سيل الحق المتدفق
2011-06-25, 09:34 PM
حديث : " لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مزلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا على ما كنتم عليه " ، وبلفظ : " لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر وتبايعتم بالعينة وتركتم الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ليلزمنكم الله عز وجل مذلة في أعناقكم لا تقرع منكم حتى ترجعوا إلى ما كنتم عليه وتتوبون إلى الله عز وجل" ، وبلفظ : " إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعين واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله انزل الله بهم بلاء فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم " ، وبلفظ :"إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " .
[ حديث ضعيف ]
هذا الحديث يروى من حديث عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، ومن كلام أبو هريرة رضي الله عنهم جميعا .
حديث عبد الله بن عمر: يروى عنه من عدة طرق :
الطريق الأول : شهر بن حوشب عن ابن عمر :
أخرجه أحمد في "مسنده" (2/42 و 84) من طريق أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن شهر بن حوشب عن ابن عمر به .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي : وهو ضعيف مدلس وقد عنعن ، وفي حديثه نكارة .
2- شهر بن حوشب : وهو صدوق كثير الارسال والأوهام .
الطريق الثاني : عطاء عن ابن عمر : يروي عنه من وجهين :
الوجه الأول : أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر :
ورواه عن أبو بكر كلا من :
1- الأسود بن عامر : أخرجه أحمد في "مسنده" (2/28) ، وفي "الزهد" كما في "بيان الوهم والايهام" لابن القطان (5/296) .
قلت : وصححه ابن القطان ، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/48) :" وعندي أن إسناد الحديث الذي صححه ابن القطان معلول لأنه لا يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحا لأن الأعمش مدلس ولم ينكر سماعه من عطاء وعطاء يحتمل أن يكون هو عطاء الخراساني فيكون فيه تدليس التسوية بإسقاط نافع بين عطاء وابن عمر فرجع الحديث إلى الإسناد الأول وهو المشهور قوله " .
وقال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" (9/245) : " أما رجاله فأئمة مشاهير وإنما يخاف أن لا يكون الأعمش سمعه من عطاء أو أن عطاء لم يسمعه من ابن عمر" [بتصرف] .
2- سعيد بن عثمان الخزاز : أخرجه أبو أمية الطرسوسي في "جزء من مسند عبد الله بن عمر" (22) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/432) ، والبيهقي في "الشعب" (4224) .
قال أبو زرعة : "وهذا أشبه" [علل ابن ابي حاتم (1900)]
وقال الدارقطني في "الأفراد" كما في "أطرافه" (3081) : " غَرِيب من حَدِيث الْأَعْمَش عَن عَطاء، تفرد بِهِ أَبُو بكر بن عَيَّاش عَنهُ، وَتفرد بِهِ سعيد بن عُثْمَان الخزاز " .
قلت : ولم يتفرد به سعيد بن عثمان ، بل تابعه الأسود بن عامر .
وقال البيهقي : "كذا قال عطاء يعني ابن أبي رباح و روى من وجه آخر ضعيف عن عطاء قال الشيخ أحمد و هذا حديث يعرف من حديث حيوة بن شريح عن إسحاق أبي عبد الرحمن الخراساني عن عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر و التبايع بالعينة أن يأتي الرجل فيقول اشتر كذا و كذا و أنا اشتريه منك بربح كذا و كذا "
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- الأعمش : ثقة حافظ الا أنه مدلس وقد عنعن .
2- أبو بكر بن عياش : صدوق كبر فساء حفظه ، وكتابه صحيح .
3- التفرد : تفرد أبو بكر بن عياش به عن الأعمش ، ولا يحتمل تفرده .
الوجه الثاني : ليث بن أبي سليم ، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عمر :
ورواه عن الليث كلا من :
1- جرير بن عبد الحميد : أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (317) ، والروياني في "مسنده" (1422) ، وأبو بكر الجصاص في "أحكام القرآن" (3/149) عن ليث، عن عطاء، عن ابن عمر به .
2- إسماعيل بن علية :أخرجه عليّ بن عبد العزيز البغوي الطبري في "منتخب مسنده" كما في "بيان الوهم والايهام" لابن القطان (5/295) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (180) ، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (5659)عن ليث ، عن عبد الملك ، عن عطاء، عن ابن عمر به .
قال ابن القطان : "وإنما لم نقل لهذا: صحيح، لكمان ليث، فإنه ابن أبي سليم، ولم يكن بالحافظ، وهو صدوق ضعيف ".
3- عبد الوارث بن سعيد : أخرجه عليّ بن عبد العزيز البغوي في "منتخب مسنده" كما في "بيان الوهم والايهام" لابن القطان (5/295) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/433) ، والبيهقي في "الشعب" (10871) ، وأبو بكر الجصاص في "أحكام القرآن" (3/150) عن ليث حدثني رجل يقال له عبد الملك عن عطاء ابن أبي رباح عن ابن عمر .
4- أبو كدينة يحيى بن المهلب البجلي : أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/313) و (3/318-319) عن ليث، عن عطاء، عن ابن عمر به .
5- عبد الرحمن بن محمد : أخرجه السري بن سهل كما في "تهذيب سنن أبي داود-ط العلمية " لابن القيم (9/245) : حدثنا عبد الله بن رشيد حدثنا عبد الرحمن بن محمد عن ليث عن عطاء عن ابن عمر به .
قال ابن القيم : " وهذا يبين أن للحديث أصلا وأنه محفوظ " .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف مختلط ، وقد اضطرب فيه ، وقد رواه من وجه آخر عن مجاهد .
الطريق الثالث : نافع عن ابن عمر: يروى عنه من وجهين :
الوجه الأول : إسحاق أبي عبد الرحمن الخراساني ، عن عطاء الخراساني ، عن نافع ، عن ابن عمر :
أخرجهأبو داود في "السنن" (3462) – ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/516) – ، والبزار في "مسنده" (5887) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (182) ، وأبو بشر الدولابي في "الكني والأسماء" (1489) ،
والطبراني في "مسند الشاميين" (2417) ، وابن عدي في "الكامل" (7/71) – ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/516) – ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/208-209) .
قال البزار : "ولا نعلم أسند عطاء الخراساني ، عَن نافع غير هذا الحديث وإسحاق هو عندي : إسحاق بن عَبد الله بن أبي فروة وهو لين الحديث" .
قلت : بل هو إسحاق بن أسيد أبو عبد الرحمن الخراساني المروزي ، نزيل مصر ، قال ابن القطان في "بيان الوهم والايهام" (5/294-295) : "أبو عبد الرحمن هذا، هو إسحاق بن أسيد أبو عبد الرحمن، يروي عن عطاء الخراساني، روى عنه حيوة بن شريح، وهو يروي عنه هذا الخبر، وبهذا ذكره ابن أبي حاتم، ولم يقل فيه إلا أنه ليس بالمشهور. ووهم البزار في تفسيره هذا الرجل بأنه ابن أبي فروة، وذلك أنه لما ذكر هذا الحديث قال بإثره: إسحاق عندي، هو ابن عبد الله بن أبي فروة، وهو لين الحديث.وإنما لم يكن منه هذا صوابا، لأن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة مدني، ويكنى أبا سليمان، وراوي هذا الإسناد خراساني ويكنى أبا عبد الرحمن. وأيهما كان، فالحديث من طريقه لا يصح " .
قال أبو نعيم : "غريب من حديث عطاء، عن نافع، تفرد به حيوة، عن إسحاق" .
قلت (أي السكندري) : لم يتفرد به حيوة ، بل تابعه يحيى بن أيوب .
وقال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" (9/245) : " يبين أن للحديث أصلا محفوظا عن بن عمر فإن عطاء الخرساني ثقة مشهور وحيوة كذلك ، وأما إسحاق أبو عبد الرحمن فشيخ روى عنه أئمة المصريين مثل حيوة والليث ويحيى بن أيوب وغيرهم" .
وأورده الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/547) في ترجمة أبو عبد الرحمن الخراساني ، وقال : "من مناكيره" .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- إسحاق بن أسيد الخراساني : وهو مجهول الحال ، وقال ابن حبان في الثقات : "كان يخطىء" .
2- عطاء الخراساني : هو صدوق ، له مناكير .
الوجه الثاني : أيوب السختياني ، عن نافع ، عن ابن عمر :
أخرجه ابن شاهين في"جزء من الأفراد" (1/1) – كما في الصحيحة (11) للألباني - ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (ص 191-192) : ما حدثنا به أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي حدثنا سريج بن يونس حدثنا فضالة ابن حسين عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لقد أتى علينا زمان وما يرى أحدنا عنه أنه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا تبايع الناس بالعينة " .
قال ابن شاهين : " تفرد به فضالة " .
قال العسكري : " ومن لا يعلم يصحفه فيقول إذا تتابع الناس بالغيبة فيصحف في موضعين ويحيل المعنى الى معنى آخر والصحيح تبايع تحت الياء التي تلي إن العين نقطتان من المبايعة والعينة إلا العين غير معجمة مكسورة يريد السلف ولا معنى للغيبة والتتابع ههنا " .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه فضالة بن الحصين الضبي البصري أبو معاوية العطار ، وهو منكر مضطرب الحديث ، وقد اتهم بالوضع ، وذكره ابن حبان في الثقات .
الطريق الرابع : مجاهد عن ابن عمر :
الوجه الأول : جرير بن حازم ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمر :
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (181) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال عبد الله بن عمر: لقد أتى علينا زمان وما يرى أحدنا أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم. ثم ذكر نحوه إلا أنه قال: «أدخل الله عليهم ذلا، لا ينزعه منهم حتى يراجعوا أمر دينهم» .
قال الدارقطني في الأفراد كما في "أطرافه" (3081) : " وَتفرد بِهِ جرير بن حَازِم عَنهُ " .
قلت : وهذا اسناد ضيف فيه ليث بن أبي سليم ، وقد اضطرب فيه فرواه تارة عن مجاهد ، وتارة عن
الوجه الثاني : يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ الرازيُّ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
قال ابن أبي حاتم في"العلل" (1900) : " وسألت أبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن العلاء الرازي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر؛ قال: لقد أتى علينا زمان وأحدنا أضن بأخيه المسلم منه بالدينار والدرهم، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا ضنوا بالدينار والدرهم ، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر؛ أنزل الله بهم ذلا، ولا ينزعه منهم حتى يراجعوا دينهم ؟
قال أبو زرعة: روى هذا الحديث أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عطاء ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم .قال أبو زرعة: وهذا أشبه.
قلت لأبي زرعة: فالخطأ من يحيى بن العلاء ؟ ، قال: نعم " .
الطريق الخامس : راشد أبو محمد الحماني، عن ابن عمر :
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (24) : حدثني أزهر بن مروان الرقاشي، قال: أخبرنا غسان بن برزين، قال: حدثني راشد أبو محمد الحماني، قال: قال ابن عمر: لقد أتى علينا زمان وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتركوا الجهاد ، وأخذوا بأكتاب البقر، أنزل الله عز وجل عليهم من السماء ذلا، لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم» .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه :
1- راشد بن نجيح أبو محمد الحماني البصري : قال أبو حاتم : "صالح الحديث" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : "ربما أخطأ" .
2- الانقطاع : راشد بن نجيح لا يثبت سماعه من ابن عمر .
حديث جابر بن عبد الله :
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/183) : حدثنا محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الحراني، حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، حدثنا أبي، حدثنا بشير بن زياد الخراساني، حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر كنا في زمان وما يرى أحدنا أنه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم وبالله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الجار ليتعلق بجاره يوم القيامة فيقول يا رب سل هذا لم بات شبعانا وبت طاويا وبالله الذي لا إله غيره لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا تبايع أمتي بالعينة ولزموا أذناب البقر ضربهم الله بالذل ثم لم ينتزع عنهم حتى يموتوا أو يرجعوا.
قال ابن عدي : "وبشير بن زياد هذا ليس بالمعروف إلا أنه يروي عن معروفين ما لا يتابعه أحد عليه ولم أجد أحدا يروي عنه غير إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ".
قال الدارقطني : " وَرَوَاهُ ابْن جريج عَن عَطاء وَهُوَ غريب من حَدِيثه عَنهُ، وَتفرد بِهِ بشير بن زِيَاد عَنهُ ".
قلت : وهذا اسناد منكر فيه بشير بن زياد الخراساني وهو منكر الحديث .
كلام أبي هريرة:
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/125) : حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو غسان أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا مكي بن إبراهيم، عن عنبسة بن مهران، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أنه قال: " إني لأعلم متى تهلك هذه الأمة، حيث تكافى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ويتبايعون بالعينة، ويتبعون أذناب البقر " .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- عنبسة بن مهران : وهو منكر الحديث خاصة عن الزهري .
2- محمد بن أحمد بن يزيد بن حبيب : لم يكن بالقوي ، كثير الأخطاء .
3- وفيه من لم أعرفهم .
وكتبه
أبو عبد الله السكندري
(سيل الحق المتدفق)
[ حديث ضعيف ]
هذا الحديث يروى من حديث عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، ومن كلام أبو هريرة رضي الله عنهم جميعا .
حديث عبد الله بن عمر: يروى عنه من عدة طرق :
الطريق الأول : شهر بن حوشب عن ابن عمر :
أخرجه أحمد في "مسنده" (2/42 و 84) من طريق أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن شهر بن حوشب عن ابن عمر به .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي : وهو ضعيف مدلس وقد عنعن ، وفي حديثه نكارة .
2- شهر بن حوشب : وهو صدوق كثير الارسال والأوهام .
الطريق الثاني : عطاء عن ابن عمر : يروي عنه من وجهين :
الوجه الأول : أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر :
ورواه عن أبو بكر كلا من :
1- الأسود بن عامر : أخرجه أحمد في "مسنده" (2/28) ، وفي "الزهد" كما في "بيان الوهم والايهام" لابن القطان (5/296) .
قلت : وصححه ابن القطان ، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/48) :" وعندي أن إسناد الحديث الذي صححه ابن القطان معلول لأنه لا يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحا لأن الأعمش مدلس ولم ينكر سماعه من عطاء وعطاء يحتمل أن يكون هو عطاء الخراساني فيكون فيه تدليس التسوية بإسقاط نافع بين عطاء وابن عمر فرجع الحديث إلى الإسناد الأول وهو المشهور قوله " .
وقال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" (9/245) : " أما رجاله فأئمة مشاهير وإنما يخاف أن لا يكون الأعمش سمعه من عطاء أو أن عطاء لم يسمعه من ابن عمر" [بتصرف] .
2- سعيد بن عثمان الخزاز : أخرجه أبو أمية الطرسوسي في "جزء من مسند عبد الله بن عمر" (22) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/432) ، والبيهقي في "الشعب" (4224) .
قال أبو زرعة : "وهذا أشبه" [علل ابن ابي حاتم (1900)]
وقال الدارقطني في "الأفراد" كما في "أطرافه" (3081) : " غَرِيب من حَدِيث الْأَعْمَش عَن عَطاء، تفرد بِهِ أَبُو بكر بن عَيَّاش عَنهُ، وَتفرد بِهِ سعيد بن عُثْمَان الخزاز " .
قلت : ولم يتفرد به سعيد بن عثمان ، بل تابعه الأسود بن عامر .
وقال البيهقي : "كذا قال عطاء يعني ابن أبي رباح و روى من وجه آخر ضعيف عن عطاء قال الشيخ أحمد و هذا حديث يعرف من حديث حيوة بن شريح عن إسحاق أبي عبد الرحمن الخراساني عن عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر و التبايع بالعينة أن يأتي الرجل فيقول اشتر كذا و كذا و أنا اشتريه منك بربح كذا و كذا "
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- الأعمش : ثقة حافظ الا أنه مدلس وقد عنعن .
2- أبو بكر بن عياش : صدوق كبر فساء حفظه ، وكتابه صحيح .
3- التفرد : تفرد أبو بكر بن عياش به عن الأعمش ، ولا يحتمل تفرده .
الوجه الثاني : ليث بن أبي سليم ، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عمر :
ورواه عن الليث كلا من :
1- جرير بن عبد الحميد : أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (317) ، والروياني في "مسنده" (1422) ، وأبو بكر الجصاص في "أحكام القرآن" (3/149) عن ليث، عن عطاء، عن ابن عمر به .
2- إسماعيل بن علية :أخرجه عليّ بن عبد العزيز البغوي الطبري في "منتخب مسنده" كما في "بيان الوهم والايهام" لابن القطان (5/295) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (180) ، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (5659)عن ليث ، عن عبد الملك ، عن عطاء، عن ابن عمر به .
قال ابن القطان : "وإنما لم نقل لهذا: صحيح، لكمان ليث، فإنه ابن أبي سليم، ولم يكن بالحافظ، وهو صدوق ضعيف ".
3- عبد الوارث بن سعيد : أخرجه عليّ بن عبد العزيز البغوي في "منتخب مسنده" كما في "بيان الوهم والايهام" لابن القطان (5/295) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/433) ، والبيهقي في "الشعب" (10871) ، وأبو بكر الجصاص في "أحكام القرآن" (3/150) عن ليث حدثني رجل يقال له عبد الملك عن عطاء ابن أبي رباح عن ابن عمر .
4- أبو كدينة يحيى بن المهلب البجلي : أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/313) و (3/318-319) عن ليث، عن عطاء، عن ابن عمر به .
5- عبد الرحمن بن محمد : أخرجه السري بن سهل كما في "تهذيب سنن أبي داود-ط العلمية " لابن القيم (9/245) : حدثنا عبد الله بن رشيد حدثنا عبد الرحمن بن محمد عن ليث عن عطاء عن ابن عمر به .
قال ابن القيم : " وهذا يبين أن للحديث أصلا وأنه محفوظ " .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف مختلط ، وقد اضطرب فيه ، وقد رواه من وجه آخر عن مجاهد .
الطريق الثالث : نافع عن ابن عمر: يروى عنه من وجهين :
الوجه الأول : إسحاق أبي عبد الرحمن الخراساني ، عن عطاء الخراساني ، عن نافع ، عن ابن عمر :
أخرجهأبو داود في "السنن" (3462) – ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/516) – ، والبزار في "مسنده" (5887) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (182) ، وأبو بشر الدولابي في "الكني والأسماء" (1489) ،
والطبراني في "مسند الشاميين" (2417) ، وابن عدي في "الكامل" (7/71) – ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/516) – ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/208-209) .
قال البزار : "ولا نعلم أسند عطاء الخراساني ، عَن نافع غير هذا الحديث وإسحاق هو عندي : إسحاق بن عَبد الله بن أبي فروة وهو لين الحديث" .
قلت : بل هو إسحاق بن أسيد أبو عبد الرحمن الخراساني المروزي ، نزيل مصر ، قال ابن القطان في "بيان الوهم والايهام" (5/294-295) : "أبو عبد الرحمن هذا، هو إسحاق بن أسيد أبو عبد الرحمن، يروي عن عطاء الخراساني، روى عنه حيوة بن شريح، وهو يروي عنه هذا الخبر، وبهذا ذكره ابن أبي حاتم، ولم يقل فيه إلا أنه ليس بالمشهور. ووهم البزار في تفسيره هذا الرجل بأنه ابن أبي فروة، وذلك أنه لما ذكر هذا الحديث قال بإثره: إسحاق عندي، هو ابن عبد الله بن أبي فروة، وهو لين الحديث.وإنما لم يكن منه هذا صوابا، لأن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة مدني، ويكنى أبا سليمان، وراوي هذا الإسناد خراساني ويكنى أبا عبد الرحمن. وأيهما كان، فالحديث من طريقه لا يصح " .
قال أبو نعيم : "غريب من حديث عطاء، عن نافع، تفرد به حيوة، عن إسحاق" .
قلت (أي السكندري) : لم يتفرد به حيوة ، بل تابعه يحيى بن أيوب .
وقال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" (9/245) : " يبين أن للحديث أصلا محفوظا عن بن عمر فإن عطاء الخرساني ثقة مشهور وحيوة كذلك ، وأما إسحاق أبو عبد الرحمن فشيخ روى عنه أئمة المصريين مثل حيوة والليث ويحيى بن أيوب وغيرهم" .
وأورده الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/547) في ترجمة أبو عبد الرحمن الخراساني ، وقال : "من مناكيره" .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- إسحاق بن أسيد الخراساني : وهو مجهول الحال ، وقال ابن حبان في الثقات : "كان يخطىء" .
2- عطاء الخراساني : هو صدوق ، له مناكير .
الوجه الثاني : أيوب السختياني ، عن نافع ، عن ابن عمر :
أخرجه ابن شاهين في"جزء من الأفراد" (1/1) – كما في الصحيحة (11) للألباني - ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (ص 191-192) : ما حدثنا به أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي حدثنا سريج بن يونس حدثنا فضالة ابن حسين عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لقد أتى علينا زمان وما يرى أحدنا عنه أنه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا تبايع الناس بالعينة " .
قال ابن شاهين : " تفرد به فضالة " .
قال العسكري : " ومن لا يعلم يصحفه فيقول إذا تتابع الناس بالغيبة فيصحف في موضعين ويحيل المعنى الى معنى آخر والصحيح تبايع تحت الياء التي تلي إن العين نقطتان من المبايعة والعينة إلا العين غير معجمة مكسورة يريد السلف ولا معنى للغيبة والتتابع ههنا " .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه فضالة بن الحصين الضبي البصري أبو معاوية العطار ، وهو منكر مضطرب الحديث ، وقد اتهم بالوضع ، وذكره ابن حبان في الثقات .
الطريق الرابع : مجاهد عن ابن عمر :
الوجه الأول : جرير بن حازم ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمر :
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (181) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال عبد الله بن عمر: لقد أتى علينا زمان وما يرى أحدنا أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم. ثم ذكر نحوه إلا أنه قال: «أدخل الله عليهم ذلا، لا ينزعه منهم حتى يراجعوا أمر دينهم» .
قال الدارقطني في الأفراد كما في "أطرافه" (3081) : " وَتفرد بِهِ جرير بن حَازِم عَنهُ " .
قلت : وهذا اسناد ضيف فيه ليث بن أبي سليم ، وقد اضطرب فيه فرواه تارة عن مجاهد ، وتارة عن
الوجه الثاني : يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ الرازيُّ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
قال ابن أبي حاتم في"العلل" (1900) : " وسألت أبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن العلاء الرازي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر؛ قال: لقد أتى علينا زمان وأحدنا أضن بأخيه المسلم منه بالدينار والدرهم، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا ضنوا بالدينار والدرهم ، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر؛ أنزل الله بهم ذلا، ولا ينزعه منهم حتى يراجعوا دينهم ؟
قال أبو زرعة: روى هذا الحديث أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عطاء ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم .قال أبو زرعة: وهذا أشبه.
قلت لأبي زرعة: فالخطأ من يحيى بن العلاء ؟ ، قال: نعم " .
الطريق الخامس : راشد أبو محمد الحماني، عن ابن عمر :
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (24) : حدثني أزهر بن مروان الرقاشي، قال: أخبرنا غسان بن برزين، قال: حدثني راشد أبو محمد الحماني، قال: قال ابن عمر: لقد أتى علينا زمان وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتركوا الجهاد ، وأخذوا بأكتاب البقر، أنزل الله عز وجل عليهم من السماء ذلا، لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم» .
قلت : وهذا اسناد ضعيف فيه :
1- راشد بن نجيح أبو محمد الحماني البصري : قال أبو حاتم : "صالح الحديث" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : "ربما أخطأ" .
2- الانقطاع : راشد بن نجيح لا يثبت سماعه من ابن عمر .
حديث جابر بن عبد الله :
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/183) : حدثنا محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الحراني، حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، حدثنا أبي، حدثنا بشير بن زياد الخراساني، حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر كنا في زمان وما يرى أحدنا أنه أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم وبالله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الجار ليتعلق بجاره يوم القيامة فيقول يا رب سل هذا لم بات شبعانا وبت طاويا وبالله الذي لا إله غيره لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا تبايع أمتي بالعينة ولزموا أذناب البقر ضربهم الله بالذل ثم لم ينتزع عنهم حتى يموتوا أو يرجعوا.
قال ابن عدي : "وبشير بن زياد هذا ليس بالمعروف إلا أنه يروي عن معروفين ما لا يتابعه أحد عليه ولم أجد أحدا يروي عنه غير إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ".
قال الدارقطني : " وَرَوَاهُ ابْن جريج عَن عَطاء وَهُوَ غريب من حَدِيثه عَنهُ، وَتفرد بِهِ بشير بن زِيَاد عَنهُ ".
قلت : وهذا اسناد منكر فيه بشير بن زياد الخراساني وهو منكر الحديث .
كلام أبي هريرة:
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/125) : حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو غسان أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا مكي بن إبراهيم، عن عنبسة بن مهران، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أنه قال: " إني لأعلم متى تهلك هذه الأمة، حيث تكافى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ويتبايعون بالعينة، ويتبعون أذناب البقر " .
قلت : وهذا اسناد منكر فيه :
1- عنبسة بن مهران : وهو منكر الحديث خاصة عن الزهري .
2- محمد بن أحمد بن يزيد بن حبيب : لم يكن بالقوي ، كثير الأخطاء .
3- وفيه من لم أعرفهم .
وكتبه
أبو عبد الله السكندري
(سيل الحق المتدفق)