مشاهدة النسخة كاملة : شبهات الملحدين و المستشرقين علي الإسلام و الرد عليها
الصفحات :
1
2
3
4
5
[
6]
7
8
9
10
11
Miss Invisible
2011-10-28, 05:01 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة خمسة و عشرون (125):
- يقول نبيكم إن الأمراض تكفير للذنوب, فما بال الأطفال؟ هل يذنبون حتى يصابوا بالمرض؟ وما ذنب الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية؟
الرد:
- أولاً: لقد مر بنا فى الرد على الشبهة رقم (9) أن كلمة (عيب خلقى) لا تصح, لأنها اتهام لله سبحانه وتعالى بالعيب فى صنعته.
ثانياً: إن مرض الطفل, أو ولادته مُعوَّقاً, فى ميزان حسناته يوم القيامة, وتكفير لذنوب والديه, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة فى نفسه, وولده, وماله, حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:5815] والله سبحانه وتعالى {لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء:40] فلن يضيع أجر هذا الطفل, فهو الذى لا يضيع حتى أجر الكافر, ولكنه يعجِّل أجره فى الدنيا من مال, وولد, وصحة, وشُهرة... إلى غير ذلك, قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ{15} أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود:15-16] وقال: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى:20] وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة, يُعطَى عليها فى الدنيا, ويُثاب عليها فى الآخرة, وأما الكافر فيُطعَم بحسناته فى الدنيا, حتى إذا أفضى إلى الآخرة, لم تكن له حسنة يُعطَى بها خيراً)) [صحيح الجامع:1853] والأمراض مفيدة للطفل فى تقوية جهازه المناعى, وتأهيله لمواجهة مصاعب الحياة من مرض وغيره, وقد يكون مرض الإنسان فى صغره, أو إعاقته الخِلْقية, مما يخفف عنه عقوبة ذنوبه عند كبره, بمعنى أنه إذا كبر وعمل ذنوباً تستوجب المؤاخذة عليها, فربما خفف الله عنه بهذه الأمراض والتشوهات التى أصابته فى الصغر, لأن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بعبده الخير عجَّل له العقوبة فى الدنيا, كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أراد الله بعبده الخير, عجَّل له العقوبة فى الدنيا, وإذا أراد بعبده الشر, أمسك عنه بذنبه, حتى يُوافَى به يوم القيامة)) [صحيح الجامع:308] وربما منعته هذه الإعاقة عن بعض المعاصى, وكانت سبباً فى تقربه لله سبحانه وتعالى, فكان ذلك خيراً له, وربما عوضه الله مَلَكات أخرى خيراً مما فقدها, وربما كانت حافزاً له على العلم والتفوق, وهذا الأمر مُشاهد فى كثير ممن أصيبوا بأمراض خِلْقية, فنبغوا فى علوم شتى, لأن إصابتهم أقعدتهم عن اللهو واللعب, وجعلتهم يتفرغون للمذاكرة والعلم والبحث, وأزْكَت فيهم رغبة التحدى والتميُّز على غيرهم من الأسْوياء. وكذلك فإن التشوهات الخلقية, والأمراض التى تصيب الأطفال, تحفِّز العلماء على الأبحاث والفحوصات والتحاليل, ودراسة هذه الأمراض, وكيفية الوقاية منها, وطرق علاجها, فتتقدم بذلك العلوم, وتزداد خبرة العلماء, ولو كان الأطفال كلهم يولدون على هيئة واحدة لا تتغير, لقال الملحدون إنها الطبيعة, وكأنه (أكلاشيه) يطبع نُسَخاً متشابهة, أو لقالوا إن الله ليست له طلاقة القدرة على التغيير. ولو لم تأتهم الأمراض, لَمَا وُجِدَ طب الأطفال, وجراحة الأطفال, وغير ذلك, ولكان عدم إصابتهم بالأمراض أمراً محيِّراً, إذ كيف يصاب الكبار بالبكتيريا (مثلاً) أو الفيروسات, أو الحوادث, أو غير ذلك, ولا يصاب الصغار؟ أمّا الذين يموتون وهم صغار, فربما لو عاشوا لفسدوا, أو أفسدوا فى الأرض, وأصبحوا من أهل النار, فحين يقبضهم الله فى الصغر, فهذا رحمة بهم, وبمن حولهم, مثل الولد الذى قتله الخضِر, ووردت قصته فى سورة (الكهف) وأطفال المسلمين فى الجنة, يسرحون فيها حيث شاءوا (والجمهور على أن أطفال الكفار أيضاً فى الجنة) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صغاركم دعاميص الجنة, يتلَّقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه, فلا ينتهى حتى يدخله الله وأباه الجنة)) [صحيح الجامع:3764] (الدعموص) قيل إنه نوع من السمك الصغير كثير الحركة, أو هو الزوّار للملوك, الذى يدخل ويخرج من عندهم كما يشاء, بغير إذن ولا حاجب يحجبه, وقد شبّه بذلك الأطفال لكثرة دخولهم وخروجهم ولعبهم فى الجنة.
والذين يشفقون على الأطفال من الأمراض, عندهم فى كتابهم المقدس ما هو أشد من ذلك, وهو أكل الآباء والأمهات لأولادهم فى الحصار, كما ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة رقم (148) وعندهم أيضاً:
تُجازَى السامرة لأنها قد تمرَّدت على إلهها. بالسيف يسقطون. تُحَطَّم أطفالهم والحوامل تُشَق (هوشع13: 16) نلاحظ شق بطون الحوامل, كما فعل الصِّرب بمسلمى البوسنة.
طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة (مزمور137: 9)
فتحطِّم القِسِىّ الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن. لا تشفق عيونهم على الأولاد. (إشعياء13: 18)
حتى الحيوانات لم يرحمها الكتاب المقدس, إذ يقول: وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. فطلب إليه كل الشياطين قائلين أَرسِلنا إلى الخنازير لندخل فيها. فأذِنَ لهم يسوع للوقت. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت فى الخنازير. فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر. وكان نحو ألفين. فاختنق فى البحر. (مرقس5: 11-13) ونحن نتساءل: ما ذنب الخنازير؟ ألم يستطع معبودكم أن يخرج الشياطين من الرجل الممسوس دون أن يدخلها فى هذه الخنازير؟ ثم ما ذنب صاحبها؟ أليس هذا إضراراً بثروته؟ وما تأثير ذلك على الاقتصاد العام؟ وماذا تقول جمعية الرفق بالحيوان عن هذا التصرف؟, والله أعلم.
الشبهة المائة ستة و عشرون (126):
- كيف يدَّعى القرآن أن نبيكم على خُلُق عظيم, فى حين أنه عبس فى وجه الرجل الأعمى الفقير عبد الله بن أم مكتوم؟
الرد:
- إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أعظم الناس خُلُقا, حقاً, وصدقاً, ويقيناً, كما وصفه ربنا تبارك وتعالى, وعُبوسُه فى وجه عبد الله بن أم مكتوم - رضي الله عنه - كان لحرصه الشديد على هداية قومه, وعلى السّادة منهم, لأنهم لو أسلموا لاتبعهم الكثير والكثير, لشرفهم فى قومهم, وكثرة أتباعهم من الزوجات والأولاد والعبيد, والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم ينهر عبد الله, ولم يسبّه, ولم يأمر أحداً بإخراجه من عنده, بل غاية ما فعله أنه عبس, لأن عبد الله قطع عليه الكلام, وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يَوَدّ أن ينتظره حتى يكمل حديثه, فإن الإنسان حين يكظم غيظه يظهر على وجهه بعض العبوس, ولا يستطيع إخفاءه كُليَّة, وعُبوس الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن احتقاراً له, فهو الذى جعله يؤذن لصلاة الفجر, فقال: ((إن بلالاً يؤذِّن بليل, فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)) [متفق عليه] ولو كان النبى - صلى الله عليه وسلم - هو الذى ألَّف القرآن - كما يدَّعى المغرضون - لَمَا أخبرنا عن هذا العبوس, ولو أنه قصَّر فى تبليغ آيات الله, أو حذف شيئاً منها, لحذف هذه الآية.
والذين يعتبرون مجرد عبوس الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى وجه الأعمى الذى لا يراه ينافى حُسْن الخلق, ماذا يقولون عن سَبّ معبودهم لتلاميذه ومحبِّيه؟ فقد جاء فى كتابهم المقدس: فالتفت وقال يا بطرس اذهب عنى يا شيطان. أنت مَعثرَة لى (متى16: 23) مع العلم أن (بطرس) مُعظَّم عندهم بنَصّ كتابهم الذى قال: وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات. وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً فى السموات. (متى16: 18-19), والله أعلم.
الشبهة المائة سبعة و عشرون (127):
- تقولون إن نبيكم كان متواضعاً, وأنه كان يعطف على الفقراء والمساكين, ثم ينفى القرآن صفة التواضع عنه, فيقول: {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام:52] وها هو يطردهم يريد زينة الحياة الدنيا {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف:28]
الرد:
- إن ما حدث هو أن بعض السادة من المشركين طلبوا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل لهم يوماً يستمعون فيه إلى حديثه, ويجعل للفقراء والعبيد يوماً, فقد كان هناك تفاوت طبقى رهيب بين السادة والعبيد, فلما رأى السادة من المشركين أن بلالاً وصُهَيباً وخبّاب ابن الأَرَت, وغيرهم من العبيد, يجلسون بجوار أبى بكر وعمر وعثمان, وغيرهم من وُجهاء القوم من المسلمين - رضى الله عنهم أجمعين - لم يعجبهم هذا الأمر, وقالوا له: (أتُجْلِسُنا بجوار هؤلاء العبيد؟ إن رائحتهم تؤذينا, فإن أردتَ أن نسمع منك, فاجعل لنا يوماً ولهم يوماً) وذلك (بمنطق المتكبرين) كما لو أردتَ أن تجلس جُندياً بجانب لِواء, أو عامل نظافة بجانب وزير, والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان حريصاً كل الحرص على هداية الناس أجمعين, فهو الذى رأى النار وأهلها بعينيه ليلة المعراج, وهو الذى قال: ((والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً, وما تلذذتم بالنساء على الفُرُش, ولخرجتم إلى الصَعُدات تجأرون إلى الله)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:2449] فالرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يجبهم إلى طلبهم, ولكنه فكر فيه مجرد تفكير, ولم يكن ذلك لمصلحته الشخصية, ولكن حرصاً على هدايتهم كما قلنا, فقد كان حزيناً عليهم أشد الحزن, لدرجة أن حزنه عليهم كاد يقتله, كما قال له ربنا تبارك وتعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء:3] وقال: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} [الكهف:6] فمجرد تفكيره هذا لم يُرضِ الله عز وجل, فأنزل عليه هذه الآيات لئلا يجيبهم إلى ما طلبوه, فإن الميزان عند الله سبحانه وتعالى بالتقوى والعمل الصالح, وليس بالجاه أو المال أو الولد, قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] وقال: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ:37] وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى لا ينظر إلى صُوَركم وأموالكم, ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) [صحيح الجامع:1862] فهو سيّد المتواضعين, صلوات ربى وسلامه عليه, وهو الذى رأته امرأة ذات مرة يأكل وهو جالس القُرفُصاء, فقالت: إنه يجلس جِلسة العبد (لأن العبد يجلس هذه الجلسة ليكون مستعداً للقيام بسرعة إذا طلب منه سيده أى شىء) فقال: ((آكُل كما يأكل العبد, وأجلس كما يجلس العبد, فإنما أنا عبد)) [مصنف عبد الرزاق, أخرجه الألبانى فى السلسلة الصحيحة برقم441], أما قوله تعالى: {تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فهو لِلَفت نظره أن هذا فعل من يريدون زينة الحياة الدنيا, لئلا يكون مثلهم, كما أن أى توجيه للرسول - صلى الله عليه وسلم - هو توجيه لأمَّته من باب أوْلى.
إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يثبت عنه قط أنه طرد أحداً من المسلمين, ولو كان أفقر الفقراء, حتى ولا أحداً ممن عُرِفوا بالنفاق, أين هذا مما جاء فى كتابكم المقدس, من وصف معبودكم للمرأة التى استنجدت به بالكلاب؟ وها هو الدليل:
ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحى صور وصيداء. وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمنى يا سيد يا ابن داود. ابنتى مجنونة جداً. فلم يُجِبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا. فأجاب وقال لم أُرسَل إلا إلى خِراف بيت إسرائيل الضالَّة. فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعِنِّى. فأجاب وقال ليس حسناً أن يؤخذ خُبز البنين ويُطرَح للكلاب. فقالت نعم يا سيد. والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذى يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيمٌ إيمانُكِ. ليكن لك كما تريدين. فشُفِيَت ابنتها من تلك الساعة (متى15: 21-28) وقد أمر تلاميذه ألا يسلِّموا على أحد فى الطريق, فقال: ولا تسلِّموا على أحد فى الطريق (لوقا10: 4) أين هذا من قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله أىّ الإسلام خير: ((تُطعِم الطعام, وتقرأ السلام على من عرفتَ ومن لم تعرف)) [متفق عليه], والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
ان شاء الله
Miss Invisible
2011-10-28, 05:17 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة ثمانية و عشرون (128):
- إن نبيكم كان قاطع طريق, ألا ترون ما فعله هو وأصحابه من الخروج لقطع الطريق على قافلة أبى سفيان؟
الرد:
- إن ما فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضوان الله عليهم -لم يكن قطعاً للطريق - وإن بدا ذلك فى ظاهر الأمر - لأن المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم, فراراً بدينهم من تعذيب المشركين لهم, ولم يكتفِ المشركون بذلك, بل إنهم استولوا على تلك الأموال والديار وباعوها, حتى بيت النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يَنجُ من سَطْوِهم, وقصة صهيب الرومى - رضي الله عنه - معروفة, حين منعوه من الهجرة, إلا أن يترك لهم جميع أمواله, فتركها وهاجر إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلما رآه الرسول قال له: ((رَبِحَ البيع أبا يحيى, ربح البيع أبا يحيى)) فهل إذا سطا عليك أحد, وأخذ منك جميع ما تملك, ثم وجدتَ فرصة لاسترداد بعض ما أخذه منك, أيكون هذا قطعاً للطريق؟
وإننا لنتعجب ممن يلصقون التُّهَم بأشرف الخلق أجمعين, صلوات ربى وسلامه عليه إلى يوم الدين, ويخفون ما جاء فى كتابهم المقدس من قتل الأطفال والشيوخ, وحرق الْمُدُن, وخطف النساء والاعتداء عليهن, لدرجة اتهام سيدنا داود - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - بخطف امرأة من زوجها, وها هى الأدلة:
كل من وُجِدَ يُطعَن وكل من انحاش يسقط بالسيف. وتُحَطَّم أطفالهم أمام عيونهم وتُنهَب بيوتهم وتُفضَح نساؤهم (إشعياء13: 15-16)
وأوصوا بنى بنيامين قائلين امضوا واكْمنوا فى الكروم. وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليَدُرنَ فى الرقص فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا إلى أرض بنيامين. (قضاة21: 20-21)
فضرب يشوع كل أرض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وكل ملوكها. لم يُبْقِ شارداً بل حَرَّم كل نَسَمَة كما أمر الرب إله إسرائيل. (يشوع10: 40)
ويكون عند أخذكم المدينة أنكم تضرمون المدينة بالنار. كقول الرب تفعلون. انظروا. قد أوصيتكم. (يشوع8: 8)
فأرسل أبنير من فوره رُسُلاً إلى داود قائلاً لمن هى الأرض. يقولون اقطع عهدك معى وهُوَذا يدى معك لردّ جميع إسرائيل إليك. فقال حسناً. أنا أقطع معك عهداً إلا إنى أطلبُ منك أمراً واحداً وهو أن لا ترى وجهى ما لم تأتِ أولاً بميكال بنت شاول حين تأتى لترى وجهى. وأرسل داود رُسُلاً إلى أيشبوشث بن شاول يقول أعطنى امرأتى ميكال التى خطبتها لنفسى بمئة غُلفَة من الفلسطينيين. فأرسل أيشبوشث وأخذها من عند رَجُلِها من فلطيئيل بن لايش. وكان رَجُلُها يسير معها ويبكى وراءها إلى بحوريم. فقال له أبنير اذهب. ارْجِعْ. فَرَجَعَ (صموئيل الثانى3: 12-16) والدليل عل أن كلمة (رَجُلِها) تعنى (زوجها) ما جاء فى الكتاب المقدس عن السيدة حواء, حيث قال: فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهيَّة للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل. (تكوين3: 6), والله أعلم.
الشبهة المائة تسعة و عشرون (129):
- إن ربكم قد أخرج نبيكم من حِنثه فى اليمين كما تخرج الشعرة من العجين, وذلك حين قال له: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم:2]
الرد:
- إن هذا تيسير على الأمة كلها, ورفع الحرج عنها, وليس خاصاً بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وحده, فهل قالت الآية (قد فرض الله لك تَحِلَّة أيمانِك) أم قالت: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}؟ وتَحِلَّة الأيْمان قد ذكرها الله سبحانه وتعالى فى قوله: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:89] ففى هذه الآية الكريمة رفع للحرج عن المؤمنين من جهة, والتوسعة عليهم من جهة أخرى, أمّا رفع الحرج فقد وضحه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى قوله: ((من حلف على يمين, فرأى غيرها خيراً منها, فليأتِ الذى هو خير, وليكفِّر عن يمينه)) [صحيح مسلم] وأما التوسعة على المؤمنين, ففى طريقة التكفير عن اليمين, فهى إما بإطعام المساكين, أو كسوتهم, أو تحرير رقبة, وهذا فيه النفع لفقراء الأمة ورَقيقِها, ومن لم يستطع الإطعام أو الكسوة أو العتق, فليَصُم ثلاثة أيام, وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه, وهذا الأمر ليس قاصراً على كفارة اليمين, بل إن معظم الكفارات قائمة على نفع المخلوقين بالصدقة والعتق والإطعام والكسوة, أكثر من القيام بالعبادة المحضة, التى لا يعود نفعها إلا على فاعلها, كالصلاة والصيام. وآية كفارة اليمين نزلت قبل أن يحرم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على نفسه العسل, فلم تنزل له خاصة, بل هى للمؤمنين عامة.
وقد جاء فى الكتاب المقدس - ليس فقط سهولة كفارة اليمين - بل سهولة كفارة القتل, إذ يقول:
إذا وُجِدَ قتيل فى الأرض التى يعطيك الرب إلهك لتمتلكها واقعاً فى الحقل لا يُعلَم من قَتَلَهُ يخرج شيوخك وقُضاتُك ويقيسون إلى الْمُدُن التى حول القتيل. فالمدينة القُرْبى من القتيل يأخذ شيوخ تلك المدينة عِجْلة من البقر لم يُحرَث عليها لم تَجُرَّ بالنِّير وينحدر شيوخ تلك المدينة بالعِجْلَة إلى وادٍ دائم السَّيَلان لم يُحرَث فيه ولم يُزرَع ويكسرون عُنُق العِجْلة فى الوادى... ويغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من القتيل أيديهم على العِجْلة المكسورة العُنُق فى الوادى ويُصرِّحون ويقولون أيدينا لم تسفِك هذا الدم وأعيننا لم تُبصِر. اغفِر لشعبكِ إسرائيل الذى فديتَ يا رب ولا تجعل دم برى فى وسط شعبكَ إسرائيل. فيُغفَر لهم الدم. فتنزعُ الدم البرى من وسَطِك إذا عملتَ الصالح فى عَيْنى الرب (تثنية21: 1-9) ونحن نتساءل: ما ذنب العِجْلة أن يُكسَر عُنُقها؟ ألا كان يكفى أن يُقْسِموا أنهم لم يقتلوه؟, والله أعلم.
الشبهة المائة و الثلاثون (130):
- إن ميلاد محمد ليس فيه أى خارقة كميلاد عيسى وموسى, فأما عيسى فقصته معلومة, وأما موسى فقد وُلِدَ فى عام الذبح, ولكنه لم يُذبَح, بل تربَّى فى قصر فرعون, فلو كان شأن نبيكم عظيماً - كما تدَّعون - لكان لولادته شأن عظيم أيضاً.
الرد:
- إن هذا من باب الأسئلة الطفولية, التى نضطر أن نجيب عليها, حتى لا يُقال إننا هربنا منها, ونجيبكم بسؤالكم: هل تؤمنون بنبى الله إبراهيم, أم أنكم لا تؤمنون به؟ بالطبع ستكون إجابتكم أن نعم, فنسألكم: هل حدثت فى ولادته أى خارقة, أو أى شىء غير طبيعى؟ وهل كانت فى ولادة نوح, أو إدريس, أو إسحاق, أو يعقوب, أو هارون, أو أى نبى من أنبياء بنى إسرائيل - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - أى خارقة؟ ثم من قال: إن ولادة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لم تكن فيها معجزات؟ لقد كانت هناك معجزات كثيرة, ولكننا لا نعوِّل عليها, لأنها مضت, فربما جحدها الجاحدون, ولأن المعجزة الأهم والأبقى هى معجزة القرآن, ومن هذه المعجزات أن جميع الأصنام التى كانت فى الكعبة وقعت يوم ولادته, حتى (هُبَل) الذى كان أضخمها, وكان مُثبّتاً فى الأرض بالأوتاد وقع على وجهه. وغارت بحيرة (ساوا) التى كانت تُعبَد من دون الله, وسقطت كل الكنائس التى حولها. واهتز إيوان (كسرى) عظيم الفرس, وسقطت منه بعض الشُّرُفات, وأُطفِئَت نار المجوس التى مر عليها ألف عام وهى موقدة, وقد كان الفرس يعبدونها من دون الله, ولم تكن ناراً عادية, فقد كان لها معبد ضخم البنيان, ومصادر لتغذيتها بالوقود من الزيت والخشب, وكان لها دوريات تحرسها ليل نهار, فانطفأت فجأة, مما أثار تشاؤم كسرى, الذى كان يسمى (أنوشروان) وكاد يفتك بالجند الموكلين بحراستها, ولكنه سأل الكهنة والسحرة عن السبب فى هذا, فقالوا له: إن نبى العرب قد وُلِدَ. وقد نزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - شاخصاً ببصره إلى السماء, واضعاً كفّيه على الأرض, كأنه ساجد لله تعالى, ولم تشعر أمه بحمله ولا ولادته, مما جعلها تقول: (حملته خِفّاً ووضعته خِفّاً) وقد حدثت هذه الأشياء كلها كإشارة إلى التوحيد الذى جاء به هذا النبى الخاتم - صلى الله عليه وسلم -, والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
ان شاء الله
Miss Invisible
2011-10-29, 08:22 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة واحد و ثلاثون (131):
- يقول نبيكم: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة: المصوِّرون, يقال لهم: أحيوا ما خلقتم)) [مسند أحمد, صحيح الجامع:999] فلو كان محمد مرسلاً من عند الله, لَمَا حرَّم عملاً رائعاً تقوم عليه حضارة الدنيا الآن, وهو ضرورة حتمية من ضرورات الحياة الحديثة, مثل تحقيق الشخصية, وتعليم الطب والجراحة, وعالم الحيوان والبحار... إلخ, ونحن نرى شيوخ الإسلام فى الفضائيات, فهل تعتبرونهم عُصاة؟ حقاً.. إنه لأمر مضحك.
الرد:
- إن هذا فهم خاطئ لكلمة (صورة) فكلمة (صورة) تعنى تمثالاً أو صنماً, أى ما له ظِل, وبناءً على ذلك, فالمقصودون فى الحديث الشريف هم صناع التماثيل, أو النحّاتون, لأنهم يحاولون تقليد صنع الله, وهى مَدْعاة لتعظيمها وعبادتها من دون الله, ولذلك يقال لهم يوم القيامة: ((أحيوا ما خلقتم)) إذن فالحديث لا يمنع تطور العلم, لأنه لا يمنع هذه الصور التى قصدها السائل, فالذى سأل عنه هو التصوير الفوتوغرافى, الذى لم يكن موجوداً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, وهو ليس بتصوير حقيقى, ولكنه نقل للصورة عن طريق آلة التصوير, ولا يحتاج لأى مهارة, فلو وقع طائر - مثلاً - على زِر التقاط الصورة لصوَّرها, ولو ضغط على الزر طفل لصورها, إذن فهو ليس محاولة لتقليد خلق الله, ولم يحرمه فقهاء المسلمين, طالما أن له نفعاً وضرورة, أما إذا استُخدِم فى تصوير محرَّم, فيكون محرَّماً (رياض الصالحين بشرح ابن العثيمين, الجزء الرابع: ص240-242) وحتى التماثيل, لو أن هناك ضرورة لصنعها, فقد أباحها العلماء, بشرط ألا تكون على هيئة يحيا عليها الإنسان أو الحيوان, أى أنها لا تكون كاملة, فيقطعون رءوسها – مثلاً - أو يصنعون يداً أو قدماً, كعلاج لبتر الأطراف, أو غير ذلك مما تدعو إليه الحاجة. وكذلك فإن لعب الأطفال مباحة, لأنها تهان, ولكنها لا تُكَرَّم بوضعها على مكان عالٍ, أو بأى طريقة, وبشرط ألا يُبَالغ فى مضاهاتها لصنع الله جل وعلا. إن من أسماء الله تعالى (المصوِّر) فهل يصوِّر صُوَراً كهذه الصور الفوتوغرافية؟ أم أنه يخلق خلقاً متكاملاً؟ ومما يدل على هذا المعنى, قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران:6] وقوله: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [التغابن:3] فهل صوَّرنا فى أرحام أمهاتنا صوراً فوتوغرافية؟ أم أنه صورنا بمعنى أنه خلقنا فأحسن صورنا؟
وليس غريباً على من يصنعون التماثيل للفئران والبواسير أن ينكروا علينا تحريم التماثيل, فقد جاء فى كتابهم المقدس:
واصنعوا تماثيل بواسيركم وتماثيل فيرانكم التى تفسد الأرض واعطوا إله اسرائيل مجداً لعله يخفف يده عنكم وعن آلهتكم وعن أرضكم (صموئيل الأول6: 5)
ووضعوا تابوت الرب على العجلة مع الصندوق وفيران الذهب وتماثيل بواسيرهم (صموئيل الأول6: 11)
وهذه هى بواسير الذهب التى ردها الفلسطينيون قُربان إثم للرب. (صموئيل الأول6: 17)
فقالوا وما هو قربان الإثم الذى نردّه له. فقالوا حسب عدد أقطاب الفلسطينيين خمسة بواسير من ذهب وخمسة فيران من ذهب. لأن الضربة واحدة عليكم جميعاً وعلى أقطابكم (صموئيل الأول6: 4) وحتى لا يظن أحد - من دهشته - أن البواسير ربما كان لها معنى آخر عندهم, فليرجع إلى الإصحاح الذى قبله. ولكن مع هذا فقد حرم كتابهم المقدس التماثيل فى موضع آخر, فقال: ملعون الإنسان الذى يصنع تمثالاً منحوتاً أو مسبوكاً رِجساً لدى الرب عَمَلَ يَدْىّ نحّات ويضعه فى الخفاء. ويجيب جميع الشعب ويقولون آمين. (تثنية27: 15), والله أعلم.
الشبهة المائة اثنان و ثلاثون (132):
- إن الإدمان مرض يعانى منه كثير من الشعوب, وتقام لعلاجه المصحات, ولكن نبيكم بدلاً من أن يعالج المدمنين يأمر بقتلهم, مع أنهم كانوا يشربون الخمر قبل الإسلام شربهم للماء, فيقول: ((من شرب الخمر فاجلدوه, فإن عاد الثانية فاجلدوه, فإن عاد الثالثة فاجلدوه, فإن عاد الرابعة فاقتلوه)) [صحيح الجامع:6309] فهل هذا {رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}؟
الرد:
- إن المستدل بالحديث ليس عنده علم, ولكنه تلقّفه ليطعن فى الرسول - صلى الله عليه وسلم -, فبالرغم من صحة الحديث, إلا أنه منسوخ, لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عُرِضَ عليه الذى شرب الخمر أكثر من ثلاث مرات فلم يقتله, فكان فعله نسخاً لقوله, وهذا من رحمته - صلى الله عليه وسلم -, حتى إن رجلاً لعن شارب الخمر الذى أقيم عليه الحد عدة مرات, فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تلعنوه, فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله)) [صحيح البخارى] فلم يقتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مدمناً قط, ولم يقتل بعده أحد من الخلفاء الراشدين أى مدمن. والسائل يعلم أن التاريخ كله لم يعرف نجاح أحد مثل نجاح سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فى القضاء على الخمر, حتى إن (برنارد شو) المفكر الانجليزى قال: (لو كان محمد عَلَى قيد الحياة لحل مشاكل البشرية كلها وهو يشرب فنجاناً من القهوة) ولما سُئِلَ عن هذه المقولة قال: (إن محمداً استطاع أن يحرم الخمر على أمة عاشقة للخمر, ولكن العالم المتحضر كله لا يزال يعانى من مشكلة إدمان الخمور, ولم تفلح معهم أى قوانين) ويكفى السائل أن يعلم أن حوادث السيارات المترتبة على شرب الخمر فى أمريكا وأوربا تفوق قتلى الحربين العالميتين الأولى والثانية, بل وكل الحروب على مر السنين, فأين هى معاجتهم؟
وسبحان الله! إنهم يعيبون علينا حديثاً منسوخاً لم يعمل به أحد, وينسَون أن عقوبة شارب الخمر عندهم الرجم بالحجارة حتى الموت, وهذا نَصّ ما جاء فى كتابهم المقدس:
إذا كان لرجل ابن معاند ومارد لا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه ويؤدّبانه فلا يسمع لهما. يمسكه أبوه وأمه ويأتيان به الى شيوخ مدينته وإلى باب مكانه ويقولان لشيوخ مدينته. ابننا هذا معاند ومارد لا يسمع لقولنا وهو مسرف وسكِّير. فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت. فتنزع الشر من بينكم ويسمع كل إسرائيل ويخافون (تثنية21: 18-21) أما عقوبة الجلد التى يتأففون منها, ويتهموننا بالوحشية فى تطبيقها, فهى فى كتابهم المقدس, إذ يقول: إذا كانت خصومة بين أناس وتقدموا إلى القضاء ليقضى القضاة بينهم فليبرروا البارّ ويحكموا على المذنب. فإن كان المذنب مستوجب الضرب يطرحه القاضى ويجلدونه أمامه على قدر ذنبه بالعدد. (تثنية25: 1-2), والله أعلم.
الشبهة المائة ثلاثة و ثلاثون (133):
- إن محمداً ينصح أتباعه بشرب ألبان الإبل وأبوالها إذا اصابهم مرض الاستسقاء, أليس هذا أمراً مقززاً تشمئز منه النفوس؟ ثم ما دخل ألبان الإبل وأبوالها بالاستسقاء؟
الرد:
- إن السائل قد تعجب من هذا العلاج, ولم يذكر أن الذين وصف لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا الدواء قد صحَّت أبدانهم بعدما شربوها, ونقول له ولأمثاله: إن هذا الحديث غير مُلزِم, أى أنه ليس فرضاً على من أصيب بالاستسقاء أن يشرب ما تعافه نفسه, فقد أحلّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل الضَّب, ولكنه لم يأكله, وقال عنه: ((لم يكن بأرض قومى فأجدنى أعافه)) [متفق عليه] ولكن بعض المرضى لا يأنفون من هذا العلاج, لأنه أهون عليهم من المرض, وأيسر من التداوى بالحقن, وأرخص من الأدوية المكلفة, حيث أن العلاج ببديل الزُلال الناقص عندهم يتكلف آلافات الجنيهات. وقد أثبتت دراسة علمية أجرتها كلية (المختبرات الطبية) بجامعة (الجزيرة) بالسودان عن استخدامات قبيلة (البطانة) فى شرق السودان (بول الإبل) فى علاج بعض الأمراض, حيث أنهم يستخدمونه لعلاج الاستسقاء والحميات والجروح. وقد كشف البروفسور (أحمد عبد الله محمدانى) تفاصيل تلك الدراسة العلمية التطبيقية المذهلة داخل ندوة جامعة الجزيرة, حيث ذكر أن الدراسة استمرت 15 يوماً حيث اختير 25 مريضاً مصابين بمرض الاستسقاء, وكانت بطونهم منتفخة بشكل كبير قبل بداية التجربة العلاجية, وبدأت التجربة بإعطاء كل مريض يومياً جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطاً بألبانها, ليكون طعمه مستساغاً, وبعد 15 يوماً من بداية التجربة, أصابهم الذهول من النتيجة, إذ انخفضت بطونهم, وعادت لوضعها الطبيعى, وشفى جميع أفراد العيّنة من الاستسقاء, وتصادف - بقَدَر الله - وجود بروفسور انجليزى أصابه الذهول, وأشاد بالتجربة العلاجية. وقال البروفسور أحمد: أجرينا قبل الدراسة تشخيصاًً لكبد المرضى بالموجات الصوتية, فاكتشفنا أن كبد 15 من الـ25 مريضاً يحتوى (شمعاً) وبعضهم كان مصاباً بتليف فى الكبد, بسبب مرض البلهارسيا, وجميعهم استجابوا للعلاج بـ(بول الابل) وبعض أفراد العينة استمروا برغبتهم فى شرب جرعات بول الإبل يومياً, لمدة شهرين آخرين, وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم من تليف الكبد, وسط دهشتنا جميعاً.
ويخبرنا البروفسور أحمد عبد الله, عميد كلية المختبرات الطبية, عن تجربة علاجية أخرى عن طريق لبن الإبل, وهى تجربة قامت بها طالبة ماجستير بجامعة الجزيرة, لمعرفة أثر لبن الإبل على معدل السكر فى الدم, فاختارت عدداً من المتبرعين المصابين بمرض السكر, لإجراء التجربة العلمية, واستغرقت الدراسة سنة كاملة, حيث قسمت المتبرعين لفئتين: كانت تقدم للفئة الأولى جرعة من لبن الإبل, بمعدل نصف لتر يومياً شراباً على (الرِّيق) وحجبته عن الفئة الثانية, وجاءت النتيجة مذهلة بكل المقاييس, إذ أن نسبة السكر فى الدم انخفضت بدرجة ملحوظة وسط الفئة الأولى ممن شربوا لبن الإبل, عكس الفئة الثانية, وهكذا عكست التجربة العلمية لطالبة الماجستير مدى تأثير لبن الابل فى تخفيض أو علاج نسبة السكر فى الدم.
وأوضح د. أحمد المكونات الموجودة فى بول الإبل, حيث قال إنه يحتوى على كمية كبيرة من البوتاسيوم, يمكن أن تملأ جرادل, ويحتوى أيضاً على زلال بالجرامات, ومغنسيوم, إذ أن الإبل لا تشرب فى فصل الصيف سوى 4 مرات فقط, ومرة واحدة فى الشتاء, وهذا يجعلها تحتفظ بالماء فى جسمها, فالصوديوم يجعلها لاتدر البول كثيراً, لأنه يرجع الماء إلى الجسم. ومعروف أن مرض الاستسقاء إما نقص فى الزلال أو فى البوتاسيوم, وبول الإبل غنى بالاثنين معاً.
وجاء فى برنامج (نشرة الجزيرة الطبية) على قناة الجزيرة يوم 4/1/2007 أن الأطباء اكتشفوا فوائد كثيرة لأبوال الإبل, منها علاج بعض الأمراض, مثل الدمامل والجروح التى تظهر فى جسد الإنسان وشَعره, وأمراض الكبد والاستسقاء, واكتشفوا فيها أيضاً مادة مقاومة للخلايا السرطانية فى الدم, هذا فضلاً عما اكتشفوه من الفوائد الجَمَّة لألبان الإبل.
وقد جاء فى الكتاب المقدس أكْل العَذرة (الغائط) وشُرب بول الإنسان, إذ يقول:
فقال لهم ربشاقى هل إلى سيدك وإليك أرسلنى سيدى لكى أتكلم بهذا الكلام. أليس إلى الرجال الجالسين على السور ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم معكم. (الملوك الثانى18: 27)
وجاء فيه من المخالفات العلمية التى لا أصل لها فى (عدد5: 11-32) أن الرجل إذا شك فى خيانة امرأته يأخذها للكاهن فتعرِّى رأسها أمامه, فيسقيها ماء اللعنة, وهو ماء مخلوط بالتراب, فإن كانت خائنة ورم بطنها وشُلّ فخذها. ونحن نتساءل: هل شرب الماء المخلوط بالتراب يحدث بالبطن ورماً؟ وبالفخذ شللاً؟ وهل للتراب دخل فى الأعمال, فيصيب الخائنة دون غيرها؟ وكيف الحال لو أن هذا التراب كان مُلوَّثاً بالجراثيم وغيرها؟, والله أعلم.
يتبع
Miss Invisible
2011-10-29, 08:28 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة اربعة و ثلاثون (134):
- يقول نبيكم: ((الدنيا سجن المؤمن, وجنة الكافر)) [صحيح مسلم] وهذا لا يتناسب مع الواقع الذى نعيشه, فعلى سبيل المثال دول الخليج المسلمة, بالمقارنة مع الدول البوذية الْمُعدَمة, أين هى جنة البوذيين, وسجن المؤمنين؟
الرد:
- إن ما فيه المؤمنون من هذا النعيم, لا يساوى شيئاً بالنسبة لما أعدَّه الله لهم من النعيم المقيم, وما فيه الكافرون من الفقر والمرض, يعتبر جنة بالمقارنة لما ينتظرهم من العذاب الأليم. كذلك فإن القيود التى يتقيد بها المسلم من الأوامر والنواهى تجعله (بالنسبة للآخرة) وكأنه فى سجن, وانطلاق الكافر فى ملذاته وشهواته تجعل الدنيا جنته, والله أعلم.
الشبهة المائة خمسة و ثلاثون (135):
- يقول نبيكم: ((بيت لا تَمْرَ فيه جياع أهله)) [صحيح مسلم] ما هذا يا مسلمون؟ أيكون الأغنياء جياعاً إن لم يكن عندهم تمر؟ إن هذا لمضحك حقاً!
الرد:
- إن التمر من أفضل الثمار المفيدة للإنسان على مر الأزمان, وقد كان التمر أغلب قوت بلاد الحجاز فى زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم -, وقد قال العلماء: إن هذا الحديث ينطبق على من ليس عنده غالب قوت بلده, فمن كان غالب قوت بلده البُر.. يقال: بيت لا بُرَّ فيه جياع أهله, ومن كان غالب قوت بلده الأرز (مثل مصر) يقال: بيت لا أرز فيه جياع أهله... وهكذا. وهناك تفسير آخر للحديث الشريف, وهو أن البيت الذى فيه التمر (ولو كان غنياً) فهو يسد جوع أهله مؤقتاً ريثما يُطهَى الطعام, فلو دخل رب البيت (مثلاً) وهو جائع, وزوجته لم تكمل طهى الطعام, فإنه يتصبَّر ببضع تمرات, حتى تنتهى من تحضير طعامها, والله أعلم.
الشبهة المائة السادسة و ثلاثون (136):
- إن نبى الرحمة - كما تقولون - يهدد أهل مِلَّتِه, ويريد إحراقهم بالنار إن لم يصلوا فى مسجده, كما ورد ذلك فى الصحيحين.
الرد:
- إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يحرق أحداً أبداً, بل ولم يحرق أى كائن حى, حتى إنه نهى عن حرق قرية النمل, وقال: ((إنه لا ينبغى أن يعذِّب بالنار إلا ربُّ النار)) [صحيح الجامع:2425] ويبدو أن السائل لا علم له باللغة العربية, لأن الحديث يقول: ((أُحَرِّق عليهم بيوتهم)) ولابد للموجود فيها أن يخرج حتى لا تصيبه النار, وكأن البيوت سبب انقطاع الرجال عن المسجد, فالرسول - صلى الله عليه وسلم - همَّ بأن يحرِّق السبب وهو البيوت, ولم يَهِمّ بحرق الناس, لأن صلاة الجماعة لها فى الإسلام شأن عظيم, وأجر كبير, وفوائد متعددة, وهى أفضل العبادات, ويضيق المقام عن ذكر فوائدها. والرسول - صلى الله عليه وسلم - هو القدوة, فلم يأمرهم بالصلاة فى المسجد ويصلى هو فى البيت, بل هو إمام المسلمين فى كل الصلوات. ثم إنه - صلى الله عليه وسلم - همَّ بالتحريق فقط, ولم ينفِّذ ما همَّ به, وذلك من شدة غضبه عليهم, كمن يغضب على ابنه غضباً شديداً ويقول: لأفعلنَّ به كذا وكذا, ثم لا يفعل شيئاً, فمجرد الهمّ بالشىء لا يؤاخذ عليه الإنسان, كما ورد ذلك فى أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وقد ذكرنا فى الإجابة على الشبهة رقم (179) وغيرها أن الكتاب المقدس أمر بإحراق المدن بمن فيها وما فيها. وجاء فيه أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعاقب قوماً, ثم رجع فى كلامه (بزعمهم) ولم يعاقبهم:
فتمرد الأبناء علىَّ. لم يسلكوا فى فرائضى ولم يحفظوا أحكامى ليعملوها التى إن عملها إنسان يحيا بها ونجسوا سُبوتى فقلتُ إنى أسْكُبُ رِجْزِى عليهم لأُتِمَّ سخطى عليهم فى البريَّة. ثم كففتُ يدى (حزقيال20: 21-22) مع أن هذا يتناقض مع النَّص التالى الذى يؤكد أن الله لا يرجع فى كلامه:
ليس الله إنساناً فيكذب ولا ابن انسان فيندم. هل يقول ولا يفعل. أو يتكلم ولا يَفِى. (عدد23: 19), والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
ان شاء الله
Miss Invisible
2011-10-29, 08:34 PM
الشبهة المائة السابعة و ثلاثون (137):
- ذكر ابن هشام فى السيرة أن نبيكم كان يشك فى ما رآه, هل هو مَلَك أم شيطان؟ فطلب من خديجة أن تكشف له عن حقيقته, فأجلسته على فخذها, وكشفت شعرها, وعندها ذهب عنه ما رآه, أخبرته أنه ملك, فهل ما فعلته دليل على نبوَّته؟
الرد:
- لقد جاءت هذه الرواية فى سيرة ابن هشام عن طريقين كلاهما لا يُحتَجُ به, لأنه ضعيف, فالرواية الأولى عن طريق ابن إسحاق قال: حدثنى إسماعيل بن أبى حكيم آل الزبير أنه حُدِّثَ عن خديجة - رضى الله عنها - أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أى ابن عم.. أتستطيع أن تخبرنى بصاحبك هذا الذى يأتيك إذا جاءك؟ قال: نعم, قالت: فإذا جاءك فأخبرنى به, فجاءه جبريل كما كان يصنع, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخديجة: يا خديجة هذا جبريل قد جاءنى, قالت: قم يا ابن عم فاجلس على فخذى اليسرى, قال فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس عليها, قالت: هل تراه؟ قال: نعم, قالت فَحَوِّل فاجلس على فخذى اليمنى, قال: فتحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس على فخذها اليمنى, فقالت: هل تراه؟ قال: نعم, قالت: فتحَوَّل فاجلس فى حجرى, قال: فتحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس فى حجرها، قالت: هل تراه؟ قال: نعم, فحَسَرَت وألقت خمارها ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس فى حجرها, ثم قالت له: هل تراه؟ قال: لا, قالت: يا ابن عم اثبت وأبشر, فوالله إنه لملك, وما هذا بشيطان.
الطريق الثانية: عن ابن إسحاق قال: حدثت عبد الله بن حسن, فقال قد سمعت أمى بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة, إلا أنى سمعتها تقول: أدخلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينها وبين درعها, فذهب عند ذلك جبريل, فقالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن هذا لملك, وما هو بشيطان.
وإليكم الدليل على ضعف الروايتين: الرواية الأولى بها انقطاع, لأن اسماعيل بن حكيم لم يسمع من السيدة خديجة - رضى الله عنها - وقال إنه (حُدِّثَ) ولم يذكر مَن حَدَّثه, وهذا كافٍ لإبطال هذا الطريق. أما الرواية الثانية فهى عن فاطمة بنت حسين عن خديجة, وفاطمة هى بنت الحسين بن على بن أبى طالب - رضوان الله عليهم - وهى تابعية وُلِدَت بعد وفاة السيدة خديجة بنحو ثلاث وأربعين سنة, ففاطمة لم تسمع من خديجة, فيصبح هذا من المراسيل, وهذا كافٍ لتضعيف هذا الطريق أيضاً, وحتى الحسين - رضي الله عنه - لم يرَ السيدة خديجة, لأنها توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات, والحسين ولد فى شعبان سنة أربع من الهجرة, أى بعد وفاتها بسبع سنين, فإذا كان لم يسمع منها فكيف بابنته؟ وبفرض صحة هذين الحديثين, فإن هذا كان فى بادئ الأمر, عندما جاءه جبريل فى غار حراء, وهو وحده وليس معه أحد, فخاف على نفسه أن يكون أصابه شىء من الجن. ثم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يطلب من السيدة خديجة أن تكشف له عنه, ولكنها هى التى طلبت منه ذلك, كما يتضح من الرواية.
ثم إنكم قد تعجبتم من كشف الشعر أمام الملك كدليل على النبوة, رغم ضعف الروايتين, مع أن كتابكم المقدس يقول إن أول آية ظهرت على يد المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - كانت تحويل الماء إلى خمر, كما جاء فى الرد على الشبهة التالية, فأيهما أكثر إثارة لتعجبكم ودهشتكم؟, والله أعلم.
الشبهة المائة ثمانية و ثلاثون (138):
- إن رسولكم قد شرب الخمر, فقد شرب النبيذ, وأمركم بشربه, وما النبيذ إلا خمراً.
الرد:
- إن السائل لم يفهم معنى كلمة نبيذ, وقد قرأ الرواية التى وردت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطار بها, ألا وهى: حدثنا روح حدثنا حماد عن حميد عن بكر بن عبد الله أن أعرابياً قال لابن عباس: ما شأن آل معاوية يسقون الماء والعسل, وآل فلان يسقون اللبن, وأنتم تسقون النبيذ, أمِنْ بُخل بكم أو حاجة؟ فقال ابن عباس: ما بنا بخل ولا حاجة, ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءنا ورديفه أسامة بن زيد, فاستسقى, فسقيناه من هذا - يعنى نبيذ السقاية - فشرب منه, وقال: ((أحسنتم هكذا فاصنعوا)) [مسند الإمام أحمد]
إن معنى كلمة (نبيذ) هو ما يُنبَذ (أى يُنقَع) فى الماء أو اللبن أو العسل, سواء كان من التمر, أو الزبيب, أو الشعير... إلخ. ومن الواضح أن النبيذ الذى ورد فى الحديث كان شيئاً زهيد السعر, فلو كان خمراً كما فهم هذا الناقد, لَمَا اتهم الأعرابى عبد الله بن عباس (رضى الله عنهما) بأن قومه بخلاء, إذ كيف يتهمه بالبخل, والخمر أغلى من الماء واللبن والعسل؟ ومن المعروف عن بنى هاشم أنهم كانوا ينقعون التمر فى الماء, ويسقونه للحجيج. ثم كيف يشرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - شيئاً نهى عن شربه, حيث قال: ((كل مُسكِر حرام)) [متفق عليه] وقال: ((كل شراب أسكر فهو حرام)) [متفق عليه] أما النبيذ (وهو ما يصنعه المسلمون فى رمضان) فقد أحله الرسول - صلى الله عليه وسلم - بشروط, فقال: ((نهيتكم عن النبيذ إلا فى سقاء, فاشربوا فى الأسقية كلها, ولا تشربوا مُسكراً)) [صحيح مسلم] ((لا تجمعوا بين الرطب والبُسْر, وبين الزبيب والتمر نبيذاً)) [صحيح مسلم] ((من يشرب النبيذ منكم فليشربه زبيباً فرداً, أو تمراً فرداً, أو بُسْراً فرداً)) [صحيح الجامع:6615]
وأخيراً ننصحكم أن ترجعوا لكتابكم المقدس, لتقرأوا فيه أن أول آية (بزعمكم) ظهرت على يد المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - كانت تحويل الماء إلى خمر: وفى اليوم الثالث كان عُرس فى قانا الجليل وكانت أم يسوع هناك. ودُعِىَ أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العُرس. ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر. قال لها يسوع ما لى ولكِ يا امرأة. لم تأتِ ساعتى بعد. قالت أُمُّه للخُدّام مهما قال لكم فافعلوه. وكانت سِتّة أجْرَان من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يَسَع كل واحد مطرين أو ثلاثة. قال لهم يسوع املأوا الأجران ماء. فملأوها إلى فوق. ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتَّكأ. فقدموا. فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحوِّل خمراً ولم يكن يعلم من أين هى. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا. دعا رئيس المتكأ العريس وقال له. كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ومتى سكروا فحينئذ الدُّون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن. هذه بداية الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه (يوحنا2: 1-11) يا للعجب! أول آية كدليل على النبوة (أو الألوهية بزعمكم) تكون فى صالح السكارى! فماذا يفعل التلاميذ إذا كان مُعلِّمهم هو الذى شجعهم على شرب الخمر, وجعلها آية؟ ولم يساعدهم على شربها فقط, بل شربها هو أيضاً (بزعمهم) حيث يقول: جاء ابن الانسان يأكل ويشرب فتقولون هُوَذا إنسان أكول وشرِّيب خمر. مُحِب للعشّارين والْخُطاة. (لوقا7: 34), والله أعلم.
الشبهة المائة تسعة و ثلاثون (139):
- تروى كتب الأحاديث عن عائشة أنها كانت حائضاً, فأمرها نبيكم أن تكشف عن فخذها, ثم نام عليه وغطته بثوبها.
الرد:
- تقول الرواية: حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد الله يعنى ابن عمر بن غانم عن عبد الرحمن يعنى ابن زياد عن عمارة بن غراب قال إن عَمَّة له حدثته أنها سألت عائشة قالت: إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد, قالت أُخبركِ بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل فمضى إلى مسجده - قال أبو داود: (تعنى مسجد بيته) فلم ينصرف حتى غلبتنى عينى وأوجعه البرد, فقال ادْنى منى, فقلت إنى حائض, فقال: وإن.. اكشفى عن فخذيك, فكشفت فخذى, فوضع خده وصدره على فخذى, وحنيتُ عليه حتى دفئ ونام. (رواه أبو داود والبيهقى, وضعفه الألبانى) كلمة ((وإن)) أى وإن كنتِ حائضاً.
عبد الرحمن بن زياد: وهو الأفريقى مجهول, قال البخارى فى كتاب الضعفاء الصغير307: فى حديثه بعض المناكير. وقال الترمذى: ضعيف فى الحديث عند أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل. وقال البزار: له مناكير (كشف الأستار رقم2061) وقال النسائى: ضعيف (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدار قطنى فى سننه (1/379): ضعيف لا يُحتَجّ به.
وبفرض صحة الحديث, فإن هذا لا يشين النبى - صلى الله عليه وسلم - فى شىء, بل هو من كمال تواضعه - صلى الله عليه وسلم - إذ لم يستنكف من زوجته - رضى الله عنها - وهى حائض, بعكس ما جاء فى الكتاب المقدس من نجاسة المرأة أيام حيضها, ونجاسة كل ما تلمسه ويلمسها (كما ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة رقم 278) ولا يشينها هى أيضاً, لأنها ذكرته لتعلِّم الأمة سيرته. والعجيب أن السائل يستنكر الحلال, ولا يستنكر ما جاء فى كتابه المقدس من الحرام, وإليكم بعضه:
خُذى الرَّحَى واطحنى دقيقاً. اكشفى نقابك شمّرى الذيل. اكشفى الساق. اعبرى الأنهار. تنكشف عورتكِ وتُرَىَ مَعَاريكِ. (إشعياء47: 2-3)
ما أجمل رجليكِ بالنعلين يا بنت الكريم. دوائر فَخِذَيكِ مثل الحلى صنعة يَدَىْ صنّاع. سُرَّتكِ كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنكِ صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. ثدياكِ كخشفتين توأمى ظبية. عنقكِ كبرج من عاج... ما أجملكِ وما أحلاكِ أيتها الحبيبة باللذّات. قامُتِكِ هذه شبيهة بالنخلة وثدياكِ بالعناقيد. قلتُ إنى أصعدُ إلى النخلة وأمسكُ بعذوقها. وتكون ثدياكِِ كعناقيد الكرم ورائحة أنفكِ كالتفاح وحنككِ كأجود الخمر. لحبيبى السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين أنا لحبيبى وإلىَّ اشتياقه. تعالَ يا حبيبى لنخرج إلى الحقل وَلْنَبِتْ فى القرى... هنالك أعطيكَ حُبِّى. اللفاح يفوح رائحة وعند أبوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة ذخرتها لكَ يا حبيبى (نشيد الأنشاد: الإصحاح7)
لأنى من كوَّة بيتى من وراء شبّاكى تطلعت فرأيت بين الجهال لاحظت بين البنين غلاماً عديم الفهم عابراً فى الشارع عند زاويتها وصاعداً فى طريق بيتها فى العشاء فى مساء اليوم فى حدقة الليل والظلام. وإذا بامرأة استقبلته فى زِىّ زانية وخبيثة القلب. صخّابة هى وجامِحَة. فى بيتها لا تستقر قدماها. تارة فى الخارج وأخرى فى الشوارع. وعند كل زاوية تكمن. فأمسكَتْه وقبَّلته. (أمثال7: 6-13)
فى الليل على فراشى طلبتُ من تحبُّه نفسى طلبتُه فما وجدتُه. إنى أقوم وأطوف فى المدينة فى الأسواق وفى الشوارع أطلبُ من تحبه نفسى. طلبتُه فما وجدتُه. وجدنى الحرس الطائف فى المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسى. فما جاوزتُهم إلا قليلاً حتى وجدتُّ من تحبه نفسى فأمسَكْتُه ولم أُرْخِهِ حتى أدْخلتُه بيتَ أمى وحجرة مَن حَبَلَت بى. أُحَلِّفكُنَّ يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائِل الحقل ألا تُيَقِّظنَّ ولا تُنبِّهنَ الحبيب حتى يشاء (نشيد الأنشاد3: 1-5)
كما جاء فى الكتاب المقدس أيضاً - زوراً وبهتاناً - أن سيدنا داود - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - نام بجوار فتاة عذراء, جميلة, لا تحل له, ليدفأ من البرد, وقد أوردنا الدليل على ذلك فى الرد على الشبهة (278), والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
ان شاء الله
Miss Invisible
2011-10-29, 08:45 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة و اربعون (140):
- إن نبيكم اضطجع مع زوجة عمه أبى طالب فى قبرها, أهكذا تكون العفَّة؟
الرد:
- عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: لما ماتت فاطمة أم على بن أبى طالب, ألبسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قميصه, واضطجع معها فى قبرها, فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه, فقال: ((إنه لم يكن أحد بعد أبى طالب أبَرّ بى منها, إنما ألبستُها قميصى لتُكْسَى من حُلَل الجنة, اضطجعتُ معها ليُهَوَّن عليها)) (الاستيعاب فى معرفة الأصحاب لابن عبد البر) عن ابن عباس قال: لما ماتت أم على بن أبى طالب, فاطمة بنت أسد بن هاشم, وكانت ممن كَفَلَ النبى - صلى الله عليه وسلم - وربَّته بعد موت عبد المطلب، كفَّنها النبى - صلى الله عليه وسلم - فى قميصه، وصلى عليها, واستغفر لها, وجزاها الخير بما وَلِيَتْه منه، واضطجع معها فى قبرها حين وُضِعَت, فقيل له: صنعت يا رسول الله بها صنعاً لم تصنع بأحد! قال: ((إنما كفنتها فى قميصى, ليدخلها الله الرحمة, ويغفر لها، واضطجعتُ فى قبرها, ليخفف الله عنها بذلك)) (كنز العمال)
لنسأل أولاً: ما معنى الاضطجاع؟ الاضطجاع هو الاستلقاء أو النوم على الجنب, قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16] وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن هذه ضجعة يبغضها الله تعالى)) [صحيح الجامع:2271] (أى أن الله يبغض النوم على البطن) إذن ليس هناك شىء مما ذهب إليه السائل من عدم العفة, فالرسول - صلى الله عليه وسلم - نام فى قبرها وهى مُكفَّنة, على مَرأى من الصحابة - رضوان الله عليهم - لعل الله يرحمها, وذلك من تمام وفائه لها إذ ربَّته, وأحسنت إليه, وجعلته كابنها, وليس عملاً يؤخذ عليه. وقد أساء السائل الظن بالرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن الاضطجاع عنده فى الكتاب المقدس يعنى الجماع, وغالباً ما يطلق على الزنى, بدليل:
وخرجت دينة ابنة ليئة التى ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض. فرآها شكيم ابن حَمُور الحِوِّى رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلَّها. (تكوين34: 1-2)
وحدث إذ كان إسرائيل ساكناً فى تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سريَّة أبيه. (تكوين35: 22)
راعوث تضاجع (بوعز) بوصية من حماتها: ومتى اضطجع فاعلمى المكان الذى يضطجع فيه وادخلى واكشفى ناحية رجليه واضطجعى وهو يخبرك بما تعلمين. (راعوث3: 4) مع العلم بأن راعوث هى إحدى جدّات يسوع, بحسب ما جاء فى الكتاب المقدس, والله أعلم.
الشبهة المائة واحد و اربعون (141):
- روى البخارى فى صحيحه أنه ذُكِرَ عند نبيكم رجل نام ليله حتى أصبح (أى لم يُصَلِّ الفريضة) فقال: ((ذاك رجل بال الشيطان فى أذنه)) فهل الشيطان يبول؟
الرد:
- إذا كان الشيطان يأكل ويشرب, فما الغرابة فى أن يبول؟ وإذا كان لا يُرَى ولا يُشعَر به, فهل يُرَى بوله أو يُشعَر به؟
لقد وجَّه العلماء الأفاضل معنى بول الشيطان فى أُذُن من نام حتى فاتته الفريضة عدة توجيهات, منها: الأول: أن يُقال بأن هذا مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم, كمن وقع البول فى أذنه, فثقَّل أذنه وأفسد حِسّه, والعرب تُكنِّى عن الفساد بالبول. وقال الطيبى: خُصَّ الأُذُن بالذكر, وإن كانت العين أنسب بالنوم, إشارة إلى ثقل النوم, فإن المسامع هى موارد الانتباه. الثانى: أن يقال بأن الأمر هو على حقيقته. قال القرطبى وغيره: لا مانع من ذلك, إذ لا إحالة فيه, لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح, فلا مانع من أن يبول. الثالث: أن يقال بأن ذلك هو كناية عن سَدّ الشيطان أُذُن الذى ينام عن الصلاة, حتى لا يسمع الذكر. الرابع: أن يقال بأن معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل, فحجب سمعه عن الذكر. الخامس: هو أن الأمر كناية عن ازدراء الشيطان به. السادس: هو أن يقال بأن المعنى أن الشيطان استولى عليه, واستخف به, حتى اتخذه كالكنيف الْمُعَد للبول, إذ من عادة المستخف بالشىء أن يبول عليه.
وقد جاء فى كتابكم المقدس أن معبودكم رأى الشيطان على هيئة البرق, فلماذا لم تنكروا عليه ذلك؟: فقال لهم رأيتُ الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء. (لوقا10: 18), والله أعلم.
الشبهة المائة اثنان و اربعون (142):
- إن نبيكم قابل زيد بن حارثة وحضنه وهو عريان.
الرد:
- إليكم الرواية الضعيفة التى يحتجون بها: حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدنى حدثنى أبى يحيى بن محمد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهرى عن عروة بن الزبير عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: قَدِمَ زيد بن حارثة المدينة, ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيتى, فأتاه فقرع الباب, فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرياناً يجر ثوبه, والله ما رأيته عرياناً قبله ولا بعده, فاعتنقه وقبَّله. قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب, لا نعرفه من حديث الزهرى إلا من هذا الوجه.
هذا الحديث أخرجه الترمذى، ولم تثبت صحته, ففى سنده أبو يحيى بن محمد، قال عنه الذهبى ضعيف, وقال عنه الساجى: فى حديثه مناكير وأغاليط. وفى الحديث علة أخرى: إبراهيم بن يحيى بن محمد ليِّن الحديث, وقال عنه الرازى ضعيف, وقد أورد العلامة الألبانى هذا الحديث ضمن سلسلة الأحاديث الضعيفة [ضعيف الترمذى:516] وهكذا يتبين مدى ضعف هذه الرواية, ومدى سقوط الاحتجاج بها. ثم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد عصمه الله من أن يُرَى عرياناً قبل النبوة, فكيف بعدها؟ والقصة معروفة من كتب السيرة, حين كان ينقل حجارة الكعبة مع فتيان قريش, فأمره عمه أن يخلع إزاره, ويضعه على كتفه, ليضع عليه الحجارة, وبمجرد أن همَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بخلع إزاره, وقع على الأرض, ولم يره أحد.
والآن ننقل لكم ما جاء به الكتاب المقدس من نسبة التعَرِّى للمسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - ولأكبر تلاميذه (بطرس) بل ولله سبحانه وتعالى:
قام عن العَشَاء وخلع ثيابه وأخذ مِنشفة واتَّزر بها. ثم صب ماء فى مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمِنشفة التى كان مُتَّزراً بها. (يوحنا13: 4-5)
فأخذ عسكر الوالى يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة. فعرُّوه وألبسوه رداءً قرمزياً. (متى27: 27-28)
بعد هذا أظهر أيضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية. ظهر هكذا. كان سمعان بطرس وتوما الذى يقال له التوأم ونثنائيل الذى من قانا الجليل وابنا زبدى واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم. قال لهم سمعان بطرس أنا أذهب لأتصيَّد. قالوا له نذهب نحن أيضاً معك. فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت وفى تلك الليلة لم يمسكوا شيئاً. ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع. فقال لهم يسوع يا غلمان ألعل عندكم إداماً. أجابوه لا. فقال لهم ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فألقوا ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك. فقال ذلك التلميذ الذى كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب. فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب اتَّزَر بثوبه لأنه كان عُرياناً وألقى نفسه فى البحر. (يوحنا21: 1-7) ونحن نسأل: هل كان التعرى أمام المسيح حراماً, وأمام غيره حلالاً؟
أمشى حافياً وعرياناً. (ميخا1: 8) أتدرون لمن ينسبون هذا الكلام؟ إنهم ينسبونه لله سبحانه وتعالى, ومن لم يصدق فليقرأ الكلام الذى قبله والذى بعده من الإصحاح نفسه, والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
ان شاء الله
Miss Invisible
2011-10-29, 08:58 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة ثلاثة و اربعون (143):
- إن نبيكم أمر سهلة بنت سهيل امرأة حذيفة أن ترضع سالم ابن حُذَيفة من التبنى, وهو رجل كبير, هل هذا يتفق مع ما تدَّعونه من العفة؟
الرد:
- لقد اتفق الصحابة - رضوان الله عليهم - وأئمة المذاهب الفقهية وأتباعهم, على أن الرَّضاع الْمُحَرِّم هو الذى يناله الرضيع وهو دون السنتين من عمره، لصريح قول الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة:233] ولقول رسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الرَّضاعة من المجاعة)) [صحيح مسلم] أى أن الرضاعة التى تُحَرِّم هى ما كانت فى فترة الصِّغَر, حتى يكون اللبن سبباً فى بناء لحم الطفل, فتكون الْمُرضِعَة قد أنبتت من لبنها لحم الطفل, كما أن الأم أنبتت من رحمها لحمه, فتكون المرضعة كالأم فى هذه الحالة. وفى الترمذى وصححه عن أم سلمة مرفوعاً: ((لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء, وكان قبل الفطام)) وللدار قطنى عن ابن عباس يرفعه: ((لا رضاع إلا فى الحوْلين)) وعند أبى داود عن ابن مسعود يرفعه: ((لا رضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشز العظم)) فكل هذه الأحاديث تدل على أن الرضاعة الْمُحَرِّمَة هى ما كانت دون السنتين قبل الفطام، وما بعد ذلك فلا أثر لها. وأما ما جاء فى حديث سهلة بنت سهيل امرأة أبى حذيفة, من قصة سالم مولى أبى حذيفة, من أن أبا حذيفة كان قد تبنى سالماً، فلما صارت امرأة أبى حذيفة يشق عليها دخول هذا الغلام الذى كبر, لِمَا رأت من تَغيّر فى وجه زوجها أبى حذيفة، استفتت النبى - صلى الله عليه وسلم - فى ذلك، فقال لها: ((أرضعيه تحرُمى عليه)) وكيف أن أمّ المؤمنين عائشة - رضى الله عنها - قد رأت أن هذا الأمر عامّاً (كما فى سنن أبى داود) فكانت تأمر بنات أخواتها وبنات إخوتها أن يُرضِعنَ من أحبَّت أن يراها، أو يدخل عليها, وإن كان كبيراً خمس رضعات. فالجواب على ذلك أن جمهور العلماء ذهب إلى أن قصة سالم - رضي الله عنه - هى واقعة خاصة بسالم لا تتعداه إلى غيره، ولا تصلح للاحتجاج بها. قال الحافظ ابن عبد البر: (عدم تحديث أبى مليكة بهذا الحديث لمدة سنة, يدل على أنه حديث تُرِكَ قديماً ولم يُعمَل به، ولا تلقَّاه الجمهور بالقبول على عمومه، بل تلقَّوْه على أنه مخصوص) (شرح الزرقانى على الموطأ 3/292) وقال الحافظ الدارمى عقب ذكره الحديث فى سننه: (هذا لسالم خاصة) وبذلك صرَّحت بعض الروايات، ففى صحيح مسلم عن أم سلمة - رضى الله عنها - أنها قالت: (أبَىَ سائر أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يُدخِلن عليهن أحداً بهذه الرضاعة, وقلن لعائشة: والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسالم خاصة, فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا) وبالتالى يكون عمل أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها - إن صح الخبر - اجتهاداً منها ليس إلا, وكان فهم وعمل الصحابة وسائر أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - على خلافه. وقد قيل: إن ما روى عن عائشة (رضى الله عنها) محمول على أنها إذا تفرَّست بطفل خيراً, وأرادت أن يدخل عليها بعد بلوغه, تأمر بنات أخيها أن يرضعنه وهو صغير، فإذا كبر دخل عليها. فالظاهر أن تخصيص الرخصة بسالم - رضي الله عنه - من دون الناس هو الراجح, من حيث اختيار معظم أمهات المؤمنين له، وذهاب معظم الصحابة - رضوان الله عليهم - وجمهور العلماء إلى القول به، وهو المفهوم من ظاهر النصوص المعارضة لحديث سهلة بنت سهيل، ولو كان الأمر على إطلاقه, لشاع بين الصحابة الكرام ومَن بعدهم من السلف، ولتعدّدت طرقه، ورُوِيَت أخباره.
ولقد فهم أعداء الإسلام من قوله - صلى الله عليه وسلم - لسهلة: ((أرضعيه)) أنه يتحتم ملامسة الثدى, فتعجبوا لهذا. ومِن أحسن ما قيل فى توجيه ذلك, قول الإمام النووى - رحمه الله - فى شرحه على صحيح مسلم (10 / 31) (قال القاضى: لعلها حَلَبَتْهُ ثم شَرِبَهُ, دون أن يَمسَّ ثديَها، ولا التَقَت بَشْرتاهُما, إذ لا يجوز رؤية الثدى ولا مَسّه ببعض الأعضاء) وقال أبو عمر: (صفة رضاع الكبير أن يُحلَب له اللبن ويُسقاه, فأمّا أن تلقمه المرأة ثديها فلا ينبغى عند أحد من العلماء، وهذا ما رجحه القاضى والنووى) (شرح الزرقانى3/316) وقد روى ابن سعد فى طبقاته عن محمد بن عبد الله ابن أخى الزهرى عن أبيه قال: كانت سهلة تحلب فى مِسْعَط أو إناء قَدْر رضعته, فيشربه سالم فى كل يوم, حتى مضت خمسة أيام, فكان بعد ذلك يدخل عليها وهى حاسرة, رخصة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسهلة. (الطبقات الكبرى8/271 الإصابة لابن حجر7/716) ثم إن النص لم يصرح بأن الإرضاع كان بملامسة الثدى, فنحن نشرب لبن البقر والجاموس, فهل ننزل تحتها لنشربه؟ وسياق الحديث متعلق بالحرج من الدخول على بيت أبى حذيفة, فكيف يَغار أبو حذيفة من دخول سالم على امرأته, ثم يرضى بالرضاع المباشر؟ لقد حرم النبى - صلى الله عليه وسلم - مجرد المصافحة, حيث قال: ((لأن يُطعَن فى رأس أحدكم بمِخيَط من حديد, خير له من أن يمس امرأة لا تَحِلّ له)) [صحيح الجامع:5045] وقال: ((إنى لا أصافحُ النساء)) [صحيح الجامع:5213] فكيف يجيز لمس الثدى, بينما يحرم لمس اليد؟ ثم نسأل هؤلاء: هل الطفل الذى يشرب الحليب من غير ارتضاعه من الثدى مباشرة, يثبت له حكم الرضاعة أم لا؟ والجواب عند جمهور العلماء أنه يثبت، وبالتالى نقول إنه إذا كان شرب اللبن بدون مباشرة الثدى يثبت حكم الرضاع للصغير.. فمن باب أولى أن يثبته للكبير, ذلك لأن شرب اللبن بدون مباشرة الثدى يصح أن يكون رضاعاً. قال العالم النحوى ابن قتيبة الدينورى فى توجيهه لحديث سهلة: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمحلّها عنده، وما أحَبَّ من ائتلافهما، ونَفْى الوحشة عنهما, أن يزيل عن أبى حذيفة هذه الكراهة، ويطيب نفسه بدخوله, فقال لها: ((أرضعيه)) ولم يَرِد: ضعى ثديك فى فِيهِ، كما يفعل بالأطفال, ولكن أراد: احلبى له من لبنك شيئاً، ثم ادفعيه إليه ليشربه. ليس يجوز غير هذا، لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها إلى أن يقع الرضاع، فكيف يبيح له ما لا يحل له, وما لا يُؤمَن معه من الشهوة؟ (تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص308-309)
إن هذا من رحمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسهلة وابنها من التبنى, لأنه كانت هناك بينهما أُلفة, كالألفة التى بين الأم وابنها, لأنها هى التى ربته منذ صغره, فأصبحت مثل أمه, ويصعب عليها وعليه أن يفترقا, وخاصة بعد أن كبرت سنها, وأصبحت وزوجها محتاجين لهذا الغلام عوناً لهما, ولا يُظَنُّ أبداً أن ينظر إليها أو تنظر إليه نظرة شهوة, ولذلك فهى حالة خاصة تحتاج لحكم خاص, وكأنه تدريج فى التشريع, كما حدث فى تحريم الخمر, ومعلوم أن تعلق المرأة بابنها, والابن بأمه, أشد من تعلق الإنسان بشرب الخمر.
والذين يتعجبون من أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - للسيدة سهلة بأن ترضع ابنها من التبنى قبل تحريمه, جاء فى الكتاب المقدس - زوراً وبهتاناً - أن الله سبحانه وتعالى يأمر بالزنى, كما جاء فى (صفات الرب فى الكتاب المقدس) فى الرد على الشبهة رقم (19) وجاء فيه أيضاً:
وافرح بامرأة شبابك الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. لِيُرْوِكَ ثدياها فى كل وقت وبمحبتها اسكر دائماً. (أمثال5: 18-19)
لنا أخت صغيرة ليس لها ثديان. فماذا نصنع لأختنا فى يوم تُخطَب (نشيد الأنشاد8: 8)
لذلك هكذا قال الرب امرأتك تزنى فى المدينة وبنوك وبناتك يسقطون بالسيف (عاموس7: 17)
وقال الرب من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق وغامزات بعيونهن وخاطرات فى مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يُصلِعُ السيد هامَة بنات صهيون ويُعَرِّى الرب عورتهن (إشعياء3: 16-17)
ثم ذهب شمشون إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها. (قضاة16: 1) مع العلم بأن شمشون نبى, بنص كتابهم الذى يقول: فنزل شمشون وأبوه وأمه إلى تِمنة وأتوا إلى كروم تِمنة. وإذا بشبل أسد يزمجر للقائه. فحَلَّ عليه روح الرب (قضاة14: 5-6)
وأخيراً نقول لمن يطنطن حول هذه الشبهة ويتغنى بها: إن ما لا يقبله عقل, ولا يُقِرُّه شَرْع, أن ينزل الله سبحانه وتعالى, ويرضع من ثدى امرأة, كما تزعمون فى كتابكم المقدس: وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذى حملك والثديين اللذَيْن رضعتهما (لوقا11: 27), والله أعلم.
الشبهة المائة أربعة و اربعون (144):
- يثبت نبيكم فى الحديث الصحيح أنه عاشق للنساء, إذ يقول: ((حُبِّبَ إلىَّ من دنياكم الطِّيبُ والنساء)) وأنتم ترفضون هذا القول رغم صحته.
الرد:
- يبدو أن السائل قد تعمد ألا يكمل الحديث, حيث يقول: ((حُبِّبَ إلىَّ من دنياكم النساء والطيب, وجُعِلَت قُرَّة عينى فى الصلاة)) [صحيح الجامع:3124] أى أن أحب شىء إليه - صلى الله عليه وسلم - الصلاة, ولو أنه فهم اللغة العربية لَمَا سأل هذا السؤال, لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((حُبِّبَ إلىَّ)) ولم يقل (أحببتُ) أى أن الذى وضع هذا الحب فى قلبه هو الله سبحانه وتعالى. ولكن لماذا حببه الله فى النساء؟ لأن العرب كانوا ينظرون للمرأة نظرة احتقار, ولا يجعلون لها حظاً فى الميراث, بل كانوا يتوارثونها هى نفسها, فنهاهم الله عن ذلك فى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً} [النساء:19] وكانوا ينظرون إليها على أنها دون الرجل فى كل شىء, ويأكلون مهرها, ولا يعطونها حقها, بل ويَئِدونها فى مهدها {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ{8} بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} [التكوير:8-9] فأراد الله أن يجعل لها مكانة فى قلب الرسول العظيم الأسوة, ليُعْلِىَ قدرها, وليتأسَّى به أصحابه - رضوان الله عليهم - وأتباعه من بعده, فيرتفع قدرها فى قلوب الأمة, فالمرأة هى الأم والأخت والزوجة والابنة والعمة والخالة, ولكلٍّ منهن حقها, والآيات والأحاديث فى تكريم المرأة كثيرة جداً يضيق المقام عن ذكرها, ففى القرآن الكريم سورة طويلة تسمى (النساء) وليس فيه سورة تسمى (الرجال) ومن الآيات والأحاديث التى تحث على تكريمها: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة:228] {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:19] {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق:2] ((ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هُنَّ عَوان عندكم)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:7880] ((إنى أُحَرِّج عليكم حق الضعيفين, اليتيم والمرأة)) [السنن الكبرى للبيهقى, صحيح الجامع:2447] ((ثلاثة يؤتَوْن أجرهم مرتين, رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبى - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه وصدقه, فله أجران, وعبد مملوك أدَّى حق الله وحق سيده, فله أجران, ورجل كانت له أمَة, فغذّاها فأحسن غذاءها, ثم أدّبها فأحسن تأديبها, وعلَّمها فأحسن تعليمها, ثم أعتقها وتزوجها, فله أجران)) [صحيح الجامع.:3073] ((حق المرأة على الزوج أن يطعمها إذا طَعِم, ويكسوها إذا اكتسى, ولا يضرب الوجه ولا يُقبِّح, ولا يهجر إلا فى البيت)) [صحيح الجامع:3149] ((من ابتُلِىَ من هذه البنات بشىء, فأحسن إليهن, كُنَّ له سِتراً من النار)) [صحيح الجامع:5932] وليس معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ابتُلى)) أنهن شر, ولكن الابتلاء هو الاختبار, قال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء:35]
ونقول للسائل: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يثبت عنه قط أنه أحب امرأة من غير محارمه, أما الكتاب المقدس فقد جاء فيه:
وأحَبَّ يعقوبُ راحيل. (تكوين29: 18)
كان لأبشالوم بن داود أخت جميلة اسمها ثامار فأحبها أمنون بن داود. (صموئيل الثانى13: 1)
أحلِّفكن يا بنات أورشليم إن وجدتن حبيبى أن تخبرنه بأنى مريضة حُبّاً (نشيد الأنشاد5: 8)
حلقه حلاوة وكله مُشتهيات. هذا حبيبى وهذا خليلى يا بنات أورشليم (نشيد الأنشاد5: 16)
ليتكَ كأخ لى الراضع ثديى أمى فأجدكَ فى الخارج وأُقبِّلكَ ولا يخزوننى. وأقودكَ وأدخل بكَ بيت أمى وهى تعلمنى فأسقيكَ من الخمر الممزوجة من سلاف رمانى. شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى. أُحَلِّفكن يا بنات أورشليم ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها... لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها... أنا سُور وثدياى كبُرْجين. (نشيد الأنشاد8: 1-10)
ها أنتِ جميلة يا حبيبتى ها أنتِ جميلة عيناكِ حمامتان من تحت نقابكِ. شعركِ كقطيع معز رابض على جبل جلعاد. أسنانكِ كقطيع الجزائز الصادرة من الغسل اللواتى كل واحدة متئم وليس فيهن عقيم. شفتاكِ كسلكة من القِرمز. وفمكِ حلو. خدّكِ كفلقة رمّانة تحت نقابكِ. عنقكِ كبرج داود... ثدياكِ كخشفتى ظبية توأمين يرعيان بين السوسن... كلّكِ جميل يا حبيبتى ليس فيكِ عيبة (نشيد الأنشاد4: 1-7), والله أعلم.
الشبهة المائة خمسة و اربعون (145):
- إن القرآن يُبَرِّئ محمداً من سرقة الشملة التى غلَّها من المغانم يوم بدر, حتى لا يفتضح أمره.
الرد:
- لقد جاء فى تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [آل عمران:161] أن المنافقين اتهموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى قطيفة حمراء, قالوا إنه غلَّها من غنائم بدر, فنزلت هذه الآية لتبرِّئه من هذه الفعلة الشنيعة, ولم تبرِّئه - صلى الله عليه وسلم - وحده, ولكنها بَرَّأت جميع أنبياء الله ورسله, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وكيف يغل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذى نهى عن الغلول فى أكثر من حديث, وحذر منه أشد التحذير, فقال: ((ليس لى من هذا الفَىْء شىء, ولا هذه الوبرة, إلا الخمس, والخمس مردود فيكم, فأدوا الخياط والمخيط, فإن الغُلول يكون على أهله عاراً, وناراً, وشناراً, يوم القيامة)) [صحيح الجامع:7883] ونهى عن هدايا العمال فقال: ((أما بعد.. فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أُهْدِىَ إلىَّ, أفَلا قعد فى بيت أبيه وأمه, فينظر هل يُهدَى له أم لا؟ فوالذى نفس محمد بيده لا يَغُل أحدكم منها شيئاً, إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه, إن كان بعيراً جاء به له رُغاء, وإن كانت بقرة جاء بها لها خُوار, وإن كانت شاة جاء بها تَيْعر, فقد بلَّغتُ)) [صحيح الجامع:1357] وقال: ((هدايا العمال غُلول)) [صحيح الجامع:7021]
إن القرآن الكريم يعظم الأنبياء ويجلّهم, أما الكتاب المقدس فيقذفهم بقبائح الأفعال والخِصال, فقد جاء فيه أن السيد المسيح أمر تلاميذه بالسرقة, كما جاء فيه أن سيدنا يعقوب - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - كذب على أبيه, وسرق النبوة من أخيه, فقال:
وإذ قَرُب من بيت فاجى وبيت عنيا عند الجبل الذى يُدعَى جبل الزيتون أرسل اثنين من تلاميذه قائلاً. اذهبا إلى القرية التى أمامكما وحين تدخلانها تجدان جحشاً مربوطاً لم يجلس عليه أحد من الناس قط. فَحُلاه وأْتِيا به. وإن سألكما أحد لماذا تَحُلانه فقولا له هكذا إن الرب محتاج إليه. فمضى المُرسَلان ووجدا كما قال لهما. وفيما هما يَحُلان الجحش قال لهما أصحابه لماذا تَحُلان الجحش. فقالا الرب محتاج إليه. وأَتَيا به إلى يسوع وطرحا ثيابهما على الجحش وأَركَبا يسوع. (لوقا19: 29-35)
وحدث لما شاخ إسحَق وكلَّت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو ابنه الأكبر وقال له يا ابنى. فقال له هَأنذا. فقال إننى قد شِخْتُ ولست أعرف يوم وفاتى. فالآن خُذ عدتك جعبتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لى صيداً. واصنع لى أطعمة كما أحب وأتنى بها لآكل حتى تباركك نفسى قبل أن أموت وكانت رِفقةُ سامعةً إذ تكلم إسحَق مع عيسو ابنه. فذهب عيسو إلى البرية كى يصطاد صيداً ليأتى به. وأما رِفقة فكلمت يعقوب ابنها قائلة إنى قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلاً. ائتنى بصيد واصنع لى أطعمة لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتى. فالآن يا ابنى اسمع لقولى فى ما أنا آمرك به. اذهب إلى الغنم وخذ لى من هناك جديين جيدين من المِعزى. فاصنعهما أطعمة لأبيك كما يحب. فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته. فقال يعقوب لرِفقة أمه هُوَذا عيسو أخى رجل أشْعَر وأنا رجل أمْلَس. ربما يجسّنى أبى فأكون فى عينيه كمتهاون وأجلب على نفسى لعنة لا بركة. فقالت له أمه لعنتك علىَّ يا ابنى. اسمع لقولى فقط واذهب خذ لى. فذهب وأخذ وأحضر لأمه. فصنعت أمه أطعمة كما كان أبوه يحب. وأخذت رِفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التى كانت عندها فى البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر. وألبست يديه ومَلاسَة عنقه جلود جديى المِعزى. وأعطت الأطعمة والخبز التى صنعت فى يد يعقوب ابنها فدخل إلى أبيه وقال يا أبى. فقال هَأنذا. من أنت يا ابنى. فقال يعقوب لأبيه أنا عيسو بِكْرُك. قد فعلت كما كلمتنى. قم اجلس وكُلْ من صيدى لكى تباركنى نفسك. فقال إسحَق لابنه ما هذا الذى أسرعت لتجد يا ابنى. فقال إن الرب إلهك قد يسَّر لى. فقال إسحَق ليعقوب تقدم لأجسّك يا ابنى. أأنت هو ابنى عيسو أم لا. فتقدم يعقوب إلى إسحَق أبيه. فجسّه وقال الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو. ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدى عيسو أخيه. فباركه. وقال هل أنت هو ابنى عيسو. فقال أنا هو. فقال قدِّم لى لآكل من صيد ابنى حتى تباركك نفسى. فقدم له فأكل. وأحضر له خمراً فشرب. فقال له إسحَق أبوه تقدم وقبِّلنى يا ابنى. فتقدم وقبَّله. فشمَّ رائحة ثيابه وباركه... ليُستَعبَد لك شعوب. وتسجد لك قبائل. كن سيداً لأخوتك. وليسجد لك بنو أمك. ليكن لاعِنوك ملعونين. ومُبارِكوك مُبارَكين... فعندما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخة عظيمة ومُرَّة جداً. وقال لأبيه باركنى أنا أيضاً يا أبى. فقال قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك... فحقد عيسو على يعقوب من أجل البركة التى باركه بها أبوه. وقال عيسو فى قلبه قربت أيام مناحة أبى. فأقتل يعقوب أخى. فأُخبِرَت رِِفقة بكلام عيسو ابنها الأكبر. فأرسلت ودعت يعقوب ابنها الأصغر وقالت له هُوَذا عيسو أخوك مُتَسَلٍّ من جهتك بأنه يقتلك. فالآن يا ابنى اسمع لقولى وقُم اهرب إلى أخى لابان إلى حاران. وأقِم عنده أياماً قليلة حتى يرتد سخط أخيك. (تكوين27: 1-44) يزعمون فى هذا النَّص أن سيدنا إسحاق - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - شرب الخمر, وأن النبوَّة يهبها الإنسان لمن يشاء, إذ أن سيدنا إسحاق كان يريد أن يهبها لابنه البِكر عيسو, ولكن سيدنا يعقوب احتال عليه, فوهبها له بدلاً من أخيه, والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
ان شاء الله
Miss Invisible
2011-10-29, 09:04 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة ستة و اربعون (146):
- إن يوم القيامة لم يأتِ بعد, فمن الذين رآهم نبيكم فى الجنة والنار ليلة المعراج؟
الرد:
- إن أول شىء خلقه الله القلم, وأمره أن يكتب كل شىء, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أول ما خلق الله القلم, فقال له اكتب, قال ما أكتب؟ قال اكتب القَدَر ما كان وما هو كائن إلى الأبد)) [صحيح الجامع:2017] إن كل شىء فى الوجود منذ خلق الله السموات والأرض إلى أن تقوم الساعة فى كتاب عند الله جل وعلا, قال تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس:61] وقال: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية:29] قال ابن عباس - رضى الله عنهما - وغيره فى تفسيرها: تكتب الملائكة أعمال العباد, ثم تصعد بها إلى السماء, فيقابلون الملائكة الذين فى ديوان الأعمال على ما بأيدى الكتبة مما قد أُبرِزَ لهم من اللوح المحفوظ فى كل ليلة قدر مما كتبه الله فى القِدَم على العباد قبل أن يخلقهم, فلا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً, ثم قرأ: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} ومعنى كلامه - رضي الله عنه - أن الملائكة تكتب أعمال العباد, ثم تصعد بها إلى السماء, فتجدها مطابقة تماماً لما كُتِبَ فى اللوح المحفوظ من القِدَم, ولكن ليس معنى هذا أن الله سبحانه وتعالى فرض الأعمال على العباد, ولكنه عَلِمَها قبل أن يعملوها. إذن فأعمال العباد, ومآلهم إلى الجنة أو النار, مكتوبة عند الله سبحانه وتعالى, ولذلك فقد تمكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من رؤيتها ليلة المِعراج, ولا يستبعد ذلك أحد, فالله على كل شىء قدير, وقد وصل الإنسان إلى تصوير الأحداث بكاميرات الفيديو, وكأنها ماثلة أمام العيون حال وقوعها, وقد تمكن من تسجيلها لساعات طويلة على أقراص الليزر الصغيرة, وتوصل إلى اختراع جهاز الموجات الصوتية ثلاثى الأبعاد, وكذلك التلفاز ثلاثى الأبعاد, الذى يجعل المشاهد يرى الأشياء مجسَّمة, وكأنها أمامه وليست مُصوَّرة, فإذا كان هذا تصوير العبد الضعيف الفقير قاصر العلم, فكيف بالله سبحانه وتعالى؟, والله أعلم.
الشبهة المائة سبعة و اربعون (147):
- يقول نبيكم: ((يقطعُ الصلاةَ الحمار, والمرأة, والكلب)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:8128] لقد ساوى نبيكم بين المرأة والكلب والحمار.
الرد:
- لقد ذُكِرَ ما يقطع الصلاة أمام السيدة عائشة - رضى الله عنها - فقالت: (لقد جعلتمونا كلاباً, لقد رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - يصلى وإنى لبينه وبين القِبلة, وأنا مضطجعة على السرير, فتكون لى الحاجة, فأكره أن أستقبله, فأنْسَلّ انسلالاً) [صحيح البخارى] وفى رواية أخرى للبخارى أيضاً أنها قالت: (أعَدَلتمونا بالكلب والحمار؟ لقد رأيتنى مضطجعة على السرير, فيجىء النبى - صلى الله عليه وسلم - فيتوسَّط السرير فيصلى, فأكره أن أُسَنِّحَهُ, فأنْسَلُّ من قِبَل رِجْلَى السرير, حتى أنْسَلّ من لحافى) قولها (أُسَنِّحَهُ) أى أظهر له من أمامه, قال الخطابى: هو من قولك سنح لى الشىء إذا عرض لى، وقولها (أنسل) أى أخرج بخفة أو برفق. قال (ابن رشيد) قصد البخارى أن شغل المصلى بالمرأة إذا كانت فى قبلته على أى حالة كانت أشد من شغله بالرجل، ومع ذلك فلم تضر صلاته - صلى الله عليه وسلم - لأنه غير مشتغل بها، فكذلك لا تضر صلاة من لم يشتغل بها، والرجل من باب الأولى.
أما قطع الحمار للصلاة.. فقد قال ابن عباس رضى الله عنهما: (أقبلتُ راكباً على حمار أتان, وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام, ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى بالناس بِمِنَى إلى غير جدار, فمررتُ بين يدى بعض الصف, وأرسلتُ الأتان ترتع, فدَخَلَت فى الصف, فلم ينكر ذلك علىَّ أحد) [صحيح البخارى] قوله: (ناهزت الاحتلام) أى قاربته, وقوله: (يصلى بالناس بمنى) أى فى حجة الوداع, وقوله: (فلم ينكر ذلك علىَّ أحد) قال ابن دقيق العيد: (استدل ابن عباس بترك الإنكار على الجواز، ولم يستدل بترك إعادتهم للصلاة, لأن ترك الإنكار أكثر فائدة) أى أن ترك الإعادة يدل على صحتها فقط, لا على جواز المرور، وترك الإنكار يدل على جواز المرور وصحة الصلاة معاً. ويُستفاد منه أن ترك الإنكار دليل على جواز المرور, ولا يُقال ربما لم يعلم النبى - صلى الله عليه وسلم - بمروره, لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يرى فى الصلاة من ورائه كما يرى من أمامه. وفى رواية أخرى أنه مر بين يدى بعض الصف الأول، وعلى ذلك فليس هناك احتمال لعدم رؤية النبى - صلى الله عليه وسلم - له. وقد استدل العلماء بهذا الحديث على أن مرور الحمار بين يدى المصلى لا يقطع الصلاة. وقد قال العلماء (ومنهم الطحاوى وغيره): إن هذا الحديث, وحديث السيدة عائشة - رضى الله عنها - ينسخان الحديث الذى ذُكِرَ فى السؤال. ومالَ الشافعى وغيره إلى تأويل القطع فى الحديث, بأن المراد به نقص الخشوع, لا الخروج من الصلاة، ويؤيد ذلك أن الصحابى راوى الحديث سأل عن الحكمة فى التقييد بالكلب الأسود, فأجيب بأنه شيطان, أى فى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا قام أحدكم يصلى, فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرَّحْل, فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرَّحل, فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود)) قيل: ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر؟ قال: ((الكلب الأسود شيطان)) [صحيح الجامع:719] وقد عُلِمَ أن الشيطان لو مر بين يدى المصلى لم تفسد صلاته, كما فى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا نودى بالصلاة, أدبر الشيطان وله ضُراط, حتى لا يسمع التأذين, فإذا قضى النداء أقبل, حتى إذا ثُوِّبَ بالصلاة أدبر, حتى إذا قضى التثويب أقبل, حتى يخطر بين المرء ونفسه, يقول: اذكر كذا واذكر كذا لِما لم يكن يذكر, حتى يظل الرجل لا يدرى كم صلى)) [صحيح الجامع:817] وقال الإمام أحمد رحمه الله: (يقطع الصلاة الكلب الأسود، وفى النفس من الحمار والمرأة شىء) ووجَّهه ابن دقيق العيد وغيره بأنه لم يجد فى الكلب الأسود ما يعارضه، ووجد فى الحمار حديث ابن عباس، يعنى الذى تقدم فى مروره وهو راكب بمنى، ووجد فى المرأة حديث عائشة رضى الله عنها.
ثم إن كتابكم المقدس هو الذى سوَّى بين الإنسان والبهائم (كما ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة 51) كما أن دينكم يُعنَى بالخِراف, ابتداءً من الإله, مروراً بالأنبياء, وانتهاءً بالأتباع, فالقارئ لكتابكم المقدس يجد أنه شبَّه الرب بالخروف (كما ورد فى صفات الرب فى الكتاب المقدس فى الرد على الشبهة 19) وشبَّه الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام – بالخِراف (كما ورد فى الرد على الشبهة 149) وشبَّه أتباعهم أيضاً بالخراف (كما ورد فى الرد على الشبهة 127) فما هى علاقة الخِراف بدينكم؟! وما هو السر فى ذلك؟!, والله أعلم.
الشبهة المائة ثمانية و اربعون (148):
- يقول نبيكم: ((إذا وقع الذباب فى إناء أحدكم فليَغمِسْه, فإن فى أحد جناحيه داء, وفى الآخر شفاء, وإنه يتقى بجناحه الذى فيه الداء, فليغمسه كله, ثم لينزعه)) [صحيح الجامع:835] أليس هذا مقززاً؟ ثم إنه من المعلوم أن الذباب ينقل الأمراض, فكيف يكون فيه دواء؟
الرد:
- إن الذين ينكرون على رسولنا - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث, عندهم فى الكتاب المقدس أن الرب يصفِّر للذباب, وقد ذكرنا هذا وغيره فى (صفات الرب فى الكتاب المقدس) فى الرد على الشبهة رقم (19) وعندهم أيضاً: وتأكل كعكاً من الشعير. على الْخُرْء الذى يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم. وقال الرب. هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم. (حزقيال4: 12-13) أتدرون ما هو الْخُرْء؟ إنه البراز!
ماذا يفعل من فقد الماء فى الصحراء؟ وماذا يفعل الجنود الذين حاصرهم العدو, ومنع عنهم الماء والغذاء؟ هل ترون أنهم يتقززون من شرب أى نوع من الماء, حتى لو كان ملوثاً؟ إن الأمر قد يصل بهم أحياناً إلى شرب بولهم, لينقذهم من الهلاك.
لقد جاء فى الكتاب المقدس أن الآباء والأمهات يأكلون أبناءهم, وتأكل المرأة مشيمتها فى الحصار, بل ويبخل الآباء والأمهات على بقية أولادهم أن يأكلوا معهم من لحم إخوتهم:
فتأكل ثمرة بطنك لحم ب### وبناتك الذين أعطاك الرب إلهك فى الحصار والضِّيقَة التى يضايقك بها عدوك. الرجل المتنعِّم فيك والمترفِّه جداً تبخل عينه على أخيه وامرأة حضنه وبقيَّة أولاده الذين يبقيهم بأن يعطى أحدهم من لحم بنيه الذى يأكله لأنه لم يبق له شىء فى الحصار والضيقة التى يضايقك بها عدوك فى جميع أبوابك. والمرأة المتنعِّمة فيك والمترفِّهة التى لم تجرِّب أن تضع أسفل قدمها على الأرض للتنعُّم والترفُّه تبخل عينها على رجل حضنها وعلى ابنها وبنتها بمشيمتها الخارجة من بين رجليها وبأولادها الذين تلدهم لأنها تأكلهم سِرّاً فى عِوَز كل شىء فى الحصار والضيقة التى يضايقك بها عدوك فى أبوابك. (تثنية28: 53-57) ثم قال لها المَلَك مالِك. فقالت إن هذه المرأة قد قالت لى هاتى ابنك فنأكله اليوم ثم نأكل ابنى غداً. فسَلَقْنا ابنى وأكلناه ثم قلتُ لها فى اليوم الآخر هاتى ابنك فنأكله فخبّأَت ابنها. (الملوك الثانى6: 28-29) فأين هذا من شرب الماء الذى وقع فيه الذباب؟
إن حديث الذبابة الذى تتكلمون عنه, وتشنعون به على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ليس مُلزِماً, فمن يتقزز من هذا الأمر, فليس فرضاً عليه, فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفسه وضعوا له ضبّاً فلم يأكله, لأنه لم يكن فى قومه, فعافَتْه نفسه (أى تقزز منه) ولكنه لم يحرِّمه, وقد قيل هذا الحديث فى بيئة شحيحة الماء, ومنهم من يعيشون فى الصحراء. وقد أثبت العلم الحديث, بعد تجارب معملية عديدة, أن كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - حق, فقد أجروا تجارب على كؤوس كثيرة مليئة بالماء, وغمسوا فى بعضها أحد جناحى الذبابة, وفى الأخرى الذبابة كلها, ثم نزعوا الذباب, وعملوا مزارع بكتيرية على الكؤوس كلها, فوجدوا النتيجة التى أبهرتهم, وهى أن الكؤوس التى وضع بها أحد جناحى الذباب مليئة بالجراثيم, أما الأخرى فتكاد تكون خالية من الجراثيم, وقد عرض نتيجة هذه الأبحاث الدكتور (يحيى ابراهيم محمد عيد) فى المؤتمر السابع للإعجاز العلمى فى القرآن والسنَّة, الذى أقيم فى دُبَى, فى الفترة (22-25 مارس2004) وقال إن الذين أجروا هذه الأبحاث متخصصون فى علم البكتريا, بجامعة الملك عبد العزيز, وجامعة القاهرة, وقد استخدموا ماءً معقماً, وآخر غير معقم, وعملوا مزارع بكتيرية على بيئات مختلفة (وهى ما تسمى أجار وبلاد أجار) ودرجات حموضة مختلفة, فوجدوا النتيجة نفسها, وكان المفروض أن غمس الذباب يزيد من عدد البكتيريا, لأن الغمس يكون بمثابة غسل للذباب فى الماء, ولكنهم وجدوا العكس, وهو (كما قلنا) أن التى غُمِسَت - ولو لعدة مرات - تركت وراءها كمية قليلة من الميكروبات, أما التى لم تغمس, أو التى طارت بنفسها, فقد خلَّفت وراءها كمية كبيرة جداً من هذه الميكروبات. وقد اتضح لهم الإعجاز العلمى فى هذا الحديث الشريف من ناحيتين: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأن الذباب يحمل أمراضاً, وهى التى تسببها الجراثيم التى لا تُرَى بالعين المجردة, والتى لم يتعرف عليها الإنسان قبل اختراع الميكروسكوبات, فكيف تَسنَّى للرسول - صلى الله عليه وسلم - معرفتها مُسبقاً, إلا بوحى الله له؟, والإعجاز الثانى أن غمس الذباب ليخلف وراءه كمية قليلة من الميكروبات, هى فكرة التطعيم ضد الأمراض المعدية, وهى أن يعطوا الإنسان جرعة صغيرة من الميكروبات, لتنشِّط عنده الجهاز المناعى, فيقوم بعمل أجسام مضادة لهذه الميكروبات, والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
Miss Invisible
2011-10-29, 11:21 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة تسعة و اربعون (149):
- إذا سلَّمنا أن محمداً هو أحد الأنبياء, فكيف يفضل نفسه على سائر البشر والأنبياء والمرسلين؟ حتى إنه ليستعلى على آدم أبى البشر, وإبراهيم أبى الأنبياء, وأضف إليهم موسى وعيسى, وذلك بقوله: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر, وبيدى لواء الحمد ولا فخر, وما من نبى يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائى, وأنا أول شافع وأول مُشفَّع ولا فخر)) [صحيح الجامع:1468]
الرد:
- إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج منا إلمامة سريعة بمهمة هذا الرسول العظيم - صلى الله عليه وسلم - وأن نعقد مقارنة بينه وبين سائر الرسل (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) مع التزامنا بقول ربنا تبارك وتعالى: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [البقرة:285] (أى لا نفرق بينهم فى الإيمان بهم) ونحن نقدم هذه المقارنة فى صورة نقاط, تحت عنوان الفرق بين محمد - صلى الله عليه وسلم - وسائر الرسل:
1- كل نبى أُرسِلَ إلى قومه خاصة, وأرسل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس كافة, بل وللجن أيضاً {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]
2- أنه تفوق على سيدنا آدم فى أنه رسول معه رسالة, وآدم ليس معه رسالة, ولكنه نبى فقط.
3- أنه تفوق على إخوانه من أُولى العزم من الرسل بأنه قاتل أعداء الله, ولم يقاتلوا.
4- أنه تفوق على جميع الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - بأنه كان وحيداً لم يساعده أحد من الرسل, وقد ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة رقم (113).
5- أنه - صلى الله عليه وسلم - تفوق على كل الأنبياء والمرسلين فى أنه أرسل إلى قوم لم يأتِهِم رسول من قبله, كما قال تعالى: {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ} [السجدة:3] أى أنه مثل من تعامل مع أرض بُور لم تزرع من قبل, ولم يساعده فيها أحد.
6- أنه - صلى الله عليه وسلم - هو النبى الخاتم {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40] وكتابه هو الكتاب الخاتم والمهيمن على سائر الكتب قبله {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة:48] ولن يأتىَ بعده نبى ولا كتاب, إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
7- أنه النبى الوحيد الذى أخذ الله ميثاق جميع الأنبياء أن يؤمنوا به, ويتبعوه إذا ظهر فى زمانهم {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:81]
8- أنه النبى الوحيد الذى لم يخاطبه الله باسمه مجرَّداً, بل خاطبه بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} أو {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ} فى حين أنه خاطب بقية الأنبياء بأسمائهم, مثل: {يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ} [البقرة:33] {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} [هود:76] {يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ} [هود:48] {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النمل:9] {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران:55] ولم يذكره باسمه إلا وقَرَنَه بالنبوَّة أو الرسالة, مثل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران:144] {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ} [الفتح:29]
9- أنه النبى الوحيد الذى أقسم الله بحياته, فقال سبحانه وتعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:72].
10- أن الله سبحانه وتعالى خصَّه بالشفاعة العُظمَى, بعد أن اعتذر عنها أُولو العزم من الرسل, فى الحديث الذى ذكرناه فى الرد على الشبهة رقم (50).
11- أن أتْباعه - صلى الله عليه وسلم - أكثر من أتباع الرسل قبله, وسيكون يوم القيامة أكثرهم تابعاً, قال - صلى الله عليه وسلم -: ((عُرِضَت علىَّ الأُمَم, فرأيتُ النبى ومعه الرَّهْط, والنبى ومعه الرَّجل والرَّجُلان, والنبى وليس معه أحد, إذ رُفِعَ لى سَوادٌ عظيم, فظننتُ أنهم أمَّتى, فقيل لى: هذا موسى وقومه, ولكن انظُر إلى الأُفُق, فإذا سَوادٌ عظيم, فقيل لى: انظُر إلى الأُفُق الآخر, فإذا سَوادٌ عظيم, فقيل لى: هذه أمّتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب, هم الذين لا يرقون, ولا يسترقون, ولا يتطيَّرون, ولا يكتوون, وعلى ربهم يتوكلون)) [صحيح الجامع:3999]
ثم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين قال هذا الكلام الذى ورد فى السؤال, لم يقدح فى نبوة أحد ممن كانوا قبله, أما معبودكم فقد جاء فى كتابكم المقدس أنه سَبَّ الأنبياء الذين سبقوه: فقال لهم يسوع أيضاً الحق الحق أقول لكم إنى أنا باب الخِراف. جميع الذين أتوا قبلى هم سُرّاق ولصوص. (يوحنا10: 7-8) (ولا ندرى ما وجه الشَّبَه بين الأنبياء والخِراف؟) وقال: أنا الكَرْمَة الحقيقية وأبى الكَرّام (يوحنا15: 1) وقال: لأنى وديع ومتواضع القلب. (متى11: 29), والله أعلم.
الشبهة المائة و خمسون (150):
- يزعم نبيكم أن الرعد مَلَك من الملائكة, فيقول: ((الرعد مَلَك من ملائكة الله مُوَكَّل بالسحاب, معه مَخاريق من نار, يسوق بها السحاب حيث شاء الله)) [صحيح الجامع:3553] مع أن الحقيقة العلمية تقول إن الرعد عبارة عن صوت الكهرباء الناشئة عن تصادم السحاب, فكيف يكون الرعد ملكاً؟
الرد:
- لقد وَكَّلَ الله سبحانه وتعالى بكل شىء مَلَكاً لينفذ أمره فيه, فالمطر له ملك, وهو ميكائيل - عليه السلام - وهناك ملك للرياح, وآخر للجبال, وآخر للزرع, وآخر للأرحام... إلخ, فإن كانت كل الظواهر الطبيعية لها أُسُس علمية, فإن من ورائها هؤلاء الملائكة يقومون بتنفيذها, دون أن نشعر بهم أو نراهم. وربما يكون الملك الموكَّل بالرعد اسمه (رعد) ولذلك سمى الرعد باسمه, فهناك أشياء كثيرة فى واقعنا سُمِّيَت باسم من صنعها أو اخترعها. ألا تطلب من البائع أن يعطيك سندوتش؟ هل علمت لماذا سُمِّىَ سندوتش؟ لأن الذى ابتكره كان اسمه (سندوتش) وتطلب من البقال أن يبيع لك بسطرمة, هل تعلم لماذا سميت بسطرمة؟ لأن أول من صنعها كان اسمه (بسطرمة) وعندما تذهب إلى الصيدلية لتشترى حقنة بنسلين, هل تعلم لماذا سميت بنسلين؟ لأن مخترعها كان اسمه (بنسِليَم لوتاتم) وهناك بلد فى صعيد مصر تسمى إدفو.. هل تعلم لماذا سميت إدفو؟ لأن الصحابة - رضوان الله عليهم - دخلوها فى الشتاء, وكان جوها دافئاً, فقال بعضهم لبعض: (ادخلوا ادفو) أى ليستدفئوا من البرد. هل تعلم لماذا سميت الفيوم بهذا الاسم؟ لأن سيدنا يوسف (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) بناها فى سبع سنين, أى حوالى ألفى يوم, ثم حُوِّرَت إلى (الفيوم) إذن.. فكثير من الأشياء تسمى باسم فاعلها أو مخترعها, لدرجة أن هناك أماكن على سطح القمر سُمِّيَت باسم العلماء الذين نزلوا عليه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحمْو الموت)) [متفق عليه] وكلمة ((الحمو)) معناها أقارب الزوج, فهل هم الموت حقيقة, أم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - شبَّه خطورة دخولهم على النساء بالموت؟ وقد كان العرب يسمون الشىء باسم من اشتهر به, فكانوا يقولون مثلاً: (الجُودُ حاتم) لأنه كان كريماً, و(الشجاعة عنتر) لأنه كان شجاعاً.. وهكذا. فقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((الرعد ملك)) تسمية مجازية بمعنى أنه بِيَد مَلَك, أما كونه ((معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب)) فهذه هى التى تسبب تصادم السحاب ببعضه.
وقد جاء فى كتابكم المقدس تسمية مجازيَّة أشد غرابة من هذه بكثير, حيث قال: الله قائم فى مجمع الله. فى وسط الآلهة يقضى. (مزمور82: 1) (الله) فى هذا النَّص معناه القاضى, أى أنه يحكم بحكم الله, و(الآلهة) بمعنى وجهاء القوم.
ولقد تعجبتم من المخالفة الظاهرية فى هذا الحديث للحقيقة العلمية, فى حين أن كتابكم المقدس ملىء بالمخالفات العلمية, ولكنكم لا تعلمون, ومن هذه المخالفات:
وكل دبيب الطير الماشى على أربع فهو مكروه لكم. إلا هذا تأكلونه من جميع دبيب الطير الماشى على أربع... لكن سائر دبيب الطير الذى له أربع أرجل فهو مكروه لكم. (لاويين11: 20-23) هل هناك طيور تمشى على أربع؟
فأخذ يعقوب لنفسه قُضباناً خضراً من لبنى ولوز ودُلب وقشر فيها خطوطاً بيضاً كاشطاً عن البياض الذى على القضبان. وأوقف القضبان التى قشرها فى الأجران فى مساقى الماء حيث كانت الغنم تجىء لتشرب. تجاه الغنم. لتتوحَّم عند مجيئها لتشرب. فتوحَّمت الغنم عند القضبان وولدت الغنم مخططات ورقطاً وبلقاً. (تكوين30: 37-39) ونحن نسألكم: هل الغنم تتوحَّم؟ ولو توحَّمَت.. هل يفهمها أحد؟, والله أعلم.
الشبهة المائة واحد و خمسون (151):
- إن نبيكم يقسِّم الكذب إلى نوعين, أبيض وأسود, والمعروف أن الكذب مذموم عند كل الناس, فكيف يحلله نبيكم؟
الرد:
- لا يوجد دين حارب الكذب مثل الإسلام, أما الكتاب المقدس فقد وصف كثيراً من الأنبياء بأنهم كَذَبَة, وقد أوردنا أدلة كثيرة على ذلك, فى الرد على الشبهة رقم (48) وقد جاء فيه أيضاً أن المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - كذب على إخوته حينما دعوه للصعود معهم فى عيد (المظال) وتظاهر بأنه لن يذهب معهم, ثم ذهب: اصعدوا أنتم إلى هذا العيد. أنا لستُ أصعدُ بعد إلى هذا العيد لأن وقتى لم يكمل بعد. قال لهم هذا ومكث فى الجليل ولما كان إخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو أيضاً إلى العيد لا ظاهراً بل كأنه فى الخفاء. (يوحنا7: 8-10)
إن أدلة تحريم الكذب فى الإسلام لا تعد ولا تحصى, منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بالصدق, فإن الصدق يهدى إلى البر, وإن البر يهدى إلى الجنة, وما يزال الرجل يصدق ويتحرَّى الصدق حتى يُكتَب عند الله صِدِّيقاً, وإياكم والكذب, فإن الكذب يهدى إلى الفجور, وإن الفجور يهدى إلى النار, وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذاباً)) [صحيح مسلم] وجعل الكذب من صفات المنافقين فى قوله: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا ائتُمِنَ خان)) [صحيح الجامع:16] حتى إنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الكذب ولو فى المزاح, فقال: ((ويل للذى يحدث فيكذب ليضحك به القوم, ويل له, ويل له)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:7136] وقال: ((أنا زعيم ببيت فى رَبَض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان مُحِقّاً, وبيت فى وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً, وبيت فى أعلى الجنة لمن حَسُن خُلُقه)) [صحيح الجامع:1464] ولكن هناك أنواعاً من الكذب ترتاح لها الفطرة السليمة, جَمَعَهَا قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاثاً: الرجل يكذب فى الحرب, فإن الحرب خُدعة, والرجل يكذبُ المرأةَ فيرضيها, والرجل يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما)) الحديث ضعَّفه الألبانى, ولكن معناه صحيح, وهذه الأنواع الثلاثة من الكذب هى التى أحلَّها علماء المسلمين, حتى ولو كان قائلها وَلِىّ من أولياء الله الصالحين. أما النوع الأول فهو الكذب على الأعداء, بشرط ألا يكون فيه نقض لعهد أو أمان, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحرب خُدعة)) [متفق عليه] ولا شك أن هذا الكذب من المباحات, إذ كيف نصدُق مع عدونا؟ أنفشى له أسرارنا ليغصب أرضنا, ويسفك دماءنا, ويهتك أعراضنا؟ وهل إفشاء الأسرار من خطط حربية, ومواقع عسكرية, وأنواع الأسلحة والذخيرة, وأماكن وجودها, وأماكن منصّات إطلاق الصواريخ... إلخ يقوله عاقل؟ إن هذا يعتبر من الجرائم العُظمى, التى يُعاقَب عليها فى بعض البلدان بالقتل. والْمُخادَعة فى الحرب فيها حقن للدماء وتحقيق للغاية أكثر من المواجهة. أما النوع الثانى فهو الكذب على الزوجة, كأن تكون دميمة فيقول لها إنها جميلة, أو أنه لا يحبها فيكذب عليها ويقول إنه يحبها, وذلك لعمارة البيوت, ودوام العِشرة, وتربية الأولاد. ولكن لا يعنى هذا أنه يكذب عليها فى كل شىء, بل هو مباح فى مثل ما قلناه, أو ما شابهه من الإصلاح وتجنب الخلافات. وهى أيضاً يمكنها أن تكذب عليه فتقول إنها تحبه وهى على غير ذلك, حتى لا يغضب عليها أو يطلقها. أما النوع الثالث فهو للصلح بين المتخاصمين, كأن تقول لأحدهما: إن فلاناً يحبك ويمدحك, ويقول عنك كذا وكذا, وتقول للآخر مثل ذلك, وهذا لإصلاح ذات البَيْن, فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} [الأنفال:1] وقال رسوله :- صلى الله عليه وسلم - ((ليس بالكاذب الذى يُصلح بين الناس فيقول خيراً أو يُنمِى خيراً)) [رواه الطبرانى فى الكبير] وقال: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البَيْن, فإن فساد ذات البين هى الحالقة)) [صحيح الجامع:2595] ((الحالقة)) أى أنها تحلق الدين ولا تحلق الرأس (كما جاء فى رواية أخرى) لأن المشاحن يغتاب صاحبه, ويتربص به الدوائر, ويتمنى له الشر, وغير ذلك مما يثير الأحقاد والعداوة بين المسلمين, وكذلك فإن الخصومة بين المسلمين تعرضهم لعدم مغفرة ذنوبهم, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس, فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً, إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء, فيقال: أَنْظِروا هذَيْن حتى يصطلحا, أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا)) [موطأ مالك, صحيح الجامع:2970] إذن هم ثلاثة أنواع فقط, ليس لهم رابع, وليس من عاقل فى الدنيا يعتبر هذه الأنواع كذباً مذموماً. ولكن هناك نوعاً آخر لا يسمى كذباً, ولكنه تعريض, وهذا لا يُستعمل إلا فى الضرورة القصوى, كأن يتعرض الإنسان لمهلكة, ويريد أن ينجو منها, أو لأنه لو قال الحق الصريح, فسيعرِّض غيره للخطر أو يفشى سره, ففى هذه الحالة يقول كلمة صادقة, ولكنها تُفهَمُ بمعنى آخر, وذلك كما فعل الصدِّيق - رضي الله عنه - حين هاجر مع النبى - صلى الله عليه وسلم - إذ لقيه رجل وسأله من هو؟ فلو قال له إنه رسول الله لبلَّغ عنه قريشاً, ولتعقبته لتقطع عليه هجرته, فقال له: (إنه هادٍ يهدينى إلى الطريق) فهو صادق فى قولته, ولكن الرجل فهمها على أنه دليل يريه الطريق الذى يريد أن يسلكه. ولكن لا يجوز استخدام المعاريض فى الشهادة, أو لتضييع الحقوق, أو غير ذلك مما يغضب الله جل وعلا, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن فى المعاريض لمندوحةً عن الكذب)) وقد ضعفه الألبانى, ولكنه معمول به عند أهل العلم, بشرط ألا يتعود عليه الإنسان, لأنه يُفضى به إلى الكذب, ولا يكون إلا فى الضرورة كما قلنا, وألا يوقِع به ضرراً على أحد, والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
Miss Invisible
2011-10-30, 11:36 PM
شبهات حاقدة حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
الشبهة المائة اثنان و خمسون (152):
- عندما أتى ماعِز لنبيكم يعترف له بالزنى حتى يقيم عليه الحد, سأله نبيكم وقال له: ((لعلك قبَّلت, أو غَمَزْت, أو نظرت)) فقال له: لا, فسأله نبيكم وقال له كلمة شنيعة, أول حرف فيها ألف, والثانى نون, والثالث كاف, والرابع تاء, والخامس هاء, والسادس ألف. فهل يصح أن ينطق بهذه الكلمة نبى؟ وحتى لا تكذبوننا.. فالحديث فى (صحيح البخارى) الذى تعتبرونه أصح كتب الحديث.
الرد:
- لقد نسبتم الزنى لأنبيائكم (وحاشاهم) وقد ذكرنا الأدلة على ذلك فى أكثر من موضع, ولم تستطيعوا أن تنسبوه لنبينا - صلى الله عليه وسلم - رغم عداوتكم له, وعدم الإيمان به, ولم ينسبه له أحد من قبلكم على مر العصور والأيام, رغم العداوة المطلقة له - صلى الله عليه وسلم - من المشركين والملحدين والمستشرقين وغيرهم, أتكون هذه الكلمة أشد عندكم من الزنى؟ إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان أشد الناس حياءً, حتى وصفه أصحابه - رضوان الله عليهم - بأنه ((كان أشد حياءً من العَذراءِ فى خِدْرها)) [صحيح الجامع:4799] وكان كثيراً ما يُكنِّى ويستخدم ألفاظاً غير صريحة للتعبير عمّا يريده, وذلك مثل قوله: ((إذا التقى الختانان فقد وجب الغُسل)) [صحيح الجامع:385] وقوله فى الحديث الذى ذكرناه فى حد الزنى: ((إذا رأى أحدكم المرأة التى تعجبه, فليرجع إلى أهله حتى يقع بهم, فإن ذلك معهم)) [صحيح ابن حِبّان, صحيح الجامع:552] وحين سألته امرأة عن التطهر من حيضها, أمرها بالغسل, ثم قال لها: ((خذى فِرصَة من المسك فتطهرى بها)) قالت: كيف أتطهر؟ قال: ((تطهرى بها)) قالت كيف؟ قال: ((سبحان الله! تطهرى)) فاجتبذتها السيدة عائشة - رضى الله عنها – وقالت لها: (تتبعى بها أثر الدم) [صحيح البخارى] وفى رواية أخرى فى [صحيح مسلم] أنه قال لها: ((تطهرى بها, سبحان الله!)) واستتر. أى غطى وجهه, فعرفت السيدة عائشة ما يريد... إلى آخر الحديث. ولا يظن أحد أنه علَّمها كيفية الغُسل بألفاظٍ صريحة, فقد وضحت الرواية التالية, التى وردت فى [سنن ابن ماجه] كيفية شرحه لهذا الغسل: ((تأخذ إحداكن ماءها وسِدْرها فتطهر فتحسن الطهور, ثم تصب على رأسها, فتدلكه دلكاً شديداً, حتى يبلغ شئون رأسها, ثم تصب عليها الماء, ثم تأخذ فِرصَة مُمَسَّكَة فتطهر بها)) [صحيح الجامع:2903] ((فِرصة)) هى قطعة من القطن, ((مُمَسَّكَة)) أى بها مسك, (فاجتبذتها) أى شدَّتها إليها.
إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم ينطق بالكلمة التى وردت فى السؤال إلا مرة واحدة فى حياته, رغم أنها من الكلمات العربية (كما جاء فى كتاب لسان العرب) وقد قالها حتى يتأكد من أن ماعز - رضي الله عنه - زنى, لأنه ربما كان يجهل شروط إقامة حد الزنى, ويظن أنه يُقام على من قبَّل, أو غير ذلك من الأفعال التى لا تعنى الجماع, فأراد النبى - صلى الله عليه وسلم - ألا يقيم عليه الحد - إبقاءً على حياته - حتى يستوثق تماماً من فعلته, ولم يكن هناك بديل لهذه الكلمة, التى تعنى إتمام الجماع, كما يحدث بين الرجل وزوجته. ومعلوم أن بعض الألفاظ تكون مُستقبَحة فى بعض المجتمعات دون غيرها, فربما كانت هذه الكلمة غير مُستقبحة فى عهده - صلى الله عليه وسلم -, فمثلاً كلمة (نسوان) مستقبحة عندنا فى مصر, رغم أنها كلمة عربية مثل (نساء) وفى بعض البلدان العربية يقولون عن المرأة (مَرَة) ولا يجدون فيها أى عيب, فى حين أنها مستقبحة جداً فى مصر, ويعتبرونها شتيمة للمرأة, ولكنها فى الحقيقة ليست كذلك, لأنها اختصار أو تحوير لكلمة (امرأة) وكذلك فإن كلمة (لباس) قد استُخدِمَت فى مصر فى غير معناها, ولو نطق بها أحد لكانت عيباً, فى حين أن معناها الحقيقى لا يعنى معناها العامِّى, فمعناها الأصلى هو ما يلبسه الإنسان, قال تعالى عن أهل الجنة: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [فاطر:33] وقال: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [البقرة:187] أى أنه سبحانه وتعالى شبَّه المرأة بأنها لباس لزوجها, وهو لباس لها, بمعنى أنها سِترٌ له, وهو سِترٌ لها, كما يستر اللباس صاحبه. ربما يقول مجادل: لماذا لم يقل له: أجامعتها؟ فنقول له: إن كلمة (الجِمَاع) لم تُطلَق قط على الزنى, ولكنها تُطلَق على العلاقة الحلال بين الرجل وزوجته, كما أنه من المحتمل أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد خشى أن يلتبس فهم هذه الكلمة على ماعز, فيظن أنها على ما دون الزنى.
والآن نجد أنفسنا مضطرين لأن نذكر بعض الألفاظ الجنسية التى وردت فى الكتاب المقدس, ولولا الدفاع عن نبينا وحبيبنا وقرَّة أعيننا - صلى الله عليه وسلم - ما ذكرناها:
وكانت إلىَّ كلمة الرب قائلة. يا ابن آدم عَرِّف أورشليم برجاساتها وقُلْ. هكذا قال السيد الرب لأورشليم... أما ميلادُكِ يوم وُلِدْتِ فلم تُقطَع سُرَّتكِ ولم تُغسَلى بالماء للتنظف ولم تُمَلَّحى تمليحاً ولم تُقمَّطى تقميطاً. لم تشفق عليكِ عين لتصنع لكِ واحدة من هذه لترق لكِ. بل طُرِحْتِ على وجه الحقل بكراهة نفسكِ يوم ولدتِ. فمررتُ بكِ ورَأيتُكِ مَدُوسَة بدمكِ فقلتُ لكِ بدمكِ عيشى. قلتُ لكِ بدمكِ عيشى. جَعَلتُكِ ربوة كنبات الحقل فرَبَوْتِ وكَبُرْتِ وبلغتِ زينة الأزيان. نَهَدَ ثدياكِ ونبت شعرُكِ وقد كنتِ عريانة وعارية. فمررتُ بكِ ورَأيتُكِ وإذا زمنكِ زمن الحب. فبَسَطتُ ذيلى عليكِ وسترتُ عورتكِ وحَلفتُ لكِ ودخلتُ معكِ فى عهد يقول السيد الرب فصِرْتِ لى. فحمَّمْتُكِ بالماء وغسلتُ عنكِ دماءكِ ومَسَحتُكِ بالزيت... فاتَّكلتِ على جمالِك وزنيتِ على اسمك وسكبتِ زناكِ على كل عابرٍ فكان له. وأخذتِ من ثيابكِ وصنعتِ لنفسكِ مُرتفعات موشاة وزنيتِ عليها. أمرٌ لم يأتِ ولم يكن. وأخذتِ أمتعة زينتكِ من ذهبى ومن فضتى التى أعطيتُكِ وصنعتِ لنفسكِ صُوَر ذكور وزنيتِ بها... وفرَّجتِ رجليكِ لكل عابر وأكثرتِ زناكِ. وزنيتِ مع جيرانكِ بنى مصر الغِلاظ اللحم وزدتِ فى زناكِ لإغاظتى... وزنيتِ مع بنى أشور إذ كنتِ لم تشبعى فزنيتِ بهم ولم تشبعى أيضاً. وكثرتِ زناكِ فى أرض كنعان إلى أرض الكلدانيين وبهذا أيضاً لم تشبعى... أيتها الزوجة الفاسقة تأخذ أجنبيين مكان زوجها. لكل الزوانى يُعطُون هدية. أما أنتِ فقد أعطيتِ كل محبيكِ هداياكِ ورشيتهم ليأتوكِ من كل جانب للزنا بكِ. وصار فيكِ عكس عادة النساء فى زناكِ إذ لم يُزنَ وراءكِ بل أنت تُعطِين أجرة ولا أجرة تُعْطَى لكِ. فصرتِ بالعكس فلذلك يا زانية اسمعى كلام الرب. هكذا قال السيد الرب... لذلك هَأنذا أجمعُ جميع محبّيكِ الذين لذذتِ لهم وكل الذين أحببتِهم مع كل الذين أبغضتِهم فأجمعهم عليكِ من حولكِ وأكشفُ عورتكِ لهم لينظروا كل عورتكِ... ويتركونكِ عريانة وعارية... وأٌحِلُّ غضبى بكِ فتنصرف غيْرتى عنكِ فأسكنُ ولا أغضبُ بعد. (حزقيال16: 1-42) إن هذه القصة - بالإضافة إلى ما فيها من ألفاظ جنسية صارخة - تنسبُ لله سبحانه وتعالى - زُوراً وبُهتاناً - أنه مَرَّ بأورشليم, فوجدها مُلقاه فى الحقل, لم تُقطَع سُرَّتها, ولم يغسلها أحد, فبسط ذيله عليها, وسترها, ونظفها بالماء, ومسحها بالزيت, وألبسها لباساً جميلاً, وأطعمها طعاماً لذيذاً, وحلاها بالذهب والفضة, واتخذها زوجة, وولدت له بنين وبنات, ثم خانته فزنت, وفعلت ما جاء فى النَّص لتغيظه, فعاقبها بأشد العقوبات حتى تذهب عنه غيْرته, ثم غفر لها. وقد اختصرنا بعض الفقرات حتى لا نطيل على القارئ, فمن أراد الاطلاع على القصة كاملة, فليقرأ الإصحاح من أوله إلى آخره.
وهاكُم مختصر قصة أخرى وردت فى الكتاب المقدس: وكان إلىَّ كلام الرب قائلاً. يا ابن آدم كان امرأتان ابنتا أم واحدة. وزنتا بمصر. فى صِباهما زنتا. هناك دُغدِغت ثديّهما وهناك تزغزغت ترائب عِذرتِهما. واسمها أهولة الكبيرة وأهوليبة أختها وكانتا لى وولدتا بنين وبنات... وزنت أهولة من تحتى وعشقت محبّيها أشور الأبطال... كلهم شُبّان شهوة... ولم تترك زناها من مصر أيضاً لأنهم ضاجعوها فى صباها وزغزغوا ترائب عِذرَتِها وسكبوا عليها زناهم... هم كشفوا عورتها... فلما رأت أختها أهوليبة ذلك أفسدت فى عشقها أكثر منها وفى زناها أكثر من زنى أختها. عشقت بنى أشور... كلهم شُبّان شهوة... عشقتهم عند لمح عينيها إياهم... فأتاها بنو بابل فى مضجع الحب ونجسوها بزناهم فتنجست بهم وجفتهم نفسها. كشفت زناها وكشفت عورتها فجفتها نفسى كما جفت نفسى أختها... وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومَنِيّهم كَمَنِىّ الخيل. وافتقدتِ رذيلة صباكِ بزغزغة المصريين ترائبكِ لأجل ثدى صباكِ لأجل ذلك يا أهوليبة هكذا قال السيد الرب. هَأنذا أُهَيِّج عليكِ عُشّاقكِ الذين جفتهم نفسكِ وآتى بهم عليكِ من كل جهة... كل بنى أشور شُبّان شهوة... وأجعلُ غيْرتى عليكِ... ويتركونك عريانة وعارية فتنكشف عورة زناكِ ورذيلتكِ وزناكِ... وتجتثين ثدييكِ لأنى تكلمتُ يقول السيد الرب. لذلك هكذا قال السيد الرب من أجل أنكِ نسيتنى وطرحتنى وراء ظهركِ فتحملى أيضاً رذيلتكِ وزناكِ (حزقيال23: 1-35), والله أعلم.
الشبهة المائة ثلاثة و خمسون (153):
- يقول نبيكم: ((تزوجوا الودود الولود, فإنى مُكاثِر بكم الأمم)) [صحيح الجامع:2940] أنَّى لكم معرفة خصوبتها وهى بكر؟ وأما ((الودود)) وتعنى (المتحببة) فكيف تعرفونها وأنتم تحرِّمون الاختلاط؟
الرد:
- لقد تطورت الأبحاث العلمية لمعرفة خصوبة المرأة, ولو كانت بكراً, أما فى الماضى فكانت تعرف من قريباتها, وخصوصاً أمها, وأخواتها, وخالاتها, لأن الخصوبة من الصفات الوراثية. أمّا ((الودود)) فلا تحتاج للاختلاط لمعرفة أخلاقها, بل تُعرَف من معاملتها لزوجها السابق, إن كانت ثيِّباً, أو بمعاملة أمها مع أبيها, لو كانت بكراً, لأن البنات غالباً ما يأخذن صفات أمهاتهن, وكذلك من معاملة أخواتها مع أزواجهن, وتُعرَفُ أيضاً بسؤال جيرانها, أو أقاربها, أو صديقاتها, عن أخلاقها وتصرفاتها, والله أعلم.
الشبهة المائة أربعة و خمسون (154):
- جاء فى كتب السيرة فى صلح الحديبية أن نبيكم كان إذا تنخَّم نخامة, أخذها أصحابه, ومسحوا بها وجوههم, وإذا توضأ كادوا يقتتلون على فضل وضوئه, فهل كان نبيكم يرضى عن هذه الأفعال المقززة؟
الرد:
- إن ما فعله الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يكن بأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - ولكنه من فرط حبهم له, والتبرك به, وتعظيمه, كما كانوا يقسِّمون بينهم شعر رأسه عندما يحلقه, ومن أمثلة ذلك أيضاً أن جاءه سيدنا قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - فى غزوة أحد, وهو يحمل عينه على كفه, وقال: يا رسول الله.. قُلِعَت عينى, فبلَّلَها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بريقه الشريف, ووضعها مكانها, فبرِئَت بإذن الله, حتى إنه - رضي الله عنه - قال عنها: فوالله إنها كانت أحَدَّ من السليمة. وقد فعل الصحابة - رضوان الله عليهم - هذا الأمر فى صلح الحديبية بالذات لأن عروة بن مسعود الثقفى الذى أرسلته قريش ليتفاوض مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال له متهكماً على أصحابة - رضوان الله عليهم -: يا محمد.. جمعتَ أوباش الناس ثم جئت بهم لبيضتك لتفضها, إنها قريش قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبداً, وأيم الله لكأنى بهؤلاء قد انكشفوا عنك غداً. فرد عليه أبو بكر - رضي الله عنه - بكلمة شنيعة تناسب قولته, وقال له: أنحن ننكشف عنه؟ وأراد الصحابة - رضوان الله عليهم - أن يظهروا له شدة تعظيمهم لنبيهم - صلى الله عليه وسلم - وحبهم له, ففعلوا ما ذُكِرَ فى السؤال, وبالفعل أدهشه ما رأى, وذهب إلى قومه يقول لهم: يا معشر قريش.. إنى جئت كسرى فى ملكه, وجئت قيصر والنجاشى فى ملكهما, والله ما رأيت ملكاً قط مثل محمد فى أصحابه, ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشىء أبداً [مسند أحمد]
إن أحوال الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - غير سائر البشر, فها هو سيدنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: (خدمتُ النبى - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين, فما قال لى أُفّ قط, وما قال لشىء صنعتُه لِمَ صنعتَه؟ ولا لشىء تركتُه لِمَ تركتَه؟ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خُلُقاً, ولا مسستُ خزّاً قط, ولا حريراً, ولا شيئاً, كان ألْيَن من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شممتُ مسكاً قط, ولا عطراً, كان أطيب من عَرَق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) [رواه الترمذى فى سننه وقال حسن صحيح] فكما أن عرقه ليس كسائر البشر, فكذلك نخامته - صلى الله عليه وسلم - ليست كسائر البشر. ثم إنكم قد حكمتم على تصرفات هؤلاء الصحابة - رضوان الله عليهم - بمنطقكم, لأنكم لم تشعروا بفرط حبهم له, وتعظيمهم إياه, فمن الصعب عليكم تصور ما فعلوه, رغم أن فى واقعنا ما يشابهه, فها هى الأم تأكل ما يلفظه ابنها من فمه دون أدنى حرج, فى حين أن أباه لا يستطيع ذلك, وذلك لفرط حبها له أكثر من أبيه.
والذين يتعجبون من فعل هؤلاء الصحابة - رضوان الله عليهم - جاء فى كتابهم المقدس رش الفَرْث على الوجوه, وقد ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة رقم (70) وجاء فيه أيضاً أن المسيح (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) وضع طيناً على عين الأعمى فأبصر, وَتَفَلَ على الأصم فتكلم: فقالوا له كيف انفتحت عيناك. أجاب ذاك وقال. إنسان يقال له يسوع صنع طيناً وطلى عينى وقال لى اذهب إلى بركة سلوام واغتسل. فمضيت واغتسلت فأبصرت. (يوحنا9: 10-11) وجاءوا إليه بأصم أعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه. فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه فى أذنيه وتفلَ ولمس لسانه. ورفع نظره نحو السماء وأنَّ وقال له إفَّثا. أى انفتح. وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً. (مرقس7: 32-35), والله أعلم.
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/32084/400094.gif
ان شاء الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir