الهزبر
2008-05-27, 02:55 PM
السلام عليكم.
يقول احد الزملاء على لسان تلميذ.
أنا يا سيّدي جئت فإقدام وإدبار=تركت الحيّ والبيت ولي بالبيت أسرار
ولي بالحيّ مملكة وأعداء وأنصار=وديوان وحرّاس وأملاك وأنهار
ودكّان يراودني به حلوى ومزمار=وأعمدة أطاولها وأسلاك وأزرار
ولي بالبيت مزرعة بها عشب وأزهار=وواد يعبر البيت وغابات وأشجار
وخرفان ألاعبها وأغنام وأقمار=فهل بالفصل كجّات وهل بالفصــل أطيــار
أنا لا أعرف النّحو فما المفعول والخبر=وما الماضي وما الأمر وما الأخلاق والسّير
وما الكون وما الأرض وما الماء وما المطر=وما الميم وما الحاء وما الرّبع وما العشر
ولا أدري لماذا الغيم كمثل الماء ينهمر=ولا الشمس لم تجري وأين يختفي القمر
ولا أدري إلى الآن لماذا القلب ينفطر=لماذا عود كبريت إذا ما حكّ ينفجر
لماذا النّار إذا شبّت فلا تبقى ولا تذر=لماذا الثلج أو كيف ظــلام اللّيـل ينتشــــر
أنا يا سيّدي لست بتلميذ كما تحسب=
أنا طفل، أنا طفل فلا تستأ ولا تعتب
أنا غصن، أنا برعم ، وبالإمكان أن أخصب=
إذا ما الطقس واءمني ولم أرهق ولم أتعب
ولم أنتف ولم أقلع ولم أرتجّ أو أجذب=
إذا ما ماؤك عذب لكانت ثمرتي أعذب
وإن أودعتني الحضن وجدت الصدر لي أرحب=
فلا تغد كما الرّيح ولا تعصف ولا تغضب
الا أنظر حجم أصباعي، أترضى هذه تضرب=
كفــاها أنّهــا تمســك، كفاها أنّهـا تكتب
أنا ما قيل لي عنك سوى معزوفة الضّرب=
فهل أنت كما قال كثير النّاس والصّحب
عبوس ، غاضب دوما عنيف قاسي القلب=
وإنّ عصاك إذ تهوي هوت كالسّيف في الحرب
وويح الطّفل مجذوبا من الأذن من الثوب=
فيخفق قلبه دوما بذنب أو بلا ذنب
ويشهد دون معرفة، يداوي الكذب بالكذب=
وإنّي لا أرى منك سوى الوجه أو الثوب
أخلف الثوب إنسان رسول العلم والحبّ=
نبيّا كـدت أن تغدو كمـا جـاء فـي الكتـــب
رد المعلم.
أنا فلتدر يا ولدي... أنا بشر وإنسان=ولي شوق ولي ذوق وأفراح وأحزان
وإحساس يميّزني ولي عقل ووجدان=ولي فكر ولي رأي ومعتقد وإيمان
ولي طفل أداعبه ولي صحب وخلاّن=عصاي قصّة تروى أباطيل وبهتان
أنا حبّ ، أنا عطف ، أنا قلب وأجفان=أنا سلم ، أنا حلم ، أنا علم وعرفان
أنا بذل بلا منّ، أنا صدر وأحضان=فخلـف الثـوب يا ولدي كما فكـــرت ...إنسـان
أنا فلتدري يا ولدي قضيت العمر ترحالا=فمن "قابس" إلى "نبر" ومن "ماطر" إلى "تالا"
وكم عاشرت من ريف وكم جبت أدغالا=شرابي كان من واد وما قد خفت إسهالا
وإنّ الدّرب يعرفني، أنا من سرت أميالا=وريح الثلج تصفعني وكان الدّرب أوحالا
فكم قد ذقت جرّاك معاناة وأهوالا=حياتي كلّها تعب تفاصيلا وإجمالا
أليس عليك يا ولدي تقوم إليّ إجلالا=لمن ضحّـى ولم يكسـب فلا جاهــا ولا مــالا
يقول احد الزملاء على لسان تلميذ.
أنا يا سيّدي جئت فإقدام وإدبار=تركت الحيّ والبيت ولي بالبيت أسرار
ولي بالحيّ مملكة وأعداء وأنصار=وديوان وحرّاس وأملاك وأنهار
ودكّان يراودني به حلوى ومزمار=وأعمدة أطاولها وأسلاك وأزرار
ولي بالبيت مزرعة بها عشب وأزهار=وواد يعبر البيت وغابات وأشجار
وخرفان ألاعبها وأغنام وأقمار=فهل بالفصل كجّات وهل بالفصــل أطيــار
أنا لا أعرف النّحو فما المفعول والخبر=وما الماضي وما الأمر وما الأخلاق والسّير
وما الكون وما الأرض وما الماء وما المطر=وما الميم وما الحاء وما الرّبع وما العشر
ولا أدري لماذا الغيم كمثل الماء ينهمر=ولا الشمس لم تجري وأين يختفي القمر
ولا أدري إلى الآن لماذا القلب ينفطر=لماذا عود كبريت إذا ما حكّ ينفجر
لماذا النّار إذا شبّت فلا تبقى ولا تذر=لماذا الثلج أو كيف ظــلام اللّيـل ينتشــــر
أنا يا سيّدي لست بتلميذ كما تحسب=
أنا طفل، أنا طفل فلا تستأ ولا تعتب
أنا غصن، أنا برعم ، وبالإمكان أن أخصب=
إذا ما الطقس واءمني ولم أرهق ولم أتعب
ولم أنتف ولم أقلع ولم أرتجّ أو أجذب=
إذا ما ماؤك عذب لكانت ثمرتي أعذب
وإن أودعتني الحضن وجدت الصدر لي أرحب=
فلا تغد كما الرّيح ولا تعصف ولا تغضب
الا أنظر حجم أصباعي، أترضى هذه تضرب=
كفــاها أنّهــا تمســك، كفاها أنّهـا تكتب
أنا ما قيل لي عنك سوى معزوفة الضّرب=
فهل أنت كما قال كثير النّاس والصّحب
عبوس ، غاضب دوما عنيف قاسي القلب=
وإنّ عصاك إذ تهوي هوت كالسّيف في الحرب
وويح الطّفل مجذوبا من الأذن من الثوب=
فيخفق قلبه دوما بذنب أو بلا ذنب
ويشهد دون معرفة، يداوي الكذب بالكذب=
وإنّي لا أرى منك سوى الوجه أو الثوب
أخلف الثوب إنسان رسول العلم والحبّ=
نبيّا كـدت أن تغدو كمـا جـاء فـي الكتـــب
رد المعلم.
أنا فلتدر يا ولدي... أنا بشر وإنسان=ولي شوق ولي ذوق وأفراح وأحزان
وإحساس يميّزني ولي عقل ووجدان=ولي فكر ولي رأي ومعتقد وإيمان
ولي طفل أداعبه ولي صحب وخلاّن=عصاي قصّة تروى أباطيل وبهتان
أنا حبّ ، أنا عطف ، أنا قلب وأجفان=أنا سلم ، أنا حلم ، أنا علم وعرفان
أنا بذل بلا منّ، أنا صدر وأحضان=فخلـف الثـوب يا ولدي كما فكـــرت ...إنسـان
أنا فلتدري يا ولدي قضيت العمر ترحالا=فمن "قابس" إلى "نبر" ومن "ماطر" إلى "تالا"
وكم عاشرت من ريف وكم جبت أدغالا=شرابي كان من واد وما قد خفت إسهالا
وإنّ الدّرب يعرفني، أنا من سرت أميالا=وريح الثلج تصفعني وكان الدّرب أوحالا
فكم قد ذقت جرّاك معاناة وأهوالا=حياتي كلّها تعب تفاصيلا وإجمالا
أليس عليك يا ولدي تقوم إليّ إجلالا=لمن ضحّـى ولم يكسـب فلا جاهــا ولا مــالا