المهاجرة الى الله
2012-01-07, 06:15 PM
الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الاعتدال والغلُوِّ
لقد اصطفى الله نبيَّنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لتحمُّل أعباء الرسالة وتبليغ الشريعة، النبيُّ المُعظَّم، والرسول المُكرَّم، سيدُ ولد آدم بالاتفاق، وخيرُ أهل الأرض على الإطلاق، يقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "ما خلق الله وما ذَرَأ وما بَرَأ نفسًا أكرمَ عليه من محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وما سمعتُ الله أقسمَ بحياة أحدٍ غيره".
وإظهارًا لفضله -صلى الله عليه وسلم-، وعظيم شرفه، وعلوِّ منزلته ومكانته، وإرادةً لتكريمه ورفع ذكره، وتنويهًا بمِنَّة رسالته ونعمة بعثته، وتذكيرًا بوجوب حبِّه واتباعه: شرَعَ الله الصلاةَ على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعلها قربةً جليلةً، وعبادةً عظيمة، قال -جل في عُلاه-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب : 56].
وينالُ العبدَ من ثواب الله وكرامته، ومغفرته وصلاته بسبب صلاته على أشرف الخلق -صلى الله عليه وسلم- ما يشاء الله أن يناله؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه عشرًا)[1] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftn1).
وصلاة المؤمنين على النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلامهم عليه معروضةٌ عليه؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).
ومن الخرافات التي يعتقدها بعضُ العوام: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يمُدُّ يدَه لمن يُسلِّم عليه عند قبره، وأن ذلك قد حصل لبعض الأولياء، وكل هذا باطل وخرافةٌ لا أصل لها، وكل ما قيل من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مدَّ يده لبعض من سلَّم عليه فغيرُ صحيح؛ بل هو وهمٌ وخيالٌ لا أساس له من الصحة.
ومن لوازم محبته -صلى الله عليه وسلم-: أن تتحرَّك الألسُن بالصلاة والسلام عليه كلما ذُكِر، وإن من الجفاء وقلة الوفاء، ومن التقصير وقلة التوقير: أن يُذكَر سيد البشر -صلى الله عليه وسلم-، فتُحجِم الألسن عن الصلاة والسلام عليه؛ فعن الحسين بن عليٍّ -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البخيلُ الذي ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عليَّ)[2] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftn2).
إن المجالس اللاهية، والاجتماعات الساهية، والنوادي اللاغية نقصٌ على أربابها، وحسرةٌ على أصحابها، وقد جاء في القوم يجلِسُون ولا يذكُرون الله ولا يُصلُّون على النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما جلَسَ قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يُصلُّوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرَة، فإن شاء عذَّبَهم، وإن شاء غفرَ لهم)[3] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftn3)، ومعنى (تِرَة) أي: حسرة وندامة.
فطيِّبُوا مجالسكم بذكر الله -عز وجل-، والتفقُّه في دينه، وتعلُّم سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وسيرته وهديه وطريقته، وأخلاقه وشمائله، واقتدوا به واتبعوه تنالوا عِزَّ الدنيا وشرفها، وثواب الآخرة ونعيمها، واحذروا المقاهي المليئة بالمنكرات والمُوبِقات، وفاحِش الأفلام والقنوات.
ويُشرعُ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابةً، كلما كُتِب اسمه الشريف، ويُكرِّر ذلك كلما تكرَّر اسمه -صلى الله عليه وسلم-، ولا يُسأمُ من تكرير ذلك عند تكرُّره، وليجتنِبَ المسلمُ كتابة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- منقوصة، رامزًا إليها بحرفٍ أو حرفين، كمن يكتب (ص)، أو (صل)، أو (صلعم)؛ لأن ذلك غيرُ لائقٍ بحقه -صلى الله عليه وسلم-.
وللصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- صفاتٌ كثيرةٌ، وصِيَغٌ متنوِّعة، جاءت على لسانه، وبواسطة بيانه -صلى الله عليه وسلم-، فالتزِموا بها، كما جاءت في السنة الصحيحة، واحذروا الصِّيَغ المُبتدعة، والصلوات المُخترَعة التي لا تخلو من عقيدةٍ فاسدة، أو غُلُوٍّ مقيت، واحذروا ما يفعله بعضُ الغُلاة الذين رفعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فوق منزلته ورتبته التي أنزله الله إياها، ومن اعتقد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمُ الغيبَ مطلقًا، أو أن وجوده سابقٌ لهذا العالَم، أو أن الله أول ما خلقَ محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، أو أن الكون خُلِق من نوره، أو لأجله، أو أنه خُلِق من نور العرش؛ فقد اعتقَدَ كذِبًا وباطلًا وزورًا، ومن دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- من دون الله، أو ناداه، أو استغاث به بعد موته في قضاء حاجته أو كشف كربته؛ فقد أتى شركًا وفعل غُلُوًّا.
والغلوُّ لا يصدرُ إلا من جاهل قصُرَ فهمُه عن مقاصد الشريعة ومعرفة دلائل نصوصها، وجهِل حدودها التي يجب عليه الوقوف عندها، أو من صاحب هوى تعدَّى ما شُرِع إلى التشبُّه بأقوامٍ أُشرِبوا حبَّ البدعة والاختراع في الدين، وتمسَّكوا بأحاديث موضوعةٍ ومكذوبة، وضعَها الزنادقةُ كيدًا للإسلام وأهله.
فتمسَّكوا بالسنن المروية الصحيحة، واحذروا البِدَع المُضِلَّة؛ تسعَدوا سعادة الدارَيْن.
للشيخ: صلاح البدير –حفظه الله-
(بتصرف)
[1] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref1) أخرجه مسلم. (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref2)
[2] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref2) أخرجه أحمد والترمذي. (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref3)
[3] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref3) أخرجه الترمذي.
لقد اصطفى الله نبيَّنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لتحمُّل أعباء الرسالة وتبليغ الشريعة، النبيُّ المُعظَّم، والرسول المُكرَّم، سيدُ ولد آدم بالاتفاق، وخيرُ أهل الأرض على الإطلاق، يقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "ما خلق الله وما ذَرَأ وما بَرَأ نفسًا أكرمَ عليه من محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وما سمعتُ الله أقسمَ بحياة أحدٍ غيره".
وإظهارًا لفضله -صلى الله عليه وسلم-، وعظيم شرفه، وعلوِّ منزلته ومكانته، وإرادةً لتكريمه ورفع ذكره، وتنويهًا بمِنَّة رسالته ونعمة بعثته، وتذكيرًا بوجوب حبِّه واتباعه: شرَعَ الله الصلاةَ على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعلها قربةً جليلةً، وعبادةً عظيمة، قال -جل في عُلاه-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب : 56].
وينالُ العبدَ من ثواب الله وكرامته، ومغفرته وصلاته بسبب صلاته على أشرف الخلق -صلى الله عليه وسلم- ما يشاء الله أن يناله؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه عشرًا)[1] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftn1).
وصلاة المؤمنين على النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلامهم عليه معروضةٌ عليه؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).
ومن الخرافات التي يعتقدها بعضُ العوام: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يمُدُّ يدَه لمن يُسلِّم عليه عند قبره، وأن ذلك قد حصل لبعض الأولياء، وكل هذا باطل وخرافةٌ لا أصل لها، وكل ما قيل من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مدَّ يده لبعض من سلَّم عليه فغيرُ صحيح؛ بل هو وهمٌ وخيالٌ لا أساس له من الصحة.
ومن لوازم محبته -صلى الله عليه وسلم-: أن تتحرَّك الألسُن بالصلاة والسلام عليه كلما ذُكِر، وإن من الجفاء وقلة الوفاء، ومن التقصير وقلة التوقير: أن يُذكَر سيد البشر -صلى الله عليه وسلم-، فتُحجِم الألسن عن الصلاة والسلام عليه؛ فعن الحسين بن عليٍّ -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البخيلُ الذي ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عليَّ)[2] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftn2).
إن المجالس اللاهية، والاجتماعات الساهية، والنوادي اللاغية نقصٌ على أربابها، وحسرةٌ على أصحابها، وقد جاء في القوم يجلِسُون ولا يذكُرون الله ولا يُصلُّون على النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما جلَسَ قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يُصلُّوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرَة، فإن شاء عذَّبَهم، وإن شاء غفرَ لهم)[3] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftn3)، ومعنى (تِرَة) أي: حسرة وندامة.
فطيِّبُوا مجالسكم بذكر الله -عز وجل-، والتفقُّه في دينه، وتعلُّم سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وسيرته وهديه وطريقته، وأخلاقه وشمائله، واقتدوا به واتبعوه تنالوا عِزَّ الدنيا وشرفها، وثواب الآخرة ونعيمها، واحذروا المقاهي المليئة بالمنكرات والمُوبِقات، وفاحِش الأفلام والقنوات.
ويُشرعُ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابةً، كلما كُتِب اسمه الشريف، ويُكرِّر ذلك كلما تكرَّر اسمه -صلى الله عليه وسلم-، ولا يُسأمُ من تكرير ذلك عند تكرُّره، وليجتنِبَ المسلمُ كتابة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- منقوصة، رامزًا إليها بحرفٍ أو حرفين، كمن يكتب (ص)، أو (صل)، أو (صلعم)؛ لأن ذلك غيرُ لائقٍ بحقه -صلى الله عليه وسلم-.
وللصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- صفاتٌ كثيرةٌ، وصِيَغٌ متنوِّعة، جاءت على لسانه، وبواسطة بيانه -صلى الله عليه وسلم-، فالتزِموا بها، كما جاءت في السنة الصحيحة، واحذروا الصِّيَغ المُبتدعة، والصلوات المُخترَعة التي لا تخلو من عقيدةٍ فاسدة، أو غُلُوٍّ مقيت، واحذروا ما يفعله بعضُ الغُلاة الذين رفعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فوق منزلته ورتبته التي أنزله الله إياها، ومن اعتقد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمُ الغيبَ مطلقًا، أو أن وجوده سابقٌ لهذا العالَم، أو أن الله أول ما خلقَ محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، أو أن الكون خُلِق من نوره، أو لأجله، أو أنه خُلِق من نور العرش؛ فقد اعتقَدَ كذِبًا وباطلًا وزورًا، ومن دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- من دون الله، أو ناداه، أو استغاث به بعد موته في قضاء حاجته أو كشف كربته؛ فقد أتى شركًا وفعل غُلُوًّا.
والغلوُّ لا يصدرُ إلا من جاهل قصُرَ فهمُه عن مقاصد الشريعة ومعرفة دلائل نصوصها، وجهِل حدودها التي يجب عليه الوقوف عندها، أو من صاحب هوى تعدَّى ما شُرِع إلى التشبُّه بأقوامٍ أُشرِبوا حبَّ البدعة والاختراع في الدين، وتمسَّكوا بأحاديث موضوعةٍ ومكذوبة، وضعَها الزنادقةُ كيدًا للإسلام وأهله.
فتمسَّكوا بالسنن المروية الصحيحة، واحذروا البِدَع المُضِلَّة؛ تسعَدوا سعادة الدارَيْن.
للشيخ: صلاح البدير –حفظه الله-
(بتصرف)
[1] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref1) أخرجه مسلم. (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref2)
[2] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref2) أخرجه أحمد والترمذي. (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref3)
[3] (http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=1415#_ftnref3) أخرجه الترمذي.