إدريسي
2008-09-08, 12:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع منقول عن أخونا الحبيب خالد فريد والذي نقله هو بدوره عن الأستاذ متعلم من موقع الفرقان ..
المصدر:
http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=9180&page=2
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..
أولاً - موضوع الصور (صور يسوع) :
== أنبه ابتداء إلى أننا لا نتناول هنا "حكم التصوير": هل هو محرم أم لا ؟ .. وإنما نتكلم هنا عن : "ترويج صور أنبياء الرحمن لضرورة مزعومة" ..
فأما "تحريم صور الأنبياء" فلا خلاف بين العلماء على حرمتها ، حتى عند أشد المتساهلين . وأحسب أن أقوال العلماء في المسألة مشهورة شهرة أغنت عن ذكر بعضها .
فما الذي يلجئنا إلى نقض هذا الأصل المتفق عليه ؟!
== يقول البعض : « نحن لا نصور ، لكن نعرض ما صوره آخرون » ..
أقول : « ولكن من رضي وتابع » ! .. إذا نهاك نبيك عن فتح باب ، ثم جاء فاجر وفتحه ، أتدخل من الباب زاعمـًا أنك لم تفتحه ؟!
== يقول البعض : « هي ليست صورة المسيح ، فهي ليست من صور الأنبياء ، فلا يشملها التحريم » ..
أقول : هذا شرط باطل لم يضعه العلماء ، بل كلامهم على كل صورة نسبت لنبي سواء صدقت أم كذبت . وفتاواهم كانت جوابات عن أسئلة السائلين عن الصور الشائعة ، وأكثرها لا يُعلم صحته بيقين . ثم إن العلماء أجمعوا على أن هذه الصور تذهب بهيبة الأنبياء ، وهذه الحكمة موجودة في صور الأنبياء صدقت أم كذبت .
== يقول البعض : « نحن لا نقر صورهم ، وإنما نعرضها لفضح باطلهم ولمصلحة الدعوة » ..
أقول :
1 - تقدير المصالح الشرعية أو الضرورة للعلماء فقط .. أكرر : للعلماء فقط .. فمن أفتاكم بجواز ما أنتم عليه من تناول صور الأنبياء ؟!
2 - هل غابت هذه المصلحة عن أذهان العلماء على مر القرون وظهرت لكم فقط ؟! .. إن تصاوير النصارى ليست في العصر الحديث فقط ، بل هي منذ القديم ، بل هي قبل الإسلام ! .. وكم من عالم عندنا فضح النصارى وكشف باطلهم ، فلماذا لم نجد واحدًا منهم ضمَّن كتابه تصاوير النصارى ؟! .. لقد اكتفى العلماء بوصف محتوى هذه الصور وبيان دلالتها على بطلان دينهم ، ولم يزيدوا على ذلك .. فلماذا نزيد نحن ؟! .. ألا يسعنا ما وسعهم ؟!
بل : ها هم أشد المتساهلين في حكم التصوير من أهل مصر ، ومنهم "على جمعة" و"محمد عمارة" ، وقد شاركا في كتاب "الرد على شبهات المشككين" ، ومع ذلك يخلو الكتاب تمامـًا من صورة واحدة من تصاوير النصارى .
3 - معلوم أن القول بالضرورة إنما يكون في ضوء الموازنة بين المصالح والمفاسد .. وقد قدمنا الاتفاق على مفسدة تناقل صور الأنبياء .. فما هي المصلحة العظيمة التي نرتكب من أجلها هذه المفسدة القبيحة ؟! .. وهل هذه المصلحة لا نستطيع تحقيقها بغير ارتكاب هذه المفسدة ؟! .. إن أكل الميتة غير مباح لمن جاع بضع ساعات ! .. وإن أكل الميتة غير مباح لمن يستطيع الوصول إلى طعام آخر مباح !
في "لقاء الباب المفتوح" ( 168/14) سُئل ابن عثيمين رحمه الله عن أفلام الكرتون التي تعرض لقصص القرآن كقصة أصحاب الأخدود ، فلم يجزها . ليس هذا موضع الشاهد ، موضع الشاهد أن السائل قال : بعضهم يقول: لكي يترسخ في عقول الأطفال.
الشيخ: هل أنت الآن لا تعرف قصة أصحاب الأخدود؟
السائل: بلى!
الشيخ: عرفتها بواسطة هذا؟
السائل: لا.
الشيخ: انتهى ! إذا عرفتها أنت عرفها غيرك بدون هذه الأشياء !
ليس مقصودي من إيراد هذا تبيين حكم التصوير ولا حتى حكم تصوير الأنبياء ، لكن مقصودي أن أبين أن المصلحة قد تؤدى بطريق آخر مباح ، فلا يسوغ مع ذلك ارتكاب المحرم .
4 - الضرورة تقدر بقدرها .. فلماذا التوسع ؟! .. إن الشرع لم يسمح للمضطر - المضطر ! - إلا بشرب ما يحييه من الخمر ، ولم يسمح أبدًا بالشرب منها حتى الثمالة ، ولا سمح حتى بالارتواء ! .. أما الذين ارتكبوا تناقل صور الأنبياء بحجة الضرورة ، فقد تساهلوا في ذلك أيما تساهل ، فلم يقتصروا على صورة تبين مرادهم ، بل ذهبوا ينقلون بسخاء ، مع أن النصارى أصلاً لا ينكرون ما في هذه الصور ! .. وهذا يدلنا على أن المسألة ليست مسألة ضرورة ألجأتهم للحرام ، ليست مسألة أكل الميتة ليحيوا .
5 - أخي الحبيب يا حبيب محمد عليه الصلاة والسلام .. إذا رأى حبيبك المصطفى ما تنقله مِن تصاوير السفلة لأخيه الذي قال عنه أنه أولى الناس به ، هل تراه يفرح بذلك ويُسر ويدعو الله لك بالفردوس الأعلى ؟!
6 - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى تصاوير السفلة لخليل الرحمن إبراهيم غضب غضبـًا شديدًا حكته كل كتب السيرة .. أخي الحبيب يا من تحرص على لوك هذه الصور : هل اجتاحك الغضب مرة من رؤية هذه التصاوير ؟! .. لو كنت تغضب حقـًا أخي الحبيب لكنت تفعل كما فعل رسولك عندما غضب .. إن المصطفى عليه الصلاة والسلام لم يقل للناس : « تعالوا هلموا أقبلوا .. اهرعوا لتروا كيف صوَّر السفلة خليل الرحمن ، ويا صحابتي أخرجوا هذه التماثيل من الكعبة واجعلوها في مكان عام يراه الناس لنفضح باطل المشركين » .. ما قال المصطفى عليه السلام ذلك قط ! .. بل إنك لتراه مغضبـًا أشد الغضب يرفع يده الشريفة محطمـًا كل هذه التصاوير .. فهلا اقتدينا بخير الخلق !
7 - لقد كان هديه صلى الله عليه وسلم طمس التصاوير .. ما كان المصطفى يبعث قُواد جيشه قائلاً : إذا رأيتم تصاوير السفلة فاحتفظوا بها واجمعوا الناس عليها وافضحوا باطل المشركين ! .. بل كانت وصيته الدائمة : « ألا تدع صورة إلا طمستها » !
وتروي عائشة رضي الله عنها - كما في البخاري - : "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه". لم تروِ لنا أم المؤمنين أنه كان يدعو الناس أولاً إلى رؤيتها فضحـًا لباطل المشركين .
== هذا كله عن الصور التي يزعم النصارى أنها للمسيح .. فكيف بالصور التي يزعمون أنها لله "الآب" عندهم ؟! ..
ولا أدري كيف يستطيع مسلم أن يملأ ناظريه من صورة واحدة من هذه الصور دون أن يقشعر جسده ويرتعد فؤاده غضبـًا لجناب الله عز وجل !
يقول البعض : « ناقل الكفر ليس بكافر » ..
أقول : نقل الكفر للضرورة شيء ، و"لوك" الكفر واستحلابه بلا مناسبة شيء آخر !
== وحتى أزيل الغشاوة عن الأحبة أقول : إن المسألة ليست مسألة ضرورة اضطرتنا إلى شيء .. بل هي عادة تعودها بعضنا ، ثم بعد ذلك يبحث لها عن مسوغ شرعي ..
انظروا إلى موضوعات بعضنا في هذا المنتدى بل توقيعاتهم .. ألا ترون أنها تحوي صور قساوسة دون مسوغ ؟! .. ليس فيها "فضح باطلهم" ولا "كشف كذبهم" ولا شيء من هذه الحجج ! .. لماذا يصر هؤلاء الأحبة على إيذاء أبصارنا بصور من يسبون عرض نبينا عليه الصلاة والسلام ؟!
"وحشي" قاتل "حمزة" : بالرغم من أنه أسلم إلا أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال له : « غيب عني وجهك فلا أراك ! » ..
فما بالنا نستحسن النظر في وجوه من سبوا عرض نبينا عليه الصلاة والسلام ..
لماذا يصر أحبتنا في الله على إيذائنا بصور دائمة لأوساخ يسبون نبينا وديننا وربنا وكتابنا وأمتنا ؟!
أي ضرورة في هذا ؟! .. وأي مصلحة للدعوة في صور هؤلاء الأوساخ السبابين ؟!
== وفي نهاية هذه المسألة أذكِّر أحبتي في الله بإجماع العلماء على تحريم تناقل صور الرسوم المسيئة إلى نبينا عليه الصلاة والسلام .. ولم يقل أحدهم : إنها ليست صورته .. ولم يقل أحدهم : إننا لم نصورها .. ولم يقل أحدهم : إننا لا نرضى عنها .. ولم يقل أحدهم : ننقلها لنفضح باطل المشركين .. بل لم يقل أحدهم : ننقلها لنرد عليها !
ها هي فتوى مشهورة لواحد منهم الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله :
السؤال :
ما حكم نشر الرسومات التي أسيئ بها لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الصحف الدنماركية بين المسلمين في المنتديات والمواقع والرسائل الاكترونية بهدف تعريف المسلمين بها حتى يزداد في قلوبهم الحب لنبيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وليزداد كرههم لمن قام بتلك الأعمال الآثمة ويبادروا بكل جهدهم للدفاع عن نبيهم ودينهم ؟؟
أنوه إلى أن هذه ليست برسومات فقط وإنما تحتوي على تعليقات ساخرة جارحة بمقام النبي صلى الله عليه وسلم كرسول ونبي وكإنسان أيضا..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وحفظك الله ورعاك .. وجزاك الله خيراً .
نشر مثل تلك الصور كُفْر بالله ، واستهزاء برسوله صلى الله عليه وسلم .
ولا يُسوِّغ نشرها كون الإنسان يُريد إنكار ذلك المنكَر ، فإن العلماء نَصُّوا على أن إنكار المنكر يجب أن يكون بلا مُنكَر .
أي أن الذي يُريد إنكار مُنكَر لا يرتكب مُنكراً آخر أعظم منه ، ولا مُساوياً له .
فلو أن إنساناً رأى جريمة زنا وأراد أن يُحذِّر الناس منها .. فهل يَسُوغ له أن ينشر صور تلك الجريمة بحجة إنكار المنكَر ؟
الجواب : لا
وجريمة الزنا تتعلق بِعرض إنسان مسلم .
وتلك الصور تتعلّق بأعظم إنسان وبأشرف وأفضل مخلوق ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ..
بل تتعلّق بِدِين الله وبأمة الإسلام جمعاء .
فكيف تَطيب نفس مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينشر مثل تلك الصور البشعة ؟
وسَماع ما قيل عنها يُصوّر بشاعتها .. وفي سماع خبرها كفاية عن رؤية صُور آثمة مُجرِمة ..
فلا يجوز نشر تلك الصُّوَر القذرة ..
ويكفي في استثارة مشاعر الناس القول ووصف ما صدر من تلك الصحف الكافرة المجرمة .
ولا يُعذر الإنسان في نشر تلك الصور كونه حَسن النية أو سليم الْمَقْصِد .
وعلى من نَشَرَها أن يقوم بمسْحِها ..
وأن يستغفر الله مما فَعَل ، ويتوب من ذلك .
والله تعالى أعلم .
هذا الموضوع منقول عن أخونا الحبيب خالد فريد والذي نقله هو بدوره عن الأستاذ متعلم من موقع الفرقان ..
المصدر:
http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=9180&page=2
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..
أولاً - موضوع الصور (صور يسوع) :
== أنبه ابتداء إلى أننا لا نتناول هنا "حكم التصوير": هل هو محرم أم لا ؟ .. وإنما نتكلم هنا عن : "ترويج صور أنبياء الرحمن لضرورة مزعومة" ..
فأما "تحريم صور الأنبياء" فلا خلاف بين العلماء على حرمتها ، حتى عند أشد المتساهلين . وأحسب أن أقوال العلماء في المسألة مشهورة شهرة أغنت عن ذكر بعضها .
فما الذي يلجئنا إلى نقض هذا الأصل المتفق عليه ؟!
== يقول البعض : « نحن لا نصور ، لكن نعرض ما صوره آخرون » ..
أقول : « ولكن من رضي وتابع » ! .. إذا نهاك نبيك عن فتح باب ، ثم جاء فاجر وفتحه ، أتدخل من الباب زاعمـًا أنك لم تفتحه ؟!
== يقول البعض : « هي ليست صورة المسيح ، فهي ليست من صور الأنبياء ، فلا يشملها التحريم » ..
أقول : هذا شرط باطل لم يضعه العلماء ، بل كلامهم على كل صورة نسبت لنبي سواء صدقت أم كذبت . وفتاواهم كانت جوابات عن أسئلة السائلين عن الصور الشائعة ، وأكثرها لا يُعلم صحته بيقين . ثم إن العلماء أجمعوا على أن هذه الصور تذهب بهيبة الأنبياء ، وهذه الحكمة موجودة في صور الأنبياء صدقت أم كذبت .
== يقول البعض : « نحن لا نقر صورهم ، وإنما نعرضها لفضح باطلهم ولمصلحة الدعوة » ..
أقول :
1 - تقدير المصالح الشرعية أو الضرورة للعلماء فقط .. أكرر : للعلماء فقط .. فمن أفتاكم بجواز ما أنتم عليه من تناول صور الأنبياء ؟!
2 - هل غابت هذه المصلحة عن أذهان العلماء على مر القرون وظهرت لكم فقط ؟! .. إن تصاوير النصارى ليست في العصر الحديث فقط ، بل هي منذ القديم ، بل هي قبل الإسلام ! .. وكم من عالم عندنا فضح النصارى وكشف باطلهم ، فلماذا لم نجد واحدًا منهم ضمَّن كتابه تصاوير النصارى ؟! .. لقد اكتفى العلماء بوصف محتوى هذه الصور وبيان دلالتها على بطلان دينهم ، ولم يزيدوا على ذلك .. فلماذا نزيد نحن ؟! .. ألا يسعنا ما وسعهم ؟!
بل : ها هم أشد المتساهلين في حكم التصوير من أهل مصر ، ومنهم "على جمعة" و"محمد عمارة" ، وقد شاركا في كتاب "الرد على شبهات المشككين" ، ومع ذلك يخلو الكتاب تمامـًا من صورة واحدة من تصاوير النصارى .
3 - معلوم أن القول بالضرورة إنما يكون في ضوء الموازنة بين المصالح والمفاسد .. وقد قدمنا الاتفاق على مفسدة تناقل صور الأنبياء .. فما هي المصلحة العظيمة التي نرتكب من أجلها هذه المفسدة القبيحة ؟! .. وهل هذه المصلحة لا نستطيع تحقيقها بغير ارتكاب هذه المفسدة ؟! .. إن أكل الميتة غير مباح لمن جاع بضع ساعات ! .. وإن أكل الميتة غير مباح لمن يستطيع الوصول إلى طعام آخر مباح !
في "لقاء الباب المفتوح" ( 168/14) سُئل ابن عثيمين رحمه الله عن أفلام الكرتون التي تعرض لقصص القرآن كقصة أصحاب الأخدود ، فلم يجزها . ليس هذا موضع الشاهد ، موضع الشاهد أن السائل قال : بعضهم يقول: لكي يترسخ في عقول الأطفال.
الشيخ: هل أنت الآن لا تعرف قصة أصحاب الأخدود؟
السائل: بلى!
الشيخ: عرفتها بواسطة هذا؟
السائل: لا.
الشيخ: انتهى ! إذا عرفتها أنت عرفها غيرك بدون هذه الأشياء !
ليس مقصودي من إيراد هذا تبيين حكم التصوير ولا حتى حكم تصوير الأنبياء ، لكن مقصودي أن أبين أن المصلحة قد تؤدى بطريق آخر مباح ، فلا يسوغ مع ذلك ارتكاب المحرم .
4 - الضرورة تقدر بقدرها .. فلماذا التوسع ؟! .. إن الشرع لم يسمح للمضطر - المضطر ! - إلا بشرب ما يحييه من الخمر ، ولم يسمح أبدًا بالشرب منها حتى الثمالة ، ولا سمح حتى بالارتواء ! .. أما الذين ارتكبوا تناقل صور الأنبياء بحجة الضرورة ، فقد تساهلوا في ذلك أيما تساهل ، فلم يقتصروا على صورة تبين مرادهم ، بل ذهبوا ينقلون بسخاء ، مع أن النصارى أصلاً لا ينكرون ما في هذه الصور ! .. وهذا يدلنا على أن المسألة ليست مسألة ضرورة ألجأتهم للحرام ، ليست مسألة أكل الميتة ليحيوا .
5 - أخي الحبيب يا حبيب محمد عليه الصلاة والسلام .. إذا رأى حبيبك المصطفى ما تنقله مِن تصاوير السفلة لأخيه الذي قال عنه أنه أولى الناس به ، هل تراه يفرح بذلك ويُسر ويدعو الله لك بالفردوس الأعلى ؟!
6 - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى تصاوير السفلة لخليل الرحمن إبراهيم غضب غضبـًا شديدًا حكته كل كتب السيرة .. أخي الحبيب يا من تحرص على لوك هذه الصور : هل اجتاحك الغضب مرة من رؤية هذه التصاوير ؟! .. لو كنت تغضب حقـًا أخي الحبيب لكنت تفعل كما فعل رسولك عندما غضب .. إن المصطفى عليه الصلاة والسلام لم يقل للناس : « تعالوا هلموا أقبلوا .. اهرعوا لتروا كيف صوَّر السفلة خليل الرحمن ، ويا صحابتي أخرجوا هذه التماثيل من الكعبة واجعلوها في مكان عام يراه الناس لنفضح باطل المشركين » .. ما قال المصطفى عليه السلام ذلك قط ! .. بل إنك لتراه مغضبـًا أشد الغضب يرفع يده الشريفة محطمـًا كل هذه التصاوير .. فهلا اقتدينا بخير الخلق !
7 - لقد كان هديه صلى الله عليه وسلم طمس التصاوير .. ما كان المصطفى يبعث قُواد جيشه قائلاً : إذا رأيتم تصاوير السفلة فاحتفظوا بها واجمعوا الناس عليها وافضحوا باطل المشركين ! .. بل كانت وصيته الدائمة : « ألا تدع صورة إلا طمستها » !
وتروي عائشة رضي الله عنها - كما في البخاري - : "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه". لم تروِ لنا أم المؤمنين أنه كان يدعو الناس أولاً إلى رؤيتها فضحـًا لباطل المشركين .
== هذا كله عن الصور التي يزعم النصارى أنها للمسيح .. فكيف بالصور التي يزعمون أنها لله "الآب" عندهم ؟! ..
ولا أدري كيف يستطيع مسلم أن يملأ ناظريه من صورة واحدة من هذه الصور دون أن يقشعر جسده ويرتعد فؤاده غضبـًا لجناب الله عز وجل !
يقول البعض : « ناقل الكفر ليس بكافر » ..
أقول : نقل الكفر للضرورة شيء ، و"لوك" الكفر واستحلابه بلا مناسبة شيء آخر !
== وحتى أزيل الغشاوة عن الأحبة أقول : إن المسألة ليست مسألة ضرورة اضطرتنا إلى شيء .. بل هي عادة تعودها بعضنا ، ثم بعد ذلك يبحث لها عن مسوغ شرعي ..
انظروا إلى موضوعات بعضنا في هذا المنتدى بل توقيعاتهم .. ألا ترون أنها تحوي صور قساوسة دون مسوغ ؟! .. ليس فيها "فضح باطلهم" ولا "كشف كذبهم" ولا شيء من هذه الحجج ! .. لماذا يصر هؤلاء الأحبة على إيذاء أبصارنا بصور من يسبون عرض نبينا عليه الصلاة والسلام ؟!
"وحشي" قاتل "حمزة" : بالرغم من أنه أسلم إلا أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال له : « غيب عني وجهك فلا أراك ! » ..
فما بالنا نستحسن النظر في وجوه من سبوا عرض نبينا عليه الصلاة والسلام ..
لماذا يصر أحبتنا في الله على إيذائنا بصور دائمة لأوساخ يسبون نبينا وديننا وربنا وكتابنا وأمتنا ؟!
أي ضرورة في هذا ؟! .. وأي مصلحة للدعوة في صور هؤلاء الأوساخ السبابين ؟!
== وفي نهاية هذه المسألة أذكِّر أحبتي في الله بإجماع العلماء على تحريم تناقل صور الرسوم المسيئة إلى نبينا عليه الصلاة والسلام .. ولم يقل أحدهم : إنها ليست صورته .. ولم يقل أحدهم : إننا لم نصورها .. ولم يقل أحدهم : إننا لا نرضى عنها .. ولم يقل أحدهم : ننقلها لنفضح باطل المشركين .. بل لم يقل أحدهم : ننقلها لنرد عليها !
ها هي فتوى مشهورة لواحد منهم الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله :
السؤال :
ما حكم نشر الرسومات التي أسيئ بها لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الصحف الدنماركية بين المسلمين في المنتديات والمواقع والرسائل الاكترونية بهدف تعريف المسلمين بها حتى يزداد في قلوبهم الحب لنبيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وليزداد كرههم لمن قام بتلك الأعمال الآثمة ويبادروا بكل جهدهم للدفاع عن نبيهم ودينهم ؟؟
أنوه إلى أن هذه ليست برسومات فقط وإنما تحتوي على تعليقات ساخرة جارحة بمقام النبي صلى الله عليه وسلم كرسول ونبي وكإنسان أيضا..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وحفظك الله ورعاك .. وجزاك الله خيراً .
نشر مثل تلك الصور كُفْر بالله ، واستهزاء برسوله صلى الله عليه وسلم .
ولا يُسوِّغ نشرها كون الإنسان يُريد إنكار ذلك المنكَر ، فإن العلماء نَصُّوا على أن إنكار المنكر يجب أن يكون بلا مُنكَر .
أي أن الذي يُريد إنكار مُنكَر لا يرتكب مُنكراً آخر أعظم منه ، ولا مُساوياً له .
فلو أن إنساناً رأى جريمة زنا وأراد أن يُحذِّر الناس منها .. فهل يَسُوغ له أن ينشر صور تلك الجريمة بحجة إنكار المنكَر ؟
الجواب : لا
وجريمة الزنا تتعلق بِعرض إنسان مسلم .
وتلك الصور تتعلّق بأعظم إنسان وبأشرف وأفضل مخلوق ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ..
بل تتعلّق بِدِين الله وبأمة الإسلام جمعاء .
فكيف تَطيب نفس مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينشر مثل تلك الصور البشعة ؟
وسَماع ما قيل عنها يُصوّر بشاعتها .. وفي سماع خبرها كفاية عن رؤية صُور آثمة مُجرِمة ..
فلا يجوز نشر تلك الصُّوَر القذرة ..
ويكفي في استثارة مشاعر الناس القول ووصف ما صدر من تلك الصحف الكافرة المجرمة .
ولا يُعذر الإنسان في نشر تلك الصور كونه حَسن النية أو سليم الْمَقْصِد .
وعلى من نَشَرَها أن يقوم بمسْحِها ..
وأن يستغفر الله مما فَعَل ، ويتوب من ذلك .
والله تعالى أعلم .