ابن النعمان
2011-08-19, 03:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اعضاء واجهزة ومشاعر واحاسيس لا تقبل التطور (الطريق المسدود)
هناك الكثير من الاعضاء التى لا يمكن ان تمر بمراحل انتقالية اذ انها لا يمكن ان تؤدى مهمتها الا بعد ان تكتمل كل مراحلها التشريحية والوظيفية , وبالتالى لا تقبل التطور على التوالى (بل لابد من وجودها على التوازى سواء كانت اعضاء او اجهزة) مثل الجهاز الدورى والجهاز التنفسى والجهاز الهضمى ,
حيث تكون جميع أعضاء وأجهزة الجسم بالنسبة للكائنات الحية وحدة واحدة (أي لا يمكنها العمل إذا فقدت احد مفرداتها) .
وبالتالي لا يمكن أن نتصور بان كائن حي كالإنسان كان يمكن أن يكون في الماضي ممتلك لبعض أجهزته الحالية فقط , ثم طور الباقي ليصل إلى ما هو عليه الآن .
لان ذلك يتنافى مع مبدأ الوحدة الواحدة الذي يقول :
لا يمكن لبعض أعضاء الجسد أن يعمل أو يؤدى وظائفه الحيوية دون البعض الآخر (لان كلا منهما يحتاج إلى الآخر) وتم حسم ذلك علميا وتشريحيا ووظيفيا .
بل أن الأمر أكثر من ذلك .
حيث إننا لو جئنا إلى تشريح الإنسان فسوف نرى شيء غريب معجز و ملغز في نفس الوقت من أمر هذا التوازن العجيب الدقيق المحسوب الذى لابد من وجوده والثبات عليه على مدى عمر الإنسان , والا فالحادث هو الموت .. "فكل عنصر في الدم له نسبة و مقدار ..
الصوديوم .. البوتاسيوم .. الكالسيوم .. السكر .. الكوليسترول .. البولينا .
لا يمكن أن يزيد عنها أو يقل
و أي اختلال في هذه النسب و لو بمقادير ضئيلة يكون معناه المرض .. فإذا تفاقم الاختلال فالعجز و الموت .
(مصطفى محمود – رحلتي من الشك إلى الإيمان)
شيء غريب إذا كان اى اختلال في مقادير ونسب العناصر التي في الدم و لو بمقادير ضئيلة يكون معناه المرض .. بينما التفاقم يعنى العجز و الموت .
فكيف استطاعت الكائنات البدائية أن تحافظ على حياتها و أن تستمر في عمل وظائفها الحيوية وسط هذه العشوائية واختلال النظم والنسب والمقادير التي من المفروض أن يكون هناك وسائل آلية تعمل في تلقائية على حفظ توازنها ونسبها طوال الحياة ومن البديهي أن يكون الكائن البدائي مفتقر لهذه الوسائل او على الاقل سوف تمر عليه مرحلة يكون فيها كذلك .
وإذا كان الخلل في نسب ومقادير عناصر الدم يمكن أن يؤدى إلى ذلك , فما البال اذ كان الكائن يفتقر إلى بعض الأعضاء أو الأجهزة الأخرى التي يجب ان تشكل مع بعضها البعض وحدة واحدة .
(و الجسم مسلح بوسائل آلية تعمل في تلقائية على حفظ هذا التوازن طوال الحياة .
بل إن قلوية الدم لها ضوابط لحفظها .
و حموضة البول لها ضوابط لحفظها .
و درجة الحرارة المكيفة دائم ا عند 37 مئوية من ورائها عمليات فسيولوجية
و كيميائية ثابتة متزنة عن هذا المستوى .
و كذلك ضغط الدم .
و توتر العضلات .
و نبض القلب .
و نظام الامتصاص و الإخراج .
و نظام الاحتراق الكيميائي في فرن الكبد .
ثم الاتزان العصبي بين عوامل التهدئة و الإثارة .
ثم عملية التنظيم التي تقوم بها الهرمونات و الإنزيمات بين التعجيل و الإبطاء للعمليات الكيميائية و الحيوية
معجزة فنية من معجزات التوازن و الاتساق و الهارموني يعرفها كل طبيب و كل دارس للفسيولوجيا و التشريح و الكيمياء العضوية) .
(مصطفى محمود – رحلتي من الشك إلى الإيمان)
وعلى هذه الأسس العقلية والعلمية يمكن أن نسلم باستحالة أن يكون الإنسان قد مرت عليه مرحلة انتقالية في الماضي انتقل فيها من إنسان بلا قلب إلى إنسان بقلب أو من إنسان بلا جهاز تنفسي إلى إنسان مثل هذا الجهاز الحيوي أو من إنسان بلا آليات لحفظ التوازن داخل الجسم , اللابد من وجودها لاستمرار الحياة , إلى إنسان بهذه الآليات .
مع الانتباه إلى هذه النقاط شديدة الأهمية .
- إذا كان هناك تطور لابد من المرور بهذه المراحل .
- المرور بهذه المراحل يعنى الموت .
هذا التسليم يصل بنا إلى هذه النتيجة .
أجهزة وأعضاء الجسم لا يمكن أن تكون قد وجدت على التوالي !!
ولكن ما معنى التوالي ؟ ! معنى التوالي أن يملك الكائن عضو من جهاز ثم ينشىء العضو الآخر من نفس الجهاز , ثم العضو الآخر, ثم العضو الآخر .... وهكذا إلى أن يصل إلى جميع الأجهزة , والأعضاء المعهودة لديه الآن , عن طريق تطوير وتطويع نفسه ذاتيا (حيث لا يمكن أن تجتمع القدرة على تطوير وتطويع الذات مع القصور والنقص في باقي الأعضاء والآليات الأخرى اللازمة التي سوف تمكنه طبيعيا وحيويا من ذلك لأنه لا يعقل أن يجدد الكائن الأنسجة والخلايا وهو مفتقر إلى جهاز هضمي أو جهاز دوري أو .....جهاز تنفسي ناهيك عن استمرار حياته ) بل لابد من وجودها على التوازي ولكن ما معنى التوازي ؟ معنى التوازي هو وجود كل عضو , في لحظة وجود العضو الآخر , بدون تقدم احدهما في الوجود على الآخر وإذا وجدت كافة الأعضاء والأجهزة على التوازي أو في نفس اللحظة لن يكون هناك شيء اسمه تطور انما هناك شىء اسمه الخلق والابداع وبالتالي نستنتج من ذلك , ونتأكد ما لا يدع مجال للشك بأن الإنسان خلق كما هو بالحالة التي عليها الآن من أجهزة وأعضاء من مبدأ وجوده على سطح الأرض .
وسوف ندقق في هذه النقطة اكثر واكثر بالنسبة للإنسان :
فالإنسان يتكون من العديد من الأجهزة , تتكون بدورها من العديد من الأعضاء , توقف اى عضو منها يعنى توقف باقي الأعضاء وبالتالي انتهاء الحياة , والكائن البدائي من غير المعقول أن يكون ممتلك لكل الأجهزة المعروفة لدى الإنسان فى الوقت الحالى وما تتضمنه من أعضاء ونظم شديدة التعقيد .
لأننا لو سلمنا بحدوث صدفة لتكوين عضوا , فإننا لا يمكن أن نسلم بقدرتها اى الصدفة على تكوين جهاز فما البال اذا تم تكوين أكثر من جهاز يعملون كوحدة واحدة في تفاعل و تناغم معجز .
وهذا شىء بديهى بناء على ان لكل شيء حدود , والصدفة بالقياس لها حدود , وحدود الصدفة فى الاعضاء تكوين عضو واحد فقط , يجب ان ننتبه إلى ذلك , مع كون ذلك مستحيل لما هو اقل من الاعضاء والاجهزة او الانسجة والخلايا , لان الصدفة لا يمكنها ان تكون جزىء بروتين , ولكننا سوف نسلم به , بل يمكن أن نسلم بأكثر من ذلك تماشيا مع الدارونيين بافتراض ان الصدفة ساعدت الكائن في تكوين أكثر من جهاز .
فلو افترضا أن هذه الأجهزة هي الجهاز الدوري والتنفسي والعصبي , فيتوجب على الكائن ان يطور من ذاته ليحظى بكافة الاجهزة الاخرى , كالجهاز الهضمى والجهاز البولى وغيرهما , وهذا يتطلب تمتعه من بداية الامر بكافة الاجهزة والاعضاء , حتى يستطيع ان يؤدى جميع الوظائف الحيوية اللازمة لبناءالانسجة الباقية اللازمة بدورها لبناءالاعضاء , ومن المعروف لدى أهل الطب أن الإنسان لا يستطيع العيش إذا حدث اختلال صارخ فى توازنه الداخلى او توقف عضوا واحد من اعضائه عن العمل فكيف بتأدية الوظائف ويمكننا ان نقتنع بذلك لو تصورنا ان الانسان يسير فى اتجاه الزمن المعكوس (فلاش باك) فهل يمكن ان نرى انسان تضمحل اعضاءه عضو بعد عضو ثم تتلاشى ويمكن أن نقتنع أكثر عن طريق رصد احد المشاهد الانتقالية الهامة وهو بالتحديد المشهد الذي سوف يتم فيه إنشاء الآليات الحيوية المسئولة عن حفظ الكيمياء الداخلية في جسم الإنسان ونسأل كيف حدث هذا الانتقال ؟ .... انتقال كائن يحتاج إلى توازن في كيمياءه الداخلية , من كائن بلا آليات لحفظ هذا التوازن , إلى كائن يتمتع بهذه الآليات , يمكن أن يقال حدث ذلك تدريجيا , نقول لو حدث ذلك تدريجيا فسوف نحصل على هذه العلاقة العكسية
:
التطور التدريجي في آليات التوازن يجب أن يتناسب عكسيا مع اختلال نسب العناصر الموجودة في الدم وكل مفردات الجسد إذا حدث و تطورت هذه الآليات تدريجيا .
ولكن ما معنى ذلك ؟
معنى ذلك انه كلما كان تطور هذه الآليات في مراحله الأولى كلما زاد الاختلال في نسب عناصر الدم , الذي سوف يقل تدريجيا مع اكتمال كل مرحلة من مراحل تطور هذه الآليات , ليصل إلى الصفر عند اكتمال كل المراحل , فكيف استطاع الكائن أن يحافظ على حياته في كل هذا المراحل التي بدأت بقمة الاختلال (لاحظ أن الكائن في قمة الاحتياج إلى من يحفظ له توازنه الداخلي وسعيه إلى تطوير هذه الآليات يدل على ذلك , وبالتالي قمة الاختلال سوف تعنى له شيء رهيب يمكن أن يصل إلى فقد حياته أو على الأقل عجزه عن اى فعل حيوي ) ليس هناك تفسير إلا أن يكون الكائن قد أجرى لنفسه عملية جسد..... ؟ مفتوح استمرت لملايين السنين , ثم استمر في هذه العمليات ليحظى بكل أجهزته وأعضائه , أو انه طور نفسه داخل ثلاجة لتحفظ جسده من الخلل والفساد وتمكنه من الانتقال بحرية بين المراحل ولكن هل هذا يعقل هل يمكن أن يجرى الكائن عملية جراحية لنفسه , وخصوصا إذا كان ذلك داخل ثلاجة , من البديهي أن يكون هناك طبيبا حاذقا يجرى عليه كل تلك العمليات وهو تحت تأثير المخدر في غرفة مقتظة بالأدوات والأجهزة المعقدة وان قيل كل تفاصيل اجهزة الإنسان كله عبارة عن جينات في نواة خلية واحدة نقول :
المعلومات كذلك لا تقبل التراكم فلابد من وجود كافة المعلومات فى نفس الوقت , مع اعتبار التغير الطفيف الذى يمكن ان تحدثه الطفرة والذى لا يمكن باى حال من الاحوال ان يصل لانشاء نسيج فما البال بالعضو , بالاضافة إلى أن وجود المعلومات وحده غير كافى , فالمعلومات لابد لها من مخرج ومنفذ والمخرج والمنفذ يحتاجان الى مصادر للطاقة , وللمواد الخام , ولن يتم ذلك الا من خلال الاجهزة السابقة نفسها التى تعالج وتنتج وتحول , ليس ذلك فقط بل لابد من وجود آليات للترجمة والتوجيه واصدار اوامر على اساسها يتم التنسيق وتوزيع الادوار والبناء , ووجود جنود متخصصة تستقبل هذه الاوامر بمستقبلات خاصة وتنفذها بدقة تامة , وكل هذه الاليات لا يمكن أن يتم تصنيعها سوى عن طريق المعلومات المشفَّرة في الحمض النووي ذاته , ذلك ادى بجاك مونود أكثر المدافعين عن التطور تعصباً ، و الحائز على جائزة نوبل ، ان يقول موضحا أن تصنيع البروتين لا يمكن بأي حال الاستخفاف به إلى حد جعل تصنيعه يعتمد فقط على المعلومات الموجودة داخل الأحماض النووية :
تفقد الشفرة ( الموجودة في dna وفي rna) معناها إذا لم تتم ترجمتها. وتتكون آلية الترجمة المعاصرة الخاصة بالخلية من عدد لا يقل عن خمسين مركباً من المركبات ذات الاحجام الجزيئية الكبيرة , يتم تشفيره -بدوره- في الحمض النووي الصبغي ( dna)؛ إذ لا يمكن ترجمة الشفرة ونقلها بدون هذه المركبات. ولكن متى وكيف أُقفلت هذه الدائرة المفرغة ؟ من الصعب جدا مجرد تخيل ذلك وان خالف الانسان كل المسلمات العقلية , وقال ان المعلومات تقبل التراكم , بدورنا نقول : اذا كان الاجهزة والنظم المعقدة لا تقبل التراكم فان المعلومات الخاصة بها لا تقبل ذلك ايضا , فمن غير المعقول ان يستمر الانسان فى الحياة بمعلومات تكوينية خاصة باحد اعضاء الجهاز الهضمى او الجهاز الدورى , حتى تتراكم علي برنامجه الوراثى المعلومات الخاصة بالاعضاء التالية او الاجهزة الباقية , فلا مناص من وجود كافة الاجهزة وكافة المعلومات من بادىء الامر .
----------------------------
ملاحظة
الاجهزة المعقدة كالجهاز الهضمى والدورى لا يمكن ان تكون بدأت بسيطة ثم اخذت فى التعقيد التدريجى على مر الدهور , فذلك يمكن ان ينطبق على عضو مفرد قائم بوظيفة مفردة , لا على نظام كامل يتكون من عدد من الاعضاء (كل عضو له حيز ومحيط يشغله) ووظيفة واحدة تعتمد فيه كل مفردة من جهاز على الاخرى , وكل جهاز فى نظام على الاخر , فمثلا يمكن لعضو بسيط يقوم بوظيفة معينة , التطور لتحسين هذه الوظيفة لان التطور لن يخرج عن محيط شكله العام او اضافات داخل العضو ذاته , لكن بالنسبة لاجهزة الانسان فالجهاز بكامل مفرداته يقوم بوظيفة واحدة مفرداتها (الوظيفة) موزعة على مفردات الجهاز , ووظيفة العضو نفسه او الجهاز ليس لها اى معنى بدون وظائف الاجهزة الاخرى , فهل يعقل ان تكون البساطة متمثلة فى عضو واحد عاجز عن تأدية اى وظيفة , والتعقيد متمثل فى اضافة عضو اخر الى هذا العضو يتكامل معه فى تأدية الوظيفة التى عجز عنها ومع ذلك يفشل فتدعو الحاجة الى اضافة عضو ثالث ... وهكذا العضو الذى يليه ثم العضو الذى يليه حتى اكتمال جميع اعضاء الجهاز , (راعى ان العضو الاول نفسه لن يستطيع ان يؤدى اى وظيفة بدون تعاون وتكامل الاعضاء الاخرى والاعضاء الاخرى لن تسطيع ان تؤدى اى وظيفة بدون تعاون وتكامل العضو الاول وهكذا ) , بل ان كل عضو فى ذاته مركب سواء كان ذلك التركيب متعلق بالانسجة او متعلق بالانزيمات والعصائر والافرازات والهرمونات , فالمعدة على سبيل المثال لن يكون لها فائدة دون عصارتها الهاضمة والمعدة وعصارتها لن يكون لهما فائدة دون وجود المفردات الاخرى للجهاز الهضمى التى تتكامل مع المفردة الاولى , والجهاز الهضمى بدوره لن يكون له فائدة دون وجود كافة الاجهزة الاخرى وكافة مفرادتها وبالتالى لابد من وجود كافة الاجهزة والمفردات من بادىء الامر كوحدة واحدة ويمكننا ان نقتنع بذلك لو تصورنا ان الانسان يسير فى اتجاه زمنى معكوس (فلاش باك) فهل يمكن ان نرى انسان تضمحل اعضاءه عضو بعد عضو ثم تتلاشى او تقتصر على عضو واحد .
ثانيا :
المشاعر والاحاسيس
وكذلك المشاعر والاحاسيس والحواس الداخلية , كالاحساس بالجوع والعطش والشبع والشبق والكرى (الرغبة فى النعاس) لا يمكن ان تمر بمراحل انتقالية , فلابد ان توجد مكتملة (مكتملة هى ومضاداتها وعوامل ضبطها) من بادىء الامر , فلو كان الانسان يصير الى اكل الطعام لمعرفته بحاجة بدنه اليه فقط , دون ان يجد من طباعه ما يحفزه لذلك لكان خليقا به ان يتوانى عنه احيانا لشغل او كسل حتى ينحل بدنه فيهلك كما قد يحتاج الانسان الى الدواء والعلاج فيمتنع عنه حتى يؤدى به ذلك الى المرض او الموت ونرى ذلك الامتناع والتصدى كثيرا فى الاطفال , واذا لم يكن هناك مؤشر للقناعة من هذه الناحية (الشبع ) , لاستمر الانسان فى تعبئة جوفه بالطعام والشراب على مدار اليوم او اكثره دون انقطاع , ولو كان الانسان انما يتحرك للجماع بالرغبة فى الولد فقط لكان غير بعيد عليه ان يفتر عنه حتى يقل النسل او ينقطع فهناك من البشر من لا يرغب فى الولد ولا يحفل به ويظهر ذلك فى المخلوقات الاخرى بدرجة اكبر من الانسان .
وبنظرة اخرى للمشاعر والاحاسيس الداخلية نجد انها متفاوتة بين القوة والضعف مع وجود المقابل لها من الاحاسيس المضادة , فهناك الفرح وهناك الحزن .... هناك الشجاعة , وهناك الخوف , مع اعتبار التفاوت فى القوة والضعف فى ذات الصفة و الموصوف , فلو كان للكائن يد فى زرع هذه الاحاسيس داخله او داخل اجياله , لاقتصر فى هذه الاحاسيس على الاحاسيس التى تسبب له الراحة , والاطمئنان , وابتعد عن كل تلك التى تسبب له الخوف والقلق والتوتر , او على الاقل اقتصر فى الاحاسيس على احاسيس ذات اتجاه واحد دون ان يصنع احاسيس مضادة لها تشل حركتها , وبالتالى فان الكائن ذو الفترات الانتقالية لا يمكن ان يتأتى له الاستمرار فى الحياة بمشاعر واحاسيس لا تسبب له سوى الخوف والقلق والتوتر والا ما احتاج الى المقابل لها وان وجد المقابل فلن يسطيع ايضا الاستمرار بدون وجود اليات تعمل على ايجاد توازن بينهما (عوامل التهدئة والاثارة) وبالتالى لابد ان توجد كل هذ الاحاسيس مكتملة من بادىء الامر.
يتبع بعون الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اعضاء واجهزة ومشاعر واحاسيس لا تقبل التطور (الطريق المسدود)
هناك الكثير من الاعضاء التى لا يمكن ان تمر بمراحل انتقالية اذ انها لا يمكن ان تؤدى مهمتها الا بعد ان تكتمل كل مراحلها التشريحية والوظيفية , وبالتالى لا تقبل التطور على التوالى (بل لابد من وجودها على التوازى سواء كانت اعضاء او اجهزة) مثل الجهاز الدورى والجهاز التنفسى والجهاز الهضمى ,
حيث تكون جميع أعضاء وأجهزة الجسم بالنسبة للكائنات الحية وحدة واحدة (أي لا يمكنها العمل إذا فقدت احد مفرداتها) .
وبالتالي لا يمكن أن نتصور بان كائن حي كالإنسان كان يمكن أن يكون في الماضي ممتلك لبعض أجهزته الحالية فقط , ثم طور الباقي ليصل إلى ما هو عليه الآن .
لان ذلك يتنافى مع مبدأ الوحدة الواحدة الذي يقول :
لا يمكن لبعض أعضاء الجسد أن يعمل أو يؤدى وظائفه الحيوية دون البعض الآخر (لان كلا منهما يحتاج إلى الآخر) وتم حسم ذلك علميا وتشريحيا ووظيفيا .
بل أن الأمر أكثر من ذلك .
حيث إننا لو جئنا إلى تشريح الإنسان فسوف نرى شيء غريب معجز و ملغز في نفس الوقت من أمر هذا التوازن العجيب الدقيق المحسوب الذى لابد من وجوده والثبات عليه على مدى عمر الإنسان , والا فالحادث هو الموت .. "فكل عنصر في الدم له نسبة و مقدار ..
الصوديوم .. البوتاسيوم .. الكالسيوم .. السكر .. الكوليسترول .. البولينا .
لا يمكن أن يزيد عنها أو يقل
و أي اختلال في هذه النسب و لو بمقادير ضئيلة يكون معناه المرض .. فإذا تفاقم الاختلال فالعجز و الموت .
(مصطفى محمود – رحلتي من الشك إلى الإيمان)
شيء غريب إذا كان اى اختلال في مقادير ونسب العناصر التي في الدم و لو بمقادير ضئيلة يكون معناه المرض .. بينما التفاقم يعنى العجز و الموت .
فكيف استطاعت الكائنات البدائية أن تحافظ على حياتها و أن تستمر في عمل وظائفها الحيوية وسط هذه العشوائية واختلال النظم والنسب والمقادير التي من المفروض أن يكون هناك وسائل آلية تعمل في تلقائية على حفظ توازنها ونسبها طوال الحياة ومن البديهي أن يكون الكائن البدائي مفتقر لهذه الوسائل او على الاقل سوف تمر عليه مرحلة يكون فيها كذلك .
وإذا كان الخلل في نسب ومقادير عناصر الدم يمكن أن يؤدى إلى ذلك , فما البال اذ كان الكائن يفتقر إلى بعض الأعضاء أو الأجهزة الأخرى التي يجب ان تشكل مع بعضها البعض وحدة واحدة .
(و الجسم مسلح بوسائل آلية تعمل في تلقائية على حفظ هذا التوازن طوال الحياة .
بل إن قلوية الدم لها ضوابط لحفظها .
و حموضة البول لها ضوابط لحفظها .
و درجة الحرارة المكيفة دائم ا عند 37 مئوية من ورائها عمليات فسيولوجية
و كيميائية ثابتة متزنة عن هذا المستوى .
و كذلك ضغط الدم .
و توتر العضلات .
و نبض القلب .
و نظام الامتصاص و الإخراج .
و نظام الاحتراق الكيميائي في فرن الكبد .
ثم الاتزان العصبي بين عوامل التهدئة و الإثارة .
ثم عملية التنظيم التي تقوم بها الهرمونات و الإنزيمات بين التعجيل و الإبطاء للعمليات الكيميائية و الحيوية
معجزة فنية من معجزات التوازن و الاتساق و الهارموني يعرفها كل طبيب و كل دارس للفسيولوجيا و التشريح و الكيمياء العضوية) .
(مصطفى محمود – رحلتي من الشك إلى الإيمان)
وعلى هذه الأسس العقلية والعلمية يمكن أن نسلم باستحالة أن يكون الإنسان قد مرت عليه مرحلة انتقالية في الماضي انتقل فيها من إنسان بلا قلب إلى إنسان بقلب أو من إنسان بلا جهاز تنفسي إلى إنسان مثل هذا الجهاز الحيوي أو من إنسان بلا آليات لحفظ التوازن داخل الجسم , اللابد من وجودها لاستمرار الحياة , إلى إنسان بهذه الآليات .
مع الانتباه إلى هذه النقاط شديدة الأهمية .
- إذا كان هناك تطور لابد من المرور بهذه المراحل .
- المرور بهذه المراحل يعنى الموت .
هذا التسليم يصل بنا إلى هذه النتيجة .
أجهزة وأعضاء الجسم لا يمكن أن تكون قد وجدت على التوالي !!
ولكن ما معنى التوالي ؟ ! معنى التوالي أن يملك الكائن عضو من جهاز ثم ينشىء العضو الآخر من نفس الجهاز , ثم العضو الآخر, ثم العضو الآخر .... وهكذا إلى أن يصل إلى جميع الأجهزة , والأعضاء المعهودة لديه الآن , عن طريق تطوير وتطويع نفسه ذاتيا (حيث لا يمكن أن تجتمع القدرة على تطوير وتطويع الذات مع القصور والنقص في باقي الأعضاء والآليات الأخرى اللازمة التي سوف تمكنه طبيعيا وحيويا من ذلك لأنه لا يعقل أن يجدد الكائن الأنسجة والخلايا وهو مفتقر إلى جهاز هضمي أو جهاز دوري أو .....جهاز تنفسي ناهيك عن استمرار حياته ) بل لابد من وجودها على التوازي ولكن ما معنى التوازي ؟ معنى التوازي هو وجود كل عضو , في لحظة وجود العضو الآخر , بدون تقدم احدهما في الوجود على الآخر وإذا وجدت كافة الأعضاء والأجهزة على التوازي أو في نفس اللحظة لن يكون هناك شيء اسمه تطور انما هناك شىء اسمه الخلق والابداع وبالتالي نستنتج من ذلك , ونتأكد ما لا يدع مجال للشك بأن الإنسان خلق كما هو بالحالة التي عليها الآن من أجهزة وأعضاء من مبدأ وجوده على سطح الأرض .
وسوف ندقق في هذه النقطة اكثر واكثر بالنسبة للإنسان :
فالإنسان يتكون من العديد من الأجهزة , تتكون بدورها من العديد من الأعضاء , توقف اى عضو منها يعنى توقف باقي الأعضاء وبالتالي انتهاء الحياة , والكائن البدائي من غير المعقول أن يكون ممتلك لكل الأجهزة المعروفة لدى الإنسان فى الوقت الحالى وما تتضمنه من أعضاء ونظم شديدة التعقيد .
لأننا لو سلمنا بحدوث صدفة لتكوين عضوا , فإننا لا يمكن أن نسلم بقدرتها اى الصدفة على تكوين جهاز فما البال اذا تم تكوين أكثر من جهاز يعملون كوحدة واحدة في تفاعل و تناغم معجز .
وهذا شىء بديهى بناء على ان لكل شيء حدود , والصدفة بالقياس لها حدود , وحدود الصدفة فى الاعضاء تكوين عضو واحد فقط , يجب ان ننتبه إلى ذلك , مع كون ذلك مستحيل لما هو اقل من الاعضاء والاجهزة او الانسجة والخلايا , لان الصدفة لا يمكنها ان تكون جزىء بروتين , ولكننا سوف نسلم به , بل يمكن أن نسلم بأكثر من ذلك تماشيا مع الدارونيين بافتراض ان الصدفة ساعدت الكائن في تكوين أكثر من جهاز .
فلو افترضا أن هذه الأجهزة هي الجهاز الدوري والتنفسي والعصبي , فيتوجب على الكائن ان يطور من ذاته ليحظى بكافة الاجهزة الاخرى , كالجهاز الهضمى والجهاز البولى وغيرهما , وهذا يتطلب تمتعه من بداية الامر بكافة الاجهزة والاعضاء , حتى يستطيع ان يؤدى جميع الوظائف الحيوية اللازمة لبناءالانسجة الباقية اللازمة بدورها لبناءالاعضاء , ومن المعروف لدى أهل الطب أن الإنسان لا يستطيع العيش إذا حدث اختلال صارخ فى توازنه الداخلى او توقف عضوا واحد من اعضائه عن العمل فكيف بتأدية الوظائف ويمكننا ان نقتنع بذلك لو تصورنا ان الانسان يسير فى اتجاه الزمن المعكوس (فلاش باك) فهل يمكن ان نرى انسان تضمحل اعضاءه عضو بعد عضو ثم تتلاشى ويمكن أن نقتنع أكثر عن طريق رصد احد المشاهد الانتقالية الهامة وهو بالتحديد المشهد الذي سوف يتم فيه إنشاء الآليات الحيوية المسئولة عن حفظ الكيمياء الداخلية في جسم الإنسان ونسأل كيف حدث هذا الانتقال ؟ .... انتقال كائن يحتاج إلى توازن في كيمياءه الداخلية , من كائن بلا آليات لحفظ هذا التوازن , إلى كائن يتمتع بهذه الآليات , يمكن أن يقال حدث ذلك تدريجيا , نقول لو حدث ذلك تدريجيا فسوف نحصل على هذه العلاقة العكسية
:
التطور التدريجي في آليات التوازن يجب أن يتناسب عكسيا مع اختلال نسب العناصر الموجودة في الدم وكل مفردات الجسد إذا حدث و تطورت هذه الآليات تدريجيا .
ولكن ما معنى ذلك ؟
معنى ذلك انه كلما كان تطور هذه الآليات في مراحله الأولى كلما زاد الاختلال في نسب عناصر الدم , الذي سوف يقل تدريجيا مع اكتمال كل مرحلة من مراحل تطور هذه الآليات , ليصل إلى الصفر عند اكتمال كل المراحل , فكيف استطاع الكائن أن يحافظ على حياته في كل هذا المراحل التي بدأت بقمة الاختلال (لاحظ أن الكائن في قمة الاحتياج إلى من يحفظ له توازنه الداخلي وسعيه إلى تطوير هذه الآليات يدل على ذلك , وبالتالي قمة الاختلال سوف تعنى له شيء رهيب يمكن أن يصل إلى فقد حياته أو على الأقل عجزه عن اى فعل حيوي ) ليس هناك تفسير إلا أن يكون الكائن قد أجرى لنفسه عملية جسد..... ؟ مفتوح استمرت لملايين السنين , ثم استمر في هذه العمليات ليحظى بكل أجهزته وأعضائه , أو انه طور نفسه داخل ثلاجة لتحفظ جسده من الخلل والفساد وتمكنه من الانتقال بحرية بين المراحل ولكن هل هذا يعقل هل يمكن أن يجرى الكائن عملية جراحية لنفسه , وخصوصا إذا كان ذلك داخل ثلاجة , من البديهي أن يكون هناك طبيبا حاذقا يجرى عليه كل تلك العمليات وهو تحت تأثير المخدر في غرفة مقتظة بالأدوات والأجهزة المعقدة وان قيل كل تفاصيل اجهزة الإنسان كله عبارة عن جينات في نواة خلية واحدة نقول :
المعلومات كذلك لا تقبل التراكم فلابد من وجود كافة المعلومات فى نفس الوقت , مع اعتبار التغير الطفيف الذى يمكن ان تحدثه الطفرة والذى لا يمكن باى حال من الاحوال ان يصل لانشاء نسيج فما البال بالعضو , بالاضافة إلى أن وجود المعلومات وحده غير كافى , فالمعلومات لابد لها من مخرج ومنفذ والمخرج والمنفذ يحتاجان الى مصادر للطاقة , وللمواد الخام , ولن يتم ذلك الا من خلال الاجهزة السابقة نفسها التى تعالج وتنتج وتحول , ليس ذلك فقط بل لابد من وجود آليات للترجمة والتوجيه واصدار اوامر على اساسها يتم التنسيق وتوزيع الادوار والبناء , ووجود جنود متخصصة تستقبل هذه الاوامر بمستقبلات خاصة وتنفذها بدقة تامة , وكل هذه الاليات لا يمكن أن يتم تصنيعها سوى عن طريق المعلومات المشفَّرة في الحمض النووي ذاته , ذلك ادى بجاك مونود أكثر المدافعين عن التطور تعصباً ، و الحائز على جائزة نوبل ، ان يقول موضحا أن تصنيع البروتين لا يمكن بأي حال الاستخفاف به إلى حد جعل تصنيعه يعتمد فقط على المعلومات الموجودة داخل الأحماض النووية :
تفقد الشفرة ( الموجودة في dna وفي rna) معناها إذا لم تتم ترجمتها. وتتكون آلية الترجمة المعاصرة الخاصة بالخلية من عدد لا يقل عن خمسين مركباً من المركبات ذات الاحجام الجزيئية الكبيرة , يتم تشفيره -بدوره- في الحمض النووي الصبغي ( dna)؛ إذ لا يمكن ترجمة الشفرة ونقلها بدون هذه المركبات. ولكن متى وكيف أُقفلت هذه الدائرة المفرغة ؟ من الصعب جدا مجرد تخيل ذلك وان خالف الانسان كل المسلمات العقلية , وقال ان المعلومات تقبل التراكم , بدورنا نقول : اذا كان الاجهزة والنظم المعقدة لا تقبل التراكم فان المعلومات الخاصة بها لا تقبل ذلك ايضا , فمن غير المعقول ان يستمر الانسان فى الحياة بمعلومات تكوينية خاصة باحد اعضاء الجهاز الهضمى او الجهاز الدورى , حتى تتراكم علي برنامجه الوراثى المعلومات الخاصة بالاعضاء التالية او الاجهزة الباقية , فلا مناص من وجود كافة الاجهزة وكافة المعلومات من بادىء الامر .
----------------------------
ملاحظة
الاجهزة المعقدة كالجهاز الهضمى والدورى لا يمكن ان تكون بدأت بسيطة ثم اخذت فى التعقيد التدريجى على مر الدهور , فذلك يمكن ان ينطبق على عضو مفرد قائم بوظيفة مفردة , لا على نظام كامل يتكون من عدد من الاعضاء (كل عضو له حيز ومحيط يشغله) ووظيفة واحدة تعتمد فيه كل مفردة من جهاز على الاخرى , وكل جهاز فى نظام على الاخر , فمثلا يمكن لعضو بسيط يقوم بوظيفة معينة , التطور لتحسين هذه الوظيفة لان التطور لن يخرج عن محيط شكله العام او اضافات داخل العضو ذاته , لكن بالنسبة لاجهزة الانسان فالجهاز بكامل مفرداته يقوم بوظيفة واحدة مفرداتها (الوظيفة) موزعة على مفردات الجهاز , ووظيفة العضو نفسه او الجهاز ليس لها اى معنى بدون وظائف الاجهزة الاخرى , فهل يعقل ان تكون البساطة متمثلة فى عضو واحد عاجز عن تأدية اى وظيفة , والتعقيد متمثل فى اضافة عضو اخر الى هذا العضو يتكامل معه فى تأدية الوظيفة التى عجز عنها ومع ذلك يفشل فتدعو الحاجة الى اضافة عضو ثالث ... وهكذا العضو الذى يليه ثم العضو الذى يليه حتى اكتمال جميع اعضاء الجهاز , (راعى ان العضو الاول نفسه لن يستطيع ان يؤدى اى وظيفة بدون تعاون وتكامل الاعضاء الاخرى والاعضاء الاخرى لن تسطيع ان تؤدى اى وظيفة بدون تعاون وتكامل العضو الاول وهكذا ) , بل ان كل عضو فى ذاته مركب سواء كان ذلك التركيب متعلق بالانسجة او متعلق بالانزيمات والعصائر والافرازات والهرمونات , فالمعدة على سبيل المثال لن يكون لها فائدة دون عصارتها الهاضمة والمعدة وعصارتها لن يكون لهما فائدة دون وجود المفردات الاخرى للجهاز الهضمى التى تتكامل مع المفردة الاولى , والجهاز الهضمى بدوره لن يكون له فائدة دون وجود كافة الاجهزة الاخرى وكافة مفرادتها وبالتالى لابد من وجود كافة الاجهزة والمفردات من بادىء الامر كوحدة واحدة ويمكننا ان نقتنع بذلك لو تصورنا ان الانسان يسير فى اتجاه زمنى معكوس (فلاش باك) فهل يمكن ان نرى انسان تضمحل اعضاءه عضو بعد عضو ثم تتلاشى او تقتصر على عضو واحد .
ثانيا :
المشاعر والاحاسيس
وكذلك المشاعر والاحاسيس والحواس الداخلية , كالاحساس بالجوع والعطش والشبع والشبق والكرى (الرغبة فى النعاس) لا يمكن ان تمر بمراحل انتقالية , فلابد ان توجد مكتملة (مكتملة هى ومضاداتها وعوامل ضبطها) من بادىء الامر , فلو كان الانسان يصير الى اكل الطعام لمعرفته بحاجة بدنه اليه فقط , دون ان يجد من طباعه ما يحفزه لذلك لكان خليقا به ان يتوانى عنه احيانا لشغل او كسل حتى ينحل بدنه فيهلك كما قد يحتاج الانسان الى الدواء والعلاج فيمتنع عنه حتى يؤدى به ذلك الى المرض او الموت ونرى ذلك الامتناع والتصدى كثيرا فى الاطفال , واذا لم يكن هناك مؤشر للقناعة من هذه الناحية (الشبع ) , لاستمر الانسان فى تعبئة جوفه بالطعام والشراب على مدار اليوم او اكثره دون انقطاع , ولو كان الانسان انما يتحرك للجماع بالرغبة فى الولد فقط لكان غير بعيد عليه ان يفتر عنه حتى يقل النسل او ينقطع فهناك من البشر من لا يرغب فى الولد ولا يحفل به ويظهر ذلك فى المخلوقات الاخرى بدرجة اكبر من الانسان .
وبنظرة اخرى للمشاعر والاحاسيس الداخلية نجد انها متفاوتة بين القوة والضعف مع وجود المقابل لها من الاحاسيس المضادة , فهناك الفرح وهناك الحزن .... هناك الشجاعة , وهناك الخوف , مع اعتبار التفاوت فى القوة والضعف فى ذات الصفة و الموصوف , فلو كان للكائن يد فى زرع هذه الاحاسيس داخله او داخل اجياله , لاقتصر فى هذه الاحاسيس على الاحاسيس التى تسبب له الراحة , والاطمئنان , وابتعد عن كل تلك التى تسبب له الخوف والقلق والتوتر , او على الاقل اقتصر فى الاحاسيس على احاسيس ذات اتجاه واحد دون ان يصنع احاسيس مضادة لها تشل حركتها , وبالتالى فان الكائن ذو الفترات الانتقالية لا يمكن ان يتأتى له الاستمرار فى الحياة بمشاعر واحاسيس لا تسبب له سوى الخوف والقلق والتوتر والا ما احتاج الى المقابل لها وان وجد المقابل فلن يسطيع ايضا الاستمرار بدون وجود اليات تعمل على ايجاد توازن بينهما (عوامل التهدئة والاثارة) وبالتالى لابد ان توجد كل هذ الاحاسيس مكتملة من بادىء الامر.
يتبع بعون الله