مجدي فوزي
2011-07-12, 12:13 AM
لطائف قرآنية5
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الإسراء(1)
إذا تأملنا هذه الآية الكريمة نجدها ليست فقط تتحدث عن معجزة إلهية ، ولكن عن إخبار بغيب أيضا .
كيف ذلك ؟
نزلت هذه السورة (الإسراء) في مكة قبل الهجرة ، ولم يكن المسجد الحرام ساعتها مسجدا خالصا للمسلمين ، بل كان يحتوي على أكثر من 300 صنم ، ويطوف الكفار حوله عراه ، ويتم يوميا التنكيل بالمسلمين المتجرئين على الصلاة فيه ، وأولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يحاول بعض المشركين خنقه وهو يصلي أول يضعون على ظهره سلى الجذور ( مخلفات حيوانية) نكاية فيه صلى الله عليه وسلم . وكون الله عز وجل يتكلم عن هذا الموضع بهذه الطريقة التي لا يخالطها شك ان هذا الموضع سيكون مسجدا بالمعنى المعروف الآن ، لهو إنباء عن غيب أكيد الحدوث ، لآن الاسلام كان أيامها ضعيفا جدا ، ولم يكن هناك ضمان على مستوى الحسابات البشرية لآن ينتصر الاسلام فيقوم بتحويل هذا المكان لمسجد حقيقي. بمعنى آخر ، تخيل ماذا سيكون الموقف لو انهزم الاسلام ولم يظهر المسلمون ؟ هل كان هذا المكان سيعتبر مسجدا؟ طبعا لا .
على الجانب الآخر ، هل كان المسجد الأقصى موجودا كما نعرفه الآن ؟ طبعا لا ، بل كان أطلال وبقايا مسجد انبياء بني اسرائيل ، وهو المكان الذي كان يصلي فيه الانبياء عليهم السلام ، ولم يكن مسجدا بالمعنى المعروف الآن ،و هذه بشرى أخرى ان هذا الموضع سيكون مسجدا بالمعنى المعروف الآن ، وهذا يعني انتصار وتمكين الاسلام ، وإلا لو تحقق القضاء على الاسلام في تلك الايام فلن يكون هذا الموضع مسجدا ابدا .
وإن كان كلمة مسجد هنا تعني مكان العبادة والصلاة وهي عبادة كان يمارسها الانبياء من قديم الزمان في هذين الموضعين بالذات ، لآن تاريخ هذين الموضعين قديم ويرجع لآدم عليه السلام :
روى البخاري في صحيحه :
" عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟
قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة
بعد فصلّ ، فإن الفضل فيه " .
معنى هذا ان هذين الموضعين قد اختارهما الله عز وجل كموضعين للعبادة منذ بداية البشرية ، هذا صحيح ولكن هذه الآية الكريمة
هي بشرى تؤكد ان هذين الموضعين كانا وسيظلا مكانين للعبادة والصلاة الى يوم القيامة . لذلك كان لابد من انتصار الدعوة الاسلامية ليتحقق ذلك ، لآن المكانين كانا في زمن نزول السورة تحت سيطرة غير المسلمين .
الخلاصة: ان في الآية بشرى لظهور دين الاسلام رغم ضعفه وقت نزول السورة. وفي هذا إعجاز ولاشك .
والحمد لله رب العالمين
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الإسراء(1)
إذا تأملنا هذه الآية الكريمة نجدها ليست فقط تتحدث عن معجزة إلهية ، ولكن عن إخبار بغيب أيضا .
كيف ذلك ؟
نزلت هذه السورة (الإسراء) في مكة قبل الهجرة ، ولم يكن المسجد الحرام ساعتها مسجدا خالصا للمسلمين ، بل كان يحتوي على أكثر من 300 صنم ، ويطوف الكفار حوله عراه ، ويتم يوميا التنكيل بالمسلمين المتجرئين على الصلاة فيه ، وأولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يحاول بعض المشركين خنقه وهو يصلي أول يضعون على ظهره سلى الجذور ( مخلفات حيوانية) نكاية فيه صلى الله عليه وسلم . وكون الله عز وجل يتكلم عن هذا الموضع بهذه الطريقة التي لا يخالطها شك ان هذا الموضع سيكون مسجدا بالمعنى المعروف الآن ، لهو إنباء عن غيب أكيد الحدوث ، لآن الاسلام كان أيامها ضعيفا جدا ، ولم يكن هناك ضمان على مستوى الحسابات البشرية لآن ينتصر الاسلام فيقوم بتحويل هذا المكان لمسجد حقيقي. بمعنى آخر ، تخيل ماذا سيكون الموقف لو انهزم الاسلام ولم يظهر المسلمون ؟ هل كان هذا المكان سيعتبر مسجدا؟ طبعا لا .
على الجانب الآخر ، هل كان المسجد الأقصى موجودا كما نعرفه الآن ؟ طبعا لا ، بل كان أطلال وبقايا مسجد انبياء بني اسرائيل ، وهو المكان الذي كان يصلي فيه الانبياء عليهم السلام ، ولم يكن مسجدا بالمعنى المعروف الآن ،و هذه بشرى أخرى ان هذا الموضع سيكون مسجدا بالمعنى المعروف الآن ، وهذا يعني انتصار وتمكين الاسلام ، وإلا لو تحقق القضاء على الاسلام في تلك الايام فلن يكون هذا الموضع مسجدا ابدا .
وإن كان كلمة مسجد هنا تعني مكان العبادة والصلاة وهي عبادة كان يمارسها الانبياء من قديم الزمان في هذين الموضعين بالذات ، لآن تاريخ هذين الموضعين قديم ويرجع لآدم عليه السلام :
روى البخاري في صحيحه :
" عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟
قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة
بعد فصلّ ، فإن الفضل فيه " .
معنى هذا ان هذين الموضعين قد اختارهما الله عز وجل كموضعين للعبادة منذ بداية البشرية ، هذا صحيح ولكن هذه الآية الكريمة
هي بشرى تؤكد ان هذين الموضعين كانا وسيظلا مكانين للعبادة والصلاة الى يوم القيامة . لذلك كان لابد من انتصار الدعوة الاسلامية ليتحقق ذلك ، لآن المكانين كانا في زمن نزول السورة تحت سيطرة غير المسلمين .
الخلاصة: ان في الآية بشرى لظهور دين الاسلام رغم ضعفه وقت نزول السورة. وفي هذا إعجاز ولاشك .
والحمد لله رب العالمين