مشاهدة النسخة كاملة : حكايات شهريار ترويها شهرزاد
محمد بن فاروق كامل
2012-07-09, 01:13 AM
سبق أيها السادة الكرام
أن أخبرتكم
عن الرجل الحقيقي الأسطورة
سيف الدين قطز
اللهم صلي وسلم وبارك على رسول الله محمد
القائل أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا
وفي رواية أكثركم صلاة على
فليكن لنا ورد ليلي من الصلاة والسلام عليه
نقول 500 مرة في الليلة
هل من منافس
وورد القرأن طبعا
خاصة في رمضان
والصلاة والسلام على النبي محمد أجمل الأعمال
خاصة إن كانت دائمة
مستمرة
نعود للقصة
نسيت أن أقول لكم
المهم أمتنا التي ماتت
أمتنا الإسلامية ماتت
كل رمضان يعرض على الشاشات
مسلسلات للبغايا
ربنا يهدي
قصة راقصة قديمة
كاروكا
فلانة وأزواجها السبعة
على القنوات العربية في رمضان
في البلاد الإسلامية
لو كان نبينا حيا لمات من الحسرة
صار المرء في بيته
لا يستطيع أن يستنكر المنكر
و إلا يتهم بالرجعية
والتخلف
فيقولون لك ناقص تقول الماء حرام
يقولون لك : كل شئ حرام
سكتنا لكنهم صاروا هم من يستنكر علينا
وقفة
لولا أن ربنا ينزل الغيث من بعد ما قنطوا
لفقدت الأمل
فكروا في أمتنا كيف نعيدها لخلافة راشدة
ذات فتوحات إسلامية وحروب مستمرة
لتعود القدس
اطلبوا من الله المعجزات
فقد ماتت الأمة خلاص
كانت تحتضر
أطلت عليكم
سامحوني
لقد تذكرت بكاء النبي
وهو يقول أمتي أمتي
نعود للقصة
قطز ذهب للشام واستقبلوه بحفاوة بالغة
وهم يرددون الناصر سيف الدين
فنزلت منه دمعه
وقال وأين أنا من الناصر صلاح الدين
ثم طلب من تخلفوا عن غزو التتار
فعفا عن البعض
حتى جاءه شاب ممن تخلفوا
من أقارب الملك الصالح أيوب
تخلف عن القتال بغير عذر
وعرف فسقه
فقتله قطز
قائلا : تكون من الأسرة الأيوبية وتخون الدين
ثم طلب قطز
موسى بن الحاج غانم
ذلكم الشاب الذي كان يعذبه
فقال له قطز:
ما ظنك بنا
فقال : ستكرمني من أجل أمي رحمها الله
فبكى قطز
و أمر له براتب معاش شهري و أغدق عليه الأموال
ثم أمر الشيخ ابن الزعيم أن يصلي العيد بالمسلمين
وبالغ في إكرامه
كما بالغ في إكرام الشيخ العز بن عبد السلام
ثم عاد لمصر
وكان الوشاة أوغلوا صدر بيبرس ضده بشدة
فقرر تأخير التنازل عن الملك لصالحه
مما جعل بيبرس يدبر خطة لقتله
ثم قرر السفر مع بيبرس
وأوصى المقربين منه
أن يكتموا عن بيبرس أنه سيمنحه السلطنة
بعد أيام فقط
وفي الطريق
بينما يسير مع بيبرس
خيل إليه
أنه يرى جهاد (الملكة جلنار)
تركب فرسا أبيض وتبتسم
فلما أفاق من مخيلته
وجد أرنبا بريا
فطارده للصيد
فغمز بيبرس لجنوده
فتبعوه
حتى ابتعدوا عن جنود قطز
فقال : عزيزي بيبرس
هل تحب الصيد مثلي
تمنى على يابيبرس
فقال : يا خوند أريد الجارية التترية
التي أخبرتك عنها
فقال قطز : قد علمتك مغرم بأصناف النساء
خذها هي لك
لم يعد لنا رغبة في النساء بعد جهاد
وخذ ما تشاء
من الجواري
ألم أعدك بقلعة الجبل
ولكني أخرت عنك ذلك لكي أختبر معدنك
ولكي تزهد في الدنيا يابيبرس
كما زهدت أنا
يابيبرس
السعادة هنالك عند الشيخ العز
وليست في السلطة
فقال بيبرس : اسمح لي أن أشكرك ياخوند
ونزل ليقبل يد قطز
وكانت تلك الإشارة
وقال : سأمنحك أنا قلعة الجبل ياخوند مثل أقطاي
ولم يكد يتم الكلمة
حتى جحظت عيني قطز
واحتضر
فقد أطلقوا عليه الأسهم من كل جانب
وأفاق قطز
فعاد المنظر
للمخيلة
منظر مقتل أقطاي
فأغمد بيبرس سيفه
وقال فليمت بشرف
وليس كقتل التتار
أغمدوا السيوف
فضربه بالخنجر
في صدره
وقطز يزأر كالأسد الجريح
أتستحل دمي يا بيبرس
ألم أعدك بالسلطنة
وأغشي عليه
فلما أفاق وجد الجنود أحاطوا ببيبرس
فقال قطز غاضبا:
مالكم وصديقي
اتركوا سلطانكم
ياجنودي
قتلني بيبرس وقد سامحته
بيبرس سلطانكم
ولقد وليته عليكم
أرأيتم تسامح فوق ذلكم التسامح
يقتله فيسامحه ويعطيه الملك
قالوا نعم يوجد تسامح أكبر
تسامح الله معك أنت
كم مرة عصيته
وقد وعدك بالجنة
فصرخ بيبرس : ويلي قتلت سلطان المسلمين وهازم التتار
مرهم فليذبحوني ياخوند
فقال : لا لقد سامحتك
النصر ليس بالسلطة ولا بالقتل و إنما بالعفو والكرم
فكم من مضروب منتصر
وكم من قاتل مهزوم
فركع بيبرس يقبل أقدامه
وقال سامحني ياخوند
وبكى
لقد نسيت أفضالك
وأغواني الوشاة
واستل سيفه الويل لكم مني ياخونة
هكذا صرخ بيبرس
جعلوني أقتل صديق عمري
فقال قطز : سامحهم يابيبرس
ويتحدث بصعوبة بالغة
ولكن هل استحل العلماء دمي
كما استحلوا
دم أقطاي
قال بيبرس : لا ولكن خشيت أن تقتلني في قلعة الجبل
فقال قطز
اللهم اغفر لعبدك قطز ولبيبرس ولكل المجاهدين
ولفظ الدماء وابتسم كأن جلنار تستقبله بصحبة الملائكة و أسلم الروح
وبقي في القصة
لقاء بيبرس بالإمام النووي
والفارق بينه وبين قطز في معاملة العلماء
ثقوا أن التاريخ سيعيد نفسه فليتعظ أولوا الألباب
أكمل لاحقا إن شاء الله
ثم نحكي قصة الناصر صلاح الدين
إن شاء الله
مدعوا لكم جميعا بالتوفيق
عاشقة الرحمن
2012-07-10, 09:02 PM
موضوع جميل أخي محمد
حقاً سيف الدين يستحق هذا الاهتمام منا
بانتظار قصة صلاح الدين
تحياتي
محمد بن فاروق كامل
2012-07-11, 03:00 PM
مرحبا بحضراتكم في هذا المنتدى
جزاكم الله خيرا
ومع سنة نبينا وعظيمنا محمد
صلى الله عليه وسلم
بلغ خبر مقتل قطز للشيخ العز
فقال باكيا
لم يأتي بعد عمر بن عبد العزيز
من مثله في الصلاح والعدل
وانعزل الشيخ عن بيبرس
حاول بيبرس أن يرتقي بالأمة
لكن كل محاولاته لم تجعل الناس يقدمونه على قطز
رغم أنه جعل قائد التتار يعلن إسلامه
لكثرة ما أذل التتار
وكثرة فتوحاته الإسلامية
ووضع عن الناس المكوس والضرائب
وطلب العلماء ليوقعوا على الفتاوي
بشأن الضرائب
فامتنع النووي قائلا : العلم يؤتى إليه
فسأل بيبرس عن خبره
فقالوا عالم جليل لا يزال شباب
لم يجاوز الأربعين
لكنه يمكث بالعامين ينام جالسا والكتاب على صدره
زاهدا في الدنيا
لا يبالي بالسلاطين
كان يتأسى بنبي الله زكريا
ولم يذق الطفولة
حيث كان يدعى للعب
فيبكي قائلا : وهل خلقنا للعب
فأرغمه بيبرس على المجئ بين يديه
وقال : يا شيخ لماذا لم توقع على الفتوى
فقال : اتق الله يابيبرس
فأنت عافيت الأمراء من المكوس
وتفرضها على العوام وتقللها ليشكروا فيك
فقال بيبرس : يانووي توقع أو أسجنك
فقال : يابيبرس لو دعوت عليك
فلدي يقين أن يأكلك الأسد الذي بجانبك الأن
فشعر بيبرس بأن لهجته تدل على عمق صلة بالله
فقال : اخرج يانووي من البلاد
وصرخ فيه اخرج بلا عودة
أو أقتلك
فخرج الإمام باكيا
وغمغم قائلا:
ما أشبه الليلة بالبارحة
ما فعله خالد الذهلي بالإمام البخاري
كان أهون من ذلك
الأن عرفت الفارق بين قطز وبيبرس
قطز لم يذل العلم قط
ولو سامحت بيبرس فلن يتوقف عن إذلال العلماء
ثم أردف قائلا :
حسبي الله ونعم الوكيل
في من لقب نفسه بالقاهر بيبرس
فلم يمضي شهرا حتى وعك بيبرس
ومرض مرض الموت
فقال : أصابتني دعوات النووي
وقلب بين أوراق قطز
فوجد رسالة من ابن الزعيم
يقول :
سبق أن سألتني عن رأيي
هل تخبر الناس أنك ابن الأمير ممدود
والرأي أن يعتقد الناس أنك مملوك علت به همته
وسلامي لشيخنا الإمام العز بن عبد السلام
من خادمك المطيع ابن الزعيم
فلما قرأها بيبرس
ابتلت لحيته من البكاء
وقال : لشد ما أتعبني اقتفاء أثر قطز
ولا أراني بعد الجهد الطويل
حققت شطر ما حققه
يكفيه ثناء الشيخ العز
الذي لا يجامل أحدا
وقد ذهبت صحتي
ولم يعد بوسعي إذلال أعداء الله
ثم فارق الحياة
إن تيسر لي الدخول على النت
إن شاء الله نحكي قصة الناصر صلاح الدين
محمد بن فاروق كامل
2012-07-12, 02:43 PM
مرحبا بحضراتكم في هذا المنتدى
ومع سنة نبينا وعظيمنا محمد
صلى الله عليه وسلم
أيها السادة الكرام
اطلقوا لخيالكم الخصب العنان
وكما قالت تلك المفكرة المثقفة المتميزة
مش عارف اسمها ولا فاكر شكلها
لكنها محاربة غير حربية
قالت :
أنت فارس العصر الوحيد
وكل من معك
يقتلوا المسيخ الدجال مش كده
مش فاكر المهم
أقول
بطل قصتنا
هو إمام فرسان عصره
كعضلة القلب بالنسبة لعضلات الجسم
جسم مربوع ليس طويل ولا قصير برونزي أسمر
يميل للبياض عن السمار
بعضلات مفتولة
مشرخة في يوم حرب شديد الحرارة
ولحية مرخاة جذابة
المقصد
هو ناصر السنة
ناصر الدين الكردي
السنة
يعني
(الشافعية)
بلغة عصرنا السلفية الوهابية
و قاهر الفاطميين وطاردهم
بلغة عصرنا
جاب لهم كوابيس الظهر(الشيعة الإثنى عشرية)
وماحي الصليبيين من الخريطة العربية
بأستيكة (جومة) ممحاة قديمة
و إذ أجد نفسي عاجزا
عن شكر الله
تعالى
على أن سمح لمثلي
أن يقص قصة
الرجل الذي لو كان بيدي
لجعلته من أنبياء أولي العزم
الرجل الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء
الرجل الذي ليت شعري
لو كان شاعرا لأخمد سيرة الشعراء
وصار أميرهم
هو السلطان الناصر أبو المظفر
الفارس الرباني يوسف بن أيوب
فارس عصره ويوسفه وعنترة زمانه
المشهور باسم صلاح الدين الأيوبي
لم يمسك السيف بعد وفاة نور الدين بن زنكي
أحد
أقوى من صلاح الدين
أسأل الله أن يلحقه بالصديق الأكبر
في أعلى درجة في الصديقين في الجنة
بالغت في الثناء عليه سامحوني لأنه
خطف قلبي لما زارني في منامي
مبتسما في رؤيا واضحة غير قابلة للشك
فصرت أميزه لو رأيته بين ألوف
ولد صلاح الدين قبل مولد النووي
بأقل من قرن بقليل
في أسرة بسيطة أصحاب مناصب
في تكريت بالعراق
راجعوا سيرته للدكتور الصلابي
للتأكد من المعلومة التاريخية
لأني قد أخطأ سهوا
أو نسيان أو تضارب معلومات
أو خطأ قصاصين فلا حرج علينا
ليس على القصاص حرج
وليس على المجنون حرج
ليس كل القصاصين أولياء صالحين
أكثرهم ذنوبهم لا تعد ولا تحصى مثلي
وكفى بالعلم شرفا أن ينتسب إليه من لم يطلبه
والمشرفين هنا لديهم مصفاة تنقي الماء من الجراثيم
لذلك باكتب على راحتي مطمئن لنقاء المصفاة
وكذلك راجعوا سيرته للشيخ مسعد أنور
للتيقن من صدق المعلومة
اللهم هل بلغت
الشاهد
كان الأمير السلجوقي حينها
قد أوسد مناصب رفيعة لنجم الدين أيوب
والد صلاح الدين
و أسد الدين شيركوه
عم صلاح الدين
فكان نجم الدين عقل لا تنقصه شجاعة
كان رجلا حكيما صاحب سيف
وكان أسد الدين شجاعة لا تنقصها عقل
الإسم يدل على صاحبه
كان السلاجقة حينها قد أخذتهم الدنيا الفتانة
فتركوا الجهاد واهتموا بعمارة الأرض فقط
فسخر ربنا لخدمة القضية المقدسة
رجل عظيم اسمه زنكي
ينادى عماد الدين
حيث كانت القدس بيد الصليبيين الفرنجة
وكانت بين عماد الدين
والأمير السلجوقي
عداوة
وفي هروب لعماد الدين
لجأ لقلعة نجم الدين
فبالغ في إكرامه
و أودعه مأمنه وودعه
مما أغضب الأمير
وكان أسد الدين غيورا على دينه
أصابه العور من معركة ما
يحب مجالس الصوفية
طبعا الصوفية حينها
لم يكونوا أهل بدع وعبادة قبور
الشاهد : سمع الشيخ الصوفي
يتحدث عن الحسن البصري
إذ وجد رجل يريد أن يفجر بامرأة
والناس تخشاه لشدة بطشه
فاقترب منه الحسن البصري
وقال بصوت خافض جدا
إن الله يراك
فسقط السيف من يده وبكى وتاب
فغادر أسد الدين المجلس
وفي الطريق
وجد رجل سلجوقي يغتصب امرأة مسلمة
والمرأة تستغيث بالله
أغثني يا الله
والناس تخاف من جبروته
فهو مملوك سلجوقي قوي مجرم
فاقترب أسد الدين
وقال له : إن الله يراك
فقال المجرم : فلتذهب للجحيم
أيها الكردي القذر
اذهب يا أعور أو أطفأ عينك الأخرى
فاستل أسد الدين سيفه
وزأر كالأسود
وقال :العبد الذي لا يخاف الله
ينبغي أن ينال بطشة أسوده
فبارزه السلجوقي
لكنها كانت معركة غير متكافئة
كان أسد الدين مدرب فروسية ومدرب مبارزة
من الطراز رقم 1
ففصل رأس الفاجر عن جسده
وسط ذهول الجمع
فشكرت له المرأة ونظرت للسماء امتنانا
لله لتسخير ذلكم الأسد
مما أغضب
الأمير السلجوقي
واستدعاهما لقصره
قال : يا أسد الدين أنت تقتل أقوى قوادي
ماذا بقي من هيبة الملك
قالها بكبرياء بالغ
وبالأمس نجم الدين يستضيف عدوي
اخرجا من بلادي
ولولا مكانة أبوكما شادي لقتلتكما
اخرجا الليلة لأن المماليك يكيدون لكم
كانت زوج نجم الدين حبلى
في شهرها التاسع
أمطري يا سماء فقد ولد هازم الصليبيين
وهكذا تشرفت الدنيا
بميلاد موحد الأمة ومحرر القدس
وسيد من سادة ولد أدم بعد الأنبياء والصحابة
ولد جريئا
شديد الصراخ
لفت صراخه انتباه المماليك
فخرج نجم الدين عن شعوره
ورفع خنجره
وهم بقتل صلاح الدين
لكنه فوجأ بيد من الفولاذ تمسك قبضته
ومعصمه
كأن يد الله قد أمسكته
مع برق السماء قبل رعدها
وصوت خشن قوي معاتبا
هل جننت يا أخي
دع يوسف الصغير لي أربيه
فشعر أن يده ستتكسر
من شدة القبضة القابضة على يده
فأنزل يده وبكى
وقال سيقتلونا جميعا
فالتفت نجم الدين
لأسد الدين صاحب القبضة الفولاذية
وقال سيقتلونا جميعا
فربت عليه أسد الدين بحنان جارف
كحنان الأسد على رضيع زوجته
وقال بنبرة حانية إن عيني الواحدة لا تخطئ فراستها
هذا الصبي
سيكون له شأنا عظيما
وقبل يده و أخذ يشمه ويملأ صدره
برائحة المولود
فشاركه خادمهم الرأي
وقال: حقا وما يدريك يامولاي
لعل يوسف الصغير يصبح ملكا عظيما
فسكت نجم الدين
وكان يحب أخيه أسد الدين
حبا جما
ويتمنى أن يكون لديه ولدا مثله
شديد البأس في القتال
كان نجم الدين إذا غضب هابه أسد الدين لتقواه
واستمر السير حتى وصلا
بالقافلة
حيث مستقر أل زنكي
لم يصدق زنكي نفسه
أن الله تعالى من عليه بصحبتهما
فبالغ في إكرامهما
وعرفهما على ولديه
سيف الدين غازي
والإمام المجدد نور الدين محمود بن زنكي
إبنه الأصغر سنا الأعلى مقاما
وأسند لهم المناصب
لأل أيوب
وجاء وقت العروض العسكرية والمبارزات
كلهم انبهروا بأسد الدين
عدا نور الدين
انبهر أسد الدين به
وقال : اعذرني يابن المولى
ظننتك ضعيفا
لم أتخيلك بتلك القوة
فمعروف عنك الزهد والعكوف على كتب الفقه
لأول مرة تخطأ فراستي
فابتسم نور الدين
كالليث الأليف في وداعته
ولم ينبس ببنت شفة
فقال عماد الدين :
هو لا يحب الكلام يحب الفعل
وليس كل إنسان زاهد
يكون ضعيفا يا شيركوه
لكن عماد الدين
أصر على أن يجعل أسد الدين قائدا لجيشه
لشغفه بفصل رؤوس الفرنجة عن أجسادهم
بلا رحمة ولا تفاهم
يحب إراقة الدماء
مثل عماد الدين
بشرط أن تكون بحقها
وتلك الصفة لم تناسب زهد نور الدين
ولم تناسب قلب صلاح الدين الحنون
و دخلوا معارك لتوحيد الأمة
كان صلاح الدين ضعيف البنية
في طفولته
فألحقه والده بالكتاتيب
حفظ القرأن صغيرا
وكتاب الحماسة في الشعر
له ورد يومي عظيم في الذكر والصلاة والسلام على النبي
و أتقن اللغة العربية
حيث كان كرديا
وتعلم الفقه الشافعي
حتى حذقه
بمقاييس عصره لم يكن عالما
وإنما فارسا
بمقاييس عصرنا مثقف جدا
بمقاييس الدعاة الجدد يعتبر عالم دين
وكان شغوفا بحب تام للعلوم الطبيعية
كالطب والكيمياء والفلك والهندسة
يعتبر بمقاييس عصرنا كيميائي
فنشأ متعصبا للشافعية وفتاويهم
محبا لأهل دمشق والشام
حتى صارت مصر تغار من الشام في زمانه
كغيرة الحسناوات الضرائر على الرجل العظيم
فكان يؤثر مصر حتى تزوج عصمة الدين خاتون
بنت الأتابك معين الدين أنر
الزوجة الأم
مال قلبه للشام بسببها
كانت خديجة زمانها وجهاد زمانها كما سيتضح
في القصة
وكان الإمام الشافعي قدوته
كان الأطفال يضحكون
وهو يبكي
فيقولون مالك يا يوسف
فيقول
أستحي من الله
كيف أضحك والقدس حولها الفرنجة لزريبة خنازير
ألا تستحيون من المولى عز وجل
كان غزير الدمع رقيق المشاعر
حسن الخلق كريم للغاية
شديد الجمال والوسامة كالأنبياء
كان نجم الدين
يقول هذا الطفل ضعيف
تمنيت لو كان صلبا
مثل أسد الدين
غاية ما أنشده أن يصبح عالما
أو يفشل في العلم
فيحمل السيف لأخويه الكبار
توران شاه
وشاهن شاه
كان أسد الدين
يربيه بعنف
ويزين له الفروسية
ووجد في نفس صلاح الدين
قبولا عظيما
حبا له و
فكان أحب خلق الله إلى نفسه
وسيحتاج نجم الدين سنين ليقتنع أن صلاح الدين
لا يقل عن أسد الدين بأسا وضراوة في ساحة المعارك
أما نور الدين
فقد أحب صلاح الدين
من سيرته
حتى فكر في أن
يجعله
..........
أكمل لاحقا إن شاء الله
ادعولي بالتيسير لكي أتابع معكم
مخاطبا الغرب بكلمتين
saladin returns
return of islamic warriors
the warriors
راجعوا القاموس لعلي
أخطأت
وجزاكم الله خيرا كثيرا
محمد بن فاروق كامل
2012-07-13, 03:19 AM
.....
أيها السادة الكرام
كما تعلمون
أن القائد الذكي الأريب
يدرك بفراسته
أن فلان قد يصبح خليفة من بعده
فيبدأ بتقريبه منه
كمستشار له مباشر
لأنه إذا لم يصنع ذلك
فإنه قد يصل فيهدم ما بناه ويشوه سيرته بالكلية
والتاريخ يثبت
لذلك كان نور الدين يدرك بفراسته
أن صلاح الدين
يملك صفات الخليفة المنتظر الذي يستطيع تحرير القدس
فكان يسعى دائما لتقريب صلاح الدين من مجلسه
وكان صلاح الدين يفر منه ويجري للعلماء الربانيين
ويسعى لتقليد عمه أسد الدين
ويشب صلاح الدين
قليلا ولم يجاوز الحلم
ويرى مقتل شاهن شاه
أمام عينه في معركة مع الصليبيين
وكان أخاه الأثير لديه
وكان الأخ الأكبر توران شاه بعيد الصداقة والقرب من صلاح الدين
لقلة الفراسة
لكنه بدأ يقترب منه بعد مقتل شاهن شاه
فحدث لصلاح الدين رابط ذهني
جعله يكره رؤية الفرنجة
ويراهم سافكين للدماء يراهم أسوأ من الشيطان
وبعد جهاد عظيم لعماد الدين زنكي
وقع في أخطاء غير مقصودة
اشتد بطشه على المسلمين
وقتل أناس أعطاهم الأمان
فعتب عليه نور الدين
قائلا : يا أبت ديننا دين الرحمة
وقد أعطيتهم الأمان
فكان عماد الدين يرى أن البطش بالقلة يرحم الكثرة
ومن كان راحما فليقس أحيانا
هكذا كان يفكر
وقال لنور الدين :
أي بني إنك ولا شك أحسن مني
عرفتك فارسا مغوارا كشيركوه
وعرفتك زاهدا كالصحابة
واليوم أدركت أنك مثل الخلفاء الراشدين
أنا فخور بك
ولكن شدة بطش عماد الدين
جعلت الكثير كرهوه
ونقموا عليه
فتشرذمت الأمة بعد توحدها
بسبب شدة بطشه
فرقهم معين الدين أنر
و أثار نخوتهم ضد زنكي
واحتفظ بدمشق
ومنع عماد الدين دخولها
و في أثناء نومه
عماد الدين
قتله خادمه الفرنجي برنقش
وفر هاربا
فرح الفرنجة فقد كان رحمه الله نارا عليهم
سلما لأولياء الله
دخل أسد الدين الخيمة
وبايع نور الدين على السمع والطاعة
و ألبسه خاتم والده
فوجئ الفرنجة
بأن نور الدين
أسطورة في القتال
كما كان أسطورة في العبادة والزهد
وحد الأمة
وتزوج بغرض الألفة
عصمت الدين بنت الأتابك معين الدين أنر
وكان صلاح الدين يرى موكب العرس
ويتمنى لو تزوج امرأة مثلها
مثلها وليس هي
فقد كان يراها كخالة له
كان أقرب للطفولة من الرجولة
كانت حزينة إذ تزوجت رجلا عظيما
بدافع السياسة ليس إلا
وكان نور الدين زاهدا بصورة
تفوق طاقة المرأة البكر
وخيرها بين الزهد أو الطلاق
فأحبته لشدة تقليده للصحابة
ولحسن سيرته
و أحبها لتدينها
لكنه حب الموقف
امرأة أميرة تزوجت رجلا عظيما زاهدا
فكانت في أعماقها متألمة من الأمر
فعوضها ربنا في مستقبلها
بما أقر عينها
كما سيتضح
فدعونا لا نسبق الأحداث
حتى لا يمل القارئ
بدأ صلاح الدين يبلغ الحلم
معظم وقته تحت أقدام الشيوخ الصوفية
مجالس الذكر والوعظ
وجزء من وقته
تحت أقدام علماء الشافعية
وجزء من وقته في التدريبات العنيفة والفروسية والصيد
ومن هنا تعرف على أصدقاء السوء
أخذوه لمجالس اللهو والسمر والمعازف
سمع الغناء والمعازف
و أطلق بصره على النساء المتبرجات
فخرج باكيا
ولسان حاله يقول : ليتني كنت معصوما
وبدأ يبتعد عن مجالس الصوفية
وسألوا عنه كثيرا
فعاد للشيوخ
فوعظوه وقالوا له قولا بليغا
دون جدوى
وجد في نفسه ميلا لمجالس اللهو
زاره أسد الدين
فسأله عن حاله
فبكى : وقال
نفسي تميل لمجالس الغناء والمعازف
وابتعدت عن العلم والذكر
فضحك أسد الدين
وقال بصوته الأجش :
هل تظن نفسك فوق البشر
هل تظن نفسك نبيا لا يخطئ
أم تظن نفسك سيد الأنبياء
وصرخ فيه
انظر لعيني
فقدتها في قتال قديم
وقد كنت مثلك أحب مجالس الصوفية
وظننت نفسي الحسن البصري
حتى علمت أنني خلقت لأكون من أسود الله
وليس للوعظ والذكر والعلم
هل تريد حقيقة الزهد
الزم أقدام نور الدين
فهو دائم السؤال عنك
ويحبك بشدة
وفي المعارك
تشعر أنك من أولياء الله
تشعر أنك يده التي يبطش بها
حيث لا تلتبس الغاية بالوسيلة
ويكون الموت يأتيك من كل جانب
وأنت تعلم أنها إحدى الحسنيين
النصر أو الشهادة
لطالما سعيت للشهادة
فطلبني النصر
وعيني لا تخطئ فراستها
مكانك معي
أحميك وتحمي ظهري
كيف أنت في التدريبات
فقال : ليس بالقدر الذي أرغب فيه ياعماه
فقال أسد الدين : تأتنا غدا في مكان المبارزة
وبدأ يختبر صلاح الدين
على مرأى ومسمع من قادة نور الدين وجنوده
فأذهل الجميع
لم يستطع أحد هزيمته
حتى بارز أسد الدين
انبهر أسد الدين به
ولكنه اندمج
فخاف نجم الدين على ولده
فقال : حسبك يا أخي
إنه صلاح الدين تلميذك وليس الفرنجة
فابتسم أسد الدين
وقال :
لقد جعلني فخورا
ألم أقل لكم
لقد كاد يهزمني
لقد كبر حقا
صدقت فراستي فيه
وقال له : تعال معي لمزيد من التدريبات
مع صعوبة التدريبات
بدأ صلاح الدين يصرخ
ياعم لم أخلق لذلك
إنما خلقت لمجالس العلم ومجالس الذكر
فقال أسد الدين : وما يدريك ما الذي خلقت له
أيها الفتى
كل ميسر لما خلق له
والنصر لا يتحقق بالدعاء فقط في مجالس الذكر
ووصلت الأنباء لنور الدين
فضمه رغم صغر سنه
لمجلسه وبطانته
وبدأ يسند إليه مهام بسيطة
ثم ألحقة بالشحنة (الشرطة)
ضابط شرطة
و أمير شرطة
وطلب منه حماية قافلة زوجته في سفرها
انبهرت عصمة الدين بأخلاق صلاح الدين
فكانت تقاوم النظر إليه
وكان يقاوم التفكير فيها
ويغمغم قائلا : لو أنها كانت زوجة لشخص أخر
أو على الأقل صغيرة في السن
والشعور يتبادل مع الوقت
وبينما يفكر أخذته سنة من النوم
فرأى نفسه يحارب قطاع طرق
أفاق
من نومه
وجد الصباح أشرق
وخيل إليه بين الأشجار شئ يجري بسرعة
فطلب من الأميرة المبيت في خيمته
ففعلت باستغراب وتعجب
في الليل
هجم قطاع الطرق على القافلة
حاصرهم صلاح الدين
وصدرت منه صيحة
جمدت الدماء في العروق
ظن من سمعها أنها صيحة أسد وليس بشر
وقفز أمتار في الهواء
الله أكبر
و أغمد سيفه في بطن أحدهم
و يجندل الثاني والثالث
ونستسلم
هكذا صرخ قائدهم
وقال : سيدي أأنت من البشر
كل هذه الفطنة
والشجاعة
والقوة
مع الوسامة وصغر السن
فقال صلاح الدين : سبحان الله
لم تخف من الله و أجرمت وتخاف من عبد فقير
إنما هو نصر الله
واتق غضب الحليم إذا غضب
وعصمت الدين ترقب الموقف
وقلبها يعصف بحبه
ليتني لم أره ولم يرني
أنا زوجة سيده ومثل خالته
كيف يسامحني الله
سأطلب من نور الدين أن يعزله
فلما عادت
وصفت ما حدث
بدقة بالغة و أمانته وصدقه
وقالت : ولكن ينبغي أن تعزله
فقال متعجبا : ولم
هل تعدى حدوده معكي
فقالت باكية : لا ولكنه
عامل اللصوص برفق
وجعلهم يتوبوا
و لا يصلح لعمل الشرطة
ولا يستطيع تحمل المسؤولية
قوي في القتال ضعيف متسامح عند المقدرة
رقيق المشاعر ويحب العزلة والوحدة
رفقه زائد
وطيبته زائدة
وكرمه زائد
وتواضعه زائد عن الحدود
ولو استمر هكذا سيحبه الناس أكثر منك
ويضيع ملكك
أرجوك يامولاي اعزله
وانفه من البلاد
لا أريد رؤيته أرجوك
فضحك نور الدين :
حسبك ياخاتون جعلتيني
أعطيه ترقية و أحبه
وقال : قد علمتي زهدنا في الدنيا
وتلك صفات قائد الشرطة
سأعينه بجانب قصرك رئيس الشرطة
وهنا أسقط في يد الخاتون
وكاد يغشى عليها
فقد اشتدت الفتنة
طلبت عزله فاقترب أكثر
لأن الله غالب على أمره
جاوز صلاح الدين العشرين وقاد الشرطة
وفي خلال ثلاث ليال اختفى اللصوص من دمشق
فقال الشاعر :
رويدكم يالصوص الشام
إني لكم ناصح بالمقال
أتاكم حفيد النبي يوسف
يوسف بن أيوب
فذاك يقطع أيدي النساء
وهذا يقطع أيدي اللصوص
ارتبط قلب صلاح الدين بدمشق
وبالشرطة
واستطاع بصعوبة بالغة
نسيان أمر عصمت الدين
وتوالت انتصارات
نور الدين على الفرنجة
وفي مصر
تشاجر الوزراء الشيعة الخونة
فذهب الوزير الخائن شاور
للإستغاثة بجيش نور الدين
وفكر نور الدين في العرض
المغري
ثلث خزانة مصر
كل عام
إن أعانوه على خصمه ضرغام
واستشار صلاح الدين
فكان رأيه
أن
أكمل لاحقا إن شاء الله
مدعوا لكم جميعا بالتوفيق
محمد بن فاروق كامل
2012-07-13, 08:40 PM
وكان
الرأي
أن يتم إرسال جيش لمصر
للإستفادة من المال
في تقليل المكوس
التي تؤخذ من الأغنياء
لتجهيز الجيوش التي تغزو الفرنجة
كان نور الدين يقتنع برأي صلاح الدين
رغم قلة خبرته في الحياة
فبدأ تجهيز الجيش
بألف جندي فقط
يقودهم أسد الدين
ووصلت الأنباء لنور الدين
أن زوجته تخرج من البيت بغير إذنه
فغضب عليها بشدة
وعنفها بقسوة
قائلا : اسمعي ياخاتون
لست كالعزيز
ولم أكرم ابن أيوب
إلا لأني أقدم من قدم الله
أما أن تخرجي بغير إذني
وتكلميه في غيابي
فلو تكرر ذلك ألحقتك بأهلك
فقالت : محمود هل تشك في خاتون
فقال بنبرة عميقة هادئة: لم أقل ذلك
ولكن طلباتك زادت
وقد علمتي زهدي في الدنيا
ولا أملك مالا وتطلبين زيادة نفقة
وأتعبتيني من كلمة صلاح الدين
صلاح الدين صلاح الدين
ويكثر خروجك
وصرخ قائلا : ماذا لو ميزك الناس
وهل مال قلبك لصلاح الدين
فأخذت تبكي
وقالت : لن أخرج بعد الأن
وقد طلبت منك عزله
يكفينا نربي إبننا الصالح
وكان طفلا صغير
ولنجعله ملكا على صلاح الدين هذا
فهدأ نور الدين
وقال : لن أعطيه ملكا
سأورثه الزهد ولتذهب الدنيا لمن يطلبها
فلتذهب كلها لمن يطلبها
وقال :سأبعد صلاح الدين عن دمشق
فقد تعلق قلبه بها
ونسى القدس
سأجبره على الذهاب مع عمه أسد الدين لمصر
فقالت : خيرا تفعل
لا أريد رؤيته
وكان في نفس الوقت
نجم الدين يحرض أسد الدين
على اصطحاب صلاح الدين معه
قال : يا أخي صار يحتد على في الكلام
رغم حسن خلقه
وسيصدأ سيفه
فخذه لمصر معك
صار نور الدين يغار منه
لعدة أمور
وقد كثر ثناء الناس عليه
فقال : كنت أريد ذلك حقا
فذهب أسد الدين لصلاح الدين
في دار الشحنة
فوجده في معاركة كلامية
مع القاضي الشهرازودي
لكنه محتفظ بحسن خلقه
ثم
قال الشهرازودي
كيف تفرج عن المتهمين
دون عرضهم على ألست أنا القاضي
فقال : بلا ولكن ربما تكون قضية غير مستحقة
فيمكث المتهم البرئ أياما في السجن
فقال الشهرازودي
: وكيف تميز بين القضايا
هذا عمل العلماء
ولا أراك تصلح أن تكون طالب علم حتى
فقال صلاح الدين : يشرفني أن تعلمني
فقال القاضي : سأشكوك لنور الدين ليعزلك
فقال صلاح الدين :
خير من أن يشكوني برئ إلى الله
وتكون أسديت لي خدمة لأعود لقتال الفرنجة
أو مجالس الذكر
و اعلم يا سيدي القاضي
أن اختلافي معك لا يفسد للود قضية
فخرج القاضي مسرورا لحسن خلقه
ولكنه أراد أن يشكوه لنور الدين
ودخل أسد الدين عليه
فقال : لقد انتهت أيامك في دار الشحنة يا صلاح الدين
أنت ستخرج بأمر نور الدين معي لمصر
فتمعر وجه صلاح الدين من الغضب
فقال : ياعمي
تقررون مصيري
دون أخذ المشورة
هل يراني نور الدين خادما مملوكا
أم مستشارا وصاحب شحنة
إن كنت خادما فلا يستشيرني بعد الأن
فقال أسد الدين :هل صرت يابن أيوب تترفع على الخدمة
فأطرق صلاح الدين رأسه
قائلا : معاذ الله
أتشرف بخدمتكم
ولكن
فخرج أسد الدين عن شعوره وصرخ
: ولكن ماذا
فقال : ياعم أنا لا أطيق النظر في وجه
المدعو شاور
فكيف أقاتل في صفه
ولا أحب مصر
دولة شيعية فاطمية
ووزيران خائنان
فما دخلي أنا
إذا أصر نور الدين
فلينفني من البلاد شاكرا نعمه السابقة
فقال أسد الدين:
وماذا عني عمك العجوز الذي يحتاجك
وكان صلاح الدين رقيق القلب
فقال : ياعم أنت في القلب
ولكن عندك الأجدر مني
خالي شهاب الدين
و أخي توران شاه
فلماذا أنا
فقال أسد الدين :
أما زلت لا تعلم أني أؤثرك على أبنائي كلهم
وكل أحبابي
قد اعترفت لك فاقبض على يا صاحب الشرطة
وجاءه نور الدين
لمقر الشرطة
فهابه صلاح الدين
وقبل يده
وقال : مرني ياسيدي
أنا خادمك ومملوكك
فقال : اسمع ياصلاح الدين
إني كرجل زاهد أخفي أشياء وأبديها
كن على يقين
أني أصطنعك لنفسي
وليس لهوانك عندنا نرغمك على الذهاب لمصر
و إن طال بك العمر ستعلم أثر دعواتي لك
فتأثر صلاح الدين كثيرا
وخرج مع عمه
كان نور الدين يسجد ويبكي
قائلا:
أي رب
أنا عبدك الكلب
محمود المكاس جامع الضرائب
فانصر صلاح الدين ولا تنصرني أنا
رد القدس
وانصر الإسلام
ومن محمود الكلب حتى تنصره
زاره النبي في المنام
وقال : محمود أنقذ قبري
وتكررت الرؤيا
ذهب للمدينة
فوجد غريبين حفرا نفقا
لسرقة جثمان النبي
فقتلهما
وصب حول مكان المدفن الرصاص المذاب
وظل يبكي
قائلا : رسول الله يعرف إسمي
ووصل صلاح الدين لمصر
مع عمه
فوجدوا جيشا عظيما من الشيعة
فقال أسد الدين :
يا شاور لقد خدعتنا فقلت ليس في مصر عساكر
فجئنا بألف فارس فقط
فقال شاور الخائن : لا يغرنك المنظر
فأغلبهم خرج كارها
وكتبهم معي
و أغلبهم لم يدرب حتى على حمل السيف
ناهيك عن قتال الفرنجة مثلكم
فقال صلاح الدين : إن كانوا كما تصف
فلن يتحملوا حر الشمس
نحن أصبر منهم و أسرع كرا وفرا
لقلة الحديد
فلنصبر حتى يشتد حر الشمس
فلما جاء وقت الظهر
ظهر القلق والإضطراب في الجيش المصري
وانسحب جزء من الجيش
خاصة أهل السنة منهم
فأومأ صلاح الدين لعمه
أن نعم
فكبر أسد الدين وأخرج سيفه ببراعة يغبط عليها
الله أكبر
ودارت معركة طاحنة
حيث تهشمت الجماجم وطارت الرؤوس وسالت الدماء
ولا حظ العساكر أن صلاح الدين
يبارز ولا يقتل
فظنوه أضعف من أسد الدين فتجرؤوا عليه
فلما اقتربوا
قال بصوت مرعب : حسبتموني ضعيفا
واقترب من أشجعهم و أطار رأسه بضربة
غبطه عليها أسد الدين
فخارت عزائم الجيش الشيعي وانهار
وتم قتل ضرغام
واستولى شاور على السلطة
لكنه أخلف وعده مع صلاح الدين
وهذا ما سيتضح في الحلقة القادمة
إن شاء الله
محمد بن فاروق كامل
2012-07-15, 04:12 PM
سلام ل اللواء محمد
النبي
حامل لواء الحمد يوم القيامة
لواء الإسلام لواء الدعوة السلفية
سلام سلاح
وتحيتنا العسكرية لرسول الله
هي الصلاة والسلام عليه
طوبى لمن صلى عليه في اليوم
كل يوم
أكثر من 100 مرة
وطوبى ثم طوبى ثم طوبى
لمن تخلق بأخلاقه
وصلنا عندما قرر شاور الغدر
و أرسل ترغيبا وترهيبا
رسالة كلها ترغيب وترهيب
لأسد الدين
برفقة
مبلغ وقدره 100 ألف دينار من الذهب
ويحذر إن لم يقبلوها
بأن يستعين بملك الفرنجة إمرليق
ويؤكد أنه لم يعدهم بثلث خزانة مصر كل عام
و أن تلك النفقة تكفي ما قاموا به من مجهود
فلما سمع صلاح الدين ذلك
ضحك وهو ينظر لعمه
وتفلتت منه قهقهة
فانتفخت أوداج أسد الدين
وقال له بصوت غاضب
اصمت أنت أيها الفتى
وقال للرسول :
و أنت عد لسيدك الحقير بهذا المال
ولولا أنك رسول
لأرسلت له رأسك
وقل له
من غلب ضرغام بألف رجل
يمزقك إربا أيها الكلب
وصرخ فيه بصوت الزئير
انصرف
هيا
وبالفعل جاء الفرنجة بجيش عرمرم
بعد أن أرسل إليهم شاور
وختم الرسالة بتوقيع الخليفة العاضد الشيعي
فخارت عزائم الجيش الأيوبي
فقال أسد الدين :
الرأي عندي ما يقول صلاح الدين
فهو قرأ عن مصر كثيرا
فقال صلاح الدين:
أيها الناس
نذهب للشرقية (بلبيس)
ونجد فيهم عصبا ويجدوا فينا مثله
فهم أهل نخوة وأهل حمية
وأكثرهم شافعية من أهل السنة
يطلبون الجهاد كطلبنا إياه
وبالفعل انتقلوا لبلبيس
ولكن حصار الفرنجة كان أقوى من تلك القرية
فخرج نور الدين
واسترد قلعتي حارم وبانياس من الفرنجة
و أرسل راياتهم
بجواد سريع يركبه رسول ماهر
لملك الفرنجة
فخارت عزائمه
وعقد الهدنة مع أسد الدين
كل ينسحب لبلاده
عاد أسد الدين
وقال سنعود بجيش أكبر
ولا يزال أسد الدين يحرض نور الدين
حتى أخرجه بجيش قوامه 3 ألاف مقاتل
فلما علم الفرنجة بخروجهم
التحموا معهم في معركة
انتهت بانسحاب أسد الدين وصلاح الدين
للإسكندرية
حاصرهم الفرنجة
ولكنهم وجدوا من أهل الإسكندرية
تعاطفا شديدا مع صلاح الدين
وبدأ صيته ينتشر كالنار في الهشيم
وبعد حصار طويل
من الفرنجة للإسكندرية
خرج أسد الدين ليأتي بمدد من الشام
ويكون حر اليدين فيهجم ويفر
وصلاح الدين يحمي الإسكندرية من الداخل
فما لبثت أن خارت قوى أهل الإسكندرية
المدنيين وليس العسكريين
فجمعهم صلاح الدين في المسجد الكبير
وصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه
وقال بصوت يملأه بالحماسة
أيها الناس
أنتم على ثغر من ثغور الإسلام
إن تكونوا تألمون
فإنهم يألمون كما تألمون
فهل ترضون أن يلعنكم الأحفاد
ويقولوا لقد دخل العدو من ثغرهم
ويذكركم التاريخ بكل سوء
أما إن صبرتم تشجع جنودنا
وهم يقاتلون من الصباح للمساء
وقد شحت المؤن عنهم
ويوشك عمي أسد الدين أن يبطش بهم من الخلف
فإن يأس الفرنجة من الإسكندرية
أصابهم الله بيأس من مصر والشام
فنسترد القدس
فمن منكم يبايعني على القتال حتى الموت
فهتف الناس
وقد امتلأت عروقهم بالحماس
صلاح الدين يامنصور
صلاح الدين يامنصور
وحملوه على الأعناق
ولما يأس ملك الفرنجة
وعلم بقرب مجئ أسد الدين بالمدد
طلب عقد الهدنة مع صلاح الدين
فلما نظر إليه ملك الفرنجة
أصابته الدهشة
أأنت أيها الشاب الصغير من كان يحمي الإسكندرية
من الداخل
فقال صلاح الدين بكل عزة :
بل الله من كان يحميها
ثم أهل الإسكندرية
ثم إنك أيها الملك
لا تعلم
أن أطفالنا بإمكانهم
محاربتكم
بالحجارة أو بالسيوف الخشبية
فلا تتعجب من الشباب
انعقدت الهدنة
وفي أثناء المغادرة
قال صلاح الدين للملك الصليبي
نصيحتي لك أيها الملك
لا تأمن شاور الذي غدر بقومه
ولا تكن مطية تركب ثم يغدر بها
فلما غادر البلاد بصحبة أسد الدين والجند الشامي
انقلب الملك الفرنجي على شاور
عاث شاور في الأرض فسادا
قتل رسولا لأسد الدين
فجعل العلماء والشيوخ يشكونه لله
فحاصر الفرنجة مناطق في مصر
استعدادا لغزو القاهرة
فجعل شاور يستغيث بالملك العادل نور الدين
يطلب منه إرسال صلاح الدين
دون جدوى
حتى أرسل شعور نساء الخليفة العاضد
يستغثن بمروءته
وشهامته
فخرج صلاح الدين مع أسد الدين
بجيش قوامه 8 ألاف مقاتل
في الطريق
مر أسد الدين
على خيمة صلاح الدين عندما عسكروا
في الليل
فوجده ساجدا يبكي وينتحب كالثكالى
فلما انتهى
من صلاته
قال أسد الدين بصوت مشفق:
لعلك لم تدع على عمك العجوز حيث أخرجك مكرها
فقال وهو يبكي
: ياعم
هل قدر على قتال من ينتسب للإسلام تارة
والشيعة تارة والفرنجة تارة
كم سفكت من الدماء
و أنا أكره القتل
وكم رملت من النساء
وكم يتمت من الأطفال
مالي ومال الدنيا
ليت الله لم يخلقني
وشاور الذي قتل الرسول
استكبارا في الأرض ومكر السئ
ونشر البدع و إفساد العقيدة
يحتمي بالفرنجة
ألا لعنة الله على السلطة وعلى طلابها
يا عم
كم حاولت أن أفهمك أني ضعيف
لا أصلح إلا للعلم
فقال أسد الدين بصوت شاحب ضعيف:
كفى يابن أخي أنت عصبي وعصب الأمة
أصبتني بالوهن
و أنا عجوز أوشك أن أغادر الحياة
فقال صلاح الدين : لا تقل ذلك
فقال أسد الدين : قد قلته
ثم أردف قائلا
من أوهمك أنك ضعيف
بعد كل ما أبليت في الحروب تزعم أنك ضعيف
بعد الكر والفر
والصبر والجلد في البأساء والضراء
والحر الشديد في مصر والشام في المعارك
تتوهم الضعف
إنما الضعيف أنا
لم أستطع الزهد في الدنيا مثلك
لم يحسن خلقي مثلك
لم يحبني الناس كما أحبوك
فمن الضعيف إذا
لديك هدوء السبع إذا رقد
ووثبة الأسد إذا نهض
رفيق بأهلك وناسك
غليظ على الفرنجة و أعدائك
و أخيرا عزيز على ملوك الفرنجة
ذليل على خدم المسلمين
فإذا لم يحبك الله فمن سيحب
ولو صدقت رؤياي فستحرر القدس بعد موتي
عزائي أن يذكرني الناس
عندما يذكروا محرر القدس
فيدعون لي كما يدعون لك
وبكى أسد الدين
وكانت تلك أول مرة يراه فيها صلاح الدين باكيا
وقال : هل ستجعلني أموت واهنا يا عصب الأمة
فتأثر صلاح الدين تأثرا بالغا
واستعاد ثقته بنفسه ورباطة جأشه
وفي اليوم التالي
بدا كل منهما مختلفا
كان أسد الدين يتحرك بمنتى القوة والنشاط
وكذلك كان صلاح الدين
فقال صلاح الدين : عماه كل هذا النشاط
وتزعم أنك فقدت شبابك
أكاد أغبطك
فقال أسد الدين :
أتراها انطلت عليك
وأنت من سمع بكاءك بالأمس
لظنك طفلا رضيعا
حقا الضعيف أمير الركب
هيا أرني مدى ضعفك
الضعف ليس في عضلاتك بل في عقلك
أيها الطفل الرضيع
و أخذ يضحك ويقهقه
وشاركه صلاح الدين المزاح والضحك
ولم يدر أي منهما ما تخفيه الأيام من الحزن حينها
و أكمل لاحقا إن شاء الله
محمد بن فاروق كامل
2012-07-16, 03:18 PM
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على الأنبياء
لا سيما المصطفى
عندما وصل الجيش العرمرم
بقيادة أسد الدين وصلاح الدين
للقاهرة
انسحب الفرنجة
بعد أن أصابتهم
دعوات صلاح الدين ونور الدين في مقتل
و أصابهم الوهن والذعر والرعب
وظهرت في الفرنجة
الأمراض التي لم تظهر في أسلافهم
كالطاعون والجذام وغير ذلك
ولسان الحال يقول
ألم تجدوا غير صلاح الدين لتقفوا له بالحرب والعداء
أول ما صنعه صلاح الدين
أن اقترب من مجلس الخليفة العاضد
وهنا برز دهاء صلاح الدين
ظن الناس أنه أحبه
لكنه كان يبيت له بليل
بطريقة المخابرات
دخل في صفوف الشيعة
و أظهر لهم الحب
حتى خاف عليه أسد الدين
من شدة ولوجه لقصور الشيعة الفاطميين
وقدم لهم الخليفة العاضد
شاور على طبق من ذهب
خروف العيد
ذبحوه ككبش فداء
لكن صلاح الدين أبهر الجميع بذكائه
تم تعيين أسد الدين نائبا عن العاضد على مصر
ووزيرا له
اتسع نفوذ صلاح الدين
فقرب من قصر الشيعة
أي قصر العاضد
بهاء الدين قراقوش الشافعي السني
كنائب لمؤتمن الخلافة جوهر
ولم تمضي أيام
حتى ظهرت عبقرية صلاح الدين في القضاء على التشيع
وضع على كل مقبرة
علماء من الشافعية
ليبصروا الجماهير بالسنة
ووضع بجانبهم حرس من الشرطة العسكرية
وبدأ يطرد شيوخ وعلماء الشيعة من مصر
انبهر أسد الدين
مما أغضب الخليفة العاضد
واستدعى صلاح الدين
قال له بكل مقت وكره :
بلغنا أنك تكيد للفاطميين
بعدما كرمناك
فقال صلاح الدين بهدوء بالغ مستنكرا : أنا
مولاي أنا مملوكك
إنما أحمي خلافتك
فلا يزال نور الدين ينوي خلعك بمدد من جند الشام
وعمي أسد الدين يكره الفاطميين كما تعلم
فأنا أساهم بأفعالي في تأخير خلعك
فقال العاضد وقد امتلأ غيظا :
سأقتلك أيها ال..
فقال صلاح الدين بكل هدوء مستفز : لا لا لا
لا تغضب فيصيبك جلطة أو الضغط
أنا أرفق بك من عمي
وجنودنا الأن سيطروا على مواقع الحكم
و
الدواوين
وكما تعلم القاضي الفاضل من أهل السنة
وقراقوش
ونادى بصوت عال
قراقوش
فدخل قراقوش مهرولا
فقال صلاح الدين
: هلا اصطحبت الخلافة لينام
فغضب العاضد
لكن صلاح الدين قال له :
مولاي لقد عاد الحق لأصحابه
وصدقني
لن تجد أرحم بك مني
لقد كاد عمي أسد الدين أن يقتلك غير مباليا بالعواقب
فلتهدأ
وسأكون رفيقا بك يوم يتم خلعك
أنا أرحم عزيز القوم إذا ذل
وهنا أسقط في يد العاضد
وقال : صدقني ياصلاح الدين
لست ناقما عليك
بل ناقم على أهلي
أورثوني خلافة بلا تدين
أنتم أهل الدين لا نحن
أنتم أهل السيف لا نحن
أنتم أحق بالخلافة من الشيعة
نعم لقد اعترفت لك بما
لا يعترف به الشيعة أمام أنفسهم
ولما تمكن المذهب الشافعي من مصر
مرض أسد الدين مرض الموت
و هو يغادر الحياة
زاره صلاح الدين
فقال له : لعلك يا صلاح الدين
لم تدرك مدى حبي لك
اعلم أنك أحب خلق الله إلى نفسي
و أنني ما أردت لك إلا الخير
أطع نور الدين كما أطعتني
فإذا فارق الحياة
يتوحد المسلمون تحت رايتك
تجتمع كلمة مصر والشام
حينها تستدرج الفرنجة لمعركة فاصلة
بعدها تستلم مفاتيح القدس
قد أخبرتك بما كنت أخطط له
و كنت على الدوام أدعو لك بهذا
و
اعلم أنك الأن في مثل صلابتي
في شبابي
فلا يصيبك الوهن يا سلطان المسلمين
و
لا إله إلا الله
وفارق الحياة
وطمع الكثير من الناس في تلك الوزارة
أراد صلاح الدين مغادرة مصر
فاستدعاه العاضد
وقال : إن أنت غادرت
لم يلبث نور الدين أن يخلعني
وقد يسئ معاملة أهلي
أو يبيعهم
فكن وزيري على
مصر
ورغم أنك أصغرهم سنا
إلا أنك أرحمهم بي
وقد تأكدت من معدنك
ورأيي أن تؤخر خلعي ما استطعت
فيقوى نفوذك
فإذا مات نور الدين
تملك مصر والشام
أما إن بادرت بخلعي
فسيحتل مكانك المقربين من نور الدين
خاصة كبار السن
كالياروقي وقطب الدين ينال
وكانت نظرته صائبة
فلم يكد صلاح الدين يبسط نفوذه على مصر
حتى زاد الوشاة حول نور الدين
قالوا :
استقل بنفسه عنك
ويتردد في خلع العاضد
وأكثروا الكلام
فقال نور الدين
: إنما طلبته الوزارة ولم يطلبها
بل كان كارها أن يخرج لمصر أصلا
و أسمعهم كلاما شديدا
فلما عاد للبيت :
أخبر الخاتون
فأوغلت صدره على صلاح الدين
قالت : ستأتي يوما تقول
لقد ملك ابن أيوب
وسيأتي يوما ينقلب عليك
فصرخ فيها : كفى
لقد ظننتك سدفعين الشبهة التي ألقيت في قلبي
لقد نجحتي في إخراج الزهد من قلبي
سأعرف كيف أعامل صلاح الدين
وخرج مغضبا
وأرسل له رسالة يطالبه بالعجلة في خلع العاضد
و أن يدعو لنور الدين على المنبر
ليكون نور الدين سلطان على مصر والشام
ولكن وصلت الأنباء لنور الدين
بحروب داخلية هنالك من الشيعة
وزحف الصليبيين إلى دمياط من البحر
وانطلق صلاح الدين بصحبة القاضي الفاضل
لتأمين الساحل
وكان نور الدين في مجلسه
يضحكونه فبكى
قالوا ما يبكيك
قال : أستحي من الله أن أضحك
وصلاح الدين محاصر في دمياط
وقام كالمعتاد لتل حارم
ومرغ وجهه في التراب
وقال عبارته المشهورة
انصر عبادك
ولا تنصرني أنا
ومن أنا محمود الكلب
حتى تنصره
وفي اليوم التالي جاءه البشير
فمن هو يا ترى
قطب الدين النيسابوري
كان من العلماء الشافعية
بعد صلاة الفجر
قال : أيأذن لي المولى بالكلام
فقال نور الدين
لا تستأذن يا قطب الدين
فقال : رأيت رسول الله في المنام
يقول : بشر محمود
برحيل الفرنجة عن دمياط
بعلامة ما سجدت عند تل حارم
وقلت على نفسك
محمود ال ....
وسكت قطب الدين لم يكمل العبارة
فقال نور الدين والدمع ينزل : أكمل العلامة
فقال قطب الدين : أهاب المولى
فقال : قل ولا تخشى إلا الله
لا تسئ الأدب مع رسول الله
فتقطع العلامة
فقال قطب الدين بصوت خافض :
قلت على نفسك الكلب
فبكى نور الدين وانتحب
وماذا حدث في دمياط
سنعرف ذلك الحلقة القادمة
إن شاء الله
محمد بن فاروق كامل
2012-07-17, 02:16 PM
مرحبا بحضراتكم
في هذا المنتدى
ومع سنة نبينا وعظيمنا محمد
صلى الله عليه وسلم
توقفنا عندما
اشتد حصار الفرنجة لدمياط
أليس كذلك
أليس في بلاد العجائب
كان عدد الفرنجة على سفنهم
يقدر ب 400 ألف مقاتل
عدد رهيب
فماذا صنعت دعوات نور الدين
اسمعوا للقاضي الفاضل صديق صلاح الدين الصدوق
وهو يحكي :
قال : كان مولانا السلطان
لا يهاب كثرة الفرنجة قط
قام بتأمين الساحل
وترك على قيادته
تقي الدين عمر
ابن شاهن شاه
ولما فرح الفرنجة بما أوتوا
من القوة على الساحل
جاءتهم الأعاصير من كل جانب
والعواصف
وكسرت الصواري
وغرق الكثيرين
وفر الملك اللعين
يعد العدة لمعركة حطين
غرق منهم مئات الألوف
ولم يعد لبلاد ما وراء البحر
إلا القليل
أما الشام فقد سجدوا لله شكرا
وخاصة نور الدين
أما القاهرة
فقد بكى العاضد وهو يسمع صلاح الدين يا منصور
مزقت تلك الهتافات قلبه
فسألته أخته : لم تبكي يا أمير المؤمنين
فقال : لم أعد أمير المؤمنين
صلاح الدين انتصر على في دمياط
ورفع رايته قبل أن ينتصر على الفرنجة
وصار على أن أضحك و أبكي في نفس الوقت
أبكي لانتزاع الخلافة مني
ومن الفاطميين
و أضحك لانتصار الإسلام
وإلا اعتبرني الناس خائن لديني
ثم بدأ يتصرف المجانين
يضحك ويبكي
كان العاضد شديد المكر
لكن هيهات
أين مكره من مكر صلاح الدين
و استطاع صلاح الدين القضاء
على التشيع وعلى الخونة
وصارت مصر بلد الأمن والأمان
وجاءه إنذار أخير من نور الدين
لخلع العاضد
فخلعه صلاح الدين
و أحسن معاملته
فلم يلبث أن مات
فأحسن صلاح الدين لأسرة العاضد
وبالغ في إكرامهم
وبدأ صلاح الدين
في إنشاء ما يسمى بالتيكية
لضمان الكسوة والطعام للمساكين
ومن لم يجد عملا
وشرع ينشأ
خانوقات للصوفية
الصوفية حينها
كانوا مثل جماعة الدعوة والتبليغ حاليا
فبدأ يفتح لهم المدارس المجانية
ويضمن لهم الكسوة والطعام
ليتفرغوا للدعوة
كما قام بإنشاء
مدارس للمذاهب
غير أنه بالغ في إكرام الشافعية
وكان يعدل في النفقة
كرم العلماء
وفتح مكتبات
للعلوم الطبيعية
فقام بتكريم علماء الطب
والفلك والهندسة
حتى صار الفرنجة
يقولون
التكنولوجيا في عصره
في مصر
كانت أعلى تكنولوجيا في العالم
كذلك قام بكفالة طلبة العلم
ليتفرغوا للعلم فقط
وكل ذلك
زاد الأحقاد عليه في الشام
فلا يزالوا يوغلون نور الدين عليه
حتى أرسل إليه رسائل بالغة القسوة
مع أسرته الأيوبية
في مصر
كان نجم الدين أيوب
يضرب كفا بكف
ابني يوسف الذي كدت أقتله
يصبح سلطان مصر
الناصر أبو المظفر
وقال لصلاح الدين :
لقد صدقت أبيات الشاعر
التي شبهك فيها بيوسف النبي
حين قال :
ويستقر يوسف بمصر
والله يجمعهم من غير تثريب
من أقوال العماد الأصفهاني
عن صلاح الدين
فقال صلاح الدين : يا أبت أين أنا من يوسف النبي
ثم أردف قائلا : ولكن نور الدين
يا أبت صار خطابه شديد اللهجة
حتى لم أعد ماذا أفعل
خلعنا العاضد
فلم يرض
و أرسلنا إليه جزء كبير من الخزانة كل عام
فلم يرض
ودعونا له على المنابر قبل الدعاء لي فلم يرض
فماذا يريد أكثر من ذلك
فقال نجم الدين : اذكر أننا خدمه ومماليكه
ولكن إن استمر في ذلك
فسأعرف كيف أتصرف
هو يريد مصر ولاية تابعة له
ويريدك في الشام
وهذا لا يقبله أهل مصر
ناهيك عن ضياع حقوق أسرتك الأيوبية
و القاضي الفاضل وقراقوش
ليضع مكانك الياروقي
وقد عرف أنه يلهث وراء السلطة
وليس له عزيمة في قتال الفرنجة
الرأي عندي ما يقوله القاضي الفاضل
تظهر لنور الدين كل التوقير
ولكن إن طلبك للشام
فلتتهرب بذكاء
وإن جاء لمصر رحبنا به وبالغنا في تكريمه
وبالفعل
مع زيادة الوشاة
كلما طلبه نور الدين
يتهرب بعذر
فدخل نور الدين على الخاتون غاضبا
قال : لقد ملك ابن أيوب
ولم يعد يمتثل لأمري
و إياكي أن تقولي تلك الكلمة البغيضة
ألم أقل لك
فقالت الخاتون :
لا تظلم صلاح الدين
فهو يحبك
مؤكد لديه أعذار
فقال : عجبت لكي يا خاتون
كنت دائما توغلين صدري عليه
فقالت : لأنني مع الحق
لأقيم الميزان
فإن غلب عليك الزهد
ذكرتك بالسلطنة
و إن غلبت عليك السلطنة
ذكرتك بالزهد
فقال : أرحتيني باركك الله
ثم قال : لقد نسيت حقا زهدي في الدنيا
سألتمس له الأعذار
ثم جاءته الأنباء بوفاة نجم الدين أيوب
فأرسل لصلاح الدين يعزيه
وكان صلاح الدين
لم يعلم بوفاة والده
فلما علم :
قال باكيا
وتخطفته يد الردى في غيبتي
هبني حضرت
ماذا كنت أصنع
وبعدها بأشهر
مرض نور الدين
مرض الموت
الخوانيق
وجاء بعصمة الدين خاتون
والمقربين
وإبنه الصالح إسماعيل
وقال لهم
وصيته
وهي :
أكمل لاحقا إن شاء الله
محمد بن فاروق كامل
2012-07-17, 09:21 PM
قال لهم :
أوصيكم بتقوى الله
ولو كان صلاح الدين هنا
لوليته عليكم
ولكنه أحسن من عرفت
رغم ما جرى بيني وبينه من الجفاء
نقدم من قدم الله
ومتى تحررت القدس
فقد صنعت لأقصانا المنبر
لتضعوه هنالك
و أنتي يا عصمت الدين
شجعي ابننا الصالح على الزهد
ولا تحرمي على نفسك ما أحل الله لكي
تعلمين ما أعني
فقال قطب الدين النيسابوري :
ضاع الإسلام من بعدك
فقال نور الدين : اسكت يا قطب الدين
لقد أسأت الأدب مع الله
ومن كان يحمي الإسلام قبلي
وبعدي غير الله
وقال : اختاروا وصيا صالحا لابني
وأتابكا حتى يبلغ الحلم
فبكى الصالح
فقال نور الدين : يا حفيد زنكي لا تبكي
وتذكر دائما جدك وتذكرني
سنعيش بك
إن جاهدت الفرنجة
اجعلوا القدس نصب أعينكم
و
لا إله إلا الله
وفارق الحياة
فاغتم أهل الشام
وطمع كثير من من الأمراء بعصمة الدين
وهم بين رجلين
رجل يملك تدين لا يملك سلطة قوية وعزيمة
يبيت له الناس بليل
ورجل يملك سلطة قوية قد عرف فسقه
رفضتهم جميعا عصمة الدين
فأخذوا الصالح لحلب
وتشرذمت الأمة في الشام
وصعد الصالح المنبر
و أوغل صدور الناس على صلاح الدين
وكانوا أهل نخوة و أقارب زنكي
ولا تزال الأمة تتشرزم
وطمع فيهم الفرنجة
فراسلوا صلاح الدين
وختموا الرسائل
بتوقيع الخاتون
فأسرع للشام بقلة من الجند ليوحدها
دخلت دمشق طواعية
لكن امتنعت بعض المدن
بسبب فسق حكامها
زار الخاتون بصحبة أقاربها
فاستقبلته بحفاوة بالغة
وبالغت في الثناء عليه
وكانت تلمح ولا تصرح ليتزوجها
ويرعى الصالح
فقال صلاح الدين :
أما الصالح فلا يمسه سوء حتى يمسني قبله
فهو ابن مولانا نور الدين
و أما أنتي يا سيدتي
فلم أتوقع منكي هذا الترحاب والثناء
لقد كنتي تحرضين على نور الدين في السابق
فقالت : أيها السلطان
لقد كنت أدافع شعور معين ينتابني
فقد كنت أدافع عنك تارة و أحرض عليك تارة
لحكمة في رأسي أخبرك بها لاحقا
ولكن لم يكن كرها لك
علم الله
فهل تسامحني
فقال السلطان الناصر :
صدقيني ياسيدتي
لم يؤلمني تحريض أحد بقدر
ما تألمت من تحريضك
لكني أسامحك على كل حال
فأنتي بمثابة خالة لي
فقالت مستاءة : ليس بالضبط
أعني فلتقل زوجة أستاذك
ونظرت للأرض في حياء بالغ
ولم يلحظ صلاح الدين خفقات قلبها
التي ظهرت على وجنتيها من وراء نقابها
وخرج صلاح الدين
وقلبه يخفق
ياالله
لطالما دافعت ذلكم الشعور
أأتزوج زوجة أستاذي
لا لا لا يمكن
واستشار القاضي الفاضل
فأكد له بضرورة الزواج منها
إن لم يكن بداعي الحب فبداعي توحيد البلاد
وقال له : إن لم تطلبها سأطلبها لنفسي
فقال صلاح الدين : لكن سيذكرني الناس بسوء
سيقولون تزوج زوجة مولاه ليحصل على البلاد
ولا يزال يجادله حتى اقتنع برأي القاضي
كان الفاضل مقنعا لحد كبير
فأرسل صلاح الدين إليها يخطبها من أخيها
فرفضت مستنكرة :
قالت: يريد أن يتزوج زوجة أستاذه
و و أنا أكبر منه سنا
و لست أتزوج بداعي السياسة
لن أكرر التجربة
لن أتزوج رجلا أقل من نور الدين
فهل يساوي نفسه بنور الدين
فلو كان أمرا سلطانيا
فقط أتزوجه مكرهة
ولا أحسبه يرضى بذلك
فلما وصلته الأنباء :
قال :إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد تم رفضي
فليكرموا بمال وعطايا
ولا يمسهم أحد بسوء
هي وأهلها
وامتنع السلطان صلاح الدين
عن زيارة الخاتون
فطمع فيها الأمراء
وتقدموا لخطبتها
رفضتهم
علم الصالح إسماعيل بما جرى
ومع كثرة الوشاة
أرسل جيشا برفقة رسل لصلاح الدين
ترغيب وترهيب
فقال صلاح الدين :
ما تطلبون
فقالوا : تنزل عن حمص
فقال ننزل عن حمص وحماة
وبعلبك
وكل ما حزناه من الشام
ونكتفي بدمشق
نكون فيها نوابا عن مولانا الصالح
فهل يرضيكم ذلك
فأسروا النجوى
وقالوا : أصابه الوهن والضعف
ثم كان فصل الخطاب
أن يترك الشام كلها
ويمتنع عن قتال الفرنجة من الشام
فقال صلاح الدين :
وقد انتابه الغضب
لقد أخذتكم العزة بالإثم
وصارت كسرتكم شرطا لكسر الفرنجة
ودارت المعركة
وكاد صلاح الدين أن يهزم
لولا أن تداركه
الجيش المصري
بقيادة فاروق شاه وتقي الدين عمر
فلما سمع الجيش المعادي بكلمة الجيش المصري
خارت معنوياتهم
فاستسلموا
فقال صلاح الدين :
دعوني أقابل ابن مولانا
فلما قابله
احتضن الصالح كما يحتضن ولده الصغير
وقال : اطلب تجب يابن مولانا
فقال الصالح : اترك لي حلب
لك ما عداها
فقال صلاح الدين : وهؤلاء الذين قاتلوني باسمك
فقال الصالح : سأعرف كيف أعاقبهم
ولا يغرنك صغر سني
أنا ابن نور الدين زنكي
وتم عقد الصلح
وعاد صلاح الدين لدمشق
فاستقبلوه بالترحاب الشديد
وهم يرددون
الناصر صلاح الدين
فبين مقبل ليده
وبين مقبل لرأسه
ويرمونه بالورود
والرياحين في صفوف طويلة
والخاتون تشهد الموقف
من نافذة قصرها
فطلبته لزيارتها
فزارها بصحبة أقاربها الرجال
فاستقبلته مطرقة الرأس
فقال صلاح الدين : ما الذي جعل الخاتون
تطلبني
ألم يتم رفض طلبي
فقالت مضطربة : أطمئن على ولدي
أيها السلطان الناصر
ومن قال أنني رفضت طلبك
أنا فقط أفكر
فقال : أما الصالح فهو بخير حال
والتزمته وطاعمته وطاعمني خبزا
و ملكته حلب
ورضي بذلك
و أما طلبي فلا تفكري فيه
فقد تزوجت بمصر
فقالت باكية :
لكنك لم تستشرني
فقال : بأي صفة
فقالت مضطربة: بصفة أني
أني
زوجة أستاذك
وأنت تعلم أن السلطان لا يرد
فهل تقبل أن أتزوجك كارهة
أو بدافع السياسة
فقال : كلا
و أنتي لا تقبلين أن أزورك بعد الأن
فيكثر الكلام عن السلطان بسوء
فقالت وكاد أن ينصرف :
سيدي لم تفهمني بعد
قصدت أن تعرفني قبل أن تتزوجني
فقال صلاح الدين :
اسمعي يا خاتون
إن كنت تخافي على الصالح
فلا تخافي
و إن كنتي
خوفوكي من عاقبة رد السلطان
فلا تخافي
و إن كنتي تريدين التفكير فلا تفكري
قد انقضى الأمر
غير أنكي يجب أن تعلمي
أن صلاح الدين
لا ينافس مولاه نور الدين
من جهة الزهد
و إنما ينافسه من جهة حسن الخلق
وحب الناس
والفضل للأسبق
لكني لا أطلب امرأة للزواج بدافع السياسة
و إنما بدافع الحب
قد اعترفت لكي
لأن داعي الحب قد انقضى
وغادر المجلس وتركها باكية
أغشي عليها من البكاء
فلما علم القاضي الفاضل :
ابتسم وقال : ستأتيك يوما
جاثية على ركبها
فلو نزل كلامك هذا على جبل لكسره
ولا يزال الناس يشكرون في صلاح الدين
أمام الخاتون
ويرغبونها
ويحذرونها من غضبه
إن لم يكن لسلطته
فلتقواه وعمق صلته بربه
فاسودت الدنيا في عين الخاتون
ودخلت على صلاح الدين
في دار الخلافة في دمشق
ولما مثلت بين يديه
قالت صارخة :
لماذا تعاملني هكذا
لم تزورني منذ فترة
و أخذت تنهره
وترفع صوتها
ألست زوجة أستاذك
ألست أم الصالح
كان ينبغي أن تكون
وصيا على ولدي الصالح
وتنهره
وصلاح الدين مبتسم
ثم قالت : سيدي إن كنت تريد أن تحفظ وصية نور الدين
فينبغي أن
أن
وصرخت : تتزوجني من أجل الصالح
فقال صلاح الدين : هل أكرهتك على ذلك
فقالت : كلا ولكن
فقال صلاح الدين بصوت غاضب يخفي بسمته:
خذوها
فقالت : ناشدتك بالله
ألا تفعل
وهمت بمغادرة المجلس باكية
فقال وهو يضحك :
خذوها لموكب العرس
فكاد يغشى عليها من الفرحة
ولما تزوجها
وجدت فيه بغيتها المنشودة
واستمالت قلبه للشام
وكان صلاح الدين يحسن الغزل لزوجاته
بالحلال فقط
ويحسن الخلق
مع كل الناس
فكانت تغار من زوجاته
فقال لها :
أنتي من دون النساء لا يحق لكي الغيرة
فتساءلت :لماذا
فقال : لأنكي بالنسبة للنساء
كالذهب بالنسبة للمعادن
فهل يغار الذهب من الفضة
ولكن سعادتهما لم تتم
إذ مات الصالح إسماعيل صغيرا
ومات توران شاه
وسرقت خزينة صلاح الدين الخاصة
فلم يستدعي الخدم
بل قال : إن من الناس من يرى المال ترابا
واستدان من التجار
ورفض أخذ المال من الخاتون
وقلل نفقات الأمراء
وزاد من نفقات العساكر والجنود
ومنع راتبه:
قال : السلطان لايموت من الجوع
وبدأ رينوه دي شاتيو
الملقب بأرناط
يتعدى حدوده
كان فارسا بل قل حمارا
فرنسيا
يقتل الحجاج المسالمين
في طريق الحجاز
فيصرخون قائلين
أغثنا يا الله
فيسخر منهم
ويقول
أين محمدكم ادعوه لينصركم
وتوجه تلقاء المدينة
لينبش قبر النبي
فطارده تقي الدين عمر
ومعه 30 فارس
وكان أرناط معه 300 فارس
وتكررت الأمور العظام من أرناط
من تعدي واغتصاب نساء
وتمثيل بقتلى
ونقض العهود
فتمعر وجه صلاح الدين من الغضب
وقال : الويل له مني إن ظفرت به
والعجيب أن الخاتون
أصابها الزهد في الدنيا
بعد أن ظفرت بصلاح الدين
وشحب وجهها
من العبادة
كانت كريمة جدا في الصدقات
وكانت مدمنة لقيام الليل
وزادت عبادتها بعد أن ظفرت بصلاح الدين
حتى صار يطالبها بتقليل العبادة
ويقول لها :
ليس لي بعد الله
إلا أنتي والقاضي الفاضل
فقالت : تحب القاضي مثلي
فقال : لم أعني ذلك
أقصد الأنس برأيكما
والإستغناء بكما عن الناس
ولا يزال يوصيها أن تهتم بصحتها
حتى وافتها المنية
على خاتمة جميلة
فبكى صلاح الدين
وقال : رحمها الله
لقد كانت أحب الخلق إلى قلبي
الزوجة الأثيرة
ولم يبق لنا رغبة في الحياة
إلا لنسترد القدس
ثم نلحق بخاتون
و أعلن النفير
لجمع الجيوش
لمعركة فاصلة مع الفرنجة
معركة حطين
وما أدراكم ما معركة حطين
أكمل لاحقا إن شاء الله
مدعوا لي منكم طبعا
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir