ابن النعمان
2011-09-04, 10:40 AM
"لويس جريس" الأقباط في مصر أفضل أقلية في العالم ، والمسلمون يعاملونهم كأخوة لهم، وأوروبا تضطهد الأقليات المسلمة
يعد لويس جريس من عمالقة الصحافة المصرية، وقد ارتبط اسمه بمجلة "روزاليوسف" منذ أكثر من خمسين عاما .. نشأ في بيت مسيحي يحترم المسلمين ، وهو في حديثه لـ"محيط" يروي قصة حياته ويؤكد أن أمن الدولة وراء إشعال الفتن في مصر وأنه لا ينكر عاقل بديهية أن مصر بلد إسلامي.
محيط : حدثنا عن نشأتك الصعيدية وارتباطك بالصحافة .
- أنا أصغر أخوتي، وبعد سبعة شهور من ولادتي توفى والدي فربطت جدتي بين الحدثين، وقد مرضت بشدة حتى ظنوا أنني مت ، وبعد أن وضعوني في صندوق الموتى شهقت فعرفوا أنني حي ، وحملتني أمي على الفور.
وقد التحقت بكلية العلوم في الإسكندرية وكنت أرغب في دخول كلية الطب، وأذكر أن د. حسين فوزي "السندباد المصري" عميد الكلية كان صحفيا كبيرا ويدعو تلاميذه لمنزله ، وبدأ يجذبني لنشاط الصحافة ومن هنا قررت دراسة هذا المجال .
لم تكن الصحافة لها كلية تدرسها سوى في الجامعة الأمريكية وكانت مصاريفها 150 جنيه وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت وكان يدفعها لي أخي وتخرجت بالفعل عام 1955 ، وأذكر أن العميد طلب مني موضوعات ليقبلني عن "القاهرة مدينة المآذن والخطيئة" و"انقلاب الفعل للضد" و"لو ورثت مليون دولار ماذا تفعل بها".
في السنة الدراسية الأخيرة حصلت على جائزة منحة "الأهرام" لأفضل طالب بقسم الصحافة، وعملت بدار "الهلال" بعد التخرج، وبعدها دخلت مؤسسة روزا اليوسف بفضل الفنان حسن فؤاد الذي قدمني لرئيس التحرير أحمد بهاء الدين وكان عمرة وقتها 26 عاما .
تقلدت مناصب حتى أصبحت رئيس تحرير مع محمود السعدني عام 1968، وكنت العضو المنتدب عام 1972 بطلب من من عبد الرحمن الشرقاوي رئيس مجلس الإدارة من الرئيس أنور السادات وصدر القرار في مايو عام 1974، ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 1977 ارتفع توزيع روزاليوسف إلى 165 ألف نسخة، وصباح الخير 155ألفا فكنا أسبوعيا نبيع 300 ألف نسخة من المجلتين.
محيط : قلت أن بيتك كان مثالا للمحبة . كيف كان ذلك ؟
- عرفت لأول مرة أنه يوجد ما يسمى بمسلم وقبطي حينما قال مدرس في الصف الأول الابتدائي بمدرسة السلطان الفرغل في أبوتيج بمحافظة أسيوط "الأقباط يخرجوا برا" . وعندما كنت أعود للمنزل في رمضان كانت أمي تأخر الغداء وتعطي لنا ما يسمى بالـ"التصبيرة"، لتوضع الغداء في موعد الإفطار في المغرب وتقول "علشان المسلمين مايزعلوش مننا".
محيط : ما رأيك بوضع الأقباط في مصر ؟
- الأقباط في مصر أفضل أقلية في العالم ، والمسلمون يعاملونهم كأخوة لهم، بينما في الدول الأوروبية يعتبر المسلمون أقلية ويضطهدون ، وهناك بلاد تضطهد المسيحيين.
وأمن الدولة قلت سابقا أنه يشعل الفتنة الطائفية ، وثبت هذا في كنيسة القديسين وغيرها، وذلك لإلهاء الرأي العام عن عملية تزوير الانتخابات وغيرها من الجرائم.
محيط : لماذا طالبت بتغيير قيادات الصحف القومية ؟
- الصحف القومية تتحدث عن الماضي، والكواليس السرية لمبارك وما كان يحدث في عهده، وهذا كله لا يأتي إلا من خلال تمريره من أمن الدولة للجرائد؛ لأنها الوحيدة التي تمتلك هذه المعلومات، لكننا في وقت لابد أن نتطلع فيه للمستقبل، ونترك القضاء يأخذ مجراه مع مبارك وأعوانه، وننصرف لبناء الدولة الحديثة.
محيط : ما رأيك بالجماعات الإسلامية في مصر ؟
- "الأخوان" بدءوا التعديل من مسارهم، بحيث يسمح بالاعتراف بوجود الأقباط، وأيضا الاعتراف بوجود المرأة، وكلما يتطور حزب الإخوان المسلمين كلما يندمج أكثر في المجتمع بقدر تطوره، فطالما يتعاملون بمنهج الإسلام الوسطي واحترام حقوق الغير وعدم فرض أفكارهم لن يهاجموا من الشعب، وخصوصا أنهم دخلوا الحياة السياسية من هذا المنطلق.
أما السلفيين فقد قابلتهم وقلت لهم طالما تريدون السير على هدي رسولكم فقد كان يحترم المسيحي ويتركه للعيش بسلام، ولهذا أطلب أن يعاملوا المسيحيين كما عامل الرسول (ص) قبيلة "بني غسان"، وهناك آية كريمة في القرآن تقول "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" سورة المائدة .
محيط : كيف كانت علاقتك بالرئيس المخلوع ؟
- أخرج مبارك الكتاب الذين احتجزهم السادات بالسجن في 17 أكتوبر عام 1981، وكان من بينهم يساريون وفتحت لهم باب الكتابة بمجلتي "صباح الخير" فأرسل لي مبارك عن طريق الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير المصور قال فيها "ابعد عن الشيوعيين" .
وكنت بحكم عملي الصحفي أغطي رحلات الرئيس وأسافر معه حتى عام 1989 عندما خرجت على المعاش. لكنني لم أكن أخشى كتابة شيء في عصر مبارك ، فأنا لست مناضلا سياسيا معارضا للنظام ولكني أركز على كتابة موضوعات مفيدة للناس ولا أفتعل شيء ، بمعنى لو لم تكن لدي معلومات عن فساد لا أكتب عنه .
وأرى أن الإنشغال بأفعال مبارك حاليا مضيعة للوقت وكلام فارغ، فلابد أن ننشغل ببناء البلد وعدم تركها في يد جماعات تضيعها، والثورة أصابتها البرودة لأنها لم تصدر بعدها قرارات ثورية .
محيط : وما رأيك بوضع نصوص مدنية الدولة ؟
- مصر دولة إسلامية ولم يقل أحد غير ذلك، والكل يعرف تاريخها منذ فتحها عمرو بن العاص، ومنذ أن أصبحت الشريعة الإسلامية مصدر التشريع الأساسي في الدولة، فلماذا نتحدث في بديهيات ونشغل أنفسنا . لكننا نريدها دولة مدنية يتساوى فيها حقوق المواطنين، والعالم يضم مليار ونصف مسلم ومثلهم مسيحي ويتعاملون مع بعضهم .
أما وثيقة الأزهر فهي عظيمة ، وأنا أجل الشيخ أحمد الطيب وأعرف أجداده لأن أبوه في الأقصر كان يحل مشاكل المسلمين والمسيحيين، وفي جنازته مشى الأقباط والمسلمون وراءه.
محيط : هل كانت زوجتك الفنانة الراحلة سناء جميل تختلف مع كتاباتك ؟
- نعم الإختلاف طبيعي، ولكن سناء كانت تربطني بها صلة الحب والإحترام معا .
محيط : ما مشروعاتك الجديدة في الكتابة ؟
- أريد الكتابة عن حياتي مع سناء جميل ، وكتاب آخر عن الصحافة وحياتي معها ، وكتاب عن حياتي مع الزعماء الثلاثة فأنا أرى أن عبدالناصر مات في بيته، والسادات قتل ، ومبارك فضح لأنه ترك نفسه لصفوت الشريف وزكريا عزمي، ولهذا طالبت أن يشاهد العالم محاكمة مبارك لأخذ العبرة ، رغم قناعتي بأنه قدم أشياء لمصر منها مشاريع المرافق ، إلا إنه أساء للشعب المصري كثيرا وسمح باستغلال ثرواته .
المصدر (http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=27968)
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=259077
عن
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=27968
يعد لويس جريس من عمالقة الصحافة المصرية، وقد ارتبط اسمه بمجلة "روزاليوسف" منذ أكثر من خمسين عاما .. نشأ في بيت مسيحي يحترم المسلمين ، وهو في حديثه لـ"محيط" يروي قصة حياته ويؤكد أن أمن الدولة وراء إشعال الفتن في مصر وأنه لا ينكر عاقل بديهية أن مصر بلد إسلامي.
محيط : حدثنا عن نشأتك الصعيدية وارتباطك بالصحافة .
- أنا أصغر أخوتي، وبعد سبعة شهور من ولادتي توفى والدي فربطت جدتي بين الحدثين، وقد مرضت بشدة حتى ظنوا أنني مت ، وبعد أن وضعوني في صندوق الموتى شهقت فعرفوا أنني حي ، وحملتني أمي على الفور.
وقد التحقت بكلية العلوم في الإسكندرية وكنت أرغب في دخول كلية الطب، وأذكر أن د. حسين فوزي "السندباد المصري" عميد الكلية كان صحفيا كبيرا ويدعو تلاميذه لمنزله ، وبدأ يجذبني لنشاط الصحافة ومن هنا قررت دراسة هذا المجال .
لم تكن الصحافة لها كلية تدرسها سوى في الجامعة الأمريكية وكانت مصاريفها 150 جنيه وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت وكان يدفعها لي أخي وتخرجت بالفعل عام 1955 ، وأذكر أن العميد طلب مني موضوعات ليقبلني عن "القاهرة مدينة المآذن والخطيئة" و"انقلاب الفعل للضد" و"لو ورثت مليون دولار ماذا تفعل بها".
في السنة الدراسية الأخيرة حصلت على جائزة منحة "الأهرام" لأفضل طالب بقسم الصحافة، وعملت بدار "الهلال" بعد التخرج، وبعدها دخلت مؤسسة روزا اليوسف بفضل الفنان حسن فؤاد الذي قدمني لرئيس التحرير أحمد بهاء الدين وكان عمرة وقتها 26 عاما .
تقلدت مناصب حتى أصبحت رئيس تحرير مع محمود السعدني عام 1968، وكنت العضو المنتدب عام 1972 بطلب من من عبد الرحمن الشرقاوي رئيس مجلس الإدارة من الرئيس أنور السادات وصدر القرار في مايو عام 1974، ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 1977 ارتفع توزيع روزاليوسف إلى 165 ألف نسخة، وصباح الخير 155ألفا فكنا أسبوعيا نبيع 300 ألف نسخة من المجلتين.
محيط : قلت أن بيتك كان مثالا للمحبة . كيف كان ذلك ؟
- عرفت لأول مرة أنه يوجد ما يسمى بمسلم وقبطي حينما قال مدرس في الصف الأول الابتدائي بمدرسة السلطان الفرغل في أبوتيج بمحافظة أسيوط "الأقباط يخرجوا برا" . وعندما كنت أعود للمنزل في رمضان كانت أمي تأخر الغداء وتعطي لنا ما يسمى بالـ"التصبيرة"، لتوضع الغداء في موعد الإفطار في المغرب وتقول "علشان المسلمين مايزعلوش مننا".
محيط : ما رأيك بوضع الأقباط في مصر ؟
- الأقباط في مصر أفضل أقلية في العالم ، والمسلمون يعاملونهم كأخوة لهم، بينما في الدول الأوروبية يعتبر المسلمون أقلية ويضطهدون ، وهناك بلاد تضطهد المسيحيين.
وأمن الدولة قلت سابقا أنه يشعل الفتنة الطائفية ، وثبت هذا في كنيسة القديسين وغيرها، وذلك لإلهاء الرأي العام عن عملية تزوير الانتخابات وغيرها من الجرائم.
محيط : لماذا طالبت بتغيير قيادات الصحف القومية ؟
- الصحف القومية تتحدث عن الماضي، والكواليس السرية لمبارك وما كان يحدث في عهده، وهذا كله لا يأتي إلا من خلال تمريره من أمن الدولة للجرائد؛ لأنها الوحيدة التي تمتلك هذه المعلومات، لكننا في وقت لابد أن نتطلع فيه للمستقبل، ونترك القضاء يأخذ مجراه مع مبارك وأعوانه، وننصرف لبناء الدولة الحديثة.
محيط : ما رأيك بالجماعات الإسلامية في مصر ؟
- "الأخوان" بدءوا التعديل من مسارهم، بحيث يسمح بالاعتراف بوجود الأقباط، وأيضا الاعتراف بوجود المرأة، وكلما يتطور حزب الإخوان المسلمين كلما يندمج أكثر في المجتمع بقدر تطوره، فطالما يتعاملون بمنهج الإسلام الوسطي واحترام حقوق الغير وعدم فرض أفكارهم لن يهاجموا من الشعب، وخصوصا أنهم دخلوا الحياة السياسية من هذا المنطلق.
أما السلفيين فقد قابلتهم وقلت لهم طالما تريدون السير على هدي رسولكم فقد كان يحترم المسيحي ويتركه للعيش بسلام، ولهذا أطلب أن يعاملوا المسيحيين كما عامل الرسول (ص) قبيلة "بني غسان"، وهناك آية كريمة في القرآن تقول "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" سورة المائدة .
محيط : كيف كانت علاقتك بالرئيس المخلوع ؟
- أخرج مبارك الكتاب الذين احتجزهم السادات بالسجن في 17 أكتوبر عام 1981، وكان من بينهم يساريون وفتحت لهم باب الكتابة بمجلتي "صباح الخير" فأرسل لي مبارك عن طريق الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير المصور قال فيها "ابعد عن الشيوعيين" .
وكنت بحكم عملي الصحفي أغطي رحلات الرئيس وأسافر معه حتى عام 1989 عندما خرجت على المعاش. لكنني لم أكن أخشى كتابة شيء في عصر مبارك ، فأنا لست مناضلا سياسيا معارضا للنظام ولكني أركز على كتابة موضوعات مفيدة للناس ولا أفتعل شيء ، بمعنى لو لم تكن لدي معلومات عن فساد لا أكتب عنه .
وأرى أن الإنشغال بأفعال مبارك حاليا مضيعة للوقت وكلام فارغ، فلابد أن ننشغل ببناء البلد وعدم تركها في يد جماعات تضيعها، والثورة أصابتها البرودة لأنها لم تصدر بعدها قرارات ثورية .
محيط : وما رأيك بوضع نصوص مدنية الدولة ؟
- مصر دولة إسلامية ولم يقل أحد غير ذلك، والكل يعرف تاريخها منذ فتحها عمرو بن العاص، ومنذ أن أصبحت الشريعة الإسلامية مصدر التشريع الأساسي في الدولة، فلماذا نتحدث في بديهيات ونشغل أنفسنا . لكننا نريدها دولة مدنية يتساوى فيها حقوق المواطنين، والعالم يضم مليار ونصف مسلم ومثلهم مسيحي ويتعاملون مع بعضهم .
أما وثيقة الأزهر فهي عظيمة ، وأنا أجل الشيخ أحمد الطيب وأعرف أجداده لأن أبوه في الأقصر كان يحل مشاكل المسلمين والمسيحيين، وفي جنازته مشى الأقباط والمسلمون وراءه.
محيط : هل كانت زوجتك الفنانة الراحلة سناء جميل تختلف مع كتاباتك ؟
- نعم الإختلاف طبيعي، ولكن سناء كانت تربطني بها صلة الحب والإحترام معا .
محيط : ما مشروعاتك الجديدة في الكتابة ؟
- أريد الكتابة عن حياتي مع سناء جميل ، وكتاب آخر عن الصحافة وحياتي معها ، وكتاب عن حياتي مع الزعماء الثلاثة فأنا أرى أن عبدالناصر مات في بيته، والسادات قتل ، ومبارك فضح لأنه ترك نفسه لصفوت الشريف وزكريا عزمي، ولهذا طالبت أن يشاهد العالم محاكمة مبارك لأخذ العبرة ، رغم قناعتي بأنه قدم أشياء لمصر منها مشاريع المرافق ، إلا إنه أساء للشعب المصري كثيرا وسمح باستغلال ثرواته .
المصدر (http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=27968)
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=259077
عن
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=27968