مجدي فوزي
2011-07-04, 01:57 PM
قال تعالى في صورة القيامة:
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ
بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ
هل في الإشارة لقدرة الله على إعادة تجميع العظام بل والبنان لحالتها بعدما بليت في القبر إعجاز قرآني؟
أولا ما معنى البنان؟
معنى البنان هو أطراف الأصابع
http://im4.gulfup.com/2011-07-04/1309778189151.jpg (http://www.gulfup.com/)
حسنا ، ما المشكلة في إعادة تجميع البنان؟
طبعا المشكلة ان كل انسان له بنانه الخاص به ، أي بصمة أصابعه
وكون القرآن يشير لقدرة الله على إعادة تسوية البنان إعجاز ولاشك.
لآنه معلوم استحالة تطابق بصمتين بشريتين :
http://im4.gulfup.com/2011-07-04/1309778190352.bmp (http://www.gulfup.com/)
ولكن قد يقول قائل : ولكن تفسير الصحابة غير هذا :
قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَالْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنْ نَجْعَلهُ خُفًّا أَوْ حَافِرًا وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَابْن جَرِير وَوَجَّهَهُ اِبْن جَرِير بِأَنَّهُ تَعَالَى لَوْ شَاءَ لَجَعَلَ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا وَالظَّاهِر مِنْ الْآيَة أَنَّ قَوْله تَعَالَى " قَادِرِينَ " حَال مِنْ قَوْله تَعَالَى " نَجْمَع" أَيْ أَيَظُنُّ الْإِنْسَان أَنَّا لَا نَجْمَع عِظَامه ؟ بَلَى سَنَجْمَعُهَا قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانه أَيْ قُدْرَتنَا صَالِحَة لِجَمْعِهَا وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَاهُ أَزْيَد مِمَّا كَانَ فَتُجْعَل بَنَانه وَهِيَ أَطْرَاف أَصَابِعه مُسْتَوِيَة وَهَذَا مَعْنَى قَوْل اِبْن قُتَيْبَة وَالزَّجَّاج .
هل تفسير الصحابي ملزم؟
بإمكاننا تقسيم تفسير الصحابي إلى الأقسام التالية:
1- التفسير الذي فيه غيبيات في العقيدة:
فهذا كله حجة قاطعة، لأنه لا يحل لأحد أن يحدث بغير حديث صحيح مرفوع.
2- التفسير الذي فيه أخبار الأمم السابقة وأخبار الفتن والملاحم وأشراط الساعة:
وهذا غالبه يكون حكمه حكم المرفوع. لكن قد يكون الصحابي قد أخذه من أهل الكتاب، فلا حجة فيه. ولا أعلم أنه ثبت عن صحابي قط أنه روى عن الإسرائيليات في التفسير ولم يُبيّن ذلك، إلا عبد الله بن عباس، فقد أكثر من هذا الأمر. أما عن أبي هريرة فيُقال أن الغلط من الرواة، أما هو فيبيّن ما يرويه عن كعب. ولا أعرف لأحد من كبار الصحابة كعبد الله بن مسعود رواية عن أهل الكتاب، بإهمال ما يرويه عنه السدي الكبير الكذاب.
3- التفسير الفقهي واللغوي:
هناك خلاف مشهور حول حجية تفسير الصحابي سواء الفقهي أم اللغوي. ومن الأدلة على أن أقوالهم غير مُلزِمة هو اختلافهم في التفسير والفقه. وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد (4|263) قصة خلافٍ بين ابن عباس وابن مخرمة ثم قال: «وفي هذا الحديث من الفقه: أن الصحابة إذا اختلفوا، لم تكن الحجة في قول واحدٍ منهم إلا بدليلٍ يجِبُ التسليم له من الكتاب أو السنة. ألا ترى أن ابن عباس والمسوّر بن مخرمة –وهما من فقهاء الصحابة وإن كانا من أصغرِهِم سِنّاً– اختلفا، فلم يكن لِواحدٍ منهما حُجة على صاحبه، حتى أدلى ابن عباس بالسنة ففلج».
كما أن التابعين كانوا يفتون بحضرة الصحابة. ولم يثبت عن صحابي أنها نهى تابعي عن الإفتاء بحضرتهم، بل كان بعض الصحابة يحيل على التابعين، مثل ابن عباس وتلميذه عطاء. فترى التابعي يخالف الصحابي أحياناً في التفسير والفقه، فلا يستدرك الصحابي عليه ويقول أنا على الصواب لأني أنا صحابي وأنت تابعي.
واتفق العلماء أن قول الصحابي أولى من غيره، وإن اختلفوا في حجيته. واتفقوا على أن ما أجمع عليه الصحابة من تفسير فهو ملزم لمن بعدهم. ولكن إثبات إجماع الصحابة عسيرٌ وصعب
تعليق:
إذاً ، يمكن مخالفة تفسير الصحابي في حالة:
لم يكن تفسيره خاص بالعقيدة
في اخبار الفتن والملاحم ليس ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم
تفسير لغوي يقبل الخلاف وليس ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر آخر:
سكت النبي عن تفسير كثير من الآيات واجتهد فيها الصحابة بفكرهم
وفهمهم للغة ، ففي حادثة مشهورة :
وجد ناس من المهاجرين على عمر بن الخطاب في إدنائه ابن عباس دونهم، فقال عمر: اما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله، فسألهم عن هذه السورة اذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمر الله نبيه اذا رأى الناس يدخلون في دين الله افواجا أن يحمده على ذلك ويستغفره، فقال عمر: يا بن عباس تكلم، فقال أعلمه أنه ميت، يقول: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" فهي آتيك الموت.
وهنا اختلف فهم الصحابة في غير عقيدة
ولما كانت في القرآن إشارات كونية وعلمية لا يمكن فهمها في تلك العصور
فقد اجتهد فيها الصحابة على قدر علمهم ، ولكن الله عز وجل أعلمنا أنه
سيرينا آياته في الآفاق وفي أنفسنا حتى يتبين لنا أنه الحق،
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
معنى التسوية:
وردت التسوية في عدة مواضع في القرآن ، دلت كلها على معنى اتقان الخلقة :
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
أَيْ جَعَلَك مُعْتَدِلًا سَوِيّ الْخَلْق
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا
" سَوَّاك رَجُلًا " أَيْ جَعَلَك مُعْتَدِل الْقَامَة وَالْخَلْق
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى
أَيْ خَلَقَ الْخَلِيقَة وَسَوَّى كُلّ مَخْلُوق فِي أَحْسَن الْهَيْئَات .
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
" فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا " أَيْ عَلَى صُورَة إِنْسَان تَامّ كَامِل
إذاً ، يسوي ليست بالضرورة تعني "يجعلها مستوية" بل يمكن ان تفهم
انها عملية اتقان الخلق ، وكماله ، وبالنسبة للبنان التي هي موضع بصمات
الأصابع ، فهي لا تكتمل حتى ترجع هذه البصمات لصورتها الأولى
والله أعلى و أعلم
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ
بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ
هل في الإشارة لقدرة الله على إعادة تجميع العظام بل والبنان لحالتها بعدما بليت في القبر إعجاز قرآني؟
أولا ما معنى البنان؟
معنى البنان هو أطراف الأصابع
http://im4.gulfup.com/2011-07-04/1309778189151.jpg (http://www.gulfup.com/)
حسنا ، ما المشكلة في إعادة تجميع البنان؟
طبعا المشكلة ان كل انسان له بنانه الخاص به ، أي بصمة أصابعه
وكون القرآن يشير لقدرة الله على إعادة تسوية البنان إعجاز ولاشك.
لآنه معلوم استحالة تطابق بصمتين بشريتين :
http://im4.gulfup.com/2011-07-04/1309778190352.bmp (http://www.gulfup.com/)
ولكن قد يقول قائل : ولكن تفسير الصحابة غير هذا :
قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَالْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنْ نَجْعَلهُ خُفًّا أَوْ حَافِرًا وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَابْن جَرِير وَوَجَّهَهُ اِبْن جَرِير بِأَنَّهُ تَعَالَى لَوْ شَاءَ لَجَعَلَ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا وَالظَّاهِر مِنْ الْآيَة أَنَّ قَوْله تَعَالَى " قَادِرِينَ " حَال مِنْ قَوْله تَعَالَى " نَجْمَع" أَيْ أَيَظُنُّ الْإِنْسَان أَنَّا لَا نَجْمَع عِظَامه ؟ بَلَى سَنَجْمَعُهَا قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانه أَيْ قُدْرَتنَا صَالِحَة لِجَمْعِهَا وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَاهُ أَزْيَد مِمَّا كَانَ فَتُجْعَل بَنَانه وَهِيَ أَطْرَاف أَصَابِعه مُسْتَوِيَة وَهَذَا مَعْنَى قَوْل اِبْن قُتَيْبَة وَالزَّجَّاج .
هل تفسير الصحابي ملزم؟
بإمكاننا تقسيم تفسير الصحابي إلى الأقسام التالية:
1- التفسير الذي فيه غيبيات في العقيدة:
فهذا كله حجة قاطعة، لأنه لا يحل لأحد أن يحدث بغير حديث صحيح مرفوع.
2- التفسير الذي فيه أخبار الأمم السابقة وأخبار الفتن والملاحم وأشراط الساعة:
وهذا غالبه يكون حكمه حكم المرفوع. لكن قد يكون الصحابي قد أخذه من أهل الكتاب، فلا حجة فيه. ولا أعلم أنه ثبت عن صحابي قط أنه روى عن الإسرائيليات في التفسير ولم يُبيّن ذلك، إلا عبد الله بن عباس، فقد أكثر من هذا الأمر. أما عن أبي هريرة فيُقال أن الغلط من الرواة، أما هو فيبيّن ما يرويه عن كعب. ولا أعرف لأحد من كبار الصحابة كعبد الله بن مسعود رواية عن أهل الكتاب، بإهمال ما يرويه عنه السدي الكبير الكذاب.
3- التفسير الفقهي واللغوي:
هناك خلاف مشهور حول حجية تفسير الصحابي سواء الفقهي أم اللغوي. ومن الأدلة على أن أقوالهم غير مُلزِمة هو اختلافهم في التفسير والفقه. وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد (4|263) قصة خلافٍ بين ابن عباس وابن مخرمة ثم قال: «وفي هذا الحديث من الفقه: أن الصحابة إذا اختلفوا، لم تكن الحجة في قول واحدٍ منهم إلا بدليلٍ يجِبُ التسليم له من الكتاب أو السنة. ألا ترى أن ابن عباس والمسوّر بن مخرمة –وهما من فقهاء الصحابة وإن كانا من أصغرِهِم سِنّاً– اختلفا، فلم يكن لِواحدٍ منهما حُجة على صاحبه، حتى أدلى ابن عباس بالسنة ففلج».
كما أن التابعين كانوا يفتون بحضرة الصحابة. ولم يثبت عن صحابي أنها نهى تابعي عن الإفتاء بحضرتهم، بل كان بعض الصحابة يحيل على التابعين، مثل ابن عباس وتلميذه عطاء. فترى التابعي يخالف الصحابي أحياناً في التفسير والفقه، فلا يستدرك الصحابي عليه ويقول أنا على الصواب لأني أنا صحابي وأنت تابعي.
واتفق العلماء أن قول الصحابي أولى من غيره، وإن اختلفوا في حجيته. واتفقوا على أن ما أجمع عليه الصحابة من تفسير فهو ملزم لمن بعدهم. ولكن إثبات إجماع الصحابة عسيرٌ وصعب
تعليق:
إذاً ، يمكن مخالفة تفسير الصحابي في حالة:
لم يكن تفسيره خاص بالعقيدة
في اخبار الفتن والملاحم ليس ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم
تفسير لغوي يقبل الخلاف وليس ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر آخر:
سكت النبي عن تفسير كثير من الآيات واجتهد فيها الصحابة بفكرهم
وفهمهم للغة ، ففي حادثة مشهورة :
وجد ناس من المهاجرين على عمر بن الخطاب في إدنائه ابن عباس دونهم، فقال عمر: اما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله، فسألهم عن هذه السورة اذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمر الله نبيه اذا رأى الناس يدخلون في دين الله افواجا أن يحمده على ذلك ويستغفره، فقال عمر: يا بن عباس تكلم، فقال أعلمه أنه ميت، يقول: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" فهي آتيك الموت.
وهنا اختلف فهم الصحابة في غير عقيدة
ولما كانت في القرآن إشارات كونية وعلمية لا يمكن فهمها في تلك العصور
فقد اجتهد فيها الصحابة على قدر علمهم ، ولكن الله عز وجل أعلمنا أنه
سيرينا آياته في الآفاق وفي أنفسنا حتى يتبين لنا أنه الحق،
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
معنى التسوية:
وردت التسوية في عدة مواضع في القرآن ، دلت كلها على معنى اتقان الخلقة :
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
أَيْ جَعَلَك مُعْتَدِلًا سَوِيّ الْخَلْق
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا
" سَوَّاك رَجُلًا " أَيْ جَعَلَك مُعْتَدِل الْقَامَة وَالْخَلْق
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى
أَيْ خَلَقَ الْخَلِيقَة وَسَوَّى كُلّ مَخْلُوق فِي أَحْسَن الْهَيْئَات .
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
" فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا " أَيْ عَلَى صُورَة إِنْسَان تَامّ كَامِل
إذاً ، يسوي ليست بالضرورة تعني "يجعلها مستوية" بل يمكن ان تفهم
انها عملية اتقان الخلق ، وكماله ، وبالنسبة للبنان التي هي موضع بصمات
الأصابع ، فهي لا تكتمل حتى ترجع هذه البصمات لصورتها الأولى
والله أعلى و أعلم