مجدي فوزي
2011-09-27, 03:52 PM
سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
سؤال: ما معنى الآية التي تقول: "أبي أعظم مني"؟!
إجابة القس :
هذه الآية لا تدل على أن الآب أعظم من الابن، لأنهما واحد في الجوهر والطبيعة واللاهوت.
وأحب أن أبيِّن هنا خطورة إستخدام الآية الواحدة.
فالذي يريد أن يستخرج عقيدة من الإنجيل، يجب أن يفهمه ككل، ولا يأخذ آية واحدة مستقلة عن باقي الكتب، ليستنتج منها مفهوماً خاصاً يتعارض مع روح الانجيل كله، ويتناقض مع باقي الأنجيل!
ويكفي هنا أن نسجل ما قاله السيد المسيح:
"أنا والآب واحد" (يوحنا30:10).
واحد في اللاهوت، وفي الطبيعة، وفي الجوهر. وهذا ما فهمه اليهود من هذا، لأنه لما سمعوه "أمسكوا حجارة ليرجموه" (يوحنا31:10). وقد كرر السيد المسيح نفس المعنى مرتين مناجاته مع الآب، إذ قال له عن التلاميذ: "أيها الآب احفظهم في اسمك الذين أعطيتني، ليكونوا واحداً كما أننا واحد" (يوحنا11:17). وكرر هذه العبارة أيضاً "ليكونوا واحدا"، كما أننا لاهوت واحد وطبيعة واحدة.
وما أكثر العبارات التي قالها عن وحدته مع الآب.
مثل قوله: "من رآني فقد رأى الآب" (يوحنا9:14).
وقوله للآب: "كل ما هو لي، فهو لك. وكل ما هو لكن، فهو لي" (يوحنا10:17). وقوله عن هذا لتلاميذه: "كل ما للآب، هو لي" (يوحنا15:16). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) إذن فهو ليس أقل من الآب في شيء، مادام كل ما للآب هو له..
وأيضاً قوله "إني أنا في الآب، والآب فيَّ" (ية11:14؛ 38،37:10)، وقوله للآب "أنت أيها الآب فيَّ، وأنا فيك" (يو21:17).. وماذا يعني أن الآب فيه؟ يفسر هذا قول الكتاب عن المسيح أن "فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (كو9:2).
إذن، ما معنى عبارة "ابي اعظم منى"؟ وفي أية مناسبة قد قيلت؟ وما دلالة ذلك؟
قال "أبي أعظم مني" في حالة إخلاءه لذاته. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
كما ورد في الكتاب "لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى ذاته، آخِذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس.." (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 7،6:2).
أي أن كونه معادلاً أو مساوياً للآب، لم يكن أمراً يحسب خلسة، أي يأخذ شيئاً ليس له. بل وهو مساو للأب، أخلى ذاته من هذا المجد، في تجسُّده، حينما أخذ صورة العبد. وفي إتحاده بالطبيعة البشرية، صار في شبه الناس..
فهو على الأرض في صورة تبدو غير ممجدة، وغير عظمة الآب الممجد.
على الأرض تعرض لإنتقادات الناس وشتائمهم واتهاماتهم، ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه (أنجيل لوقا 58:9). وقد قيل عنه في سفر أشعياء أنه كان "رجل أوجاع ومختبر الحزن.. محتقر ومخزول من الناس.. لا منظر له ولا جمال، ولا منظر فنشتهيه" (أش3،2:53). وقيل عنه في آلامه إنه "ظُلِمَ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" (اش7:53).
هذه هي الحالة التي قال عنها "أبى أعظم مني".
لأنه أخذ طبيعتنا التي يمكن أن تتعب وتتألم وتموت.
ولكنه أخذها بإرادته لأجل فائدتنا، أخذ هذه الطبيعة البشرية التي حجب فيها مجد لاهوته على الناس، لكي يتمكن من القيام بعمل الفداء.. على أن احتجاب اللاهوت بالطبيعة البشرية، كان عملا مؤقتاً انتهى بصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب.. ولذلك قبل أن يقول: "ابى اعظم منى" قال مباشرة لتلاميذه: "لو كنتم تحبونني، لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب، لأن أبي أعظم مني" (يو28:14).
أي أنكم حزانى الآن لأني سأُصلَب وأموت. ولكنني بهذا الأسلوب: من جهة سأفدي العالم وأخلصه. ومن جهة أخرى، سأترك إخلائي لذاتي، وأعود للمجد الذي أخليت منه نفسي. فلو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون أني ماضٍ للآب.. لأن أبي أعظم مني.
أي لأن حالة أبي في مجده، أعظم من حالتي في تجسدي.
إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحالة ما قبل التجسد. ولا علاقة لها مطلقاً بالجوهر والطبيعة واللاهوت، الأمور التي قال عنها "انا والاب واحد" (يوحنا 3:10). فلو كنتم تحبونني، لكنتم تفرحون أني راجع إلى تلك العظمة وذلك المجد الذي كان لي عند الاب قبل كون العالم" (يوحنا 5:17).
لذلك قيل عنه في صعوده وجلوسه عن يمين الآب إنه "بعدما صنع بنفسه تطهيراً عن خطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي" (رسالة عبرانيين 3:1).
وقيل عن مجيئه الثاني أنه سيأتي بذلك المجد الذي كان له.
قال إنه "سوف يأتى في مجد أبيه، مع ملائكته. وحينئذ يجازي كل واحد حب عمله" (إنجيل متى 27:16). ومادام سيأتي في مجد أبيه، إذن فهو ليس أقل من الآب..
وقال أيضاً إنه سيأتى "بمجده ومجد أبيه" (لو26:9).
ويمكن أن تؤخذ عبارة "أبي أعظم مني" عن مجرد كرامة الأبوة.
مع كونهما طبيعة واحدة وللاهوت واحد. فأي ابن يمكن أن يعطي كرامة لأبيه ويقول "أبي أعظم مني" مع أنه من نفس طبيعته وجوهره. نفس الطبيعة البشرية، وربما نفس الشكل، ونفس فصيلة الدم.. نفس الطبيعه البشريه، ونفس الجنس واللون. ومع أنه مساوٍ لأبيه في الطبيعة، إلا أنه يقول إكراماً للأبوة: ابى آعظم منى.
أي أعظم من جهة الأبوة، وليس من جهة الطبيعة والجوهر.
أنا -في البنوة- في حالة مَنْ يطيع.
وهو -فى الأبوة- في حالة من يشاء.
وفي بنوّتي أطعت حتى الموت، موت الصليب (في8:2).
____________________________________________
الرد :
في قول القس " " فهو ليس أقل من الآب في شيء، مادام كل ما للآب هو له.."
قول القس ان المسيح ليس أقل من الآب في شيء دليل دامغ على اعتراف القس في نفسه ان الآب إله والمسيح إله لا يقل عنه ، يعني خرجنا من التوحيد .
يؤيد ذلك قوله "ومع أنه مساوٍ لأبيه في الطبيعة" ، فلا تساوي إلا بين كائنين مختلفين حتى لو كانوا من نفس الجوهر ، يعني إلهين .
أي ان القس عندما يحاول الدفاع عن كون الآب ليس أعظم من الابن ، يضطر اضطرارا للخروج من التوحيد من حيث لا يشعر . لذلك قال مفسرا كون
الآب اعظم من الابن كالآتي :
أي أعظم من جهة الأبوة، وليس من جهة الطبيعة والجوهر.
أنا -في البنوة- في حالة مَنْ يطيع.
وهو -فى الأبوة- في حالة من يشاء.
حسنا ايها القس ، لنفرض ان الآب والابن متساوين في الجوهر ، هذا يعني أيضا وجود اكثر من إله ولكنهم متساوين في الجوهر ، وكون رجلين من البشر
متساوين في الجوهر يعني أنهما ايضا اثنين وليس واحدا . وكون الابن في البنوة في حالة من يطيع ، والآب في الابوة في حالة من يشاء تؤكد ان دفاعك
يتجه لتعدد الآلهة بدون ان تشعر .
في قول القس :"يقول إكراماً للأبوة: ابى آعظم منى."
حسنا ، انت ايها القس واباك من نفس الجوهر ، صح ؟ ولكن هذا لا يمنعك من الاعتراف بفضل ابيك عليك ، وارتفاع درجته عنك لكونه ابيك صح ؟
نفس ما قاله المسيح ، فهو يعترف لللآب بارتفاع مكانته عليه ، ولا اعتقد ان المسيح يكذب ، فهو موقن بارتفاع مكانه الآب عنه ارتفاع حقيقي
وإلا : هل يمكن ان يقول الآب ان ابني أعظم مني ؟
في قول القس :
"إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحالة ما قبل التجسد."
الرد :
كلا ، أنا آتيك بأكثر من دليل بعكس ذلك :
اولا :
هل يصلح ان يتجسد الآب بنفسه وليس الابن ؟
طبعا لا يمكن ذلك ، فلو كان تجسد الآب دون الابن لكانوا في العظمة سواء قبل التجسد فعلا ولكن كون الابن هو المتجسد والمتعرض للمهانة فإن ذلك ولاشك
يكون أقل في المكانة من الآب .
ثانيا :
منذ الازل والآب أعلى مكانة من الابن والدليل هو :
الترجمة الكاثوليكية
ام-8-22: الرب خلقني أولى طرقه قبل أعماله منذ البدء
ام-8-23: من الأزل أقمت من الأول من قبل أن كانت الأرض.
ام-8-24: ولدت حين لم تكن الغمار والينابيع الغزيرة المياه
ام-8-25: قبل أن غرست الجبال وقبل التلال ولدت
والكلام واضح ، الرب خلقني ، ولكن اللعب بالترجمات قد يكون فيه شفاء ، ترجمات أخرى بدلا من خلقني ، تترجمها قناني ، يعني اقتناني !!
وكأن الرب اشتراه مثلا أو تملكه منذ الأزل (من أين؟)
ترجمة فانديك
ام-8-22: ((الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم.
ام-8-23: منذ الأزل مسحت منذ البدء منذ أوائل الأرض.
ام-8-24: إذ لم يكن غمر أبدئت. إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه.
ام-8-25: من قبل أن تقررت الجبال قبل التلال أبدئت.
Proverbs 8:22 (New International Reader's Version
"The Lord created me as the first of his works before his acts of long ago
New International Version - UK
The LORD brought me forth as the first of his works, before his deeds
New Living Translation
The Lord formed me from the beginning
حسنا متى كان هذا ؟ كان منذ الازل في عالم اللاهوت ، يعني قبل التجسد كان هناك فرق واضح بين الآب والابن
للمزيد من تفاصيل هذا الموضوع راجع :
http://www.kalemasawaa.com/vb/t15090.html
حتى يوم الدينونة الآب اعظم من الابن :
ترجمة فانديك - 1كور
28-15 وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.
السؤال الآن ، متى سيخضع الابن للآب ؟
1كور-15-24: وبعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الآب متى أبطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة.
1كور-15-25: لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه.
1كور-15-26: آخر عدو يبطل هو الموت.
1كور-15-27: لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه. ولكن حينما يقول ((إن كل شيء قد أخضع)) فواضح أنه غير الذي أخضع له الكل.
1كور-15-28: ومتى أخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للذي أخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل.
واضح ان هذا هو يوم الدينونة الذي خضع فيه حتى الابن ، يعني هذا يحدث بعد صعود المسيح وعودة مجده إليه ، ومع ذلك خضع ايضا
إذاً لا علاقة للتجسد هنا بالعظمة ، فقبل التجسد الآب اعلى مكانة ، وبعد التجسد الآب اعلى مكانة وما بينهما الآب اعلى مكانة .
كيف لا وقد اعترفت رسالة العبرانيين بذلك :
عب-2-7: وضعته قليلا عن الملائكة. بمجد وكرامة كللته، وأقمته على أعمال يديك.
من الذي وضع المسيح أقل قليلا من الملائكة ؟
إنه الآب
فكيف لا يكون أعظم منه ؟
في قول القس :
"فهو على الأرض في صورة تبدو غير ممجدة، وغير عظمة الآب الممجد.
نقول له : وهل بعد القيامة المزعومة والصعود قام بالتخلص من هذه الصورة غير الممجدة التي هي الجسد البشري ؟
اللهم لا ، فقد قام كما يزعمون بالجسد البشري ، بل أكل وشرب سمكا وعسلا ، وأراهم أنه ليس روحا وصعد على تلك الهيئة غير الممجدة
وإلا ما هو الدليل على رجوع المسيح عن الاتحاد بالجسد البشري بعد القيامة ؟
وبذلك تبطل حجة "الصورة غير الممجدة"
وأخيرا نقول لهؤلاء :
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76المائدة)
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
سؤال: ما معنى الآية التي تقول: "أبي أعظم مني"؟!
إجابة القس :
هذه الآية لا تدل على أن الآب أعظم من الابن، لأنهما واحد في الجوهر والطبيعة واللاهوت.
وأحب أن أبيِّن هنا خطورة إستخدام الآية الواحدة.
فالذي يريد أن يستخرج عقيدة من الإنجيل، يجب أن يفهمه ككل، ولا يأخذ آية واحدة مستقلة عن باقي الكتب، ليستنتج منها مفهوماً خاصاً يتعارض مع روح الانجيل كله، ويتناقض مع باقي الأنجيل!
ويكفي هنا أن نسجل ما قاله السيد المسيح:
"أنا والآب واحد" (يوحنا30:10).
واحد في اللاهوت، وفي الطبيعة، وفي الجوهر. وهذا ما فهمه اليهود من هذا، لأنه لما سمعوه "أمسكوا حجارة ليرجموه" (يوحنا31:10). وقد كرر السيد المسيح نفس المعنى مرتين مناجاته مع الآب، إذ قال له عن التلاميذ: "أيها الآب احفظهم في اسمك الذين أعطيتني، ليكونوا واحداً كما أننا واحد" (يوحنا11:17). وكرر هذه العبارة أيضاً "ليكونوا واحدا"، كما أننا لاهوت واحد وطبيعة واحدة.
وما أكثر العبارات التي قالها عن وحدته مع الآب.
مثل قوله: "من رآني فقد رأى الآب" (يوحنا9:14).
وقوله للآب: "كل ما هو لي، فهو لك. وكل ما هو لكن، فهو لي" (يوحنا10:17). وقوله عن هذا لتلاميذه: "كل ما للآب، هو لي" (يوحنا15:16). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) إذن فهو ليس أقل من الآب في شيء، مادام كل ما للآب هو له..
وأيضاً قوله "إني أنا في الآب، والآب فيَّ" (ية11:14؛ 38،37:10)، وقوله للآب "أنت أيها الآب فيَّ، وأنا فيك" (يو21:17).. وماذا يعني أن الآب فيه؟ يفسر هذا قول الكتاب عن المسيح أن "فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (كو9:2).
إذن، ما معنى عبارة "ابي اعظم منى"؟ وفي أية مناسبة قد قيلت؟ وما دلالة ذلك؟
قال "أبي أعظم مني" في حالة إخلاءه لذاته. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
كما ورد في الكتاب "لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى ذاته، آخِذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس.." (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 7،6:2).
أي أن كونه معادلاً أو مساوياً للآب، لم يكن أمراً يحسب خلسة، أي يأخذ شيئاً ليس له. بل وهو مساو للأب، أخلى ذاته من هذا المجد، في تجسُّده، حينما أخذ صورة العبد. وفي إتحاده بالطبيعة البشرية، صار في شبه الناس..
فهو على الأرض في صورة تبدو غير ممجدة، وغير عظمة الآب الممجد.
على الأرض تعرض لإنتقادات الناس وشتائمهم واتهاماتهم، ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه (أنجيل لوقا 58:9). وقد قيل عنه في سفر أشعياء أنه كان "رجل أوجاع ومختبر الحزن.. محتقر ومخزول من الناس.. لا منظر له ولا جمال، ولا منظر فنشتهيه" (أش3،2:53). وقيل عنه في آلامه إنه "ظُلِمَ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" (اش7:53).
هذه هي الحالة التي قال عنها "أبى أعظم مني".
لأنه أخذ طبيعتنا التي يمكن أن تتعب وتتألم وتموت.
ولكنه أخذها بإرادته لأجل فائدتنا، أخذ هذه الطبيعة البشرية التي حجب فيها مجد لاهوته على الناس، لكي يتمكن من القيام بعمل الفداء.. على أن احتجاب اللاهوت بالطبيعة البشرية، كان عملا مؤقتاً انتهى بصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب.. ولذلك قبل أن يقول: "ابى اعظم منى" قال مباشرة لتلاميذه: "لو كنتم تحبونني، لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب، لأن أبي أعظم مني" (يو28:14).
أي أنكم حزانى الآن لأني سأُصلَب وأموت. ولكنني بهذا الأسلوب: من جهة سأفدي العالم وأخلصه. ومن جهة أخرى، سأترك إخلائي لذاتي، وأعود للمجد الذي أخليت منه نفسي. فلو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون أني ماضٍ للآب.. لأن أبي أعظم مني.
أي لأن حالة أبي في مجده، أعظم من حالتي في تجسدي.
إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحالة ما قبل التجسد. ولا علاقة لها مطلقاً بالجوهر والطبيعة واللاهوت، الأمور التي قال عنها "انا والاب واحد" (يوحنا 3:10). فلو كنتم تحبونني، لكنتم تفرحون أني راجع إلى تلك العظمة وذلك المجد الذي كان لي عند الاب قبل كون العالم" (يوحنا 5:17).
لذلك قيل عنه في صعوده وجلوسه عن يمين الآب إنه "بعدما صنع بنفسه تطهيراً عن خطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي" (رسالة عبرانيين 3:1).
وقيل عن مجيئه الثاني أنه سيأتي بذلك المجد الذي كان له.
قال إنه "سوف يأتى في مجد أبيه، مع ملائكته. وحينئذ يجازي كل واحد حب عمله" (إنجيل متى 27:16). ومادام سيأتي في مجد أبيه، إذن فهو ليس أقل من الآب..
وقال أيضاً إنه سيأتى "بمجده ومجد أبيه" (لو26:9).
ويمكن أن تؤخذ عبارة "أبي أعظم مني" عن مجرد كرامة الأبوة.
مع كونهما طبيعة واحدة وللاهوت واحد. فأي ابن يمكن أن يعطي كرامة لأبيه ويقول "أبي أعظم مني" مع أنه من نفس طبيعته وجوهره. نفس الطبيعة البشرية، وربما نفس الشكل، ونفس فصيلة الدم.. نفس الطبيعه البشريه، ونفس الجنس واللون. ومع أنه مساوٍ لأبيه في الطبيعة، إلا أنه يقول إكراماً للأبوة: ابى آعظم منى.
أي أعظم من جهة الأبوة، وليس من جهة الطبيعة والجوهر.
أنا -في البنوة- في حالة مَنْ يطيع.
وهو -فى الأبوة- في حالة من يشاء.
وفي بنوّتي أطعت حتى الموت، موت الصليب (في8:2).
____________________________________________
الرد :
في قول القس " " فهو ليس أقل من الآب في شيء، مادام كل ما للآب هو له.."
قول القس ان المسيح ليس أقل من الآب في شيء دليل دامغ على اعتراف القس في نفسه ان الآب إله والمسيح إله لا يقل عنه ، يعني خرجنا من التوحيد .
يؤيد ذلك قوله "ومع أنه مساوٍ لأبيه في الطبيعة" ، فلا تساوي إلا بين كائنين مختلفين حتى لو كانوا من نفس الجوهر ، يعني إلهين .
أي ان القس عندما يحاول الدفاع عن كون الآب ليس أعظم من الابن ، يضطر اضطرارا للخروج من التوحيد من حيث لا يشعر . لذلك قال مفسرا كون
الآب اعظم من الابن كالآتي :
أي أعظم من جهة الأبوة، وليس من جهة الطبيعة والجوهر.
أنا -في البنوة- في حالة مَنْ يطيع.
وهو -فى الأبوة- في حالة من يشاء.
حسنا ايها القس ، لنفرض ان الآب والابن متساوين في الجوهر ، هذا يعني أيضا وجود اكثر من إله ولكنهم متساوين في الجوهر ، وكون رجلين من البشر
متساوين في الجوهر يعني أنهما ايضا اثنين وليس واحدا . وكون الابن في البنوة في حالة من يطيع ، والآب في الابوة في حالة من يشاء تؤكد ان دفاعك
يتجه لتعدد الآلهة بدون ان تشعر .
في قول القس :"يقول إكراماً للأبوة: ابى آعظم منى."
حسنا ، انت ايها القس واباك من نفس الجوهر ، صح ؟ ولكن هذا لا يمنعك من الاعتراف بفضل ابيك عليك ، وارتفاع درجته عنك لكونه ابيك صح ؟
نفس ما قاله المسيح ، فهو يعترف لللآب بارتفاع مكانته عليه ، ولا اعتقد ان المسيح يكذب ، فهو موقن بارتفاع مكانه الآب عنه ارتفاع حقيقي
وإلا : هل يمكن ان يقول الآب ان ابني أعظم مني ؟
في قول القس :
"إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحالة ما قبل التجسد."
الرد :
كلا ، أنا آتيك بأكثر من دليل بعكس ذلك :
اولا :
هل يصلح ان يتجسد الآب بنفسه وليس الابن ؟
طبعا لا يمكن ذلك ، فلو كان تجسد الآب دون الابن لكانوا في العظمة سواء قبل التجسد فعلا ولكن كون الابن هو المتجسد والمتعرض للمهانة فإن ذلك ولاشك
يكون أقل في المكانة من الآب .
ثانيا :
منذ الازل والآب أعلى مكانة من الابن والدليل هو :
الترجمة الكاثوليكية
ام-8-22: الرب خلقني أولى طرقه قبل أعماله منذ البدء
ام-8-23: من الأزل أقمت من الأول من قبل أن كانت الأرض.
ام-8-24: ولدت حين لم تكن الغمار والينابيع الغزيرة المياه
ام-8-25: قبل أن غرست الجبال وقبل التلال ولدت
والكلام واضح ، الرب خلقني ، ولكن اللعب بالترجمات قد يكون فيه شفاء ، ترجمات أخرى بدلا من خلقني ، تترجمها قناني ، يعني اقتناني !!
وكأن الرب اشتراه مثلا أو تملكه منذ الأزل (من أين؟)
ترجمة فانديك
ام-8-22: ((الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم.
ام-8-23: منذ الأزل مسحت منذ البدء منذ أوائل الأرض.
ام-8-24: إذ لم يكن غمر أبدئت. إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه.
ام-8-25: من قبل أن تقررت الجبال قبل التلال أبدئت.
Proverbs 8:22 (New International Reader's Version
"The Lord created me as the first of his works before his acts of long ago
New International Version - UK
The LORD brought me forth as the first of his works, before his deeds
New Living Translation
The Lord formed me from the beginning
حسنا متى كان هذا ؟ كان منذ الازل في عالم اللاهوت ، يعني قبل التجسد كان هناك فرق واضح بين الآب والابن
للمزيد من تفاصيل هذا الموضوع راجع :
http://www.kalemasawaa.com/vb/t15090.html
حتى يوم الدينونة الآب اعظم من الابن :
ترجمة فانديك - 1كور
28-15 وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.
السؤال الآن ، متى سيخضع الابن للآب ؟
1كور-15-24: وبعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الآب متى أبطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة.
1كور-15-25: لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه.
1كور-15-26: آخر عدو يبطل هو الموت.
1كور-15-27: لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه. ولكن حينما يقول ((إن كل شيء قد أخضع)) فواضح أنه غير الذي أخضع له الكل.
1كور-15-28: ومتى أخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للذي أخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل.
واضح ان هذا هو يوم الدينونة الذي خضع فيه حتى الابن ، يعني هذا يحدث بعد صعود المسيح وعودة مجده إليه ، ومع ذلك خضع ايضا
إذاً لا علاقة للتجسد هنا بالعظمة ، فقبل التجسد الآب اعلى مكانة ، وبعد التجسد الآب اعلى مكانة وما بينهما الآب اعلى مكانة .
كيف لا وقد اعترفت رسالة العبرانيين بذلك :
عب-2-7: وضعته قليلا عن الملائكة. بمجد وكرامة كللته، وأقمته على أعمال يديك.
من الذي وضع المسيح أقل قليلا من الملائكة ؟
إنه الآب
فكيف لا يكون أعظم منه ؟
في قول القس :
"فهو على الأرض في صورة تبدو غير ممجدة، وغير عظمة الآب الممجد.
نقول له : وهل بعد القيامة المزعومة والصعود قام بالتخلص من هذه الصورة غير الممجدة التي هي الجسد البشري ؟
اللهم لا ، فقد قام كما يزعمون بالجسد البشري ، بل أكل وشرب سمكا وعسلا ، وأراهم أنه ليس روحا وصعد على تلك الهيئة غير الممجدة
وإلا ما هو الدليل على رجوع المسيح عن الاتحاد بالجسد البشري بعد القيامة ؟
وبذلك تبطل حجة "الصورة غير الممجدة"
وأخيرا نقول لهؤلاء :
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76المائدة)