الله عليه وسلم . (23)
* * *
وقد بيَّن هذا الخبر أن " الرِّجْس " هو " النِّجْس "، القذر الذي لا خير فيه, وأنه من صفة الشيطان .
انتهي ...
وقال ابن عباس : الرجس هو الشيطان ; أي يسلطه عليهم
وما دام الرجس من عمل الشيطان فالله يسلط الشيطان عليهم ويعذبهم بأعماله وهذا لا يتناقض بتاتاً مع الآية الثانية كما سنرى بعون الله ..
نتقل إلى الآية الثانية
..بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
سورة المائدة الآية 90
واضح من الآية ان هذا الرجس يكون من عمل الشيطان والشيطان لا يأتي منه إلا الشر البحت كما قال تعالى في الآية التي تليها (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) الآية 91 من سورة المائدة
وخير دليل على أن هذا الرجس من عمل الشيطان ما نصت عليه الأية ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة النور الآية 21
وجاء في مختصر بن كثير .. (رجس من عمل الشيطان) قال ابن عباس: أي سخط من عمل الشيطان، وقال سعيد بن جبير: إثم، وقال زيد بن اسلم: أي شر من عمل الشيطان.
وبالإنتقال إلى الآية الثالثة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) سورة الحج الآية 30
أثبت هنا صاحب الشبهة جهله التام باللغة العربية
جاء في القرطبي
الرجس : الشيء القذر . الوثن : التمثال من خشب أو حديد أو ذهب أو فضة ونحوها , وكانت العرب تنصبها وتعبدها . والنصارى تنصب الصليب وتعبده وتعظمه فهو كالتمثال أيضا . وقال عدي بن حاتم : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال : ( ألق هذا الوثن عنك ) أي الصليب ; وأصله من وثن الشيء أي أقام في مقامه . وسمي الصنم وثنا لأنه ينصب ويركز في مكان فلا يبرح عنه . يريد اجتنبوا عبادة الأوثان , روي عن ابن عباس وابن جريج . وسماها رجسا لأنها سبب الرجز وهو العذاب . وقيل : وصفها بالرجس , والرجس النجس فهي نجسة حكما . وليست النجاسة وصفا ذاتيا للأعيان وإنما هي وصف شرعي من أحكام الإيمان , فلا تزال إلا بالإيمان كما لا تجوز الطهارة إلا بالماء .
" من " في قوله : " من الأوثان " قيل : إنها لبيان الجنس , فيقع نهيه عن رجس الأوثان فقط , ويبقى سائر الأرجاس نهيها في غير هذا الموضع . ويحتمل أن تكون لابتداء الغاية ; فكأنه نهاهم عن الرجس عاما ثم عين لهم مبدأه الذي منه يلحقهم ; إذ عبادة الوثن جامعة لكل فساد ورجس .
وفي الطبري ..
فإن قائل قائل: وهل من الأوثان ما ليس برجس حتى قيل: فاجتنبوا الرجس منها؟ قيل: كلها رجس. وليس المعنى ما ذهبت إليه في ذلك, وإنما معنى الكلام: فاجتنبوا الرجس الذي يكون من الأوثان أي عبادتها, فالذي أمر جل ثناؤه بقوله: ( فاجْتَنِبُوا الرّجْسَ ) منها اتقاء عبادتها, وتلك العبادة هي الرجس, على ما قاله ابن عباس
فهل يمكن أن يخرج لي هذا المتشدق أين التناقض المزعوم في قوله ؟!!!!
قلم مدافع عن الحق
ذو الفقار
يقول أحدهم والجهل يعصف به ....
هل الرجس من الله ام من الشيطان ؟
الرجس من الله
الانعام (آية:125): فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون
يونس (آية:100): وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون
الرجس من الشيطان
المائدة (آية:90): يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
الرجس من الاوثان
الحج (آية:30): ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام الا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور
إنتهي كلامه ..
الرد :
أولاُ معني الكلمة محور الشبهة
لغة ..إبن منظور - لسان العرب - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 94 )
- رجس : الرجس : القذر ، وقيل : الشئ القذر . ورجس الشئ يرجس رجاسة ، وإنه لرجس مرجوس ، وكل قذر رجس .
- قال ابن دريد : وأحسبهم قد نالوا رجس نجس ، وهي الرجاسة والنجاسة .
- وفي الحديث : أعوذ بك من الرجس النجس ، الرجس : القذر ، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر .
- وقال : إنها رجس أي مستقذرة . والرجس : العذاب كالرجز .
- التهذيب : وأما الرجز فالعذاب والعمل الذي يؤدي إلى العذاب . والرجس في القرآن : العذاب كالرجز .
- وجاء في دعاء الوتر : وأنزل عليهم رجسك وعذابك ، قال أبو منصور : الرجس ههنا بمعنى الرجز ، وهو العذاب ، قلبت الزاي سينا ، كما قيل الأسد والأزد .
- وقال الفراء في قوله تعالى : ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ، إنه العقاب والغضب ، وهو مضارع لقوله الرجز ، قال : ولعلها لغتان .
- وقال ابن الكلبي في قوله تعالى : فإنه رجس ، الرجس : المأتم ، وقال مجاهد كذلك يجعل الله الرجس ، قال : ما لا خير فيه .
- قال أبو جعفر : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم ، قال : الرجل الشك .
- ابن الأعرابي : مر بنا جماعى رجسون نجسون أي كفار .
- قال الزجاج : الرجس في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ الله تعالى في ذم هذه الأشياء وسماها رجسا .
- ويقال : رجس الرجل رجسا ورجس يرجس إذا عمل عملا قبيحا .
- فكأن الرجس العمل الذي يقبح ذكره ويرتفع في القبح .
- وقال ابن الكلبي : رجس من عمل الشيطان أي مأثم .
هذا ما جاء في لسان العرب
الآية الأولى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)سورة الأنعام الآية 125
جاء في الطبري :
قد اختلف أهل التأويل في معنى " الرجس ".
فقال بعضهم: هو كل ما لا خير فيه .
* ذكر من قال ذلك:
13878- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: " الرجس "، ما لا خير فيه .
13879- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نحيح, عن مجاهد: (يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)، قال: ما لا خير فيه .
* * *
وقال آخرون: " الرجس "، العذاب .
* ذكر من قال ذلك:
13880- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)، قال: الرجس عذابُ الله .
* * *
وقال آخرون: " الرجس "، الشيطان .
* ذكر من قال ذلك:
13881- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: (الرجس)، قال: الشيطان .
* * *
وكان بعض أهل المعرفة بلغات العرب من الكوفيين يقول: " الرِّجْس "،" والنِّجْس " لغتان . ويحكى عن العرب أنها تقول: " ما كان رِجْسًا, ولقد رَجُس رَجَاسة " و " نَجُس نَجَاسة " .
وكان بعض نحويي البصريين يقول: " الرجس " و " الرِّجز "، سواء, وهما العذاب . (21)
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي ما قاله ابن عباس, ومَنْ قال إن " الرجس " و " النجس " واحد, للخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل الخَلاء: " اللهُمّ إنّي أعوذ بك من الرجْس النِّجْس الخبيث المُخْبِثِ الشيطان الرَّجيم " . (22)
13882- حدثني بذلك عبد الرحمن بن البختري الطائي قال، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي, عن إسماعيل بن مسلم, عن الحسن وقتادة, عن أنس, عن النبي صلى الله عليه وسلم . (23)
* * *
وقد بيَّن هذا الخبر أن " الرِّجْس " هو " النِّجْس "، القذر الذي لا خير فيه, وأنه من صفة الشيطان .
انتهي ...
وقال ابن عباس : الرجس هو الشيطان ; أي يسلطه عليهم
وما دام الرجس من عمل الشيطان فالله يسلط الشيطان عليهم ويعذبهم بأعماله وهذا لا يتناقض بتاتاً مع الآية الثانية كما سنرى بعون الله ..
نتقل إلى الآية الثانية
..بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
سورة المائدة الآية 90
واضح من الآية ان هذا الرجس يكون من عمل الشيطان والشيطان لا يأتي منه إلا الشر البحت كما قال تعالى في الآية التي تليها (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) الآية 91 من سورة المائدة
وخير دليل على أن هذا الرجس من عمل الشيطان ما نصت عليه الأية ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة النور الآية 21
وجاء في مختصر بن كثير .. (رجس من عمل الشيطان) قال ابن عباس: أي سخط من عمل الشيطان، وقال سعيد بن جبير: إثم، وقال زيد بن اسلم: أي شر من عمل الشيطان.
وبالإنتقال إلى الآية الثالثة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) سورة الحج الآية 30
أثبت هنا صاحب الشبهة جهله التام باللغة العربية
جاء في القرطبي
الرجس : الشيء القذر . الوثن : التمثال من خشب أو حديد أو ذهب أو فضة ونحوها , وكانت العرب تنصبها وتعبدها . والنصارى تنصب الصليب وتعبده وتعظمه فهو كالتمثال أيضا . وقال عدي بن حاتم : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال : ( ألق هذا الوثن عنك ) أي الصليب ; وأصله من وثن الشيء أي أقام في مقامه . وسمي الصنم وثنا لأنه ينصب ويركز في مكان فلا يبرح عنه . يريد اجتنبوا عبادة الأوثان , روي عن ابن عباس وابن جريج . وسماها رجسا لأنها سبب الرجز وهو العذاب . وقيل : وصفها بالرجس , والرجس النجس فهي نجسة حكما . وليست النجاسة وصفا ذاتيا للأعيان وإنما هي وصف شرعي من أحكام الإيمان , فلا تزال إلا بالإيمان كما لا تجوز الطهارة إلا بالماء .
" من " في قوله : " من الأوثان " قيل : إنها لبيان الجنس , فيقع نهيه عن رجس الأوثان فقط , ويبقى سائر الأرجاس نهيها في غير هذا الموضع . ويحتمل أن تكون لابتداء الغاية ; فكأنه نهاهم عن الرجس عاما ثم عين لهم مبدأه الذي منه يلحقهم ; إذ عبادة الوثن جامعة لكل فساد ورجس .
وفي الطبري ..
فإن قائل قائل: وهل من الأوثان ما ليس برجس حتى قيل: فاجتنبوا الرجس منها؟ قيل: كلها رجس. وليس المعنى ما ذهبت إليه في ذلك, وإنما معنى الكلام: فاجتنبوا الرجس الذي يكون من الأوثان أي عبادتها, فالذي أمر جل ثناؤه بقوله: ( فاجْتَنِبُوا الرّجْسَ ) منها اتقاء عبادتها, وتلك العبادة هي الرجس, على ما قاله ابن عباس
فهل يمكن أن يخرج لي هذا المتشدق أين التناقض المزعوم في قوله ؟!!!!
قلم مدافع عن الحق
ذو الفقار