مجدي فوزي
2011-07-17, 11:54 PM
كيف السبيل الى الخلاص ؟ كيف يدخل المسيحي ملكوت السماء ؟
هناك تنازع بين طريقتين مسجلتين في العهد الجديد ، طريقة المسيح ، وطريقة بولس
أولا:
طريقة المسيح:
يبدو ان يسوع يرى ان الخلاص يكون بالاعمال الخيرية والخلق الحسن ، وهذه نماذج من أقواله تؤيد ذلك:
مت-25-31: ((ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه ،فحينئذ يجلس على كرسي مجده.
مت-25-32: ويجتمع أمامه جميع الشعوب ،فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء،
مت-25-33: فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.
مت-25-34: ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي ،رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.
مت-25-35: لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني.
مت-25-36: عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي.
مت-25-37: فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يارب ،متى رأيناك جائعا فأطعمناك ،أو عطشانا فسقيناك؟
مت-25-38: ومتى رأيناك غريبا فآويناك ،أو عريانا فكسوناك؟
مت-25-39: ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك؟
مت-25-40: فيجيب الملك ويقول لهم : الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ،فبي فعلتم.
مت-25-41: ((ثم يقول أيضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته،
مت-25-42: لأني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني.
مت-25-43: كنت غريبا فلم تأووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني.
مت-25-44: حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين : يارب متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو عريانا أو مريضا أو محبوسا ولم نخدمك؟
مت-25-45: فيجيبهم قائلا : الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا.
مت-25-46: فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية)).
إذاً ، هذا هو السبيل ، الاعمال الطيبة والتعامل الانساني مع الناس ، لاحظ هنا ان الانجيل يقول : ويجتمع أمامه جميع الشعوب
ويميز بينهم مع بيان سبب التمييز ، فيقول لمن على يمينه ، رثوا الملكوت ( لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني)
ويقول لمن على يساره ، اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار مع بيان السبب ( جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني)
الكلام واضح لم يشترط فيه ايمان بإله مصلوب.
لو-10-25: وإذا ناموسي قام يجربه قائلا: ((يا معلم وقال ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟))
لو-10-26: فقال له: ((ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ؟))
لو-10-27: فأجاب: ((تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قدرتك ، ومن كل فكرك ، وقريبك مثل نفسك)).
لو-10-28: فقال له: ((بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا)).
مرة أخرى ، يسوع يفهمنا انه إذا أحببت الرب من كل نفسك ، وأحببت قريبك مثل نفسك فأنت من الناجين .
مت-5-3: ((طوبى للمساكين بالروح ، لأن لهم ملكوت السماوات.
مت-5-4: طوبى للحزانى ، لأنهم يتعزون.
مت-5-5: طوبى للودعاء ، لأنهم يرثون الأرض.
مت-5-6: طوبى للجياع والعطاش إلى البر ،لأنهم يشبعون.
مت-5-7: طوبى للرحماء ، لأنهم يرحمون.
مت-5-8: طوبى للأنقياء القلب ، لأنهم يعاينون الله.
مت-5-9: طوبى لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون.
مت-5-10: طوبى للمطرودين من أجل البر ، لأن لهم ملكوت السماوات.
مت-5-11: طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة ، من أجلي ،كاذبين.
مت-5-12: افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم.
إذاً ، هؤلاء لهم ملكوت السماوات : المساكين ، الودعاء ، الرحماء ، الانقياء القلب ، صانعي السلام ، المطرودين من اجل البر
ليس فيهم من آمن بإله مصلوب
مت-5-19: فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا ،يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم ،فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات.
مت-5-20: فإني أقول لكم: إنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات.
وهنا نجد العمل بالوصايا الشرعية ، وزيادة البر ينجيان الانسان
مت-7-21: ((ليس كل من يقول لي: يا رب ، يا رب ! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
مت-7-22: كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب ، يا رب ! أليس باسمك تنبأنا ، وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟
مت-7-23: فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!
وهنا نجد ان الذي يعمل بمشيئة الآب هو الذي يدخل ملكوت السماوات ، يعني يلزم الوصايا ، وهذا يؤيد ما ذكرناه سابقا .
مت-16-27: فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.
مرة أخرى الاعمال هي التي تحكم على صاحبها (وليس الايمان بالصلب والفداء)
مت-7-13: ((ادخلوا من الباب الضيق ،لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه!
مت-7-14: ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه!
مت-19-16: وإذا واحد تقدم وقال له: ((أيها المعلم الصالح ، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟))
مت-19-17: فقال له: ((لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله. ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا)).
مت-19-18: قال له: ((أية الوصايا؟)) فقال يسوع: ((لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزور.
مت-19-19: أكرم أباك وأمك ، وأحب قريبك كنفسك)).
مت-19-20: قال له الشاب: ((هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فماذا يعوزني بعد؟))
مت-19-21: قال له يسوع: ((إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء ، فيكون لك كنز في السماء ، وتعال اتبعني)).
مت-19-22: فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا ، لأنه كان ذا أموال كثيرة.
مت-19-23: فقال يسوع لتلاميذه: (( الحق أقول لكم: إنه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات!
هنا أيضا دخول الملكوت بحفظ الوصايا الشرعية والتصدق بمالك .
مر-9-43: وإن أعثرتك يدك فاقطعها. خير لك أن تدخل الحياة أقطع من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفأ.
مر-9-45: وإن أعثرتك رجلك فاقطعها. خير لك أن تدخل الحياة أعرج من أن تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفأ.
مر-9-47: وإن أعثرتك عينك فاقلعها. خير لك أن تدخل ملكوت الله أعور من أن تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار
تجنب المحرمات من اسباب دخول ملكوت الله .
مر-12-28: فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسنا، سأله: ((أية وصية هي أول الكل؟))
مر-12-29: فأجابه يسوع: ((إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد.
مر-12-30: وتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى.
مر-12-31: وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين)).
مر-12-32: فقال له الكاتب: ((جيدا يا معلم. بالحق قلت، لأنه الله واحد وليس آخر سواه.
مر-12-33: ومحبته من كل القلب، ومن كل الفهم، ومن كل النفس، ومن كل القدرة، ومحبة القريب كالنفس، هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح)).
مر-12-34: فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل، قال له: ((لست بعيدا عن ملكوت الله)). ولم يجسر أحد بعد ذلك أن يسأله!
هنا التوحيد والاعمال الطيبة هي مدخل ملكوت الله .
لو-13-5: كلا ! أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون)).
هنا التوبة تنجي صاحبها .
11
لو-13-23: فقال له واحد: ((يا سيد ، أقليل هم الذين يخلصون؟)) فقال لهم:
لو-13-24: ((اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ، فإني أقول لكم: إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون
لو-13-25: من بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب ، وابتدأتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين: يا رب ، يا رب ، افتح لنا يجيب ، ويقول لكم : لا أعرفكم من أين أنتم!
لو-13-26: حينئذ تبتدئون تقولون: أكلنا قدامك وشربنا ، وعلمت في شوارعنا!
لو-13-27: فيقول: أقول لكم : لا أعرفكم من أين أنتم ، تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم!
هنا نجد ان الناجين قليلون ، وان اعتياد فعل الاثم سبب عدم دخول الملكوت.
12
لو-19-1 ثم دخل واجتاز في أريحا.
لو-19-2: وإذا رجل اسمه زكا ، وهو رئيس للعشارين وكان غنيا،
لو-19-3: وطلب أن يرى يسوع من هو ، ولم يقدر من الجمع ، لأنه كان قصير القامة.
لو-19-4: فركض متقدما وصعد إلى جميزة لكي يراه ، لأنه كان مزمعا أن يمر من هناك.
لو-19-5: فلما جاء يسوع إلى المكان ، نظر إلى فوق فرآه ، وقال له: ((يا زكا ، أسرع وانزل ، لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك)).
لو-19-6: فأسرع ونزل وقبله فرحا.
لو-19-7: فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين: ((إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ)).
لو-19-8: فوقف زكا وقال للرب: ((ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين ، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف)).
لو-19-9: فقال له يسوع: ((اليوم حصل خلاص لهذا البيت ، إذ هو أيضا ابن إبراهيم،
هاهو رجل عشار خاطيء حصل له خلاص لآنه نوى ان يتصدق بنصف ماله للمساكين وبدون أي ايمان بمصلوب .
13
مت-19-29: وكل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمي ، يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية.
كل من خسر شيئا بسبب اسم يسوع يجازى بدخول الملكوت وله 100 ضعف ما ترك ، ولا دخل للصلب في الخلاص
إذاً ، اسباب كثيرة للخلاص ودخول الملكوت ليس بينها الايمان بإله مصلوب .
على الجانب الآخر ، بين يسوع ان دخول الاغنياء الملكوت عسير جدا ، وان مرور الجمل من ثقب ابرة أيسر
مر-10-24: فتحير التلاميذ من كلامه. فأجاب يسوع أيضا وقال لهم: ((يا بني، ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله!
مر-10-25: مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله!))
مت-7-13: ((ادخلوا من الباب الضيق ،لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه!
مت-7-14: ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه!
هنا نجد ان الغنى غالبا من اسباب عدم دخول الملكوت وليس الكفر بالصلب .
وحسب قول المسيح من ان الدخلين لملكوت السماوات قليلون ، بينما الداخلون لبلب الهلاك كثيرون ، بناءا على هذه الحسابات ، نجد ان اغلب
المسيحيين لن يدخلوا الملكوت مع ايمانهم الإله المصلوب .
جدير بالذكر ان رسالة يعقوب تؤيد مذهب المسيح :
ع-2-14: ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيمانا ولكن ليس له أعمال؟ هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟
يع-2-15: إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي،
يع-2-16: فقال لهما أحدكم: ((امضيا بسلام، استدفئا واشبعا)) ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟
يع-2-17: هكذا الإيمان أيضا، إن لم يكن له أعمال، ميت في ذاته.
يع-2-18: لكن يقول قائل: ((أنت لك إيمان، وأنا لي أعمال!)) أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أريك بأعمالي إيماني.
يع-2-19: أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون!
يع-2-20: ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟
يع-2-21: ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح؟
يع-2-22: فترى أن الإيمان عمل مع أعماله، وبالأعمال أكمل الإيمان،
يع-2-23: وتم الكتاب القائل: ((فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا)) ودعي خليل الله.
يع-2-24: ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده.
يع-2-25: كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟
يع-2-26: لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت.
ثانيا :
طريق بولس:
العجيب ان بولس قد سلك طريقا مخالفا تماما عن طريق المسيح ، فهو غالبا يرى ان الايمان بالمسيح مصلوبا لغفران الخطايا هو طريق الخلاص:
رو-5-1 فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح
يقول انطونيوس فكري:
بربنا يسوع المسيح= كل ما حصلنا عليه كان بفداء المسيح.
رو-5-2: الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله.
رو-5-18: فإذا كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة.
يرى بولس انه ببر واحد (صلب المسيح) ، كفر عن خطايا جميع الناس واعطاهم فرصة دخول الملكوت .
اف-2-4: الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها،
اف-2-5: ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح - بالنعمة أنتم مخلصون -
اف-2-6: وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع،
اف-2-7: ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع.
اف-2-8: لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله.
اف-2-9: ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد.
تفسير انطونيوس فكري:
بالنعمة أنتم مخلصون: النعمة هي عطية مجانية، فالله من محبته أعطانا الخلاص والحياة مجاناً، فالمسيح مات عنا ونحن بعد خطاة أي دون أي إستحقاق منا أي مجاناً. وهكذا حل الروح القدس علينا مجاناً، فمن كان يستحق هذا، وأى عمل نعمله به نستحق أن يحل علينا الروح القدس. كان كل ما أخذناه ليس في مقابل أعمال صالحة عملناها، ولكن أعطى الله ما أعطاه لنا من محبته. ولو كان الله قد أعطى ما أعطاه في مقابل أعمال صالحة فما هي الأعمال الصالحة التي عملها الأمم حتى يعطيهم الله الخلاص
يتبنى المفسر نظرية بولس : ( فالمسيح مات عنا ونحن بعد خطاة أي دون أي إستحقاق منا أي مجاناً) ،( كل ما أخذناه ليس في مقابل أعمال صالحة عملناها)
رو-3-21: وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والأنبياء
رو-3-22: بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لأنه لا فرق.
رو-3-23: إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله
رو-3-24: متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح
رو-3-25: الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله.
رو-3-26: لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون بارا ويبرر من هو من الإيمان بيسوع.
رو-3-27: فأين الافتخار؟ قد انتفى. بأي ناموس؟ أبناموس الأعمال؟ كلا. بل بناموس الإيمان.
رو-3-28: إذا نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس.
رو-4-5: وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له برا.
غل-2-16: إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح، لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما.
تم-1-8: فلا تخجل بشهادة ربنا، ولا بي أنا أسيره، بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله،
2تم-1-9: الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية،
هذا هو بولس ، يقول ان الخلاص بالايمان بالفداء الذي بيسوع بدون أعمال الناموس
أين قال المسيح مثل هذا الكلام ؟ أم انه قد غير آرائه عن الخلاص ؟
وأين قال بولس كلام يشبه حتى في المعنى كلام المسيح عن الخلاص والتبرر؟
لاحظ جيدا ان المسيح لم يغير كلامه بل بولس هو الذي غير كلام المسيح . لماذا ؟
لآن يسوع في انجيل متى 32:25 يتكلم عن النجاة في يوم الدينونة ، فمن غير المعقول ان يقول يسوع كلاما يصف به موقف
الناس يوم القيامة ( يعني لا يمكن تغييره) ثم يأتي بولس ويقول كلام يناقضه (حتى ولو من باب النسخ الذي لا يعترفون به)
سؤال آخر:
لماذا لم يستشهد بولس ولو مرة واحدة من الاناجيل الاربعة ؟
ربما يقول قائل ، لآن بولس سبق الاناجيل الاربعة في الوجود
لكن نرد عليه :
من المفترض حسب انجيل لوقا ان كثيرين كانوا يكتبون قصص عن حياة واعمال يسوع في ذلك الزمان ، وان التلاميذ كان بعضهم لازال موجودا في عصر بولس ، فلماذا لم يأخذ بولس عنهم أي تعاليم ؟
لماذا لم يذكر بولس أي أقوال منسوبة للمسيح في رسالاته ؟
طبعا بولس تم قتله في روما حوالي عام 65 م ، وربما تكون أغلب الاناجيل كتبت بعد ذلك
ولكن صحيح ، لماذا تأخر الروح القدس في الوحي لكتبة الاناجيل أكثر من 30 عام ؟
ولماذا لم يختار كلهم من التلاميذ و اوحى للوقا ومرقص وهما ليسا من التلاميذ ؟ (حتى الباقين الله أعلم بهم)
الخلاصة :
الخلاص في النصرانية يوم القيامة ليس بمذهب بولس ، ولكن بمذهب المسيح : "أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته"
طبعا الخلاص الحقيقي في شهادة " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله "
كل هذا يؤكد ان الكتاب (ما يسمى بالعهد الجديد) الذي لم يكن موجودا ولا مقدسا ايام بولس ، لا يمكن ان يكون مقدسا اليوم .
هناك تنازع بين طريقتين مسجلتين في العهد الجديد ، طريقة المسيح ، وطريقة بولس
أولا:
طريقة المسيح:
يبدو ان يسوع يرى ان الخلاص يكون بالاعمال الخيرية والخلق الحسن ، وهذه نماذج من أقواله تؤيد ذلك:
مت-25-31: ((ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه ،فحينئذ يجلس على كرسي مجده.
مت-25-32: ويجتمع أمامه جميع الشعوب ،فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء،
مت-25-33: فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.
مت-25-34: ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي ،رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.
مت-25-35: لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني.
مت-25-36: عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي.
مت-25-37: فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يارب ،متى رأيناك جائعا فأطعمناك ،أو عطشانا فسقيناك؟
مت-25-38: ومتى رأيناك غريبا فآويناك ،أو عريانا فكسوناك؟
مت-25-39: ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك؟
مت-25-40: فيجيب الملك ويقول لهم : الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ،فبي فعلتم.
مت-25-41: ((ثم يقول أيضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته،
مت-25-42: لأني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني.
مت-25-43: كنت غريبا فلم تأووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني.
مت-25-44: حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين : يارب متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو عريانا أو مريضا أو محبوسا ولم نخدمك؟
مت-25-45: فيجيبهم قائلا : الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا.
مت-25-46: فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية)).
إذاً ، هذا هو السبيل ، الاعمال الطيبة والتعامل الانساني مع الناس ، لاحظ هنا ان الانجيل يقول : ويجتمع أمامه جميع الشعوب
ويميز بينهم مع بيان سبب التمييز ، فيقول لمن على يمينه ، رثوا الملكوت ( لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني)
ويقول لمن على يساره ، اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار مع بيان السبب ( جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني)
الكلام واضح لم يشترط فيه ايمان بإله مصلوب.
لو-10-25: وإذا ناموسي قام يجربه قائلا: ((يا معلم وقال ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟))
لو-10-26: فقال له: ((ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ؟))
لو-10-27: فأجاب: ((تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قدرتك ، ومن كل فكرك ، وقريبك مثل نفسك)).
لو-10-28: فقال له: ((بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا)).
مرة أخرى ، يسوع يفهمنا انه إذا أحببت الرب من كل نفسك ، وأحببت قريبك مثل نفسك فأنت من الناجين .
مت-5-3: ((طوبى للمساكين بالروح ، لأن لهم ملكوت السماوات.
مت-5-4: طوبى للحزانى ، لأنهم يتعزون.
مت-5-5: طوبى للودعاء ، لأنهم يرثون الأرض.
مت-5-6: طوبى للجياع والعطاش إلى البر ،لأنهم يشبعون.
مت-5-7: طوبى للرحماء ، لأنهم يرحمون.
مت-5-8: طوبى للأنقياء القلب ، لأنهم يعاينون الله.
مت-5-9: طوبى لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون.
مت-5-10: طوبى للمطرودين من أجل البر ، لأن لهم ملكوت السماوات.
مت-5-11: طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة ، من أجلي ،كاذبين.
مت-5-12: افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم.
إذاً ، هؤلاء لهم ملكوت السماوات : المساكين ، الودعاء ، الرحماء ، الانقياء القلب ، صانعي السلام ، المطرودين من اجل البر
ليس فيهم من آمن بإله مصلوب
مت-5-19: فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا ،يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم ،فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات.
مت-5-20: فإني أقول لكم: إنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات.
وهنا نجد العمل بالوصايا الشرعية ، وزيادة البر ينجيان الانسان
مت-7-21: ((ليس كل من يقول لي: يا رب ، يا رب ! يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات.
مت-7-22: كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب ، يا رب ! أليس باسمك تنبأنا ، وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟
مت-7-23: فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!
وهنا نجد ان الذي يعمل بمشيئة الآب هو الذي يدخل ملكوت السماوات ، يعني يلزم الوصايا ، وهذا يؤيد ما ذكرناه سابقا .
مت-16-27: فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.
مرة أخرى الاعمال هي التي تحكم على صاحبها (وليس الايمان بالصلب والفداء)
مت-7-13: ((ادخلوا من الباب الضيق ،لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه!
مت-7-14: ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه!
مت-19-16: وإذا واحد تقدم وقال له: ((أيها المعلم الصالح ، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟))
مت-19-17: فقال له: ((لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله. ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا)).
مت-19-18: قال له: ((أية الوصايا؟)) فقال يسوع: ((لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزور.
مت-19-19: أكرم أباك وأمك ، وأحب قريبك كنفسك)).
مت-19-20: قال له الشاب: ((هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فماذا يعوزني بعد؟))
مت-19-21: قال له يسوع: ((إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء ، فيكون لك كنز في السماء ، وتعال اتبعني)).
مت-19-22: فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا ، لأنه كان ذا أموال كثيرة.
مت-19-23: فقال يسوع لتلاميذه: (( الحق أقول لكم: إنه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السماوات!
هنا أيضا دخول الملكوت بحفظ الوصايا الشرعية والتصدق بمالك .
مر-9-43: وإن أعثرتك يدك فاقطعها. خير لك أن تدخل الحياة أقطع من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفأ.
مر-9-45: وإن أعثرتك رجلك فاقطعها. خير لك أن تدخل الحياة أعرج من أن تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفأ.
مر-9-47: وإن أعثرتك عينك فاقلعها. خير لك أن تدخل ملكوت الله أعور من أن تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار
تجنب المحرمات من اسباب دخول ملكوت الله .
مر-12-28: فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسنا، سأله: ((أية وصية هي أول الكل؟))
مر-12-29: فأجابه يسوع: ((إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد.
مر-12-30: وتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى.
مر-12-31: وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين)).
مر-12-32: فقال له الكاتب: ((جيدا يا معلم. بالحق قلت، لأنه الله واحد وليس آخر سواه.
مر-12-33: ومحبته من كل القلب، ومن كل الفهم، ومن كل النفس، ومن كل القدرة، ومحبة القريب كالنفس، هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح)).
مر-12-34: فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل، قال له: ((لست بعيدا عن ملكوت الله)). ولم يجسر أحد بعد ذلك أن يسأله!
هنا التوحيد والاعمال الطيبة هي مدخل ملكوت الله .
لو-13-5: كلا ! أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون)).
هنا التوبة تنجي صاحبها .
11
لو-13-23: فقال له واحد: ((يا سيد ، أقليل هم الذين يخلصون؟)) فقال لهم:
لو-13-24: ((اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ، فإني أقول لكم: إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون
لو-13-25: من بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب ، وابتدأتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين: يا رب ، يا رب ، افتح لنا يجيب ، ويقول لكم : لا أعرفكم من أين أنتم!
لو-13-26: حينئذ تبتدئون تقولون: أكلنا قدامك وشربنا ، وعلمت في شوارعنا!
لو-13-27: فيقول: أقول لكم : لا أعرفكم من أين أنتم ، تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم!
هنا نجد ان الناجين قليلون ، وان اعتياد فعل الاثم سبب عدم دخول الملكوت.
12
لو-19-1 ثم دخل واجتاز في أريحا.
لو-19-2: وإذا رجل اسمه زكا ، وهو رئيس للعشارين وكان غنيا،
لو-19-3: وطلب أن يرى يسوع من هو ، ولم يقدر من الجمع ، لأنه كان قصير القامة.
لو-19-4: فركض متقدما وصعد إلى جميزة لكي يراه ، لأنه كان مزمعا أن يمر من هناك.
لو-19-5: فلما جاء يسوع إلى المكان ، نظر إلى فوق فرآه ، وقال له: ((يا زكا ، أسرع وانزل ، لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك)).
لو-19-6: فأسرع ونزل وقبله فرحا.
لو-19-7: فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين: ((إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ)).
لو-19-8: فوقف زكا وقال للرب: ((ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين ، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف)).
لو-19-9: فقال له يسوع: ((اليوم حصل خلاص لهذا البيت ، إذ هو أيضا ابن إبراهيم،
هاهو رجل عشار خاطيء حصل له خلاص لآنه نوى ان يتصدق بنصف ماله للمساكين وبدون أي ايمان بمصلوب .
13
مت-19-29: وكل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمي ، يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية.
كل من خسر شيئا بسبب اسم يسوع يجازى بدخول الملكوت وله 100 ضعف ما ترك ، ولا دخل للصلب في الخلاص
إذاً ، اسباب كثيرة للخلاص ودخول الملكوت ليس بينها الايمان بإله مصلوب .
على الجانب الآخر ، بين يسوع ان دخول الاغنياء الملكوت عسير جدا ، وان مرور الجمل من ثقب ابرة أيسر
مر-10-24: فتحير التلاميذ من كلامه. فأجاب يسوع أيضا وقال لهم: ((يا بني، ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله!
مر-10-25: مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله!))
مت-7-13: ((ادخلوا من الباب الضيق ،لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك ، وكثيرون هم الذين يدخلون منه!
مت-7-14: ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه!
هنا نجد ان الغنى غالبا من اسباب عدم دخول الملكوت وليس الكفر بالصلب .
وحسب قول المسيح من ان الدخلين لملكوت السماوات قليلون ، بينما الداخلون لبلب الهلاك كثيرون ، بناءا على هذه الحسابات ، نجد ان اغلب
المسيحيين لن يدخلوا الملكوت مع ايمانهم الإله المصلوب .
جدير بالذكر ان رسالة يعقوب تؤيد مذهب المسيح :
ع-2-14: ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيمانا ولكن ليس له أعمال؟ هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟
يع-2-15: إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي،
يع-2-16: فقال لهما أحدكم: ((امضيا بسلام، استدفئا واشبعا)) ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة؟
يع-2-17: هكذا الإيمان أيضا، إن لم يكن له أعمال، ميت في ذاته.
يع-2-18: لكن يقول قائل: ((أنت لك إيمان، وأنا لي أعمال!)) أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أريك بأعمالي إيماني.
يع-2-19: أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون!
يع-2-20: ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟
يع-2-21: ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح؟
يع-2-22: فترى أن الإيمان عمل مع أعماله، وبالأعمال أكمل الإيمان،
يع-2-23: وتم الكتاب القائل: ((فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا)) ودعي خليل الله.
يع-2-24: ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده.
يع-2-25: كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟
يع-2-26: لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت.
ثانيا :
طريق بولس:
العجيب ان بولس قد سلك طريقا مخالفا تماما عن طريق المسيح ، فهو غالبا يرى ان الايمان بالمسيح مصلوبا لغفران الخطايا هو طريق الخلاص:
رو-5-1 فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح
يقول انطونيوس فكري:
بربنا يسوع المسيح= كل ما حصلنا عليه كان بفداء المسيح.
رو-5-2: الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله.
رو-5-18: فإذا كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة.
يرى بولس انه ببر واحد (صلب المسيح) ، كفر عن خطايا جميع الناس واعطاهم فرصة دخول الملكوت .
اف-2-4: الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها،
اف-2-5: ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح - بالنعمة أنتم مخلصون -
اف-2-6: وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع،
اف-2-7: ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع.
اف-2-8: لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله.
اف-2-9: ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد.
تفسير انطونيوس فكري:
بالنعمة أنتم مخلصون: النعمة هي عطية مجانية، فالله من محبته أعطانا الخلاص والحياة مجاناً، فالمسيح مات عنا ونحن بعد خطاة أي دون أي إستحقاق منا أي مجاناً. وهكذا حل الروح القدس علينا مجاناً، فمن كان يستحق هذا، وأى عمل نعمله به نستحق أن يحل علينا الروح القدس. كان كل ما أخذناه ليس في مقابل أعمال صالحة عملناها، ولكن أعطى الله ما أعطاه لنا من محبته. ولو كان الله قد أعطى ما أعطاه في مقابل أعمال صالحة فما هي الأعمال الصالحة التي عملها الأمم حتى يعطيهم الله الخلاص
يتبنى المفسر نظرية بولس : ( فالمسيح مات عنا ونحن بعد خطاة أي دون أي إستحقاق منا أي مجاناً) ،( كل ما أخذناه ليس في مقابل أعمال صالحة عملناها)
رو-3-21: وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والأنبياء
رو-3-22: بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لأنه لا فرق.
رو-3-23: إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله
رو-3-24: متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح
رو-3-25: الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله.
رو-3-26: لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون بارا ويبرر من هو من الإيمان بيسوع.
رو-3-27: فأين الافتخار؟ قد انتفى. بأي ناموس؟ أبناموس الأعمال؟ كلا. بل بناموس الإيمان.
رو-3-28: إذا نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس.
رو-4-5: وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له برا.
غل-2-16: إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح، لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما.
تم-1-8: فلا تخجل بشهادة ربنا، ولا بي أنا أسيره، بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله،
2تم-1-9: الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية،
هذا هو بولس ، يقول ان الخلاص بالايمان بالفداء الذي بيسوع بدون أعمال الناموس
أين قال المسيح مثل هذا الكلام ؟ أم انه قد غير آرائه عن الخلاص ؟
وأين قال بولس كلام يشبه حتى في المعنى كلام المسيح عن الخلاص والتبرر؟
لاحظ جيدا ان المسيح لم يغير كلامه بل بولس هو الذي غير كلام المسيح . لماذا ؟
لآن يسوع في انجيل متى 32:25 يتكلم عن النجاة في يوم الدينونة ، فمن غير المعقول ان يقول يسوع كلاما يصف به موقف
الناس يوم القيامة ( يعني لا يمكن تغييره) ثم يأتي بولس ويقول كلام يناقضه (حتى ولو من باب النسخ الذي لا يعترفون به)
سؤال آخر:
لماذا لم يستشهد بولس ولو مرة واحدة من الاناجيل الاربعة ؟
ربما يقول قائل ، لآن بولس سبق الاناجيل الاربعة في الوجود
لكن نرد عليه :
من المفترض حسب انجيل لوقا ان كثيرين كانوا يكتبون قصص عن حياة واعمال يسوع في ذلك الزمان ، وان التلاميذ كان بعضهم لازال موجودا في عصر بولس ، فلماذا لم يأخذ بولس عنهم أي تعاليم ؟
لماذا لم يذكر بولس أي أقوال منسوبة للمسيح في رسالاته ؟
طبعا بولس تم قتله في روما حوالي عام 65 م ، وربما تكون أغلب الاناجيل كتبت بعد ذلك
ولكن صحيح ، لماذا تأخر الروح القدس في الوحي لكتبة الاناجيل أكثر من 30 عام ؟
ولماذا لم يختار كلهم من التلاميذ و اوحى للوقا ومرقص وهما ليسا من التلاميذ ؟ (حتى الباقين الله أعلم بهم)
الخلاصة :
الخلاص في النصرانية يوم القيامة ليس بمذهب بولس ، ولكن بمذهب المسيح : "أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته"
طبعا الخلاص الحقيقي في شهادة " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله "
كل هذا يؤكد ان الكتاب (ما يسمى بالعهد الجديد) الذي لم يكن موجودا ولا مقدسا ايام بولس ، لا يمكن ان يكون مقدسا اليوم .