abcdef_475
2008-05-24, 08:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم ، وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .
أدعي النصاري أن الله الإسلام يين الأنبياء ....
حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن يحيى بن سعيد , عن سعيد بن المسيب أنه قال ثني ابن العاص , أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب , إلا ما كان من يحيى بن زكريا " , قال : ثم دلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الأرض , فأخذ عويدا صغيرا , ثم قال : " وذلك أنه لم يكن له ما للرجال إلا مثل هذا العود , وبذلك سماه الله سيدا وحصورا " {1}
الرد :-
يقول الله تعالي
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38) فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) {2}
هذه هي البشارة بمولد يحيى عليه السلام و صفاته الكريمة ممدوحا من الله عز وجل ، ولا شك أن أمر كهذا لا يليق بنبي من أنبياء الله .
فهم عليهم صلاة الله وسلامه مُنزهون عن تلك العيبة والنقصية .
علاوة علي ذلك إن تأويل كلمة " حصوراً " بهذا المعني لا يستقيم مع سياق الآيات
فكيف يمتدحه الله عز وجل ثم يقول بعدها انه بهذه الحالة .
يقول الإمام الرازي في تفسيره :
وأما المفسرون:
فلهم قولان أحدهما: أنه كان عاجزا عن إتيان النساء، ثم منهم من قال كان ذلك لصغر الآلة، ومنهم من قال: كان ذلك لتعذر الإنزال، ومنهم من قال: كان ذلك لعدم القدرة،
فعلى هذا الحصور فعول بمعنى مفعول، كأنه قال محصور عنهن، أي محبوس، ومثله ركوب بمعنى مركوب وحلوب بمعنى محلوب، وهذا القول عندنا فاسد لأن هذا من صفات النقصان وذكر صفة النقصان في معرض المدح لا يجوز، ولأن على هذا التقدير لا يستحق به ثوابا ولا تعظيما.
والقول الثاني: وهو اختيار المحققين أنه الذي لا يأتي النساء لا للعجز بل للعفة والزهد، وذلك لأن الحصور هو الذي يكثر منه حصر النفس ومنعها كالأكول الذي يكثر منه الأكل وكذا الشروب، والظلوم، والغشوم، والمنع إنما يحصل أن لو كان المقتضي قائما، فلولا أن القدرة والداعية كانتا موجودتين، وإلا لما كان حاصرا لنفسه فضلا عن أن يكون حصورا، لأن الحاجة إلى تكثير الحصر والدفع إنما تحصل عند قوة الرغبة والداعية والقدرة، وعلى هذا الحصور بمعنى الحاصر فعول بمعنى فاعل. {3}
قال القاضي عياض :
اعلم أن ثناء الله تعالى على يحيى أنه كان { حَصُورًا } ليس كما قاله بعضهم : إنه كان هيوبا ، أو لا ذكر له ، بل قد أنكر هذا حُذَّاقُ المفسرين ونقاد العلماء ، وقالوا : هذه نقيصة وعيب ولا تليق بالأنبياء ، عليهم السلام ، وإنما معناه : أنه معصوم من الذنوب ، أي لا يأتيها كأنه حصر عنها ، وقيل : مانعا نفسه من الشهوات. وقيل : ليست له شهوة في النساء. {4}
وذلك الحديث المذكور لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقد قال عنه الامام بن كثير في تفسيره " غريب جدا " وقال ايضا " وفي صحة المرفوع نظر " . {5}
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
_________________________
1)تفسير الطبري ج 6 ص 376 - تفسير بن ابي حاتم ج 2 ص 643
2)من سورة آل عمران
3)مفاتيح الغيب ج 4 ص 32 ، 33
4) ، 5) تفسير بن كثير ج 2 ص 37 .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم ، وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .
أدعي النصاري أن الله الإسلام يين الأنبياء ....
حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن يحيى بن سعيد , عن سعيد بن المسيب أنه قال ثني ابن العاص , أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب , إلا ما كان من يحيى بن زكريا " , قال : ثم دلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الأرض , فأخذ عويدا صغيرا , ثم قال : " وذلك أنه لم يكن له ما للرجال إلا مثل هذا العود , وبذلك سماه الله سيدا وحصورا " {1}
الرد :-
يقول الله تعالي
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38) فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) {2}
هذه هي البشارة بمولد يحيى عليه السلام و صفاته الكريمة ممدوحا من الله عز وجل ، ولا شك أن أمر كهذا لا يليق بنبي من أنبياء الله .
فهم عليهم صلاة الله وسلامه مُنزهون عن تلك العيبة والنقصية .
علاوة علي ذلك إن تأويل كلمة " حصوراً " بهذا المعني لا يستقيم مع سياق الآيات
فكيف يمتدحه الله عز وجل ثم يقول بعدها انه بهذه الحالة .
يقول الإمام الرازي في تفسيره :
وأما المفسرون:
فلهم قولان أحدهما: أنه كان عاجزا عن إتيان النساء، ثم منهم من قال كان ذلك لصغر الآلة، ومنهم من قال: كان ذلك لتعذر الإنزال، ومنهم من قال: كان ذلك لعدم القدرة،
فعلى هذا الحصور فعول بمعنى مفعول، كأنه قال محصور عنهن، أي محبوس، ومثله ركوب بمعنى مركوب وحلوب بمعنى محلوب، وهذا القول عندنا فاسد لأن هذا من صفات النقصان وذكر صفة النقصان في معرض المدح لا يجوز، ولأن على هذا التقدير لا يستحق به ثوابا ولا تعظيما.
والقول الثاني: وهو اختيار المحققين أنه الذي لا يأتي النساء لا للعجز بل للعفة والزهد، وذلك لأن الحصور هو الذي يكثر منه حصر النفس ومنعها كالأكول الذي يكثر منه الأكل وكذا الشروب، والظلوم، والغشوم، والمنع إنما يحصل أن لو كان المقتضي قائما، فلولا أن القدرة والداعية كانتا موجودتين، وإلا لما كان حاصرا لنفسه فضلا عن أن يكون حصورا، لأن الحاجة إلى تكثير الحصر والدفع إنما تحصل عند قوة الرغبة والداعية والقدرة، وعلى هذا الحصور بمعنى الحاصر فعول بمعنى فاعل. {3}
قال القاضي عياض :
اعلم أن ثناء الله تعالى على يحيى أنه كان { حَصُورًا } ليس كما قاله بعضهم : إنه كان هيوبا ، أو لا ذكر له ، بل قد أنكر هذا حُذَّاقُ المفسرين ونقاد العلماء ، وقالوا : هذه نقيصة وعيب ولا تليق بالأنبياء ، عليهم السلام ، وإنما معناه : أنه معصوم من الذنوب ، أي لا يأتيها كأنه حصر عنها ، وقيل : مانعا نفسه من الشهوات. وقيل : ليست له شهوة في النساء. {4}
وذلك الحديث المذكور لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقد قال عنه الامام بن كثير في تفسيره " غريب جدا " وقال ايضا " وفي صحة المرفوع نظر " . {5}
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
_________________________
1)تفسير الطبري ج 6 ص 376 - تفسير بن ابي حاتم ج 2 ص 643
2)من سورة آل عمران
3)مفاتيح الغيب ج 4 ص 32 ، 33
4) ، 5) تفسير بن كثير ج 2 ص 37 .