قاصِف
2011-10-15, 06:45 PM
ظنوا أنّْا أقزامٌ أمثالهم ، لا نعرِف ما صح إلى نبينا مما سقِم نسبتُه إليه , الحمد لله الذى أعز هذه الأمة بعلم الحديث ، فحفظ لها دينهم برجاله ، لله درهم ، ملح العلم والعلماء ما كان قبلهم فى فنهم أمثالهم وما جاء بعدهم إلا عيال عليهم رحمهم الله وطيب ثراهم - ، فوقعوا على الرواية فتشبثوا بقوله "واضطجعت معها في قبرها" فطاروا بها .
وأقول : من تكلم فى غير فنه أتى بالعجائب ، لسانُ حالهم ، لسانُ حالِ الذى وقف على ماء زمزم وعلى رؤوس ملايين حجاج بيت الله كشف سوءته وفى ماء زمزم قضى حاجته ، فقال له الناس فى ذلك ! فقال ، أردت أن أُذكر ولو باللعنات .!
أقول هنيئاً لكم بأن دخلتم تاريخ المدلسين والكذابين من أوسع أبوابه ، هنيئاً لكم مزبلة التاريخ ، الرواية التى بين أيدينا -لن أتكلم عنها إلا من الناحية الحديثية فقط - قد جاءت من عدة طرق ، سأوردها تِبَاعاً ، متتبعاً أحوال الرواية وطرقها ما استطعت ، ولا أدعى العصمة ، ولكن أقول وما توفيقى إلا بالله هو حسبى عليه توكلت ، هو نعم المولى ،
ونعم النصير
- أما عن الرواية الأولى فهى رواية عبد الله بن عباس رضى الله عنه
أخرجها الطبرانى فى المعجم الأوسط (7/87/6935) ، وأبونعيم فى معرفة الصحابة(1/76/289) من طريقين – أحدهما عن الطبرانى – و(6/3408/ح7782) ، و الديلمى – كما فى كنز العمال(13/610/37611) – و أبو الفرج الأصبهانى فى مقاتل الطالبين (ذكر مقتل جعفر بن أبى طالب (صـ5)) ، جميعا من طرق عن الحسن بن بشر البجلي ثنا سعدان بن الوليد بياع السابري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال لما ماتت فاطمة أم علي خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه واضطجع في قبرها فلما سوى عليها التراب قال بعضهم يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه بأحد قال إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها من ضغطة القبر إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا إلي بعد أبي طالب"
قلت : إسنادها ضعيف جدا .
فيه سعدان بن الوليد بياع السابرى([1]) جهله الهيثمى فقال فى المجمع([2]) " ولم أعرفه " ونقلها عنها السيوطى([3]) .
قلت : ولم أقف له على ترجمته ، و لم يعرفه الهيثمى ، فهو مجهول ، فكأنما يشير إلى إعلال الحديث به - والله أعلم - ثم قال وبقية رجاله ثقات ، وقال المتقى الهندى سنده حسن ! .
قلت : وهذا فيه نظر ففيه الحسن بن بشر هو بن سلم - سَلْم بفتح المهملة وسكون اللام - بن المسيب الهمدانى البَجلى ([4]) - بفتح الموحدة نسبة إلى بجيلة رهط من سليم أبو الحسن([5]) - ، أبو على الكوفى ، ذكره ابن حبان فى ثقاته([6]) قال أحمد ماأرى به بأساً فى نفسه روى عن زهير أشياء مناكير ، قال أبو حاتم صدوق ، وقال النسائى ليس بقوى ، وقال ابن خراش منكر الحديث ، وقال الذهبى تردد فيه أحمد بن حنبل.
قلت : وسكتَ عنه .
وقال الحافظ ابن حجر صدوق يخطئ ، وقال ابن عدى بعد أن ساق له أحاديث ، وله أحاديث ليست بالكثير ، وأحاديثه يقرب بعضها من بعض ويحمل بعضها على بعض ، وليس هو بمنكر
الحديث([7]) ، وقد أورده ابن عبد البر فى الاستيعاب([8]) ، وأورده عنه الذهبى فى السير ، وقال هذا غريب([9])
قلت : ولما ظهر أنه يخطئ ، فصار تفرد مثله ليس بمحتمل وقد انفرد بهذه الرواية كما نص على ذلك الطبرانى بعد أن ساق هذا الحديث بقوله " تفرد بها الحسن بن بشر " ، ومما زاد الطين بلة ، هو تفرد سعدان بن الوليد عنه به ، كما نص المصنف عليه بقوله " لم يرو هذه الأحاديث عن عطاء إلا سعدان بن الوليد " فكيف حسنه صاحب كنز العمال !
وقد انفرد بالرواية مجهول عن ممن لا يحتمل لمثله التفرد ، وانفرد بها هو الآخر !!
يُتبع قريباً إن شاء الله
ثانيا:رواية أنس .
أخرجها الطبرانى فى المعجم الكبير(24/35/ح20892) و المعجم الأوسط(1/67/ح189) وعنه أبو نعيم فى الحلية (3/121) و معرفة الصحابة (6/3408/ح7782) – ولم يذكر متنه بل أحال على حديث ابن عباس – وعنه ابن الجوزى فى العلل المتناهية (10/270/ح433) جميعا من طرق عن أحمد بن حماد بن زغبة ثنا روح بن صلاح ثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال :
: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلس عند رأسها فقال : رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيباوتطعميني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ثم أمر أن تغسل ثلاثا فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه و سلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فاضطجع فيه ثم قال : الله الذي يحيي ويميت وهو حي لايموت أغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين وكبر عليها أربعا وادخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم .
قلت : هذا إسناد ضعيف ، فيه روح بن صلاح هو أبو الحارث روح بن صلاح بن سيابة بن عمرو بن أوس بن جحدم بن الحارث بن مالك بن كعب الحارثي المذحجي المصري([10])، ذكره ابن حبان فى الثقات([11]) ووثقه الحاكم([12]) ، و حكى ابن ماكولا ضعفه([13]) وضعفه ابن عدى([14]) و قال ولروح أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة والليث بن سعد ويحى بن أيوب وحيوة وغيرهم ، وفى بعض حديثه نكرة ، وضعفه الدارقطنى([15]) وسكت عنه الذهبى ([16])
و قال الحاكم سمعت أبا طالب قال لى أخو ميمون واسمه أحمد بن محمد بن زكريا أبو بكر البغدادى أقام بمصر ، إتفقنا على أن لا نكتب بمصر حديث ثلاثة علي بن الحسن السامي وروح بن صلاح وعبد المنعم بن بشير ثم قال لي أبو الحسن وروح بن الصلاح يقال له روح بن سيابة هو مصري وكذا عبد المنعم مصري و علي بن الحسن مصري([17]) ، وقال ابن منده([18]) صاحب مناكير
قلت والعجب العجاب ممن صحح الحديث أو حسنه ، معتمداً على توثيق الحاكم وابن حبان – مع العلم المسبق بتساهلهم فى التوثيق([19]) ، بل ولا يذكر من جرحه ، هذا عين التدليس – .
وأقول : إن من صحح الرواية معتمداً على توثيق ابن حبان فقد وقع فى غلط عظيم وتناقض بَيِّن وذلك من وجهين ، الأول أنه عول على توثيقه أغفل – أو تغافل - تجريح غيره له، والثانى أن عبارة ابن حبان فى كتابه لها توجيه يرد زعم المصححين فقد قال رحمه الله "روح بن صلاح من أهل مصر روى عن ........ وأهل مصر " وهذه الرواية يرويها عن الثورى وهو كوفى ، فهذا أمر غريب ، لذلك قال أبو نعيم بعد ذكره " غريب " ، ثم هناك علة أخرى فى هذا الإسناد وهو تفرد مثل روح بالرواية عن الثورى بمثل هذا الحديث كما نص عليه الطبرانى فى الأوسط وكذلك أبو نعيم فى الحلية ، وتفرد مثله ليس بمحتمل ، فأين من سمع منه ممن اشتهروا بالرواية عنه ، أغفلوا تلك الرواية ؟!
وقال الهيثمى([11])رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح
قلت : وهذا فيه نظر ، فأحمد بن حماد بن زغبة ليس من رجال الصحيح .
أحمد بن عبد المولى آل عثمان القطعانى
[1] السابرى هو الثياب الرقاق وهو من أجود الثياب ويُرغَبُ فيه بأدنى عرْض وفي حديث حبيب بن أَبي ثابت رأَيْت على ابن عباس ثوباً سابِرِيّاً أَسْتَشِفُّ ما وراءه .ا هـ ( لسان العرب "4/340" بتصرف يسير ) .
[2] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9/210/15400) .
[3] ونقلها عنه السيوطى فى جامع الجوامع ( ويسمى بالجامع الكبير أيضاً) (1/9569/ح3353) .
[4] التاريخ الكبير للبخارى (2/287/ت2496) قال أراه بجلياً .
[5] تقريب التهذيب (1214)
[6] الثقات لابن حبان (8/169/ت12798)
[7] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم (3/3/ت10)،الكاشف(1/321/ت1013)،الكامل لابن عدى(2/320/ت451) ، المغنى (1/74/ت1382) ،ميزان الاعتدال(1/481/ت1822)،التقريب(1214)،تهذيب التهذيب(8/130/ت473)تهذيب الكمال (6/58/ت1204) .
[8] (2/112)
[9] (3/10/ت17)
[10] الأسماء والكنى للحاكم (3/147/ت1637)
[11] الثقات (8/244/ت13240)
[12] ميزان الاعتدال (2/58/ت2801)
[13] الإكمال (5/15)
[14] الكامل فى الضعفاء لابن عدى (3/146/ت667)
[15] المؤتلف والمختلف (2/77)
[16] المغنى فى الضعفاء للذهبى (1/111/2139) ، ميزان الإعتدال (2/58/2801)
[17] سؤالات البرقانى الصغير (صـ5 / ت رقم 20)
[18] فتح الباب فى الكنى والألقاب لابن منده (صـ229)
[19] ابن حبان عليه رحمة الله كثيراً ما يوثق المجهولين ! حتى اللذين يصرح هو بنفسه أنه لا يدرى من هو ولا من أبوه ! ، ونص ابن عبد االهادى فى الصارم المنكى تساهلهما(1/6) و(1/103) .
وأقول : من تكلم فى غير فنه أتى بالعجائب ، لسانُ حالهم ، لسانُ حالِ الذى وقف على ماء زمزم وعلى رؤوس ملايين حجاج بيت الله كشف سوءته وفى ماء زمزم قضى حاجته ، فقال له الناس فى ذلك ! فقال ، أردت أن أُذكر ولو باللعنات .!
أقول هنيئاً لكم بأن دخلتم تاريخ المدلسين والكذابين من أوسع أبوابه ، هنيئاً لكم مزبلة التاريخ ، الرواية التى بين أيدينا -لن أتكلم عنها إلا من الناحية الحديثية فقط - قد جاءت من عدة طرق ، سأوردها تِبَاعاً ، متتبعاً أحوال الرواية وطرقها ما استطعت ، ولا أدعى العصمة ، ولكن أقول وما توفيقى إلا بالله هو حسبى عليه توكلت ، هو نعم المولى ،
ونعم النصير
- أما عن الرواية الأولى فهى رواية عبد الله بن عباس رضى الله عنه
أخرجها الطبرانى فى المعجم الأوسط (7/87/6935) ، وأبونعيم فى معرفة الصحابة(1/76/289) من طريقين – أحدهما عن الطبرانى – و(6/3408/ح7782) ، و الديلمى – كما فى كنز العمال(13/610/37611) – و أبو الفرج الأصبهانى فى مقاتل الطالبين (ذكر مقتل جعفر بن أبى طالب (صـ5)) ، جميعا من طرق عن الحسن بن بشر البجلي ثنا سعدان بن الوليد بياع السابري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال لما ماتت فاطمة أم علي خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه واضطجع في قبرها فلما سوى عليها التراب قال بعضهم يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه بأحد قال إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها من ضغطة القبر إنها كانت أحسن خلق الله صنيعا إلي بعد أبي طالب"
قلت : إسنادها ضعيف جدا .
فيه سعدان بن الوليد بياع السابرى([1]) جهله الهيثمى فقال فى المجمع([2]) " ولم أعرفه " ونقلها عنها السيوطى([3]) .
قلت : ولم أقف له على ترجمته ، و لم يعرفه الهيثمى ، فهو مجهول ، فكأنما يشير إلى إعلال الحديث به - والله أعلم - ثم قال وبقية رجاله ثقات ، وقال المتقى الهندى سنده حسن ! .
قلت : وهذا فيه نظر ففيه الحسن بن بشر هو بن سلم - سَلْم بفتح المهملة وسكون اللام - بن المسيب الهمدانى البَجلى ([4]) - بفتح الموحدة نسبة إلى بجيلة رهط من سليم أبو الحسن([5]) - ، أبو على الكوفى ، ذكره ابن حبان فى ثقاته([6]) قال أحمد ماأرى به بأساً فى نفسه روى عن زهير أشياء مناكير ، قال أبو حاتم صدوق ، وقال النسائى ليس بقوى ، وقال ابن خراش منكر الحديث ، وقال الذهبى تردد فيه أحمد بن حنبل.
قلت : وسكتَ عنه .
وقال الحافظ ابن حجر صدوق يخطئ ، وقال ابن عدى بعد أن ساق له أحاديث ، وله أحاديث ليست بالكثير ، وأحاديثه يقرب بعضها من بعض ويحمل بعضها على بعض ، وليس هو بمنكر
الحديث([7]) ، وقد أورده ابن عبد البر فى الاستيعاب([8]) ، وأورده عنه الذهبى فى السير ، وقال هذا غريب([9])
قلت : ولما ظهر أنه يخطئ ، فصار تفرد مثله ليس بمحتمل وقد انفرد بهذه الرواية كما نص على ذلك الطبرانى بعد أن ساق هذا الحديث بقوله " تفرد بها الحسن بن بشر " ، ومما زاد الطين بلة ، هو تفرد سعدان بن الوليد عنه به ، كما نص المصنف عليه بقوله " لم يرو هذه الأحاديث عن عطاء إلا سعدان بن الوليد " فكيف حسنه صاحب كنز العمال !
وقد انفرد بالرواية مجهول عن ممن لا يحتمل لمثله التفرد ، وانفرد بها هو الآخر !!
يُتبع قريباً إن شاء الله
ثانيا:رواية أنس .
أخرجها الطبرانى فى المعجم الكبير(24/35/ح20892) و المعجم الأوسط(1/67/ح189) وعنه أبو نعيم فى الحلية (3/121) و معرفة الصحابة (6/3408/ح7782) – ولم يذكر متنه بل أحال على حديث ابن عباس – وعنه ابن الجوزى فى العلل المتناهية (10/270/ح433) جميعا من طرق عن أحمد بن حماد بن زغبة ثنا روح بن صلاح ثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال :
: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلس عند رأسها فقال : رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيباوتطعميني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ثم أمر أن تغسل ثلاثا فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه و سلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فاضطجع فيه ثم قال : الله الذي يحيي ويميت وهو حي لايموت أغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين وكبر عليها أربعا وادخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم .
قلت : هذا إسناد ضعيف ، فيه روح بن صلاح هو أبو الحارث روح بن صلاح بن سيابة بن عمرو بن أوس بن جحدم بن الحارث بن مالك بن كعب الحارثي المذحجي المصري([10])، ذكره ابن حبان فى الثقات([11]) ووثقه الحاكم([12]) ، و حكى ابن ماكولا ضعفه([13]) وضعفه ابن عدى([14]) و قال ولروح أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة والليث بن سعد ويحى بن أيوب وحيوة وغيرهم ، وفى بعض حديثه نكرة ، وضعفه الدارقطنى([15]) وسكت عنه الذهبى ([16])
و قال الحاكم سمعت أبا طالب قال لى أخو ميمون واسمه أحمد بن محمد بن زكريا أبو بكر البغدادى أقام بمصر ، إتفقنا على أن لا نكتب بمصر حديث ثلاثة علي بن الحسن السامي وروح بن صلاح وعبد المنعم بن بشير ثم قال لي أبو الحسن وروح بن الصلاح يقال له روح بن سيابة هو مصري وكذا عبد المنعم مصري و علي بن الحسن مصري([17]) ، وقال ابن منده([18]) صاحب مناكير
قلت والعجب العجاب ممن صحح الحديث أو حسنه ، معتمداً على توثيق الحاكم وابن حبان – مع العلم المسبق بتساهلهم فى التوثيق([19]) ، بل ولا يذكر من جرحه ، هذا عين التدليس – .
وأقول : إن من صحح الرواية معتمداً على توثيق ابن حبان فقد وقع فى غلط عظيم وتناقض بَيِّن وذلك من وجهين ، الأول أنه عول على توثيقه أغفل – أو تغافل - تجريح غيره له، والثانى أن عبارة ابن حبان فى كتابه لها توجيه يرد زعم المصححين فقد قال رحمه الله "روح بن صلاح من أهل مصر روى عن ........ وأهل مصر " وهذه الرواية يرويها عن الثورى وهو كوفى ، فهذا أمر غريب ، لذلك قال أبو نعيم بعد ذكره " غريب " ، ثم هناك علة أخرى فى هذا الإسناد وهو تفرد مثل روح بالرواية عن الثورى بمثل هذا الحديث كما نص عليه الطبرانى فى الأوسط وكذلك أبو نعيم فى الحلية ، وتفرد مثله ليس بمحتمل ، فأين من سمع منه ممن اشتهروا بالرواية عنه ، أغفلوا تلك الرواية ؟!
وقال الهيثمى([11])رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح
قلت : وهذا فيه نظر ، فأحمد بن حماد بن زغبة ليس من رجال الصحيح .
أحمد بن عبد المولى آل عثمان القطعانى
[1] السابرى هو الثياب الرقاق وهو من أجود الثياب ويُرغَبُ فيه بأدنى عرْض وفي حديث حبيب بن أَبي ثابت رأَيْت على ابن عباس ثوباً سابِرِيّاً أَسْتَشِفُّ ما وراءه .ا هـ ( لسان العرب "4/340" بتصرف يسير ) .
[2] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9/210/15400) .
[3] ونقلها عنه السيوطى فى جامع الجوامع ( ويسمى بالجامع الكبير أيضاً) (1/9569/ح3353) .
[4] التاريخ الكبير للبخارى (2/287/ت2496) قال أراه بجلياً .
[5] تقريب التهذيب (1214)
[6] الثقات لابن حبان (8/169/ت12798)
[7] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم (3/3/ت10)،الكاشف(1/321/ت1013)،الكامل لابن عدى(2/320/ت451) ، المغنى (1/74/ت1382) ،ميزان الاعتدال(1/481/ت1822)،التقريب(1214)،تهذيب التهذيب(8/130/ت473)تهذيب الكمال (6/58/ت1204) .
[8] (2/112)
[9] (3/10/ت17)
[10] الأسماء والكنى للحاكم (3/147/ت1637)
[11] الثقات (8/244/ت13240)
[12] ميزان الاعتدال (2/58/ت2801)
[13] الإكمال (5/15)
[14] الكامل فى الضعفاء لابن عدى (3/146/ت667)
[15] المؤتلف والمختلف (2/77)
[16] المغنى فى الضعفاء للذهبى (1/111/2139) ، ميزان الإعتدال (2/58/2801)
[17] سؤالات البرقانى الصغير (صـ5 / ت رقم 20)
[18] فتح الباب فى الكنى والألقاب لابن منده (صـ229)
[19] ابن حبان عليه رحمة الله كثيراً ما يوثق المجهولين ! حتى اللذين يصرح هو بنفسه أنه لا يدرى من هو ولا من أبوه ! ، ونص ابن عبد االهادى فى الصارم المنكى تساهلهما(1/6) و(1/103) .