مشاهدة النسخة كاملة : هذه عقيدتنا في توحيد الله تبارك وتعالى
الأثري
2011-05-27, 04:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله.
العقيدة من العقد والوثاق،والاعتقاد هو الحكم الذهني الجازم على الشيء بحيث ينعقد على المخ عقداً وثيقاً،فإن كان صحيحاً صح المخ وسلم القلب،وإن كان خاطئاً فسد المخ وضعف القلب ،ويضعف البدن كتحصيل حاصل.
وسمي أهل السنة والجماعة بأهل السنة لأنهم متمسكون بها،والجماعة لأنهم اجتمعوا عليها.
اعلموا يا أخواني وأخواتي أن عقيدة توحيد الله تشتمل على ثلاثة أقسام:
توحيد الربوبية _ توحيد الألوهية _ توحيد الأسماء والصفات.
توحيد الربوبية:
إفراد الله في ثلاثة أمور:الخلق _ الملك _ التدبير
فإن قال قائل:إن الله تبارك وتعالى قال في كتابه:"فتبارك الله أحسن الخالقين" فهل يعقل وجود خالقين مع الله؟قيل:إن الخلق في اللغة هو الإيجاد،وخلق الله إيجاد من العدم،وأما خلق غير الله فهو إيجاد من مثال أو أصل سابق مثل إيجاد سلطة الخضار من الخضار،وخالق العناصر على الحقيقة والأصل هو الله.
وإن قال قائل:كيف يكون الله متفرداً بالملك رغم وجود ملوك غيره؟قيل:ملك الله على كل شيء مطلق لا يحده شيء على الإطلاق،وملك غير الله مقيد دائماً،فما تحت يدي لي ،وما تحت يد غيري ليس لي بالضرورة،حتى ما تحت يدي أنا ليس لي حرية التصرف فيه مطلقاً.
كذلك الأمر بالنسبة لتفرد الله في التدبير.
توحيد الألوهية:
هو إفراد الله بالعبادة،ويسمى أيضاً توحيد العبادة،فباعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد ألوهية،وباعتبار إضافته إلى العبد يسمى توحيد عبادة.
والعبادة مبنية على أمرين:المحبة والتعظيم،ومن المحبة تنشأ الرغبة،ومن التعظيم تنشأ الرهبة،ومن المحبة يأتي الرجاء،ومن التعظيم يأتي الخوف،ومن المحبة يأتي امتثال الأوامر،ومن التعظيم يأتي اجتناب النواهي،ومن هنا فقول القائلين:"عبدنا الله لا خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته ولكن شوقاً إليه ومحبة به"قول فاسد،لأن الله مدح من يعبده خوفاً وطمعاً ويرجوا رحمته ويخشى عذابه في مواضع لا سبيل لحصرها في هذا المقام،ولم يأتِ موضع واحد من كتاب ولا سنة بما ادعى به هؤلاء،والصواب أن نقول:"عبدنا الله خوفاً من ناره وطمعاً في جنته وشوقاً إليه ومحبة به".
وبالنسبة لتوحيد الألوهية،قد يقول قائل: إن الله تعالى قال في كتابه:"لا يدعون مع الله إلهاً آخر"فكيف يكون الله متفرداً بالألوهية ومقراً بألوهية غيره؟قيل:ألوهية الله ثابتة وألوهية غيره باطلة،نأتي بمثال عل ذلك ولا تشبيه،لدينا طبيبان،الأول معه شهادة طب ويجيد المهنة،والثالث ليس معه شهادة ولا يعرف شيئاً عن الطب ويدعي أنه طبيب،فيقال للأول:"طبيب بحق"ويقال للثاني:"طبيب كذاب".
مدار ضلال الكثير من البشر وحتى كفار قريش على إنكار توحيد الألوهية وإثبات الربوبية،حتى إبليس،ولكن خالف الكثير الكثير توحيد الربوبية ،حتى ممن يدعي الانتساب إلى أهل القبلة،ومثال ذلك أرباب الطرق الصوفية الذين ادعوا بأن مشايخهم الأقطاب والأوتاد يتحكمون بالعالم ويغيثون في الشدائد والنوازل،والرافضة الذين اعتقدوا نفس الشيء في أئمتهم الاثني عشر كما هو معروف عنهم،لكن مدار جهل معظم المنتسبين إلى القبلة هو خلطهم في مسألة توحيد الأسماء والصفات التي نفصلها الآن بعون الله وتوفيقه،لكن قبل أن ندخل فيه ينبغي علينا الإشارة إلى أمر مهم للغاية،ألا وهو أن الكثير من التكفيريين والخوارج أضافوا ركناً رابعاً سموه "توحيد الحاكمية"أرادوا به تكفير كل من لم يحكم بما أنزل الله،ومن لم يحكم بما أنزل الله ليس كافراً بالضرورة،وتفصيل ذلك كالتالي:
لو سأل أي شخص :"أيهما أقرب إلى الحكم بما أنزل الله،هل هم بني أمية وبني العباس أم الدول الإسلامية المعاصرة؟"بني أمية وبني العباس أقرب للحكم بما أنزل الله بلا ريب ولا شك،فعلى أقل تقدير كانت الخلافة موجودة وقتها ولم تنتهي الخلافة إلا في عهد مصطفى كمال أتاتورك عليه من الله ما يستحق إلى يوم الدين .
لكن أنا لن أتوقف في صدد بني أمية وبني العباس والدفاع عنهما،بل سأتكلم عن الحكم الشرعي في من لم يحكم بما أنزل الله بصورة عامة تشمل كل زمان ومكان وعلى ضوء القرآن الكريم الذي تعاهدنا على ألا نتجاوزه ،لكن بفهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ،فمن جهة فهو ترجمان القرآن وحبر الأمة بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه له،ومن جهة أخرى فهو وأبوه رضي الله عنهما من آل البيت النبوي الأطهار رضوان الله عليهم.
قال الله تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
والآن اقرأوا معي أقوال أهل التفسير في هذه الآية الكريمة:
قال وكيع عن سعيد المكي عن طاوس قال :" ليس بكفر ينقل عن الملة"
قال الثوري عن ابن جريج عن عطاء أنه قال : "كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق"ونوضح بعون الله كيف يكون الكفر والظلم والفسق أكبراً مخرجاً عن الملة أو أصغر لا ينقل عن الملة.
غلت في مسألة التكفير طائفتان،طائفة غلت في عدم التكفير حتى قالوا"لا يضر ذنب مع إيمان كما لا ينفع عمل مع كفر،وإيمان أحط البشر كإيمان جبريل وميكائيل فضلاً عن أبي بكر وعمر"رضي الله عنهما وأرضاهما،هذه الطائفة تسمى بالمرجئة،وأما الطائفة الثانية فقد غلت في التكفير حتى أخرجوا فاعل الكبيرة من الزنا والسرقة والقتل من الإسلام بالكلية وقالوا بأنه كافر في الدنيا مخلد في النار يوم القيامة،ألا وهم الخوارج،وبهذه المناسبة نذكر بأن المعتزلة قالوا بأن فاعل الكبيرة في منزلة بين منزلتين،وهذا أيضاً قول باطل لا دليل عليه لا في القرآن ولا في السنة المطهرة،فالله تعالى يقول "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"طبعاً سبب ضلالهم أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً لا يتجزء،وعقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل،يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية،والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر ونذكر منها قوله تعالى:" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً".
ولتوضيح عقيدة أهل السنة والجماعة في فاعل الكبيرة يجب علينا أن نعرف الكفر،الكفر لغة الغطاء،واصطلاحاً:قول أو فعل أو عمل مخالف للشرع يغطي إيمان المرء ،وهذا الغطاء إما أن يكون كلياً مخرجاً عن الملة،أو جزئياً لا يخرج عن الملة،ودليل تقسيمه إلى أكبر وأصغر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الوارد في الصحيحين وغيرهما:" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"وهنا فلقد فرق أهل العلم ومنهم ابن تيمية رحمه الله بين مفهومين هما الإيمان المطلق،ومطلق الإيمان،وفاعل الكبيرة الذي توافرت فيه شروط الإيمان مع كبيرته فقد الإيمان المطلق،الذي هو درجة كبيرة من الإيمان،ولكنه لم يفقد مطلق الإيمان،الذي هو جذر الإيمان أو جذوته أو أصله في قلبه،ثم إن التكفير يعد من أخطر أبواب الفتوى على الإطلاق،يعد الراسخون في العلم حتى المليون قبل أن يدخلوا فيه للحديث الوارد في الصحيحين وغيرهما وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما"ورجائي الوحيد لأخوتي وأخواتي كلما رأوا تكفيرياً أن يسألوه على سبيل المثال:"هل تحفظ مناسك الحج أو العمرة؟"أو اسألوه:"عدد واجبات الصلاة أو سننها "ولا نريد إحراجهم بالأسئلة ولكننا نريد عملاً مثمراً يعود على أمتنا بالنفع وأن نشغل أوقاتنا بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ضوء فهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم،نكمل أقوال أهل التفسير في الآية المذكورة.
قال السدي: "ومن لم يحكم بما أنزلت فتركه عمدا أو جار وهو يعلم فهو من الكافرين"ويوضح هذا المعنى القول التالي:
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : "من جحد ما أنزل الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق"بمعنى،أن شرط خروج من لم يحكم بما أنزل الله عن الملة هو الجحود،بمعنى أوضح،لو سرق السارق أكثر من النصاب وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا من الكبائر تقطع يده ،ولكن إذا اعتقد بأن السرقة حلال فإنه يخرج عن الملة بعد قيام الحجة والاستتابة حتى ولو لم يسرق في حياته ولو مرة واحدة،فشرط تكفير من لم يحكم بما أنزل الله أن يعتقد بأن القوانين الوضعية الفاجرة أفضل من الحكم بالشرع،والاعتقاد محله القلب ونحن لا نحكم على الظاهر لسبب بسيط وهو أن من حسن إيمان المرء حسن ظنه بغيره وسوء ظنه بنفسه وليس العكس،فإن قال قائل:"إنهم يقيمون المحاكم ويضعون الدساتير التي تحكم بالقوانين الوضعية،فماذا تريد أكثر من هذا الدليل على جحود الحكم بشرع الله؟"نقول،ربما قام شارب للخمر بفتح خمارة والعياذ بالله،وهذا بلا منكر عظيم بلا ريب وبلا شك،طيب هل كشفنا عن قلبه وعرفنا أنه استحل الخمر بهذا العمل؟ليس بالضرورة،ثم يجب أن يفهم التكفيريون بأن إقامة الحدود شأن أولياء الأمر فقط،ولو تُرِكَ الأمر لآحاد الناس فستتحول أمتنا بالكامل إلى غابة وستعم الفوضى ويقتل الأبرياء،وهذا ما حصل فعلاً في الكثير من البلدان الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأضاف الكثير من العلماء إلى أقسام التوحيد للضرورة مبحثاً آخر يتعلق بإثبات وجود الله تبارك وتعالى واستنباط الأدلة على ذلك من خلقه وآياته الكونية والشرعية،وكمثال على وجود الله سنتحدث عن خاصية فيزيائية للماء:
وبعد،كل السوائل في الطبيعة على الإطلاق تزداد كثافتها بالحرارة وتتناقص بالبرودة،وشذ الماء عن هذه القاعدة ،فكثافته تزداد بالبرودة وتتناقص بالحرارة فما الحكمة من ذلك؟الجواب:في المناطق الباردة ترتفع كثافة الماء في البحار والبحيرات،ويكون الثلج المتساقط عليها أقل كثافة منها مما يجعله يطفو على سطح الماء وهذه العملية تعود بالنفع على الكائنات الحية من ناحيتين،الأولى أنها تحول دون وصول الجليد إلى الأعماق مما يؤدي إلى تجميد البحار والبحيرات مما يؤدي إلى موت الكائنات البحرية التي تعيش فيها،والثانية هي تأثيرها على انتفاع البشر من لحوم تلك الكائنات وعلى الملاحة والسفر ،وفي الكثير من الأحيان كمورد لشرب الإنسان والحيوان،طبعاً مع أخذ الاحتياطات في الملاحة من الجبال الجليدية،وهنا نذكِّر بحادثة غرق الباخرة "تايتانك"من أول رحلة لها،سبب غرقها هو أنه كان مكتوب عليها"السفينة التي تتحدى القدر"... يتبع
</b></i>
الأثري
2011-05-27, 04:29 AM
إن في شذوذ الماء بالذات عن هذه القاعدة وأثره العظيم الذي ذكرناه لا يمكن أن يتم إلا عن طريق قوة حكيمة خبيرة لطيفة بالكائنات،وهذه القوة إما أن تكون الله جل شأنه،وإما أن تكون غيره،ودليلنا على أنه هو الله وحده لا شريك له هي الآية التي نزلت قبل قرون على رجل لا يعرف القراءة والكتابة صلى الله عليه وسلم ،تقول هذه الآية:" وجعلنا من الماء كل شيء حي".
وهنا نود أن نشير إلى مسألة أخرى،يعتقد الكثيرون بأن الله يعرف بالعقل وفقط،وهذا خطأ كبير،إذ أن الفلاح البسيط الأمي يعرف الله ويعبده ويخافه،لكن قد نجد العلماء الكبار الشديدي الذكاء يعبدون حتى البقر،والصواب أن الله يعرف بأربعة أشياء:العقل – الحس – الفطرة – الشرع .
توحيد الأسماء والصفات:
نبدأ بلمحة عامة:انقسم الناس في هذا القسم إلى ثلاثة أقسام:مكذِّب ومُأَوِّل ومحقِّق،والتأويل عبارة عن تحريف،وسموه تأويلاً لتقريبه إلى أذهان العامة.
أول بدعة ظهرت في الإسلام هي الخوارج،والثانية هي القدرية،والثالثة هي الإرجاء،والرابعة هي المعتزلة،والخامسة هم الجهمية (أتباع جهم بن صفوان) و الجهمية بدورهم انقسموا إلى قسمين:الأول قال بنفي الوجود والعدم على الله كلاهما،والثاني قال بأنه يجب أن نذكر النفي ولا نذكر الإثبات،مثل أن تقول:"إن الله ليس بجاهل ولا يجوز أن تقول بأن الله عليم"،ثم جاءت فئة قالت بذكر الأسماء ونفي الصفات مثل "سميع بلا سمع" وهم المعتزلة،ثم جاءت فئة أثبتت الأسماء مع صفات معينة دون الأخرى وهم الأشاعرة،حيث أثبتوا سبعة صفات وأنكروا باقي الصفات وحرفوها عن مواضعها وسموا التحريف تأويلاً،وهذه الصفات سبعة "الحياة – الكلام – البصر – السمع – الإرادة – العلم – القدرة "مجموعة في هذا البيت:
له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر
ثم جاءت بدعة الحلول والاتحاد وإنكار البعث بعد الموت والآخرة .
وواجبنا تجاه نصوص القرآن والسنة في الأسماء والصفات إبقاء مدلولات ألفاظها على ظاهرها ،لأن القرآن نزل بلغة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.
وأسماء الله كلها حسنى ،أي بالغة في الحسن غايته من الكمال،وهي غير محصورة بعدد معين لنا،وذكر أن لله 99 اسماً لا يعني أن لله 99 اسماً فقط،ومثال ذلك أن أقول لأحدهم:"لدي 100 ليرة" لا يمنع أن يكون لدي في بيتي مليون ليرة مثلاً.
وأسماء الله تثبت وتقيد بالشرع لا بالعقل،فالستار مثلاً ليس اسماً من أسماء الله لكن الستير ثابت بنص الحديث الذي صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله حيي ستير"
وصفات الله تنقسم إلى : لازمة ذاتية – طارئة فعلية – معنوية – خبرية .
اللازمة أو الذاتية: مثل الحياة والعلم ،وسميت باللازمة والذاتية لأنها ملازمة للذات الإلهية.
الطارئة أو الفعلية: لها سبب معين ومناسبة،مثل الرضا والمحبة والغضب،وأما الكلام فهو لازم ذاتي باعتبار أصله،وطارئ فعلي باعتبار آحاده(تكليمه لعباده بالقرآن والإنجيل على سبيل المثال)،والله يفعل ما يشاء متى شاء،وكمثال للتوضيح وبدون تشبيه،يقضي الطفل سنواته الأولى لا يتكلم،لكنه وبعد سنوات يصبح قادراً على الكلام ويتكلم،وعلم البشر مسبوق بجهل،وعلم الله أصل مرتبط بذات الله لا ينفك عنه مطلقاً.
الخبرية:هي التي تثبت لنا بالخبر والسمع ،مسماها بالنسبة لنا أجزاء و أبعاض مثل الساق،واليد،والعين، والوجه.
المعنوية:مثل الرضا والسخط والمحبة والبغض،وهي داخلة في الطارئة والفعلية.
وما يميز الصفة الذاتية عن الفعلية،هو أن الذاتية لازمة،والفعلية متعدية،فالحياة لازمة لله لا تتعدى إلى خلقه،والرحيم فعلية لأنها متعدية إلى المخلوقات.
ضل أهل الأهواء لأنهم حاولوا إدخال العقل في معرفة هذه الصفات،والرد عليهم في منتهى البساطة،إن الواحد منهم يعجز عن معرفة ما يحدث لجاره في الشارع المقابل له،فكيف سيعرف بعقله أشياء عن رب العزة جل شأنه وتقدست أسماؤه!
ذلك بأنه يقيس الأمور على ما يراه ويسمعه ويعقله على أرض الواقع وهذا قياس فاسد،فالطعام والشراب والنوم كمال للمخلق وتنقص من الخالق جل في علاه،وفي نفس الوقت فالتكبر نقص في المخلوق وكمال في الخالق.
وانحراف الفرق الضالة على أقسام:التحريف الذي سموه بالتأويل – التعطيل – التكييف – التمثيل - التفويض،وهذه الأشياء في النصوص إما في اللفظ ، وإما في المعنى،ومثال التحريف في اللفظ قولهم في الآية:"كلم الله موسى تكليماً"هو أنهم وضعوا الفتحة على لفظ الجلالة وجعلوا موسى الفاعل الذي كلم الله لينفوا الكلام عن الله،ومثال المعنى هو أنهم قالوا عن هذه الآية "الكلم هنا هو الجرح وليس الكلام،أي يصبح المعنى (جرح الله موسى تجريحاً)"!
التحريف المسمى بالتأويل:حتى نفرق بين التحريف والتأويل،فالتأويل يعني التفسير،ويأتي بمعنى العاقبة من كلمة موئل ومآل،فإذا كان التأويل بصرف اللفظ عن ظاهره بدليل فهو صحيح،وإن كان صرفاً للفظ عن ظاهره بغير دليل فهو تحريف،مثل كلمة "حيِّهم"بمعنى الحي أو الشارع،إذا كان سياق النص على ذلك فتأويلها صرف عن ظاهرها الذي هو بمعنى "ألقِ التحية عليهم".
التعطيل:معناه هو التخلية والترك ،والمراد به إنكار ما أثبته الله لنفسه بتحريف أو جحود ،كلياً أو جزئياً،مثل أن تقول:"إن الله لا يسمع ولا يبصر".
ومن هنا نلاحظ بأن التحريف الأول المسمى بالتأويل موقعه في الدليل،والتحريف الثاني المسمى بالتعطيل موقعه في المدلول.
التفويض:وهو أيضاً أمر منسوب كذباً إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الصحابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين رضوان الله عليهم أجمعين،و أن يقول القائل:"الله أعلم ،ربما كان الله يسمع ويبصر وربما لا"أي أنهم فوضوا الكلام ومروا عليه مرور الكرام دون فهم معناه أو التطرق إليه،والتفويض له ثلاثة مفاسد:الأولى :تكذيب القرآن،لأنه نزل "تبياناً لكل شيء"وأكثر شيء ورد فيه هو الأسماء والصفات.
الثانية: تجهيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.
الثالثة: فتح الباب للزنادقة و الملاحدة والفلاسفة حتى يقولوا على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين.
التكييف: هو أن يذكر كيفية الصفة(يسأل عنها بكيف)،وهذا أيضاً لا يجوز شرعاً،بل نثبته كما ورد بالدليل السمعي الموافق للعقل،لأن الكيفية لا تدرك إلا بواحدة من ثلاث:مشاهدة الشيء - مشاهدة نظيره – الخبر اليقين عنه ،ونحن لا ننفي كيفية الصفة بل ننفي علمنا بهذه الكيفية.
التمثيل:هو أخص من التكييف،فهو تكييف للخالق مع محاولة لتمثيله بمخلوق،وأول من قال بالتمثيل هو هشام بن الحكم الرافضي قبحه الله.
الأدلة السمعية قسمان:خبر وطلب،مثال الخبر"ليس كمثله شيء"ومثال الطلب"فلا تجعلوا لله أنداداً".
ظن التعارض بين العقل والنقل عند المبتدعة سببه واحد من ثلاث:قلة العلم – سوء الفهم – التقصير في البحث ،و لو عادوا إلى الراسخين في العلم لأراحوا واستراحوا،فواجبنا تجاه المتشابه من النصوص هو رد المتشابه إلى المحكم حتى يصير النص محكماً بالكامل،ونصوص القرآن فيها المحكم وفيها المتشابه،أما نصوص السنة فكلها محكمة وليس فيها متشابه على الإطلاق.
ومثال ذلك:حديث "خلق الله آدم على صورته"الهاء في صورته عائدة على الله جل شأنه،وتفسير ذلك هو أن كلمة "صورة الله"إضافة تشريف لا إضافة بعض إلى كل،مثلها مثل عبد الله – أمة الله – روح الله،ولو سلمنا جدلاً بأنها تشبيه وتمثيل،فهي لا تقتضي التمثيل المذموم بالضرورة،فقول أحدهم:"رأيت زيداً على صورة القمر ليلة البدر" لا يقتضي أن زيداً كوكب بارد،وفيه هضاباً ومرتفعات و انعدام جاذبية،ولله المثل الأعلى.
هذا هو طريق الفرق الضالة مع الأسماء والصفات،و نحن أهل السنة والجماعة لا نحرف الكلم عن مواضعه مهما كانت المسميات،لأن تحريف الكلم عن مواضعه عمل اليهود،فكما أن قدماءهم برروا التحريف بمسمى التأويل،فكذلك معاصروهم برروا التحريف بمسمى التجديد،تحريك الفكر والإبداع،كسر حاجز الخوف و القضاء على الجمود والتقوقع والرجعية في عقلية المسلم المعاصر لمواكبة الحضارة المعاصرة،وليتهم يبدعون في مشاكل الأسرة والشباب والبنات،أو الاختراعات والفيزياء والالكترون،أو علم الاجتماع ،أو الاقتصاد،لكنهم يأتون ليصححوا ديناً تمت رسالته واكتملت ،وشريعة غراء ناصعة البياض كعين الشمس في وضح النهار،ومنهلاً عذباً فراتاً سائغاً شرابه وطعمه ،وقرآناً أحكمت آياته وفصلت لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،ولم تتكفل بحفظه مؤسسة بشرية ولا منظمة إنسانية،بل تكفل بحفظه رب البرية جل شأنه وتقدست أسماؤه !!!،و و الله الذي لا إله إلا هو،كل ما يتخبطون به ليس إلا تلبيس لشياطين الإنس والجن شاءوا أم أبوا.
قال الشافعي رحمه الله:"آمنت بالله،وبما جاء عن الله ،على مراد الله،وآمنت برسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبما جاء عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على مراد رسول الله – صلى الله عليه وسلم ،لا أحرف ولا أغير"
ولا نلحد في أسمائه ولا آياته،والإلحاد في اللغة هو الميل،وهو في الأسماء ميل فيها عما يجب فيها وهو أنواع،يعني لا يقتصر شرعاً على إنكار وجود الله:
1 – أن يسمي الله بما لم يسمي به نفسه،فلقد سماه النصارى "أب" وسماه الفلاسفة " العلة الفاعلة – العقل الكلي " وأسماء الله توقيفية.
2 – إنكار كل أو جزء من الأسماء التي سمى الله بها نفسه،وهذا ما فعله فريق من الجهمية ،فلقد أنكروا أسماء الله بدعوى أنها تشبيه.
3 – إثبات الأسماء وإنكار الصفات المتضمنة فيها مثل قولهم:"إن الله سميع بلا سمع"وهذا ما فعله المعتزلة،والأشاعرة أثبتوا الأسماء وبعض الصفات وهي سبعة كما ذكرنا أعلاه،وللصفات ثلاثة أحوال مع الأسماء:
المطابقة: كل اسم يدل على ذات الله لفظاً ومعنى (كل على كل ،الرحيم يدل على الرحمة).
التضمن: دلالة الاسم على جزء من الذات أو المعنى ونوضح الأحوال الثلاثة بمثال في النهاية.
الالتزام: يدل على شيء ليس من مادة الاسم بل لازم له.
المثال:عندي بيت.
المطابقة: بيت تدل على كل البيت.
التضمن : تطلق على غرفة أو صالون،أجزاء متضمنة.
الالتزام: تدل على أن هناك من بنى هذه البيت وهو ليس من مادة البيت وإنما من مواصفات هذا البيت.
ونود أن نقول بأن الاسم يدل على الذات،والصفة تدل على زيادة في الذات،و يجوز أن ندعوا الاسم ولا يجوز أن ندعو الصفة،ونقسم بالاسم والصفات بما فيها القرآن،ونتوسل في دعائنا بالأسماء والصفات... يتبع
</b></i>
الأثري
2011-05-27, 04:30 AM
- إثباتها لله وجعلها دالة على التمثيل (سمع كسمعنا ،بصر كبصرنا).
5 – نقلها إلى المعبودات أو اشتقاق أسماء منها للمعبودات من دون الله،فمسيلمة الكذاب سمى نفسه رحمن وهذا نقل،واللات مشتقة من الإله،والعزى من العزيز،ومناة من المنان.
كل هذا كان في الألحاد في الأسماء،أما الإلحاد في الآيات ،فالآية هي العلامة المميزة للشيء عن غيره،والتعبير عن المعجزات بالآيات أولى بالمعجزة،يعني قولنا آيات الله في الكون،أولى من قولنا الإعجاز العلمي في الكون،لأن الإعجاز شامل للآيات بالإضافة للخوارق مثل السحر و الدجل وغيرها،والآيات كونية وشرعية،فالكونية في الكون وفي أنفسنا،والشرعية في الوحي والكتب السماوية،والإلحاد في الكونية هو أن ننسبها إلى غير الله تعالى أو نعتقد بأن لله مشاركاً أو معيناً فيها،فلا مشاركة ولا معاونة ولا استقلال،وأما الإلحاد في الشرعية فيكون بالتكذيب أو التحريف أو المخالفة.
ونحن أهل السنة والجماعة لا نقيس الله بخلقه،والقياس ثلاثة أقسام:شمول – تمثيل – أولوية.
الشمول:بحيث يكون كل فرد داخل في الشامل ،مثل الأحياء المخلوقين ،والحي اسم من أسماء الله الحسنى.
التمثيل: نجعل ما يثبت للخالق مماثلاً ما يثبت للمخلوق.
الأولوية: السمع والبصر والحكمة يتصف بها المخلوقين،ولا يمكن قياس حكمة الله بحكمة المخلوقين للتباين المطلق.
ومنهجنا نحن أهل السنة والجماعة في الصفات هو في الآية التالية:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"فقوله تعالى:"ليس كمثله شيء"نفي،وقوله تعالى:"وهو السميع البصير إثبات،يعني التخلية قبل التحلية،ونفي الصفات السلبية تأكيد للصفات الإيجابية لدفع توهم أو رد كاذب أو لتهديد العصاة"ولا يظلم ربك أحداً" وواجبنا تجاه نصوص القرآن والسنة قولنا "سمعنا وأطعنا"في الأحكام،وسمعنا وآمنا في الأخبار.
والصفات توقيفية ،ومنهجنا لمعرفتها ثلاثة طرق:
1 – من الأسماء: فكل اسم يتضمن صفة وليست كل صفة تتضمن اسماً بالضرورة.
2 – أن ينص عليها: الوجه – اليدين – الانتقام.
3 – أن تؤخذ من الفعل: مثالها وصفنا لله بأنه "متكلم".
العلي لها مضمونان،فهي اسم فاعل من جهة،وصفة مشبهة باسم الفاعل من جهة أخرى،فاسم الفاعل طارئ فعلي باعتبار أن الله استوى وعلا وقهر وسيطر(بدون تشبيه)والصفة المشبهة باسم الفاعل لازمة أصلية ذاتية.
صفة المعية:
المعية عامة وخاصة،والخاصة مخصصة ومقيدة إما بشخص أو بوصف.
العامة :مثالها:"وهو معكم أينما كنتم".
الخاصة المقيدة بوصف:"إن الله مع الصابرين".
الخاصة المقيدة بشخص أو أشخاص:"لا تحزن إن الله معنا".
والمعية التي مقتضاها الإحاطة صفة ذاتية لله،فالله محيط بكل شيء.
والخاصة فعلية لأنها مقرونة بسبب"إذا وجد الصبر في مؤمن فالله معه".
ولا تناقض بين المعية والعلو من ثلاثة أوجه:
أولاً: جمع الله بينهما في وصف نفسه.
ثانياً : لو فرضنا وجود تعارض حسب مفهومنا كبشر،فلا يجوز على الله لوجود التباين والله ليس كمثله شيء،بل وحتى في المخلوقات نجد الجمل يمشي على أربع،والإنسان يمشي على اثنتين وثلاث وأربع.
ثالثاً: لا تعارض بينهما أصلاً،لأن المعية ثلاثة أقسام:
1 - معية تقتضي المخالطة والمصاحبة بالمكان(شربت الشاي مع السكر).
2 - معية تقتضي المصاحبة بالمكان ولا تقتضي المخالطة(جاء زيد مع عمرو).
3- معية لا تقتضي المخالطة ولا المصاحبة بالمكان (القائد مع الجند،وربما كان خلفهم أو في مدينة أخرى – سرنا والقمر معنا).
فصل ابن تيمية رحمه الله تعالى قضية المعية،وعبارات السلف رضوان الله عليهم مجملة فيها،وهم يقولون:"معية الإحاطة والعلم والسمع والبصر"والسبب في ذلك يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه:"إنك لن تحدث الناس حديثاًَ لا تعيه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة"يعني إما أن نحدث العامي بكامل القضية ونزيل عن ذهنه كل شبهة وعارض وتساؤل،أو نجمل الكلام ولا نثير الشكوك في قلبه لئلا نبوء بالإثم دون علم أو قصد.
وهنا آية تشتبه أيضاً في أذهان بعض الناس:"ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم"لو قال:"إلا وهو ثالثهم"لكان من جنسهم حاشا لله،ويوضحها قوله تعالى:"سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم"وفي المقابل نرى الآية الكريمة:"لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة"
فالنصوص تأتي بالمحار ولا تأتي بالمحال.
ولا بد لنا من توضيح أمر بشأن الصفات التي يحتار فيها الناس مثل المكر – والخداع ،فهي صفات نقص من ناحية ،وكمال من ناحية،وكمالها مثلاً،خداع الله للكافرين،ونقصها هو المعنى المتداول في أذهاننا،فنثبتها من وجه الكمال،وننفيها من وجه النقص عن الله تبارك وتعالى،وقلنا بأن التكبر نقص في المخلوق وكمال في الخالق،والطعام والشراب والنوم والزواج والإنجاب كمال في المخلوق ونقص في الخالق.
وأما التردد كما في الحديث القدسي:" وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته"فهي أيضاً كمال من وجه ونقص من وجه،فوجه النقص هو التحير والجهل وهذا ننفيه عن الله تبارك وتعالى،ووجه الكمال هو التردد بين أمرين مع الجزم بأحدهما،والتردد في الحديث القدسي تردد محبة لله بأوليائه(جعل الله قارئ هذه الكلمات منهم) وليس تردد جهل وتحير وحاشا لله جل شأنه.
وأما صفة الإفتاء:"الله يفتيكم"وصفة الزارع"أم نحن الزارعون"فهي لا تثبت لله على الإطلاق،لأن شرط إطلاق الصفة على الله هو أن تكون حسنى،يعني بالغة في الحسن غايته من الكمال،فالزرع المتضمن الإقرار والإنبات في الأرض ،والافتاء،وإنزال الغيث،وإحياء الأرض بعد موتها،هي إخبار عن أفعال الله وليست صفة لله بل هي داخلة في صفة الخلق والملك والتدبير.
وهناك ثمة توضيح حول صفة الوعد والوعيد حيث تكون كمالاً من وجه و نقصاً من وجه آخر،لتعلموا أثر العلم باللغة العربية والفهم الصحيح،وهو أنه جاء أحد المبتدعة إلى أبي عمرو بن العلاء،المقرئ المعروف،فقال له:"يا شيخنا كيف يتوعد الله الناس بالعذاب على ولا يعذبهم؟"فأجابه الشيخ رحمه الله:"ويحك،إن الرجل إذا وعد بإكرام رجل آخر ولم يكرمه فذلك مدح له،وإذا توعده بالعقوبة ولم يعاقبه فذلك أيضاً مدح له"ثم ذكر البيت التالي:
وإني إذا وعدته أو أوعدته ... لمخلف ميعادي و منجز موعدي
وجاء رجل آخر إليه من المعتزلة وقال له:"إنني أريدك أن تقرأ الآية ]وكلم الله موسى تكليماً[بنصب لفظ الجلالة الله"فرد عليه أبو العلاء رحمه الله:"وماذا أفعل بالآية التي تقول:" ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه"! فبهت المعتزلي.
و عجائب هؤلاء في تحريف النصوص كثيرة،إذ يفسرون :"وجاء ربك"بأنه مجيء أمر الله وليس مجيء الله،ولو أراد الله هذا المعنى لأتى به بكل يسر وسهولة،فلقد قال في موضع آخر:"أتى أمر الله فلا تستعجلوه"ولو تساءلنا عن سبب تحريف هؤلاء لنصوص الكتاب والسنة وتلاعبهم بها،السبب بكل بساطة،هؤلاء يظنون بأن إثبات الصفات لله تبارك وتعالى تجسيم وتشبيه،فظنوا أنهم بنفي الصفات سينفون التجسيم عن الله تبارك وتعالى،ودائماً يلقبون أهل السنة والجماعة بالمجسمة ويتهمون ابن تيمية رحمه الله بالتجسيم،والرد على هؤلاء سهل للغاية،وسنأتي على ذلك بالتدريج،يقول الأشاعرة:"إننا نثبت لله سبع صفات فقط دل عليها العقل وننفي الباقي،وأنتم يا من تدعون السلفية عندما تثبتون باقي الصفات فإنكم تجسمون"نقول لهؤلاء:"نحن نثبتها وننفي علمنا بكيفيتها دون تجسيم،وفهل أنتم يا أشاعرة عندما أثبتم الصفات السبع لله تبارك وتعالى اعتقدتم أنه تجسيم!إذاً فأنتم مجسمة مثلنا مثلكم لأن من يسرق بيضة يسرق جملاً"ونأتي إلى المعتزلة،هم يقولون:"أنتم يا أشاعرة ،ويا مدعي السلفية،عندما تثبتون ولو صفة واحدة لله فأنتم تجسمون الله،ونحن نثبت الأسماء والذات دون تشبيه"نقول لهم:"نحن نثبت الصفة ونقول دائماً ننفي علمنا بالكيفية ولا ننفي الكيفية ذاتها،وإذا كان مجرد إثبات الصفة تجسيم،فنحن أيضاً نعتقد أنكم بمجرد إثبات اسم واحد تجسمون،وإن قلتم دون تجسيم"ثم نأتي إلى الجهمية،هم يقولون:"أنتم جميعاً بمجرد إثبات اسم أو صفة واحدة تجسمون،ونحن نثبت الذات ولا نجسمها"نقول لهم:"نحن نثبت الاسماء والصفات ولا نجسمها ولا نكيفها،وإذا كان مجرد إثبات صفة أو اسم يعتبر تجسيماً ،فنحن نعتقد بأن مجرد إثباتكم للذات الإلهية تجسيم أيضاً،وعلى هذا فجميع البشر إما مجسمون،وإما منكرون لوجود الله تبارك وتعالى،فهل هذا ما تريدونه يا من ظننتم بأن الله أنزل القرآن ولم يبينه للخلق و لم يكمل رسالته ولم يتم آخر الأديان!! سبحانك هذا بهتان عظيم"
هذا رد مجمل وشافٍ بإذن الله تبارك وتعالى،ولكن لا بد من شيء من التفاصيل،هم يفسرون صفة الوجه بأنه الثواب في قوله تعالى:"ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام"والجواب:صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفه لله تبارك وتعالى بما أوحي إليه:"حجابه النور،لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"فهل الثواب يفعل كل هذا !!
وتفسير:"الله في قبلة المصلي"مثلها مثل تفسير المعية التي فصلناها قل قليل ،والله تعالى أعلى وأعلم.
وصفة اليد أيضاً ثابتة ولا نعلم كيفيتها،وتفسيرهم لها بالقدرة أو النعمة باطل،لأن الثابت لله يدان،ولا يعقل أن يقول عاقل بأن لله قدرتان أو نعمتان اثنتان فقط.
وكذلك تفسيرهم لليد بأنها القوة أو العطاء،وأما الآية القائلة:"والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون"فهنا الأيد تعني القوة فعلاًَ،والسبب بكل بساطة هو وجود دليل على ذلك من الآثار الصحيحة الموجودة في كتب التفسير،وقلنا بأننا نرد التأويل الباطل ونعتبره تحريفاً لأنه افتراض كاذب بغير دليل،ونقبل التأويل الصحيح المدعوم بدليل صحيح،ثم لو كانت اليد تعني القدرة،لما كان لأبينا آدم عليه الصلاة والسلام أي تكريم ،لأن الخلق جميعاً حتى البهائم والشياطين خلقت بقدرة الله وقوته!
وبالنسبة لجمع "فإنك بأعيننا " و"تجري بأعيننا" يقول هؤلاء:"كيف تجمع العين وهي عينان فقط؟"فالجواب من وجهين،الوجه الأول :أنه جمع للتعظيم،والوجه الثاني:أن الجمع في اللغة يطلق على اثنان فأكثر ،بدليل قوله تعالى:"إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما"و شرعاً تصح الصلاة جماعة باثنان فأكثر.
والدليل على أن لله عينان فقط هو قول رسول الله صلى الله وسلم عن الله تبارك وتعالى عندما تكلم عن الأعور الدجال:"ألا إن ربكم ليس بأعور".
وأما قولهم:"لقد ذكر الله اليد بالمفرد عندما قال:"يد الله فوق أيديهم"فالجواب:عندما أقول لفلان:"يدي في يدك"فهل يمنع ذلك وجود يد أخرى!
وأما قولهم:"كيف تكون يد الله فوق أيديهم أليس هذا عين التجسيم؟"الجواب:" هذه مثلها مثل قولنا ( السماء فوق الأرض ) ولله المثل الأعلى ولا تجسيم.
وتفسير بعض العلماء "تجري بأعيننا" بأنها تجري على مرأى من عين الله ولا تشبيه تفسير صحيح والله أعلم،لأنهم أثبتوا الأصل ولم يحرفوه،ألا وهو وجود العينين حقيقة لله تبارك وتعالى ولا تشبيه... يتبع
</b></i>
الأثري
2011-05-27, 04:31 AM
وأما قولهم على صفة الاستواء بأن استوى تعني استولى فهو تفسير باطل أيضاً،واستدلوا ببيت من الشعر ألا وهو:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق
وبشر هو بشر بن مروان أحد الأمراء الأمويين،والصواب أن كلمة استوى في اللغة تعني: علا – ارتفع – صعد – استقر ،وتفسير هؤلاء:
أولاً : مخالف لإجماع السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ثانياً : مخالف لظاهر اللفظ في اللغة العربية،فاستوى إذا تعدت بعلى فهي تعني الاستقرار والعلو.
ثالثاً : إذا سلمنا جدلاً بأن استوى تعني استولى،فهذا يعني أن العرش كان مع غيره ثم استولى عليه بعد مصارعة وغلبة!وتلزم بأن الله أيضاً كما أنه استولى على العرش،فكذلك استولى على الجمل،وعلى الأرض ....
رابعاً :هل ثبت سند البيت الشعري وقد ثبتت أسانيد أقوال السلف رضوان الله عليهم؟ومن قائله؟وفي أي زمن وأي عصر وأي مصر؟ونحن نعلم بأن اللسان العربي يتغير بتغير المكان والزمان.
خامساً : لا يلزم استواءه على العرش أن يكون العرش يحمله،لأن الأرض والسماوات والكرسي والعرش قبضته جميعاً كما ثبتت النصوص.
ومن هنا نعلم بأن كلمة "استوى على" تعني علا واستقر وارتفع.
واستوى إلى :قال ابن جرير :"ارتفع إلى"وقال ابن كثير :"الاستواء هنا هو القصد الكامل لأن حرف إلى يفيد الغاية".
استوى الماء والخشب:يعني تساوى الماء والخشب.
استوى مجردة :تعني اكتمل،"ولما بلغ أشده واستوى أعطيناه حكماً وعلماً".
وقال بعضهم:"خلق الله السماوات ثم استوى يستلزم أن الله لم يكن عالياً قبلها"فالجواب: لا،بل يدل على أنه لم يكن مستوياً،فالاستواء أخص من العلو،وعلو الله أزلي قبل العرش وبعده.
وإن قيل:هل كان الله عالياً على العرش قبل خلق العرش؟الجواب:الله أعلم،وفي النهاية،هذه أشياء لم نرها ولم نعاينها،ومن العبث والحماقة أن نجلس ونحاول معرفتها ونشغل عقولنا فيها عن أشياء أهم وأهم وأهم!
صفة العلو ثابتة،حساً ومعنى،ولا نعلم كيفيتها،ومعنى حساً أي بذات الله دون تشبيه،ومعنى معنوية ،أي علو القهر والسيطرة ،وأدلتها أكثر من أن تحصر،ونكتفي بأن فرعون أمر هامان ببناء صرح ليطلع على الله جل في علاه،فإن قال البعض:"إن دعوى أن الله فوق ،تجسيد وتجسيم،قلنا:
أولاً : لا يجوز شرعاً إبطال النصوص بمثل هذا الكلام الفارغ.
ثانياً : لو كان ذكر العلو في القرآن لازماً للتجسيم،فهذا تكذيب صريح للقرآن،فلو سلمنا جدلاً بأن القرآن نصب هذا الفخ لنا،ألا وهو أنه ذكر العلو وهو لا يعني العلو كما فهمه السلف الصالح،فهذا أيضاً إثبات لتكذيب القرآن ،وكمثال على ذلك،اليهود لم يقتلوا المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى آمه الصلاة والسلام يقيناً،ولكنهم باءوا بإثم دمه لمجرد نية القتل،فهل ترضون هذا للوحي من أنزله ومن أنزل عليه ومن يتلوه آناء الليل وأطراف النهار!!
ثالثاً:إذا لم يكن فوق،فهو إما مساوِ أو تحت،وإن قالوا،هو ليس فوق ولا مساوِ ولا تحت،قلنا،فأي إله تعبدون! و كيف تفسرون النصوص الكثيرة بأنه فوق ،وأعلى ،وينزل إلى السماء الدنيا ،ويصعد إليه الكلم الطيب ،ونرفع أيدينا إليه في الدعاء،وأين دليلكم على أنه ليس فوق،ولا مساوِ ولا تحت!
رابعاً : قولهم:"من في السماء"ظاهرها أن السماء محيطة بالله أو أنها تحمله فهذا باطل،ويوضحه قوله تعالى:"قل سيروا في الأرض"فهي لا تعني أن نحفر خنادق ونمشي في باطن الأرض،ولا تعني بأن الأرض تحملنا بالضرورة،فمن يعيش في ناطحة سحاب،ومن يركب الطائرة والسيارة،لا تحمله الأرض ولا تحويه!
خامساً : احتجاجهم بالآية :"وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله"باطل أيضاً من وجهين،الأول: مثاله قولنا :"فلان أمير في حلب ودمشق" وربما كان يجلس في حمص،والثاني: الإله هو المعبود كما وضحنا في بداية الموضوع،يعني هو في السماء معبود،وفي الأرض معبود،فهل في هذا إشكال!
وهنا أحب أن أتناول قضية تتعلق بمبحث العلو ألا وهي مسألة وحدة الوجود،
وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هو الوجود الحق، ويعتبرونه – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – صورة هذا العالم المخلوق، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته.
وهو مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة في أن الله مستو على عرشه،بائن عن خلقه.
إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً، فقد كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيين القدماء، وهي كذلك في الهندوسية الهندية. وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاة من متصوفة المسلمين من أبرزهم: محي الدين بن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني. ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد برونو النصراني وسبينوزا اليهودي.
يقول ابن عربي : ( العارف من يرى الحق في كل شيء ، بل في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )في كتابه الفتوحات المكية ( 2 / 332 )
ويترتب على هذه العقيدة أمور في غاية الخطورة، وهي أنه لو كان الله والطبيعة شيئا واحدا حاشا لله ،فهذا يستلزم أحد أمرين لاثاني لهما:
إما أن يكون الله متبعضاً (جزء من الله هنا وجزء هناك)
أو أن يكون الله متعدداً (الله في الجبل,الله في العمارة ،الله في المكان كذا)حاشا لله
وسامحوني إذا قلت ان أصحاب هذه العقيدة لم يستثنوا الأماكن (ونستغفرالله)القذرة،حتى أن ابن سبعين كان يتمشى مع تلامذته فأبصر أحدهم كلباً ميتاً فسأل ذلك التلميذ شيخه ابن سبعين"هل الله عين هذا الكلب يا شيخنا"فبهت ابن سبعين،ويؤكد هذا المعنى قول ابن عربي الذي قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله(سيد القائلين بوحدة الوجود) يقول : ( ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات ، وأخبر بذلك عن نفسه ، وبصفات النقص وبصفات الذم ) فصوص الحكم بشرح القشاني ص 84 .
ثم إذا حل الفناء بالوجود "كل من عليها فان"فأين يذهب الله إذا كان متحدا مع الوجود؟؟؟!!!
ومن مستلزمات هذه العقيدة الشنيعة أنه إذا كان الله قد حل في الصنم الفلاني أو البقرة الفلانية أو الضريح الفلاني فلا ضير في عبادتها لأنها والله واحد حاشا لله .
يقول ابن عربي أيضا"إن الحق في كل معبود وجهاً يعرفه من عرفه ، ويجهله من جهله " فصوص الحكم بشرح القاشاني ص 67.
كما أن إيمان ابن عربي بوحدة الوجود يقوده إلى اعتقاد سقوط العبادة عنه ، لأنه وصل للرأي بأن العابد هو المعبود ، والشاكر هو المشكور ، يقول ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية ( 6/236 ):
الرب حق والعبد حق ...ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت ... أو قلت رب أنى يكلف
والسؤال :أين موطن هذه العقيدة بين الموحدين؟
الجواب :يقول أحد الشعراء:
الله ربي لا أريد سواه....هل في الوجود حقيقة إلاه
ولننظر إلى الشطر الثاني ،إذا كان الله حقيقة فماذا عن الأنبياء ،والجنة والنار و....الخ؟
إذا كانت وهما فهذا القول كفر والعياذ بالله.
وإذا قلنا أنها حقيقة مستمدة وجودها من الله وقعنا في مصيبة وحدة الوجود.
ويقول شاعر آخر:ألا كل شيء ماخلا الله باطل......وكل نعيم لا محالة زائل
للنظر إلى الشطر الأول ،إذا كان كل ماخلا الله باطل فماذا عن رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم؟والجنة والنار ويوم الحساب و و....الأمر واضح إن شاء الله
وأما عن علاقة الحلول بوحدة الوجود،فالحلول عام وخاص،وحاشا لله،من قال بأن الله حل في كل شيء،فهذا حلول عام،وهو عين وحدة الوجود،ومن قال بأن الله حل في شخص معين مثل علي رضي الله عنه وأرضاه فهذا حلول خاص وهو المقصود بكلمة حلول عندما تذكر مجردة في الغالب،وخلاصة قولنا،نحن أهل السنة والجماعة نعتقد بأن الله مستوٍ على عرشه،بائن عن خلقه،علواً واستواءاً يليق بمقام ربوبيته ولا نعلم كيفيته ولا تجسيم،و إثبات صفة العلو حساً ومعنى من كمال الله ،حتى في الجيش عندما يقال لجندي:"الأوامر تأتي من فوق" لا يستطيع تجاوزها لو أمره برمي نفسه إلى الموت فكيف بعلو الله سبحانه وتعالى!
وهنا إشكال عند الكثير من الناس يستحون من سؤال أحد عليه،ألا وهو أن من يعيش في القطب الشمالي يرفع يديه إلا فوق،و من يعيش في القطب الجنوبي أيضاً يرفع يديه إلى فوق،ونحن نعلم أن علو الله ثابت بالحس والمعنى،فما تأويل ذلك؟الجواب:أولاً:"والله بكل شيء محيط"لكن دون تكييف ولا تجسيم،وثانياً:في فصل الصيف،عندما تسأل الذي يعيش في القطب الشمالي :"أين موضع الشمس وقت الظهيرة حسب توقيتك؟"فسيقول لك:"إنها فوقي تماماً"يعني الشمس بالنسبة له علو حساً ومعنى،والقطب الجنوبي بالنسبة له دنو،وكذلك الأمر بالنسبة لمن يعيش في القطب الجنوبي،الشمس في وقت الظهيرة بالنسبة له علو،والقطب الجنوبي بالنسبة له دنو،ونعيد ونكرر ونقول،دون تشبيه للخالق بالمخلوقات،ولله المثل الأعلى وإنما للتوضيح.
وصفة الكلام أيضاً ،والله يتكلم بكلام حقيقي متى شاء ،بم شاء،كيف شاء،وبأي لغة شاء،بحرف وصوت لا يشبه كلام المخلوقين ولا أصواتهم،وقوله تعالى:"وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً"الصدق في الأخبار،والعدل في الأحكام.
قال المعتزلة:"الله يتكلم بحرف وصوت مسموع متعلق بمشيئته لكنه مخلوق".
قال الأشاعرة:"كلام الله ليس حرفاً ولا صوتاً ولا يتعلق بمشيئته بل هو من صفاته اللازمة كالحياة والعلم والذي يسمعه نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام أصوات يخلقها الله ،وحروف يخلقها الله أيضاًَ ليعبر بها عن نفسه وهذا يشمل حتى القرآن والتوراة والإنجيل على حد زعمهم،وقولهم فاسد،والسبب ببساطة هو أن الكلام يضاف لمن يقوله ابتداءاً لا نقلاً وإن كان رسولاً،فلا يقال لمن ينشد أبياتاً لأحمد شوقي بأنه صاحبها ومؤلفها إلا إذا أراد أن يغش الناس ويخدعهم ويكذب عليهم!
الدليل على أن الكلام باعتبار آحاده صفة فعلية طارئة،هي أن الله كلم موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن خلقه وهرب من فرعون،والدليل على أن الله يتكلم بحرف وصوت،هو قوله تبارك وتعالى:"وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً" ... يتبع
</b></i>
الأثري
2011-05-27, 04:31 AM
وهنا سؤال:هل في القرآن مجاز؟الجواب:في لغة العرب مجاز،وفي القرآن مجاز،لكن يستثنى منها صفات الله فهي ثابتة حقيقة ولا مدخل للمجاز إليها،ولا نعدل عن الصفة إلا بدليل صحيح،وهذا هو القول الراجح للعلماء.
وهنا شبهة يتداولها الرافضة هدانا الله وإياهم،ألا وهي أن القرآن الذي كان مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه ،كانت المعوذتان قد حذفتا منه بيد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه،وجوابها:أولاً:نحن لا نعتقد بعصمة أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عن كبائر الذنوب،وثانياً:إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه لم يسمع المعوذتين من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهذا أمر طبيعي ،فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا أكثر من مئة ألف،لكنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين رضوان الله عليهما فغلب عليه ظنه(وليس يقينه)أنهما رقية شرعية،فعمله لا يتعدى درجة الاجتهاد الخاطئ بدليل أنه لم يحذف شيئاً بدون مبرر ودليل ،وثالثاً:رغم معرفته بسماع الصحابة رضوان الله عليهم لهما من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلا أنه ولشدة ورعه حذفهما،لكنه كان يصلي وراء الصحابة رضوان الله عليهم وكانوا يقرأونها على مسمعه وبصره،ورابعاً:ما زلنا في عصرنا هذا نتداول جزء عم لوحده،يعني هذا حذف منه 29 جزء وليس سورة أو سورتين من قصار السور أو طوالها،فهل كلنا آثمون!!!
رؤية الله ثابتة بنصوص القرآن والسنة،وهناك فرق بين الرؤية والإدراك،فنحن نرى القمر ولا ندرك جباله ووديانه وتضاريسه،وكذلك فرب العزة جل شأنه لا تدركه الأبصار،وتأويل الرؤية بقوله صلى الله عليه وسلم:"إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر"هو تشبيه الرؤية بالرؤية وليس تشبيه المرئي بالمرئي.
صفة النزول لرب العزة جل شأنه ثابتة أيضاً كما صح حديث النزول :
عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له"
،وتأويله عند الاشاعرة وغيرهم بأنه نزول الرحمة أو الأمر أو المَلَكِ تفسير فاسد،فنزول هذه الأشياء لا يقتصر على الثلث الأخير من الليل أولاً،وثانياً:الأمر والرحمة والملك لا يقولون:"هل من داع أجيبه؟هل من سائل فأعطيه؟"كما أنهم لا ينزلون فقط إلى السماء الدنيا بل إلى الأرض مباشرة ،وهنا أيضاً إشكال لدى الكثير من الناس،ألا وهو أن نزول الله بدون تشبيه إلى السماء الدنيا،كيف نوفق بينه وبين اختلاف المواقيت؟الجواب:لنا أن نتخيل رائد فضاء ينزل في وقت معين في دمشق،وبعد ساعة سينزل في القاهرة ،ولله المثل الأعلى وليس ما ذكرناه إلى للتوضيح وإزالة الاشتباه من الأذهان،وبغض النظر عن هذا،فقدرة الله لا تقاس بقدرة المخلوقين،وهو قادر على كل شيء،وهو الذي خلق الزمان والمكان.
إذاً فنحن أهل السنة والجماعة،وسط بين المعطلة الجهمية الذين جحدوا الأسماء والصفات،وبين المجسمة الذين شبهوا الله بالمخلوقات،فنحن نثبت بلا تمثيل،وننزه بلا تعطيل.
و صفة الدهر لا تثبت لله،والحديث القدسي القائل :" قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار"صحيح ولا غبار عليه مطلقاً،لكن المقصود به ليس كما يتبادر للأذهان،فمقصود الله بقوله:"أنا الدهر"أي أنا المتصرف في الزمان والليل والنهار مثله مثل قول مدير شركة:"أنا الشركة والعلاقات العامة والمسؤلية بكاملها أتحملها"،والدليل الأول:قوله تعالى:"أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون" أي نحن الذين نقره في الأرض وننبته ونخرج ثماره ومنها تأكلون من باب الإخبار عن الله،والدليل الثاني:هو أن صفة الدهر ليست حسنى،والدليل الثالث:هو كلمة:"أقلِّب الليل والنهار"فالله يقلِّب الليل والنهار اللذان يمثلان الدهر والزمان ،أي هو الفاعل المتصرف،ولو كانت الدهر المتمثل بالليل والنهار صفة له لقال:"أتقلب"وحاشاه،وسبق أن قلنا بأننا نقبل التأويل بدليل،وأما التأويل بغير دليل فهو تحريف للكلم عن مواضعه وهو عمل اليهود.
وصفة النفس ثابتة لله جل شأنه،ودليلها "كتب ربكم على نفسه".
الواسع أيضاً اسم من أسماء الله تعالى:"إن الله واسع عليم" على الأرجح.
والنور لا ينسب لله إلى مضافاً "الله نور السماوات والأرض".
وقول الكثيرين من الناس :"عملنا يلي علينا ،والباقي على الله"قول خاطئ،لأن فيه إيجاباً لأشياء على الله ،وهو فعل المعتزلة كما سنرى،والصواب أن نقول:"عملنا يلي علينا،والباقي فضل من الله،أو ،نسأل الله من فضله".
كما يجوز إطلاق صفات الرحيم والكريم على العباد،لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صح الحديث عنه بقوله عن يوسف عليه الصلاة والسلام:"الكريم بن الكريم بن الكريم"بتجوز حتى بأل التعريف ولا حرج بإذن الله تعالى،والعلة في ذلك هو ان الصفة إذا أضيفت للعبد قيدت بحاله،وإذا أضيفت لله أطلقت بكماله.
والذات لم ترد في كتاب ولا سنة،ولكنها لتقريب المفاهيم،ولها في اللغة ثلاثة معاني الأول:الجهة،ومثالها"تقرضهم ذات الشمال"والثاني:صاحب،ومثالها:"فاظفر بذات الدين"والثالث:"النفس"وهذا مقصودنا وأثبتنا بأن النفس صفة ثابتة لله تبارك وتعالى.
وصفة القديم لم تثبت لله لا في كتاب ولا سنة بل هي من كلام الفلاسفة.
ونحن أهل السنة والجماعة في باب الأفعال وصفة القدر لله وسط بين طائفتين:الجبرية الذين قالوا بأن العبد مجبر بأفعاله لا سلطة له عليها لأنه مخلوق،والثانية هي القدرية،وهم الذين قالوا بأن في العالم خالقين،خالق أفعال الخير وهو الله،وخالق أفعال الشر وهو الإنسان والجن،والقدرية هم مجوس الأمة،لأن المجوس اعتقدوا وجود خالقين في العالم،الظلام خالق الشر،والنور خالق الخير.
وللتوضيح أكثر نود أن نذكر بأن الإرادة نوعان،كونية وشرعية:
كفر أبي جهل مراد بالإرادة الكونية وليس مراداً بالإرادة الشرعية.
إيمان أبي جهل مراد بالإرادة الشرعية وغير مراد بالإرادة الكونية.
كفر أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه غير مراد بالإرادة الكونية ولا الشرعية.
إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه مراد بالإرادتين الكونية والشرعية.
فالجبرية غلوا في الإرادة الكونية،والقدرية المعتزلة وغيرهم غلوا في الإرادة الشرعية،ونحن أهل السنة والجماعة نثبت الإرادتين،فالله تبارك وتعالى لا يحدث في خلقه أمر خارج عن إرادته وحاشاه،والإنس والجن لديهم الإرادة والقدرة،والله تبارك وتعالى هو الذي وضع فيهما الإرادة والقدرة،والفرق بين الإرادة والقدرة،هو أن الإنسان قد يريد السرقة ولا يقدر عليها ،وقد يقدر عليها،ولو شاء الله لصرف الإرادة والقدرة ،كلاهما أو إحداهما،ومصدر ضلال هؤلاء المساكين هو أنهم خلطوا بين المحبة والمشيئة بالنسبة لله تبارك وتعالى،فالله يشاء ما يحب وما لا يحب،ولا يحب ما يشاء بالضرورة ولا غبار على هذه المسألة أبداً.
ومعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه جل شأنه:"والشر ليس إليك"أي لا ننسبه إليك من باب التأدب وحسن الطاعة،ومثله نسبة نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام للضر والابتلاء إلى الشيطان.
والقضاء والقدر،يتطابقان في المعنى إذا افترقا وتجرد أحدهما عن الآخر،ويختلفان إذا اجتمعا،إذ يصبح معنى القدر ما قدره الله في الأزل عن خلق السماوات والأرض والبعث والنشور،والقضاء بمعنى ما قضاه الله في خلقه من إيجاد وإعدام وتغيير وتحويل...،ونستطيع أن نقول،القدر بمثابة الصفة اللازمة الذاتية،والقضاء بمثابة الصفة الفعلية الطارئة ،والله تبارك وتعالى أعلم.
كان الاسفراييني رحمه الله جالساً عند ابن عباد،ودخل عليه أحد المعتزلة القدرية،ونود أن نشير أن المعتزلة كانوا غالباً أذكياء،والله أعلم فيما إذا كانوا أزكياء أم لا.
قال المعتزلي:"سبحان من تنزه عن الفحشاء"يريد نفي أفعال الشر عن الله.
قال الاسفراييني:"سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء".
قال المعتزلي:"أيشاء ربنا أن يعصى؟"
قال الاسفراييني:"أيعصى ربنا قهراً؟!"
قال المعتزلي:"أرأيت إن قضى علي بالردى أو منعني الهدى،أ أحسن إلي أم أساء؟"
قال الاسفراييني:"إن كان قد منعك ما هو لك فقد أساء،وإن كان قد منعك ما هو له فذلك فضله يؤتيه من يشاء"... فبهت المعتزلي.
و في أحد الأيام في عصر بني العباس والله أعلم،جاء رجل على ظهر ناقة للصلاة في أحد المساجد،وربط الناقة إلى مكان قريب من المسجد،ولما فرغ من الصلاة وخرج من المسجد لم يعثر على ناقته فضج وحزن واغتم وذهب إلى إمام المسجد و حكى له القصة وطلب منه الدعاء،فرفع الإمام يديه إلى السماء – وكان يدين بعقيدة الاعتزال- وقال:"اللهم إنك لم ترد أن تضيع ناقة هذا الرجل فردها عليه برحمتك يا أرحم الراحمين"فبهت صاحب الناقة وقال للإمام:"لا أريد منك هذا الدعاء يا إمام"قال الإمام:"ولم؟!"قال الأعرابي:"يا إمام،لقد دعوت إلهاً أراد لناقتي ألا تضيع وضاعت،وأنا أخشى أن يريد أن ترد علي ناقتي وتعود إلي فلا تعود ولا ترد!"....الله أكبر ..وله الحمد من قبل ومن بعد.
وهنالك مسألة خاطئة عند الأشاعرة،هم يقولون على سبيل المثال:"خلقت النار وأصلها أنها لا تحرق،لكن الله يمدها بقوة الإحراق،بدليل أنها لم تحرق إبراهيم عليه الصلاة والسلام،وخلقت السكين والأصل فيها أنها لا تقطع "ووجه الخطأ لنبينه ينبغي علينا التمييز بين مفهومين،الإرادة المطلقة،ومطلق الإرادة،فالإرادة المطلقة بيد الله وحده لا شريك له،ومطلق الإرادة هو أصل الإرادة وجذوتها ومبدأها،وهو موجود في كل شيء،الإحراق في النار،وإرواء الظمأ في الماء،والذي وضع مطلق الإرادة في الأشياء هو الخالق تبارك وتعالى،فنحن لا نعطي الأشياء الإرادة المطلقة،ولا ننفي عنها مطلق الإرادة.
الشفاعة عند الله ثابتة ،وشروطها:إذن الله تبارك وتعالى – رضاه عن الشافع – رضاه عن المشفوع له،وكنا بفضل الله تبارك وتعالى ميزنا بين التوسل والتبرك والشفاعة لكثرة خلط الناس بين هذه المفاهيم،ومن أراد التفصيل فليتفضل إلى هذا الرابط:
http://www.a7babfealah.com/vb/showth...=5585#post5585 (http://www.a7babfealah.com/vb/showthread.php?p=5585#post5585)
كرامات الأولياء ثابتة في القرآن والسنة وسلف الأمة وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم أجمعين،سابقاً ولاحقاً،ولها مدلولات:
1 – كمال قدرة الله تبارك وتعالى.
2 – تكذيب من يقول بأن الطبيعة تفعل فتغيرها وتحدث أمراً خارقاً،وتغير العادة وخرقها دليل على تدبير الله وخلقه.
3 – آية للنبي المتبوع من قبل الولي صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً.
4 – تثبيت من الله لذلك الولي،وبناءاً على ذلك فقلة الكرامات في الأولين وكثرتها في اللاحقين ليس من قبيل التفضيل،فالمؤمن القوي قلباً وقالباً لا يحتاج إلى كرامة تقويه على أعداء الدين .
وينبغي علينا التمييز بين كرامة الولي وشعوذة الساحر،فالسحر من أفعال الشياطين،فأول شرط للساحر أن يكفر،يواظب على الأعمال والأقوال المناقضة للتوحيد والطاعات ،وكلما ازداد في كفره ازداد الشيطان في اتباعه وإجراء الخوارق التي يقدر عليها،ومن الأمور التي يقدر الشيطان أولياءه عليها هي الطيران في الهواء،والمشي على الماء،و ضرب الجسد بأسياخ ،والمشي على الجمر وابتلاعه،وتفسير الطيران في الهواء والمشي على الماء هو حمل الشيطان للساحر أو مريديه وأتباعه،وتفسير ضربه لجسده بسيخ يدخل في طرف ويخرج في الآخر ،هو أن الشيطان يلبسه ويمسكه،فيدخل السيخ في الشيطان ويخرج من الشيطان،وكذلك يلبسه فلا يحرقه الجمر الملتهب،و لمعرفة هؤلاء من هؤلاء لدينا عدة مقاييس: ... يتبع
</B></I>
الأثري
2011-05-27, 04:33 AM
- أولياء الرحمن لا يقولون للناس :"تعالوا وشاهدوا كراماتنا نحن أولياء الله" بل هم حريصون على الإخلاص حتى لا يضيع ثواب أعمالهم عند الله تبارك وتعالى،وأولياء الشيطان يتفاخرون بذلك وعوام الناس وسذاجهم ودراويشهم يصدقون ويفرحون عند مشاهدة هذه الأمور.
2 - قال الشافعي رحمه الله : "ليس الولي من يطير في الهواء،ولا من يمشي على الماء،وإذا رأيتم ذلك فلا تصدقوا حتى تروا اتباعه لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام"وأولياء الشيطان من أرباب الطرق الصوفية وغيرهم من أبعد الناس عن منهج القرآن وصحيح السنة بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين،والتصوف كما عرفه شيخنا الألباني رحمه الله :"طريق أوله الابتداع وآخره الزندقة" .
3 - غالباً ما يكشف أولياء الرحمن أولياء الشيطان ويفضحونهم،وأنا شخصياً أعرف أناساً يكتفون برفع الأذان بجانب شخص يضرب نفسه بالسيخ،فيندلق الدم من أحشائه بمجرد ضرب نفسه أمام جميع المشاهدين.
ونود أن نشير بأن النوع السابق من السحر واحد من ثلاثة أنواع،الأول:سحر مجازي:ومثاله ألعاب الخفة مثل المشي على ألواح زجاجية على سطح الماء ليظهر الساحر أمام المشاهدين بمظهر الذي يمشي على الماء.
والثاني:السحر التخييلي:ومثاله ما فعله السحرة في تحديهم لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام،حيث استرهبوا الناس وخيلوا إليهم أن العصي والحبال أفاعٍِ تسعى.
والثالث هو السحر الحقيقي المقصود بكلامنا في البداية،وهو تعاقد بين الساحر والشيطان،على أن يكفر الساحر ويتسخر له الشيطان،وكلما زاد الساحر من أعمال الكفر زاد الشيطان تبعية وتسخراً له،لكن الأمر ينقلب على الساحر،فيأتيه الشيطان ليوقظه من نومه وإرغامه على أن يلبسه الشيطان ويأكل جيفة كلب أو ميتة بفمه ،ومن الشياطين من يستفعل بالساحر (ونستغفر الله)كما اعترف الكثير من السحرة التائبين.
وهنالك ثمة تساؤل عند الكثيرين من الناس،كيف سحر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الملتزمين والداعين والذاكرين والمخلصين طالما أن التحصن بالالتزام والدعاء والذكر يكفي بعون الله لدفع السحر وكيد السحرة والشياطين؟الجواب:السحر الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر لا على عقله،ولا على قلبه،ولا على الوحي،وإنما كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله،يأتي أهله ولا يأتيهم،وهذا السحر ليس إلا عارضاً من العوارض،ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا مثله،يعتريه ما يعترينا من الألم،والجوع،والعطش،والمرض،والبلاء،والشتائم،والسحر ابتلاء من الابتلاءات كان يجب على معلمنا أن يعاينه لنتعلم منه كيف نلجأ إلى الله ونتضرع إليه لكشفه وذهاب الضر عنا،ومن ناحية أخرى،الدعاء والذكر والمعوذات أسباب شرعها الله لنا مثلها مثل الأدوية للأمراض البدنية،وقد يخطئ الدواء في دفع الداء،لندرك أن دفع الداء ليس من الدواء،وإنما هو من رب الأرض والسماء.
ونحن أهل السنة والجماعة نتبع القرآن وصحيح السنة بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم قولاً وفعلاً واعتقاداً بغير ابتداع،والبدعة هي من استحدث من أمر الدين وليس من الدين في شيء،وهنالك عدة تساؤلات عند الناس حول هذه القضية:
1 - يقولون ويرددون ويعيدون:"إذا كان كل فعل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة وضلالة فيلزمنا إغلاق المشافي وتحطيم الكومبيوترات وإحراق السيارات والطائرات والسفر على الجمال والبغال والحمير"والرد كما تعودنا،الإبداع في أمور الدنيا مباح ويؤجر المرء عليه ما لم يقم دليل على تحريمه،والإبتداع في دين تم واكتمل أمر مذموم واتهام لمبلغه محمد صلى الله عليه وسلم بالتقصير في التبليغ وإخفاء حقائق عنا وحاشاه،ومن هنا وضع ابن تيمية رحمه الله تعالى القاعدة المعروفة:"الأصل في العبادات والتوقيف والمنع إلا بدليل شرعي صحيح،والأصل في العادات الإباحة مالم تحرم بدليل شرعي(الخمر من أمور الدنيا وقام الدليل على تحريمه،والآيس كريم مالم تؤذي الأسنان والمعدة فهي مباحة وإن لم تكن قد وجدت في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم)".
2 - يقولون:"لقد صلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه التراويح وقال عنها لما اجتمع الناس لها(نعمت البدعة هذه) فعمر رضي الله عنه وأرضاه هو أول من فتح لنا باب البدعة الحسنة"ولقد صح الأثر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو قوله:"كل بدعة ضلالة،وإن رآها الناس حسنة"الجواب:صح في صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى التراويح ثلاثة أيام متتاليات ثم أمسك عنها خشية أن ينزل الأمر بوجوبها،وما فعل عن أمره شيئاً بل هو وحي يوحى،والإشكال عند القوم في قول عمر رضي الله عنه وأرضاه "نعمت البدعة هذه"والتوضيح:أولاً:صح الأثر عن عمر رضي الله عنه وأرضاه بأنه لما قبل الحجر الأسود قال:"إنني لأعلم بأنك حجر لا تضر ولا تنفع،ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك"فهل يعقل لمن يفعل هذا أن يحدث شيئاً في الدين ليس من الدين!
ثانياً: من البديهي في لغة العرب أن تأتي الكلمة بلفظها،ويختلف المعنى بالسياق،ومقصود عمر رضي الله عنه وأرضاه بقوله عن التراويح بأنها بدعة،هي أنها كانت مهجورة لفترة،ثم دخلت كشيء جديد،ولكل جديد بهجة،فهي بدعة إضافة لها أصل تركت ثم عادت وليست بدعة شرعية،مثلها بدون تشبيه،رجل رمى قميصه لفترة سنوات في الخزانة ولم يلبسه سوى ثلاثة أيام،وبعد سنوات رآه في الخزانة غسله ثم كواه وعطره ولبسه ،أرجو أن يزول أي اشتباه في الأذهان بارك الله فيكم.
ثالثاً: يقولون:"عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه أول من سنّ الأذان الثاني ليوم الجمعة الذي يلي الأذان الشرعي الأول،والجواب:لقد فعل عثمان رضي الله عنه وأرضاه ،ووافقه جمهور الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على ذلك وهو معذور من وجوه،الأول:اتسعت رقعة الفتوحات في عهده ،فالأذان الأول للإعلام بدخول وقت الصلاة،لكن الكثير من الناس لا يسمعون الأذان الأول لبعد بيوتهم عن المسجد وعدم وجود مكبرات الصوت ولا الإذاعات ولا التلفاز،لكنهم يعرفون وقت دخول الصلاة بطريق الشمس أو الظل أو غيرها دون سماع الأذان فيأتون المسجد للصلاة فوراً،واحتاج عثمان رضي الله عنه وأرضاه لأمر آخر يجمع الناس على وقت الجمعة يعرفهم مكان المسجد بالضبط،فلم يلجأ إلى ناقوس ولا جرس ولا غير هذا لأنها من موروثات اليهود والنصارى،وإنما لجأ إلى الأذان،فالعلة موجودة،ولولاها،وقبلها،لم يكن هنالك سوى أذان واحد.
ثانياً: البدعة ما وجد على غير مثال سابق ولا أصل صحيح،لكن عثمان رضي الله عنه وأرضاه اعتمد على أصل صحيح،ألا وهو أذان بلال رضي الله عنه وأرضاه قبل الفجر أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر علته وقال صلى الله عليه وسلم:"ليوقظ نائمكم،ويرجع قائمكم"فأذان الجمعة مرتبط بعلة،وبأصل صحيح،وبالتالي فهو ليس بأمر محدث ولا بدعة،أما في عصرنا الحالي،وبعد انتشار مكبرات الصوت والإذاعات و الوسائل الحديثة فلا عذر لأحد في الاستمرار في هذه البدعة،والعجيب في هؤلاء أنهم يؤذنون للجمعة أذانان وللفجر أذان واحد،وبلال رضي الله عنه وأرضاه كان يؤذن للفجر أذانان وللجمعة أذان واحد!
3 –صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:"من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجره وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً،ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً"قالوا:"فسن السنن وإحداثها أمر محمود ،ومنها الحسن ومنها السيء،ونستطيع بالعقل والمنطق تمييز الجيد من الرديء منها،والجواب:مثال سن السنة الحسنة هو فعل عمر رضي الله عنه وأرضاه في مسألة صلاة التراويح،ومثال السنة السيئة هو أي أمر محدث في الدين ولا وجود لأصل له في الدين،فإن قيل:"يستطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول (بدعة)بدل قوله (سنة سيئة)"قلنا:"نعم،ويستطيع رب العزة جل شأنه بدل أن يقول(جزاء سيئة سيئة مثلها)يقولhttp://www.a7babfealah.com/vb/images/smilies/frown.gif جزاء إساءة رد عليها بالمثل)والسيئة الأولى مذمومة،والسيئة الثانية حق شرعه الله للعبد وهي ليست مذمومة،لكن الأفضل منها أن يعفو ويصفح وأجره وثوابه على الله تبارك وتعالى.
وأضرار البدعة هي أنها:
1 – تستلزم القدح في الشريعة واتهامها بالنقص.
2 – تستلزم تكذيب القرآن:"اليوم أكملت لكم دينكم".
3 – تستلزم الانشغال عن السنن الصحيحة ونسيانها بل وانتزاعها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
4 – تستلزم تفرقة الأمة كما رأينا،بل والقتل والإرهاب والدماء والفتن،فأهل البدع يلقبون أهل السنة بألقاب ازدراء لهم مثل المتشددين،والرجعيين،والوهابية،و الجامية ،والمجسمة،وفي كثير من الأحوال يتهمونهم بالعمالة للاستعمار والصهيونية والسعي لتخريب الدين وهدمه من الداخل،بل وحتى أهل البدع يتناحرون بين بعضهم البعض،فأهل الطريقة الفلانية يكفرون شيخ الطريقة فلان،والخوارج لما ظهروا وقالوا بكفر فاعل الكبيرة مثل الزنا والسرقة وخلوده في النار جاء بعدهم المرجئة وقالوا:"لا يضر ذنب مع إيمان كما لا يضر عمل صالح مع كفر،وإيمان أفسق الناس كإيمان جبريل وميكائيل عليهما الصلاة والسلام،والقدرية لما ظهروا وقالوا بأن للعالم خالقان:خالق أفعال الخير وهو الله ،وخالق أفعال الشر هم الجن والإنس،جاء الجبرية وقالوا:"إن العبد مجبر بأفعال الخير ودخول الجنة،وأفعال الشر ودخول النار"والجهمية لما رأوا المجسمة يمثلون صفات الخالق بالمخلوق أنكروا الأسماء والصفات،ثم جاء المعتزلة وأثبتوا الأسماء وأنكروا الصفات،ثم جاء الأشاعرة وأثبتوا الأسماء مع بعض الصفات ونفوا باقي الصفات،والناصبة لما حاربوا الحسين رضي الله عنه وأرضاه مع أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين،ظهر الرافضة وغلوا في أهل البيت رضوان الله عليهم حتى وصلوا إلى عبادتهم من دون الله تبارك وتعالى ...
واتباعنا لهديه دون تقليد أعمى يخالف ما صح منه بما فيه التقليد الأعمى للمذاهب الأربعة،وكنت قد قدمت بفضل الله تبارك وتعالى موضوعاً عن مسألة التقليد المذهبي وما له وما عليه،ومن أراد التفاصيل فليتفضل على هذا الرابط:
http://www.a7babfealah.com/vb/showth...=5583#post5583 (http://www.a7babfealah.com/vb/showthread.php?p=5583#post5583)
وهنا سؤال مهم:هل كل قول أو فعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة؟
الجواب:آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربعة أقسام:
1 - ما فعله على سبيل التعبد الموحى به إليه من صلاة وصيام وزكاة وحج ونحوه نتبعه.
3 – ما حصل اتفاقاً،مثل مروره على قبيلة معينة،وشربه من الغدير الفلاني وهذا ليس مشروعاً لنا.
4 – ما فعله بمقتضى العادة من أكل وشرب ولباس،نتأسى بجنسه لا بنوعه مع تجنبنا ما يخالف الشرع في حياتنا اليومية،ونوضح أكثر،اللحوم جنس،ولحم الطير نوع،ولحم الخنزير محرم،واللباس جنس،والبنطالات نوع،والحرير وما نزل تحت الكاحل محرم وهو ما يُعرف بالإسبال،والإسبال محرم لأنه من فوق إلى تحت،والجراب والنعل مباح لأنه من تحت إلى فوق،والعلة والله أعلم في تحريم الإسبال هي أن نهاية الثوب قد تتلطخ بقاذورات الطرقات،فيدخل المرء بها ليصلي في مسجد أو يجلس في بيته أو بيت قريب أو صديق فتنتقل القاذورات،ومن ثم فإن العادات من طعام وشراب ونوم قد تتحول إلى عبادات بإخلاص النية وإصلاحها،فعلى سبيل المثال لو نوى المرء أن يأكل ليتقوى على طاعة الله والعمل الصالح فهو مأجور بإذن الله تعالى،وموافقة عادة القوم من الهدي بناءاً على هذا الكلام،فلا نحمل العصا كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولا نلبس لباس شهرة يسيء إلى شخصية المسلم،وإنما نمتثل الأوامر ونجتنب النواهي بما يتوافق مع الزمان والمكان،والله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
4 – ما فعله فطرة وجبلة مثل النسيان والنعاس والعطاس والنوم،فالنوم ربما تحول إلى عبادة لو صححنا النية وقلنا في قلوبنا:"ننام لنستيقظ لصلاة الفجر ونصليها بخشوع وتركيز"ونؤجر عليه بإذن الله تبارك وتعالى،والعطاس والنسيان ليسا بعبادة ... يتبع
</B></I>
الأثري
2011-05-27, 04:35 AM
فائدة حول الآية الكريمة " وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ"
هنالك ثمة فرق بين الدعوة إلى الله،وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فالدعوة إلى الله متعينة على كل مسلم ومسلمة حسب استطاعة كل منهما،وهي كلمة طيبة وموعظة حسنة دون إلزام بالأمر أو النهي الذي علمناه من الوحيين المطهرين،أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو إلزام للفرد،وهو على أولياء الأمور من الحكام و شرطتهم وهيئاتهم ومحاكمهم،وهو للأب على ابنته،والزوج على زوجته،لأن لهذان حق الوصاية شرعاً وقانوناً.
أما إنكار المنكر بصورة عامة،فهو على كل مسلم ومسلمة حسب استطاعتهما وله شروط:
1 – أن يكون عالماً بحال المأمور وفعله ،وأن هذا معروف و أن ذلك منكر.
2 – التأكد من أن هذا الشخص قد ترك المعروف أو ركب المنكر.
3 – أن يكون عالماً بحكم الشرع فيه للآمر والمأمور.
4 – أن يكون فاعلاً لذلك المعروف منتهياً عن ذلك المنكر
لا تنه عن خلق وتأتِ بمثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
لكن اختلف العلماء فيما إذا كان ذلك واجباً عليه أو لا،والجمهور على وجوبه حتى ولو لم يفعل ما يأمر به،أو يترك ما ينهى عنه،لعلة والله أعلم،أنه سيمتثل الأمر ويجد الدافع إليه،ويترك المنكر ويجد الدافع المبعد عنه ولو لاحقاً.
5 – ألا يلحقه ضرر،وإن صبر فله الأجر،وإن لحقه ضرر سقط الوجوب عنه بالأمر بذلك المعروف أو النهي عن ذلك المنكر.
6 – يترتب على إنكار المنكر واحد من أربعة أمور:
أولاً : أن يتغير المنكر إلى معروف،وهذا واجب.
ثانياً: أن يتغير إلى منكر أخف منه ضرراً،وهذا واجب أيضاً.
ثالثاً :أن يتغير منكر مثله،وهذه يجب النظر فيها والترجيح ما أمكن.
رابعاً : أن يتغير إلى منكر أشد منه ضرراً،وهنا يحرم شرعاً إنكار هذا المنكر،ومثاله ما حدث مع ابن تيمية رحمه الله عندما كان يمشي مع ابن القيم رحمه الله،ورأوا جماعة من المغول يشربون الخمور،فقال ابن القيم:"هلم يا شيخنا نريق عليهم الخمر وننكر هذا المنكر" فقال ابن تيمية:"دعهم فإنهم إن تركوا الخمر مضوا إلى العباد فسفكوا دماءهم ونهبوا أموالهم".
قال شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله :"الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله"
قال الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه:
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ
وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ
وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ اسماءُ
وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ
وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ مِن ذَوي نَسَبٍ فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ وَعَلياءُ
فَفُز بِعِلمٍ وَلا تَطلُب بِهِ بَدَلاً فَالناسُ مَوتى وَأهُلُ العِلمِ أَحياءُ
وقال:
لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالاً عَلى النَسَب
فَقَد رَفَعَ الاِسلامُ سلمانَ فارِسٍ وَقَد وَضَع الشركُ الشَريفَ أَبا لَهَب
وقال:
فارِق تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ وَاِنصَبَ فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ
فَالأُسدُ لَولا فِراقُ الغابِ ما اِقتَنَصَت وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم تُصِبِ
وقال لكميل وهو يعظه:" إن هذه القلوب أوعيةً, فخيرُها أوعاها, فاحفَظْ عنّي ما أقول:الناس ثلاثة: فعالِمٌ ربّاني, و متعلّم على سبيل نجاة, وهمجٌ رَعاع أتباعُ كل ناعق, يميلون مع كلّ ريح ,لم يستضيئوا بنور العلم, ولم يلجأوا إلى ركن وثيق فيَنجوا !... العلم خيرٌ من المال, العلم يحرسك و أنت تحرس المال, المال تنقصه النفقة, و العلم يزكو على الإنفاق, وصنيع المال يزول بزواله ومعرفة العلم دِين يُدان به. به يكسب الإنسانُ الطاعةَ في حياته, وجميلً الأحدوثة بعد وفاته. والعلم حاكم, والمال محكوم عليه هَلَك خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقيَ الدهر!.. أعيانُهم مفقودة, و أمثالهم في القلوب موجودة".
وما كان من سداد وصواب وتوفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له،وما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان،والله ورسوله صلى الله عليه وسلم منه براء.
وجزاكم الله خيراً على متابعتكم الطيب وبارك الله في أوقاتكم وأعمالكم وأعماركم
وصلى الله على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً.
سبحانك اللهم وبحمدك،أشهد ألا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك.
</b></i>
أبو جاسم
2011-05-27, 05:13 AM
جزاكم الله خيراً أخي الأثري و أهلاً بك في الملتقى الطيب
هل أنت كاتب الموضوع ؟؟؟
إن كان الجواب نعم فعندي سؤال لو سمحت .
الأثري
2011-05-27, 06:11 AM
نعم أنا كتبته مما قرأت وسمعت وشاهدت
وتحت أمرك يا عمي أبو جاسم الورد
أبو جاسم
2011-05-27, 06:18 AM
نعم أنا كتبته مما قرأت وسمعت وشاهدت
وتحت أمرك يا عمي أبو جاسم الورد
أحسن الله إليكم أخي الكريم و إن شاء الله تفيد و تستفيد بوجودك معنا في هذا الملتقى الطيب
أنت تقول (( ورجائي الوحيد لأخوتي وأخواتي كلما رأوا تكفيرياً أن يسألوه على سبيل المثال:"هل تحفظ مناسك الحج أو العمرة؟"أو اسألوه:"عدد واجبات الصلاة أو سننها "ولا نريد إحراجهم بالأسئلة ولكننا نريد عملاً مثمراً يعود على أمتنا بالنفع وأن نشغل أوقاتنا بطاعة الله (http://www.albshara.com/showthread.php?t=29794)ورسوله صلى الله (http://www.albshara.com/showthread.php?t=29794)عليه وسلم على ضوء فهم سلفنا الصالح رضوان الله (http://www.albshara.com/showthread.php?t=29794)عليهم،نكمل أقوال أهل التفسير في الآية المذكورة ))
سؤالي أخي الكريم
من هم التكفيريون ؟؟؟ و كيف نستدل عليهم ؟؟؟ و ما هي سمتهم ؟؟؟
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir