سيل الحق المتدفق
2011-11-09, 07:24 PM
كيف يكون ابني محدّثاً؟
علم الحديث علم منيف لا يناله إلا الجهابذة من أفذاذ الورى, الّذين تسنّموا ذرى المجد وأخذوا بزمام العُلى, يحفظون أحاديث رسول الله صلّى عليه وسلّم, ويتفقهون في معانيها ويعلمون أحكامها ومقاصدها لأفراد الأمة. ينخلون المصنّفات الإسلامية والدواوين الشرعية للتنقير عن المرويات و الحكم على الرّوايات, فما أعظم أجرهم عند مولاهم؟! وما أصبر نفوسهم على مجاهدة أهوائهم!.(1)
وكم تمنّى الآباء والمربون أن يكون أبناؤهم محدّثين, يرتعون في رياض السّنة المُحمدية
ويعبّون من معينها الفياض, ويرتشفون من رحيقها الزاهر> لكن النّعيم لا يُدرك بالنعيم,والأماني من دونها جسور التّعب وكدّ السّنين ومجافاة اللّذائذ وشهوات النفوس. و قد قال:
الشاطبي( ت 790 هـ ) : " كثيراً ما كنت أسمع الأستاذ أبا علي الزواوي يقول: قال بعض العُقلاء: لا يُسمّى العالم بعلم ما عالماً على الإطلاق, حتّى تتوفر فيه أربعة شروط:
الأول: أن يكون قد أحاط علما بأصول ذلك العلم على الكمال.
الثاني: أن يكون له قدرة على العبارة عن ذلك العلم.
الثالث: أن يكون عارفاً بما يلزم عنه.
الرّابع: أن تكون له قدرة على دفع الإشكالات الواردة على ذلك العلم " (2).
ومما يُعين على تلك المراتب البهية والمناصب العلية, شحذ القريحة بالحفظ والتّفقُه. قال علي بن المديني ( ت 234 هـ ): " ما نظرتُُ في كتاب شيخ فاحتجت إلى السؤال به عن غيري " (3)
وقال ابن أبي حاتم ( ت 327 هـ ): " سألت أبي رحمه الله عن أحمد بن حنبل وعلي بن المديني: أيهما كان أحفظ؟ قال: كانا في الحفظ مُتقاربين, وكان أحمد أفقه, وكان علي أفهم بالحديث " (4) .
ومن اللطائف العجيبة والمعاني المهيبة أن ابن المديني كان إذا دخل بلداً لطلب العلم يطوف على شيوخ ذلك البلد يغترف مما عندهم من الحديث والمعارف الإسلامية, حتى إنه لم يترك طلب العلم في يوم الصّدور من مزدلفة عندما قدم للحج ـ ولا شك أن منى في ذلك اليوم مزدحمة بالحجاج, فقد كان ملازما لشيخه الوليد بن مسلم في مسجد منى وعليه زحام كثير, يأخذون عنه العلم, وينتهزون فرصة لقائه في الموسم (5).
وينصح المُحققون ـ في هذا الباب ـ طالب الحديث بحفظ مختصر في هذا الفن, ليعرف أبوابه وفوائده وشرائده.
ومن أعظم تلك المختصرات تحريراً وضبطاً الألفية الشّهيرة التي نظّمها الحافظ العراقي ( ت 806 هـ ) شيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت 852هـ) ـ رحم الله الجميع، وهي المعروفة بـ " التّبصرة والتّذكرة في علوم الحديث " وعدد أبياتها (1002) بيت .
وقد رسم في أبياتها طريقة تربية طالب العلم ليكون مُحدّثاً فطناً عارفاً بالسّنة المحمدية. يقول في بعض أبياتها:
وأخلص النّية في طلبكا وجدّ وابدأ بعوالي مصركا
وما يُهّم , ثم شُد الرحـلا لغيره , ولا تساهل حمــلا
واعمل بما تسمع في الفضائل والشيخ بجّله ولا تثاقـــــل
عليه تطويلاً بحيث يضجر ولا تكن يمـنعـك التـّكـبـــر
أو الحيا عن طلب واجتنب كتم السماع فهو لؤم واكتب
ما تستفيد عاليــاً ونــازلاً لا كثرة الشيوخ صّيتا عاطلا
ومن يقل : إذا كتبت قمّش ثم إذا رويـتــه ففــتّــــــــش
فليس من ذا, والكتاب تمّم سـمـاعـه لا تـنـتخـبـه تـندم
وإن يضق حال عن استيعابه لـعـارف أجـاد فـي انـتـخـابه
أو قصّر استعان ذا حفظٍ فقد كان من الحُفـاظ مـن له يُـعَـدّ
واقرأ كتاباً في عـلـوم الأثـر كابن الصلاح أو كذا المُختصر
وبالصحيحين ابدأن ثُم السّنن والبيهقي ضبطاً وفهماً ثُمّ ثـن
بما اقتضته حاجة من مُسند أحـمـد والـمـوطـأ الـمـمـهّــدِ (6).
وهي ألفيّة بديعة شرحها النّاظم وغيره من الأئمة الحفاظ .
ومن أنفع مسالك التربية ـ في هذا الباب ـ أن ينظر الشبيبة المسلم في تراجم المحدثين من الأئمة المحققين, كـ " مالك بن أنس " (ت 179هـ) "ويحيى بن سعيد القطّان " (ت 198 هـ), ومحمد بن إدريس الشّافعي " ( ت 204 هـ ), و " أحمد بن حنبل " (ت 241هـ ), وغيرهم من الأئمة الجهابذة فإن التأمل في سيرهم وأحوالهم يربي النّفس ويختصر الطريق لمعرفة طرائق الرواية والدّراية وفنون التّخريج والنظر في الأسانيد ومعرفة طبقات الرواة ووجوه الترجيح.(7)
وحفظ الكتب الحديثية المشهورة يكون على إحدى طريقتين :
الأولى: حفظ الكتاب من أبوابه. والمقصود بالباب هنا ما يندرج تحت موضوع معين كما في مصنفات السّنّة " كتاب بدء الوحي " و " كتاب الإيمان " و " كتاب العلم ". وفـــي صحيح البخاري سبعة تسعون كتاباً. وفي كل كتاب مجموعة أبواب تُـقـرّب مـسـائـلـه وفوائده. والطّلبة النّبهاء يفرّغون أنفسهم ثلاثة أشهر, يحفظون فيها صحيح البخاري كاملاً, كل يوم كتاب. ومن تقاصرت همّته يحفظ كل أسبوع كتاباً, أي أنه يحفظ صحيح البخاري في ثلاث سنوات كاملات.
الثّانية: حفظ الكتاب عن طريق رواته: أي المسانيد, وقد صنّف الأئمة كتباً مفردة في هذا لا حصر لها: لعلّ من أشهرها " الجمع بين الصّحيحين " للـحـمـيـدي و" جـامـع المسانيد" لابن الجوزي. وهذه الطريقة مفيدة لضبط مرويات كل صحابي على حِدة, والطّريقة التي قبلها مفيدة في معرفة فقه كل باب, وفي كلٍ خير.
ومن تجارب الحُفاظ المفيدة: أنهم يقومون بجرد الكتب السّتة المشهورة في مدّة وجيزة وبهذه الطريقة يستخرجون فوائد الكتب ودفائن المسائل الدّقيقة التي تـخـفـى عـلـى مـن ضعفت همته عن الوقـوف عـلى عـددٍ من كـتـب الحــديـث .وقـد ذكـر الإمام السّـخاوي ( ت. 902هـ ). في ترجمة " برهان الدين الحلبي " أنه قرأ صحيح البخاري أكثر مـن ستين مرة وصحيح مُسلم نحو عشرين مرة (8)! ومثل هذا كثير في تراجم العلماء والنّبهاء.
ومن الأمور التي ينبغي التنبيه عليها في هذا المقام, أن كثيراً من الطلبة المقبلين على علم الحديث يجهدون أنفسهم في حفظ نصوصه رواية, لكن يهملون الاشتغال بالحديث دراية, فلا يعرفون أحوال الرواة والروايات, ولا طرق إثبات الحديث, ولا التّمّييز بين الرجال العدول والرجال المجروحين في الأسانيد (9).
وجزى الله خيراً من عقد الدّورات السنوية في حفظ السّنة المحمدية التي تورث النّشء الاعتصام بالوحيين قولاً وعملاً, فإنها خير زاد في مثل أيامنا هذه. ومثل هذه الدّورات تُعَدّ محاضن تربوية تجمع فيها طاقات شباب الأمة ليكونوا درعـاً يحـمـي الأمـة بالعـلـم والهداية والقدوة الحسنة, وقد تمنّى الخليفة العباسي المنصور قبل وفـاتـه هـذا الـزّاد الروحي, فقد قيل له: هل بقي من لذات الدنيا شيئ لم تنله؟ قال بقـيـت خـصـلـة: أن أقعد في مصطبة, وحولي أصحاب الحديث, ويقول المستملي: من ذكرت رحمك اللـه؟ فأقول: حدثنا فلان, قال حدثنا فلان, قال حدثنا فلان: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (10). اللهم ارزقنا حفظ الوحيين والعمل بهما وتعليمهما. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الهوامش والمراجع:
1ـ على سبيل المثال انظر كتاب " حياة الألباني " لمحمد الشيباني : ( 1/100 ـ وما بعدها ) .
2ـ " الإفادات والإنشادات ":(ص/ 163 ).
3ـ " الإمام ابن المديني ـ ومنهجه في نقد الرجال " (ص/9 13).
4ـ المصدر السابق.
5ـ المصدر السابق.
6ـ " التبصرة والتّذكرة في علوم الحديث " (ص/128) ـ طبعة الفرياطي .
7ـ انظر: " طليعة فقه الإسناد " لطارق عوض الله ـ طبعة دار المحجة.
8ـ " الضوء اللامع ": ( 1/141 ).
9ـ انظر " تدريب الراوي " للسيوطي, ففيه قواعد مهمة في هذا الباب.
10ـ " تاريخ ابن عساكر ": (8/124). ومثل هذه القصة حدثت للمأمون العباسي أيضاً, انـظـر أيضاً, " شرف أصحاب الحديث " للخطيب البغدادي: (ص/ 98).
المصدر : مجلة الجندي المسلم
(http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=220319)
علم الحديث علم منيف لا يناله إلا الجهابذة من أفذاذ الورى, الّذين تسنّموا ذرى المجد وأخذوا بزمام العُلى, يحفظون أحاديث رسول الله صلّى عليه وسلّم, ويتفقهون في معانيها ويعلمون أحكامها ومقاصدها لأفراد الأمة. ينخلون المصنّفات الإسلامية والدواوين الشرعية للتنقير عن المرويات و الحكم على الرّوايات, فما أعظم أجرهم عند مولاهم؟! وما أصبر نفوسهم على مجاهدة أهوائهم!.(1)
وكم تمنّى الآباء والمربون أن يكون أبناؤهم محدّثين, يرتعون في رياض السّنة المُحمدية
ويعبّون من معينها الفياض, ويرتشفون من رحيقها الزاهر> لكن النّعيم لا يُدرك بالنعيم,والأماني من دونها جسور التّعب وكدّ السّنين ومجافاة اللّذائذ وشهوات النفوس. و قد قال:
الشاطبي( ت 790 هـ ) : " كثيراً ما كنت أسمع الأستاذ أبا علي الزواوي يقول: قال بعض العُقلاء: لا يُسمّى العالم بعلم ما عالماً على الإطلاق, حتّى تتوفر فيه أربعة شروط:
الأول: أن يكون قد أحاط علما بأصول ذلك العلم على الكمال.
الثاني: أن يكون له قدرة على العبارة عن ذلك العلم.
الثالث: أن يكون عارفاً بما يلزم عنه.
الرّابع: أن تكون له قدرة على دفع الإشكالات الواردة على ذلك العلم " (2).
ومما يُعين على تلك المراتب البهية والمناصب العلية, شحذ القريحة بالحفظ والتّفقُه. قال علي بن المديني ( ت 234 هـ ): " ما نظرتُُ في كتاب شيخ فاحتجت إلى السؤال به عن غيري " (3)
وقال ابن أبي حاتم ( ت 327 هـ ): " سألت أبي رحمه الله عن أحمد بن حنبل وعلي بن المديني: أيهما كان أحفظ؟ قال: كانا في الحفظ مُتقاربين, وكان أحمد أفقه, وكان علي أفهم بالحديث " (4) .
ومن اللطائف العجيبة والمعاني المهيبة أن ابن المديني كان إذا دخل بلداً لطلب العلم يطوف على شيوخ ذلك البلد يغترف مما عندهم من الحديث والمعارف الإسلامية, حتى إنه لم يترك طلب العلم في يوم الصّدور من مزدلفة عندما قدم للحج ـ ولا شك أن منى في ذلك اليوم مزدحمة بالحجاج, فقد كان ملازما لشيخه الوليد بن مسلم في مسجد منى وعليه زحام كثير, يأخذون عنه العلم, وينتهزون فرصة لقائه في الموسم (5).
وينصح المُحققون ـ في هذا الباب ـ طالب الحديث بحفظ مختصر في هذا الفن, ليعرف أبوابه وفوائده وشرائده.
ومن أعظم تلك المختصرات تحريراً وضبطاً الألفية الشّهيرة التي نظّمها الحافظ العراقي ( ت 806 هـ ) شيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت 852هـ) ـ رحم الله الجميع، وهي المعروفة بـ " التّبصرة والتّذكرة في علوم الحديث " وعدد أبياتها (1002) بيت .
وقد رسم في أبياتها طريقة تربية طالب العلم ليكون مُحدّثاً فطناً عارفاً بالسّنة المحمدية. يقول في بعض أبياتها:
وأخلص النّية في طلبكا وجدّ وابدأ بعوالي مصركا
وما يُهّم , ثم شُد الرحـلا لغيره , ولا تساهل حمــلا
واعمل بما تسمع في الفضائل والشيخ بجّله ولا تثاقـــــل
عليه تطويلاً بحيث يضجر ولا تكن يمـنعـك التـّكـبـــر
أو الحيا عن طلب واجتنب كتم السماع فهو لؤم واكتب
ما تستفيد عاليــاً ونــازلاً لا كثرة الشيوخ صّيتا عاطلا
ومن يقل : إذا كتبت قمّش ثم إذا رويـتــه ففــتّــــــــش
فليس من ذا, والكتاب تمّم سـمـاعـه لا تـنـتخـبـه تـندم
وإن يضق حال عن استيعابه لـعـارف أجـاد فـي انـتـخـابه
أو قصّر استعان ذا حفظٍ فقد كان من الحُفـاظ مـن له يُـعَـدّ
واقرأ كتاباً في عـلـوم الأثـر كابن الصلاح أو كذا المُختصر
وبالصحيحين ابدأن ثُم السّنن والبيهقي ضبطاً وفهماً ثُمّ ثـن
بما اقتضته حاجة من مُسند أحـمـد والـمـوطـأ الـمـمـهّــدِ (6).
وهي ألفيّة بديعة شرحها النّاظم وغيره من الأئمة الحفاظ .
ومن أنفع مسالك التربية ـ في هذا الباب ـ أن ينظر الشبيبة المسلم في تراجم المحدثين من الأئمة المحققين, كـ " مالك بن أنس " (ت 179هـ) "ويحيى بن سعيد القطّان " (ت 198 هـ), ومحمد بن إدريس الشّافعي " ( ت 204 هـ ), و " أحمد بن حنبل " (ت 241هـ ), وغيرهم من الأئمة الجهابذة فإن التأمل في سيرهم وأحوالهم يربي النّفس ويختصر الطريق لمعرفة طرائق الرواية والدّراية وفنون التّخريج والنظر في الأسانيد ومعرفة طبقات الرواة ووجوه الترجيح.(7)
وحفظ الكتب الحديثية المشهورة يكون على إحدى طريقتين :
الأولى: حفظ الكتاب من أبوابه. والمقصود بالباب هنا ما يندرج تحت موضوع معين كما في مصنفات السّنّة " كتاب بدء الوحي " و " كتاب الإيمان " و " كتاب العلم ". وفـــي صحيح البخاري سبعة تسعون كتاباً. وفي كل كتاب مجموعة أبواب تُـقـرّب مـسـائـلـه وفوائده. والطّلبة النّبهاء يفرّغون أنفسهم ثلاثة أشهر, يحفظون فيها صحيح البخاري كاملاً, كل يوم كتاب. ومن تقاصرت همّته يحفظ كل أسبوع كتاباً, أي أنه يحفظ صحيح البخاري في ثلاث سنوات كاملات.
الثّانية: حفظ الكتاب عن طريق رواته: أي المسانيد, وقد صنّف الأئمة كتباً مفردة في هذا لا حصر لها: لعلّ من أشهرها " الجمع بين الصّحيحين " للـحـمـيـدي و" جـامـع المسانيد" لابن الجوزي. وهذه الطريقة مفيدة لضبط مرويات كل صحابي على حِدة, والطّريقة التي قبلها مفيدة في معرفة فقه كل باب, وفي كلٍ خير.
ومن تجارب الحُفاظ المفيدة: أنهم يقومون بجرد الكتب السّتة المشهورة في مدّة وجيزة وبهذه الطريقة يستخرجون فوائد الكتب ودفائن المسائل الدّقيقة التي تـخـفـى عـلـى مـن ضعفت همته عن الوقـوف عـلى عـددٍ من كـتـب الحــديـث .وقـد ذكـر الإمام السّـخاوي ( ت. 902هـ ). في ترجمة " برهان الدين الحلبي " أنه قرأ صحيح البخاري أكثر مـن ستين مرة وصحيح مُسلم نحو عشرين مرة (8)! ومثل هذا كثير في تراجم العلماء والنّبهاء.
ومن الأمور التي ينبغي التنبيه عليها في هذا المقام, أن كثيراً من الطلبة المقبلين على علم الحديث يجهدون أنفسهم في حفظ نصوصه رواية, لكن يهملون الاشتغال بالحديث دراية, فلا يعرفون أحوال الرواة والروايات, ولا طرق إثبات الحديث, ولا التّمّييز بين الرجال العدول والرجال المجروحين في الأسانيد (9).
وجزى الله خيراً من عقد الدّورات السنوية في حفظ السّنة المحمدية التي تورث النّشء الاعتصام بالوحيين قولاً وعملاً, فإنها خير زاد في مثل أيامنا هذه. ومثل هذه الدّورات تُعَدّ محاضن تربوية تجمع فيها طاقات شباب الأمة ليكونوا درعـاً يحـمـي الأمـة بالعـلـم والهداية والقدوة الحسنة, وقد تمنّى الخليفة العباسي المنصور قبل وفـاتـه هـذا الـزّاد الروحي, فقد قيل له: هل بقي من لذات الدنيا شيئ لم تنله؟ قال بقـيـت خـصـلـة: أن أقعد في مصطبة, وحولي أصحاب الحديث, ويقول المستملي: من ذكرت رحمك اللـه؟ فأقول: حدثنا فلان, قال حدثنا فلان, قال حدثنا فلان: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (10). اللهم ارزقنا حفظ الوحيين والعمل بهما وتعليمهما. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الهوامش والمراجع:
1ـ على سبيل المثال انظر كتاب " حياة الألباني " لمحمد الشيباني : ( 1/100 ـ وما بعدها ) .
2ـ " الإفادات والإنشادات ":(ص/ 163 ).
3ـ " الإمام ابن المديني ـ ومنهجه في نقد الرجال " (ص/9 13).
4ـ المصدر السابق.
5ـ المصدر السابق.
6ـ " التبصرة والتّذكرة في علوم الحديث " (ص/128) ـ طبعة الفرياطي .
7ـ انظر: " طليعة فقه الإسناد " لطارق عوض الله ـ طبعة دار المحجة.
8ـ " الضوء اللامع ": ( 1/141 ).
9ـ انظر " تدريب الراوي " للسيوطي, ففيه قواعد مهمة في هذا الباب.
10ـ " تاريخ ابن عساكر ": (8/124). ومثل هذه القصة حدثت للمأمون العباسي أيضاً, انـظـر أيضاً, " شرف أصحاب الحديث " للخطيب البغدادي: (ص/ 98).
المصدر : مجلة الجندي المسلم
(http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=220319)