مشاهدة النسخة كاملة : مطلوب شرح لمعنى الاشعريه والاشعرين
mo0o0o
2011-10-23, 12:23 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سمعنا كثيرا فى الفترة الاخيرة عن الخلاف بين الشيخ ابو اسحاق ومفتى مصر الدكتور على جمعه
وبصراحه سمعت كثيرا عن الاشعرين والاشعريه وان الشيخ الشعراوى كان اشعرى فبرجاء من الاخوة شرح ما هى الاشعريه وما الاختلاف بينهم وبين منهج السلف الصالح وهل هى بدعه بارك الله فيكم
ملحوظه للمراقبين الحريه فى نقل الموضوع فى المنتدى المناسب
ABO FARES
2011-10-23, 12:53 PM
تابع هذا الرابط لعله يفيدك ان شاء الله
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=65287
mo0o0o
2011-10-23, 01:21 PM
شكرا اخى ابو فارس بس اعذرنى اللى انا فهمته هو اختلاف فى تاويل صفات المولى عز وجل ولكن هل هذا اختلاف عقائدى ولا اختلاف طفيف وبصراحه احب اعرف موقف الشيخ الشعراوى لان من منا لم ينتظر حلقته كل جمعه
tamer2002
2011-10-23, 01:33 PM
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب (7) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب (8)
بدأت كلامي بتلك الآيات لأن أساس المذهب الأشعري هو التأويل وقد أردت فقط أن الرد على أهل هذا المذهب يكون بذكر تلك الآيات فهي بها الرد الكافي والشافي عليهم ولنقل جميعاً نحن وهم آمنا به كل من عند ربنا ( آمنا بكتاب الله كله وكلماته كلها ) هذا إن كنا من ذوي العقول ولندع جميعا ربنا أن يثبتنا على الإيمان وأن لا يزغ قلوبنا بعد إ هدانا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ..
أما بعد ...
بالتأكيد نحن لسنا دعاة تكفير أو فتنة أو شق صف إنما أردنا أن نوضح بعض ما جاء عن مذهب الأشاعرة حتى تعم الفائدة ولنعلم أنه هناك العديد من العلماء الأجلاء قد كانوا من أتباع هذا المذهب ومنهم من عاد عن بعض أفكاره في نهاية حياته ومنهم من ظل على اعتقاده وفي النهاية جميعنا مسلمون موحدون بالله تجمعنا كلمة لا إله إلا الله . دين الإسلام هو دين الفطرة السليمة فلا نحن مغالون كما غالى النصارى ولسنا ماديون لا نؤمن إلا بما نراه ونلمسه بأنفسنا كما فعل اليهود .. لذلك نحن مؤمنون بالقرآن وانه كله من عند الله ونشهد أن محمد رسول الله ونؤمن بسنته الثابتة المتواترة وكفى ..
وبدون تطويل سأحاول أن أذكر لكم تعريف بهذا المذهب وعلماءه وأشهر التابعين ونوضح الالتباس الذي حدث عندهم .. مرة أخرى نؤكد على أننا لا نطعن على ايمان أحد ويكفي أن تعرفوا أن من اتباع هذا المذهب صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي والطبري والرازي وغيرهم وقيل الشيخ الشعراوي يميل للتصوف والأشاعرة والآن من نعرف أن مفتي مصر الشيخ علي جمعة والدكتور احمد الطيب رئيس الأزهر منهم أيضاً.. ونحسبهم ولا نزكي على الله أحدا رجالاً مؤمنين وقد اجتهدوا وقد يخطئ بعضهم وقد يصيب ولكن وجب علينا أن نوضح الأمر حتى لا يظن البعض أن هذا هو مبدأ وإيمان السلف الصالح
- من هم الأشاعرة ؟
هم أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، المنتسب إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-.
وأبي الحسن الأشعري هو: العلامة أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أمير البصرة بلال بن أبي برده بن صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي موسى الأشعري.
ولد سنه 260هـ وكان عجباً في الذكاء وقوة الفهم.
كان في أول أمره معتزلياً ومنهجه هو منهج المعتزلة ( وهو تقديم العقل على النقل ) وظل فيه أربعون عاماً ثم بعد ذلك أخذ يعيد النظر في معتقدات المعتزلة ويخطط لنفسه منهجاً مستقلاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص. ومنهجه الفكري كان قريباً من منهج أهل السنة لكن يعيبه أنه يفضل التأويل في أغلب آرائه.
ومن أشهر علماء المذهب الأشعري هم الطبري والرازي والبغدادي ومن المتأخرين عضد الدين الإيجي ومن أشهر أتباعه نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي والعز بن عبد السلام و البيضاوي والعديد من فقهاء الشافعية والمالكية ( مثل البيهقي والقشيري )
أبرز ما يؤمنون به
إن الأشاعرة أنفسهم ليسوا على مذهب موحد واحد الكل متفق عليه بل بينهم اختلاف، وأحيانا يكون الاختلاف كبيراً. فالمذهب الأشعري مر بعدة أطوار، لهذا يصعب تحديد العقيدة الأشعرية تماماً إلا من خلال استعراض تاريخها وما مرت بها حتى استقرت بالرغم من وجود بعض الخلافات . والسبب في إتباع العديد لمذهبهم هو إنهم يقولون بالكثير من أقوال أهل السنة ولكن يختلفون في عدة نقاط سوف نذكر أهمها
ثم إن الرجوع عن المذهب، وقع كثيراً لأعلام الأشاعرة فالأشعري نفسه ترك الأشعرية ورجع إلى عقيدة السلف، ثم إن الكتب التي انتشرت وتلقفها الناس وصارت من الأصول المعتمدة في المذهب ثم أصحابها تراجعوا عن المذهب؟.
ثم إن أئمة الأشاعرة بعد الأشعري ليسوا على قول واحد حتى في الأصول
1. فبعضهم يثبت سبع صفات فقط ويأول الباقي. وبعضهم يثبت سبع صفات أخرى غير السبع.
2. والبعض يأخذ بأحاديث الآحاد والبعض لا يأخذ.
3. صفة الاستواء بعض الأشاعرة أثبتها والبعض أولها بالاستيلاء.
4. والبعض قال بعرش الرحمن والبعض أول العرش بالملك وقال بأنه استوى على ملكه.
5. الوجه واليدين والعين - بعض كبار الأشاعرة أثبتها والبعض الآخر نفاها وأولها والبعض الثالث سلك مسلك التفويض.
6. بعض الأشاعرة معارض للمعتزلة تماماً وبينهم حروب طاحنة، والبعض يحاول التوفيق بين الأشاعرة والمعتزلة ويقرب بعض الأقوال من بعض.
7. بعض الأشاعرة يهتم بالحديث والأثر والسنة، والبعض له صلات بالفلسفة وعلم الكلام.
tamer2002
2011-10-23, 01:34 PM
أشهر علمائهم
- أبو الحسن الطبري: توفي بحدود 380هـ.
بدأ أبو الحسن في استخدام المنهج العقلي في تأويل النصوص ولم يفرق أبو الحسن بين الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة والأحاديث الثابتة.
- القاضي الباقلاني (أبو بكر بن الطيب الباقلاني) توفي سنة 403هـ.
يعتبر الباقلاني المؤسس الثاني للمذهب الأشعري ويكاد يجمع الباحثون على أن للباقلاني دور كبير في تطوير المذهب الأشعري
الميل إلى بعض أقوال المعتزلة - التركيز على مبدأ إنكار العِلّيه والسببية
وقد رجع أيضا لمذهب السلف في نهاية حياته وألف كتاباً اسمه ( تمهيد الأوائل ) وكتاب ( الإبانة) وذكر فيها بأنه يقول بما قال السلف في الاعتقاد بالجملة وإن بقي لديه بعض الأقوال المخالفة لهم بسبب عدم احاطته التامة بمذهب السلف في كافة الأمور
- ابن فورك المتوفي: سنة 406هـ.
أحد تلامذته هو الإمام البيهقي وقد خالف سالفيه فيما يتعلق بالعناية بالحديث والاهتمام به مع البقاء على منهج وطريقة أهل الكلام وتأويلاتهم وبذلك خف الحاجز الذي كان يفصل بين أهل السنة من أهل الحديث الذين يثبتون ما دلت عليه النصوص
- وعابه الغلو في التأويل وكأنه صار هو الأصل والإثبات هو القليل
تأويل صفة الاستواء والعلو وهذا تطور كبير في المذهب الأشعري ما قال به أحد من قبله، وإن كان قد أثر عنه المنع من تأويلها.
- البغدادي: المتوفى سنة 429هـ.
مخالفته صراحة لبعض أقوال شيخ الأشاعرة أبي الحسن الأشعري - تبنى بعض آراء المعتزلة قال في مسألة الاستواء وكان يقول أن الصحيح عندنا تأويل العرش على معنى الملك. فأتى بشيء لم يُسبق إليه غفر الله له... من أوائل الأشاعرة الذين أولوا الصفات الخبرية تماماً وصراحة كالوجه واليدين والعين فابن فورك ومن قبله أثبتوا لله الصفات الخبرية وإن كان ابن فورك أوّل بعضها كالقدم والأصبع واليمين فجاء البغدادي وقال بتأويل كل الصفات الخبرية.
- البيهقي: المتوفي سنة 458هـ.
ربط المذهب الأشعري بالفقه الشافعي.
قام البيهقي بدور عظيم في الفتنة التي وقعت على الأشاعرة المعروفة بفتنة القشيري
- القشيري: المتوفى سنة 465هـ.
- إدخال التصوف في المذهب الأشعري ولم يكن تصوف القشيري تصوفاً سنياً كما يظن البعض، بل كان يؤمن بوجود القطب والأوتاد والإبدال والغوث ودعوته إلى آداب المريد مع الشيخ وإباحته للسماع وزادت صلته بالصوفية حتى صار شيخاً فيها.
ولا شك أن القشيري يمثل مدرسة كان لها الأثر الكبير في عقائد ومنهج الإشاعرة
- الجويني: المتوفي سنة 478هـ.
مال إلى كثير من آراء المعتزلة يعتبر الجويني من أئمة الشافعية وقد كتب كتاباً يفضل فيه مذهب الشافعي ويرى أنه الأحق بالإتباع، ومن أبرز الأمور الملفتة والبارزة في منهجه إدخاله مسائل المنطق والكلام في أصول الفقه وقد تأثر بمنهجه هذا من جاء بعده من الأشاعرة مثل الغزالي والرازي والآمدى وغيرهم.
يتبين مما سبق كيف أنه خطا بالمذهب الأشعري نحو الاعتزال
ثم إنه عاد أيضا في آخر حياته عن مبدأ التأويل وقال في آخر حياته لقد خُضتُ البحر الخِضم وخلَّيت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت فيما نهوني عنه ، والآن إن لم يتداركن الله برحمته فالويل لابن الجويني وها أنذا أموت على عقيدة أمي – أو قال – : عقيدة عجائز نيسابور
- الغزالي: المتوفي سنة 505هـ.
1- ميله إلى تأويل عذاب القبر وعذاب النار ونعيم الجنة بتأويلات قرمطية باطنية وهذه من الأمور الخطيرة عنده.
2- إنكار السببية.
3- تكريس قانون التأويل الكلامي في المذهب الأشعري.
4- لا مانع أن يحمل الإنسان أكثر من عقيدة.
وبالرغم من مؤلفاته العديدة التي دافع فيها عن علم الكلام فقد رجع وتاب في نهاية حياته وتاب قبل مماته وقد اعترف ان المشتغلون بالكلام يصيبهم الشك والحيرة وقال تلميذ الغزالي ( أبو الحسن عبد الغفار الفارسي ) عن معلمه ( وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله ، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما حجة الإسلام … ) « [ طبقات الشافعية للسبكي ( 4 / 111 ) وسير أعلام النبلاء للذهبي ( 19 / 325 – 326 ) ]
- فخر الدين الرازي: المتوفى سنة 606هـ.
أتعب نفسه طول حياته بالبحث فيما عاد عليه بالضرر من الحيرة والشك كما اعترف هو بنفسه ، وقبل أن نذكر كلامه عن نفسه وكلام العلماء الصادقين فيه نبين بعض ما قد صدرَ منه
1- القرب من المعتزلة والرد على أدلة الأشاعرة مع النقد لأعلام الأشاعرة فنقد الغزالي والبغدادي والشهرستاني وغيرهم.
2- دافع عن تكفير المعتزلة والخوارج والروافض.
3- تصريحه بالجبر في مسألة القدر.(الجبرية )
4- جعل العقل أصلاً والنقل تابعاً ، وافترض افتراضاً باطلاً وهو كما في كتابه تأسيس التقديس وهو : أنه لو خالف النقل عقلٌ فماذا يحصل ؟!! ، وهذا نوعٌ من الطعن في الأدلة الشرعية فإنه لا يمكن أن يُخالف نقلٌ صحيح عقلٌ سليم صريح
5- ومن الآثار البارزة في المنهج متابعة من جاء بعده له في خلط علوم الفلسفة بعلم الكلام.
ولعلي أكتفي بهذا القدر ليتضح المقصود وهو أن عقيدة الأشاعرة ليست واضحة تماماً ومحدده ومتفق عليها وأن كل إمام كان يحدث تغييرات ليست فرعية بل منهجية
من رموز الأشاعرة
- أبو الحسن الآمدي توفي سنة 631هـ.
- العز بن عبد السلام توفي سنة 660هـ.
- صفى الدين الهندي توفي سنة 715هـ.
- بدر الدين ابن جماعه توفي سنة 733هـ.
- البيضاوي توفي سنة 685هـ.
- الإيجي توفي سنة 756هـ.
- أبو على السكوني توفي سنة 717هـ.
tamer2002
2011-10-23, 01:35 PM
وقبل أن استعراض السمات الأخيرة تقريباًَ التي استقر عليها المذهب الأشعري لعلي أشير إلى رجل ذكرت اسمه قبل قليل له علاقة بالأرضية النهائية التي استقر عليها المذهب الأشعري وهو:
عضد الدين الإيجي: توفي سنة 756هـ هذا الإمام له كتابان:
يعتبر هذا العالم وكتابه هو الأرضية الأخيرة التي استقر عليها المذهب الأشعري .. وأشهر ما كتبه هو كتاب (المواقف في علم الكلام) ويمتاز الكتاب بأسلوب متميز وتقسيم جيد مع البعد عن التطويل ومع سهولة الكتاب ودقة تبويبه أصبح مقررا دراسيا في العصور المتأخرة لدى الكثيرمن المعاهد والجامعات في أنحاء العالم الإسلامي
السمات الأخيرة تقريباًَ التي استقر عليها المذهب الأشعري
1- ضرورة المقدمات المنطقية العقلية.
2- التمسك بدليل حدوث الأجسام.
3- استقرار القانون العقلي عند تعارض العقل والنقل.
4- خبر الآحاد لا يفيد اليقين فلا يُحتج به في العقائد.
5- مسألة نفي العلو والجهة أصبحت من المسائل المسلمة التي لا تقبل المناقشة.
6- التوحيد عندهم هو توحيد الربوبية فقط، ويدخلون فيه نفي الصفات الخبرية أما توحيد الألوهية فلا يشيرون إليه في كتبهم إلا من خلال موضوعات التصوف.
7- في الصفات استقر الأمر على إثبات سبع صفات وما عداها فيجب تأويلها.
8- الصفات الخبرية (الوجه اليدين) فيها قولان التأويل أو التفويض.
9- نفي الصفات الفعلية الاختيارية.
10- كلام الله هو الكلام النفسي.
11- الرؤية ثابتة لكن مع نفي العلو.
12- الإيمان مالوا فيه إلى مذهب المرجئة.
13- فيما يتعلق بحكمهم على من خالفهم بقي المذهب متأرجحاً بين التكفير لغالب الطوائف والإعذار لهم.
14- مسألة الإمامة وأحوال القيامة والجنة والنار والشفاعة وعدم خلود أهل الكبائر في النار بقي موافقاً لمذهب أهل السنة والجماعة.
ولمن أراد الاستزادة في شرح معنى الأربعة عشر مبدأ فسوف أدرج ذلك حتى تعم الفائدة
والله تعالى أعلم
بعض التعريفات المختصرة
الجهمية : نسبة لصاحبها ( جهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم) يقولون بخلق القرآن وينكرون صفات الله ومحبة الله تعالى لعباده المؤمنين وينكرون كلام الله تعالى وبالتالي يأولون ويرفضون أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما ويعتقدون في الجبرية
الجبرية : مسالة الجبر تدعو إلى التعطيل وترك العمل والركون إلى القدر
tamer2002
2011-10-23, 01:37 PM
ملحق ( 1 ) – تفصيل ما انتهى إليه الأشاعرة
كان الأشاعره في بداية منشأهم أقرب الناس إلى أهل السنة والجماعة ولم يخالفوهم إلا في مسائل يسيره أغلبها في الاعتقاد وبخاصة فيما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات لكن بعد مرور الزمن تطور المذهب وتعّقد وتأثر بآراء كثيرة من اعتقادات الفرق الأخرى وأصبح المذهب الأشعري خليطاً من المذاهب قال شيخ الإسلام: "والأشعرية الأغلب عليهم أنهم مرجئة في باب الأسماء والأحكام، جبرية في باب القدر، وأما في الصفات فليسوا جهمية محضة بل فيهم نوع من التجهم ". (6/55).
ومن حسنات الأشاعرة أنهم بينوا عوار المعتزلة وتناقضاتهم وذلك لبقاء الأشعري في المعتزلة 40 سنة، قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "فإن الأشعري كان من المعتزلة وبقي على مذهبهم أربعين سنة يقرأ على أبي علي الجبائي، فلما انتقل عن مذهبهم كان خبيراً بأصولهم وبالرد عليهم وبيان تناقضهم وأما ما يقي عليه من السنة فليس هو من خصائص المعتزلة بل هو من القدر المشترك بينهم وبين الجهمية، وأما خصائص المعتزلة فلم يوالهم الأشعري في شيء منها، بل ناقضهم في جميع أصولهم ومال في مسائل العدل والأسماء والأحكام إلى مذهب جهم ونحوه". (13/99).
1- مصدر التلقي:
مصدر التلقي عند الأشاعرة هو العقل وقد صرح أئمة المذهب بذلك كالجويني والرازي والبغدادي والغزالي والآمدي والسنوسي، يقول السنوسي: "وأما من زعم أن الطريق بدأ إلى معرفة الحق الكتاب والسنة ويحرم ما سواهما فالرد عليه أن حجيتهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي، وأيضا فقد وقعت فيهما ظواهر - يقصد أي في ظاهر الكتاب والسنة - من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع" ويقول أيضا: "أصول الكفر ستة.. قال في خامسها: التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية".
أما السنة خاصة عند الأشاعرة فلا تثبت بها عقيدة، المتواتر يجب أن يأوّل والآحاد لا يجب الاشتغال به حتى على سبيل التأويل، حتى إن إمامهم الرازي قطع بأن رواية الصحابة كلهم مظنونة بالنسبة لعدالتهم وحفظهم سواء. وقال بأن في الصحيحين أحاديث وضعها الزنادقة.
ثم إنك تقرأ في كتب العقائد من كتب الأشاعرة المائة صفحة بل وأكثر لا تجد فيها آية ولا حديث، لكنك تجد في كل فقرة "قال الحكماء" أو "قالت الفلاسفة" مثل كتاب الإرشاد للجويني، هذا إذا كان الأشعري لم تخالطه لوثة التصوف فإن كان فيه صوفية كالغزالي، فإن مصدر التلقي يكون تقديم الكشف والذوق على النص وتأويل النص ليوافق الذوق وقد يصححون بعض الأحاديث ويضعونها حسب هذا الذوق. وقد أطال النفس شيخ الإسلام في الرد على مصدرهم العقلي في كتابه الفذ - درء تعارض العقل والنقل - فهو كله تقريبا رد عليهم.
2- إثبات وجود الله:
وجود الله تعالى أمر فطري معلوم بالضرورة لا داعي للتكلف في إثبات وجوده -عز وجل- والأدلة عليه من الكون والنفس والوعي والآثار والآفاق أجل من الحصر.
أما الأشاعرة فطريقتهم غريبة في إثبات وجود الله والذي يسمونه دليل "الحدوث والقدم".
يقولون: بأن الكون حادث وكل حادث فلا بد له من محدث قديم وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث، ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهةً ولا مكان... إلى آخر ما أطالوا في تقرير هذه القضايا والذي قد ترتب على أصولهم الفاسدة إنكار كثير من صفاته -عز وجل- كالرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم ولو أنهم اختصروا هذا الدليل الطويل العريض وقالوا الكون مخلوق وكل مخلوق لا بد له من خالق لكان أيسر وأخصر وأقرب للصواب. لكنه إعطاء العقل أحياناً أكبر من حجمه الطبيعي يورد هذه الموارد.
3- التوحيد:
التوحيد عند أهل السنة معروف بأقسامه الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، والتوحيد عند أهل السنة هو أول واجب على المكلف.
أما الأشاعرة فالتوحيد عندهم هو: نفي التثنية أو التعدد ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة وحسب تعبيرهم نفي الكمية المتصلة والكمية المنفصلة. ومن هذا المعنى فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع، أما التوحيد الحقيقي وما يقابله من الشرك والتحذير منه فلا ذكر له في كتبهم إطلاقاً.
وأول واجب على المكلف عند الأشاعرة ليس التوحيد بل النظر، فإذا بلغ الإنسان سن التكليف وجب عليه النظر ثم الإيمان.
وينكر الأشاعرة المعرفة الفطرية ويقولون أن من آمن بالله بغير طريق النظر فإنما هو مقلد ورجح بعض الأشاعرة كفره. يقول الجويني في الإرشاد ص25: "أول ما يجب على العاقل البالغ باستكمال سن البلوغ أو الحلم شرعاً القصد إلى النظر الصحيح المفضي إلى العلم بحدث العالم والنظر في اصطلاح الموحدين هو الفكر الذي يطلب به من قام به علماً أو غلبة ظن"
4- الإيمان:
الأشاعرة في باب الإيمان مرجئة جهمية، يقولون بأن الإيمان هو التصديق القلبي وهذا بإجماع الأشاعرة. واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي عند تصديق القلب أم لا بد من النطق بهما، وقد ذهب بعضهم إلى أن المصدق بقلبه ناج عند الله وإن لم ينطق بهما - قال بهذا من المعاصرين حسن أيوب والبوطي - فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول عمه أبو طالب لا إله إلا الله. وبناء على كلامهم الفاسد هذا أولوا كل نص ورد في زيادة الإيمان.
5- الصفات:
متقدمي الأشاعرة كالأشعري والباقلاني على مذهب أهل السنة في إثبات الصفات. أما متأخريهم كالرازي والغزالي ومن بعدهم فقد اقتصروا على إثبات سبع صفات وأولوا الباقي وسموها صفات الذات وهي: "العلم، القدرة، الإرادة، السمع، البصر، الكلام، والحياة" وأما الصفات الأخرى كالاستواء والعلو والنـزول وغيرها فكلها أولوها ووافقوا المعتزلة فيها.
بل حتى هذه الصفات السبع التي أثبتوها لم يثبتوها على طريقة السلف من خلال نصوص الكتاب والسنة ولكن أثبتوها عن طريق العقل:
فقالوا: وجدنا أن الأحداث التي تحدث من وقت لآخر، أفعال حديثة تتجدد، وهذا يدل على القدرة فبذلك أثبتوا صفة القدرة فقالوا: نثبت صفة القدرة بالأفعال التي تتجدد من إحياء وإماتة ورفع وخفض وغير ذلك؛ لأن من يفعل مثل هذه الأفعال لا بد أن يكون قديراً، فأثبتوا صفة القدرة. قالوا ثم التخصيص: بمعنى جعل هذا عالماً وذاك جاهلاً وهذا غنياً وذاك فقيراً، هذه التخصيصات تدل على الإرادة؛ لأنه لا يخصص هذا التخصيص إلا من له إرادة، فأثبتوا صفة الإرادة. ثم الإتقان والإحكام: فهذا الإحكام البديع وهذا الإتقان في المخلوقات يدل على العلم، فأثبتوا صفة العلم. ثم قالوا: الذي يتصف بالقدرة والإرادة والعلم لا بد أن يكون حياً، فأثبتوا صفة الحياة. ثم قالوا: الحي لا بد أن يكون سميعاً بصيراً متكلماً فأثبتوا صفة السمع والبصر والكلام. فأثبتوا هذه الصفات السبع عن طريق العقل.
وقد أطال النفس العلامة ابن القيم في الصواعق المرسلة، في الرد عليهم في إثبات بعض الصفات ونفي البعض الآخر في مناقشة علمية هادئة فيقول -رحمه الله-: "فما الذي سوغ تأويل بعضها دون بعض؟ وما الفرق بين ما أثبتها وما أولتها من جهة السمع أو العقل؟ ودلالة النصوص على أنه له سمعاً وبصراً وعلماً وقدرةً وإرادةً وحياةً وكلاماً، كدلالتها على أن له محبةً ورحمةً ووجهاً ويدين، فدلالة النصوص على ذلك سواء فإن قلت:
<SPAN style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 14pt" lang=AR-SA>إن إثبات الإرادة والمشيئة لا يستلزم تشبيهاً وتجسيماً، وإثبات حقائق ما أولته يستلزم التشبيه والتجسيم، فإن الرحمة رقة في القلب تعتري طبيعة الحيوان... قيل لك: وكذلك الإرادة هي ميل النفس إلى جلب ما ينفعها ودفع ما يضرها ومثلها جميع ما أثبتته من الصفات إنما هي أعراض قائمة بالأجسام في الشاهد فكيف لزم التشبيه والتجسيم من إثبات تلك الصفات ولم يلزم من إثبات هذه؟. فإن قلت: أنا أثبتها على وجه لا يماثل صفاتنا ولا يشبهها، قيل لك: فهلاّ أثبت الجميع على وجه لا يماثل صفات المخلوقين؟ فإن قلت: هذا لا يعقل، قيل لك: فكيف عقلت سمعاً وبصراً ليست من جنس صفات المخلوقين؟ فإن قلت: أنا أفرق بين ما يتأول وما لا يتأول بأن ما دل العقل على ثبوته يمتنع تأويله كالعلم والحياة وما لا يدل عليه العقل يجب
tamer2002
2011-10-23, 01:38 PM
تابع ملحق ( 1 )
7- نظرية الكسب:
وهذا في الحقيقة من عجائب الأشاعرة والتي لم يفهموها هم فكيف بغيرهم ولهذا قيل:
مما يقال ولا حقيقة تحته
الكسب عند الأشعري والحال
معقولة تدنو إلى الإفهام
عند البهشمي وطفرة النظام
وخلاصة هذه النظرية: أن أفعال العباد خلق لله وكسب للعباد بمعنى: أن العبد إذا توجهت إرادته نحو عمل ما، خلق الله قدرة العبد وخلق معها الفعل فقدرة العبد مهمتها كسب الفعل، وقدرة الله مهمتها خلق الفعل، ومناط التكليف والثواب والعقاب على الكسب.
يقول الشهرستاني: "... الفعل الحاصل إذا أراده العبد وتجرد له ويسمى هذا الفعل كسباً فيكون خلقاً من الله تعالى إبداعاً، وإحداثاً وكسباً من العبد حصولاً تحت قدرته".
وكما ترون كلام -كما قلت- لم يفهموه هم حتى أن الرازي نفسه عجز عن فهمه فقال: "إن الإنسان مجبور في صورة مختار" فكيف يكون مجبوراً ويكون مختاراً؟
وقد أراد البغدادي أن يوضح هذه النظرية لأحد أصحابه فأتى بمثال لكي يشبه اقتران قدرة الله بقدرة العبد مع نسبة الكسب إلى العبد فقال: لو أن هناك حجز كبير، وقد عجز عن حمله رجل، وهناك رجل آخر يستطيع حمل الحجر لوحده، فإذا اجتمعا كليهما على حمل الحجر، كان حصول الحمل بأقواهما، ولا خرج أضعفهما بذلك عن كونه حاملاً.
ولاشك في فساد هذا المثال لمن تأمله.
فالأشاعرة بهذه النظرية خرجوا عن المنقول والمعقول وقد رد عليهم العلامة ابن القيم -رحمه الله- في شفاء العليل فقال: "إذا كان الإنسان ليس بفاعل حقيقة والفاعل هو الله -سبحانه وتعالى- وأفعال الإنسان قائمة لم تقم بالله فإذا لم يكن الإنسان فاعلها مع قيامها به فكيف يكون الله هو فاعلها؟ ولو كان الله فاعلها لعادت أحكامها إليه واشتقت له منها أسماء وذلك مستحيل إذ يتعالى -سبحانه وتعالى- عن ذلك فيلزم إذاً أن تكون أفعالاً لا فاعل لها، وهو باطل فما يؤدي إليه مثله.
خلاصة قول أهل السنة: أن العبد يفعل الفعل حقيقة، والله خالقه وخالق أفعاله.
ترتب على قول الأشاعرة بنظرية الكسب النقطة التي تليها:
8- التكليف بما لا يطاق:
تقول الأشاعرة بأنه يجوز أن الله يكلف عباده ما لا يطيقونه؛ لأن مشيئته مطلقة ولا يقبح منه شيء البتة.
يقول الشهرستاني في الملل والنحل وهو يحكي آراء الأشعري: "وتكليف ما لا يطاق جائز على مذهبه".
غير أن الأشاعرة يفرقون بين نوعين من التكليف:
الأول: ما يعجز عنه العبد لعدم القدرة عليه أصلاً كتكليف الأعمى أن يبصر، قالوا وهذا ما لا يكلف الله به.
الثاني: ما لا يستطيعه العبد لأنه صرف الجهد عنه وهذا جائز عندهم، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [(286) سورة البقرة] قالوا: لو لم يكن التكليف بما لا يطاق جائزاً لما دعوا الله أن لا يحملهم إياه.
والرد عليهم: بأن أول الآية صريح في عدم التكليف بما لا يطاق قال الله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [(286) سورة البقرة] وكلام الله يحمل على ظاهره ولا يخرج من العموم إلى الخصوص إلا بحجة ظاهرة، أما القصد من الدعاء في قوله: {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} فيحتمل أن يراد به لا تحملنا من العذاب العاجل والآجل ما لا طاقة لنا به أو لا تشدد علينا كما شددت على بنى إسرائيل.
والعلامة ابن القيم في كتابة عدة الصابرين له رد نفيس على الأشاعرة في بدعتهم هذه فيقول -رحمه الله-: "وتأمل قوله تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [(147) سورة النساء] كيف تجد في ضمن هذا الخطاب أن شكره تعالى يأبى تعذيب عباده بغير جرم كما يأبى إضاعة سعيهم... إلى أن قال: وفي هذا رد لقول من زعم أنه سبحانه يكلف ما لا يطيقه ثم يعذبه على ما لا يدخل تحت قدرته، تعالى عند هذا الظن الكاذب والحسبان الباطل علوا كبيراً" ص280.
9- الحسن والقبح:
مر معنا بأن الأشاعرة يغلبون جانب العقل في كثير من معتقداتهم ومن عجائبهم بل ومتناقضاتهم أنهم في مسألة التحسين والتقبيح ألغوا جانب العقل تماماً بل وحتى الفطرة وقالوا بأن مرد الحسن والقبح هو الشرع وحده وكأنهم بفعلهم وقولهم هذا رد فعل لقول المعتزلة الذين يقولون بأن الحسن والقبح يعرف بالعقل.
وترتب على أصلهم الفاسد هذا قولهم بأن الشرع قد يأتي بما هو قبيح في العقل، فإلغاء دور العقل تماماً أسلم من نسبة القبح إلى الشرع، ومثلوا لذلك بذبح الحيوان قالوا بأنه في ذبحه إيلام له بلا ذنب وهو قبيح في العقل ومع ذلك أباحه الشرع وهذا في الحقيقة هو قول البراهمة الذين يحرمون أكل الحيوان. ولابن القيم -رحمه الله تعالى- رد على الأشاعرة في مسألة التحسين والتقبيح في كتابه مفتاح دار السعادة وقد وساق آيات كثيرة كلها تدل على إثبات الحسن والقبح عقلاً مثل قوله تعالى: {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ} [(157) سورة الأعراف] فلو كان لا معنى للمعروف إلا ما أمر به ولا المنكر إلا ما نهى عنه كما تزعمه الأشاعرة لكان معنى الآية: يأمرهم بما يأمرهم به وينهاهم عما ينهاهم عنه وهذا كلام ينـزه عنه آحاد العقلاء فضلاً عن كلام رب العالمين وهل دلت الآية إلا على أنه أمرهم بالمعروف الذي تعرفه العقول وتقر بحسنه الفطر ونهاهم عما هو منكر في الطباع والعقول. وأيضاً قوله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} [(157) سورة الأعراف] فهذا صريح في أن الحلال كان طيباً قبل حله وأن الخبيث كان قبل تحريمه ولم يستفد طيب هذا وخبث هذا من نفس الحل والتحريم إلى غير ذلك من الآيات.
وخلاصة رأي أهل السنة والجماعة في الحسن والقبح: أنه يثبت بالعقل ويمكن للعقل أن يدرك حسن وقبح الأشياء لكن لا يترتب على هذا الإدراك أو هذه المعرفة ثواب ولا عقاب إلا بالشرع.
ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كلام ابن القيم في مفتاح دار السعادة فقد رد عليهم من 63 وجهاً. وأيضاً له كلام في شفاء العليل.
وكذلك رد عليهم في مدارج السالكين ج1 ص 230-236
ج3 ص 488-492
10- تأثير الأسباب في حصول المسببات:
الأشاعرة ينفون الاقتران الضروري بين الأسباب والمسببات<SPAN style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 14pt" lang=AR-SA> ويقولون بأن الأسباب لا تأثير لها في حصول المسببات وأن التلازم الظاهر بين الأسباب والمسببات إنما يرجع إلى جريان العادة بحصول المسبب عند وجود السبب %u
tamer2002
2011-10-23, 01:58 PM
ملحق ( 2 ) – رسالة الإمام أبا محمد الجويني والد أبي المعالي الجويني
في ثلاث مسائل : مسألة الصفات ، ومسألة الفوقية ، ومسألة الحرف والصوت ، وكُنتُ متحيراً في الأقوال الموجودة في كتب أهل العصر في جميع ذلك من تأويل الصفات وتحريفها ، أو إمرارها والوقوف فيها وإثباتها بلا تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ، فأجد النصوص في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ناطقةً بحقائق هذه الصفات ، وكذلك في إثبات العلو والفوقية ، وكذلك في الحرف والصوت ، ثم أجد المتأخرين من المتكلمين في كُتبهم : منهم من يؤول الاستواء بالقهر والاستيلاء ، ويؤول النـزول بنـزول الأمر ، ويؤول اليدين بالقدرتين أو النعمتين ، ويؤول القَدم بقدم صدقٍ عند ربهم … وأمثال ذلك ،
ثم أجدهم مع ذلك يجعلون كلام الله تعالى معنىً قائماً بالذات بلا حرفٍ ولا صوتٍ ويجعلون هذه الحروف عبارة عن ذلك المعنى القائم ، وممن ذهب إلى هذه الأقوال قومٌ لهم في صدري منـزلة ، مثل طائفة من فقهاء الأشعرية الشافعيين ، لأني على مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه ، عرفتُ فرائض ديني وأحكامه ، فأجد مثل هؤلاء الشيوخ الأجلة يذهبون إلى مثل هذه الأقوال وهم شيوخي ولي فيهم الاعتقاد التام لفضلهم وعلمهم ، ثم إنني مع ذلك أجد في قلبي من هذه التأويلات حزازاتٌ لا يطمئن قلبي إليها ، وأجدُ الكدرَ والظُّلمةَ منها ، وأجدُ ضيقَ الصدر وعدم انشراحهِ مقروناً بها ، فكنتُ كالمتحير المضطرب في تحيره المتململ من قلبه في تقلبه وتغيره .
وكنتُ أخافُ أن من إطلاق القول بإثبات العلو والاستواء والنـزول ، مخافة الحصر والتشبيه ، ومع ذلك فإذا طالعت النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أجدها نصوصاً تشير إلى حقائق هذه المعاني ، وأجدُ الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرَّح بها مُخبراً عن ربه واصفاً لهُ بها ، وأعلم بالاضطرار أنه صلى الله عليه وسلم كان يَحضرُ مجلسهُ الشريف والعالم والجاهل والذكي والبليد والأعرابي والجافي ؛ ثم لا أجد شيئاً يُعقبُ تلك النصوص التي كان يَصفُ ربهُ بها لا نصاً ولا ظاهراً مما يصرفها عن حقائقها ويؤولها كما تأولها هؤلاء مشايخي المتكلمين : مثل تأويلهم الاستواء بالاستيلاء،ونـزول الأمر للنـزول،وغير ذلك،
ولم أجد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُحذر الناس من الإيمان بما يظهر من كلامه في صفته لربه من الفوقية واليدين وغيرها ، ولم يُنقل عنه مقالةً تدل على أن لهذه الصفات معاني أُخَر باطنة غير ما يظهر من مدلولها مثل فوقية المرتبة ويد النعمة والقدرة وغير ذلك ، وأجد الله عز وجل يقول : ( الرحمن على العرش استوى ) ( خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) ( يخافون ربهم من فوقهم ) ( إليه يصعد الكلم الطيب ) …
ثم ذكر الأدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثبات علو الله تعالى على خلقه على ما يليق بجلال الله تعالى وعظمته وأنه هو الظاهر المراد من هذه النصوص ، ثم قال : إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلَّصنا من شُبهة التأويل وعماوة التعطيل وحماقة التشبيه والتمثيل ، وأثبتنا علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته ، والحقُ واضحٌ في ذلك والصدور تنشرحُ له ، فإن التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل : تحريف الاستواء بالاستيلاء وغيره ، والوقوف في ذلك جهلٌ وعيٌّ ، وع كون أن الرب تعالى وصف لنا نفسهُ بهذه الصفات لنعرفهُ بها ،
فوقوفنا عن إثباتها ونفيها عدولٌ عن المقصودِ منه تعالى في تعريفنا إياها ، فما وصف لنا نفسه بها إلا لِـنُثبت ما وصف به نفسه ولا نقف في ذلك ، وكذلك التشبيه والتمثيل حماقةٌ وجهالةٌ فمن وفَّقهُ الله تعالى للإثبات بلا تحريفٍ ولا تكييفٍ ولا وقوفٍ فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله …
وختم رسالته بقوله : فرحم الله عبداً وصلت إليه هذه الرسالة ولم يُعاجـلها بالإنكار ، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل والنهار ، وتأمل النصوص في الصفات ، وفكر بعقله في نـزولها وفي المعنى الذي نـزلت له وما الذي أُريد بعلمها من المخلوقات ، ومن فتح الله قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفةُ الرب تعالى بها ، والتوجه إليه منها ، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها كما يليقُ بجلاله وعظمته بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا جمود ولا وقوف ، وفي ذلك بلاغ لمن تدبر ، وكِفايةٌ لمن استبصر … « [ انظر رسالته ضمن الرسائل المنيرية ( 1 / 174 – وقد مرَّ معنا شيئاً من كلامه في الوقفة الرابعة .
المراجع
الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
مجموع الفتاوى – شرح الأصفهانية (لشيخ الإسلام ابن تيمية)
الشيخ القرضاوي في الرد على الأشعرية ( كتاب شرح الرسائل المنيرية لأبا محمد الجويني )
tamer2002
2011-10-23, 02:00 PM
هذا البحث من الانترنت وبعد أن قمت بقراءة أكثر من مقال في هذا الشأن وحاولت وضع المصادر قدر الامكان .. وأضفت بعض التعليقات . وأرجوا أن يفيد إن شاء الله هو طويل لكن بدون الملاحق يكون مختصر .. ويمكن اي واحد من الالمام السريع بالأشاعرة ومذهبهم وما يقولون .. والله اعلم
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir