المهاجرة الى الله
2011-09-16, 01:37 PM
صفات الفتنة
جاءت النصوص بوصف محدد للفتن، منها:
* أنها تتفاقم وتزداد وتكثُر وتعظُم، روى مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ)، فمن خلال هذا الحديث يتضح أن الفتن -نسأل الله العافية- تتفاقم حتى أن بعضها يرقق بعضًا، وذلك يعني أن الفتنة الأولى تكون كبيرة، لكن يعقبها فتنة أعظم منها فترق الأولى مع أنها شديدة بالنسبة للثانية!
* شدة اشتباهها، وكونها مظلمة لا يتضح فيها وجه الصواب عند كثير من الناس، روى حذيفة -رضي الله عنه- في حديثه المشهور الذي أصله في الصحيح ورواه أحمد وأبو داود بلفظ أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لما ذكر الفتن ومراحلها التي تمر بها قال: قال في آخره: (فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ، فَإِنْ تَمُتْ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ)، والجذل هو أصل الشجرة.
نقل صاحب عون المعبود في شرحه لأبي داود أن المراد بكون الفتنة عمياء صماء: أن تكون بحيث لا يرى منها مخرج، ولا يوجد دونها مستغاث، أو أن يقع الناس فيها على غرّة من غير بصيرة، فيعمون فيها ويصمون عن تأمل الحق واستماع النصح.
* أنّ التعرض لها يُوقع صاحبه في الورطة بالدخول بها، لهذا تقدم الحديث: (مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ) معناه: أنّ مَن تَطَلّع إلى الفتنة وتَعرّض لها وقع فيها كما ذكر صاحب النهاية في غريب الحديث.
للشيخ: عبدالله بن عبدالعزيز العنقري -حفظه الله-
أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض.
جاءت النصوص بوصف محدد للفتن، منها:
* أنها تتفاقم وتزداد وتكثُر وتعظُم، روى مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ)، فمن خلال هذا الحديث يتضح أن الفتن -نسأل الله العافية- تتفاقم حتى أن بعضها يرقق بعضًا، وذلك يعني أن الفتنة الأولى تكون كبيرة، لكن يعقبها فتنة أعظم منها فترق الأولى مع أنها شديدة بالنسبة للثانية!
* شدة اشتباهها، وكونها مظلمة لا يتضح فيها وجه الصواب عند كثير من الناس، روى حذيفة -رضي الله عنه- في حديثه المشهور الذي أصله في الصحيح ورواه أحمد وأبو داود بلفظ أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لما ذكر الفتن ومراحلها التي تمر بها قال: قال في آخره: (فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ، فَإِنْ تَمُتْ يَا حُذَيْفَةُ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ)، والجذل هو أصل الشجرة.
نقل صاحب عون المعبود في شرحه لأبي داود أن المراد بكون الفتنة عمياء صماء: أن تكون بحيث لا يرى منها مخرج، ولا يوجد دونها مستغاث، أو أن يقع الناس فيها على غرّة من غير بصيرة، فيعمون فيها ويصمون عن تأمل الحق واستماع النصح.
* أنّ التعرض لها يُوقع صاحبه في الورطة بالدخول بها، لهذا تقدم الحديث: (مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ) معناه: أنّ مَن تَطَلّع إلى الفتنة وتَعرّض لها وقع فيها كما ذكر صاحب النهاية في غريب الحديث.
للشيخ: عبدالله بن عبدالعزيز العنقري -حفظه الله-
أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض.