صفاء
2008-06-06, 04:28 PM
مدينــــة الزهــــــراء
قرر عبدالرحمن الثالث عام 936 بناء عاصمة جديدة دعاها مدينة
الزهراء، وتبعد 5 كيلومترات شمال غرب قرطبة. وفي 947 نقل الحكومة
من قرطبة الى المدينة الجديدة واستمرت أعمال البناء فيها حتى بعد وفاته في عام 961
وقد استهلك البناء ما يقارب من ثلث ميزانية العائدات السنوية للحكومة
وجهد عشرة آلاف عامل واستقرق زمن البناء 40 عاما. والى جانب حفر
الأساسات والرصف كان يتم يوميا تصنيع 6000 طابوقه، مع ما مجموعه
4324 عامود رخامي تم استيراد معظمها من تونس، مع أحواض رخامية
بيزنطية وسورية، وثماني منحوتات ذهبية مرصعة باللؤلؤ استوردها الأمير
من سوريا لغرفة نومه.
ويحيط بالمدينة جدارا بطول 1500 متر وسماكة 5,2 متر، مع ابراج
للمراقبة كل 13 و14 مترا. ولكون المدينة بنيت على هضبة فقد كانت
مقسمة الى ثلاثة مستويات منفصلة يبدأ كل مستوى بجدار استنادي
للمستوى السابق. وكان مقر اقامة الخليفة يطل على المشهد الكامل
للشمال في المستوى الأعلى من المدينة. أما القسم المتوسط فضم مكاتب
الحكومة وبيوت كبار الموظفين في البلاط.
أما القسم السفلي فكان للعامة والجيش حيث يقام الجامع العام والأسواق
والحمامات، علما بأن الحدائق وبرك المياه كانت جزءاً رئيسياً في كافة
المستويات. ويكفي تقدير مساحتها وعددها من خلال عدد الأرغفة التي
كانت تطعم لأسماك بحيرات القصر يوميا والتي تقارب من 18000 رغيف
خبز. وأهم ما ميز تلك المدينة هو توريد المياه اليها من جبال السييرا في
الشمال حيث كانت تجمع المياه برج، ومن هناك تجري الى حوض رخامي
ومنه الى أنابيب من الرصاص التي تمثل نظام توزيع المياه في المدينة،
اضافة الى خزانات لتجميع مياه المطر.
وللمدينة أربع بوابات على الأقل، والبوابة الرئيسية في منتصف الجدار
الجنوبي وتدعى باب القبة وفي الجدار الشرقي بوابة الشمس، وبوابة
الجبال في الجدار الشمالي، الى جانب باب الصد داخل المدينة شمال باب
القبة الذي يقود مباشرة الى قصر الخليفة.
ولمدينة الزهراء أهمية كبيرة في تاريخ الفن، وذلك لكونها تمثل نمطا
أندلسيا فريدا ومتميزا عن المدن الأخرى، سواء في أسلوب البناء وتداخل
المنازل ومساحتها، أو في الحدائق وتقاطعها، أو في صالات الاستقبال
والغرف التي بنيت حول ساحة مركزية تتوسطها بركة واسعة تعكس مياهها
أشجار الحديقة والأقواس المحيطة من الخارج بالغرف. وقد استخدم في
زخرفة وتزيين القاعات الحجر الرملي والرخام والزجاج الملون العربسة،
مع زخارف نباتية وأشكال هندسية وكتابات كوفيه، تبدو للناظر كأنها سجادة
برسوماتها الكثيفة والمنمقة والدقيقة.
قرر عبدالرحمن الثالث عام 936 بناء عاصمة جديدة دعاها مدينة
الزهراء، وتبعد 5 كيلومترات شمال غرب قرطبة. وفي 947 نقل الحكومة
من قرطبة الى المدينة الجديدة واستمرت أعمال البناء فيها حتى بعد وفاته في عام 961
وقد استهلك البناء ما يقارب من ثلث ميزانية العائدات السنوية للحكومة
وجهد عشرة آلاف عامل واستقرق زمن البناء 40 عاما. والى جانب حفر
الأساسات والرصف كان يتم يوميا تصنيع 6000 طابوقه، مع ما مجموعه
4324 عامود رخامي تم استيراد معظمها من تونس، مع أحواض رخامية
بيزنطية وسورية، وثماني منحوتات ذهبية مرصعة باللؤلؤ استوردها الأمير
من سوريا لغرفة نومه.
ويحيط بالمدينة جدارا بطول 1500 متر وسماكة 5,2 متر، مع ابراج
للمراقبة كل 13 و14 مترا. ولكون المدينة بنيت على هضبة فقد كانت
مقسمة الى ثلاثة مستويات منفصلة يبدأ كل مستوى بجدار استنادي
للمستوى السابق. وكان مقر اقامة الخليفة يطل على المشهد الكامل
للشمال في المستوى الأعلى من المدينة. أما القسم المتوسط فضم مكاتب
الحكومة وبيوت كبار الموظفين في البلاط.
أما القسم السفلي فكان للعامة والجيش حيث يقام الجامع العام والأسواق
والحمامات، علما بأن الحدائق وبرك المياه كانت جزءاً رئيسياً في كافة
المستويات. ويكفي تقدير مساحتها وعددها من خلال عدد الأرغفة التي
كانت تطعم لأسماك بحيرات القصر يوميا والتي تقارب من 18000 رغيف
خبز. وأهم ما ميز تلك المدينة هو توريد المياه اليها من جبال السييرا في
الشمال حيث كانت تجمع المياه برج، ومن هناك تجري الى حوض رخامي
ومنه الى أنابيب من الرصاص التي تمثل نظام توزيع المياه في المدينة،
اضافة الى خزانات لتجميع مياه المطر.
وللمدينة أربع بوابات على الأقل، والبوابة الرئيسية في منتصف الجدار
الجنوبي وتدعى باب القبة وفي الجدار الشرقي بوابة الشمس، وبوابة
الجبال في الجدار الشمالي، الى جانب باب الصد داخل المدينة شمال باب
القبة الذي يقود مباشرة الى قصر الخليفة.
ولمدينة الزهراء أهمية كبيرة في تاريخ الفن، وذلك لكونها تمثل نمطا
أندلسيا فريدا ومتميزا عن المدن الأخرى، سواء في أسلوب البناء وتداخل
المنازل ومساحتها، أو في الحدائق وتقاطعها، أو في صالات الاستقبال
والغرف التي بنيت حول ساحة مركزية تتوسطها بركة واسعة تعكس مياهها
أشجار الحديقة والأقواس المحيطة من الخارج بالغرف. وقد استخدم في
زخرفة وتزيين القاعات الحجر الرملي والرخام والزجاج الملون العربسة،
مع زخارف نباتية وأشكال هندسية وكتابات كوفيه، تبدو للناظر كأنها سجادة
برسوماتها الكثيفة والمنمقة والدقيقة.