المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استفسارات مسلم بغية الظفر بالحق!



الصفحات : 1 2 [3] 4 5 6 7 8

الداعي
2011-10-13, 09:21 PM
أخي أحمد, تحية طيبة, وبعد:


النسخ الذي قامت الحجة على وجوده في القرآن هو نوع واحد, وهو: نسخ الحكم وبقاء التلاوة, أما نسخ التلاوة من غير الحكم ونسخ التلاوة والحكم فهو نسخ ليس بجائز, وغير واقع في القرآن.
اعلم أنه لم تثبت آية إلا بالتواتر, وكل آية ثبتت بالتواتر أثبتت بالقرآن, وهي تتلى إلى يوم الدين. أما ما يظن أنه قرآن, نحو: ﴿الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ﴾, فهو ليس كذلك؛ لأنه ظني الثبوت, والقرآن كله قطعي الثبوت.

وعليه, فالنوع الذي تسأل عن حكمته, ليس بموجود أصلا, فأنت تسأل عن لا شيء. فتأمل.

الشهاب
2011-10-14, 03:31 AM
أخي الشهاب, تحية طيبة, وبعد:


بارك الله بك, وصدري متسع لكلامك, وخوفا من اللبس, أختار أن يكون العنوان هو: (الجهنميون), بدلا من (اللابثون فيها أحقابا ثم يخرجون).



وبورك فيك.

حفظك الله و نوّر دربك بالعلم يا أخي الداعي ، و شكرا على تواضعك ، رفع الله مقامك .

الداعي
2011-10-15, 02:03 AM
الاستفسار رقم: (3):

قول النبي e: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ», وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى. أليست الـ(1400) سنة مدة كبيرة؟ فهناك تفسيران لم اقتنع بهما:
1. إنَّ عمر الأرض 4600 مليون سنة؛ لأن هذا يجعل الحديث لم يختص به سيدنا محمد, حيث إنه كذلك سيدنا عيسى u ينطبق عليه القرب من الساعة أيضا.
2. إنَّ يومًا عند ربك كألف سنة؛ لأن الخطاب في الحديث موجه للناس بأيامهم هم. ولم أقتنع بتفسير ابن حجر في كتابه: (فتح الباري في شرح صحيح البخاري)؛ لأنَّ الحديث: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» يوحي بالقرب بين الأصابع, وليس بفرق الطول.


الرد يكون كالآتي:

1. سأضع لك الحديث, ثم أسبر غوره؛ لأبين لك وجه الحقِّ في المسألة بعد توفيق الله U.
2. يقول النبي e: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ», وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى.
3. الشرح:
- التشبيه في: «كَهَاتَيْنِ» فيه وجهان:
1) تمثيل لهما من حيث تواليهما من دون إصبع بينهما. والفائدة: لا نبي بين النبي محمد والساعة, فهو خاتم النبيين.
2) تقريب لهما من حيث المدة, أي: التفاوت بينهما كنسبة التفاوت بين الإصبعين تقريبا.
- وبما أن مدة (1400) سنة ليست بالقليلة لدينا, فإنه يجب أن نفهم مراد الحديث وَفْقَ ضوابط تدفع اللبس دفعا, وتنير لنا الطريق.
- وعليه, فإنَّنا يجب أن نفهم القرب بين بعثة الرسول والساعة وَفْقَ اعتبارين: اعتبار لغوي, واعتبار شرعي.
- الاعتبار اللغوي:
· من سنن العرب في طرق تعبيرهم عن القرب أمران: المدة المقضية, واقع الشيء.
· أمَّا المدة المقضية؛ فإنَّه إن قضي أكثر من نصف المدة, فإنَّ الشيء قد قرب لديهم. وعليه, فإنَّه لمَّا كان بعث محمد e مؤذنًا بانتهاء الحياة الدنيا, كان قريبًا من الساعة, ويؤيد هذا الفهم ما رواه أنس من أن النَّبِي خطب عِنْد مغيربان الشَّمْس حَتَّى كَادَت تغرب، فقال: «مَا بَقِي من الدُّنْيَا فِيمَا مضى إِلَّا كَمَا بَقِي من هَذَا الْيَوْم فِيمَا مضى مِنْهُ». أي: لم يبق إلا شيء يسير من هذه الحياة الدنيا. فإن كان ذلك كذلك, فالعبرة ليست في الـ(1400) سنة, بل العبرة في نسبتها بما مضى من القرون المتطاولة.
· وأمَّا واقع الشيء؛ فإنَّ حكماء العرب وبلغاءهم يرون أنَّ كلَّ ما هو آتٍ لقريب, وقد أنشدوا: (فَلاَ زَالَ ما تَهْوَاهُ أقْرَبَ مِنْ غَدٍ), وبما أنَّ الساعة آتية: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا﴾, فهي قريبة, بغضِّ النظر عن الـ(1400) التي قضيت وما سيقضى غيرها من السنين.
- الاعتبار الشرعي:
· الحديث في الحديث النبوي عن الساعة, وقد أنبأنا الله ونبأنا بقربها:
1) ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾, (القمر: 1).
2) ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾, (الأنبياء: 1).
3) ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوه﴾, (النحل: 1).
· سبحان الله, ثلاث سور تستهل بقرب الساعة, وهذه عظة وتذكرة لمن ألقى السمع وهو شهيد, فيها العِبرة والعَبرة!
· وهذا ليس بعجيب: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾, هذا ما خاطب الله به عباده, ونبههم أنَّ عشرة قرون لديهم يوم لديه, فليس لدين الإسلام يومان عند الله بعد. فتأمل.
4. وعليه, في ضوء الاعتبار اللغوي والشرعي نزيل اللبس والإبهام والغموض عن فهم الحديث, والله الموفق.
5. قولك: (لأن هذا يجعل الحديث لم يختص به سيدنا محمد):
ليس بالضرورة أن يختص قرب الساعة بسيدنا محمد, فكذلك عيسى عليه السلام قريب منها, حسب الاعتبار اللغوي.
6. قولك: (لأن الخطاب في الحديث موجه للناس بأيامهم هم):
ما يلزمك لإدراك واقع الكلام هو أن تحيط خبرا بأساليب العرب في كلامهم, وأن تفهم الحديث في ظل النص القرآني, والله الموفق.

الداعي
2011-10-27, 08:46 AM
الاستفسار رقم: (4):


يقول الله_ عزَّ وجلَّ _: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾, (الرحمن: 22). مع أن اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان من نهر النيل, ولو كانت (مِنْ) سببية, أي: بسبب الالتقاء بين البحرين, لماذا لم يقل: (يخرج منه), أي البرزخ؟


الرد يكون كالآتي:
1. حتى نفهم الآية على وجهها, يجب أن نسبر غورها وَفْقَ طبيعة اللؤلؤ والمرجان والأسلوب الغوي.
2. من طبيعة اللؤلؤ والمرجان أنَّه يخرج من البحر ذي الملح الأجاج, وثمَّة رأي يُرجِّح أنَّ الماء العذب الفرات يكون بمثابة الملقِّح للبحر المالح؛ فينتج اللؤلؤ والمرجان؛ لذلك تكون (مِنْ) سببية.
3. وعليه, فإنَّني أقول:


أ- إن رجَّحنا أنَّ اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان إلا من البحر ذي الملح الأجاج, فإنَّ التثنية تفهم وَفْقَ اعتبارين لغويين اثنين:
1) من أساليب العرب في كلامها أنها تحذف المضاف, فيكون التقدير: ﴿مِنْ إحداهُمَا﴾, وهو البحر المالح. ومن الشواهد على هذا الأسلوب البديع الآتي:
· ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ﴾, (الشورى: 29).أي: في إحداهما, وهي الأرض.
· ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾, (الزخرف: 31). أي: من إحدى القريتين، وهما: مكة والطائف.
· ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا﴾, (نوح: 16).أي: في إحداهن, وهي السماء الدنيا.
· ﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ﴾, (البقرة: 229). أي على أحدهما، وهو الزوج لأنه آخذ ما أعطى.
2) ومن أساليب العرب في كلامها ومن سننها, أنها تستخدم المثنى وتقصد المفرد, أو تنسب الفعل لاثنين والذي يقوم به واحد, نحو:
· ﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾, (الكهف:61).قد نسب الفعل لاثنين وهو لواحد: ﴿فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾. وعليه, يكون نسب فعل خروج اللؤلؤ والمرجان للبحرين وهو للبحر المالح.
· أنشد أبو ثور: (فَإِن تَزجُرانِي يَا بنَ عفَّانَ أنزجِرْ), والأصل: فَإِن تَزجُرنِي؛ لأنَّ المخاطب فرد. وهكذا, هلمَّ جرًّا.


ب- وإن رجَّحنا أنَّ اللؤلؤ والمرجان يخرجان لالتقاء البحرين, فلا إشكال في ذلك, أي: في لفظ ﴿مِنْهُمَا﴾؛ لأن من سنن العرب في كلامها أن تذكر الاثنين وإن كان الخروج من أحدهما, ومن الشواهد على ذلك:
· ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾, (النساء: 1). مع أنَّ المولود يخرج من الأنثى, ولكن (مِنْ) هاهنا سببية؛ فناسب ذلك.


4. سؤالك: لماذا لم يقل: (يخرج منه), أي البرزخ؟
الجواب: لأنَّ البرزخ مكان يحول دون أن يبغي البحران, لا أن يلتقي البحران, وثمة فرق بين اختلاط البحرين والتقائهما, والسبب في الالتقاء وليس في عدم الاختلاط. فتأمل.
وعليه, من الخطأ لغة وحقيقة أن نقول: يخرج منه.

الداعي
2011-10-27, 12:03 PM
الاستفسار رقم: (5):

يقول الله Y: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾, (لقمان: 34). يوجد الآن ما يسمى بـ (الاستمطار) في إنزال المطر_ بغض النظر عن مكان نزول المطر_, فهل هذا لا يناقض اختصاص الله بإنزال المطر؟
وكذلك, يعلم الآن نوع الجنين. ولم أقتنع بالتفرقة بين (ما) وبين (مَنْ) في الآية؛ حيث لو كانت (مَنْ) تعرف النوع, و(ما) لغير العاقل؛ لأن سبب نزول الآية كان سؤال الأعراب عن نوع الجنين, وليس عن: عمره ورزقه, وهل هو شقي أم سعيد...

الرد يكون كالآتي:
1. سبب النزول: جاء رجل من البادية, اسمه: (الحارث بن عمرو), فسأل النبي e ما سأل, وكان مما قال فيما يخصنا:
- وإني لقد ألقيت حباتي في الأرض، وقد أبطأت عني السماء، متى تمطر؟
- وأخبرني عن امرأتي، فقد اشتملت على ما في بطنها، أذكر أم أنثى؟
2. هذه الأمور الخمسة من مفاتيح الغيب, وقد قال الله Y عنها: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ﴾, (الأنعام: 59). إذن, هي مما استأثر الله به.
3. العلم في الآية هو علم اليقين الذي لن تجد له صرفًا أو عدلا, فهو متحقق لا محالة.
4. الاستمطار لا يتعارض مع اختصاص الله؛ لا في إنشاء المطر ابتداءً, ولا في وقت نزوله؛ ذلك أنَّ الاستمطار يقضي بخلق ظروف وفق خصائص المادة من حيث تركيبتها ومن حيث مناخها كما أراد الله ليس غير.
5. الآية تثبت أن الله وحده يعلم متى ينزل الغيث, والتنبؤ بنزوله ليس علمًا, بل هو تخمين. ثمَّ إن تهيئة الجو لتكوين السحاب الماطر ليس إنزالا للغيث خَلقًا, بل هو لا يخرج عن سنن الله الكونية, وهو مما أمرنا الله أن نتفكر به, وأن نصل من خلاله إلى بديع صنعه, وإتقان خلقه, وبليغ قدرته.
6. أمَّا بالنسبة لما في الأرحام, يجب أن نفرق بين علم الله وبين معرفة البشر, ثمَّ نبين المقصود من الآية:
- اليوم يصل الأطباء إلى معرة نوع الجنين عن طريق التحاليل الكيميائية, وصور الأشعة في ظروف خاصة يصل إليها الجنين.
- قديمًا, كانوا يصلون إلى ذلك عن طريق أمارات, ومما قالوا: «إِذَا كَانَ الثَّدْيُ الْأَيْمَنُ مُسْوَدَّ الْحَلَمَةِ فَهُوَ ذَكَرٌ، وَإِنْ كَانَ فِي الثَّدْيِ الْأَيْسَرِ فَهُوَ أُنْثَى، وَإِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَجِدُ الْجَنْبَ الْأَيْمَنَ أَثْقَلَ فَالْوَلَدُ أُنْثَى».
- ومع هذا, لم يقل قائل إنني علمت ما في الأرحام؛ لأن الله يعلم ذلك لحظة الإخصاب من دون طول خبرة أو أداة ما, بينما غيره لا مناص من ذلك. بل الله هو الذي يحدد نوع الجنين.
- ثمَّ إنَّ علم الله ما في الأرحام ليس مقتصرا على نوع الجنين, بل يتعداه إلى غير ذلك, وهذا يعجز عنه الطب مهما بلغ من مبلغ. فتأمل.
- عند ولادة المرأة نعلم ما في رحمها, وعند اكتمال أعضاء التناسل لدى الطفل نعلم ذكورته من أنوثته, أما قبل ذلك فلا, وهذا ما اختص الله به. فتدبر.
- إذن, المقصود من قوله: ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾, قبل تكامل أعضاء الجنين التناسلية, وليس بعدها فيما يخص نوعه, وخلاف ذلك كثير مما تجهله الناس وقد استأثر الله به. والله الموفق.

الداعي
2011-10-27, 12:55 PM
الاستفسار رقم: (6):

الكروموسومات والجينات تمكن من معرفة بعض الأمراض المستقبلية, وهذا من لقاء الدكتور زغلول النجار على قناة الجزيرة في برنامج: (بلا حدود) عن الجينات, فهل ليس في هذا قدح في انفراد الله بالغيب؟
الجواب:
كون الكروموسومات والجينات تمكن من معرفة بعض الأمراض المستقبلية, فليس بالضرورة أن يكون علمًا بالغيب أو قدحًا بانفراد الله به؛ لأنه أمر اكتشف بعد التجربة والمحاولة, وبالنسبة للشخص نفسه؛ قد يموت قبل أن يصاب بالمرض, وقد يكتشف علاج له قبل وقوعه في المرض, وقد تطرأ ظروف على الشخص تجنبه الإصابة بالمرض. وهكذا دواليك.
إذن, علم الله بالغيب علم يقيني, وهو كائن لا محالة, وهذا بخلاف الأمارات التي تدل على شيء مستقبلي؛ كحالة الجو, أو الحالة الصحية, أو ما جرت عليه العادة, ...إلخ.

ahmed.em
2011-10-27, 03:49 PM
رد رائع جدا جدا
لانه دحض للشبهة باستجدام اسلوب القران نفسه و لغة العرب.
فجزاك الله خيرا.

الداعي
2011-10-29, 12:51 PM
الاستفسار رقم: (7):


الاستنساخ؛ فكيف: ﴿فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾, (القيامة: 39). مع أنه ممكن الاستغناء عن الرجل في هذه العملية بأخذ كل الكروموسومات من المرأة فقط. وكذلك:﴿وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا﴾, (الشورى: 50). هكذا العقيم أصبح غير عقيم.


الرد يكون كالآتي:
1. الاستنساخ نوعان: جنيني, وإنساني.
2. عملية الاستنساخ تتم بين الخلايا الجسدية، لا الجنسية.
3. كيفية العملية هي: يتم أخذ خلية جسدية من جسم الإنسان، ثمّ أخذ نواة هذه الخلية وزرعها في بويضة امرأة بعد إفراغ هذه البويضة من نواتها، بعملية تشبه التلقيح أو الإخصاب الصناعي، يتم بموجبها إدخال نواة الخلية التي أخذت من جسد ذلك الشخص داخل البويضة المأخوذة من المرأة بوساطة مواد كيماوية خاصة، وتيار كهربائي معين؛ لكي يتم دمج نواة الخلية مع البويضة، وبعد إتمام عملية الدمج تُنقل البويضة التي دمجت بنواة الخلية إلى رحم امرأة لتأخذ بالتكاثر والنمو والانقسام، والتحول إلى جنين كامل، ثمّ يولد ولادة طبيعية.
4. الاستنساخ ليس خلقًا من العدم, ألا إن ما توصل إليه العلماء وما قاموا به، ما هو إلاّ اكتشاف بسيط لبعض تلك القوانين والأنظمة والخاصيات، وإبراز لها، وليس فيه أي خلق؛ لأنّه ليس إيجاداً من عدم، وإنما هو إبراز لما هو موجود. وإنه كلّما تقدم العلم والعلماء في ذلك، ازدادت الدلالة على عظمة الخالق، وعلى كامل قدرته، وبالغ حكمته، وازدادت قوة الإيمان به.
5. لقد كشفت عملية الاستنساخ أن أية خلية جسدية من خلايا جسم الإنسان فيها قابلية إنتاج أولاد إذا ما زرعت نواتها في بويضة أنثى أفرغت من نواتها، مثل الحيوان المنوي للذكر عندما يتلاقح مع بويضة الأنثى. وهذا كشف قانونا من القوانين التي أودعها الله في خلايا جسم الإنسان.
6. بعد تدبر واقع الاستنساخ الإنساني, فإنني أقول: ما هو حكم الاستنساخ؟
7. الجواب:
أ- نتعرض إلى الآيات والأحاديث التي تعالج المسألة, وهي:
· ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾, (النساء: 1). وجه الاستدلال:
في هذه الآية الكريمة, نستنبط أنَّ الاستنساخ مخالف لفطرة الله وسنته في الإنجاب؛ فالبث كان بالتناكح.
· ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾, (النساء: 119). وجه الاستدلال:
من سنة الله أن يخلق الولد بعملية النكاح, أي: يحصل الاندماج بين الخلايا الجنسية لإنشاء الجنين, وليس بين الخلايا الجسدية كما في الاستنساخ, وهذا تغيير لخلق الله, أي انصياع لخبث الشيطان ومكائده, ووقوع في خبائثه.
· ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾, (الأحزاب: 5). وجه الاستدلال:
ينبغي للمرء أن ينسب لأبيه, والاستنساخ يضيع الأنساب, كونه من الممكن الاستغناء عن الرجل في عملية الاستنساخ, وهذا حرام.
· ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾, (الحجر: 13). وجه الاستدلال:
هذه هي فطرة الله في الخلق, أن يكون للمرء أم وأب, والاستنساخ يضيع الأم والأب والنسب.
· ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾, (الذاريات: 49). وجه الاستدلال:
لم يخلق الله الزوجين: الذكر والأنثى عبثا, بل لغاية وحكمة, والاستنساخ يتعارض مع ذلك.
· ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى﴾, (النجم: 46). وجه الاستدلال:
يخبر الله عن نفسه الحكيمة, وعن ذاته المقدسة أنه خلقنا من نطفة, وحسب دلالة الاقتضاء في اللغة العربية, ينهى الله عن الاستنساخ؛ لأن الخلق به ليس من نطفة, فهو خبر مقتضاه الأمر بشيء.
· ﴿أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾, (القيامة: 39). وجه الاستدلال:
ونقول بها ما قلناه بما قبلها.
· «مَنِ انْتَسَبَ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ», رواه ابن ماجة, وصححه الألباني. وجه الاستدلال:
والاستنساخ يضيع الأنساب؛ لذلك هو حرام.
· «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ نَسَبًا لَيْسَ مِنْهُمْ، فَلَيْسَتْ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، وَلَن يُدْخِلْهَا اللَّهُ جَنَّتَهُ», رواه الدارمي, وإسناده جيد. وجه الاستدلال:
واقع الاستنساخ ينطبق عليه؛ لذلك هو حرام.
ب- إذن, نستنبط الآتي:
ü الاستنساخ إنتاج الأولاد فيه يكون عن غير الطريق الطبيعي التي فطر الله النّاس عليها، وجعلها سنة في إنتاج الأولاد والذرية.
ü عدم وجود آباء للأولاد المستنسخين من إناث دون أن يكون معهن ذكر، وعدم وجود أمهات لهم عندما توضع البويضة المندمجة مع نواة الخلية في رحم أنثى غير الأنثى التي أخذت البويضة منها، إذ تكون هذه الأنثى التي وضعت البويضة في رحمها مجرد وعاء للبويضة ليس أكثر، وفي هذا إضاعة للإنسان، فلا أب ولا أم.
ü ضياع الأنساب، في حين أن الإسلام قد أوجب حفظ الأنساب، وصيانتها.
ü إن إنتاج الأولاد بعملية الاستنساخ يمنع تنفيذ الكثير من الأحكام الشرعية، كأحكام الزواج والنسب والنفقات والأبوة والبنوة والميراث والحضانة والمحارم، وغيرها من الأحكام الشرعية. وهو عملية شريرة تقلب كيان المجتمع.
ت- لذلك فإن عمليات الاستنساخ الإنساني محرمة شرعاً، ولا يجوز القيام بها. قال تعالى على لسان إبليس اللعين: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾, (النساء: 119). وخلق الله يعني الفطرة التي فطر النّاس عليها، والفطرة في الإنجاب والتكاثر عند الإنسان أن تكون من ذكر وأنثى، وعن طريق تلقيح الحيوان المنوي للذكر لبويضة الأنثى، وشرع الله سبحانه أن يكون ذلك من ذكر وأنثى بينهما عقد نكاح صحيح. وليس من الفطرة أن يتم الإنجاب والتكاثر عن طريق الاستنساخ, عدا عن كونه يتم بين ذكر وأنثى ليس بينهما عقد نكاح صحيح .
8. بالنسبة للشق الأول من كلامك_ يا أحمد _, فإن الجواب عليه في ثنايا ما سُطِّر, والشق الثاني: ﴿وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا﴾, (الشورى: 50). هكذا العقيم أصبح غير عقيم. جوابه:
- لقد سبقت الإيماءة إلى أنَّ الاستنساخ يكون بين الخلايا الجسدية لا الجنسية.
- ومعلوم أنَّ العقم يكون في الخلايا الجنسية لا الجسدية؛ لذلك لا تعارض. فتأمل.
- ثمَّ إن العقم مرض, فإن كان الاستنساخ يعالجه, يكون دواء له, ولا ضير في ذلك. فتدبر.

الداعي
2011-10-29, 01:37 PM
الاستفسار رقم: (8):


يقول الله_ عز وجل _: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾, (الأنعام: 145). هل لم يكن محرما عند نزول هذه الآية الحمر والكلاب وغيرها؟
الجواب:
أحكام الإسلام نزلت تترًا, ولم تنزل جملة واحدة؛ لذلك من البديهي أن لا ينزل تحريم ما حُرِّم في الوقت نفسه, أي: عند نزول هذه الآية لم يكن محرمًا شيء إلا: الميتة, والدم, والخنزير, والذبيحة لغير الله, وسوى ذلك مباح.

tamer2002
2011-10-29, 02:25 PM
سؤال في موضوع الاستنساخ .. حسب ما انا فاهم هو الخلية اساسا اللي انا باخد منها جزء حتى لو كانت من أنثى .. فهذه الأنثى في الأساس تحمل صفات من ابيها وبالتالي برضة من ذكر وأنثى

ثم فيه تجارب على الارانب بتعريض البويضة لضغط وحراراة معينة وبتنقسم على نفسها والنتج في النهاية اناث وبدون اي تلقيح او استنساخ وكنت قرات عن الموضوع دة زمان . ولو صح الكلام فالرد برضة ان بويضة الانثى من الاساس من ذكر وانثى .. وتحمل صفات من الاتنين . ولكن فيه حاجة ملفتة في الموضوع الأخير ..

لو الانسان قدر انه يتوصل لحدوث هذه العملية وولادة أرانب بدون أب فلماذا يستكثر النصارى أو يتعجبون ولا يريدون أن يستوعبون أن يولد عيسى بدون أب ... !!!