مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للتفكير في الرد على التكفير
ذو الفقار
2008-05-16, 08:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) سورة النساء الآية 82
مقدمـــــــــة
الحمد لله رب العالمين، الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، ونزل به الروح الأمين على قلب سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وحفظه من التحريف ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) سورة الحجر الآية 9. وتكفل بحفظه وأمرنا بتدبر معانيه .
أما بعد ...
لا يزال أعداء الله يكيدون للإسلام العظيم ، ويحيكون المؤامرات ،ويبنون بيوتا للشبهات كبيوت العنكبوت وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ، (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت الآية 41 وقرءوا القرآن لا ليتدبروا معانيه بل لإتباع متشابهه (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة آل عمران الآية 7، ويتربصون بالمسلمين الدوائر. ويحاولون إلصاق ما في كتبهم من تحريف بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . شًلت أيديهم ورُد كيدهم إلى نحورهم ...
وقد وقع في يدي منذ أيام كتاب اسمه (( دعوة للتفكير )) المؤلف/ D. Hanzz
وهذا كتابي الأول اخصصه للرد على هذا المتشدق الكذاب الأشر،الذي قال في مقدمة كتابه " لقد تلقيت دعوة من أخ مسلم لدخول الإسلام لكنني وافقت بشرط أن أقرأ وأفهم وأسأل ولأنني لست بالشخص السطحي ولا أقبل أن أتلقى الديانة والعقيدة من الأفواه والأقوال لأن الأمر جدا خطير حيث أنه لا يتعلق بمنهج حياة الإنسان القصيرة على الأرض لكن الأهم والأخطر هو ما بعد الموت وإلى ما يقودني الطريق الذي أسلك ."
محاولاً إيهام القارئ بأنه باحث عن الحقيقة ويستدرك بقوله " لكن بعد بحث عميق مضغ من حياتي سنين شبابها وأخذ من وقتي ما لم يعد لكنني لست نادما على فترات أسري وكتبي ولا عن ما أنفقت من مال وجهد فماذا تفيدني كنوز العالم وألقابها لو سلكت طريقا قادني في نهايته إلى جهنم وبئس المصير والآن جاء دوري في دعوة المسلم للتفكير فبكل الحب أطرح أمامه أسئلتي التي دارت في رأسي ."فالواضح أن سنين عمره التي مضغها وما أراها لامست أسنانه قد قضاها في جمع المتشابه ومحاولة إيجاد تناقضات ،التي سوف ندمرها بحول الله وقوته .
وما توفيقي إلا بالله
الكاتب
مدافعان عن الحق
ذو الفقار ، الهزبر
ملاحظة /
هذه مسودة كتاب الرد قبل التصحيح والتدقيق وصياغتها في كتاب الكتروني
ذو الفقار
2008-05-17, 08:13 PM
الفصل الأول
دعوة للتفكير
يقول صاحب الكتاب D. Hanzz
"
في تلك الدعوة سنحاول سويا التعرف من خلال القرآن وبعض أحاديث النبي عن ما هو الإسلام ومن هو المسلم؟ ما هو الأيمان ومن هو المؤمن؟ هل هناك فارق بين الإسلام والنفاق والإيمان؟
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (الأنعام 6 :125)
أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم (الزمر39: 22)
أفغير دين الله يبتغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ...(آل عمران 3: 83)
من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران 3 : 85)
من كل ما تقدم من الآيات لا جدال أن القرآن أكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله للبشرية وغيره مرفوض ولن يقبل ، ترى ما هو الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده؟
جاء في كتاب اللؤلؤ والمرجان وهو ما اتفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم وهو من أصح الكتب بعد القرآن ؛ حديث ابن عمر الحديث رقم (9)
قال النبي (ص) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.
جاء أيضا في المرجع السابق حديث رقم (15)
قال النبي (ص) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله .
إذا كان الإسلام هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟ "
إنتهي قوله.
الرد ...
من الواضح جداً أن هذا الدجال مضغ سنين طوال في دراسة الإسلام كما ذكر في مقدمة كتابه ، وخير دليل على ذلك دقة الآيات القرآنية التي ذكرها ، فوجب علينا بداية تدقيق الآيات القرآنية أثناء الرد عليه (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام الآية 125
وجب عليك أولاً يا د .هانز أنت تعرف ما معني كلمة الإسلام لغة واصطلاحاً ، فالإسلام لغة هو الانقياد والخضوع والإذعان والاستسلام ،والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض .
وقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية تحمل في كلمة إسلام المعنى اللغوي لها ،ومن هذه الآيات ..
(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة البقرة الآية 131
جاء في تفسير بن كثير أي أمره اللّه بالإخلاص له والاستسلام والانقياد فأجاب إلى ذلك شرعاً وقدراً.
(أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) سورة آل عمران الآية 83
جاء في التفاسير أسلم أي إنقاد وأستسلم
(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) سورة المائدة الآية 44
جاء في كتب التفسير (الذين أسلموا) انقادوا لله
( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) سورة البقرة الآية 112.
جاء في تفسير الطبري { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } فَإِنَّهُ يَعْنِي بِإِسْلَامِ الْوَجْه التَّذَلُّل لِطَاعَتِهِ وَالْإِذْعَان لِأَمْرِهِ
وفي المعني الاصطلاحي للإسلام قال بن عبد الله السحيم في كتابه الإسلام أصوله و مبادئه عن معنى الإسلام " وقد سمى الله الدين الحق الإسلام لأنه طاعة لله وانقياد
لأمره بلا اعتراض ، وإخلاص العبادة له سبحانه وتصديق خبره والإيمان به ، وأصبح اسم الإسلام علما على الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم"
وبهذا يكون الإسلام في الاصطلاح يطلق على الدين الذي بُعث به رسول الله صلي الله عليه وسلم ، والعمل بأركانه ،وقد جاءت آيات في القرآن الكريم بهذا المعني من ضمنها ..
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) سورة آل عمران الآية 19
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85.
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة المائدة الآية 3
وما ذكره صاحب الكتاب من حديث صحيح رواه البخاري ومسلم " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان "
فهذه أركان دين الإسلام يجب الإتيان بها كاملة ، ومن أنكر منها شيئاً فليس بمسلم .
بعد التعرف على لفظ الإسلام لغة واصطلاحاً الآن نرد على سؤالك المذكور...
إذا كان الإسلام هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟
لقد جاء الإسلام ناسخاً لجميع الأديان السابقة فمن اتبعه صار مسلماً ،ومن أعرض لا يقال عنه مسلماً ، وبهذا يكون من انقاد وأذعن واستسلم وخضع لما جاءت به البعثة المحمدية أصبح مسلماً ، ومن أبى فليس بمسلم ، فمن اتبع موسى عليه السلام في زمنه كان مسلماً ، حتى جاء عيسى عليه السلام ، فمن تبع عيسي في زمانه كان مسلماً ، ومن لم يتبعه ليس بمسلم وان كان على ما كان موسى عليه السلام ، وبعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام من اتبعه كان مسلماً ومن لم يتبعه ليس بمسلم وإن كان على دين عيسى عليه الإسلام فقد كان الدين الإسلام ولكن الشريعة مختلفة وبالتالي من كان يؤمن بموسى في زمانه ويقيم التشريع الذي جاء به كان مسلماً حتى جاء عيسى عليه السلام فمن عمل بالتشريع الذي جاء به كان مسلما وبعد ما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالتشريع الذي إرتضاه الله لعباده فمن عمل به فقد أسلم ومن لم يعمل به لم يكن من المسلمين .
والله أعلم ..
يتبع
ذو الفقار
2008-05-18, 11:25 PM
المسلمون قبل الإسلام
يقول صاحب الكتاب D. Hanzz
"
وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين (يونس 10 : 71 ـ 72)
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما (آل عمران 3 : 67 )
أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ....قالوا نعبد إلهك وإله ابائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( البقرة 2 : 133)
في الحديث عن يوسف .... رب ... علمتني من تأويل الأحاديث .... توفني مسلما والحقني بالصالحين ( يوسف 12 : 101 )
قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين (يونس 10 : 84 )
وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت انه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين (يونس 10 : 90 )
ومن كلام الهدهد والرسالة التي حملها إلى ملكة سبأ قال الهدهد:
وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين (النمل 27 : 24-31)
وملكة سبأ قالت :
رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( النمل 27 : 44 )
والذين آتيناهم الكتاب من قبله ( أي قبل القرآن يقصد النصارى ) هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (القصص 28 : 52 - 53 )
قال الحواريون (تلاميذ المسيح ) نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون ( آل عمران 3 : 52 )
لكن الأغرب والأعجب تلك الآية :
وهذا كتاب أنزلناه مبارك (القرآن)... أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (الأنعام6: 155-156)
وهنا نزلت الكتب قبل القرآن على طائفتين هما اليهود والنصارى ، ترى على أي من الطائفتين الذي أنزل على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس وغيرهم. نعم بهذا أصبح كل الكتب السابقة للقرآن إما نزلت على اليهود أو النصارى .
أما في الحديث عن محمد :
قل أني أمرت أن أكون أول من أسلم ( الأنعام 6 : 14 )
لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( الانعام6 : 163 )
قل إني أمرت أن أعبد الله .... وأمرت لآن أكون أول المسلمين ( الزمر 39 : 11 - 12 )
إذا كان محمد أول من أسلم فكيف كان نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وفرعون وسليمان وحواري عيسى والنصارى مسلمين ؟
لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء شهدوا بنبوة محمد وصاموا رمضان وحجوا البيت وأتوا الزكاة ؟
لكن الأغرب والأعجب هؤلاء الجن والسحرة المسلمين
قالوا (الجن) سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد … وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )
ترى هل الجن يصومون رمضان ؟ هل بين الحجاج من الإنس حجاج من الجن ؟ هل بين المصلين المسلمين مصلين آخرين من الجن ؟ هل يدفع الجن الزكاة ولمن يدفعونها ؟
وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ....ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ( الأعراف 7 : 120-126 )
ولكن قد يقول قائل :
من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ( البقرة 2 : 112 )
كذلك المسلم من سلم الناس من يده ومن لسانه ، نقول هناك الملايين الذين أسلموا وجوههم لله ويسلم الناس من يدهم ومن لسانهم لكن لا يصومون رمضان ولا يحجون إلى مكة وينظرون لحجرها الأسود كأي حجر ولا يؤمنون بمحمد نبيا بل يعتبرونه كاذبا ويرفضون مبدأ الزكاة فهل هؤلاء مسلمون ؟ "
بعد أن كتب بعض الآيات بطريقة لم نعرف لها أصلاً في المصاحف كأن يكتب مثلاً ( البقرة 2 : 112 ) فما هذه إشارة إلى الآية وكان الأصح قول سورة البقرة الآية 112.
يمكن تلخيص تلك الفقرة في أسئلة محددة ؟
السؤال الأول : نستنتجه من كلامه " وهنا نزلت الكتب قبل القرآن على طائفتين هما اليهود والنصارى ، ترى على أي من الطائفتين الذي أنزل على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس وغيرهم. نعم بهذا أصبح كل الكتب السابقة للقرآن إما نزلت على اليهود أو النصارى ."
فيكون السؤال : إذا كانت الكتب السماوية نزلت على اليهود والنصارى فماذا تسمون الكتب التي نزلت على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس ؟
تلاحظ عزيزي القاري أن هناك جهل كبير من هذا الدكتور هانز فهو يستدل بالآية 52 من سورة القصص استدلال خاطئ لم أجد له أصل فهو يفسر الذين أتيناهم الكتاب هم النصارى (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) والأصح ما ورد في كتب التفسير هم اعل الكتاب أي اليهود والنصارى ... ورجوعاً إلى سؤاله عن الكتب التي نزلت على الأنبياء المذكورين لم يذكر هذا المدعي أي دليل على نزول كتب ولم يرد فى القرآن ولا السنة النبوية ما يثبت أن هناك كتب نزلت على الأنبياء غير الكتب الأربعة القرآن الإنجيل التوراة والزبور ، وقد يجول بخاطر القارئ قول حول كتاب الزبور المنزل على نبي الله داوود ، فهنا أشير موضحاً أن كتاب الزبور لم يكن يحتوى على تشريع فقد قال القرطبي: الزبور كتاب داود وكان مائة وخمسين سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، وإنما هو حِكَم ومواعظ.. وكان داود عليه السلام حسن الصوت، فإذا أخذ في قراءة الزبور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحوش لحسن صوته.. قال تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) (سـبأ:10)
والفضل الذي أعطاه الله تعالى هو: النبوة والزبور والعلم والقوة وتسخير الجبال والحكم بالعدل وإلانة الحديد والصوت الحسن.
إضافة إلى أن الزبور نزلت على نبي الله داود عليه السلام وقد أرسل إلى بني إسرائل ، وعن نسب داود عليه السلام قال الحافظ في الفتح: هو داود بن إيشا بن عوبد بن باعربن سلمون بن يارب بن رام بن حضرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام وهو إسرائيل .
فربما اعتمد هذا الهانز على تفكيره الشخصي الذي لا يعتد به أو ربما استند على حديث رواه ابن حبان في صحيحه، وكذا رواه ابن مردويه وعبد بن حميد وابن عساكر كما ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور، والقرطبي في التفسير كلهم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم كم كتاباً أنزل الله؟ قال: مائة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ (إدريس) ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، في حديث طويل جداً، وهو حديث باطل بل موضوع، فإن في سنده كذاباً، قال الهيثمي في موارد الظمآن، بعد إيراده للحديث: في سنده إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ، قال أبو حاتم وغيره: كذاب. فالحديث لا تقوم به حجة.
وبهذا تكون الكتب السماوية التشريعية نزلت من قبل على اليهود والنصارى وهما أهل الكتاب .... فهل نسمع لهذا السؤال صوتاً بعد كسر رقبته ؟!!!
السؤال الثاني : " إذا كان محمد أول من أسلم فكيف كان نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وفرعون وسليمان وحواري عيسى والنصارى مسلمين ؟"
هنا أقول أن أول من أسلم على شريعة الرسالة الجديدة وهي ( دين الإسلام ) هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتوضيحاً للأمر في قول وأنا أول المسلمين يريد به أنه أول المسلمين من القرن الذي بعث فيهم ، وهذا ما أمره به الله ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة الأنعام الآية 162 . ومثله قول موسى عليه السلام (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) سورة الأعراف الآية 143.فيقصد أول المسلمين في هذا القرن
وجاء في تفسير الرازي " كأنه يقول إني لست من الملوك الجبابرة الذين يأمرون الناس بأشياء وهم لا يفعلون ذلك بل كل ما أمرتكم به فأنا أول الناس شروعا فيه وأكثرهم مداومة عليه "
وقال أيضاً "في قوله وأمرت لان أكون أول المسلمين التنبيه على كونه رسولا من عند الله واجب الطاعة لأن أول المسلمين في شرائع الله لا يمكن أن يكون إلا رسول الله لأن أول من يعرف تلك الشرائع والتكاليف هو الرسول المبلغ "
وورد في تفسير أبي السعود : " وقوله تعالى ( وأنا أول المسلمين ) لبيان مسارعته عليه السلام إلى الامتثال بما أمر به وأن ما أمر به ليس من خصائصه عليه السلام بل الكل مأمورون به ويقتدي به عليه السلام من أسلم منهم"
وفي مفردات الراغب ما نصه : "وقوله تعالى ( وأنا أول المسلمين ) (وأنا أول المؤمنين ) فمعناه أنا المقتدى بي في الإسلام والإيمان ،وقال تعالى ( ولا تكونوا أول كافر به ) أي لا تكونوا ممن يقتدى بكم في الكفر ".
ويقول صاحب الكتاب " لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء شهدوا بنبوة محمد وصاموا رمضان وحجوا البيت وأتوا الزكاة ؟ "
إن الأنبياء كلهم بُعثوا على بدين الإسلام، فقد ارتضاه الله لعباده ، الأولين و الآخرين، فهو دين نوح، و هود، وصالح، و لوط، و شعيب، و إبراهيم، و موسى، وعيسى ومحمد عليهم الصلاة السلام .
فماذا كان دين الإسلام ؟ .. لقد كان التوحيد ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) وإخلاص الدين له، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتعظيم أوامر الله ويأمرا قومهم بطاعة الله فيما أمر ، والانتهاء عما نهى.
هكذا كان دين الإسلام من قبل ومن بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن الشرائع تختلف والتكاليف تختلف ، فشريعة نوح تختلف عن شريعة يعقوب تختلف عن شريعة موسى وعن شريعة عيسى ، وهكذا جاءت الأنبياء بدين الإسلام مع إختلاف الشرائع : لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ، حتى جاء الإسلام ناسخاً لجميع الشرائع السابقة مقراً بشريع الإسلام التي ارتضاها الله لعباده قائلاً عز وجل (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة المائدة الآية 3.
وحكم بأن لا يقبل بغير دين الإسلام بقوله تبارك وتعالى :
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85
يتبع ...
ذو الفقار
2008-05-20, 11:53 PM
ويتابع الدكتور هانز قائلاً
" لكن الأغرب والأعجب هؤلاء الجن والسحرة المسلمين
قالوا (الجن) سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد … وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )
ترى هل الجن يصومون رمضان ؟ هل بين الحجاج من الإنس حجاج من الجن ؟ هل بين المصلين المسلمين مصلين آخرين من الجن ؟ هل يدفع الجن الزكاة ولمن يدفعونها ؟ "
وأقوال ما العجب فيما تستغرب يا هانز ؟!! وأكرر هل حقاً أمضى هانز سنين حياته يدرس الإسلام ويبحث عن الحقيقة ؟!!
إن أول ما يأتي ببال الباحث عن الحقيقة هو لماذا خلق الله البشر فيجد الجواب في قول الله تعالى في الآية 56 من سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) . ومن هذه الآية الكريمة يتضح أن الله تعالى قد خلق الجن وكلفه بالعبادة كما كلف الإنسان بالعبادة ، ففيما العجب من أن نجد من الجن المسلم والكافر ونج منهم من يدينون بالنصرانية وآخرين يدينون باليهودية ونجد الجن المسلم الممتثل لأمر الله واجتناب نواهيه يقوم بأركان الإسلام الخمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً . فهم يأتون بالعبادات التي توافق حالهم ، وبهذا يكون تكليفهم . وخير دليل على تكليفهم أيضاً قول الله تعالى (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ) سورة الأعراف الآية 38.
وإن كان الجن غير مكلف لما قال تعالى في سورة الرحمن ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ * فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) سورة الرحمن الآيتان 31-32.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في هذا الأمر
"
إن الجن مكلفون بلا شك, مكلفون بطاعة الله سبحانه وتعالى, وإن منهم المسلم والكافر, ومنهم الصالح ومنهم دون ذلك كما ذكر الله تعالى في سورة الجن عنهم حيث قالوا: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}[الجن: 11]. وقالوا: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْ ارَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبً}[الجن: 14، 15].
وقد صرف الله نفرًا من الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعوا القرآن وآمنوا به وذهبوا دعاة إلى قومهم كما قال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأحقاف: 29-32].
وهذا يدل على أن الجن كانوا مؤمنين بالرسل السابقين, وإنهم يعملون كتبهم لقولهم: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف: 30] وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكرم وفد الجن الذين وفدوا إليه بأن قال: لكم كل عظم ذُكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحمًا, وكل بعرة فهي علفً لدوابكم، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستجمار بالعظام, وعن الاستجمار بالروث, وقال: ((إن العظام زاد إخوانكم من الجن)). والظاهر أنهم مكلفون بما يكلف به الإنس من العبادات, ولا سيما أصولها, كالأركان الخمسة, وحجهم يكون كحج الإنس زمنًا ومكانًا, وإن كانوا يختلفون عن الإنس في جنس العبادات التي لا تناسب حالهم, فتكون مختلفة عن التكليف الذي يكلفبه الإنس, والله أعلم. "انتهي قوله ..
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقؤأ القرآن على الجن وهم ينصتون فقد روى عبدالله بن مسعود الحديث الصحيح الذي جاء في المسند الصحيح _ مسلم _
سألت علقمة : هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟ قال فقال علقمة : أنا سألت ابن مسعود . فقلت : هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟ قال : لا . ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة . ففقدناه . فالتمسناه في الأودية والشعاب . فقلنا : استطير أو اغتيل . قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء . قال فقلنا : يا رسول الله ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فقال " أتاني داعي الجن . فذهبت معه . فقرأت عليهم القرآن " قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . وسألوه الزاد . فقال " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم ، أوفر ما يكون لحما . وكل بعرة علف لدوابكم " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم " . وفي رواية : إلى قوله : وآثار نيرانهم . ولم يذكر ما بعده .
وقال تعالى (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ*قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الأحقاف الآيات 29-32.
ويتابع حديثه عن الإسلام محتجاً بحديث دون أن يكلف نفسه بعض عناء التفسير فيقول
" كذلك المسلم من سلم الناس من يده ومن لسانه ، نقول هناك الملايين الذين أسلموا وجوههم لله ويسلم الناس من يدهم ومن لسانهم لكن لا يصومون رمضان ولا يحجون إلى مكة وينظرون لحجرها الأسود كأي حجر ولا يؤمنون بمحمد نبيا بل يعتبرونه كاذبا ويرفضون مبدأ الزكاة فهل هؤلاء مسلمون ؟"
لقد ورد في الحديث الصحيح (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) وهذه خصلة من خصال المسلم أو دلالة من دلالاته ولا يعني تحقق هذا ان سلم المسلمون من لسانه ويده أن يُعفي من أركان الإسلام الخمس التي لا يصح الإسلام إلا بها . وكف الأذى باللسان أو باليد هي علامة ظاهرة من علامات المسلم . وقال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم : معنى الحديث أن خير خصال الإسلام وخير أموره وأحواله أن يسلم المسلمون من لسانه ويده ، وقال ابن جزي الكلبي الغرناطي في قوانينه الفقهية أن للمسلم على المسلم عشرة حقوق احدها أن يكف شره عنه .
وفي هذا الحديث تأكيد بأن المسلم تؤثر فيه العبادات كالصلاة التي تنهاه عن الفحشاء والمنكر والبغي وكالصوم الذي يهذب النفس ويذكر الغني بمعاناة الفقير , وكالزكاة التي للتطهير ويجب أن تظهر هذه التأثيرات واضحة في سلوكه فلا يكون المسلم نماماً أو كاذاً أو مفترياً أو مستهزء بالآخرين أو متسلط كاره للخير .
يتبع ..
ذو الفقار
2008-05-22, 11:47 PM
الإسلام والحنيفية
يقول صاحب الكتاب هداه الله ..
"
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ( آل عمران 3 : 67 )
ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ( الحج 22 : 78 )
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وإتبع ملة إبراهيم حنيفا ( النساء 4 : 125 )
قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ....( الأنعام 6 : 161 )
ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (النحل 16 : 123 )
هنا نجد أن محمدا هداه الله إلى ملة إبراهيم وأوحى إليه أن يتبع الحنيفية ،هل الإسلام هو الحنيفية ؟ وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت .
ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( البينة 98 : 4 -5 )
في هذه الآية المدنية نجد أهل الكتاب أمروا بالحنيفية وصارت كل الديانات حنيفية ؟
"
إنتهى قول المدعي :
بعد ذكر ال د. هانز للآيات وجه مجموعة من الأسئلة التي يعتبرها اكتشاف وما عبرت الا على كذب ادعاءه بأنه درس الإسلام لسنوات طوال ، جاء في مجملها ..
"
هنا نجد أن محمدا هداه الله إلى ملة إبراهيم وأوحى إليه أن يتبع الحنيفية ،هل الإسلام هو الحنيفية ؟ وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت .
مستهلاً بمقدمته ليصل إلى السؤال بقوله هل الإسلام هو الحنيفية ؟
"
هنا وجب علينا تعريف معنى الحنيفية لغة واصطلاحاً فتكون ..
1-لغة : إن معنى كلمة حنيف في المعاجم العربية جميعها قديمها وحديثها (لغة) أنه الاعوجاج، أو الميل إلى شيء معين
2- واصطلاحاً هي الميل عن عبادة الأوثان إلى ملة إبراهيم .
ولا أريد الخوض في التعريفات حتى لا يتشتت القارئ ، و الذي يجب أن نعلمه وأن نعرفه أن الحنيفية هي ملة إبراهيم إصطلاحاً .
ويجب التفريق بين كلمة ملة وكلمة دين فعندما نتكلم عن ملة ابراهيم عليه السلام لا نعني بها دين الإسلام ،على الرغم ان ابراهيم كان مسلماً ،و هذا وضحنا معناه سابقاً .والرابط بين ملة إبراهيم ودين الإسلام هي أن ملة ابراهيم هي أصل دين الإسلام بل وأصل كل الديانات السماوية وأصل ما جاء به الأنبياء ودعوا إليه فنقول أن مله ابراهيم هي اصل التوحيد او العقيده ولا يقصد بالملة الدين لأن الدين يشمل العقيده و الاحكام والتشريع , وقد أوضحت فيما سبق أن كل نبي جاء بتشريع وهذا ما تنص عليه الآية الكريمة رقم 48 من سورة المائدة (( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا )).
وجاء التفريق بين الملة والدين واضحاً في الأيات الكريمة التالية على سبيل المثال ..
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) سورة آل عمران الآية 19
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) سورة الحج الآية 78
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) سورة البقرة الآية 130.
ولكن قد تستعمل كلمة ملة بمعنى الدين حسب سياقها في الجملة ولكن ليس هذا محور حديثنا الآن ..
وبالتالي فإن الحنيفية هي ملة ابراهم وهي أصل التوحيد كما يتضح من الآية (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة النحل الآية 120.
وهنا نجد تقابل بين ملة ابراهيم والشرك فنجد ان مقابل الشرك انما هو التوحيد
وبعد هذا التوضيح يمك أن نجيب على أسئلة ال د هانز فهو يقول
"وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت ."
فنقول له لم يلغي دين الإسلام الحنيفية لأنها أصل كل الأديان وبما فيهم الإسلام ،وهي ما نادى به كل الأنبياء ولكن دين الإسلام ألغى التشريعات السابقة كاملة ووضع التشريع الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ... فهل يمكن أن نجد نبي من الله يدعوا الى غير التوحيد ؟!!! بالطبع ستكون الإجابة بالنفي ..
فها هو المدعي هانز يثبت كلامي دون أن يدري فنراه يقول ..
"ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( البينة 98 : 4 -5 )
في هذه الآية المدنية نجد أهل الكتاب أمروا بالحنيفية وصارت كل الديانات حنيفية ؟"
العجيب هو رميك بسهام الجهل قلاع الحق يا دكتور هانز فأنت أتيت الأن بتأكيد صريح ..
قال بن كثير في تفسير الآية 5 من سورة البينة
وقوله تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " كقوله " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " ولهذا قال " حنفاء " أي متحنفين عن الشرك إلى التوحيد كقوله " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "
والحمد لله رب العالمين
يتبع ..
ذو الفقار
2008-05-23, 08:19 PM
الإسلام والأيمان
وتحت هذا العنوان يقول صاحب الكتاب :
"الآن ندخل منطقة أكثر غرابة وهي هل هناك فارق بين الإيمان والإسلام ؟
قالت الإعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم ( الحجرات 49 : 14 )
وهنا فارق كبير بين الإيمان والإسلام فالأعراب مسلمين ولكن غير مؤمنين رغم تلك الآيات العجيبة التي توحد بين الإيمان والإسلام .
ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا (النساء4: 94)
ما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (الروم 30 : 53 )
إن منا المسلمون ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 14 )
يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة (الزخرف 43 : 68-69 )
من كل تلك الآيات السابقة نجد أن المؤمنين والمسلمين واحد لا فرق بينهما .
وفي الحديث عن أهل الكتاب وعرب الجاهلية الأميين :
قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فأن أسلموا فقد اهتدوا .( آل عمران 3 : 20 )
وهنا الإسلام هو الهداية . في الحديث عن النصارى يقول القرآن :
يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وآمنوا برسوله ( محمد ) يؤتيكم كفلين من رحمته ( الحديد 57 :28 )
الواضح هنا أن القرآن يسمي النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ولهم كفل ( نصيب ) من رحمة الله ، وفي الحديث عن موسى :
لما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه .... قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (الأعراف 7 : 143 ) "
إنتهى قوله
ربما لو كان الحوار بيني وبين الكاتب مباشر لما سأل هذه الأسئلة ولما وجد فيها غريب كما يقول ، وللرد على قوله عن الإسلام ،والإيمان أنهما يختلفان في آية ويتحدان في المعني آيات أخرى ،أُذكر بحديثي السابق للتفريق بين كلمة اسلم في اللغة و دين الإسلام الذي بُعث به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
فنجد أن لفظ أسلام لا يعني دين الإسلام لغة بل تعني الخضوع والانقياد والاستسلام .
وأن كل أمة جاءت رسالتها بالإسلام على شرائع محتلفة .
وللتفريق بين الإيمان والإسلام فالقاعدة تقول أن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا ... ستحتاج هذه القاعدة إلى تفسير بالطبع أوجز لك عزيزي القاري تفسيرها فيما يلي ..
إن إطلاق كلمة الإسلام وحدها تعني الانقياد لله والاستسلام له ،و التعبد لله تعالى بما شرعه من العبادات ، ويدخل في ذلك الإيمان ،والتصديق الكامل بمعنى تصديق بالقلب ،ونطق باللسان ،وعمل بالأركان .
وكذلك الحال إذا تلفظنا بكلمة الإيمان وحدها ،فهي تعني التصديق بالقلب، وعمل بالجوارح والأركان .
أما إذا قورن الإسلام بالإيمان فُسِّر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقول اللسان ،وعمل الجوارح، وفُسِّر الإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب ،وأعمالها .
والأدلة على ذلك كثيرة نورد منها قول الله تعالى :
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة الحجرات الآية 14 .
وقد جاء في تفسير بن كثير " فهؤلاء الإعراب المذكورون في هذه الآية ليسوا بمنافقين، وإنما هم مسلمون لم يستحكم الإيمان في قلوبهم، فادعوا لأنفسهم مقاماً أعلى مما وصلوا إليه، فأدبوا في ذلك، وإنما قلنا هذا لأن البخاري رحمه اللّه ذهب إلى أن هؤلاء كانوا منافقين يظهرون الإيمان وليسوا كذلك، وقد روي عن سعيد بن جبير ومجاهد {ولكن قولوا أسلمنا}: أي استسلمنا خوف القتل والسبي، قال مجاهد: نزلت في بني أسد بن خزيمة، وقال قتادة: نزلت في قوم امتنوا بإيمانهم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، والصحيح الأول أنهم قوم ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ولم يحصل لهم بعد فأدبوا وأعلموا أن ذلك لم يصلوا إليه بعد، ولو كانوا منافقين لعنفوا وفضحوا، وإنما قيل لهؤلاء تأديباً: {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} أي لم تصلوا إلى حقيقة الإيمان بعد، ثم قال تعالى: {وإن تطيعوا اللّه ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً} أي لا ينقصكم من أجوركم شيئاً كقوله عزَّ وجلَّ: {وما ألتناهم من عملهم من شيء}، وقوله تعالى: {إن اللّه غفور رحيم} أي لمن تاب إليه وأناب."
وهذه قصة نبي الله لوط تعطي دليلاً واضحاً على ما أسلفت يقول الله تعالى :
(فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سورة الذاريات الآية 35،36.
هنا كان بيت لوط عليه السلام في ظاهره مسلماً ، ولكن كانت فيه إمرأة لوط كانت من الكافرين ، فنجي الله المؤمنين من بيت المسلمين ، فكان الإيمان أخص من الإسلام ، فالإسلام الظهار والأيمان الباطن .
ويتضح ذلك من قوله جلا وعلا أنه نجي المؤمنين بقلوبهم فقط وأما ما كانوا يتظاهرون به فهو يعلم ولم ينجهم (إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ) سورة الصافات 134. 135
ومما يدل على التفريق بين الإسلام والإيمان إذا اجتمعا ما جاء في حديث جبريل عليه السلام كما جاء في سنن الترمذي وصحيح ابن ماجة وغيرهم :
" كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد شعر الرأس لا يرى عليه أثر سفر ولا يعرفه منا أحد فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبته ووضع يديه على فخذيه ثم قال يا محمد ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فقال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال فمتى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فما أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها قال وكيع يعني تلد العجم العرب وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البناء قال ثم قال فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث فقال أتدري من الرجل قلت الله ورسوله أعلم قال ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم "
وهنا نلاحظ أن الإسلام هو الأعم ،وقد تدرج جبريل عليه السلام من الأعم فالأخص فالأخص منه ، وعليه يكون كل مؤمن مسلم ولكن ليس كل مسلم مؤمن ،و لذلك يحكم للمنافق في أحكام الدنيا بالإسلام، وليس في قلبه من الإيمان شيء .
وبهذا بات الأمر ظاهراً للقارئ الفرق بين الإيمان والإسلام في حال المقارنة أو ذكر كلاهما ، أما إذا ذكر أحدهما فيشمل الآخر .
وما استدل به الجاهل على اتحاد معني اللفظين حين يجتمعان فى الآية الكريمة رقم 94 من سورة النساء هو تأكيد للتفرقة لا دليل على اتحاد المعنى كما سأفسر لك عزيزي القارئ... فالآية تقول(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) .
جاء في تفسير بن كثير : " ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير لم يبرح فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأهوى إليه المقداد فقتله فقال له رجل من أصحابه أقتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله ؟ والله لأذكرن ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله إن رجلا شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد فقال "ادعوا لي المقداد يا مقداد أقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله فكيف لك بلا إله إلا الله غدا" قال فأنزل "الله يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا" ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد " كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتلته وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة قبل " وقوله فعند الله مغانم كثيرة أي خير مما رغبتم فيه من عرض الحياة الدنيا الذي حملكم على قتل مثل هذا الذي ألقى إليكم السلام وأظهر لكم الإيمان فتغافلتم عنه واتهمتموه بالمصانعة والتقية لتبتغوا عرض الحياة الدنيا فما عند الله من الرزق الحلال خير لكم من مال هذا "
وفي ظلال القرآن يأمر الله المسلمين إذا خرجوا غزاة , ألا يبدأوا بقتال أحد أو قتله حتى يتبينوا ; وأن يكتفوا بظاهر الإسلام في كلمة اللسان [ إذ لا دليل هنا يناقض كلمة اللسان ] .
ومن هنا نجد أن الآية تعطي معني بأنه يجب معاملة البشر على إسلامهم ،لان الإيمان في القلب يعلمه الله ،وما دام الإنسان قد تلفظ بالشهادتين وعمل بأركان الإسلام فهو مسلم ،كما وضحنا ويبقى الإيمان بينه وبين الله باطناً علينا ظاهراً لله .
وهنا ذكر السائل آية أخرى وهي قول الله تعالى :
(وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) سورة الروة الآية 53 .
وهذه الآية دليل على أن الأيمان أخص من الإسلام فجاءت الآية بقول يؤمنون بآياتنا من الخصوص لتعطي الوجه العام فهم مسلمون
جاء في تفسير الجلالين
(وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن) ما (تسمع) سماع إفهام وقبول (إلا من يؤمن بآياتنا) القرآن (فهم مسلمون) مخلصون بتوحيد الله.
وقد تكررت هذه الآية مرة أخرى:(وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) سورة النمل الآية 81.
ويستدل أيضاُ الدكتور هانز بآية 14 من سورة الجن
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا)
وهنا استدلاله بهذه الآية استدلال خاطئ فما وجدنا في الآية الإيمان بل أن الجن يقول ان منهم المسلمون ، ومنهم القاسطون ،وليس في هذا تعارض عما ذكرنا أنفاً.
(يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ) سورة الزخرف الآية 68 .69
وفي هذا أيضاً تفريق والدليل واو العطف فقد آمنت قلوبهم فكانوا من الذين آمنوا وعملت جوارحهم فكانوا مسلمين .
وتفسير الآية في بن كثير "
أي آمنت قلوبهم وبواطنهم وانقادت لشرع الله جوارحهم وظواهرهم قال المعتمر بن سليمان عن أبيه إذا كان يوم القيامة فإن الناس حين يبعثون لا يبقى أحد منهم إلا فزع فنادي مناد "يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون" فيرجوها الناس كلهم قال فيتبعها "الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين" قال فييأس الناس منها غير المؤمنين."
وهذا قول هانز بعد ذكر الآيات ...
"من كل تلك الآيات السابقة نجد أن المؤمنين والمسلمين واحد لا فرق بينهما ."
فأرد عليه قائلاً ها قد أوضحنا لك الآيات ترتيباً وتفصيلا فلم يبقى لك إلا أن تعترف بالحق ..
فيتابع قوله
"قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فأن أسلموا فقد اهتدوا .( آل عمران 3 : 20 )
وهنا الإسلام هو الهداية . في الحديث عن النصارى "
أقول وما علاقة هذا بما أنت يصدده الآن ؟!!!! نعم الإسلام هو طريق الهداية
ويتابع هانز .."
(يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وآمنوا برسوله ( محمد ) يؤتيكم كفلين من رحمته )الحديد 57 :28 )
الواضح هنا أن القرآن يسمي النصارى مؤمنين رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ولهم كفل ( نصيب ) من رحمة الله "
والله إني رأيت من هذا الجاهل العجب ..
أولا : لا تخص الآية النصارى بل تخص أهل الكتاب
ثانيا : ألم يؤمنوا أهل الكتاب بنبيهم ؟!!!
فقد أمن اليهود بموسى عليه السلام، وآمن النصارى بعيسى عليه السلام ، وبالتالي هم مؤمنون برسالات أنبيائهم ، وإن امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم يكون لهم كفلين من رحمة الله ،لأنهم امنوا بالتوراة ،والإنجيل من قبل ولأنهم امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم الأن . ولذا جاء الخطاب بلفظ الذين امنوا.
والله أعلم ....
يتبع
ذو الفقار
2008-05-27, 11:55 PM
من هم الأعراب ؟
يتابع هانز في فصله الأول قائلاً
"
من المهم أن نعرف من هم الأعراب حتى ينجلي لنا الفارق بين الإيمان والإسلام حيث أن الأعراب مسلمين وليسوا مؤمنين .
الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله (التوبة 9 : 97 )
هنا نرى الأعراب كلمة تشمل كل الأعراب فنرى أنهم غير مؤمنين بل كفار منافقين مسلمين والثلاثة شئ واحد وهو بالطبع شئ عكس الأيمان .
قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم (الحجرات 49 : 14 )
ولكي تكتمل صورة الأعراب المسلمين المنافقين الكفار غير المؤمنين إليك تلك الآية التي ربما تريح حيرتنا :
قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتيكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما (الفتح 48 : 16 )
الواضح هنا أن محمدا يدعوا الأعراب إلى قتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون ويعدهم إذا شاركوا في هذا القتال بالأجر الحسن أما إذا لم يشتركوا مع محمد في هذا القتال ويساندوه فلهم عذاب أليم ، وبقى السؤال ترى لهذا السبب كان الأعراب مسلمين كفار منافقين غير مؤمنين ويصبح شرط القتال هو الفارق الوحيد بين الإيمان من ناحية والنفاق والكفر والإسلام من الناحية الأخرى ؟
من كل ما تقدم أصبح من الصعب بل من المستحيل معرفة ما هو الإسلام ؟هل هو الشهادة بالله الواحد ومحمد نبي ورسول وصوم رمضان وحج البيت ؟ فكل من ذكرهم القران بأنهم مسلمين قبل محمد لم يفعلوا كل ذلك ، وماذا عن الأعراب الذين آمنوا بالله والنبي الرسول وحجوا وصاموا وزكوا ولم يقاتلوا مع محمد ؟ هم مع ذلك مسلمين وكفار ومنافقين وغير مؤمنين
أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون (القلم 68 : 35-36 )
ولا نعرف أي إجرام أكبر من النفاق والكفر الذي وصف به الأعراب المسلمين ؟ أما النصارى فهم ليسوا مسلمين لكن مؤمنين ولهم نصيب من رحمة الله رغم عدم إيمانهم بمحمد وقرأنه ، هنا يسقط المرء في أعمق هوة عندما يحاول جاهدا معرفة ما الفارق بين الإسلام؛ الكفر ، النفاق ، الإيمان ؟
من يحل اللغز من يفك الطلسم ما هو الإيمان ومن هو المؤمن ما هو الإسلام ومن هو المسلم من هو أول من عملها وأسلم ؟"
انتهى قوله
الرد ....
هذه أخر فقرة في الفصل الأول وتكون الضربة فيها قاضيا على عدو الله الذي حاول أن يفصل الآيات عن بعضها ويوحى بمفاهيم خاطئة بعيدة عن المعنى الحقيقي ، إما جهلاً منه وإما تعمداً فإن كان جهلاً فهو لا يستحق أن يكتب كتاب يدعي فيه التفكير ، وإن كان متعمداً فهو كاذباً في أدعائه أنه أفنى سنين عمره بحثاً عن الحقيقة .
بداية يقول
"
الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله (التوبة 9 : 97 )
هنا نرى الأعراب كلمة تشمل كل الأعراب فنرى أنهم غير مؤمنين بل كفار منافقين مسلمين والثلاثة شئ واحد وهو بالطبع شئ عكس الأيمان .
قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يدخل الإيمان في قلوبكم (الحجرات 49 : 14 )
"
(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) سورة التوبة الآية 97
ذكر هذا الهانز الآية ليقوم بتحليلها على مزاجه الخاص ، فالله لو كان باحث عن الحق وأكمل الآيتين التاليتين لما ذكر ما ذكر ... فتفسير تلك الآية هو أن الأعراب أشد جحودا لتوحيد الله وأشد نفاقا من أهل الحضر في القرى والأمصار وذلك بسبب جفائهم وقسوة قلوبهم وقلة مشاهدتهم لأهل الخير فهم لذلك أقسى قلوبا وأقل علما بحقوق الله.
قال أبو السعود: وهذا من باب وصف الجنس بوصف بعض أفراده، كما في قوله تعالى: وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ولأن الأعراب ليسوا كلهم كذلك .. كما هو واضح في باقي الآيات ( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة التوبة الآيات .98 . 99
فبين سبحانه في تلك الآية أن المراد بالجنس البعض لا الكل. وجاء في نهاية الآية بقوله عز وجل والله عليم حكيم .
وقد جاء الحديث عن الأعراب أكثره في سورة التوبة وهي تتحدث عن النفاق في إحدى مضامينها .. أما ما جاء في استدلاله بالآية
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة الحجرات الآية 14.
وقد وضحنا سابقاً تفسير الآية ونزيد هنا في هذا المقام قول بن كثير" يقول تعالى منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" وقد أستفيد من هذه الآية الكريمة أن الإيمان أخص من الإسلام "
والآية المباشرة لها يقول فيها تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) سورة الحجرات 15.
وهنا يوضح الله تعالى حال المؤمنين الحقيقيين ووصفهم بصفات معينة ، فهم من أمنوا بالله وصدقوا به وأمنوا بالرسول لا يتسرب إلى قلوبهم أي شك ، ولم يتزلزلوا عن الثبات ، قدموا لله أرواحهم وأموالهم وهنا وصفهم بأهم هم الصادقون .. بمعنى هم المؤمنون الصادقون وأريدك عزيزي القارئ أن تركز على كلمة ارتباط الأيمان هنا في الآية بكلمة صادقون ..
فنجد ان من قاتل في سبيل الله كان من المؤمنين وهذه نقطة سيأتي الإشارة إليها في آيات سورة الفتح التي استدل بها الكاتب استدلال خاطئ كما سنرى بعد عدة سطور..
وبعدها بآيتين قال تعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) سورة الحجرات الآية 17.
يعني الأعراب الذين يمنون بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى ردا عليهم "قل لا تمنوا علي إسلامكم"
بل لو كانوا مؤمنين لما منوا على الرسول صلى الله عليه وسلم إسلامهم ، بل كانوا أيقنوا أن الله هو من من عليهم أن هداهم ولنرى دقة الآية فى الوصف والتعبير .. بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ولم يقل للإسلام وقرنها بكلمة إن كنتم صادقين .. أرجع بكم الى كلمة صادقين التي جاءت في الآية 15 والتي اقترنت بالإيمان ،
هنا فرق كبير بين الإسلام والإيمان فلو كان الإيمان هو الإسلام لما فرق الله بينهم بهذا الشكل الواضح .
ونأتي إلى آيات سورة الفتح يقول الكاتب "
قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتيكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما (الفتح 48 : 16 )
الواضح هنا أن محمدا يدعوا الأعراب إلى قتال أناس أشداء يقتلونهم أو يسلمون ويعدهم إذا شاركوا في هذا القتال بالأجر الحسن أما إذا لم يشتركوا مع محمد في هذا القتال ويساندوه فلهم عذاب أليم ، وبقى السؤال ترى لهذا السبب كان الأعراب مسلمين كفار منافقين غير مؤمنين ويصبح شرط القتال هو الفارق الوحيد بين الإيمان من ناحية والنفاق والكفر والإسلام من الناحية الأخرى ؟ "
غريب أمرك يا رجل
ارجع إلى قول الله تعالى (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) سورة الفتح الآية 11
يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم فماذا يكونوا هؤلاء ؟!!.....بعد كل ما شرحنا ماذا تقول عزيزي القارئ ما هي إجابتك ؟؟
أخالك الآن تقول .. إنه مسلم وليس مؤمن
نعم عزيزي القارئ الآن اتضح الحق فمن قال بلسانه وعمل بجوارحه أركان الإسلام كان مسلم وليس مؤمن ولكن المؤمن من صدق بقلبه ولم يشك في تصديقه وثبت على الحق
فكيف نعرف صدق إيمانه ؟؟
لقد وضحها الله تعالى تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) سورة الحجرات 15.
ولهذا جاءت الآية 16 من سورة الفتح والتي استدل بها الكاتب لتقول الآية مدوية عن اختبار أيمان هؤلاء الأعراب (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) سورة الفتح الآية 16
أن تطيعوا فأنتم مؤمنين وتجاهدوا في سبيل الله ويكافئكم الله بالأجر الحسن ... وإن تتولوا ويوضح أنهم تولوا من قبل هذا كما فى الآية 11 فسوف يعذبهم الله بعدم صدقهم
وعلى قوله في نهاية فصله يقول "
من كل ما تقدم أصبح من الصعب بل من المستحيل معرفة ما هو الإسلام ؟هل هو الشهادة بالله الواحد ومحمد نبي ورسول وصوم رمضان وحج البيت ؟ فكل من ذكرهم القران بأنهم مسلمين قبل محمد لم يفعلوا كل ذلك ، وماذا عن الأعراب الذين آمنوا بالله والنبي الرسول وحجوا وصاموا وزكوا ولم يقاتلوا مع محمد ؟ هم مع ذلك مسلمين وكفار ومنافقين وغير مؤمنين"
ونرد عليه قائلين
دُمرت قواعد استدلالك ..وللقارئ هنا الدعوة للتفكير .
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)
انتهى الفصل الأول
ذو الفقار
2008-06-08, 09:13 PM
الفصل الثاني
اسماعيل واسحاق
بدأ صاحب الكتاب هذا الفصل مستهلاً ببعض الأسئلة نوردها في الإقتباس التالي :
" حكى القرآن في قصصه عن إبراهيم وابنيه إسماعيل واسحق ، لكن القارئ المدقق الفاهم يستطيع أن يعرف على من كان الفداء ؟ من من ابنيه الصالح ومن الظالم ؟ بمن كانت البشرى والهبة ؟ في ذرية من الكتاب والحكم والنبوة ؟ "
بداية بخلط حق بباطل فنراه يقول في وسط أسئلته " من من ابنيه الصلح ومن الظالم ؟ "
وأستغرب في كلمة الظالم من أين أتى بها وسوف نبين جهل هذا المدعي التفكير في الرد على أسئلته لتكون واضحة للقارئ يحكم بنفسه عليها ...
وبعد هذه الأسئلة جاء بأهمية الفادء والأضحية مستدلاً ببعض الآيات القرأنية ولا تعليق على ذلك غير بيان الحكمة من الأضحية والتي يمكن تعرفيها " ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام الأضحى؛ تقرباً إلى الله عز وجل" والتي يمكن ذكر أهمها في الأتي :
• إحياءً لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام
• التوسيع على الأهل وإطعام المساكين
• شكر الله على نعمه الكثيرة
• الامتثال لأوامر الله وإراقة الدم وذكر اسم الله عليها
والجدير بالذكر هنا هو قول الله تعالى في سورة الحج الآية 37 (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)
ونرجع إلى قول الكاتب في مغزي الفداء حيث يقول " لقد جرى الفداء وتقديم الأضحية والقرابين في دم الجنس البشري منذ ابني آدم حتى عباد الأصنام كانوا يقربون لأصنامهم الذبائح منها الحيواني والبشري .
واتل عليهم نبأ ابني أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر ( المائدة 5 : 27 )
هذا ما حدث مع ابني آدم أبو البشر تقبل من أحدهما ورفض الآخر وهذا أيضا حدث مع ابني إبراهيم أبو الأنبياء ."
عزيزي القارئ : أستحلفك بكل ما هو مقدس عندك أن تعقد المقارنة بين الاثنين (( ابني أدم )) و (( ابني ابراهيم )) ما وجه المقارنة التى استدل بهما الكاتب ؟!! غريب أمره .. ابني ادم أحدهما كان طائعاً والأخر كان ظالماً فأي من الدلائل على كون أحد من ابني ابراهيم كان ظالماً هذه نقطة .. والنقطة الثانية هل قدم كل من ابني ادم قرباناً لله ؟!! بالطبع لا ...
هنا يسقط القناع قبل حتى أن ترتديه يا دكتور هانز المدعي التفكير ...
وفي محاولة بائسة مليئة يحاول الكاتب إثبات ان الذبيح لم يكن إسماعيل عليه السلام وسوف أبين لكم جهله في أدلته التي قد تبدوا لمن لا يعرف الإسلام انها منطقية وما هي إلا لحظات متابعة منك عزيزي القارئ حتى تتضح لك الرؤيا ...
وحتى لا يتهمنا أحد بأننا حذفنا شيئاً اقتبس لكم كلامه " رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك .... فلما أسلم وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ....وفديناه بذبح عظيم ( الصافات 37 : 100-107 ) .
تلك هي القصة الوحيدة في القرآن التي تحكي فداء ابن سيدنا إبراهيم ، لم يذكر الاسم صراحة لكن هناك ألفاظ مهمة وهي بشرناه ، فلما بلغ معه السعي، فديناه بذبح عظيم
لكن من هو الغلام الذي بشر به الله سيدنا إبراهيم وهو نفس الغلام الذي بلغ معه السعي وهو نفس الغلام الذي فداه الله بالذبح العظيم رغم أن فداء النفس أغلى من ملئ الأرض ذهبا ، من هو ذلك الذبح الذي وصف بالعظيم ؟ من أين جاء هل جاء من السماء ؟ إلى من يشير؟ "
نعم هو المكان الوحيد في القرآن الذي ذُكرت فيه قصة الذبيح ولكن دعونا نوضحها بشيء من التفصيل ...الآيات من سورة الصافات بداية من الآية 99
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) هنا توجد دعوة من إبراهيم عليه السلام ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) نلاحظ أن البشرى جاءت بناء على دعوة من النبي وأريدكم أن تركزوا على كلمة حليم فهنا الصفات لا تُوضع ارتجالا (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) قال انه سيكون إن شاء الله من الصابرين ونريد التركيز على كلمة الصابرين أيضاً فالأمر يحتاج صبر كما احتاج هذا الموقف أن يكون هذا الغلام حليم فالموقف يحتاج صفة الحلم ولهذا جاءت الآية الكريمة بوصفه أنه حليم (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) الله أكبر .. لو أكمل باقي الآيات لما أكمل كلامه ...تبقى القصة لسيدنا إبراهيم وبعد الغلام وفدائه بشره الله بإسحاق ..... فمن يكون الغلام الأول ؟!! ولماذا لم يعجب سيدنا إبراهيم من هذه البشري الأولى كما عجب في الآيات التي تبش بإسحاق عليه السلام ؟!!! طبعاً ليس عند الكاتب إجابة ولكن سوف أجيب أنا على هذا التساؤل هنا في الآيات بشرارتين الأولى للغلام العليم الذي كان من الصابرين وهو إسماعيل عليه السلام ولم يكن فيها عجب فهي جاءت تلبية من الله عز وجل لطلب سيدنا إبراهيم بان يهب له ولد من الصالحين ... أما البشارة الثانية فكانت لإسحاق عليه السلام وسوف نجد أنها تستوجب الوقف عندها الآن لأن فيها معجزة وليست تلبية لدعاء كما حدث في البشارة بإسماعيل عليه السلام ..
قال تعالى فى سورة الحجر الآيات ( 51 – 55 ) (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ)ما صفة الغلام هنا ؟ انه غلام عليم وليس حليم وهنا يستغرب سيدنا إبراهيم من البشارة فهو مسه الكبر وحدوث هذا الشيء يعتبر غير عادي كما سيتضح في قوله تعالى في سورة الذاريات الآيات ( 27 – 30 ) (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)
نلاحظ مرة أخرى ما هي صفة الغلام ؟ .. إنه غلام عليم سبحان الله وماذا كان رد امرأة سيدنا إبراهيم ؟ قالت أنها عجوز وأيضا عقيم .... فالحكم واضح هنا يا من يطلبون الحق .. إنها معجزة .. أن تلد عجوز عقيم وزوجها رجل مسن كما جاء في بشرى زكريا عليه السلام في نبي الله يحي عليه السلام .. (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) سورة مريم الآيتين 7 ، 8 أليست هذه معجزة كتلك ؟!!!
و وقع الكاتب في شباك تدليسه فقد أنطقه الله بالحق ليقيم الحجة علي نفسه وهو لا يشعر فيقول قول اله تعالى
(فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) سورة هود الآيات 70 – 72
لكل منصف البرهان الدامغ .. يبشر الله إبراهيم وزوجته بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب إنها بشارة واحدة إسحاق ويعقوب
بشره بالابن وابن الابن ... فكيف يمكن أن يبشر الله بيعقوب ويأمر إبراهيم عليه السلام بذبح إسحاق والبشارة بيعقوب تقتضي أن إسحاق يعيش ويولد له يعقوب ، ولا خلاف بين الناس أن قصة الذبيح كانت قبل ولادة يعقوب، بل يعقوب إنما ولد بعد موت إبراهيم عليه السلام، ؟!!!!
وشاهد أخر هو أن البشارة بالغلام الحليم كانت لإبراهيم عليه السلام فقط والبشارة بإسحاق كانت لإبراهيم عليه السلام وزوجته في جميع المواضع التي ذُكرت
وكنت أشرت إلى قول الذبيح في سورة الصافات ((سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ))
لنرى الإشارة مرة أخرى في الآية 85 من سورة الأنبياء (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ)
ها هو برهان على أن الذبيح كان إسماعيل وليس إسحاق يا فتى المدلسين والكاذبين ...
يتبع ان شاء الله ..
ذو الفقار
2008-06-10, 04:30 AM
ودعونا نرى من كتاب النصارى المسمى بالمقدس من هو الذبيح الذي جاء ليناقشنا فيه هذا الضال ...
في قصة الذبيح تقول التوراة في سفر التكوين الإصحاح الثاني والعشرون (1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا 2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريّا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك.)
التحريف الواضح في إضافة كلمة إسحاق أثبته بشكل سريع .. هنا النص يقول خذ ابنك وحيدك هذا يعنى أن يأخذ الابن البكر .. فمن هو البكر ؟!!
هل من الممكن أن يكون البكر إسحاق .. بالطبع لا فالبكر هنا هو إسماعيل بن هاجر سيقول القارئ كيف ؟ .... أقول له هو ما نص عليه الكتاب المسمى بالمقدس نفسه فقد جاء في الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين (1واما ساراي امرأة ابرام فلم تلد له.وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر 2 فقالت ساراي لابرام هوذا الرب قد امسكني عن الولادة.ادخل على جاريتي.لعلي أرزق منها بنين.فسمع ابرام لقول ساراي 3 فاخذت ساراي امرأة ابرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لاقامة ابرام في ارض كنعان واعطتها لابرام رجلها زوجة له 4 فدخل على هاجر فحبلت.ولما رأت انها حبلت صغرت مولاتها في عينيها .......... 11 وقال لها ملاك الرب ها انت حبلى فتلدين ابنا.وتدعين اسمه اسماعيل لان الرب قد سمع لمذلّتك.)
إذا المقرر هنا أن أن هاجر بعد ان كانت جارية تزوجها ابراهيم عليه السلام ثم حملت منه وأنجبت اسماعيل قبل أن تنجب زوجته سارة .... فمن يكون البكر عزيزي القاري ؟!!!
أخالك تقول البكر إسماعيل وقد يقول أحدهم ربما كان البكر هو ابن السيدة وليس الجارية هنا أقول له لا يا عزيزي فالكتاب المقدس لم يفرق بين ابن الجارية وابن السيدة وأذكر لك نص منه حتى لا ندع مجال للشك ما جاء فى سفر التثنية الإصحاح الحادي والعشرين (15 اذا كان لرجل امرأتان احداهما محبوبة والاخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة.فان كان الابن البكر للمكروهة 16 فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له ان يقدم ابن المحبوبة بكرا على ابن المكروهة البكر) .... يكفي هذا النص لتفنيد القول السابق ..
نستخلص مما سبق أن الابن البكر كان هو إسماعيل وليس إسحاق وعليه كان الذبيح المذكور نصاً في التوراة هو إسماعيل وليس إسحاق ..
يتبع إن شاء الله
ذو الفقار
2008-06-11, 07:36 PM
ثم حاول هذا المدعي أن يثبت أن سيدنا إسماعيل كان ظالماً وفي هذا برز الحقد الدفين والغل الذي يملئ قلبه بل وذهب إلى أكثر من ذلك وهو إثبات أن إسماعيل عليه السلام لم يكن نبياً ..
فنراه يقول في بادئ الأمر "سلام على إبراهيم .... وبشرناه باسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ( الصافات 37: 109-113 ) .
تلك الآيات محورية وهامة جدا فالبركة على إبراهيم واسحق ولكل من إبراهيم واسحق ابنان أحدهما محسن والأخر ظالم لنفسه ، فإذا كان اسحق نبيا من الصالحين فترى من يكون إسماعيل ؟ ظالم . نعم ومن أول عهد الله مع إبراهيم قال
لا ينال عهدي الظالمين ( البقرة 2 : 124 ) .
هنا أصبح لا عهد مع إسماعيل وذريته ؛ أما اسحق فله البركة ولواحد من ابنيه البركة أيضا وهو يعقوب الصالح الذي تكرر ذكره في القرآن كثيرا أما عيسو فهو ظالم ولم يذكره القرآن . هل إتضحت الرؤيا الآن ؟ لكن سنستمر في البحث سويا والحقيقة وحدها مقصدنا ."
انتهى قوله ..
أولاً دعنا نبين لك جهلك التام بأن إسماعيل عليه السلام كان ظالماً وأنه لا بركة فيه فقد استندت على الآية 124 من سورة البقرة وفيها قول الله عز وجل (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
هذه الآية فيها إعلام من الله لنبيه إبراهيم بأنه سيكون من ذريته من هو ظالم لا نال الإمامة ولا النبوة فهل يعني هذا أن إسماعيل عليه السلام ظالم ؟!! لا يا سيدي لا يعني هذا فالذرية ممتدة قد تكون للولد أو للحفيد أو لأكثر من ذلك بكثير وأستدل بقول الله تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) سورة مريم الآية 58
ذرية آدم من هم ؟ كلنا من ذرية آدم
ذرية إبراهيم من هم ؟ كل من كان جده إبراهيم
ثم أنني سوف أنسف لهذا المدعي قوله بما جاء في الكتاب المسمى بالمقدس ففي سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون (1وعاد ابراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة 2 فولدت له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا.)
فعليه أن يختار أحد هؤلاء الأبناء الستة ليكون ظالماً إذا بخلاف إسماعيل وإسحاق عليهما السلام ...
وأرجع أيضاً لكتابك المقدس لأقول لك ما جاء في (التكوين)(Gn-21-16)(ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس.لانها قالت لا انظر موت الولد.فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت 17 فسمع الله صوت الغلام.ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر.لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو 18 قومي احملي الغلام وشدي يدك به.لاني ساجعله امة عظيمة.)
وبخصوص مباركة اسماعيل أيضاً (وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) سفرالتكوين 22: 16-18
(الفانديك)(التكوين)(Gn-17-20)(واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه.ها انا اباركه وأثمره واكثره كثيرا جدا.اثني عشر رئيسا يلد واجعله امة كبيرة.)
أما مباركة اسحاق في كتابكم فكانت ( وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ، تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي) سفرالتكوين 26: 2-6.
قد يظن البعض أني أستشهد بكتابهم المقدس وهذا خطأ فما أوردت هذه النصوص إلا إفحاماً لذلك المدعي وتبياناً لجهله في كتابه .. فكيف يأتي ليخرج حقائق غيرها من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...؟!! .. فلا يمكن لك يا دكتور هانز أن تتهم إسماعيل عليه السلام بأنه ظالم بعد كل ما تقدم وربما محاولتك لإثبات أن إسماعيل عليه السلام ليس بنبي هي محاولة فاشلة لكونك تريد إبطال قولنا كيف يكون نبياً ظالماً ؟
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir