chouebo
2008-07-19, 04:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يدعي القساوسة - هؤلاء الكلاب الأمميين سود الهدوم و القلوب - و من خلفهم قطيع من الخراف الضالة أن موسى هو كاتب الأسفار الخمسة المنسوبة إليه ... و يثقون في ذلك صارخين بشهادات العهد الجديد المزور و الذي لا يعتدّ بشهادته
فهل هذا صحيح؟ هل صحيح أن موسى هو كاتب التوراة المحرفة التي لا تسمو حتى لتلقى في الزبالة ؟
سؤال يطرح نفسه بشدة و من الضروري الإجابة عليه و لذلك خصصت بحثي التالي للرد على هذا الإستفسار بطريقة علمية جديدة تلجم - بإذن الله - أفواه القساوسة المدلسين الذين لا ينفكّون يرمون بتقيؤاتهم هنا وهناك ومتلاعبين بعقول عوام النصارى ...
قبل أن نبدأ لنرى ما قاله بعض القساوسة المنصفين - بعد أن إنقطعت عنهم كل وسائل التدليس و التلفيق طبعا - :
1/ مقدمات العهد القديم نسخة الآباء اليسوعيين
یقول واضعوا مقدمات العهد القديم نسخة الاباء اليسوعيين في مدخل أسفار الشریعة الخمسة (( كثیراً من علامات التقدم تظھر في روایات ھذا الكتاب وشرائعھ مما حمل المفسرین من كاثولیك وغیرھم على التنقیب عن أصل الأسفار الخمسة ................. الأدب. فما من عالم كاثولیكي في عصرنا یعتقد أن موسى ذاتھ قد كتب كل البانتاتیك ( يقصد التوراة ) منذ قصة الخلق إلى قصة موتھ . كما أنھ لا یكفي أن یقال أنموسى أشرف على وضع النص الملھم الذي دونھ كتبة عدیدون في غضون أربعین سنة . بل یجب القول مع لجنة الكتاب المقدس البابویة ( ١٩٤٨ ) أنھ يوجد " ازدیاد تدریجي في الشرائع الموسویة سببتھ مناسبات العصور التالیة الإجتماعیة والدینیة ، تقدم یظھر أیضاً في الروایات التاریخیة " . ینبجس إذن مجمل البانتاتیك من تقلید الشعب المختار الحي بفضل عون إلھي مستمر . وقد حفظ ھذا التقلید الحي على توالي العصور في تیارات عدة ، تبرز آثارھا في الكتاب المقدس عن طریق النقد الكتابي . فأفضل شرح للإزدواج المتواتر والمراجعات والإختلافات الطفیفة بین نصوص البانتاتیك ھو القول بتمازج عدة تقالید . فللأسفار الأربعة الأولى ثلاثة مصادر رئیسیة . أولاً التقلید "الیھوي " ومصدره ، كما یسود الإعتقاد ، أسباط الجنوب وقد سمي كذلك لأن الله یحمل فیھ منذ البدء اسم یھوى . ثم التقلید "الإلھیمي" الذي یظن أن مصدره أسباط الشمال ویحمل الله فیھ اسم "الھیم " حتى الوحي في سیناء ، وأخیراً التقلید " الكھنوتي " الذي یتناول التاریخ المقدس والنصوص التشریعیة من ناحیة العبادة والكھنوت . بینما یشكل السفر الأخیر من البانتاتیك تقلیداً رابعاً ھو التقلید "الإشتراعي " وھو الذي یوجز ویربط بموسى تعدیلات الشریعة التي حصلت في أرض كنعان منذ عھد یشوع بن نون حتى أیام ملوك إسرائیل الأخیرین . ولكي نتبین بوضوح مراحل التقلید الحي فلنقرأ مثلاً سفر الأخبار ونقارنھ بالفصول الأخیرة من النبي حزقیال أو بكتابي عزرا ونحمیا . بینما نقدر أن نرفق قراءة سفر التثنیة بقراءة إرمیا وھو الأقرب منھ زماناً و وروحاً. )
2/ مقدمات العهد القديم للنسخة الكاثوليكية
يقول واضعوا مقدمات العھد القدیم للنسخة الكاثولیكیة :
[من الناحیة الأدبیة ، یسلَّم عادة بأن ، في أصل ھذه الأسفار ، أربع وثائق دمجھا أحد المحررین في حوالي القرن الرابع ق .م.، وھي : الیھوي (القرن العاشر والتاسع ) والإیلوھي (القرن الثامن ) والإشتراعي الثاني (القرن السابع ) والكھنوتي ( القرن الخامس) ]
ویزیدنا مدخل سفر التثنیة من نفس المصدر السابق وضوحاً فیقول : ( یظھر ھذا السفر بمظھر وحدة متشعبة . في الأصل مجموعات شرائع قریبة جداً من تشریع موسى ، حافظ اللاویین علیھا بعنایة كبرى ، ودمجت في وقت لاحق في خُطب نُسبت الى موسى )
و الآن لنعرض أحد أهم الأدلة التي تنفي كون موسى هو كاتب التوراة .... لنقرا معا من اخر اصحاح في سفر التثنية
. 5 فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. 6 ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم 7 وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته 8 فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات موآب ثلاثين يوما.فكملت ايام بكاء مناحة موسى 9 ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل وعملوا كما اوصى الرب موسى 10 ولم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه 11 في جميع الآيات والعجائب التي ارسله الرب ليعملها في ارض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل ارضه 12 وفي كل اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى امام اعين جميع اسرائيل
يبدو ان هذه النهاية اصابت القساوسة بالذعر فاخذوا يتخبطون و يتخبطون محاولين اخفاء الحقائق .................. فنجد الكلب الاممي منيس عبد النور يحاول الكذب ليزداد مجد الرب بكذبه قائلا :
الروح القدس الذي ألهم يشوع أن يكتب الكتاب التالي (وهو سفر يشوع) يلهمه طبعاً تدوين ختام سفر التثنية. ولذلك يكون التثنية 34 هو الإصحاح الأول من سفر يشوع. وقال أحد علماء الدين اليهود: قال أغلب المفسرين إن عزرا هو الذي كتب التثنية 34 ، وقال البعض الآخر إن الذي كتبه هو يشوع، وقال البعض الآخر إن السبعين شيخاً دوّنوا ذلك بعد وفاة موسى، فإن كتاب التثنية ينتهي في الأصل بهذه الآية: طوباك يا إسرائيل، من مثلك يا شعباً منصوراً بالرب ترس عونك . وإن الإصحاح الأخير من سفر التثنية كان في الأصل الإصحاح الأول من سفر يشوع، ولكنه نُقل من سفر يشوع وجُعل في آخر سفر التثنية على سبيل الإتمام. وهذا الرأي هو طبيعي إذا عرفنا أن التقاسيم والفواصل والإصحاحات جاءت بعد تدوين هذه الكتب بمدة طويلة، فإنه في تلك الأزمنة القديمة كانت عدّة كتب تتصل ببعضها في الكتابة بدون فواصل، فكان يمكن نقل أوّل كتاب إلى آخر الكتاب السابق، فيُعتبر مع تمادي الزمن خاتمة له (كما في التثنية). وهذا ما حدث لكاتب سفر التثنية وموته .
وقال أحد المحققين: لا بد أن يشوع توجَّه مع موسى إلى الجبل، فكما أن إيليا وأليشع كانا يسيران ويتكلمان، وإذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء (2ملوك 2: ) كذلك كان الحال مع موسى ويشوع، فإن يشوع كان ملازماً لموسى إلى أن أخذه الله منه، فسجّل يشوع قصة موت موسى
طبعا هذا الجاهل - من شدة حرج الموقف الذي هو فيه - لم يلاحظ ان اول كلامه يناقض اخره .......... فتارة تلهم الروح القدس يشوع باكمال السفر ......... و تارة اضيفت بداية سفر يشوع الى نهاية سفر التثنية .............. و من الملاحظ ايضا ان القس نسي - او تناسى - ان يذكر لنا اسم العالم اليهودي الذي سمح لنفسه ان يضع عدة احتمالات في مسالة تقتضي الحسم ......... والان نوجه الى القس المبجل هذا السؤال ........... من اضاف الاصحاح الاخير الى سفر التثنية ......... هل هو يشوع ؟ أم عزرا ؟ أم هم السبعون شيخاً ؟ وكيف أضافه الشيوخ السبعون ؟ هل اقترحه واحد منهم وصوت الشيوخ التسعة والستون بالموافقة على اقتراحه إضافة هذا الكلام ؟ أين الدليل يا سيادة القس على كلامك ? ....... بما انك تعزف على وتر الاحتمالات ...... هل استطيع ان افعل مثلك و اقول ان المحرفين هم من اضافوا هذا الاصحاح??
و القول بان يشوع قد سجل قصة موسى مضحك للغاية ...... وفي نفس الإصحاح نص عن يشوع جاء فيه : (( أنه امتلأ روحاً وحكمة فسمع له كل بني إسرائيل )) سفر التثنية [ 34 : 9 ] . فهذه حكاية عنه من غيره .
يقول كاتب سفر التثنية [ 34 : 1 ] : (( ولم يقم من بعده نبي في اسرائيل كموسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه ))
هذه شهادة لم يكن من الممكن أن يدلي بها موسى لنفسه ، أو أن تكون لشخص آخر أتى بعده مباشرة ، بل هذه شهادة لشخص عاش بعد موسى بقرون عديدة ، وقرأ عن أنبياء عديدين بعد موسى . . . ولا سيما أن المؤرخ قد استعمل الصيغة المعبرة : (( ولم يقم من بعد نبي في اسرائيل )) ويقول عن القبر : (( ولم يعرف أحد قبره إلي يومنا هذا )) .
ولكن التخبط لا يقف عند هذا الحد ....... يقول القس سويجارت:
ونحن نعتقد أن موسى كتب ما يسمى بالأسفار الخمسة ، تلك الكتب الخمسة الأولى باستثناء الترانيم القليلة ، وسفر التثنية ، وربما يكون قد كتب هذا أيضاً ، لأننا نعلم ..أن للرب من القدرة ، بحيث يوحي إلى موسى بالضبط الكيفية التي يموت بها ، ويوحي إليه بدقة الهيئة التي يكون عليها جنازته ، وهذا ليس بمعضل على الرب
طبعا ھذه الحیلة لا تقنع طفل صغیر فضلاً عن أي باحث ، لأن صیغة الكلام لا یشتم منھ رائحة النبوءة فالكلام یسرد تاریخیاً وقائع بصیغة الماضي كحقائق حدثت ولیست نبوءات مستقبلیة ......
مما يجدر ذكره ايضا في هذا الموضوع ان سفر التكوين يقول " وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبلما ملكَ ملِكٌ لبني إسرائيل" ( التكوين 36/31 ) فالكاتب قد أدرك عهد الملكية الذي كان بعد موسى بأربعة قرون.؟؟؟
إلى الآن لم أدخل في الموضوع الأصلي فمعذرة إخواني على الإطالة و لكنها كانت مقدمة ضرورية و في المشاركة القائمة دليل علمي و تاريخي جديد يبطل دعوى كتابة موسى للتوراة
يدعي القساوسة - هؤلاء الكلاب الأمميين سود الهدوم و القلوب - و من خلفهم قطيع من الخراف الضالة أن موسى هو كاتب الأسفار الخمسة المنسوبة إليه ... و يثقون في ذلك صارخين بشهادات العهد الجديد المزور و الذي لا يعتدّ بشهادته
فهل هذا صحيح؟ هل صحيح أن موسى هو كاتب التوراة المحرفة التي لا تسمو حتى لتلقى في الزبالة ؟
سؤال يطرح نفسه بشدة و من الضروري الإجابة عليه و لذلك خصصت بحثي التالي للرد على هذا الإستفسار بطريقة علمية جديدة تلجم - بإذن الله - أفواه القساوسة المدلسين الذين لا ينفكّون يرمون بتقيؤاتهم هنا وهناك ومتلاعبين بعقول عوام النصارى ...
قبل أن نبدأ لنرى ما قاله بعض القساوسة المنصفين - بعد أن إنقطعت عنهم كل وسائل التدليس و التلفيق طبعا - :
1/ مقدمات العهد القديم نسخة الآباء اليسوعيين
یقول واضعوا مقدمات العهد القديم نسخة الاباء اليسوعيين في مدخل أسفار الشریعة الخمسة (( كثیراً من علامات التقدم تظھر في روایات ھذا الكتاب وشرائعھ مما حمل المفسرین من كاثولیك وغیرھم على التنقیب عن أصل الأسفار الخمسة ................. الأدب. فما من عالم كاثولیكي في عصرنا یعتقد أن موسى ذاتھ قد كتب كل البانتاتیك ( يقصد التوراة ) منذ قصة الخلق إلى قصة موتھ . كما أنھ لا یكفي أن یقال أنموسى أشرف على وضع النص الملھم الذي دونھ كتبة عدیدون في غضون أربعین سنة . بل یجب القول مع لجنة الكتاب المقدس البابویة ( ١٩٤٨ ) أنھ يوجد " ازدیاد تدریجي في الشرائع الموسویة سببتھ مناسبات العصور التالیة الإجتماعیة والدینیة ، تقدم یظھر أیضاً في الروایات التاریخیة " . ینبجس إذن مجمل البانتاتیك من تقلید الشعب المختار الحي بفضل عون إلھي مستمر . وقد حفظ ھذا التقلید الحي على توالي العصور في تیارات عدة ، تبرز آثارھا في الكتاب المقدس عن طریق النقد الكتابي . فأفضل شرح للإزدواج المتواتر والمراجعات والإختلافات الطفیفة بین نصوص البانتاتیك ھو القول بتمازج عدة تقالید . فللأسفار الأربعة الأولى ثلاثة مصادر رئیسیة . أولاً التقلید "الیھوي " ومصدره ، كما یسود الإعتقاد ، أسباط الجنوب وقد سمي كذلك لأن الله یحمل فیھ منذ البدء اسم یھوى . ثم التقلید "الإلھیمي" الذي یظن أن مصدره أسباط الشمال ویحمل الله فیھ اسم "الھیم " حتى الوحي في سیناء ، وأخیراً التقلید " الكھنوتي " الذي یتناول التاریخ المقدس والنصوص التشریعیة من ناحیة العبادة والكھنوت . بینما یشكل السفر الأخیر من البانتاتیك تقلیداً رابعاً ھو التقلید "الإشتراعي " وھو الذي یوجز ویربط بموسى تعدیلات الشریعة التي حصلت في أرض كنعان منذ عھد یشوع بن نون حتى أیام ملوك إسرائیل الأخیرین . ولكي نتبین بوضوح مراحل التقلید الحي فلنقرأ مثلاً سفر الأخبار ونقارنھ بالفصول الأخیرة من النبي حزقیال أو بكتابي عزرا ونحمیا . بینما نقدر أن نرفق قراءة سفر التثنیة بقراءة إرمیا وھو الأقرب منھ زماناً و وروحاً. )
2/ مقدمات العهد القديم للنسخة الكاثوليكية
يقول واضعوا مقدمات العھد القدیم للنسخة الكاثولیكیة :
[من الناحیة الأدبیة ، یسلَّم عادة بأن ، في أصل ھذه الأسفار ، أربع وثائق دمجھا أحد المحررین في حوالي القرن الرابع ق .م.، وھي : الیھوي (القرن العاشر والتاسع ) والإیلوھي (القرن الثامن ) والإشتراعي الثاني (القرن السابع ) والكھنوتي ( القرن الخامس) ]
ویزیدنا مدخل سفر التثنیة من نفس المصدر السابق وضوحاً فیقول : ( یظھر ھذا السفر بمظھر وحدة متشعبة . في الأصل مجموعات شرائع قریبة جداً من تشریع موسى ، حافظ اللاویین علیھا بعنایة كبرى ، ودمجت في وقت لاحق في خُطب نُسبت الى موسى )
و الآن لنعرض أحد أهم الأدلة التي تنفي كون موسى هو كاتب التوراة .... لنقرا معا من اخر اصحاح في سفر التثنية
. 5 فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب حسب قول الرب. 6 ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم 7 وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته 8 فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات موآب ثلاثين يوما.فكملت ايام بكاء مناحة موسى 9 ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل وعملوا كما اوصى الرب موسى 10 ولم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه 11 في جميع الآيات والعجائب التي ارسله الرب ليعملها في ارض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل ارضه 12 وفي كل اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى امام اعين جميع اسرائيل
يبدو ان هذه النهاية اصابت القساوسة بالذعر فاخذوا يتخبطون و يتخبطون محاولين اخفاء الحقائق .................. فنجد الكلب الاممي منيس عبد النور يحاول الكذب ليزداد مجد الرب بكذبه قائلا :
الروح القدس الذي ألهم يشوع أن يكتب الكتاب التالي (وهو سفر يشوع) يلهمه طبعاً تدوين ختام سفر التثنية. ولذلك يكون التثنية 34 هو الإصحاح الأول من سفر يشوع. وقال أحد علماء الدين اليهود: قال أغلب المفسرين إن عزرا هو الذي كتب التثنية 34 ، وقال البعض الآخر إن الذي كتبه هو يشوع، وقال البعض الآخر إن السبعين شيخاً دوّنوا ذلك بعد وفاة موسى، فإن كتاب التثنية ينتهي في الأصل بهذه الآية: طوباك يا إسرائيل، من مثلك يا شعباً منصوراً بالرب ترس عونك . وإن الإصحاح الأخير من سفر التثنية كان في الأصل الإصحاح الأول من سفر يشوع، ولكنه نُقل من سفر يشوع وجُعل في آخر سفر التثنية على سبيل الإتمام. وهذا الرأي هو طبيعي إذا عرفنا أن التقاسيم والفواصل والإصحاحات جاءت بعد تدوين هذه الكتب بمدة طويلة، فإنه في تلك الأزمنة القديمة كانت عدّة كتب تتصل ببعضها في الكتابة بدون فواصل، فكان يمكن نقل أوّل كتاب إلى آخر الكتاب السابق، فيُعتبر مع تمادي الزمن خاتمة له (كما في التثنية). وهذا ما حدث لكاتب سفر التثنية وموته .
وقال أحد المحققين: لا بد أن يشوع توجَّه مع موسى إلى الجبل، فكما أن إيليا وأليشع كانا يسيران ويتكلمان، وإذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء (2ملوك 2: ) كذلك كان الحال مع موسى ويشوع، فإن يشوع كان ملازماً لموسى إلى أن أخذه الله منه، فسجّل يشوع قصة موت موسى
طبعا هذا الجاهل - من شدة حرج الموقف الذي هو فيه - لم يلاحظ ان اول كلامه يناقض اخره .......... فتارة تلهم الروح القدس يشوع باكمال السفر ......... و تارة اضيفت بداية سفر يشوع الى نهاية سفر التثنية .............. و من الملاحظ ايضا ان القس نسي - او تناسى - ان يذكر لنا اسم العالم اليهودي الذي سمح لنفسه ان يضع عدة احتمالات في مسالة تقتضي الحسم ......... والان نوجه الى القس المبجل هذا السؤال ........... من اضاف الاصحاح الاخير الى سفر التثنية ......... هل هو يشوع ؟ أم عزرا ؟ أم هم السبعون شيخاً ؟ وكيف أضافه الشيوخ السبعون ؟ هل اقترحه واحد منهم وصوت الشيوخ التسعة والستون بالموافقة على اقتراحه إضافة هذا الكلام ؟ أين الدليل يا سيادة القس على كلامك ? ....... بما انك تعزف على وتر الاحتمالات ...... هل استطيع ان افعل مثلك و اقول ان المحرفين هم من اضافوا هذا الاصحاح??
و القول بان يشوع قد سجل قصة موسى مضحك للغاية ...... وفي نفس الإصحاح نص عن يشوع جاء فيه : (( أنه امتلأ روحاً وحكمة فسمع له كل بني إسرائيل )) سفر التثنية [ 34 : 9 ] . فهذه حكاية عنه من غيره .
يقول كاتب سفر التثنية [ 34 : 1 ] : (( ولم يقم من بعده نبي في اسرائيل كموسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه ))
هذه شهادة لم يكن من الممكن أن يدلي بها موسى لنفسه ، أو أن تكون لشخص آخر أتى بعده مباشرة ، بل هذه شهادة لشخص عاش بعد موسى بقرون عديدة ، وقرأ عن أنبياء عديدين بعد موسى . . . ولا سيما أن المؤرخ قد استعمل الصيغة المعبرة : (( ولم يقم من بعد نبي في اسرائيل )) ويقول عن القبر : (( ولم يعرف أحد قبره إلي يومنا هذا )) .
ولكن التخبط لا يقف عند هذا الحد ....... يقول القس سويجارت:
ونحن نعتقد أن موسى كتب ما يسمى بالأسفار الخمسة ، تلك الكتب الخمسة الأولى باستثناء الترانيم القليلة ، وسفر التثنية ، وربما يكون قد كتب هذا أيضاً ، لأننا نعلم ..أن للرب من القدرة ، بحيث يوحي إلى موسى بالضبط الكيفية التي يموت بها ، ويوحي إليه بدقة الهيئة التي يكون عليها جنازته ، وهذا ليس بمعضل على الرب
طبعا ھذه الحیلة لا تقنع طفل صغیر فضلاً عن أي باحث ، لأن صیغة الكلام لا یشتم منھ رائحة النبوءة فالكلام یسرد تاریخیاً وقائع بصیغة الماضي كحقائق حدثت ولیست نبوءات مستقبلیة ......
مما يجدر ذكره ايضا في هذا الموضوع ان سفر التكوين يقول " وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبلما ملكَ ملِكٌ لبني إسرائيل" ( التكوين 36/31 ) فالكاتب قد أدرك عهد الملكية الذي كان بعد موسى بأربعة قرون.؟؟؟
إلى الآن لم أدخل في الموضوع الأصلي فمعذرة إخواني على الإطالة و لكنها كانت مقدمة ضرورية و في المشاركة القائمة دليل علمي و تاريخي جديد يبطل دعوى كتابة موسى للتوراة