ابن النعمان
2011-08-31, 08:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تفكر فى خلق الانسان بين طفرة العثرة والانتخاب
انظر الى الرجل كيف يتاتى لصدفة عمياء ان تنتج مثل هذا العضو الذكري الذي يقوم باكثر من وظيفة في كيان الجسد البشرى حيث يتصل هذا العضو بمجري البول والجهاز البولي ويتصل فى نفس الوقت بمصنع للحيوانات المنوية (هل يمكن ان تحدث تلك الالية بالتراكم , فتحدث طفرة تجعل العضو يتصل بمجرى البول , تم تحدث طفرة اخرى تجعل العضو يتصل بمصنع الحيونات المنوية , او يحدث العكس بانتحدث الطفرة الثانية قبل الاولى) تعد فيه الحيوانات بالملايين فاين تصنع هذه الحيوانات وكيف يتم خروجها من العضو وعلي اي شكل وفي واي وسط وباى عدد حيث لو قل العدد عن عدد معين لا يحدث تكاثر (الخصيتين تنتجان الف حيوان منوى فى الثانية الواحدة)
"وانظر الى فرج الرجل مرة اخرى لو كان مسترخيا ابدا هل كان يمكن ان يصل الى قعر الرحم ولو كان منعظا ابدا هل يمكن ان تستقيم معه حياة الرجل من تقلب فى الفراش ومشيا بين الناس وكيف يفعل ذلك وهناك شىء شاخص امامه , ثم كان مع ذلك مع قبح المنظر تحريك الشهوة فى كل وقت من النساء والرجال جميعا مما يدعوهم الى المضاجعة مما يؤدى بهم الى الهلاك, فقدر له ان يكون مسترسلا فى اكثر الوقت لكيلا يبدو للبصر فى كل وقت ولا يكون على الرجل فيه مؤنة , وجعلت فيه قوة الانتصاب عند الحاجة لما فيه من دوام النسل وبقائه .
اليس من حسن التدبير والتقدير فى البناء ان يكون الخلاء فى استر موضع من الدار فهكذا نجد المنفذ المهيأ للخلاء من الانسان فى استر موضع منه فانه ليس بارزا من خلفة وليس ناشرا بين يديه بل هو مغيب فى موضع غامض من البدن" . (الخلق والتدبير – الجاحظ ص68,69)
ولننظر في الانثي وهي مخلوق يشبة الذكر في كثير من الاجهزة ويختلف اختلافا واضحا في كل شيء من حيث الضعف الجسدي ورقة الشكل وعدم نمو شعر الشارب كالرجل واللحية , والجسد الذي وهبه الخالق عز وجل للمرأة جسدا خلق لمهمة مكملة للرجل , فاعطى الله الرجل اللحية لما له فيها من العزة والوقار , ومنعت منها المرأة لتحتفظ بنضارة الوجه , وبهجته التى تشاكل المفاكهة , فنظر فى الخلقة كيف يتم لها الصواب فى اعطاء الاشياء او منعها على حسب الارب والمصلحة , وبالنسبة لاعضائها التناسلية كيف تسنى لصدفة عشوائية حمقاء تجهيز عضو الانثى التناسلي ليكون ملائما ومناسبا تماما لعضو الرجل من ناحية التركيب والتكامل والتناسق والوظيفة , والغريزة , وكيف تسنى لها تجهيز الرحم لاستقبال حيوانات الرجل وحفظها حتى خروج البويضة من مخبأها في وقت معين في كل شهر لتقوم برحلة شاقة بداية من خروجها من الحويصلة (او الجسم الاصفر الذى يتحول بعد ذلك الى غدة تفرز هرمون البروجيستيرون) الى التجويف البريتوني لتتلقفها قناة فالوب عن طريق آلية خاصة حيث انها تحتوى على اهداب تعمل بحركتها على شفط البويضة وتوجيهها الى عنق الرحم حتى تلتقى بالحيوان المنوى عند طرف القناة ثم تأمين رجوعها مرة اخرى الى الرحم حتى تزرع فى جداره بعد تقاتل الحيوانات المنوية وسباقها الرهيب علي الوصول اليها واختراقها (تلك البويضة الوحيدة التي تنتج شهريا بامر الله) فمن الذى اوعز للبويضة بالرجوع مرة اخرى بعد الاخصاب الى الرحم ومن الذى خطط لعملية الزرع والتثبيت ومن قبل جهز لتلك المقابلة التى حدثت بينها وبين حيوانات الرجل.
التى لا يكتب النجاح الا لحيوان منوى واحد منها فقط من بين هذه المئات من الملايين فيخترق البويضة ويلقحها وينقل لها كل صفات الذكر وبمجرد حدوث ذلك , تقوم البويضة بغلق غلافها الخارجي فيستحيل دخول اى حيوان منوي اخر , ثم تبدأ رحلة اخرى للرجوع الى الرحم فى اثنائها تنقسم الخلايا لتعطى اول طور من اطوار الجنين , تتوالى بعده الاطوار الباقية بعد زرع البويضة فى جدار الرحم وتثبيتها , ويقوم الرحم بالكثير خلال حدوث هذه العملية حيث انه يساعد الحيوانات المنوية علي الانتقال بفضل المادة اللزجة التي يفرزها.
ويؤمن تعشيش البويضة وتكوين المشيمة (غشاء الجنين الذي يخرج منة عند الولادة) بفضل بطانته.
كما يساعد في عميلة الولادة بفضل جدارة العضلي الذي ينقبض فيدفع الطفل نحو الخارج.
فهل يمكن ان تكون هناك صدفة او امكان للتراكم فى كل هذه الخطط التكوينية المتسلسة المنتظمة المتوازية المتوالية المتضافرة الحلقات التى يجب ان يكون مخطط لها من بادىء الامر فكل المراحل التى تمر بها البويضة بداية من خروجها من الحويصلة التى سوف تصبح بعد ذلك الجسم الاصفر (الذى سوف يتحول الى غدة تفرز هرمون البروجيستيرون بامر من الغدة النخامية وهرمون البروجيسترون مهم في تحضير الرحم وتهيئته لعملية زرع البويضات وذلك بالإمداد الدموي للغشاء المبطن للرحم مما يجعله جاهزآ لعملية تثبيت البويضة الملقحة ، ويحافظ هرمون البروجيستيرون أيضآ على الحمل ويضاد هرمون البروجستيرون عمل هرمون الاستروجين في أنسجة معينة مثل المهبل وعنق الحم ، حيث يعمل على منع زرع البويضات في المبيض ، كما أنه مهم في تنظيم الدورة الشهرية في الاناث) ونزولها الى قناة فالوب والتقائها بالحيوان المنوى ورجوعها مرة اخرى الى الرحم محسوبة بدقة متناهية من ناحية المكان وتتابع الاحداث الزمنية كسلسلة منتظمة الحلقات لا يمكنها ان تفقد ايا من مفرداتها سواء من البداية او النهاية او الوسط , والا لن يكون للمفردات الاخرى اى داعى , وبالتالى فهى لا يمكن ان تقبل التراكم , بل لابد من كتابة السيناريو وتنفيذه مرة واحدة بترتيبه المسبق بدقة متناهية , فمثلا لو لم تتحول المادة المتجمدة شديد اللزوجة التى تغطى وتغلق عنق الرحم الى مادة سلسة سهلة فى بداية الدورة الشهرية ما تأتى للحيونات المنوية اختراقه الى قناة فالوب , ولو لم يكن لقناة فالوب اهداب تتحرك فتؤدى الى تيار شفط يعمل على شفط البويضة من التجويف البريتوني بعد خروجها من الحويصلة او الجسم الاصفر فتدخل اليها وتمر خلالها لتصل الى موضع الالتقاء , ما كان للبويضة الى دخول القناة والتحرك خلالها للوصول الى طرفها ومن ثم الالتقاء بالحيوان المنوى اى سبيل , ولو لم يدفع الرحم بانقباضاته الحيونات المنوية الى نفس الطرف لمكثت البويضات الى اخر الزمان بدون تلقيح , ولو لم يفرز الجسم الاصفر (الذى كان فى الاصل حويصلة البويضة ) هرمون البروجيستيرون ما امكن زرع البويضات المخصبة داخل الرحم وتثبيتها , ولو لم يكن جسم المرأة بكامله مهيىء لاستقبال الجنين (قبل وبعد ولادته) وتغذيته ورعايته بآلية ودقه تامة لا يمكن وصفها ما كتب للانسان المكوث داخله او الاستمرار فيه ولو بضع دقائق اوالاستمرار فى الحياة بعد الولادة , ولو لم تخرج للطفل الاسنان فى وقتها المناسب لامتنع عليه مضغ الطعام واساغته وانتهى الامر بوفاته ولانشغلت امه برضاعته عن اى شىء اخر .
وبالنسبة للحلقات المتجانسة المتكاملة التى ليس هناك مفر من وجودها مرة واحدة بالتوازى وتنفيذها على التوالى , نقول : هل يعقل ان يستمر الانسان فى الحياة او التكاثر الجنسى مع عدم امكان وصول حيواناته المنوية الى قناة فالوب والتقائها بالبويضة وهل يمكن حدوث ذلك لولا انقباضات الرحم المتتابعة , التى تدفع بالحيونات المنوية نحو القناة وحركة اهدابها من ناحية اخرى الى تشفط البويضات وتوجهها الى نفس الهدف .
هل عليه ان ينتظر الاف السنين حتى تاتى طفرة وتبرمج الرحم على هذه الالية , ومن قبل تمده بالعضلات اللازمة لذلك وخلال هذه هذه الفترة , هل يمكن ان يكون هناك شىء اسمه تزاوج او تكاثر جنسى اوامكانية لاستمرار حياة او وجود لمخلوق على سطح الارض ؟ , ولو توفر حدوث كل ذلك فهل سوف ينتهى الامر ؟ لا !! الامر يحتاج الى المزيد من التهيئة والتكيف للرحم مع المخلوق الجديد, مما يحتم عليه الانتظار ملايين اخرى على امل ان تحدث له مجموعة من الطفرات التى يمكن ان تساعده على تهيئة الرحم وزرع البويضة بعد الاخصاب , والى ان يحدث ذلك لن يكون هناك ايضا شىء اسمه تكاثر جنسى او استمرار حياة او وجود لمخلوق على سطح الارض, لم تكتمل الحلقات بعد فلابد عليه ان ينتظر ملايين اخرى من السنين على امل اشد ضعفا عسى ان تحدث له مجموعة من الطفرات المتراكبة المتتابعة التى قد تعمل على وجود آلية خاصة برعاية البويضة المخصبة وتغذيتها والاشراف على مراحل نمو الجنين واطواره والا لن يكون هناك اطوار فى الاصل يتنقل بينها الجنين , ولا زلنا نلضم فى الحلقات الى الان , فلابد من طفرات اخرى تحدث على مدى ملايين اخرى من الاعوام لانشاء خلايا الثدى , وملايين اخرى لتجهيز هذه الخلايا على الرضاعة (والا لن يكون هناك شىء اسمه رضاعة) ثم طفرات اخرى على مدى ملايين اخرى لبرمجة الطفل وتعليمه كيفية الرضاعة , وتسليحه بقوة ومقدرة على المص لا يمكن ان تتوفر لغير طفل رضيع ولو كان اقوى انسان على ظهر الارض (والا ايضا لن يكون هناك شىء اسمه رضاعة) وملايين اخرى لعمل برنامج ينفصل من خلاله الطفل عن الرضاعة يبدأ بخروج الاسنان فى وقت معين لاعطاء مجال لغذاء اخر و رضاعة طفل اخر .
لا مفر لابد من وجود كافة الحلقات بداية من قذف الحيوانات المنوية داخل الرحم وانتهاء بفطم الجنين عن ثدى الام ولن يتم ذلك الا عن عمد وارادة وحكمة وغاية وقدرة وابداع .
سبحان الله
يقول الجاحظ فى كتابه الخلق والتدبير :
"افرايت لو لم يجر اليه الدم وهو فى رحم الام الم يكن سيذوى ويجف كما يجف النبات اذا فقد الماء ؟ ولو لم يزعجه المخاض عند استحكامه الم يكن سيتبقى فى الرحم كالموءود فى الارض ؟ ولو لم يوافه اللبن مع ولادته الم يكن سيموت جوعا او يغتذى بغذاء لا يلائمه ولا يصلح عليه بدنه ولو لم تطلع له الاسنان فى وقتها الم يكن سيمتنع عليه مضغ الطعام واساغته او يقيم على الرضاع ولا يشتد بدنه ولا يصلح لعمل ثم يشغل امه بنفسه عن تربية ولد غيره ولو لم يكن شعر يخرج فى وجهه فى وقته الم يكن فى هيئة الصبيان والنساء ؟ فلا يرى له جلالا ولا هيبة ولا وقار , فمن الذى كان يرصده حتى يوافيه بكل شىء من هذه المآرب فى وقته الا الذى انشأه خلقا بعد اذ لم يكن ثم توكل بمصلحته بعد اذ كان ولئن كان الاهمال ياتى بمثل هذا التدبير فقد نجد فى القياس ان يكون العمدة والتقدير ياتى بالخطأ والمحال لانه ضد الاهمال وهذا خلف من القول" . (الخلق والتدبير – ابو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ص59)
ويقول فى موضع اخر " وانظر كيف جعلت اعضاء الجماع فى الذكر والانثى جميعا على ما يشاكل ذلك فجعلت للذكر اذا كان يحتاج ان يقذف ماءه فى غيره آله ناشرة تمتد حتى توصل النطفة الى الرحم , وجعلت للانثى اذا اذا احتاجت الى ان تشتمل على الماءين جميعا وتحمل الولد حتى يستحكم وعاء قعيرا يصلح لذلك ". (المرج السابق61)
ويقول فى موضع ثالث " فلا ترى جسم الصبى كيف ينمو بجميع اعضائه , وهو ثابت على شكله وعينه وهيئته لا يتزيد ولا يتنقص , واعجب من هذا تصويره فى الرحم حيث لا تراه عين , ولا تناله يد يخرج سويا مستويا بجميع ما به قوامه وصلاحه من الاحشاء والجوارح والعوامل والحوامل الى ما فى تركيب اعضائه من العظام واللحم والشحم والمخ والعصب والعروق والغضاريف من دقائق التركيب والتقدير والحكمة " . (المرجع السابق ص62)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تفكر فى خلق الانسان بين طفرة العثرة والانتخاب
انظر الى الرجل كيف يتاتى لصدفة عمياء ان تنتج مثل هذا العضو الذكري الذي يقوم باكثر من وظيفة في كيان الجسد البشرى حيث يتصل هذا العضو بمجري البول والجهاز البولي ويتصل فى نفس الوقت بمصنع للحيوانات المنوية (هل يمكن ان تحدث تلك الالية بالتراكم , فتحدث طفرة تجعل العضو يتصل بمجرى البول , تم تحدث طفرة اخرى تجعل العضو يتصل بمصنع الحيونات المنوية , او يحدث العكس بانتحدث الطفرة الثانية قبل الاولى) تعد فيه الحيوانات بالملايين فاين تصنع هذه الحيوانات وكيف يتم خروجها من العضو وعلي اي شكل وفي واي وسط وباى عدد حيث لو قل العدد عن عدد معين لا يحدث تكاثر (الخصيتين تنتجان الف حيوان منوى فى الثانية الواحدة)
"وانظر الى فرج الرجل مرة اخرى لو كان مسترخيا ابدا هل كان يمكن ان يصل الى قعر الرحم ولو كان منعظا ابدا هل يمكن ان تستقيم معه حياة الرجل من تقلب فى الفراش ومشيا بين الناس وكيف يفعل ذلك وهناك شىء شاخص امامه , ثم كان مع ذلك مع قبح المنظر تحريك الشهوة فى كل وقت من النساء والرجال جميعا مما يدعوهم الى المضاجعة مما يؤدى بهم الى الهلاك, فقدر له ان يكون مسترسلا فى اكثر الوقت لكيلا يبدو للبصر فى كل وقت ولا يكون على الرجل فيه مؤنة , وجعلت فيه قوة الانتصاب عند الحاجة لما فيه من دوام النسل وبقائه .
اليس من حسن التدبير والتقدير فى البناء ان يكون الخلاء فى استر موضع من الدار فهكذا نجد المنفذ المهيأ للخلاء من الانسان فى استر موضع منه فانه ليس بارزا من خلفة وليس ناشرا بين يديه بل هو مغيب فى موضع غامض من البدن" . (الخلق والتدبير – الجاحظ ص68,69)
ولننظر في الانثي وهي مخلوق يشبة الذكر في كثير من الاجهزة ويختلف اختلافا واضحا في كل شيء من حيث الضعف الجسدي ورقة الشكل وعدم نمو شعر الشارب كالرجل واللحية , والجسد الذي وهبه الخالق عز وجل للمرأة جسدا خلق لمهمة مكملة للرجل , فاعطى الله الرجل اللحية لما له فيها من العزة والوقار , ومنعت منها المرأة لتحتفظ بنضارة الوجه , وبهجته التى تشاكل المفاكهة , فنظر فى الخلقة كيف يتم لها الصواب فى اعطاء الاشياء او منعها على حسب الارب والمصلحة , وبالنسبة لاعضائها التناسلية كيف تسنى لصدفة عشوائية حمقاء تجهيز عضو الانثى التناسلي ليكون ملائما ومناسبا تماما لعضو الرجل من ناحية التركيب والتكامل والتناسق والوظيفة , والغريزة , وكيف تسنى لها تجهيز الرحم لاستقبال حيوانات الرجل وحفظها حتى خروج البويضة من مخبأها في وقت معين في كل شهر لتقوم برحلة شاقة بداية من خروجها من الحويصلة (او الجسم الاصفر الذى يتحول بعد ذلك الى غدة تفرز هرمون البروجيستيرون) الى التجويف البريتوني لتتلقفها قناة فالوب عن طريق آلية خاصة حيث انها تحتوى على اهداب تعمل بحركتها على شفط البويضة وتوجيهها الى عنق الرحم حتى تلتقى بالحيوان المنوى عند طرف القناة ثم تأمين رجوعها مرة اخرى الى الرحم حتى تزرع فى جداره بعد تقاتل الحيوانات المنوية وسباقها الرهيب علي الوصول اليها واختراقها (تلك البويضة الوحيدة التي تنتج شهريا بامر الله) فمن الذى اوعز للبويضة بالرجوع مرة اخرى بعد الاخصاب الى الرحم ومن الذى خطط لعملية الزرع والتثبيت ومن قبل جهز لتلك المقابلة التى حدثت بينها وبين حيوانات الرجل.
التى لا يكتب النجاح الا لحيوان منوى واحد منها فقط من بين هذه المئات من الملايين فيخترق البويضة ويلقحها وينقل لها كل صفات الذكر وبمجرد حدوث ذلك , تقوم البويضة بغلق غلافها الخارجي فيستحيل دخول اى حيوان منوي اخر , ثم تبدأ رحلة اخرى للرجوع الى الرحم فى اثنائها تنقسم الخلايا لتعطى اول طور من اطوار الجنين , تتوالى بعده الاطوار الباقية بعد زرع البويضة فى جدار الرحم وتثبيتها , ويقوم الرحم بالكثير خلال حدوث هذه العملية حيث انه يساعد الحيوانات المنوية علي الانتقال بفضل المادة اللزجة التي يفرزها.
ويؤمن تعشيش البويضة وتكوين المشيمة (غشاء الجنين الذي يخرج منة عند الولادة) بفضل بطانته.
كما يساعد في عميلة الولادة بفضل جدارة العضلي الذي ينقبض فيدفع الطفل نحو الخارج.
فهل يمكن ان تكون هناك صدفة او امكان للتراكم فى كل هذه الخطط التكوينية المتسلسة المنتظمة المتوازية المتوالية المتضافرة الحلقات التى يجب ان يكون مخطط لها من بادىء الامر فكل المراحل التى تمر بها البويضة بداية من خروجها من الحويصلة التى سوف تصبح بعد ذلك الجسم الاصفر (الذى سوف يتحول الى غدة تفرز هرمون البروجيستيرون بامر من الغدة النخامية وهرمون البروجيسترون مهم في تحضير الرحم وتهيئته لعملية زرع البويضات وذلك بالإمداد الدموي للغشاء المبطن للرحم مما يجعله جاهزآ لعملية تثبيت البويضة الملقحة ، ويحافظ هرمون البروجيستيرون أيضآ على الحمل ويضاد هرمون البروجستيرون عمل هرمون الاستروجين في أنسجة معينة مثل المهبل وعنق الحم ، حيث يعمل على منع زرع البويضات في المبيض ، كما أنه مهم في تنظيم الدورة الشهرية في الاناث) ونزولها الى قناة فالوب والتقائها بالحيوان المنوى ورجوعها مرة اخرى الى الرحم محسوبة بدقة متناهية من ناحية المكان وتتابع الاحداث الزمنية كسلسلة منتظمة الحلقات لا يمكنها ان تفقد ايا من مفرداتها سواء من البداية او النهاية او الوسط , والا لن يكون للمفردات الاخرى اى داعى , وبالتالى فهى لا يمكن ان تقبل التراكم , بل لابد من كتابة السيناريو وتنفيذه مرة واحدة بترتيبه المسبق بدقة متناهية , فمثلا لو لم تتحول المادة المتجمدة شديد اللزوجة التى تغطى وتغلق عنق الرحم الى مادة سلسة سهلة فى بداية الدورة الشهرية ما تأتى للحيونات المنوية اختراقه الى قناة فالوب , ولو لم يكن لقناة فالوب اهداب تتحرك فتؤدى الى تيار شفط يعمل على شفط البويضة من التجويف البريتوني بعد خروجها من الحويصلة او الجسم الاصفر فتدخل اليها وتمر خلالها لتصل الى موضع الالتقاء , ما كان للبويضة الى دخول القناة والتحرك خلالها للوصول الى طرفها ومن ثم الالتقاء بالحيوان المنوى اى سبيل , ولو لم يدفع الرحم بانقباضاته الحيونات المنوية الى نفس الطرف لمكثت البويضات الى اخر الزمان بدون تلقيح , ولو لم يفرز الجسم الاصفر (الذى كان فى الاصل حويصلة البويضة ) هرمون البروجيستيرون ما امكن زرع البويضات المخصبة داخل الرحم وتثبيتها , ولو لم يكن جسم المرأة بكامله مهيىء لاستقبال الجنين (قبل وبعد ولادته) وتغذيته ورعايته بآلية ودقه تامة لا يمكن وصفها ما كتب للانسان المكوث داخله او الاستمرار فيه ولو بضع دقائق اوالاستمرار فى الحياة بعد الولادة , ولو لم تخرج للطفل الاسنان فى وقتها المناسب لامتنع عليه مضغ الطعام واساغته وانتهى الامر بوفاته ولانشغلت امه برضاعته عن اى شىء اخر .
وبالنسبة للحلقات المتجانسة المتكاملة التى ليس هناك مفر من وجودها مرة واحدة بالتوازى وتنفيذها على التوالى , نقول : هل يعقل ان يستمر الانسان فى الحياة او التكاثر الجنسى مع عدم امكان وصول حيواناته المنوية الى قناة فالوب والتقائها بالبويضة وهل يمكن حدوث ذلك لولا انقباضات الرحم المتتابعة , التى تدفع بالحيونات المنوية نحو القناة وحركة اهدابها من ناحية اخرى الى تشفط البويضات وتوجهها الى نفس الهدف .
هل عليه ان ينتظر الاف السنين حتى تاتى طفرة وتبرمج الرحم على هذه الالية , ومن قبل تمده بالعضلات اللازمة لذلك وخلال هذه هذه الفترة , هل يمكن ان يكون هناك شىء اسمه تزاوج او تكاثر جنسى اوامكانية لاستمرار حياة او وجود لمخلوق على سطح الارض ؟ , ولو توفر حدوث كل ذلك فهل سوف ينتهى الامر ؟ لا !! الامر يحتاج الى المزيد من التهيئة والتكيف للرحم مع المخلوق الجديد, مما يحتم عليه الانتظار ملايين اخرى على امل ان تحدث له مجموعة من الطفرات التى يمكن ان تساعده على تهيئة الرحم وزرع البويضة بعد الاخصاب , والى ان يحدث ذلك لن يكون هناك ايضا شىء اسمه تكاثر جنسى او استمرار حياة او وجود لمخلوق على سطح الارض, لم تكتمل الحلقات بعد فلابد عليه ان ينتظر ملايين اخرى من السنين على امل اشد ضعفا عسى ان تحدث له مجموعة من الطفرات المتراكبة المتتابعة التى قد تعمل على وجود آلية خاصة برعاية البويضة المخصبة وتغذيتها والاشراف على مراحل نمو الجنين واطواره والا لن يكون هناك اطوار فى الاصل يتنقل بينها الجنين , ولا زلنا نلضم فى الحلقات الى الان , فلابد من طفرات اخرى تحدث على مدى ملايين اخرى من الاعوام لانشاء خلايا الثدى , وملايين اخرى لتجهيز هذه الخلايا على الرضاعة (والا لن يكون هناك شىء اسمه رضاعة) ثم طفرات اخرى على مدى ملايين اخرى لبرمجة الطفل وتعليمه كيفية الرضاعة , وتسليحه بقوة ومقدرة على المص لا يمكن ان تتوفر لغير طفل رضيع ولو كان اقوى انسان على ظهر الارض (والا ايضا لن يكون هناك شىء اسمه رضاعة) وملايين اخرى لعمل برنامج ينفصل من خلاله الطفل عن الرضاعة يبدأ بخروج الاسنان فى وقت معين لاعطاء مجال لغذاء اخر و رضاعة طفل اخر .
لا مفر لابد من وجود كافة الحلقات بداية من قذف الحيوانات المنوية داخل الرحم وانتهاء بفطم الجنين عن ثدى الام ولن يتم ذلك الا عن عمد وارادة وحكمة وغاية وقدرة وابداع .
سبحان الله
يقول الجاحظ فى كتابه الخلق والتدبير :
"افرايت لو لم يجر اليه الدم وهو فى رحم الام الم يكن سيذوى ويجف كما يجف النبات اذا فقد الماء ؟ ولو لم يزعجه المخاض عند استحكامه الم يكن سيتبقى فى الرحم كالموءود فى الارض ؟ ولو لم يوافه اللبن مع ولادته الم يكن سيموت جوعا او يغتذى بغذاء لا يلائمه ولا يصلح عليه بدنه ولو لم تطلع له الاسنان فى وقتها الم يكن سيمتنع عليه مضغ الطعام واساغته او يقيم على الرضاع ولا يشتد بدنه ولا يصلح لعمل ثم يشغل امه بنفسه عن تربية ولد غيره ولو لم يكن شعر يخرج فى وجهه فى وقته الم يكن فى هيئة الصبيان والنساء ؟ فلا يرى له جلالا ولا هيبة ولا وقار , فمن الذى كان يرصده حتى يوافيه بكل شىء من هذه المآرب فى وقته الا الذى انشأه خلقا بعد اذ لم يكن ثم توكل بمصلحته بعد اذ كان ولئن كان الاهمال ياتى بمثل هذا التدبير فقد نجد فى القياس ان يكون العمدة والتقدير ياتى بالخطأ والمحال لانه ضد الاهمال وهذا خلف من القول" . (الخلق والتدبير – ابو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ص59)
ويقول فى موضع اخر " وانظر كيف جعلت اعضاء الجماع فى الذكر والانثى جميعا على ما يشاكل ذلك فجعلت للذكر اذا كان يحتاج ان يقذف ماءه فى غيره آله ناشرة تمتد حتى توصل النطفة الى الرحم , وجعلت للانثى اذا اذا احتاجت الى ان تشتمل على الماءين جميعا وتحمل الولد حتى يستحكم وعاء قعيرا يصلح لذلك ". (المرج السابق61)
ويقول فى موضع ثالث " فلا ترى جسم الصبى كيف ينمو بجميع اعضائه , وهو ثابت على شكله وعينه وهيئته لا يتزيد ولا يتنقص , واعجب من هذا تصويره فى الرحم حيث لا تراه عين , ولا تناله يد يخرج سويا مستويا بجميع ما به قوامه وصلاحه من الاحشاء والجوارح والعوامل والحوامل الى ما فى تركيب اعضائه من العظام واللحم والشحم والمخ والعصب والعروق والغضاريف من دقائق التركيب والتقدير والحكمة " . (المرجع السابق ص62)