المهاجرة الى الله
2012-01-07, 06:13 PM
ما أعظم ثواب من أدى هذا الحق!
إن مما يُشكر الله ويُحمد عليه ما فصَّل الله من حقوق ذوي القربى ومن الواجبات والمستحبات لذوي الأرحام، قال الله –تعالى-: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [سورة الإسراء: 26]، وقال تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (38 سورة الروم: 38]، الله أكبر، ما أعظم ثواب من أدى حقوق ذوي القربى!
إن الله -تعالى- قد بشَّر الثواب العظيم والجزاء الكريم في الدنيا والآخرة على أداء حقوق ذوي الأرحام فقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: 1]، أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، ووعد المتقين بمثل قوله -تعالى-: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} [سورة القمر: 54]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه– قال: " قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سره أن يبسط الله في رزقه وأن ينسأ في أثره فليصل رحمه)[1] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftn1)، ومعنى يُنسَأ له في أثره: أي يطيل عمره.
وصلة الأرحام: القيام بحقوقهم بإعانة فقيرهم، وزيارة مريضهم، ورعاية صغارهم، ودوام زيارتهم، وحفظهم في أهلهم وأموالهم في غيبتهم ومواساتهم في مصائبهم، وتهنئتهم في النعم التي منّ الله بها عليهم، وتعليم جاهلهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالحكمة والطرق النافعة ومحبة الخير لهم وعدم حسدهم، والهدية لأغنيائهم، وبذل الإحسان لهم، وكف الأذى عنهم من نفسه وأولاده وأهله، والسعي في حاجاتهم، والشفاعة لهم، وتحمل الأذى منهم والصبر والحلم على ما يكره منهم.
وصلة الأرحام خيرٌ وبركةٌ وفضلٌ ونماءٌ وعواقب خير محمودة، والأرحام هم القرابات بنَسبٍ ولو كان بعيدًا أو مصاهرةٍ أو رضاع.
وأما قطيعة الأرحام؛ فهي شرٌّ للقاطع في الدنيا والآخرة وشؤمٌ عليه في حاله ومآله، عن أبي بكرة -رضي الله عنه– قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من ذنبٍ أجدر أن يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)[2] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftn2).
قد فشت القطيعة في هذا الزمان وضُيعت الحقوق إلا ممن حفظه الله -وقليل ما هم- وسبب التقاطع أمور الدنيا الزائلة الفانية، وقد تتسع القطيعة فتعم الأولاد والأسرة وتتوارثها الأسر، وكان من الواجب القضاء على أسباب القطيعة في وقتها وإحلال الإصلاح مكان فساد البين، وورد إن من أشراط الساعة فساد الجوار وقطيعة الرحم.
وقد كان السلف الصالح إذا أساء القريب؛ أحسنوا، وإذا قطع؛ وصلوا، وإذا جفا؛ توددوا، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم، ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لئن كنت كما تقول فكأنما تسفُّهم المل، ولا يزال لك من الله عليهم ظهيرًا ما دمت على ذلك)[3] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftn3)، ومعنى الحديث: داوم على بذل الخير لهم وإن أساؤوا ؛ فإنك بذلك كأنما تلقمهم الرماد الحار إذا قابلوا إحسانك بسوء، قال الله -تعالى-: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [سورة محمد: 22-23]
ومن أعظم الإفساد في الأرض قطيعة الأرحام وتضييع حقوق المسلمين؛ فإن الله -تبارك تعالى- قد فصل في كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- الحقوق لله -عز وجل- والحقوق لخلقه؛ فمن وفّى بذلك؛ فقد أدى الأمانة وكان بأفضل المنازل، وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن الصراط جسرٌ يُضرَب على متن جنهم، وتكون الأمانة والرحم في جانبي الصراط؛ بمعنى أن الأمانة والرحم لا تترك من فرط فيها وضيعهما، فإنها ترديه في النار"[4] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftn4).
للشيخ: عبد الرحمن الحذيفي –حفظه الله-
(بتصرف)
(http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref1)
[1] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref1) رواه البخاري (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref2)
[2] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref2) رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref3)
[3] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref3) رواه مسلم (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref4)
[4] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref4) رواه الإمام مسلم
إن مما يُشكر الله ويُحمد عليه ما فصَّل الله من حقوق ذوي القربى ومن الواجبات والمستحبات لذوي الأرحام، قال الله –تعالى-: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [سورة الإسراء: 26]، وقال تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (38 سورة الروم: 38]، الله أكبر، ما أعظم ثواب من أدى حقوق ذوي القربى!
إن الله -تعالى- قد بشَّر الثواب العظيم والجزاء الكريم في الدنيا والآخرة على أداء حقوق ذوي الأرحام فقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: 1]، أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، ووعد المتقين بمثل قوله -تعالى-: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} [سورة القمر: 54]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه– قال: " قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سره أن يبسط الله في رزقه وأن ينسأ في أثره فليصل رحمه)[1] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftn1)، ومعنى يُنسَأ له في أثره: أي يطيل عمره.
وصلة الأرحام: القيام بحقوقهم بإعانة فقيرهم، وزيارة مريضهم، ورعاية صغارهم، ودوام زيارتهم، وحفظهم في أهلهم وأموالهم في غيبتهم ومواساتهم في مصائبهم، وتهنئتهم في النعم التي منّ الله بها عليهم، وتعليم جاهلهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالحكمة والطرق النافعة ومحبة الخير لهم وعدم حسدهم، والهدية لأغنيائهم، وبذل الإحسان لهم، وكف الأذى عنهم من نفسه وأولاده وأهله، والسعي في حاجاتهم، والشفاعة لهم، وتحمل الأذى منهم والصبر والحلم على ما يكره منهم.
وصلة الأرحام خيرٌ وبركةٌ وفضلٌ ونماءٌ وعواقب خير محمودة، والأرحام هم القرابات بنَسبٍ ولو كان بعيدًا أو مصاهرةٍ أو رضاع.
وأما قطيعة الأرحام؛ فهي شرٌّ للقاطع في الدنيا والآخرة وشؤمٌ عليه في حاله ومآله، عن أبي بكرة -رضي الله عنه– قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من ذنبٍ أجدر أن يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)[2] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftn2).
قد فشت القطيعة في هذا الزمان وضُيعت الحقوق إلا ممن حفظه الله -وقليل ما هم- وسبب التقاطع أمور الدنيا الزائلة الفانية، وقد تتسع القطيعة فتعم الأولاد والأسرة وتتوارثها الأسر، وكان من الواجب القضاء على أسباب القطيعة في وقتها وإحلال الإصلاح مكان فساد البين، وورد إن من أشراط الساعة فساد الجوار وقطيعة الرحم.
وقد كان السلف الصالح إذا أساء القريب؛ أحسنوا، وإذا قطع؛ وصلوا، وإذا جفا؛ توددوا، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم، ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لئن كنت كما تقول فكأنما تسفُّهم المل، ولا يزال لك من الله عليهم ظهيرًا ما دمت على ذلك)[3] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftn3)، ومعنى الحديث: داوم على بذل الخير لهم وإن أساؤوا ؛ فإنك بذلك كأنما تلقمهم الرماد الحار إذا قابلوا إحسانك بسوء، قال الله -تعالى-: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [سورة محمد: 22-23]
ومن أعظم الإفساد في الأرض قطيعة الأرحام وتضييع حقوق المسلمين؛ فإن الله -تبارك تعالى- قد فصل في كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- الحقوق لله -عز وجل- والحقوق لخلقه؛ فمن وفّى بذلك؛ فقد أدى الأمانة وكان بأفضل المنازل، وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن الصراط جسرٌ يُضرَب على متن جنهم، وتكون الأمانة والرحم في جانبي الصراط؛ بمعنى أن الأمانة والرحم لا تترك من فرط فيها وضيعهما، فإنها ترديه في النار"[4] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftn4).
للشيخ: عبد الرحمن الحذيفي –حفظه الله-
(بتصرف)
(http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref1)
[1] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref1) رواه البخاري (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref2)
[2] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref2) رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref3)
[3] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref3) رواه مسلم (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref4)
[4] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1406#_ftnref4) رواه الإمام مسلم