مشاهدة النسخة كاملة : مسألة فناء النار بين القبول و الرد
الشهاب
2011-10-13, 05:46 PM
و يبقى بعد كل هذا قوله تعالى :" إن ربك فعال لما يريد " ،
تنقاد السموات و الأرض لمشيئته ، و هو " لا يسأل عما يفعل و هم يسألون " .
الشهاب
2011-10-13, 06:02 PM
يا جماعة مسألة فناء النار خلافية بين العلماء ، فهل ابن تيمية و تلميذه ابن القيم أتيا شيئا بدعا في هذه المسألة حين قالا بفناء النار ، و هما من هما في الإسلام ؟
لندع الخوض في هذا الموضوع ، و لا ننشغل به .
قاصِف
2011-10-13, 06:44 PM
يا جماعة مسألة فناء النار خلافية بين العلماء ، فهل ابن تيمية و تلميذه ابن القيم أتيا شيئا بدعا في هذه المسألة حين قالا بفناء النار ، و هما من هما في الإسلام ؟
لندع الخوض في هذا الموضوع ، و لا ننشغل به .
من قال لك أنها خلافية يا عزيزي؟!
و من أين أتيت بهذه الفرية على شيخ الاسلام و تلميذه؟
----------------
هذا، ولا تصح نسبة القول بفناء النار إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فإن الراجح عنده أبديتها وعدم فنائها، وقد نص على ذلك رحمه الله في أكثر من موضع من كتبه، فقد قال رحمه الله تعالى في كتابه: درء تعارض العقل والنقل: وقال أهل الإسلام جميعاً: ليس للجنة والنار آخر، وإنهما لا تزالان باقيتين، وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون، وأهل النار في النار يعذبون، ليس لذلك آخر...
وقال رحمه الله أيضاً في كتابه: بيان تلبيس الجهمية: وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية، كالجنة والنار والعرش وغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين، كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها. اهـ
وانظر كلام شيخ الإسلام أيضاً في مجموع الفتاوى (8/304)، (18/307) وفي غير ما موضع من كتبه الأخرى.
وسبب الغلط على شيخ الإسلام ونسبة القول بفناء النار إليه أن ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح) قد ذكر الأقوال في فناء النار وعدمه، وأشار إلى أن ابن تيمية قد حكى بعض هذه الأقوال، والتي منها القول بفناء النار، وليس في ذلك ما يدل على نسبة هذا القول الباطل لشيخ الإسلام ابن تيمية، فقد حكى هذه الأقوال غيره من أهل السنة والجماعة كشارح الطحاوية، وحكاية شيخ الإسلام لأقوال الطوائف مشحونة بها مؤلفاته، ولكن للرد عليها لا لتقريرها، وهذا واضح ولا يحتاج إلى مزيد بيان.
وأما الإمام ابن القيم، فإنه له قولين: الأول مال فيه إلى القول بفناء النار، وقواه وأيده بالأدلة، وذلك في كتابه (حادي الأرواح) (وشفاء العليل) كما أنه توقف في المسألة في كتابه (الصواعق المرسلة) القول الثاني لابن القيم، وهو الموافق لمذهب أهل السنة هو القول بأبدية النار وعدم فنائها، وذكر ذلك منصوصاً عليه في كتابيه (الوابل الصيب) و(طريق الهجرتين).
فقد قال في الوابل الصيب: وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء المتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض. اهـ
وعلى هذا، فإن إطلاق القول بأن ابن القيم يقول بفناء النار غلط عليه، إذ تبين لك أن له قولان، وإنما البحث هو في أي القولين هو المتأخر الناسخ للأول؟
ولقد غلب بعض الباحثين الظن بأن ما قاله ابن القيم في (الوابل الصيب) و(طريق الهجرتين) ناسخ لما ذكره في (حادي الأرواح) و(شفاء العليل) و(الصواعق المرسلة) وأيد هذا الاستنتاج ببعض الحجج انظرها في كتاب (كشف الأستار لإبطال ادعاء فناء النار) لعلي الحربي، طبعة دار طيبة.
هذا، وإن القول بفناء النار قد أثر عن بعض السلف وهم: عمر وابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري، وهذه الآثار إما أنها لا تصح نسبتها إليهم، أو أنها محمولة على وجه آخر غير القول بفناء النار.
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=64739
أبو جاسم
2011-10-13, 07:33 PM
من قال لك أنها خلافية يا عزيزي؟!
و من أين أتيت بهذه الفرية على شيخ الاسلام و تلميذه؟
على رسلك أخي قاصف فالشيخ صالح الفوزان مثلاً قال أن المسألة خلافية فهل نقول أنه يفتري على العلماء .
في كتابه تعقيبات على كتاب السلفية ليست مذهباً و الذي رد فيه على البوطي قال الشيخ في التعقيب السابع و العشرين
(( في صفحة 146 المقطع الأخير ذكر أن من البدع القول بفناء النار وأن ذلك داخل بإجماع المسلمين في معنى البدعة وتعقيبنا عليه من وجهين :
الوجه الأول:أنه لم يحصل إجماع على تخطئة القول بفناء النار وعده من البدع , فالمسألة خلافية,وإن كان الجمهور لايرون القول بذلك,لكنه لم يتم إجماع على إنكاره , وإنما هو من المسائل الخلافية التي لايبدّع فيها.
الوجه الثاني: أن الذين قالوا بفنائها استدلوا بأدلة من القرآن والسنة,وبقطع النظر عن صحة استدلالهم بها أو عدم صحته فإن هذا القول لا يعتبر من البدع مادام أن أصحابه يستدلون له,لأن البدع ماليس لها دليل أصلا,وغاية ما يقال إنه قول خطأ أو رأي غير صواب,ولا يقال بدعة,وليس قصدي الدفاع عن هذا القول ,ولكن قصدي بيان أنه ليس بدعة,ولا ينطبق عليه ضابط البدعة,وهو من المسائل الخلافية. ))
قاصِف
2011-10-13, 11:31 PM
على رسلك أخي قاصف فالشيخ صالح الفوزان مثلاً قال أن المسألة خلافية فهل نقول أنه يفتري على العلماء .
في كتابه تعقيبات على كتاب السلفية ليست مذهباً و الذي رد فيه على البوطي قال الشيخ في التعقيب السابع و العشرين
(( في صفحة 146 المقطع الأخير ذكر أن من البدع القول بفناء النار وأن ذلك داخل بإجماع المسلمين في معنى البدعة وتعقيبنا عليه من وجهين :
الوجه الأول:أنه لم يحصل إجماع على تخطئة القول بفناء النار وعده من البدع , فالمسألة خلافية,وإن كان الجمهور لايرون القول بذلك,لكنه لم يتم إجماع على إنكاره , وإنما هو من المسائل الخلافية التي لايبدّع فيها.
الوجه الثاني: أن الذين قالوا بفنائها استدلوا بأدلة من القرآن والسنة,وبقطع النظر عن صحة استدلالهم بها أو عدم صحته فإن هذا القول لا يعتبر من البدع مادام أن أصحابه يستدلون له,لأن البدع ماليس لها دليل أصلا,وغاية ما يقال إنه قول خطأ أو رأي غير صواب,ولا يقال بدعة,وليس قصدي الدفاع عن هذا القول ,ولكن قصدي بيان أنه ليس بدعة,ولا ينطبق عليه ضابط البدعة,وهو من المسائل الخلافية. ))
السلام عليكم
بالتأكيد الشيخ الفوزان لا يفتري على أحد و العياذ بالله لكن قولي أنها فرية بسبب شبهة الروافض التي يستخدموها ليطعنوا في قاهر المجوس سيدنا عمر رضي الله عنه:
1 - عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ قَوْلُهُ : " لَوْ لَبِثَ أَهْل النَّار فِي النَّار عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ لَكَانَ لَهُمْ يَوْم يَخْرُجُونَ فِيهِ " .
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتحِ " (11/429) : " أَخْرَجَهُ عَبْد بْن حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيره ... وَهُوَ مُنْقَطِعٌ " .
وقال الصنعاني في " رفعِ الأستار " ( ص 65 ) : " من حيثُ الروايةُ فإنهُ منقطعٌ ، لنصِ شيخِ الإسلامِ - يقصدُ ابنَ القيمِ - بأنهُ لم يسمعهُ الحسنُ من عمرَ ، واعتذارهُ بأنهُ لم يصح للحسنِ عن عمرَ لما جزم به يلزم أن يجري في كلِ مقطوعٍ يجزمُ بهِ راويهِ ولا يقولُ هذا أئمةُ الحديثِ كما عرفت في قواعدِ أصولِ الحديثِ ، بل الانقطاعُ عندهم علةٌ " .ا.هـ.
حسب علمي المتواضع أستغرب كلام العلامة الفوزان لقول إبن حزم رحمه الله في كتابه الملل والنحل: (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان ).
أيضا قول العلامةُ الألباني في " تعليقهِ على الطحاويةِ " في الحاشيةِ ( ص 424 رقم 591) :
" قلتُ : لم يثبت القولُ بفناءِ النارِ عن أحدٍ من السلفِ ، وإنما هي آثارٌ واهيةٌ لا تقومُ بها حجةٌ ، وبعضُ أحاديثهِ موضوعةٌ ، لو صحت لم تدل على الفناءِ المزعومِ ، وإنما على بقاءِ النارِ ، وخروجِ الموحدين منها ، وقد كنتُ خرجتُ بعض ذلك في " الضعيفةِ " برقم (606 ، 707) . ثم وقفتُ على رسالةٍ مخطوطةٍ في مكتبةِ المكتبِ الإسلامي للعلامةِ الأميرِ الصنعاني في هذه المسألةِ الخطيرةِ ردَّ فيها على ابن القيمِ رحمهُ اللهُ ، فعلقتُ عليها وخرجتُ أحاديثهما وقدمتُ لها بمقدمةٍ ضافيةٍ " .ا.هـ.
ثم الأستدلال بهذا الحديث الشريف في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت "
و عن ردي كنت أقصد تصحيح القول المغلوط أن الإمام بن تيمية رحمه الله قال هذا الكلام و حتى الأن (حسب علمي) لا أعرف أي من شيوخ الأسلام قالوا بفناء النار لأستدلالهم بآيات العذاب التي وعد الله الكُفار فيها بالخلود الأبدي و الأحاديث التي تدعم قول الله في كتابه المجيد و الله أعلى و أعلم.
أرجوا أن تنورني يا أخي الحبيب إذا رأيت جهل مني في الرد.
الشهاب
2011-10-14, 03:14 AM
من قال لك أنها خلافية يا عزيزي؟!
و من أين أتيت بهذه الفرية على شيخ الاسلام و تلميذه؟
----------------
هذا، ولا تصح نسبة القول بفناء النار إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فإن الراجح عنده أبديتها وعدم فنائها، وقد نص على ذلك رحمه الله في أكثر من موضع من كتبه، فقد قال رحمه الله تعالى في كتابه: درء تعارض العقل والنقل: وقال أهل الإسلام جميعاً: ليس للجنة والنار آخر، وإنهما لا تزالان باقيتين، وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون، وأهل النار في النار يعذبون، ليس لذلك آخر...
وقال رحمه الله أيضاً في كتابه: بيان تلبيس الجهمية: وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية، كالجنة والنار والعرش وغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين، كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها. اهـ
وانظر كلام شيخ الإسلام أيضاً في مجموع الفتاوى (8/304)، (18/307) وفي غير ما موضع من كتبه الأخرى.
وسبب الغلط على شيخ الإسلام ونسبة القول بفناء النار إليه أن ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح) قد ذكر الأقوال في فناء النار وعدمه، وأشار إلى أن ابن تيمية قد حكى بعض هذه الأقوال، والتي منها القول بفناء النار، وليس في ذلك ما يدل على نسبة هذا القول الباطل لشيخ الإسلام ابن تيمية، فقد حكى هذه الأقوال غيره من أهل السنة والجماعة كشارح الطحاوية، وحكاية شيخ الإسلام لأقوال الطوائف مشحونة بها مؤلفاته، ولكن للرد عليها لا لتقريرها، وهذا واضح ولا يحتاج إلى مزيد بيان.
وأما الإمام ابن القيم، فإنه له قولين: الأول مال فيه إلى القول بفناء النار، وقواه وأيده بالأدلة، وذلك في كتابه (حادي الأرواح) (وشفاء العليل) كما أنه توقف في المسألة في كتابه (الصواعق المرسلة) القول الثاني لابن القيم، وهو الموافق لمذهب أهل السنة هو القول بأبدية النار وعدم فنائها، وذكر ذلك منصوصاً عليه في كتابيه (الوابل الصيب) و(طريق الهجرتين).
فقد قال في الوابل الصيب: وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء المتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض. اهـ
وعلى هذا، فإن إطلاق القول بأن ابن القيم يقول بفناء النار غلط عليه، إذ تبين لك أن له قولان، وإنما البحث هو في أي القولين هو المتأخر الناسخ للأول؟
ولقد غلب بعض الباحثين الظن بأن ما قاله ابن القيم في (الوابل الصيب) و(طريق الهجرتين) ناسخ لما ذكره في (حادي الأرواح) و(شفاء العليل) و(الصواعق المرسلة) وأيد هذا الاستنتاج ببعض الحجج انظرها في كتاب (كشف الأستار لإبطال ادعاء فناء النار) لعلي الحربي، طبعة دار طيبة.
هذا، وإن القول بفناء النار قد أثر عن بعض السلف وهم: عمر وابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري، وهذه الآثار إما أنها لا تصح نسبتها إليهم، أو أنها محمولة على وجه آخر غير القول بفناء النار.
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=64739
أخي قاصف ، السلام عليكم ، و بعد :
فإنني ما كنت أريد أن يتشعب هذا النقاش إلى الخوض في هذه المسألة الجليلة لما يمكن أن تثيره من حساسيات عند هذا أو ذاك ، و لذلك فما قدمته أنت - أخي - من أدلة على عدم ثبوت قول الشيخ ابن تيمية بفناء النار ، بغض النظر عن موقف تلميذه الثابت في أكثر من كتاب ، فيمكن الرد عليه بالتناقض الموجود بين ما ينقله عنه تلميذه ، و ما هو موجود من نصوص استعراضية لأقوال السلف في أبدية الجنة و النار مما نقلته عنه في الفتاوى . فأي الرأيين نأخذ به ، أ هو ما ينقله عنه تلميذه أم ما نقلته لنا من نصوصه ؟ يقول ابن القيم - و أدعوك إلى الإمعان فيما هو مميز باللون الأحمر -:
" الحكم السابع قول من يقول بل يفنيها ربها وخالقها تبارك وتعالى فانه جعل لها أمدا تنتهي إليه ثم تفنى ويزول عذابها . قال شيخ الإسلام : "وقد نقل هذا القول عن عمر وابن مسعود وأبى هريرة وأبى سعيد وغيرهم وقد روى عبد بن حميد وهو من اجل أئمة الحديث في تفسيره المشهور ... فقد رواه عبد وهو من الأئمة الحفاظ وعلماء السنة عن هذين الجليلين سليمان بن حرب وحجاج ابن منهال وكلاهما عن حماد بن سلمة وحسبك به وحماد يرويه عن ثابت وحميد وكلاهما يرويه عن الحسن وحسبك بهذا الإسناد جلالة والحسن وإن لم يسمع من عمر فإنما رواه عن بعض التابعين ولو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به وقال عمر بن الخطاب ولو قدر أنه لم يحفظ عن عمر فتداول هؤلاء الأئمة له غير مقابلين له بالإنكار والرد مع أنهم ينكرون على من خالف السنة بدون هذا فلو كان هذا القول عند هؤلاء الأئمة من البدع المخالفة لكتاب الله و سنة رسوله وإجماع الأئمة لكانوا أول منكر له".
قال : "ولا ريب أن من قال هذا القول عن عمر و نقله عنه إنما أراد بذلك جنس أهل النار الذين هم أهلها ، فأما قوم أصيبوا بذنوبهم فقد علم هؤلاء وغيرهم أنهم يخرجون منها وأنهم لا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه ، ولفظ أهل النار لا يختص بالموحدين بل يختص بمن عداهم كما قال النبي . أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولا يناقض هذا قوله تعالى } خالدين فيها { ، وقوله } وما هم منها بمخرجين { ، بل ما أخبر الله به هو الحق والصدق الذي لا يقع خلافه ، لكن إذا انقضى أجلها وفنيت كما تفنى الدنيا لم تبق نارا ولم يبق فيها عذاب" ) انتهى
ما حل هذا التناقض ؟ و قد أشار عدد من العلماء إلى نزوع الشيخ ابن تيمية للقول بفناء النار .
أما مسألة الناسخ و المنسوخ في كلام ابن القيم ، فكلام ابن القيم ليس قرآنا حتى نتحدث عن ناسخ و منسوخ ، و أدعوك إلى أن تأتيني بنصوص صريحة من " الوابل الصيب " تثبت تراجعه عن القول بفناء النار .
و مع هذا كله ، فإن لي في المسألة رأيا خاصا أحتفظ به لنفسي ، فمدار كلامنا هو مدى نسبة القول بفناء النار إلى الشيخ ابن تيمية و تلميذه ابن القيم .
أما كون القضية مسألة خلافية ، فأشكر جزيل الشكر " أ/ جاسم " لتدخله الموفق لحسم هذه المسألة .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
قاصِف
2011-10-14, 04:38 AM
و عليكم السلام أخي شهاب
قال الله تعالى:(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)
أنت تقول
و مع هذا كله ، فإن لي في المسألة رأيا خاصا أحتفظ به لنفسي ، فمدار كلامنا هو مدى نسبة القول بفناء النار إلى الشيخ ابن تيمية و تلميذه ابن القيم .
و من الظاهر أن تقول بالفناء و أن المسألة خلافية!
و لهذا دعك من أقوال العلماء و لنبقى في صلب الموضوع.
من أين قمت بتكوين رأيك الخاص حول هذه المسألة؟
هل من آية صريحة أو حديث صحيح عن الصادق الذي لا ينطق عن الهوى؟
أنا مع الرأي الذي يقول أنه ليس هناك فناء بل خلود أبدي لكلا الطرفين أهل جنة و أهل نار و لدي الأدلة التي تدعم كلامي من القرآن و السنة و إجماع العلماء لكن أؤجل طرحها حتى أعرف رأيك في المسألة.
و إختلاف الأراء لا يُفسد للود قضية بإذن لله.
قاصِف
2011-10-14, 05:08 AM
و أدعوك إلى أن تأتيني بنصوص صريحة من " الوابل الصيب " تثبت تراجعه عن القول بفناء النار .
أعتذر لأني لم أنتبه لطلبك هذا!
لماذا الوابل الصيب بالذات؟
هذا كلامه في كتاب الهدي النبوي :
(ولما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار خبثه بل لو أخرج منها عاد خبيثا وكما كان كالكلب إذا دخل البحر ثم خرج منه وقد حرم الله عليه الجنة )
الشهاب
2011-10-14, 04:28 PM
و عليكم السلام أخي شهاب
قال الله تعالى:(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)
أنت تقول
و من الظاهر أن تقول بالفناء و أن المسألة خلافية!
و لهذا دعك من أقوال العلماء و لنبقى في صلب الموضوع.
من أين قمت بتكوين رأيك الخاص حول هذه المسألة؟
هل من آية صريحة أو حديث صحيح عن الصادق الذي لا ينطق عن الهوى؟
أنا مع الرأي الذي يقول أنه ليس هناك فناء بل خلود أبدي لكلا الطرفين أهل جنة و أهل نار و لدي الأدلة التي تدعم كلامي من القرآن و السنة و إجماع العلماء لكن أؤجل طرحها حتى أعرف رأيك في المسألة.
و إختلاف الأراء لا يُفسد للود قضية بإذن لله.
آمنا بالله و برسوله و باليوم الآخر ، و ليس لي الخيرة فيما قضى به الله و رسوله ، و لا خلاف لدى المسلمين قاطبة في رد ما أشكل من المسائل إلى الله و رسوله . غير أن النظر في الكتاب و السنة لا بد له من الفهم الذي يستوجب الإحاطة بعلوم اللغة و العلوم الشرعية حتى يجوز للدارس الاستنباط ، و هذا أمر مفروغ منه . و عليه ، فقد تختلف الأفهام بحسب الأدلة الشرعية المتاحة ، و لذلك اختلف الفقهاء و العلماء في كثير من المسائل الشرعية ، و لم يكن ذلك ليعرّض أحدهم للقدح ، لأنهم يجتهدون عن علم ، لا طلبا للدنيا أو صدورا عن الهوى ، و إنما ابتغاء الحق .
و من هنا ، فلما قلت إن لي في المسألة رأيا شخصيا أحتفظ به لنفسي ، فما ذلك إلا لأني قرأت مواقف الفريقين ، و رجح عندي قول أحدهما، فرأيي الشخصي الذي لا يلزم أحدا هو ترجيحي لحجج فريق دون آخر ، و جدتني مقتنعا بها . و ما دمت قد دعوتني إلى كشف رأيي في المسألة ، فأنا ألفيت حجج ابن القيم مقنعة ، فقد ساق ما يربو عن العشرين دليلا نقليا و عقليا يفيد بأن النار سيأتي عليها زمان في الأبد لا نعرف مقداره فتفنى و يفنى معها العذاب نزولا عند رحمة الله التي وسعت كل شيء منبّها ( أي ابن القيم ) إلى أن هذه المسألة خلافية ، و أن مدار الخلاف بين العلماء ليس في خلود أهل النار ، و لكن في خلود النار في حد ذاتها . و هكذا فالكفار مخلدون في النار إلى ما شاء الله ، و ليس في ذلك أي اختلاف بين العلماء ، لكن النار قد جعل الله لها وقتا معلوما تصفق فيه أبوابها و تزول ، و هو مجال اختلاف العلماء . أما بالنسبة للجنة التي نسأل الله أن يجعلنا جميعا من سكان فردوسها ، فإجماع أهل السنة و الجماعة على خلودها أبد الآبدين .
أما المبحث الذي خصصه ابن القيم لهذه المسألة في كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " فطويل جدا . لذلك ، سأصرف النظر عنه الآن إلى حين قيام النقاش بيننا ، للاستدلال ببعض ما ورد فيه . و طبعا الاختلاف بيننا لا يفسد للود قضية كما أسلفت القول أخي ، و جزاك الله خيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أبو جاسم
2011-10-14, 04:43 PM
الأخوين الفاضلين قاصف و الشهاب أرى أن يفرد موضوع مستقل لبحث هذه المسألة من الناحية الشرعية و ليكن عنوان الموضوع ( مسألة فناء النار بين القبول و الرد ) و إن كان رأيي الشخصي أن تقرير هذه المسألة قبولاً أو رداً ليس من المسائل التي يترتب عليها كثير فائدة بما أن الرأيين يؤكدان وجود النار و أن عذاب الكفار فيها . و مع هذا لا بأس من تقرير المذهب الأرجح في المسألة . و الله أعلم .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir