وليد المسلم
2012-03-25, 05:19 AM
صفات الحاكم الرباني
في سورة البقرة ... "علم المناسبة"
من بحث ........... (( طالوت ))
بقلم : مصطفى حسن الاشقر
mostafaalashker@hotmail.com
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الامين . صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) (البقرة: 106)
***(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ) لقد جاءت هذه الآية بعد انقضاء الكلام عن بني إسرائيل مباشرة ثم أعقبها الله سبحانه وتعالى بتحذير المؤمنين: (أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ) (البقرة:107) فجعل الله نسخ الخيرية عن بني إسرائيل الذين لا يؤمنون بالنسخ لانحرافهم عن مقوماتها ، وكان قولهم (سمعنا وعصينا) هو البداية..
***(نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا) لتأتي أمتنا بـ (سمعنا وأطعنا) ومتابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فتستحق الخلافة في الأرض بقدر الله تعالى، وتأهيل الله لها في تحقيق صدق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
***(أَوْ مِثْلِهَا) ثم تصل الأمة إلى مرحلة التيه الجاهلي في اتباع الأمم الفاسدة في انتقال أمراض الأمة الإسرائيلية إليها من خلال أمرين :
*** الاول .. الحكام :
قال تعالى : (( فاستخف قومه فأطاعوه . إنهم كانوا قوماً فاسقين(((الزخرف ( :
قال سيد قطب رحمه الله في ظلال هذه الاية الكريمة:
" واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه ; فهم يعزلون الجماهير أولاً عن كل سبل المعرفة , ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها , ولا يعودوا يبحثون عنها ; ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة . ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك , ويلين قيادهم , فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين ! , ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق , ولا يمسكون بحبل الله , ولا يزنون بميزان الإيمان . فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم كالريشة في مهب الريح
*** الثاني .. وسحرتهم من الاعلام :
روى البخاري ومسلم في أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن من البيان لسحرا ))
قال أبو حاتم البستي : " قد شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر البيان بالسحر ، إذ الساحر يستميل قلب الناظر إليه بسحره وشعوذته ، والفصيح الذرب اللسان يستميل قلوب الناس إليه بحسن فصاحته ونظم كلامه ، فالأنفس تكون إليه تائقة ، والأعين إليه رامقة.
نقل الباجي : عن عيسى بن دينار ويحيى بن يحيى : أن الطلق اللسان لا يزال صاحبه يكلمه حتى يأخذ بسمعه وقلبه وبصره كما يأخذ الساحر ، ألا ترى إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما أعطي العبد شراً من طلاقة اللسان ))
وقال الخطابي : " البيان اثنان : أحدهما : ما تقع به الإبانة عن المراد بأي وجه كان,والآخر: ما دخلته الصنعة يروق للسامعين ويستميل قلوبهم ، وهو الذي يشبه بالسحر "
ومن هذه الامراض المنقولة الينا .... هي .. (حسد المؤمنين لإيمانهم، سماع الكذب، أكل السحت، عدم التناهي عن المنكر، البغي على الله أينما يضع رسالته، الجبن والبخل الشديدين، إلباس الحق بالباطل، شدة قسوة قلوبهم عن اتباع الحق , قليلا ما يؤمنون , اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة , لا يهتدون,لا يشكرون الله على ما أتاهم من نعم ,يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم , لا يتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ,لا يرهبون الله,لا يفون بعهد الله,لا يذكرون نعمة الله التي انعمها عليهم.. الخ ).
قال سيد قطب عليه رحمة الله في احدى روائعه:
(( أن الله سبحانه علم أن أجيالا من هذه الأمة المسلمة ستمر بأدوار كالتي مر فيها بنو إسرائيل وتقف من دينها وعقيدتها مواقف شبيهة بمواقف بني إسرائيل ; فعرض عليها مزالق الطريق مصورة في تاريخ بني إسرائيل لتكون لها عظة وعبرة ; ولترى صورتها في هذه المرآة المرفوعة لها بيد الله سبحانه قبل الوقوع في تلك المزالق أو اللجاج فيها على مدار الطريق إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية تتنزل اليوم لتعالج مسائل اليوم ولتنير الطريق إلى المستقبل لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل ; أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يومنا وفي غدنا ; كما كانت الجماعة المسلمة الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر في شؤون حياتها الواقعة وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق )) . انتهى .
فوجب على المؤمنين اتباع السنة الإلهية في إخراج الناس من الظلمات إلى النور عن طريق التجربة القرآنية الناجحة في تمكين المؤمنين التي وصفها الله تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (البقرة:252) لتكون منهاجا عمليا لأتباع المرسلين في دحض الجواليت والطواغيت عن حاكمية الله في الأرض، ولقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبرهم يوم بدر أن عدة المؤمنين كعدة أصحاب طالوت وما جاوز النهر معه إلا مؤمن, تربية لهم من النبي صلى الله عليه وسلم على التجربة القرآنية الناجحة في تمكين القلة المؤمنة أمام الباطل، ثم في غزوة الأحزاب يبشر النبي صلى الله عليه وسلم عليّ رضي الله عنه بنصرة الله له في مبارزة عمرو بن عبد ود ، كأنه صلى الله عليه وسلم يذكره بنصرة الله لداود الشاب.. في مواجهة جالوت العملاق, فيستجيب الله وينصر عليّ.. رغم عدم توازن قوى العضل المادي.
لتكون هذه التجربة القرآنية الناجحة بكل عناصرها هي قاعدة منهجية وسنة إلهية كونية لأتباع المرسلين في تمكين القلة من الفئة المؤمنة الصادقة.. في مواجهة قوى الشر على مر العصور.
((( فمن اجتمعت له هذه الصفات في هذا العصر يصبح طالوت العصر بشرط ان يتميز برفع لواء العلامة الدالة على انه طالوت الا وهي الشريعه )))
(1)البعث الرباني ، (2)الاصطفاء،(3) بسطة العلم،(4) بسطة الجسم وحسن الهيئة..
*** العلامة الدالة على أنه ملك يستحق الحكم: (وقال لهم نبيهم ان اية ملكه) (البقرة: 248 )
أولاً: البعث الرباني:
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا)(البقرة: 247)
لا يأتي هذا البعث إلا بوجود نبي يوحى إليه، فكيف ينطبق على واقعنا هذا البعث؟!
قال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) فاجتماع أهل العلم الصادقين العاملين على رجل واحد للحكم بشريعة السماء هو توفيق رباني وإلهام إلهي لبعث هذا الرجل لحمل هذه الرسالة من بعد ان نحيت الشريعه وسقطت الخلافه , قال تعالى : (( من بعد موسى )) ( البقرة : ) أي من بعد أن جائتهم شريعه .
وما أجمل ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه (مفتاح دار السعادة) في بيانه لفضل العلم وأهله فقال: « وقوله أن العلماء ورثة الأنبياء هذا من أعظم المناقب لأهل العلم فإن الأنبياء خير خلق الله، فورثتهم خير الخلق بعدهم، ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده، ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق الناس بميراثهم، وفي هذا تنبيه على أنهم أقرب الناس إليهم، فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث، وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم، فكذلك هو في ميراث النبوة، والله يختص برحمته من يشاء، وفيه أيضا إرشاد وأمر للأمة بطاعتهم واحترامهم وتعزيزهم وتوقيرهم وإجلالهم، فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الأمة وخلفاؤهم فيهم وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين وبغضهم مناف للدين كما هو ثابت لموروثهم وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في موروثهم قال على كرم الله وجهه ورضي عنه محبة العلماء دين يدان به وقال صلى الله عليه و سلم فيما يروى عن ربه عز و جل من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وورثة الأنبياء سادات أولياء الله عز و جل».
فابن القيم رحمه الله تعالى في كلامه بين مدى صلة العلماء بالأنبياء, وأن للعلم صلة كما أن للنسب صلة, فصلة العلماء بالأنبياء هو العلم، ولذلك هم الذين ورثوا الأنبياء فأخذوا بعض حقوقهم, وكذلك ذكر ابن القيم في كلامه واجب الأمة تجاه العلماء، فيجب على الأمة أن يطيعوا العلماء ويتلقوا عنهم دينهم, وأن يحبوهم ويوقروهم ويدافعوا عنهم, فهم ورثة الأنبياء, وأولياء الله تعالى.
ثانياً: الاصطفاء الإلهي:
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ) (البقرة: 247).
إن الاصطفاء هو منحة ربانية إلهية، تكون ربانية عندما تتعلق بقدر الله ابتداءً لأهل الصلاح والإيمان في توارث العلم والتقوى، ثم تكون إلهية انتهاءً عندما ترتبط بذرية سارت على درب أهلها في الجهاد في سبيل الله لنصرة شريعة ربها وعدم خروج هذه الذرية عن دائرة الانجذاب الاصطفائي.
قال تعالى : (( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ........ )) ( فاطر : 32 )
فيكون علم الكتاب هو ارث لاهل الفتوحات الربانيه ممن اصطفاهم الله لحمل هذه الرساله
قال تعالى : (( ان الله اصطفى ادم و نوحا وال ابراهيم وال عمران على العالميين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )) ( ال عمران : )
ليكون من حمل الرسالة من ذرية أهل الاصطفاء هو أهل لمكانة أعلى مما كان عليه إبائه في دعوته إلى الله تعالى مثلما أكرم الله نبيه يوسف عليه السلام بحكم العالم أجمع بسبب بسيط ألا وهو القمح، ليمارس دعوة عالميه في نشر التوحيد من خلال توزيعه للقمح، فتفوق على آبائه في هذا المقام.. ألا وهو الانتشار.
فإذا كان طالوتنا اليوم هو من أهل بيت توارثوا الحق والعلم والتقوى والجهاد في مواجهة الطواغيت.. فهو أهل لأن نبايعه على الإمارة.
ثالثا: بسطة العلم:
قال تعالى : (وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ) (البقرة: 247)
لقد اتفقت الحضارات على أن قيامها لا يكون إلا بالعلم, فما العلوم المطلوبة في طالوت العصر أن يتقنها ليبني لنا حضارتنا الإسلامية العالمية.
لقد قامت النظريات الحاكمة في الحضارات أجمع على ثلاث أركان:
المجتمع . الاقتصاد . السياسة..
ودائما يكون المال هو حلقة الوصل بين المجتمع والسلطة..
(أ) المجتمع: فيكون علم الاجتماع هو المنحى الطبيعي لتأليف المجتمع على المحبة والتعاون والإخاء والتكافل ولم يوجد هذا النموذج علميا إلا في كتاب الله تعالى، قال تعالى: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ( الملك:14).وعمليا في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكيف بنى دولة عالمية بدون مقومات مادية ولكن بمجتمع متآلف متكافل مضحي من أجل رضا الله تعالى.. قال تعالى : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال: 63).
(ب ) الاقتصاد:
فان للمال أهميته التي لا تجهل ، ومكانته التي لا تغفل ، ودوره البارز الذي لا يهمل ، ومما يدل على أهميته ومكانته ودوره في الأمم والمجتمعات ، المسلمة منها والكافرة ، ما يعصف بالعالم اليوم من أزمات اقتصادية ، ونكبات مالية ، وكوارث مادية ، ومصاعب معيشية ، زلزلت كيان أكبر إمبراطورية دكتاتورية في العالم ، وتهاوى العالمُ هنا وهناك تبعا لها ، ودب الرعب والخوف إلى كل أحد ، وتنادى الجميع لعقد المؤتمرات والاجتماعات وتدوين الأجندات ، وإيجاد الحلول لتلك الأزمات ، لإنقاذ ما حل بكبيرهم الذي علمهم السحر ، وبارزهم العداء ، وشن الحروب وقاد ، ودمر وأباد, ودفع بكثير من الشعوب إلى التعبيد والاضطهاد.
لذلك لابد للإسلاميين أن يكون لهم تصور اقتصادي كامل وتجمع مالي صافي لا أن يعتمدوا في مشاريعهم الدعوية والاجتماعية على الصدقات والزكوات وجمع الفتات من الناس, لابد أن يكون للمؤمنين من عزة في جمع المال حتى وإن كان في سبيل دعوته وذلك متماشياً ومتناسباً مع عزته في شريعته وفي بذله كل ما هو نفيس في إعادتها الأرض إلى الإسلام.
فالمال له دور فعال في الحياة الاجتماعية اليومية, لا يمكن للحياة أن تسير بدون مال، لا يمكن لأمة أن تفرض وجودها إلا بالمال، لذلك فإن المال شيء مهم في الحياة فهو قطبها وأساسها، وحقيقة المال هذه يثبتها الإسلام, وقد ورد ذكر المال في أحاديث كثيرة، مدحا وذما، فالمال الصالح والحلال ممدوح، والمال الفاسد والحرام مذموم،
من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي قال: (نعم المال الصالح مع الرجل الصالح)،
وثبت في الصحيحين ، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي قال: (اليد العليا ، خير من اليد السفلى) واليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي الآخذة.
وفي صحيح مسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمنين الضعيف ، وفي كل خير)،
والمعنى أن المؤمن القوي في إيمانه وماله، أحب إلى الله، إذا قام بواجبه تجاه دينه وأمته، فينفق ويتصدق ويعطي الفقير والمسكين، ويكفل اليتيم.
وقد يجهز جيشا كما فعل عثمان رضي الله عنه، حينما جهز جيش العسرة فكان جزاؤه ما أخبر به النبي بقوله:( ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم) كررها مرارا عليه الصلاة والسلام.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( حَسَبُ الرجل ماله، وكرمه دينه، ومروءته خلقه).
وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ( يا حبذا المال ، أصون به عرضي، وأتقرب به إلى ربي).
وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: (المال سلاح المؤمن في هذا الزمان).
وقيل: (لا خير فيمن لا يجمع المال، يصون به عرضه، ويحمي به مروءته، ويصل به رحمه).
وكان المال هو مصدر النفير فقال الله عز وجل: (وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) (الإسراء:6) وعلى هذا الأساس فالتشريع الإسلامي للمال ينطلق من أن المال مهم ينبغي توفيره للجميع أما المالك الحقيقي للمال فهو الله تعالى.
والإنسان بجهده يستطيع أن يكون مستخلفا لله في المال ولأهمية المال في دخول الجنة نرى حديث الرسول يتكلم عن أنواع أهل الجنة وعلاقتهم الوطيدة بالمال فمنهم المتصدق و رحيم القلب بالمال ثم المتعفف:
فعن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته: ( ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا. فقلت: رب! إذن يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم؛ نغزك، وأنفق؛ فسننفق عليك، وابعث جيشا؛ نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال. قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبْرَ له الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع - وإن دق- إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك -وذكر البخل أو الكذب- والشِّنْظِير الفحاش )
انظر إلى هذ الحديث وفضل المال فيه فالمال في هذه الدنيا شريان الحياة المادية، كما أن الشرع والدين شريان الحياة الروحية.
(ج ) السياسة:
رحمة الله على شخنا العلامة رفاعي سرور الذي أثبت في التصور السياسي للحركة الإسلامية أن من يملك المنهج الرباني هو حقيقة من يستطيع أن يضع تصورا سياسيا واقعيا لا ينفك عن خط الامتداد الطبيعي لهذ المنهج الرباني القدري المنزل من فوق سبع سموات.
قال شيخنا الحبيب رفاعي سرور رحمة الله عليه :
ان الحكمه بمفهومها الدعوي :
(( هي حاسة الصواب الكامنة في كيان الداعيه محددة له في واقع الدعوه ... سبيل الوصول الى الغاية ))
*** مفهوم السياسة الاسلاميه
(( لتكون حكمة الجماعه المنشئة لدولة الدعوة العالمية اي الخلافة المقيمه لحضارة الحق هي ))
وتكون الزعامة السياسيه هي :
(( القدرة الذاتيه على اتخاذ القرار السياسي المحقق لأقوى امكانيات الصواب , واقصى درجات الاطمئنان ))
وفمن توافرت فيه هذه الممارسات الحركية يكون بحق زعيم سياسي :
الحكمة ... ومنها الروية والتمييزوضبط النفس والشجاعة والاقدام
الاخلاص ... الملهم للصواب والتجرد من الصراعات النفسية والمؤثرات العاطفية
الصبر على الشدائد بلا تردد الخائف المرجف ولا تهور المتحمس المندفع
الذكاء المحقق للاحاطة بالقرار واثاره واحتمالاته وبدائله
المعرفه والخبره المستخلصه ممن تجارب الواقع المشابهه للتجارب القائمه
الشورى ... الجامعه لاقصى امكانية الصواب في الرأي
العزم الذي يجعل صاحب القرار منطلقا بقراره باقصى الاطمئنان الشرعي والحركي والنفسي
التوكل .. المعين على خوض التجربة قبل بدئها وعلى تحمل اثارها بعد تمامها
الحب والالفه بين اتباعه قال صلى الله عليه وسلم (( خير امرائكم من تحبونهم )) مسلم
رابعا بسطة الجسم:
قال تعالى : (( وزاده بسطة في العلم والجسم )) ( البقرة : )
قال ابن كثير رحمه الله : حسن الهيئة
لقد حدد القران كلمة جسم عن كلمة جسد ليكون الفرق بينهما هو العبرة والدلالة لنا في هذه الصفة لطالوت عصرنا
الجسد : هو الهيكل الذي لا روح فيه أي انه الإطار الطيني للإنسان الذي من الأرض وهو ما يطلق على الإنسان بعد موته.
(روح الإنسان هي المقياس لأن الشريعة جاءت منهاج وقوت لهذه الروح, فالروح من عند الله من السماء والشريعة من عند الله من السماء )
الجسم : هو الحياة والحركة والروح المركوزة داخل إطار جسدي لا تنفك عن فضيلتها وعن قوتها في طلب ما يقيتها من غذاء رباني وهو الشريعة والقرآن وحقيقتها أن بسطة الجسم بكل مقوماتها البشرية من الطول المؤهل للقيادة وحسن الهيئة في الوجه والجسم وتقبل الناس لهذه الهيئة وحبها عن غيرها لا تخرج عن إطار النص القرآني الموجه أن هناك صفات خاصة لطالوت عبر العصور لتكون هذه التجربة هي طريق المخلصين من أبناء الحركة الإسلامية في استئصال شأفة كل جالوت .
خامساً: العلامة الدالة على أنه ملك يستحق الحكم:
قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (البقرة:248).
إن أول علامة لملكه هي قول الملك سبحانه وتعالى: وهو يمايز بين الناس في الإيمان وضده:
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) على لسان نبيه شمويل أو صموئيل.
ليكون هذا الملك الرباني مبعوث أهل العلم ومصطفى الله في الأرض وقد حباه الله بنعمة العلوم الشرعية المؤهلة لقيادة الأمة نحو بناء حضارتها المسلوبة بالبعد عن منهجها وأكرمه الله ببسطة الجسم، النعمة الربانية المكملة لهيئة حركية حية وسط الناس لا تتخلى عن مناسبات الواقع، فمن تخلف عن نصرة هذا الطالوت الحامل لهذا اللواء -ألا وهو لواء عودة حكم الشريعة الإلهية- فقد تخاذل عن شريعة الإيمان وانتقص من إيمانه الواجب ما لن يستطيع تعويضه، لا بكثرة صيام ولا صدقة ولا نسك:
(أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ)(البقرة :248).
لقد جاء التابوت وبداخله ألواح الشريعة المنزلة على موسى وما ترك موسى وهارون إرثا إلا ألواح التشريع الرباني المنزلة من رب الأرض والسموات، لتكون العلامة الدالة على الملك هي الرجوع إلى الحق وفاءا كما عهد إليه ابتداءً على يدي طالوت الملك، فلقد جاء في الأثر في عن عثمان رضي الله عنه وروي عن عمر أيضا رضي الله عنه أن الله قد يصلح بالسلطان ويزع به ما لا يستجيب له الناس بالقرآن، وأن السكينة لن تنزل من السماء إلا بالكتاب الهادي والشريعة الحق الحكيمة المطمنئة لقلوب الناس الذي فطر الله الناس عليها.
قال صلى الله علي وسلم: (اقْرَأْ فُلاَن فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ) روا ه البخاري ومسلم وهذا الحديث في أسيد ابن حضير والقصة مشهورة.
(تـحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ) : لقد سألت شيخنا الحبيب رفاعي سرور عليه رحمة الله عن إسقاط هذه المهمة على الواقع فقال عليه رحمة الله: لقد جاءت هذه الآيات بهذه التجربة القرآنية الفريدة ونجاحها العظيم في سورة الخلافة -أي سورة البقرة- وأيضا بسورة الطاعة التامة وسورة الإمارة- وأن الله لم يستأذن الملائكة في استخلاف ادم في الأرض جل وعلا عن ذلك ولكنه سبحانه وتعالى كان يعطي الملائكة المهمة والغاية التي وجدوا من أجلها، وهي معاونة بني آدم المخلصين في استعمار الأرض وخلافتها قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)(البقرة : 30).
*** الزعيم السياسي الذي يستحق الامارة هو من :
يعيش قضيته " الشريعه "
...
يتحرك باتباعه
...
ينهض بامته
....
يبني حضارته
في سورة البقرة ... "علم المناسبة"
من بحث ........... (( طالوت ))
بقلم : مصطفى حسن الاشقر
mostafaalashker@hotmail.com
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الامين . صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) (البقرة: 106)
***(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ) لقد جاءت هذه الآية بعد انقضاء الكلام عن بني إسرائيل مباشرة ثم أعقبها الله سبحانه وتعالى بتحذير المؤمنين: (أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ) (البقرة:107) فجعل الله نسخ الخيرية عن بني إسرائيل الذين لا يؤمنون بالنسخ لانحرافهم عن مقوماتها ، وكان قولهم (سمعنا وعصينا) هو البداية..
***(نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا) لتأتي أمتنا بـ (سمعنا وأطعنا) ومتابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فتستحق الخلافة في الأرض بقدر الله تعالى، وتأهيل الله لها في تحقيق صدق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
***(أَوْ مِثْلِهَا) ثم تصل الأمة إلى مرحلة التيه الجاهلي في اتباع الأمم الفاسدة في انتقال أمراض الأمة الإسرائيلية إليها من خلال أمرين :
*** الاول .. الحكام :
قال تعالى : (( فاستخف قومه فأطاعوه . إنهم كانوا قوماً فاسقين(((الزخرف ( :
قال سيد قطب رحمه الله في ظلال هذه الاية الكريمة:
" واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه ; فهم يعزلون الجماهير أولاً عن كل سبل المعرفة , ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها , ولا يعودوا يبحثون عنها ; ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة . ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك , ويلين قيادهم , فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين ! , ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق , ولا يمسكون بحبل الله , ولا يزنون بميزان الإيمان . فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم كالريشة في مهب الريح
*** الثاني .. وسحرتهم من الاعلام :
روى البخاري ومسلم في أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن من البيان لسحرا ))
قال أبو حاتم البستي : " قد شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر البيان بالسحر ، إذ الساحر يستميل قلب الناظر إليه بسحره وشعوذته ، والفصيح الذرب اللسان يستميل قلوب الناس إليه بحسن فصاحته ونظم كلامه ، فالأنفس تكون إليه تائقة ، والأعين إليه رامقة.
نقل الباجي : عن عيسى بن دينار ويحيى بن يحيى : أن الطلق اللسان لا يزال صاحبه يكلمه حتى يأخذ بسمعه وقلبه وبصره كما يأخذ الساحر ، ألا ترى إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما أعطي العبد شراً من طلاقة اللسان ))
وقال الخطابي : " البيان اثنان : أحدهما : ما تقع به الإبانة عن المراد بأي وجه كان,والآخر: ما دخلته الصنعة يروق للسامعين ويستميل قلوبهم ، وهو الذي يشبه بالسحر "
ومن هذه الامراض المنقولة الينا .... هي .. (حسد المؤمنين لإيمانهم، سماع الكذب، أكل السحت، عدم التناهي عن المنكر، البغي على الله أينما يضع رسالته، الجبن والبخل الشديدين، إلباس الحق بالباطل، شدة قسوة قلوبهم عن اتباع الحق , قليلا ما يؤمنون , اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة , لا يهتدون,لا يشكرون الله على ما أتاهم من نعم ,يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم , لا يتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ,لا يرهبون الله,لا يفون بعهد الله,لا يذكرون نعمة الله التي انعمها عليهم.. الخ ).
قال سيد قطب عليه رحمة الله في احدى روائعه:
(( أن الله سبحانه علم أن أجيالا من هذه الأمة المسلمة ستمر بأدوار كالتي مر فيها بنو إسرائيل وتقف من دينها وعقيدتها مواقف شبيهة بمواقف بني إسرائيل ; فعرض عليها مزالق الطريق مصورة في تاريخ بني إسرائيل لتكون لها عظة وعبرة ; ولترى صورتها في هذه المرآة المرفوعة لها بيد الله سبحانه قبل الوقوع في تلك المزالق أو اللجاج فيها على مدار الطريق إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية تتنزل اليوم لتعالج مسائل اليوم ولتنير الطريق إلى المستقبل لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل ; أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يومنا وفي غدنا ; كما كانت الجماعة المسلمة الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر في شؤون حياتها الواقعة وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق )) . انتهى .
فوجب على المؤمنين اتباع السنة الإلهية في إخراج الناس من الظلمات إلى النور عن طريق التجربة القرآنية الناجحة في تمكين المؤمنين التي وصفها الله تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (البقرة:252) لتكون منهاجا عمليا لأتباع المرسلين في دحض الجواليت والطواغيت عن حاكمية الله في الأرض، ولقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبرهم يوم بدر أن عدة المؤمنين كعدة أصحاب طالوت وما جاوز النهر معه إلا مؤمن, تربية لهم من النبي صلى الله عليه وسلم على التجربة القرآنية الناجحة في تمكين القلة المؤمنة أمام الباطل، ثم في غزوة الأحزاب يبشر النبي صلى الله عليه وسلم عليّ رضي الله عنه بنصرة الله له في مبارزة عمرو بن عبد ود ، كأنه صلى الله عليه وسلم يذكره بنصرة الله لداود الشاب.. في مواجهة جالوت العملاق, فيستجيب الله وينصر عليّ.. رغم عدم توازن قوى العضل المادي.
لتكون هذه التجربة القرآنية الناجحة بكل عناصرها هي قاعدة منهجية وسنة إلهية كونية لأتباع المرسلين في تمكين القلة من الفئة المؤمنة الصادقة.. في مواجهة قوى الشر على مر العصور.
((( فمن اجتمعت له هذه الصفات في هذا العصر يصبح طالوت العصر بشرط ان يتميز برفع لواء العلامة الدالة على انه طالوت الا وهي الشريعه )))
(1)البعث الرباني ، (2)الاصطفاء،(3) بسطة العلم،(4) بسطة الجسم وحسن الهيئة..
*** العلامة الدالة على أنه ملك يستحق الحكم: (وقال لهم نبيهم ان اية ملكه) (البقرة: 248 )
أولاً: البعث الرباني:
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا)(البقرة: 247)
لا يأتي هذا البعث إلا بوجود نبي يوحى إليه، فكيف ينطبق على واقعنا هذا البعث؟!
قال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) فاجتماع أهل العلم الصادقين العاملين على رجل واحد للحكم بشريعة السماء هو توفيق رباني وإلهام إلهي لبعث هذا الرجل لحمل هذه الرسالة من بعد ان نحيت الشريعه وسقطت الخلافه , قال تعالى : (( من بعد موسى )) ( البقرة : ) أي من بعد أن جائتهم شريعه .
وما أجمل ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه (مفتاح دار السعادة) في بيانه لفضل العلم وأهله فقال: « وقوله أن العلماء ورثة الأنبياء هذا من أعظم المناقب لأهل العلم فإن الأنبياء خير خلق الله، فورثتهم خير الخلق بعدهم، ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده، ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق الناس بميراثهم، وفي هذا تنبيه على أنهم أقرب الناس إليهم، فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث، وهذا كما أنه ثابت في ميراث الدينار والدرهم، فكذلك هو في ميراث النبوة، والله يختص برحمته من يشاء، وفيه أيضا إرشاد وأمر للأمة بطاعتهم واحترامهم وتعزيزهم وتوقيرهم وإجلالهم، فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الأمة وخلفاؤهم فيهم وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين وبغضهم مناف للدين كما هو ثابت لموروثهم وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في موروثهم قال على كرم الله وجهه ورضي عنه محبة العلماء دين يدان به وقال صلى الله عليه و سلم فيما يروى عن ربه عز و جل من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وورثة الأنبياء سادات أولياء الله عز و جل».
فابن القيم رحمه الله تعالى في كلامه بين مدى صلة العلماء بالأنبياء, وأن للعلم صلة كما أن للنسب صلة, فصلة العلماء بالأنبياء هو العلم، ولذلك هم الذين ورثوا الأنبياء فأخذوا بعض حقوقهم, وكذلك ذكر ابن القيم في كلامه واجب الأمة تجاه العلماء، فيجب على الأمة أن يطيعوا العلماء ويتلقوا عنهم دينهم, وأن يحبوهم ويوقروهم ويدافعوا عنهم, فهم ورثة الأنبياء, وأولياء الله تعالى.
ثانياً: الاصطفاء الإلهي:
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ) (البقرة: 247).
إن الاصطفاء هو منحة ربانية إلهية، تكون ربانية عندما تتعلق بقدر الله ابتداءً لأهل الصلاح والإيمان في توارث العلم والتقوى، ثم تكون إلهية انتهاءً عندما ترتبط بذرية سارت على درب أهلها في الجهاد في سبيل الله لنصرة شريعة ربها وعدم خروج هذه الذرية عن دائرة الانجذاب الاصطفائي.
قال تعالى : (( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ........ )) ( فاطر : 32 )
فيكون علم الكتاب هو ارث لاهل الفتوحات الربانيه ممن اصطفاهم الله لحمل هذه الرساله
قال تعالى : (( ان الله اصطفى ادم و نوحا وال ابراهيم وال عمران على العالميين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )) ( ال عمران : )
ليكون من حمل الرسالة من ذرية أهل الاصطفاء هو أهل لمكانة أعلى مما كان عليه إبائه في دعوته إلى الله تعالى مثلما أكرم الله نبيه يوسف عليه السلام بحكم العالم أجمع بسبب بسيط ألا وهو القمح، ليمارس دعوة عالميه في نشر التوحيد من خلال توزيعه للقمح، فتفوق على آبائه في هذا المقام.. ألا وهو الانتشار.
فإذا كان طالوتنا اليوم هو من أهل بيت توارثوا الحق والعلم والتقوى والجهاد في مواجهة الطواغيت.. فهو أهل لأن نبايعه على الإمارة.
ثالثا: بسطة العلم:
قال تعالى : (وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ) (البقرة: 247)
لقد اتفقت الحضارات على أن قيامها لا يكون إلا بالعلم, فما العلوم المطلوبة في طالوت العصر أن يتقنها ليبني لنا حضارتنا الإسلامية العالمية.
لقد قامت النظريات الحاكمة في الحضارات أجمع على ثلاث أركان:
المجتمع . الاقتصاد . السياسة..
ودائما يكون المال هو حلقة الوصل بين المجتمع والسلطة..
(أ) المجتمع: فيكون علم الاجتماع هو المنحى الطبيعي لتأليف المجتمع على المحبة والتعاون والإخاء والتكافل ولم يوجد هذا النموذج علميا إلا في كتاب الله تعالى، قال تعالى: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ( الملك:14).وعمليا في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكيف بنى دولة عالمية بدون مقومات مادية ولكن بمجتمع متآلف متكافل مضحي من أجل رضا الله تعالى.. قال تعالى : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال: 63).
(ب ) الاقتصاد:
فان للمال أهميته التي لا تجهل ، ومكانته التي لا تغفل ، ودوره البارز الذي لا يهمل ، ومما يدل على أهميته ومكانته ودوره في الأمم والمجتمعات ، المسلمة منها والكافرة ، ما يعصف بالعالم اليوم من أزمات اقتصادية ، ونكبات مالية ، وكوارث مادية ، ومصاعب معيشية ، زلزلت كيان أكبر إمبراطورية دكتاتورية في العالم ، وتهاوى العالمُ هنا وهناك تبعا لها ، ودب الرعب والخوف إلى كل أحد ، وتنادى الجميع لعقد المؤتمرات والاجتماعات وتدوين الأجندات ، وإيجاد الحلول لتلك الأزمات ، لإنقاذ ما حل بكبيرهم الذي علمهم السحر ، وبارزهم العداء ، وشن الحروب وقاد ، ودمر وأباد, ودفع بكثير من الشعوب إلى التعبيد والاضطهاد.
لذلك لابد للإسلاميين أن يكون لهم تصور اقتصادي كامل وتجمع مالي صافي لا أن يعتمدوا في مشاريعهم الدعوية والاجتماعية على الصدقات والزكوات وجمع الفتات من الناس, لابد أن يكون للمؤمنين من عزة في جمع المال حتى وإن كان في سبيل دعوته وذلك متماشياً ومتناسباً مع عزته في شريعته وفي بذله كل ما هو نفيس في إعادتها الأرض إلى الإسلام.
فالمال له دور فعال في الحياة الاجتماعية اليومية, لا يمكن للحياة أن تسير بدون مال، لا يمكن لأمة أن تفرض وجودها إلا بالمال، لذلك فإن المال شيء مهم في الحياة فهو قطبها وأساسها، وحقيقة المال هذه يثبتها الإسلام, وقد ورد ذكر المال في أحاديث كثيرة، مدحا وذما، فالمال الصالح والحلال ممدوح، والمال الفاسد والحرام مذموم،
من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي قال: (نعم المال الصالح مع الرجل الصالح)،
وثبت في الصحيحين ، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي قال: (اليد العليا ، خير من اليد السفلى) واليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي الآخذة.
وفي صحيح مسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمنين الضعيف ، وفي كل خير)،
والمعنى أن المؤمن القوي في إيمانه وماله، أحب إلى الله، إذا قام بواجبه تجاه دينه وأمته، فينفق ويتصدق ويعطي الفقير والمسكين، ويكفل اليتيم.
وقد يجهز جيشا كما فعل عثمان رضي الله عنه، حينما جهز جيش العسرة فكان جزاؤه ما أخبر به النبي بقوله:( ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم) كررها مرارا عليه الصلاة والسلام.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( حَسَبُ الرجل ماله، وكرمه دينه، ومروءته خلقه).
وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ( يا حبذا المال ، أصون به عرضي، وأتقرب به إلى ربي).
وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: (المال سلاح المؤمن في هذا الزمان).
وقيل: (لا خير فيمن لا يجمع المال، يصون به عرضه، ويحمي به مروءته، ويصل به رحمه).
وكان المال هو مصدر النفير فقال الله عز وجل: (وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) (الإسراء:6) وعلى هذا الأساس فالتشريع الإسلامي للمال ينطلق من أن المال مهم ينبغي توفيره للجميع أما المالك الحقيقي للمال فهو الله تعالى.
والإنسان بجهده يستطيع أن يكون مستخلفا لله في المال ولأهمية المال في دخول الجنة نرى حديث الرسول يتكلم عن أنواع أهل الجنة وعلاقتهم الوطيدة بالمال فمنهم المتصدق و رحيم القلب بالمال ثم المتعفف:
فعن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته: ( ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا. فقلت: رب! إذن يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم؛ نغزك، وأنفق؛ فسننفق عليك، وابعث جيشا؛ نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال. قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبْرَ له الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع - وإن دق- إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك -وذكر البخل أو الكذب- والشِّنْظِير الفحاش )
انظر إلى هذ الحديث وفضل المال فيه فالمال في هذه الدنيا شريان الحياة المادية، كما أن الشرع والدين شريان الحياة الروحية.
(ج ) السياسة:
رحمة الله على شخنا العلامة رفاعي سرور الذي أثبت في التصور السياسي للحركة الإسلامية أن من يملك المنهج الرباني هو حقيقة من يستطيع أن يضع تصورا سياسيا واقعيا لا ينفك عن خط الامتداد الطبيعي لهذ المنهج الرباني القدري المنزل من فوق سبع سموات.
قال شيخنا الحبيب رفاعي سرور رحمة الله عليه :
ان الحكمه بمفهومها الدعوي :
(( هي حاسة الصواب الكامنة في كيان الداعيه محددة له في واقع الدعوه ... سبيل الوصول الى الغاية ))
*** مفهوم السياسة الاسلاميه
(( لتكون حكمة الجماعه المنشئة لدولة الدعوة العالمية اي الخلافة المقيمه لحضارة الحق هي ))
وتكون الزعامة السياسيه هي :
(( القدرة الذاتيه على اتخاذ القرار السياسي المحقق لأقوى امكانيات الصواب , واقصى درجات الاطمئنان ))
وفمن توافرت فيه هذه الممارسات الحركية يكون بحق زعيم سياسي :
الحكمة ... ومنها الروية والتمييزوضبط النفس والشجاعة والاقدام
الاخلاص ... الملهم للصواب والتجرد من الصراعات النفسية والمؤثرات العاطفية
الصبر على الشدائد بلا تردد الخائف المرجف ولا تهور المتحمس المندفع
الذكاء المحقق للاحاطة بالقرار واثاره واحتمالاته وبدائله
المعرفه والخبره المستخلصه ممن تجارب الواقع المشابهه للتجارب القائمه
الشورى ... الجامعه لاقصى امكانية الصواب في الرأي
العزم الذي يجعل صاحب القرار منطلقا بقراره باقصى الاطمئنان الشرعي والحركي والنفسي
التوكل .. المعين على خوض التجربة قبل بدئها وعلى تحمل اثارها بعد تمامها
الحب والالفه بين اتباعه قال صلى الله عليه وسلم (( خير امرائكم من تحبونهم )) مسلم
رابعا بسطة الجسم:
قال تعالى : (( وزاده بسطة في العلم والجسم )) ( البقرة : )
قال ابن كثير رحمه الله : حسن الهيئة
لقد حدد القران كلمة جسم عن كلمة جسد ليكون الفرق بينهما هو العبرة والدلالة لنا في هذه الصفة لطالوت عصرنا
الجسد : هو الهيكل الذي لا روح فيه أي انه الإطار الطيني للإنسان الذي من الأرض وهو ما يطلق على الإنسان بعد موته.
(روح الإنسان هي المقياس لأن الشريعة جاءت منهاج وقوت لهذه الروح, فالروح من عند الله من السماء والشريعة من عند الله من السماء )
الجسم : هو الحياة والحركة والروح المركوزة داخل إطار جسدي لا تنفك عن فضيلتها وعن قوتها في طلب ما يقيتها من غذاء رباني وهو الشريعة والقرآن وحقيقتها أن بسطة الجسم بكل مقوماتها البشرية من الطول المؤهل للقيادة وحسن الهيئة في الوجه والجسم وتقبل الناس لهذه الهيئة وحبها عن غيرها لا تخرج عن إطار النص القرآني الموجه أن هناك صفات خاصة لطالوت عبر العصور لتكون هذه التجربة هي طريق المخلصين من أبناء الحركة الإسلامية في استئصال شأفة كل جالوت .
خامساً: العلامة الدالة على أنه ملك يستحق الحكم:
قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (البقرة:248).
إن أول علامة لملكه هي قول الملك سبحانه وتعالى: وهو يمايز بين الناس في الإيمان وضده:
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) على لسان نبيه شمويل أو صموئيل.
ليكون هذا الملك الرباني مبعوث أهل العلم ومصطفى الله في الأرض وقد حباه الله بنعمة العلوم الشرعية المؤهلة لقيادة الأمة نحو بناء حضارتها المسلوبة بالبعد عن منهجها وأكرمه الله ببسطة الجسم، النعمة الربانية المكملة لهيئة حركية حية وسط الناس لا تتخلى عن مناسبات الواقع، فمن تخلف عن نصرة هذا الطالوت الحامل لهذا اللواء -ألا وهو لواء عودة حكم الشريعة الإلهية- فقد تخاذل عن شريعة الإيمان وانتقص من إيمانه الواجب ما لن يستطيع تعويضه، لا بكثرة صيام ولا صدقة ولا نسك:
(أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ)(البقرة :248).
لقد جاء التابوت وبداخله ألواح الشريعة المنزلة على موسى وما ترك موسى وهارون إرثا إلا ألواح التشريع الرباني المنزلة من رب الأرض والسموات، لتكون العلامة الدالة على الملك هي الرجوع إلى الحق وفاءا كما عهد إليه ابتداءً على يدي طالوت الملك، فلقد جاء في الأثر في عن عثمان رضي الله عنه وروي عن عمر أيضا رضي الله عنه أن الله قد يصلح بالسلطان ويزع به ما لا يستجيب له الناس بالقرآن، وأن السكينة لن تنزل من السماء إلا بالكتاب الهادي والشريعة الحق الحكيمة المطمنئة لقلوب الناس الذي فطر الله الناس عليها.
قال صلى الله علي وسلم: (اقْرَأْ فُلاَن فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ) روا ه البخاري ومسلم وهذا الحديث في أسيد ابن حضير والقصة مشهورة.
(تـحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ) : لقد سألت شيخنا الحبيب رفاعي سرور عليه رحمة الله عن إسقاط هذه المهمة على الواقع فقال عليه رحمة الله: لقد جاءت هذه الآيات بهذه التجربة القرآنية الفريدة ونجاحها العظيم في سورة الخلافة -أي سورة البقرة- وأيضا بسورة الطاعة التامة وسورة الإمارة- وأن الله لم يستأذن الملائكة في استخلاف ادم في الأرض جل وعلا عن ذلك ولكنه سبحانه وتعالى كان يعطي الملائكة المهمة والغاية التي وجدوا من أجلها، وهي معاونة بني آدم المخلصين في استعمار الأرض وخلافتها قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)(البقرة : 30).
*** الزعيم السياسي الذي يستحق الامارة هو من :
يعيش قضيته " الشريعه "
...
يتحرك باتباعه
...
ينهض بامته
....
يبني حضارته