مجدي فوزي
2011-09-12, 11:47 PM
سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
سؤال: ما معنى كلمة أقنوم؟ ونريد معلومات أكثر عن الأقانيم الثلاثة والوحدانية..
إجابة القس :
* كلمة اقنوم Hypostasis باليونانية هى هيبوستاسيس، وهى مكونة من مقطعين: هيبو وهى تعنى تحت، وستاسيس وتعنى قائم أو واقف، وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعنى تحت القائم ولاهوتيا معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة. والأقنوم هو كائن حقيقى له شخصيته الخاصة به، وله إرادة، ولكنه واحد فى الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير إنفصال.
* من هم الاقانيم الثلاثة؟
الأقانيم الثلاثة هم الآب والابن والروح القدس:
فالآب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم.
و الابن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الأقنوم.
و الروح القدس هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق من حيث الأقنوم.
* كيف أن الجوهر الإلهى واحد ومع هذا فإن هناك ثلاثة أقانيم متمايزة ومتساوية؟
لشرح فكرة الجوهر الواحد لثلاثة اقانيم متمايزة ومتساوية فى الجوهر نأخذ مثالاً
مثلث من الذهب الخالص، له ثلاثة زوايا متساوية أ، ب، جـ
الرأس (أ) هو ذهب من حيث الجوهر.
الرأس (ب) هو ذهب من حيث الجوهر. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
الرأس (جـ) هو ذهب من حيث الجوهر.
فالرؤوس الثلاثة لهم جوهر واحد، وكينونة واحدة، وذهب واحد، هو جوهر المثلث ولكن (أ) ليس نفسه هو (ب)، (ب) ليس نفسه هو (جـ)، (جـ) ليس نفسه هو (أ)
لأن (أ) لو كان هو (ب) لانطبق الضلع (أ جـ) على الضلع (ب جـ) وبذلك ينعدم الذهب
لو طبقنا نفس الفكرة بالنسبة للثالوث القدوس:
الآب هو الله من حيث الجوهر.
الابن هو الله من حيث الجوهر.
الروح القدس هو الله من حيث الجوهر.
والثلاثة يتساوون فى الجوهر والجوهر نفسه الإلهي هو فى الآب والابن والروح القدس. ولكن الآب ليس هو نفسه الابن وليس هو نفسه الروح القدس، وكذلك الابن ليس هو نفسه الروح القدس وليس هو نفسه الآب، وكذلك الروح القدس ليس هو نفسه الآب وليس هو نفسه الابن.
* هل يمكننا أن نقول إن الكينونة فى الثالوث القدوس قاصرة على الآب وحده؟ والعقل قاصر على الابن وحده؟ والحياة قاصرة على الروح القدس؟
لا... لا يمكننا أن نقول هكذا، فينبغى أن نلاحظ أنه طبقا لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرا على الآب وحده، ففى قداس القديس غريغوريوس النزينزى نخاطب الابن ونقول: (أيها الكائن الذى كان والدائم إلى الأبد)، لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل فى الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الازلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلى، ولكن ليس الواحد منهم منفصلا فى كينونته أو جوهره عن الآخرين.
وكذلك العقل ليس قاصرا على الابن وحده، لان الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الالهى.
وكما قال القديس أثناسيوس: (إن صفات الآب هى بعينها صفات الابن إلا صفة واحدة وهى أن الآب آب والابن ابن. ثم لماذا تكون صفات الآب هى بعينها صفات الابن؟ إلا لكون الابن هو من الآب وحاملا لذات جوهر الآب)، ولكننا نقول إن الابن هو الكلمة (اللوغوس) أو العقل المولود أو العقل المنطوق به، أما مصدر العقل المولود فهو الآب.
وبالنسبة لخاصية الحياة فهى أيضا ليست قاصرة على الروح القدس وحده لان الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة، لأن الحياة هى من صفات الجوهر الجوهر الالهى. والسيد المسيح قال: (كما ان الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الابن ايضا أن تكون له حياة فى ذاته) (يو 5: 26). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله: " فيه كانت الحياة " (يو 1: 4). ولكن الروح القدس نظرا لأنه هو الذى يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه إنه هو: (الرب المحيى) (حسب قانون الإيمان و القداس الكيرلسى)، وكذلك أنه هو (رازق الحياة) أو (معطى الحياة) (حسب صلاة الساعة الثالثة).
من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده، والعقل إلى الابن وحده، والحياة إلى الروح القدس وحده، لأننا فى هذه الحالة نقسم الجوهر الالهى الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة. أو ربما يؤدى الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده (طالما أن له وحده الكينونة)، وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس، أو نلغى كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهى وحيد هو أقنوم الآب.
* هل هناك علاقة بين طبيعة الله (الله محبة) وبين فهمنا للثالوث القدوس؟
نعم هناك علاقة أكيدة:
إن مفتاح المسيحية – كما نعلم – هو ان "الله محبة" (رساله يوحنا الاولي 4: 8، 16).
ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم و الملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانياً (- centeric ego)، وحاشا لله أن يكون هكذا، إذاً لابد من وجود محبوب كما قال السيد المسيح فى مناجاته للآب قبل الصليب: " لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم " (يو 17: 24)... وبوجود الابن قبل إنشاء العالم وفوق الزمان أى قبل كل الدهور، يمكن أن نصف الله بالحب أزلياً وليس كأن الحب شيئ حادث أو مستحدث بالنسبة للآب. فالأبوة والحب متلازمان، طلما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن.
ولكن الحب لايصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث، لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حباً، والحب الذى يتجه نحو الآخر الذى ليس آخر سواه (المنحصر فى آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للإحتواء (exclusive love) بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالى هو الذى يتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر (inclusive love) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة.
وإذا وجدت الخليقة فى أى وقت وفى أى مكان فهى تدخل فى نطاق هذا الحب اللانهائى، لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس. هذا الحب اللانهائى الكامل يتجه أيضاً نحو الخليقة حيثما وحينما توجد، كما قال السيد المسيح للآب: " ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم " (إنجيل يوحنا 17: 26)... إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب فى الوجود كله.
لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول إن أى شيئ ناقص فى الله يعتبر ضد كماله الإلهى، كما أن أى شيئ يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهى. إن مساحة مثلث الحب هذا هى ما لا نهاية، أى أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هى ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب، فما الداعى لرأس رابع أو خامس؟!
_____________________________________
الرد :
في قول القس "والأقنوم هو كائن حقيقى له شخصيته الخاصة به، وله إرادة، ولكنه واحد فى الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير إنفصال"
نريد ان نسأل القس عدة أسئلة :
أولا:
إذا كان الأقنوم كائن حقيقي له شخصيته المتميزة وله نفس جوهر باقي الاقانيم ، فهل يمكن اعتباره إله كامل ؟ (إله تام من إله تام؟)
يعني هل الآب وحده إله كامل أم أنه لا يعتبر إله إلا إذا ارتبط بباقي الاقانيم ؟
لو كانت الاجابة أن الآب إله تام بدون الحاجة لباقي الاقانيم (ولو متحدة معه) ، لكان الابن أيضا إله تام غير محتاج لوجود الآب معه ، وكذلك الروح القدس
إله تام لا يعتمد على وجود الآب والابن في وجوده . في هذه الحالة نحن أمام ثلاثة آلهة بلا شك .
ولو كانت الاجابة أن وجود أقنوم يستلزم وجود الباقين ولا يمكن لواحد منهم البقاء بمفرده في الوجود نكون هنا امام عجز كل أقنوم على البقاء بدون الآخرين
ونكون أمام إله كأن له ثلاثة رؤوس كل واحد منهم له شخصيته وإرادته ودوره في الحياة ولو كانوا جميعا من نفس الجوهر . مع العلم ان التحجج بحجة
وحدة الجوهر لا تفيد في اثبات الوحدانية ، إذ ان البشر جميعا من نفس الجوهر ولا يعد هذا حجة لإثبات أنهم واحد أو متحدون . وفي هذه الحالة يصح ان
نقول ان الذي اتحد بالناسوت يجب ان يكون الاقانيم الثلاثة ، لآنهم متحدون بغير انفصال . كما سيكون كل اقنوم عاجز بغير الآخرين .
ثانيا :
من أين جئت بكلمة أقنوم ؟ أو أين قال المسيح أن الإله ثلاثة أقانيم ؟ حتى لما نسبوا إليه : "عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" لم يقل أن هؤلاء
الثلاثة هم الإله الواحد في ثلاثة أقانيم ، بل ترك وراءه اللاهوتيون يتجادلون حتى يومنا هذا في هذه القضية .
ثالثا:
ما هو الدليل الكتابي أن الأقانيم الثلاثة متساوية في الجوهر ؟
رابعا :
الأدلة الموجودة في العهد الجديد المؤيدة لعدم تساوي الاقانيم في المنزلة أكثر بكثير من تلك التي توحي بتساويهم في المنزلة ، ومن هنا نشأ مذهب التابعية
وقال به كثير من آباء الكنيسة الأولى (راجع الرابط التالي : http://www.ebnmaryam.com/vb/t185526.html)
خامسا :
أما كونهم بغير انفصال ، فهل يعني هذا ان الثلاثة أقانيم قد اتحدوا بالناسوت داخل بطن مريم ، أم ان أقنوم الابن فقط هل الذي حل عليها ؟
إن كان الاقنوم الثاني فقط هو المتحد بالناسوت فهذا يستلزم الانفصال في الاقانيم ، وإلا لو أنها كانت كلها غير منفصلة ، واتحد احدهم بالناسوت ، لعنى
هذا اتحاد الباقين مع الناسوت أيضا ؟؟
وإلا لماذا قال المسيح للتلاميذ :
يو-14-26: وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم.
يو-16-7: لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.
هنا نرى ان المسيح فرق بين وجوده ووجود المعزي (الروح القدس) ولو كان هناك عدم انفصال كما يدعون لما قال هذا ، بل لكان الروح معهم ايضا حيث أنه
غير منفصل عن المسيح . وإلا لماذا يجب ان ينطلق المسيح اولا حتى يأتي الروح القدس ؟
سادسا :
ما هو دليلك الكتابي على مساواة الروح القدس بالآب و بالابن ؟ أين قال الكتاب ان الروح يساوي الابن أو الآب ؟
سابعا :
كيف يكون المولود غير منفصل عن الاصل ؟ وكيف يعتبر مولودا في هذه الحالة ؟
ثامنا :
كيف يكون المنبثق غير منفصل عن من انبثق عنه ؟ وإلا لو كان غير منفصل لما سميناه منبثقا ؟
تاسعا :
ما هو الفرق بين الولادة والانبثاق ؟ وخاصة ان النتيجة واحدة في الحالتين كل أقنوم هو إله تام من إله تام ؟
في قول القس :
"وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس، أو نلغى كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهى وحيد هو أقنوم الآب."
إذاً ، القوم مصممون على ان الابن والروح القدس لهما كينونتهما الخاصة وليسا صفات للآب . وكما بينا سابقا أن مشكلة هؤلاء القوم أنهم يبدأون معك
النقاش على ان الكلام صفة للآب ثم يقولون ان كلمته خرجت منه بغير انفصال ، ثم تأتي المشكلة ،وهي تحويل الكلمة لكائن إلهي كامل من نفس جوهر الآب .
ولكن لهم مبرر عجيب في ذلك ، وهو قول القس : "ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم و الملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانياً وحاشا لله أن يكون هكذا، إذاً لابد من وجود محبوب كما قال السيد المسيح فى مناجاته للآب قبل الصليب: " لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم " (يو 17: 24) "
سبحان الله ، لكي يجد الآب من يحبه قبل خلق العالم ، خرقوا له محبوبا يولد منه لكي لا يحب نفسه فيصبح انانيا !!
حسنا نرد عليه قائلين ان الآب أيضا رحيم ، فمن كان يرحم وهو وحده ؟ هل عدم وجود مخلوق يرحمه يقدح في كونه رحيما ؟ طبعا لا
إذاً فكرة وجود احد يحبه الآب حتى لا يضطر لحب نفسه فيكون انانيا هي شاذة حقا ، ولا يستلزم عدم وجود احد يحبه ان يكون يضطر لحب نفسه فيكون انانيا!
الأدهى من ذلك هو تبريرهم لضرورة وجود الاقنوم الثالث هو في قول القس :
"ولكن الحب لايصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث، لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حباً، والحب الذى يتجه نحو الآخر الذى ليس آخر سواه (المنحصر فى آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للإحتواء بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالى هو الذى يتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة."
يعني القس يبرر وجود الاقانيم على ضرورة ان يحب الآب أحد غير نفسه ، وهو الابن ، ولكن من كمال المحبة ألا تنحصر في واحد فقط ، وبذلك نأتي بمن يسد
هذه الثغرة و هو الاقنوم الثالث !!! يا له من مبرر !! المحبة !!
وهنا نسأل القس : إذا كان الآب يجب ان يجد من يوجه له محبته ثم يجد من ثالث لتكتمل المحبة ولا تكون حبا متخصصا على حد قوله وفهذا يقدح في كمال
الإله الذي لابد من وجود آخر معه ليحبه ، وخاصة ان القس يقول ان هذا الامر منذ الازل ولولا وجود بقية الاقانيم لكان الآب أنانيا يحب نفسه !!!
كما ان هذا ايضا يرسخ فكرة الإله الآخر ويؤكدها حيث ان هذا اعتراف بوجود هذا الثاني بل والثالث ، لذلك لابد لهؤلاء من اختيار واحدة من اثنتين :
* هل الآب والابن والروح القدس إله واحد فعلا ؟ حينئذ نرجع للمربع الاول ويكون الآب أنانيا حيث سيحب نفسه لآن الثلاثة هم واحد .
* هل الآب غير الابن غير الروح القدس وبذلك لا يكون الآب أنانيا ؟ ولكن هنا نحن أمام ثلاثة آلهة ، كل واحد له شخصيته وإرادته حتى لو كانوا من نفس
الجوهر ومتساوين في جميع الصفات ؟
أخيرا قول القس :
" قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول إن أى شيئ ناقص فى الله يعتبر ضد كماله الإلهى، كما أن أى شيئ يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهى. إن مساحة مثلث الحب هذا هى ما لا نهاية، أى أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هى ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب، فما الداعى لرأس رابع أو خامس؟!"
ونسأل القس : من اين اتيت بهذا الافتراض ؟ "[إن مساحة مثلث الحب هذا هى ما لا نهاية" ؟
كفاكم فلسفة يا قوم وإلا أبشروا بهذه اللحظة الرهيبة :
وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
سؤال: ما معنى كلمة أقنوم؟ ونريد معلومات أكثر عن الأقانيم الثلاثة والوحدانية..
إجابة القس :
* كلمة اقنوم Hypostasis باليونانية هى هيبوستاسيس، وهى مكونة من مقطعين: هيبو وهى تعنى تحت، وستاسيس وتعنى قائم أو واقف، وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعنى تحت القائم ولاهوتيا معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة. والأقنوم هو كائن حقيقى له شخصيته الخاصة به، وله إرادة، ولكنه واحد فى الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير إنفصال.
* من هم الاقانيم الثلاثة؟
الأقانيم الثلاثة هم الآب والابن والروح القدس:
فالآب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم.
و الابن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الأقنوم.
و الروح القدس هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق من حيث الأقنوم.
* كيف أن الجوهر الإلهى واحد ومع هذا فإن هناك ثلاثة أقانيم متمايزة ومتساوية؟
لشرح فكرة الجوهر الواحد لثلاثة اقانيم متمايزة ومتساوية فى الجوهر نأخذ مثالاً
مثلث من الذهب الخالص، له ثلاثة زوايا متساوية أ، ب، جـ
الرأس (أ) هو ذهب من حيث الجوهر.
الرأس (ب) هو ذهب من حيث الجوهر. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
الرأس (جـ) هو ذهب من حيث الجوهر.
فالرؤوس الثلاثة لهم جوهر واحد، وكينونة واحدة، وذهب واحد، هو جوهر المثلث ولكن (أ) ليس نفسه هو (ب)، (ب) ليس نفسه هو (جـ)، (جـ) ليس نفسه هو (أ)
لأن (أ) لو كان هو (ب) لانطبق الضلع (أ جـ) على الضلع (ب جـ) وبذلك ينعدم الذهب
لو طبقنا نفس الفكرة بالنسبة للثالوث القدوس:
الآب هو الله من حيث الجوهر.
الابن هو الله من حيث الجوهر.
الروح القدس هو الله من حيث الجوهر.
والثلاثة يتساوون فى الجوهر والجوهر نفسه الإلهي هو فى الآب والابن والروح القدس. ولكن الآب ليس هو نفسه الابن وليس هو نفسه الروح القدس، وكذلك الابن ليس هو نفسه الروح القدس وليس هو نفسه الآب، وكذلك الروح القدس ليس هو نفسه الآب وليس هو نفسه الابن.
* هل يمكننا أن نقول إن الكينونة فى الثالوث القدوس قاصرة على الآب وحده؟ والعقل قاصر على الابن وحده؟ والحياة قاصرة على الروح القدس؟
لا... لا يمكننا أن نقول هكذا، فينبغى أن نلاحظ أنه طبقا لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرا على الآب وحده، ففى قداس القديس غريغوريوس النزينزى نخاطب الابن ونقول: (أيها الكائن الذى كان والدائم إلى الأبد)، لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل فى الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الازلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلى، ولكن ليس الواحد منهم منفصلا فى كينونته أو جوهره عن الآخرين.
وكذلك العقل ليس قاصرا على الابن وحده، لان الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الالهى.
وكما قال القديس أثناسيوس: (إن صفات الآب هى بعينها صفات الابن إلا صفة واحدة وهى أن الآب آب والابن ابن. ثم لماذا تكون صفات الآب هى بعينها صفات الابن؟ إلا لكون الابن هو من الآب وحاملا لذات جوهر الآب)، ولكننا نقول إن الابن هو الكلمة (اللوغوس) أو العقل المولود أو العقل المنطوق به، أما مصدر العقل المولود فهو الآب.
وبالنسبة لخاصية الحياة فهى أيضا ليست قاصرة على الروح القدس وحده لان الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة، لأن الحياة هى من صفات الجوهر الجوهر الالهى. والسيد المسيح قال: (كما ان الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الابن ايضا أن تكون له حياة فى ذاته) (يو 5: 26). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله: " فيه كانت الحياة " (يو 1: 4). ولكن الروح القدس نظرا لأنه هو الذى يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه إنه هو: (الرب المحيى) (حسب قانون الإيمان و القداس الكيرلسى)، وكذلك أنه هو (رازق الحياة) أو (معطى الحياة) (حسب صلاة الساعة الثالثة).
من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده، والعقل إلى الابن وحده، والحياة إلى الروح القدس وحده، لأننا فى هذه الحالة نقسم الجوهر الالهى الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة. أو ربما يؤدى الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده (طالما أن له وحده الكينونة)، وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس، أو نلغى كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهى وحيد هو أقنوم الآب.
* هل هناك علاقة بين طبيعة الله (الله محبة) وبين فهمنا للثالوث القدوس؟
نعم هناك علاقة أكيدة:
إن مفتاح المسيحية – كما نعلم – هو ان "الله محبة" (رساله يوحنا الاولي 4: 8، 16).
ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم و الملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانياً (- centeric ego)، وحاشا لله أن يكون هكذا، إذاً لابد من وجود محبوب كما قال السيد المسيح فى مناجاته للآب قبل الصليب: " لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم " (يو 17: 24)... وبوجود الابن قبل إنشاء العالم وفوق الزمان أى قبل كل الدهور، يمكن أن نصف الله بالحب أزلياً وليس كأن الحب شيئ حادث أو مستحدث بالنسبة للآب. فالأبوة والحب متلازمان، طلما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن.
ولكن الحب لايصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث، لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حباً، والحب الذى يتجه نحو الآخر الذى ليس آخر سواه (المنحصر فى آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للإحتواء (exclusive love) بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالى هو الذى يتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر (inclusive love) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة.
وإذا وجدت الخليقة فى أى وقت وفى أى مكان فهى تدخل فى نطاق هذا الحب اللانهائى، لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس. هذا الحب اللانهائى الكامل يتجه أيضاً نحو الخليقة حيثما وحينما توجد، كما قال السيد المسيح للآب: " ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم " (إنجيل يوحنا 17: 26)... إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب فى الوجود كله.
لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول إن أى شيئ ناقص فى الله يعتبر ضد كماله الإلهى، كما أن أى شيئ يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهى. إن مساحة مثلث الحب هذا هى ما لا نهاية، أى أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هى ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب، فما الداعى لرأس رابع أو خامس؟!
_____________________________________
الرد :
في قول القس "والأقنوم هو كائن حقيقى له شخصيته الخاصة به، وله إرادة، ولكنه واحد فى الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير إنفصال"
نريد ان نسأل القس عدة أسئلة :
أولا:
إذا كان الأقنوم كائن حقيقي له شخصيته المتميزة وله نفس جوهر باقي الاقانيم ، فهل يمكن اعتباره إله كامل ؟ (إله تام من إله تام؟)
يعني هل الآب وحده إله كامل أم أنه لا يعتبر إله إلا إذا ارتبط بباقي الاقانيم ؟
لو كانت الاجابة أن الآب إله تام بدون الحاجة لباقي الاقانيم (ولو متحدة معه) ، لكان الابن أيضا إله تام غير محتاج لوجود الآب معه ، وكذلك الروح القدس
إله تام لا يعتمد على وجود الآب والابن في وجوده . في هذه الحالة نحن أمام ثلاثة آلهة بلا شك .
ولو كانت الاجابة أن وجود أقنوم يستلزم وجود الباقين ولا يمكن لواحد منهم البقاء بمفرده في الوجود نكون هنا امام عجز كل أقنوم على البقاء بدون الآخرين
ونكون أمام إله كأن له ثلاثة رؤوس كل واحد منهم له شخصيته وإرادته ودوره في الحياة ولو كانوا جميعا من نفس الجوهر . مع العلم ان التحجج بحجة
وحدة الجوهر لا تفيد في اثبات الوحدانية ، إذ ان البشر جميعا من نفس الجوهر ولا يعد هذا حجة لإثبات أنهم واحد أو متحدون . وفي هذه الحالة يصح ان
نقول ان الذي اتحد بالناسوت يجب ان يكون الاقانيم الثلاثة ، لآنهم متحدون بغير انفصال . كما سيكون كل اقنوم عاجز بغير الآخرين .
ثانيا :
من أين جئت بكلمة أقنوم ؟ أو أين قال المسيح أن الإله ثلاثة أقانيم ؟ حتى لما نسبوا إليه : "عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" لم يقل أن هؤلاء
الثلاثة هم الإله الواحد في ثلاثة أقانيم ، بل ترك وراءه اللاهوتيون يتجادلون حتى يومنا هذا في هذه القضية .
ثالثا:
ما هو الدليل الكتابي أن الأقانيم الثلاثة متساوية في الجوهر ؟
رابعا :
الأدلة الموجودة في العهد الجديد المؤيدة لعدم تساوي الاقانيم في المنزلة أكثر بكثير من تلك التي توحي بتساويهم في المنزلة ، ومن هنا نشأ مذهب التابعية
وقال به كثير من آباء الكنيسة الأولى (راجع الرابط التالي : http://www.ebnmaryam.com/vb/t185526.html)
خامسا :
أما كونهم بغير انفصال ، فهل يعني هذا ان الثلاثة أقانيم قد اتحدوا بالناسوت داخل بطن مريم ، أم ان أقنوم الابن فقط هل الذي حل عليها ؟
إن كان الاقنوم الثاني فقط هو المتحد بالناسوت فهذا يستلزم الانفصال في الاقانيم ، وإلا لو أنها كانت كلها غير منفصلة ، واتحد احدهم بالناسوت ، لعنى
هذا اتحاد الباقين مع الناسوت أيضا ؟؟
وإلا لماذا قال المسيح للتلاميذ :
يو-14-26: وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم.
يو-16-7: لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.
هنا نرى ان المسيح فرق بين وجوده ووجود المعزي (الروح القدس) ولو كان هناك عدم انفصال كما يدعون لما قال هذا ، بل لكان الروح معهم ايضا حيث أنه
غير منفصل عن المسيح . وإلا لماذا يجب ان ينطلق المسيح اولا حتى يأتي الروح القدس ؟
سادسا :
ما هو دليلك الكتابي على مساواة الروح القدس بالآب و بالابن ؟ أين قال الكتاب ان الروح يساوي الابن أو الآب ؟
سابعا :
كيف يكون المولود غير منفصل عن الاصل ؟ وكيف يعتبر مولودا في هذه الحالة ؟
ثامنا :
كيف يكون المنبثق غير منفصل عن من انبثق عنه ؟ وإلا لو كان غير منفصل لما سميناه منبثقا ؟
تاسعا :
ما هو الفرق بين الولادة والانبثاق ؟ وخاصة ان النتيجة واحدة في الحالتين كل أقنوم هو إله تام من إله تام ؟
في قول القس :
"وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس، أو نلغى كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهى وحيد هو أقنوم الآب."
إذاً ، القوم مصممون على ان الابن والروح القدس لهما كينونتهما الخاصة وليسا صفات للآب . وكما بينا سابقا أن مشكلة هؤلاء القوم أنهم يبدأون معك
النقاش على ان الكلام صفة للآب ثم يقولون ان كلمته خرجت منه بغير انفصال ، ثم تأتي المشكلة ،وهي تحويل الكلمة لكائن إلهي كامل من نفس جوهر الآب .
ولكن لهم مبرر عجيب في ذلك ، وهو قول القس : "ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم و الملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانياً وحاشا لله أن يكون هكذا، إذاً لابد من وجود محبوب كما قال السيد المسيح فى مناجاته للآب قبل الصليب: " لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم " (يو 17: 24) "
سبحان الله ، لكي يجد الآب من يحبه قبل خلق العالم ، خرقوا له محبوبا يولد منه لكي لا يحب نفسه فيصبح انانيا !!
حسنا نرد عليه قائلين ان الآب أيضا رحيم ، فمن كان يرحم وهو وحده ؟ هل عدم وجود مخلوق يرحمه يقدح في كونه رحيما ؟ طبعا لا
إذاً فكرة وجود احد يحبه الآب حتى لا يضطر لحب نفسه فيكون انانيا هي شاذة حقا ، ولا يستلزم عدم وجود احد يحبه ان يكون يضطر لحب نفسه فيكون انانيا!
الأدهى من ذلك هو تبريرهم لضرورة وجود الاقنوم الثالث هو في قول القس :
"ولكن الحب لايصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث، لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حباً، والحب الذى يتجه نحو الآخر الذى ليس آخر سواه (المنحصر فى آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للإحتواء بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالى هو الذى يتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة."
يعني القس يبرر وجود الاقانيم على ضرورة ان يحب الآب أحد غير نفسه ، وهو الابن ، ولكن من كمال المحبة ألا تنحصر في واحد فقط ، وبذلك نأتي بمن يسد
هذه الثغرة و هو الاقنوم الثالث !!! يا له من مبرر !! المحبة !!
وهنا نسأل القس : إذا كان الآب يجب ان يجد من يوجه له محبته ثم يجد من ثالث لتكتمل المحبة ولا تكون حبا متخصصا على حد قوله وفهذا يقدح في كمال
الإله الذي لابد من وجود آخر معه ليحبه ، وخاصة ان القس يقول ان هذا الامر منذ الازل ولولا وجود بقية الاقانيم لكان الآب أنانيا يحب نفسه !!!
كما ان هذا ايضا يرسخ فكرة الإله الآخر ويؤكدها حيث ان هذا اعتراف بوجود هذا الثاني بل والثالث ، لذلك لابد لهؤلاء من اختيار واحدة من اثنتين :
* هل الآب والابن والروح القدس إله واحد فعلا ؟ حينئذ نرجع للمربع الاول ويكون الآب أنانيا حيث سيحب نفسه لآن الثلاثة هم واحد .
* هل الآب غير الابن غير الروح القدس وبذلك لا يكون الآب أنانيا ؟ ولكن هنا نحن أمام ثلاثة آلهة ، كل واحد له شخصيته وإرادته حتى لو كانوا من نفس
الجوهر ومتساوين في جميع الصفات ؟
أخيرا قول القس :
" قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول إن أى شيئ ناقص فى الله يعتبر ضد كماله الإلهى، كما أن أى شيئ يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهى. إن مساحة مثلث الحب هذا هى ما لا نهاية، أى أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هى ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب، فما الداعى لرأس رابع أو خامس؟!"
ونسأل القس : من اين اتيت بهذا الافتراض ؟ "[إن مساحة مثلث الحب هذا هى ما لا نهاية" ؟
كفاكم فلسفة يا قوم وإلا أبشروا بهذه اللحظة الرهيبة :
وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ