مشاهدة النسخة كاملة : عقدة المظلومية
الأثري
2011-05-27, 03:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله
يعتقد الكثير من الناس أن هذا المصطلح خاص بسلوك ونفسية الرافضة هدانا الله وإياهم في نسبهم إياها لآل البيت النبوي عليهم الصلاة والسلام وهم منها براء كما سنرى، إلا أن هؤلاء نظروا من منظار ضيق للغاية،فهذه العقدة كما سنرى رافقت الخلق منذ خلق أبينا آدم عليه الصلاة والسلام وستظل إلا أن يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها، وسنتعرض لتاريخها من البداية إلا يومنا هذا من الحديث عن تفاصيل أعراضها وتشخيصها
أول ما نشأت هذه العقدة عند إبليس قبحه الله،أمره رب العزة جل شأنه بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام فأبى واستكبر،فنلاحظ أولاً بأن إبليس عارض النقل بعقله الفاسد،فالنقل هو أمر الله بالسجود،واغتر بكثرة عبادته ومكانته يومها ،وظن بأنه خير من آدم ومن الملائكة عليهم الصلاة والسلام بأنهم سمعوا وأطاعوا الأمر الإلهي وأن عقله وكثرة عبادته مبرر لرفضه وخروجه على أمر الله تبارك وتعالى،فكانت النتيجة لعنة الله عليه وإقصائه إلى يوم الدين،فتحرك في داخله الحسد والحقد والأنانية على آدم عليه الصلاة والسلام وذريته فأراد أن يستدرجهم بكل الوسائل إلى صفه إلى يوم الدين ونشر الفتن والفساد في الأرض والإباحية والكفر والإلحاد والعياذ بالله،وترافق كل هذا مع شعور داخل نفس إبليس بالمظلومية والشعور بالاضطهاد وهضم حقه
المخلوقات المكلفة التي هي الإنس والجن على ثلاثة أقسام:الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً،المغضوب عليهم وهم اليهود كما في التفاسير، والسر وراء ذلك أنهم ضالون مضِلُّون، والضالون وهم كما في التفاسير النصارى، والسر وراء ذلك هو أنهم انقادوا لأكاذيب اليهود وتضليلهم ولم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق،وحتى من كان في أمة محمد صلى الله عليه وسلم،فمن عرف الحق وكتمه وأظهر الباطل وضلل الخلق فهو متشبه باليهود،ومن آمن على عمى بكل شيء وأطفأ سراج عقله وقلبه عن الحق واتبع كل ناعق ينعق فهو متشبه بالنصارى
ثم انتقلت إلى قابيل ابن آدم عليه الصلاة والسلام،فلقد شعر بأن أباه هضم حقه في أخته التوأم وأنه أحق من أخيه هابيل في أخته وخرج على أمر أبيه آدم عليه الصلاة والسلام،فكانت النتيجة أنه سفك دم أخاه وتزوج من أخته بشكل غير شرعي وهرب معها
وممن عانى من المظلومية والشعور بالاضطهاد أخوة يوسف عليه الصلاة والسلام،فلقد ظنوا بأن أباهم يعقوب عليه الصلاة والسلام ٍقد ظلمهم وهضم حقهم بتفضيل ولده يوسف عليه الصلاة والسلام عليهم،فكانت النتيجة كما نعرفها من سورة يوسف في القرآن الكريم
وممن عانى من المظلومية هم بني إسرائيل،فلقد خرجوا على أوامر الله ونقضوا عهوده عروة عروة وكابروا واستكبروا وعاندوا وكفروا وأشركوا ووصل بهم الأمر إلى طلب رؤية الله جهرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وساهم تشردهم في التيه وغير التيه على مر العصور على يد نبوخذ نصر وغيره في تكريسها وفي عصرنا الحالي ساهمت عقدة الهيليوكوست في تعزيزها،والهيليوكوست هي الأفران النارية التي كان النازيون يستخدمونها لحرق اليهود،ونلفت النظر إلى أن المؤرخين لازالوا إلى يومنا هذا في حيرة فيما إذا كانت الهيليوكوست حقيقة أم كذبة مختلقة منهم لكسب الدعم العالمي لهم،وانتقلت بعدهم إلى سبينوزا الفيلسوف اليهودي،فلقد تم تهجيره مع قومه على يد محاكم التفتيش في إسبانيا بعد فراغهم من الموحدين أبناء الأندلس عند سقوط الدولة الإسلامية، ونراها في فلسفته وفلسفة كارل ماركس مؤسس الشيوعية الذي احتذى حذو سلفه سبينوزا،وزاد في الطين بلة كما هو معروف فقر كارل ماركس وفشله الدراسي وموت ابنتيه منتحرتين ،ونجد الشيوعيين تحت مبدأ"الأرض للفلاح والمعمل للعامل"يأخذون مالاً ليس من حقهم، ويسفكون دماءاً محرمة عند الله،بل ويتعدى ذلك باتهام الأغنياء على وجه العموم دون الاستثناء بأن هذا الأموال ليست من حقهم على الإطلاق وأنها من حق الشعب والعامة
ولا بد لنا من لفتة مهمة في شخصية أهل المظلومية،فإنهم وإن استلموا مواقع قيادية في المجتمعات فهم دائماً وبشكل مستمر،أنانيون،حسودون،يحسنون الظن بأنفسهم ويسيئون الظن بغيرهم إلى أبعد الحدود،يعتمدون على مبدأ إما أنا وإما أنت،يفسدون بقصد الإصلاح،أنانيون إلى درجة قد تصل بهم كما سنرى إلى ارتكاب الأفعال المشينة وإلصاقها بالطرف الآخر البريء
وممن عانى من المظلومية أيضاً النصارى،فعقيدتهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم _ وحاشاه _ ملك سلطه الله على رقاب الملوك والنساء وأن أتباعه كذلك سفاحون شهوانيون يريدون السيطرة على العالم باسم الفتوحات ونشر التوحيد،والنصارى واليهود أيضاً خالفوا المنقول بمعقول ساداتهم وكبرائهم،وهذا لا يتوقف على رفضهم القرآن الكريم،بل خالفوا حتى كتبهم المقدسة التي يدعون بأنها كلمة الله،والشيوعيون أيضاً خرجوا على الكتب السماوية باسم التجديد وبث الإبداع وإحياء الفكر والعقل والمنطق،وسفكوا الدماء المعصومة واستباحوا الأعراض والأموال بغير الحق واستكبروا وعلوا في الأرض علواً كبيراً،ونضيف أيضاً عاملاً مهماً في نفسية أهل المظلومية وهو المادة والشهوات،فدافع قابيل كان شهوته وماديته كما هو معروف بالبديهة، ودافع الشيوعيين هو المادة التي هي صلب عقيدتهم ومتعلقها كما هو معروف أيضاً، ودافع اليهود كذلك الأمر،ويكفي لنعرف أثر المادة على نفسية اليهود بأن نقرأ ترجمة كلمة يهودية إلى الإنكليزية"Jewish"ولنقرأ ترجمة كلمة مجوهرات إلى الإنكليزية أيضاً"Jewelry"فشهوة الملك والاستعلاء والنساء وحب الدنيا وغيرها من الدوافع ،بالإضافة إلى مبدأ"الغاية تبرر الوسيلة"أودى بكل هؤلاء إلى أحضان إبليس فضلوا وأضلوا وأفسدوا في الأرض بقصد الإصلاح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نأتي الآن إلى الخوارج والتكفيريين،لننظر إلى أول خارجي بعد بعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم،تأملوا هذا الحديث من صحيح البخاري:" قال أبا سعيد الخدري رضي الله عنه بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسما ، فقال ذو الخويصرة ، رجل من بني تميم : يا رسول الله اعدل ، قال : ( ويلك ، من يعدل إذا لم أعدل ) . فقال عمر : ائذن لي فلأضرب عنقه ، قال : ( لا ، إن له أصحابا ، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية)لاحظوا الدافع المادي عند ذي الخويصرة،ثم لاحظوا شعوره بالمظلومية،ثم لاحظوا رد عمر رضي الله عنه عليه لتعلموا خطر هؤلاء القوم،ولاحظوا أيضاً بأنه ومن يأتي بعده كثيروا العبادة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا،يحسنون الظن بأنفسهم لدرجة أنهم نصبوا أنفسهم حكاماً على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم،يسيئون الظن بغيرهم لدرجة أنهم أباحوا لأنفسهم تفجيرهم وقتلهم رجالاً ونساءاً ،شباباً وشيوخاً وأطفالاً،وكل هذا "في سبيل الله وإعلاء كلمة التوحيد،ولقد سمعت على قناة الأثر الفضائية أحد العلماء حفظه الله يعلق على حديث تحريم الأكل والشرب في أواني الذهب بقوله :"ولعل الحكمة في هذا التحريم والله أعلم،هو الحرص على ألا تنكسر قلوب الفقراء،ولقد نشأ رؤوس التكفير في العالم في أحياء يسكنها أغنياء مسرفون،وأنا أعرفهم بأسمائهم وأماكن سكنهم".
1. وممن عانى من المظلومية أيضاً المجوس ومن كان في جذورهم ومن تبعهم من المعتزلة والرافضة،فقبل المجوس كانت هنالك وثنيات متعددة نذكر منها المزدكية،وهنا أود أن ألفت النظر إلى أن ماركس ليس أول من نادى بالشيوعية ،فلقد سبقه إليها مزدك المجوسي ، يقول في كتابه "الملل والنحل" في حديثه عن عقيدة المزدكية:"كان مزدك ينهى الناس عن المخالفة والمباغضة والقتال ولما كان أكثر ذلك إنما يقع بسبب النساء والأموال أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيهما كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ
وحكي عنه أنه أمر بقتل الأنفس ليخلصها من الشر ومزاج الظلمة
ومذهبه في الأصول والأركان أنها ثلاثة : الماء والأرض والنار
ولما اختلطت حدث عنها مدبر الخير ومدبر الشر فما كان من صفوها فهو مدبر الخير وما كان من كدرها فهو مدبر الشر
وروي عنه أن معبوده قاعد على كرسيه في العالم الأعلى على هيئة قعود خسرو في العالم الأسفل وبين يديه أربع قوى :
قوة التمييز والفهم والحفظ والسرور
كما بين يدي خسرو أربعة أشخاص :
موبذ موبذان والهربذ الأكبر والأصبهيد والرامشكر"
ولنتأمل كلام الشهرستاني بدقة،فالمزدكيون نظروا إلى مشاكل العالم فأفردوها في المادة المتمثلة بالنساء والمال،فأتوا إلى المال فجعلوه مشاعاً وهضموا حقوق العباد،وأتوا إلى النساء فجعلوهن أيضاً مشاعاًَ ونشروا الإباحية كما فعل الشيوعيون أيضاً، وأما أمره بقتل الأنفس لتخليصها من الشرور فهذا أيضاً من الإجرام المتوارث عن سلفهم قابيل،وكل هذا من حسن الظن بالنفس وسوء الظن بالغير، والاستكبار في الأرض بغير الحق، والإفساد بقصد الإصلاح،نضيف إلى ذلك قولهم بأن بين يدي مدبر العالم حسب عقيدتهم أربعة قوى:قوة التمييز والفهم والحفظ والسرور،فهذا كله من أثر الفلسفات عليهم،وأما بالنسبة للمعتزلة فأصولهم الفارسية أمر معروف تاريخياً لمن لديه اطلاع،ولقد وافقوا إبليس في تقديم العقل على المنقول،وقولهم بأن القرآن مخلوق وحده يكفي،لأن الخالق لا يخطئ والمخلوق يخطئ ويصيب،وكل مخلوق يموت والله حي لا يموت،ثم يناقضون قولهم بإقرارهم بأن القرآن كلام الله،وممن عانى من المظلومية أيضاً ورثة المعتزلة الذين يتسمون في عصرنا بالعقلانيين، والحديث عن هؤلاء يطول كثيراً لكننا سنكتفي بتبيان جذورهم المشبوهة فقط،فزعيمهم هو المدعو جمال الدين الرافضي الإيراني الذي ادعى تقية أنه أفغانيٍ،وتلميذه محمد عبده،وتلميذي محمد عبده :الأول هو محمد رشيد رضا، والثاني قاسم أمين صاحب دعوى تحرير المرأة الشهيرة
شاهدوا وثيقة انتخاب جمال الدين المتأفغن رئيساً لمحفل كوكب الشرق الماسوني في القاهرة،ونذكر بأن كوكب الشرق هو لقب المغنية التي كانت تسمي نفسها أم كلثوم(تأملوا إلى أين وصلوا بخداع الناس بأهل البيت النبوي الأطهار)
http://www.hanein.info/vb/imgcache/2/28387_geek4arab.com.jpg
وشاهدوا هذه الوثيقة وهي من مراسلاته للماسونيين توضح ثناءه على الآراء الفلسفية الإلحادية الهدامة
http://www.qatarshares.com/vb/attachment.php?attachmentid=11510&d=1171025863
شاهدوا أيضاً هذه الوثيقة لصحيفة الأهرام لمظاهر احتفال المحفل الماسوني الذي يرأسه جمال الدين المتأفغن وقتها
http://a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/26937_408862171201_400071026201_4958212_34970_n.jp g
يتبع
الأثري
2011-05-27, 03:42 AM
وممن سار على نهج هؤلاء هم الرافضة،وهذا واضح جلي لم يعد خافياً على أحد في هذه الأيام،إذ تتجلى ماديتهم في أنهم جعلوا الأمامة شغلهم الشاغل،مع أنها مسؤولية وندامة يوم القيامة،بالإضافة إلى قضية أرض فدك،مروراً بنهب خمس أموال الناس بالباطل،ثم بالمتعة وفضائحها .
ونلفت النظر إلى أمر هام عند الإمامية،وهو أنهم كلما رأوا أمراً يخص المادة والحياة الدنيا والملذات وسعوه على أوسع نطاق ممكن لهم،لكن عندما يتعلق الأمر بالعبادات والروحانيات فإنهم يضيقونه بشكل ملحوظ،ونذكر مثالاً على ذلك ،هم يصلون الصلوات الخمس في ثلاثة أوقات،وصلاة الجمعة ليست واجباً عندهم مع أن في القرآن سورة باسم "الجمعة"لكن الفاحشة _للأسف الشديد_أفضل من المتعة بكثير،ففاعل الفاحشة يعلم في قرارة نفسه_ولو كان كافراً_بأنه يفعل أمراً منافياً للإنسانية والفطرة السوية،لكن المتمتع يفعل الفاحشة وهو على يقين بأنه يأخذ من الثواب ما لا يحصل له لا في الحج ولا في الجهاد ولا في الصلاة ولا حتى في الزواج الشرعي المتعارف عليه في كل الدنيا والذي هو عندنا يشكل نصف الدين كما رأينا في الفتوى السابقة وغيرها.
نضيف إلى فضائح الرافضة التكفير وسفك الدماء التي يطول الحديث عنها،ونضيف أيضاً أمراً غاية في الأهمية وهو موجود عند أهل المظلومية ألا وهو الوقاحة،فهم يحدثون المصيبة ثم يرمون بها على الطرف الآخر وهم أصحاب المنهج القويم،ونذكر مثالاً عليها ألا وهو ما سنشاهده في هذه الوثيقة وهي لوليهم الفقيه الخميني:
http://www.hdrmut.net/vb/imgcache/2/48501alsh3er.jpg
والمضحك أن الرافضة هم أكثر الناس إثارة للفتن والمشاكل في بلدان المسلمين!ونشير إلى أن الخميني قد درس الفلسفة والقانون ،وبحسب عقليته كفيلسوف،وإنصافه كحقوقي،بحث في كتب التاريخ والسير عن شخص يعلق عليه المصائب التي أثارها في بلدان المسلمين إلى يومنا هذا،وفي نهاية المطاف،عثر على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!
ومن وقاحاتهم أيضاً أنهم رغم نشر الإباحية باسم المتعة،بحثوا عن امرأة يتهمونها بعرضها فوجدوا أم المؤمنين عائشة روحي وممن تميز بالوقاحة أيضاً أئمة العلمانيين ومنهم نوال السعداوي فهي التي وصفت الحجاب بأنه عادة جاهلية،والرد عليها أمر سهل للغاية،فالناس في الجاهلية كانوا يحجون حول الكعبة عراة كما هو مذكور في كتب التاريخ،وسبب حجهم هو أن إبليس قبحه الله لبّس عليهم بقوله:"أتحجون بالملابس التي عصيتم الله بها؟!"واليوم اختلف التلبيس والنتيجة واحدة،وأما قول نوال وغيرها بأن الحجاب أو حتى النقاب من مظاهر الفقر فالرد سهل أيضاً،قال الله تعالى:" الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"ولأي شخص لديه أدنى ذرة عقل أن يتخيل مجتمعاً يخلع نساؤه الحجاب،ومجتمعاً آخر يلتزم شرع الله،ولينظر أي المجتمعين سيندفع إلى الفواحش اندفاعاً بهيمياً والواقع يشهد بذلك وانحلال الغرب شاهد أمامنا،وكل ما أردنا قوله هو أن نوال وأمثالها غرقوا في الجاهلية وعبادة الشيطان ولا يسعنا إلا أن نسأل الله الهداية لنا ولهم
بل وكل امرأة مسكينة صدقت دعاوي العلمانيين فدافعها هو المظلومية أيضاً،فنجدها على الدوام تقول بينها وبين نفسها:"أبي ظالم،أخي يريد أن يتحكم بي،زوجي لا تغادره عقدة واضربوهن،كلهم يظنون بأنهم صناديد وأقوياء ويستضعفونني لأنني من ضلع مكسور،لكنني لست كذلك ولن أرضى بهذا الواقع وسيعلم الرجل من هي المرأة وسيدرك حجمه وسيحترم وجود المرأة وكيانها في المجتمع"والمسلسلات تروج لهذا الكذب وتشجع عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،سبحان الله،بحثت عن أعداء لها فلم تجد سوى أبيها الذي رباها بتعب عمره وإفناء نفسه لسعادتها،وأخيها الذي يدفع حياته رخيصة لو تعرض لها أحد بسوء،وزوجها الذي اختارها من بين ملايين النساء!ولا بأس بشيء من التعليق على الشبهة السخيفة حول آية:"واضربوهن" ،لكن ينبغي علينا أن نسألهم سؤالاً غاية في الأهمية،لماذا تنظرون إلى القمر المكتمل في ليلة البدر بقصد التفتيش عن البقع المظلمة ؟!وليحتفظوا بالجواب لأنفسهم،الآية تقول:" واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا"الآية تشخص أمراً يحدث في كل بيت مسلم،ألا وهو النشوز،والنشوز كما عرفه ابن كثير رحمه الله في تفسيره :" هو الارتفاع فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها التاركة لأمره المعرضة عنه المبغضة له"وعندما يصدر هذا الأمر من المرأة فإن له تأثيراً على البيت المسلم بل وعلى نفسية الأبناء والبنات ولا مجال للتجاهل هذا الأمر وترك المرأة على هذه الحالة،يعني يجب أن نفهم جميعاً أن المرأة هنا على خطأ،فتوجيهات هذه الآية ليست لامرأة مظلومة أو مجني عليها أو صالحة قائمة بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حريصة على راحة زوجها التي هي جزء من راحتها وراحة البيت أصلاً،بل وجهها إلى امرأة ناشز،ومع ذلك لم يبدأ الأمر بالضرب،بل وجه الله الأمر لكل رجل في هذه الحالة بقوله:"فعظوهن"أي بالكلمة الطيبة والتذكير بالأثر السيء لهذا الأمر في الدنيا أو حتى في الآخرة،وعندما يقول الله للعبد "افعل الشيء الفلاني"إنما يأمره بأن يسمع القول فيتبع أحسنه ،أي يبذل الجهد في الموعظة الحسنة والكلمة الطيبة للمرأة الناشز،فإن لم ينفع التذكير ولا الكلمة الطيبة ولا الموعظة الحسنة بعد بذل الجهد في ذلك يأتي التوجيه الإلهي الثاني ألا وهو:" واهجروهن في المضاجع"والهجر في البيت حصراً وليس خارجه كما سيأتي في الحديث بعد قليل،وذلك لحكمة والله أعلم،أن الهجر في نفس البيت يساعد على تقريب القلوب شيئاً فشيئاً أكثر مما لو كان خارج البيت ،وكما يقول المثل:"البعيد عن العين بعيد عن القلب"فإن أصرت المرأة على النشوز بعد كل هذا حتى استيفاء حقه يأتي الضرب،وقبل أن نتكلم عن الضرب ينبغي علينا أن نتنبه لأمر هام،إن المرأة عندما تفهم هذه الآية وتدرك أنها معرضة للضرب إن استمرت على نشوزها فإنها ستحجم عن الخطأ ولا ضرب بعدها ولا من يحزنون،يعني عندما يقول مرضى القلوب ضعاف العقول والفهم بأن "الضرب ذل للمرأة الناشز"هذا كما لو أنهم قالوا بأن الرجم للزاني المحصن ظلم،وكأنهم يقولون بأن القتل للقاتل بغير حق ظلم،وكأنهم يقولون بأن قطع اليد للسارق ظلم،فكما أن الرجم والجلد لفاعل الفاحشة جاء لحفظ أعراض الموحدين،وكما أن القتل للقاتل بغير حق جاء لحفظ دماء الموحدين،وكما أن قطع اليد جاء لحفظ أموال الموحدين،جاء الضرب هنا لمنع المرأة من هذا المنكر وهي بشر مثلها مثل الرجل وليست معصومة،والضرب كماجاء في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله في السنن واللفظ لأبي داود رحمه الله وهو عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال قلت: يارسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت " أو " اكسبت " " ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت "
قال أبو داود " ولا تقبح " أن تقول قبحك الله ،سبحان الله،فالضرب سواءاً كان للزوجة الناشزة أو حتى للأبناء أو لغيرهم له ضابطان،الأول :ألا يكون مبرحاً،يعني لا يترك آثاراً على الجسم بأي شكل من الأشكال،والثاني :أن يبتعد عن الوجه نهائياً،بل وكما جاء في الحديث لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عن كلام السوء للمرأة ولو استمرت على هذا النشوز،ثم إن الكثير من النساء ترى الابن يخطئ خطأً صغيراً وربما يصفعه الأب على وجهه ولا تتكلم المرأة لأنها في قرارة نفسها تعلم أنه يريد تربيته،فكيف سيذل الله المرأة على يدي زوجها بعد أن قيده بكل هذه الضوابط رغم استمرارها على النشوز؟!نقول لهؤلاء المساكين الذين لم يعرفوا قدر هذه الشريعة الغراء،هذه الآية ليست إهانة للمرأة،بل هي دليل على اهتمام رب البرية سبحانه وتعالى وحرصه على الأسرة المسلمة التي هي الوحدة الأساس في المجتمع بأكمله.
وأما قول بعضهم _ ونستغفر الله _ بأن الحجاب أو النقاب يؤدي إلى التفكير بالنصف الأسفل فقط ،فنقول لهم:"ونحن أيضاً نعتقد بأن البنطال ونحوه يؤدي إلى التفكير بالنصف الأعلى فقط،فيتساوى النصفان فيحدث التكافؤ الكيماوي الفيزيولوجي في جسم المرأة!!!
وأما قولهم بأن أصل الشريعة رجوع إلى الوراء وتخلف وانحطاط لأنه من الماضي،فنحن أيضاً نعتقد بأن استعمال الكهرباء والحاسوب وزيارة الإهرامات وسور الصين العظيم تخلف ورجعية لأنها حدثت في الماضي
ومما يميز أهل المظلومية أيضاً تلبيس الحق بالباطل،فينشرون الفساد باسم الإصلاح،والعبودية وإذلال الشعوب باسم الحرية،والظلم باسم العدالة، والخوف باسم الأمن،والحروب باسم السلام العالمي،والجاهلية باسم الإسلام الصحيح،ويصفون كل من يتكلم في تبديع من يضيف شيئاً إلى الإسلام ليس منه بالجمود والتقوقع ويحرفون الكلم عن مواضعه باسم التجديد والإبداع والتطور الفكري الحضاري،ولقد ذهبت أصوات دعاة ومشايخ أهل السنة وبحت حناجرهم وهم يقولون:" الإبداع في كل مجالات الحياة مالم يخالف الشرع أو ينشر الضرر بين الناس أمر محمود شرعاً ويثاب صاحبه عليه بإذن الله تعالى،وإضافة شيء إلى دين تم واكتمل بدعة واتهام لصاحبها بالتقصير"وكنا وما زلنا لا نقلل من أهمية العقل والفكر ولا الحضارة،وكل ما نريده من هؤلاء أن يذهبوا بعقولهم إلى ما ينفع البشرية من طب أو كيمياء أو ذرة أو اقتصاد ويتركوا أمر الدين لعلماء الدين ولا نريد منهم أكثر من ذلك
يتبع
</B></I>
الأثري
2011-05-27, 03:50 AM
وما يميز أهل المظلومية أيضاً إفسادهم للعبادات المشروعة بقصد تصحيحها،فمن ذرائع من قالوا بأن نزع الحجاب واجب في عصرنا هذا قولهم بأن مشكلة من ينظر إلى المرأة أو يعاكسها أو يحاول فعل شيء مشين لها ليست في حجاب المرأة ولا نقابها،بل هي مشكلة في عقل ذلك الشاب،فإذا اكتمل عقله لن يفعل أمراً معيباً حتى ولو كان في مجتمع ليس فيه إلا النساء،وهذا أيضاً قول إبليس الذي اغتر بنفسه وعبادته وظن بأنه ليس بحاجة إلى تنفيذ أمر السجود،وهو أيضاً قول الصوفية وأرباب الطرق،وإليكم هذه الأبيات لشيخهم وقرة أعينهم ماحي الدين ابن عربي:
ألا بذكــــر الله تزداد الذنوب وتنطمس البصــائر والقــــلوب
وترك الذكر أحسن منه حالا فإن الشمس ليس لها غروب
المواهب السرمدية 161 وهو أحد أمهات كتب الطريقة النقشبندية
وليتهم اكتفوا بهجر العبادات وتحقيرها،اقرأوا معي هذا البيت لشيخهم وحبيبهم الحلاج:
كفرت بدين الله والكفر واجب لدي وعند المسلمين قبيح
الأنوار القدسية 134 الحدائق الوردية 134 واحتج به السرهندي في مكتوباته (ص 282).
وأما عن صلة الصوفية بالفلسفة فهو أمر معلوم لمن لديه أي اطلاع،ويكفي أن نعرف بأن أصل كلمة صوفية على عدة أقوال،فمنهم من قال بأن أصلها من الصوف لأنهم كانوا يلبسونه تقشفاً وزهداً في الدنيا، ومنهم من قال بأنهم منسوبون بأهل الصفة وهم فقراء المهاجرين والأنصار الذين كانوا يجلسون عند الصفة في المسجد النبوي،ومنهم من قال بأنها نسبة إلى صفاء النفس وتخليصها من الشوائب والشهوات،وما يهمنا أن هناك مقولة تقول بأنها مأخوذة من كلمة صوفيا ،ونحن نعلم بأن مصطلح الفلسفة عبارة عن كلمتين هما فيلو ، وصوفيا،وأن فيلو باليونانية تعني المحبة،وصوفيا تعني الحكمة،والترابط بين الصوفية والفلسفة والعلمانية دليل على أنها ليست من عند الله،لأن الدين ما نزل عن طريق الوحي،والفلسفة هي ما نتج عن العقول الفارغة ،ولعل هذا ما قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم من وصفه للخوارج بأنهم:"أحداث الأسنان،سفهاء الأحلام"
والصوفية أيضاً عانوا من المظلومية،ودروشتهم وذلهم أمام مشايخهم وتبركهم بهم أمر معروف لا يخفى على أحد،ونضيف إلى ذلك التكفير وإليكم هذا النص من كتبهم
"وإياك أن تقول: طرق الصوفية لم يأت بها كتاب ولا سنة فانه كفر"
الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية لمحمد بن سليمان البغدادي ص 31.
والخلاصة بأنهم يدعون بأن المرء عندما يصل إلى مرحلة معينة من الذوق والقرب من الله فإنه لا يحتاج إلى العبادة،وكذلك العلمانيون يظنون بأن المرأة عندما تصل إلى مرحلة فكرية معينة،والشاب يصل إلى مرحلة فكرية معينة،لا يحتاجان بعدها لأن يحتجبا عن بعضهما،وهذا كله من تلبيس إبليس شاءوا أم أبوا فلا يوجد من هو أتقى و أنقى وأذكى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يترك الصلاة ولا الصيام حتى توفاه الله عز وجل
وعقدة المظلومية بغض النظر عن العقائد موجودة عند المجرمين وأصحاب الجنايات والعصاة وهذا أمر معروف عند أي شخص لديه اطلاع على علم النفس الجنائي،فالسارق يسرق المال من الغني وهو يقول في نفسه:"لقد قضيت الكثير من العذاب في حياتي ،وهذا الغني لديه ما هو فوق حاجته وزيادة عليها مرات ومرات،وليس له حق في الفائض"بل وربما يقتل صاحب المال ويعتدي على عرضه من أجل هذا الشعور الوهمي الكاذب بالاضطهاد،وفاتنا أن نذكر أن المظلومية دائماً وفي مختلف الظروف وأطياف الناس مفتعلة وكاذبة ووهمية
وكذلك الأمر بالنسبة لمن يعق والديه أو أحدهما،فلا نجد أحداً أحن على الولد من والديه وأمه على وجه الخصوص، ودافع كل من يصرخ في وجه أمه أو أبيه أو يعقه نجده سخيفاً أيضاً،إما أن زملائه في المدرسة لديهم موبايلات وهو ليس لديه موبايل،أو أن حصتهم من مصروف الأب أكبر من حصته،أو أن صاحبه تعرف على فتاة وأحبها وأحبته وهو ليس لديه صاحبة ،وبالمثل للفتاة التي ترى من هي أجمل منها أو تجذب الشباب أكثر منها،فيتولد عنده شعور بالنقص في شخصيته ويشك في وسامته ويقف أمام المرآة كثيراً وكثيراً،ويزداد الشعور بالاضطهاد والحسد ،بل ويتحرك الحسد عندما يتفوق عليه زميله في التحصيل العلمي،وغيرها من الأسباب التي جعلت المؤسسات التعليمية في بلدان المسلمين أماكن للفساد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وينبغي علينا أن نقول بأن صاحب المظلومية أياً كان،في نهاية المطاف يصل الأمر به إلى الندم ،وإبليس قبحه الله يندم أيضاً ولكن في خطبته التي يلقيها على أهل النار: " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
فهو لا يعاند إلا نفسه،ولا يناقض إلا نفسه،ولا يخادع إلا نفسه،ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة
1. والآن نأتي إلى العلاج الرباني لمسألة المظلومية والتي تتجلى في السنة المطهرة، أولاً:وضع لها الوقاية والحمية،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الموجود في صحيح البخاري:" ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية"
وإليكم هذه الرواية الموجودة في كتب الرافضة:" قال الصادق عليه السلام (( من ضرب يده علي فخذه عند المصيبة حبط عمله )) الكافي 3\225 ذكرى الشيعة 71 الوسائل 2\ 914والكافي وحده بمثابة صحيح البخاري عندنا ولا تشبيه،وسبب تسميته بالكافي هو أنه على حد زعمهم عرض على المهدي فقال عنه كما في رواياتهم:"هذا الكتاب كافٍ لشيعتنا"
يعني كل هؤلاء الذين ذكرناهم سابقاً يفعلون أفعال الجاهلية على أقل تقدير وبشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فيهم العلمانيون وإن اشتقت العلمانية من العلم فهي جاهلية
1. نأتي الآن إلى الدواء والعلاج الذي وضعه الوحي المنزل ،تدبروا معي هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يودع البلد التي عاش فيها 53 سنة:
"والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت" .
الراوي: أبو هريرة و عبدالله بن عدي بن الحمراء المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 2/288
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلقد أقر الإسلام المشاعر الإنسانية والحزن ولم ينكرها،لكن هو عاب أمراً آخر نراه هنا:"أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف حتى أتى به النخل ، فإذا هو بإبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في حجر أمه ، وهو يجود بنفسه ، فذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم ، فبكى ، فقال له عبد الرحمن : يا رسول الله تبكي ، ألم تنه عن البكاء ؟ ! فقال : إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نغمة لهو ولعب ، ومزامير شيطان ، وصوت عند مصيبة خمش وجوه ، وشق جيوب ، ورنة الشيطان ، وهذه رحمة ، ومن لا يرحم لا يرحم ، يا إبراهيم لولا أنه قول حق ، ووعد صادق ، وسبيل مأتية ، وأن آخرنا يلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا ، وإنا بك لمحزونون ، تبكي العين ، ويوجل القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب"
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 3/286
خلاصة حكم المحدث: حسن
الآن هو قادم من هذا البلد،ونعلم من سيرته العطرة ما لقيه خلال 13 سنة فضلاً عن أنه يتيم لم يعرف أباه ولا أمه ،لقد وصل إلى المدينة المنورة التي يقول الله تعالى عنها:" وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التي أخرجتك"ولو راجعنا سبب نزول هذه الآية لوجدناها الرواية الأولى التي ذكرناها قبل قليل ألا وهي:"والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"المهم أنه وصل إلى قرية فيها قبيلتي الأوس والخزرج،القبيلتان المعروفتان بشدة بأسهما في الحرب نتيجة للفتن التي كان يثيرها اليهود،ماذا سيفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فور وصوله؟
تعالوا بنا ننهل من معين مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال فور وصوله:"يا أيها الناس أفشوا السلام بينكم و أطعموا الطعام و صلواالأرحام و صلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام "
الراوي: عبدالله بن سلام المحدث: ابن حجر العسقلاني -
المصدر: الفتوحات الربانية - الصفحة أو الرقم: 5/278
خلاصة حكم المحدث: حسن
وتدبروا ما قاله الراوي عبد الله بن سلام رضي الله عنه قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال:" لما رأيتُ وجهه علمتُ أنّ وجهه ليس بوجهٍ كذّاب"يعني لن يقوم الحق والعدل ولن تنعم البشرية وبالراحة إلا بالصدق لا بالكذب وإن تسمى بالتقية.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أفشوا السلام بينكم"أي أن الإنسانية لن تنعم بالحضارة والتقدم إلا بالأمن و السلام وحفظ الدماء والأموال والأعراض.
وقوله صلى الله عليه وسلم:"أطعموا الطعام"ولم يقل طعامكم وأراضيكم ليست لكم بل هي للفقراء والفلاحين،بل أطعموا الطعام حتى تفشوا المودة بينكم وينكسر الحاجز بين الأغنياء والفقراء دون التعدي على ملكية الغير.
وقوله صلى الله عليه وسلم:"صلوا الأرحام"يعني تعزيز وتمتين وتمكين الروابط الأسرية.
وقوله صلى الله عليه وسلم:"صلوا بالليل والناس نيام"يعني كل ما سبق على صعيد الحياة الدنيا ولا تنسوا بأنكم بحاجة للروحانيات والتثبيت من رب البريات فاستعينوا بقيام الليل والتضرع إلى الله وحده لا شريك له.
وأما مكافأة من يقوم بكل هذه الأعمال فهي:"تدخلوا الجنة بسلام"والراوي عبد الله بن سلام رضي الله عنه وأرضاه كان وقتها حبراً يهودياً كما هو معروف،لما سئم من كذب قومه وتدليسهم وعرف أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس بالكذاب،ولما سمع هذه العبارات التي أجزم والله أعلم بأنه فهمها كما فهمناها الآن،دخل في الإسلام وربحنا صحابياً جليلاً ولله الحمد من قبل ومن بعد،ولاحظوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر السلام في بداية الحديث وفي نهايته وأن اسم الصحابي الجليل الحبر اليهودي قبل لحظات هو عبد الله بن سلام
هذا هو نبينا عليه الصلاة والسلام،لم يشق جيباً ولم يلطم وجهاً وحاشاه،لم يأمر بسب ولعن أبي جهل وأبي لهب على المنابر،لكنه قال عبارة واحدة هي ومضة نور من مشكاة نبوته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وأمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً.
يتبع
</b></i>
الأثري
2011-05-27, 04:21 AM
بقي علينا أن نقول
بما أننا تعرفنا على أهل المظلومية
وكما أن الشيء يتبين بضده
فعلينا أن نكون عكس كل ما ذكرناه أعلاه
فصاحب المسؤولية ممن سار على المنهج الرباني لا يكتفي فضلاً عن أنه يدفع السيئة بالحسنة فهو في أسوء الحالات يجازي السيئة بمثلها
ويكظم الغيظ ،ويعطي من حرمه،ويعفو عمن ظلمه،ويخالق الناس بخلق حسن،ويجتهد قدر إمكانه بجب المغيبة عن نفسه،ويصبر على ما أصابه ،ولا يعتبر كل هذا ولا غيره ضعفاً ولا عجزاً ولا قلة حيلة ولا نقصاً في شخصيته،ويطالب بحقوقه بحرص وتفانٍ ولكن بعدل وإنصاف وربما بإحسان إلى من أساء إليه،بل ويؤثر على نفسه في فضل زاده وماله وسكنه،بل ولو كان به خصاصة،جسده يمشي على الأرض وعقله وقلبه معلق بالله والدار الآخرة،لا يحب ولا يبغض إلا لله وفي الله،ولا يجاهد إلا لإعلاء كلمة الله وجعلها العليا وجعل كلمة الذين كفروا السفلى،لا يأكل إلا طيباً،لا يشرب إلا طيباً،لا يلبس إلا طيباً،ليس بفاحش ولا متفحش،لا يرجو في كل هذا إلا الله والدار الآخرة خالصة مخلصة،وغير ذلك مما عرفناه ومما فاتنا أن نذكره ومن أراد أن يعرفه فلن يحتاج إلا فلسفة فرويد المركبة على غريزة الميل إلى الجنس الآخر،ولا الميكافيلية التي تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة،ولا ديكارت الذي يدعو إلا إزالة الشك بحسب زعمه عن طريق محو كل شيء يدعو إلى الخوف من الله أو الإيمان أو الكفر وتصفية وفرمتة العقل والقلب حتى يعود إلى مرحلة الطفولة ثم يبني إيمانه على أساس سليم على حد زعمه،ولقد سبقه إلى هذه الحماقة بمئات السنين الجبائي المعتزلي وقال بها،بل نعود وبكل بساطة وأريحية إلى قوله تعالى:"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"والذكر هنا هو القرآن والسنة،بفهم خير القرون الذين أنعم الله عليهم رضوان الله عليهم ،غير المغضوب عليهم من المضلِّلين اليهود ومن انتهج نهجهم،ولا الضالين التائهين النصارى ومن انتهج نهجهم،و صاحب المنهج متواضع ويريد الخير لكل الناس،عربيهم وعجميهم،فقيرهم وغنيهم،قويهم وعاجزهم،ولذلك فإن من صفات المؤمن أنه عزيز على الكافر،ذليل على والديه والمؤمنين،وهذا سر سجود الملائكة لآدم عليه الصلاة والسلام ورفض إبليس وقوله بأنه من نار وآدم من طين،وهذا أيضاً سر من أسرار الفاتحة،وعلى وجه الخصوص،الآية القائلة:"إياك نعبد وإياك نستعين"فكما قال ابن القيم رحمه الله :"إياك نعبد تطرد الرياء،وإياك نستعين تطرد الكبرياء"حيث أن أعظم آفتين تعصفان بالقلب هما الكبر والنفاق،و مثل كل من حاد عن طريق الحق وجادة الصواب،كمثل أهل قرية حفرت البلدية عندهم حفرة،فجمعوا أربعة من كبار عقلاء قومهم فقال الأول:"أرى أن نضع الحراسة لمدة أربعة وعشرين ساعة حتى لا يقع فيها أي شخص"فرد الثاني:"ومن أين تضمن بقاء الحرس وعدم نومهم وهروبهم وكيف ستراقبهم!أنا أرى أن نضع سيارة إسعاف مناوبة إلى جانب الحفرة،كلما سقط فيها أحد أسعفته إلى أقرب مستشفى أو طبيب مناوب"فرد الثالث:"وكيف تريد وضع سيارة إسعاف!وهل تضمن أن يعيش المريض حتى يصل إلى المستشفى أو الطبيب ويأخذ العلاج والإسعاف!سبحان الله،أنا أرى أن نبني مستشفى بجانب الحفرة فيتم إسعاف المرضى بشكل مباشر ومضمون بإذن الله تعالى"فرد الرابع:"ما هذا الهراء يا رجل!وهل تقدر تكاليف المستشفى وتجهيزاتها ومصاريفها !ومن سيبتلى بها!هذا الشعب المسكين من قوت يومه ولقمة عيشه!حرام عليكم هذا إسراف وتبذير،أنا أرى بأن نحفر القرية بالكامل لتكون على مستوى الحفرة ولنسرع في هذا الأمر لئلا يتعاظم حجم الضرر على القرية وأهلها ونحن مشغولون بهذه الآراء والجدال فالوقت يداهمنا!!!"
وما كان من توفيق وسداد وإخلاص فبفضل من الله وحده لا شريك له،وما كان من خطأ وتقصير ونسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله صلى الله عليه وسلم منه براء،وجزاكم الله خيراً على المتابعة الطيبة وحياكم الله
سبحان ربك رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين،والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آهل وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً
سبحانك اللهم وبحمدك،أشهد ألا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك </b></i>
الأثري
2011-05-30, 03:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا بد لنا من كلمة حول ألوهية الخروف وأن النصارى خرفان يعبدون الخروف
وجميع ما سأقوله اجتهاد شخصي مني أسأل الله ألا يؤاخذني عليه
فمنذ بداية البشرية فلقد تقبل الله قربان قابيل الذي هو خروف أو أحد الماشية والله أعلم
فكما أن الخروف ذليل،فصاحب المظلومية ذليل في داخله شعور الاضطهاد والنقص ويتظاهر بالعزة بأفعال الإثم والاستكبار على العباد والتسلط على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وهذا عين النفاق،ولهذا فهو غير قادر على تحمل أدنى إساءة ممن هو أقل وأضعف منه في المرتبة سواءاً العقلية أو المادية أو الاجتماعية ،ولكنه يبتلعها ويضحك لها إن كانت ممن هو أعلى منه أو حتى مساوياً له في المرتبة.
وكما أن الخروف،يطعمه الموحدون ويسقونه ويعتنون به إلى آخر لحظة في حياته ثم يذبحونه ويأكلوه لحمه ويتلذذون به،كذلك فصاحب المظلومية يتجبر على الموحدين ويتسلط عليهم حتى آخر لحظة ولكن عندما يأخذه الله لا يفلته وتكون عاقبته وخيمة ومخزية في الدنيا والآخرة.
وكما أن الخروف بهيمة لا عقل له على الإطلاق،فلقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج بأنهم:"سفهاء الأحلام"يعني عقولهم لا حكمة فيها،وهذا يشملهم ويشمل كل من خرج عن المنهج الرباني ولو قيد أنملة حتى من الملحدين،فسفاهة عقولهم والقليل منها تدفعهم لأفعال السوء والظلم والاستكبار في الأرض والاستعلاء على الخلق بغير الحق.
والنصارى عندما يقولون بأن الذبيح هو إسحق وليس إسماعيل عليهما الصلاة والسلام فهذا من أقوى أساليب التلبيس على العباد من ناحية،ومن ناحية أخرى فهم عرفوا كيف يستهدفون إسماعيل عليه الصلاة والسلام وحفيده أشرف الخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .
وما كان من سداد وصواب وتوفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له،وما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان،والله ورسوله صلى الله عليه وسلم منه براء
وصلى الله على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً.
الأثري
2011-06-11, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا بد لنا أيضاً من تسليط شيء من الضوء على مظلومية الفلاسفة وأصحاب الكلام،وسندرك من خلال هذا التعليق خطورة ومرارة التكليف،والسر وراء أن الجبال عجزت عنه في حين حملناه،وحقيقة أن الإنسان لهذا السبب ظلوم وجهول،وسندرك السر وراء الهجوم الشرس الذي كان وما زال الربانيون يشنه على الكلام والفلسفة وأهلها،وسنكتفي بمثال واحد على أبي العلاء المعري،لننظر أولاً إلى عقيدته في توحيد الله تبارك وتعالى إذ يقول:
يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له ونستعيذ بمولانا من النار
وقد رد عليه عبد الوهاب المالكي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000324&spid=264) -بيض الله وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه- فقال:
قل للمعري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=264&ftp=alam&id=1000323&spid=264) عارٌ أيما عارِ جهل الفتى وهو عن ثوب التقى عاري
تقدحن بنود الشرع عن شبهٍ شعائر الدين لم تقدح بأشعار
فاليد ما دامت لا تمتد إلى ما هو ليس لها فهي كريمة تفدى بخمسمائة دينار ذهب،وعندما خانت هانت،لكن ما يهمنا ليس ما قرأناه في العقيدة،ليس هنالك أسهل على أي إنسان من أن يقول ويعتقد ويجزم بأن حكم الله لا يقاس بحكم القوانين الوضعية،ولا أسهل من أن يقول ويعتقد ويجزم بأنه يؤمن بأسماء الله وصفاته ويثبتها كما جاءت في النقل دون تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تجسيم،لكن لنلقي معاً نظرة أخرى في سلوك أبي العلاء المعري ونفسيته وعقليته الفاسدة ،فلقد قال عند آخر لحظة في حياته،وقيل بأنه كتبها على قبره هذين البيتين:
هذا جناه أبي علي ... وما جنيت على أحد
أولاً:نقول للمعري وكل من على شاكلته:أنت تقول :"وما جنيت على أحد"ومن اشتكى منك أصلاً ومن جنايتك أياً كانت!ومم اشتكوا !ولماذا ومم توجه هذه الملامة لنفسك ثم تنفيها؟!
ثانياً:وقاحة المعري عندما يقول:"هذا جناه أبي علي"نقول له ولكل من على شاكلته أيضاً:"يا قليل الأدب،ماذا فعل لك أبوك حتى رميت الجناية عليه!ألأنه رباك وسهر عليك وأفنى حياته لتكبر أمام عينيه!ونذكر بأن المعري كان ضريراً لا بصر له ولا بصيرة،ولنتذكر أيضاً مقولة لضرير منحرف آخر ،ألا وهو طه حسين عميد قلة الأدب العربي إذ يقول في كتابه المسمى في الشعر الجاهلي:"إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه"و الفرعونية مرتبطة بالاستعلاء والكبر بغير حق،والنفاق،والجاهلية،والسحر،والماسونية،والسر وراء نجمة داود عليه الصلاة والسلام مثلث لفوق،ومثلث لتحت،هو أنهم وحدهم فوق،وباقي البشر حيوانات على شكل بشر لخدمتهم،والسر وراء الخطين الأزرقين هو أنها من الفرات إلى النيل،فالفرات - بلاد الرافدين حفظها الله وأهلها وطهرها من رجس اليهود والنصارى وأذنابهم - هو مقر نزول هاروت وماروت اللذان علما الناس السحر،وهي نجد،التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها بأنها:"يطلع منها قرن للشيطان"ولنعد إلى المعري.
ثالثاً:قول المعري:"جناه أبي علي"يذكرنا كم من المرات ورد أن المشركين في القرآن كانت حجتهم:"حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا"ومداره هو العادات والتقاليد والميل إليها وتجاهل النقل من الوحي والكتب السماوية،ونوضح ذلك بمثال واقعي وبسيط:
لنفترض أن شاباً في مقتبل العمر يمشي في الطريق ومعه أهله والناس على اختلافهم موجودون في الشارع،ثم جاء إليه أحد الناس وأوسعه ضرباً وشتماً،لنفترض أن هذا الشاب أراد في هذه اللحظة أن يطبق الوحيين المطهرين،ينظر أولاً إلى قوله تعالى:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان"فالعدل هنا هو "جزاء سيئة سيئة مثلها"وهي أن يرد عليه بالضرب وبالمثل،والإحسان الذي يحبه الله ويأمر به وقال عن أهله :"ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"لنتأمل في هذا الشاب وهو يبتسم ويضحك لهذا الرجل الذي وجه إليه هذه الإساءة المنكرة أمام أهله والناس،ويقول له - في رمضان أو حتى غير رمضان - سامحك الله،أنت أخي في الله ،من الذي سوف يطيق هذا التطبيق العملي لنصوص الوحيين المطهرين؟الجواب في قوله تبارك وتعالى:"وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"وماذا نقول عن أهله وباقي الناس الذين يشاهدونه في هذا الموقف ويشفقون عليه أو يشمتون به أو يلومونه أو حتى يحتقرونه؟الجواب في قوله تبارك وتعالى:" وإن تطع أكثر من في
الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون"فالرباني يقول في نفسه:"سواءاً كنت قادراً على رد الإساءة بالمثل أو أكثر فلن أرد عليها وأحتسب ذلك لوجه الله تعالى ،والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً إن كان في الدنيا عبر خجل الرجل المسيء واعتذاره لي ،أو حتى في الدار الآخرة"ومن يخرج عن المنهج الرباني - ولو قيد أنملة - أول ما سيتذكر هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"وسيتعامى بعقليته التي دخلتها الشوائب عن قوله صلى الله عليه وسلم:"ليس الشديد بالصرعة،وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"فإن كان قادراً على المسيء فربما يحرقه ويكويه بالنار ليشفي هذا الشعور الداخلي بالاضطهاد والمظلومية والذل،وإن لم يقدر في تلك المرة على الرد فسيبحث عن أحدى النوادي الرياضية ليتعلم فناً من فنون الدفاع عن النفس ليكون قادراً على الرد في المرة المقبلة،ومن هنا نفهم السر وراء مظلومية النساء وأن أكثر أهل النار منهن،فهي تنظر إلى أنها من ضلع مكسور وتحاول دائماً تعويضه بشتى الوسائل،إلا من رحم الله،ولذلك فلقد كمل من الرجال كثير ومن النساء أربعة فقط نعرفهن جميعاً.
فالتكليف الذي رفضته الجبال،حمله الإنسان وهو ظلوم جهول إلا من رحم الله،فظلمه يدفعه لظلم غيره ونفسه،وجهله بثواب الله في الدنيا والآخرة،أحدهما أو كلاهما،سيدفعه إلى الانحراف عن المنهج الرباني كما أسلفنا،ودواؤه في سورة الفاتحة كما نعلم،فهي حمد لله وحده،ثم وصفه بالرحمة التي قلت في قلوب العباد لسبب أو لآخر،ثم التذكير بأنه هو وحده مالك لليوم الآخر والثواب والعقاب،وإياك نعبد لطرد الرياء والنفاق،وإياك نستعين لطرد الكبر فالله هو المستعان ونرجو منه ألا يكلنا حتى إلى أنفسنا وشحها طرفة عين ولا أقل من ذلك،والصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين،والصديقين وهم أقرب الناس إليهم،والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودنياهم كلها لأجل هذا المنهج،غير المغضوب عليهم من اليهود الظلمة المستكبرين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين،ولا الضالين من النصارى الجهال ومن انتهج نهجهم إلى يوم الدين فلم يستضئ بنور العلم،ولم يلجأ إلى ركن وثيق،والعلم كما قال مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله:"ليس العلم كثرة المسائل،وإنما العلم الخشية"والخشية ضاعت بسبب ضياع العلم،وضياع العلم كما قال السلف رحمهم الله:"ضاع العلم بين مستحي ومستكبر"و ومصطلح الخجل هنا أصح من مصطلح الحياء،لأن الحياء دافعه هو الخوف من الله وحده لا شريك له،والخجل دافعه من المخلوقين،الذين هم على قسمين،إما أن يكونوا خروفاً نصب نفسه إلهاً على البشرية أياً كان باستكباره،وإما أن يكون خرافاً تبعوه لشهواتهم أياً كانت،سواءاً كانت مالاً كقارون،أو جاهاً ورفعة في الدنيا كفرعون وجنوده وأذنابه في كل زمان ومكان،أو نساءاً أو أولاداً وبنات أو عصبية قبلية عشائرية أو لبلد أو لعرق أو نحو هذا،ونحن نؤمن قولاً وفعلاً وعملاً واعتقاداً بأن لا فضل لعربي على عجمي،ولا لأبيض على أسود،إلا بالتقوى،فالدنيا كما نرى حق وباطل،فالحق ألوهية الله وحده،والباطل ألوهية غيره،والحق هو أصوات الطبيعة والطيور الجميلة،والباطل هو المعازف والموسيقا،والحق هو الزهر والورد الطبيعي وإن ذبل بعد حين،والباطل هو الزهر والورد الصناعي وإن تجمل وإن تلون وإن وضعوا له العطر والروائح الزكية،وأهل المنهج الرباني الصحيح يطبقون قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"العقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح"وهم لا يكذبون،ولا يتجملون،ولا يحقدون،ولا يحسدون،ولا يخشون في الله لومة لائم كائناً كان من يكووووووووووون،لأن من يغتاب ويلوم ،مهما كانت صفته ومنزلته،لئن يغتابه ويلومه على حق،خير وأحب إلى الله من أن يغتابه ويلومه على باطل.
وما كان من صواب وسداد وتوفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له،وما كان من خطأ وتقصير ونسيان فمني ومن الشيطان،والله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً منه براء
سبحانك اللهم وبحمدك،أشهد ألا إله إلا أنت ،أستغفرك وأتوب إليك
ابن سوريـا
2011-07-22, 07:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا بد لنا من كلمة حول الليبرالية أيضاً،ومنشأ هذا الفكر الخبيث يعود إلى جماعة أخوان الصفا،الفلاسفة المشهورين،الذين قالوا في رسائلهم بأن لديهم متسعاً لجميع العقائد والملل الباطلة أياً كانت،وكل ذلك تحت مسمى الأخوة الإنسانية ،ومن ملحقاتها هي نزعة القومية،التي دخلت أمتنا الإسلامية على يد المفكر المعروف باسم رفاعة الطهطاوي،الذي رافق البعثة المصرية إلى فرنسا،وكان من المفترض عليه كشيخ أزهري أن يحمي شباب البعثة من المؤثرات السلبية للغرب،لكنه بدلاً من ذلك عاد بهذه النزعة العنصرية التي كان من أحد نتائجها شقاء ومظلومية شعب بأكمله ألا وهو الشعب الكردي،والليبرالية إما أن تكون كلية فيتقبل الليبرالي حتى الملاحدة واليهود والنصارى،وإما أن تكون جزئية فيتقبل الروافض مثلاً،أو يرفضهم ويدعو للتقارب مع الأشاعرة والصوفية وغيرهم ،و الأصل في الموحد ألا يقبل بإله غير الله،ولا بعقيدة غير عقيدة التوحيد،ولا بأي محدث على دين تم واكتمل ولله الحمد من قبل ومن بعد،يعني باختصار شديد،التمسك بعقيدة الولاء والبراء،ولنفهم السبب ينبغي علينا أن نوضح ذلك بقصة واقعية حدثت مع أبي حفص البلقيني رحمه الله تعالى وهو أحد مشايخ البخاري رحمه الله تعالى،فلقد قام أبو حفص رحمه الله بتحقيق كتاب"الكشاف"للزمخشري رحمه الله الذي يلقب ب"شيخ الاعتزال" بل كان إذا طرق الباب على أحد من جيرانه أو أقاربه وسألوه:"من الطارق"أجابهم بقوله:"جار الله المعتزلي"مفتخراً باعتزاله ،يقول أبو حفص رحمه الله بعد أن فرغ من تحقيق كتاب الكشاف:"لقد استخرجت من الكشاف معتزليات بالمناقيش"وذلك لأن الزمخشري كان فحلاً من فحول البلاغة وعالماً بلغة العرب،والسر في ذلك هو الآية الكريمة :"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم"فالفتنة هي ما يصيب القلب ومصدرها الشبهة،ومصدر الشبهة من خلل في الاعتقاد،ونتيجة الخلل في الاعتقاد هي الخلل في العقل والفكر،والعذاب الأليم هو ما يصيب البدن،ومصدره من الشهوات،وينتج عن الشهوات المعاصي وارتكاب المحرمات،وسنسلط الضوء الآن على جماعة تعتبر خلفاً نسبياً لأخوان الصفا ألا وهم الأخوان المسلمين،لننظر أولاً إلى زعيمهم حسن البنا عفا الله عنا وعنه إذ في كتاب " الملهم الموهوب حسن البنا " يقول عمر التلمساني المرشد العام (ص78) : " وبلغ من حرصه (حسن البنا) على توحيد كلمة السملمين أنه كان يرمي الى مؤتمر يجمع الفرق الاسلامية ، لعل الله يهديهم الى الاجتماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم ، خاصة وأن قرآننا واحد ، وديننا واحد ، ورسولنا واحد ، والهنا واحد.
ولقد استضاف لهذا الغرض (( فضيلة!)) الشيخ محمد القميـ أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم ـ في المركز العام فترة ليست بالقصيرة ، كما أنه من المعروف أن الامام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948 م وحدث بينهما تفاهم.
قال (البنا) :" الشيعة فرق تشبه على التقريب ما بين المذاهب الأربعة عند أهل السنة .. وهناك بعض فوارق الممكن إزالتها ، كنكاح المتعة ، وعدد الزوجات للمسلم ، وذلك عند بعض فرقهم ، وما أشبه ذلك ، مما لا يجب أن نجعله سببا للقطية بين أهل السنة والشيعة ، ولقد قام المذهبان جنبا إلى جنب مئات السنين ، دون أن يحصل احتكاك بينهما إلا في المؤلفات ، مع العلم بأن أئمتهم فد أثروا التأليف الإسلامي ثروة لا تزال المكتبات تعج بها .."
هذا عن زعيمهم حسن البنا،لكن ينبغي علينا أن نسلط الضوء على علم من أعلامهم ألا وهو المدعو سيد قطب،يقول سيد في خاتمة كتابه المعروف باسم "التصوير الفني في القرآن":"
وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم”. التصوير الفني ص (255)بكل بساطة يتحرر من كل ما أسماه بالقيود! وأين سنذهب بمقولة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه التي تقول:"أي سماء تظلني،وأي أرض تقلني،إن قلت على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم".
وأما عن طعونه في سلف الأمة رضوان الله عليهم فكثيرة ونكتفي بواحدة منها:قال سيد عن الخليفة الراشدي عثمان بن عفان جامع القرآن ذي النورين زوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه وأرضاه:" مضى عثمان إلى رحمة ربِّه وقد خلّف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكّن لها في الأرض وبخاصة في الشام ، وبفضل ما مكّن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام من إقامة الملك الوراثي والاستئثار بالمغانم والأموال"في كتابه المسمى بالعدالة الاجتماعية وهو ليس بعدالة على الإطلاق ص : 161.....يتبع
وقال:" منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مئتي ألف درهم ، فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع ، فسأله أن يعفيه من عمله ، ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربـًا : (أتبكي يا ابن أرقم أن وصلتُ رحمي ؟) ، فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف : (لا يا أمير المؤمنين ، ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضـًا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرًا ، فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيقُ ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين ، وقال له : (ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك)"العدالة الاجتماعية ص : 159.
وشاهدوا صورة سيد قطب على طابع إيراني اعترافاً منهم بعظيم خدمات هذا الرجل بقصد منه أو بغير قصد.
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Qutb/images/pred.jpg
وسترون أيضاً صورة خالد اسلامبولي، الذي قام باغتيال الرئيس السابق أنور السادات،وهذا يدل على دعم إيران واستفادتها من كل توجه خارجي تكفيري في الأمة الإسلامية
وصلى الله على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً
</B></I>
ابن سوريـا
2011-07-26, 12:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا بد لنا أيضاً من كلمة حول السر الكامن وراء مقولة أبي العلاء المعري :
هذا جناه أبي علي ... وما جنيت على أحد
أولاً:لنتأمل قليلاً في رد أحمد شوقي رحمه الله على هذه العبارة إذ يقول:
بيني وبين أبي العلاء قضية ... في البر أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية ... وأرى الجناية من أبي نعماء
ثانياً:إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن أصحاب المنهج المنحرف أينما كانوا ومتى تواجدوا فهم عالة على أصحاب المنهج القويم،فإبليس بقي وما زال عالة على بني آدم هو ومن تبعه بإجرام إلى يوم الدين،وقابيل عالة على أبيه وعلى أخته وأخيه،وأخوة يوسف عليه الصلاة والسلام عالة على أبيهم وعلى أخيهم،وآل فرعون وبني إسرائيل عالة على نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام إلى درجة أنهم طلبوا رؤية الله جهرة،وأهل مكة عندما أشركوا واستكبروا كانوا وظلوا إلى فتح مكة عالة على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ،والشيوعيون والعلمانيون عالة على الأغنياء وعلى أصحاب المنهج القويم ويصفون أصحاب المنهج القويم بالتخلف والتقوقع والجمود والرجعية،ومن يعق والديه عالة على أحن الناس عليه وأحرصهم عليه،والرافضة أهل المتعة عالة على أطهر الناس عائشة رضوان الله عليها فاتهموها في عرضها وبرأها الله من فوق سبع سماوات،والتكفيريون عالة على أتباع المنهج السلفي ويسمونهم بنعال السلطان بمجرد أن يتحدثوا معهم بضوابط الخروج على الحاكم وأضراره ومنافعه وفيما إذا كانت المصلحة غالبة على المفسدة أم العكس من ذلك،والصوفية والأشاعرة والماتريدية والأحباش وغيرهم عالة على أتباع المنهج السلفي الحق ويصفونهم بالوهابية،واليهود والصهيونية والماسونية عالة على شعوب العالم بالكامل قديماً وحديثاً،والنصارى عالة على دماء الموحدين وأموالهم وأعراضهم،والحاكم الجائر عالة على شعبه وأقواتهم وأعراضهم ودمائهم،والحزبيون مدعوا السلفية عالة على أهل المنهج الحق ويسمونهم بالجامية نسبة إلى العلامة محمد أمان الجامي رحمة الله عليه ويتطاولون على علماء المنهج القويم من أمثال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي وعبد المحسن العباد ومحمد بن صالح الفوزان وغيرهم،والمجرمون أصحاب الجنايات عالة على حكوماتهم وعلى كل الناس،فالموظف المرتشي عالة على المراجعين،والقاتل عالة على المقتول،ومن يرتكب الفاحشة عالة على أعراض الناس وشرفهم،والسارق عالة على مال ليس من حقه،والمرأة التي صدقت دعاية تحرير المرأة عالة على أبيها وأخيها وزوجها من ناحية،ومن ناحية أخرى فهي تذهب لتصدق كلام المسلسلات والأفلام وتلقي نفسها في أحضان الماسونيين من دعاة ما يسمى بتحرير المرأة، وإلى زملاء لها في الجامعة و شباب في الشارع يعاكسونها ويدنسون شرفها وعرضها والعياذ بالله تعالى.
والسر في انتصار أهل المنهج هو ثقتهم بالله وحده لا شريك له،وأنهم حملوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم القائلة:"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"وأخذوا الدين والدنيا على محمل المرارة والمشقة والروحانية والتكليف،والسر وراء خيبة وخسران أصحاب المنهج المنحرف هو أنهم أخذوا الدين والدنيا على أنه مصلحة ومادة وتشريف ورفعة في الدنيا والآخرة.
وما كان من صواب وسداد وتوفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له،وما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان،والله ورسوله صلى الله عليه وسلم منه براء.
وصلى الله على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir