د/احمد
2012-04-02, 01:53 AM
الأدبُ مع العلماء
إنَّ الْحَمدَ للَّهِ نحمدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللَّهِ مِنْ شُرُورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، مَنْ يهده اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِي لَهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّهُ وحده لا شريكَ لَهُ، وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ .
إن التأدب مع العلماء هو تأدب مع الله تعالى، وتعظيم العلماء تعظيم لشعائر الله .قال تعالى : " وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ " [الحج/32]، الشعائر : جمع شعيرة، وهى : كل شيء فيه لله تعالى شعارٌ، فشعائر الله أعلام دينه، وهي كل ما أشعر اللهَ بتعظيمه من أعلام الدين، وتوقير العلماء وحملة الشرع وحماته من توقير الله تعالى، فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه؛ لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله .وروى الإمام أحمد في " المسند " وغيره ـ بإسناد حسن ـ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ منا مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ " .
وهذا من أحاديث الوعيد الدالة على خطورة هذا الأمر، وأنه أمر ليس بالهين، والمعنى : أنه ليس على منهجنا وعلى طريقتنا وليس هذا من الإتباع لما نحن عليه بل هذا مخالف؛ لأن الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو أنه يجل الكبير، ويرحم الصغير، ويعرف للعالم حقه وفضله .فالإجلال للكبير هو حقٌ سنَّه الله تعالى؛ لأنه تقلب في العبودية لله تعالى في مدة طويلة، والرحمة للصغير هو موافقةٌ لله تعالى بأنه رحمه ورفع عنه العبودية فلم يؤاخذه بحفظِ حدٍ ولا حكم، ومعرفة حق العالم هو حق العلم أن يعرف قدره بما رفع الله من قدره وآتاه العلم قال تعالى " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " [المجادلة/11]فيعرف درجاته التي رفعه الله له بما آتاه من العلم .
وروى البخاري في " صحيحه " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ قَالَ : " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ " " .
قَوْله " مِنْ عَادَى لِي وَلِيًّا " الْمُرَاد بِـ " وَلِيِّ اللَّهِ " : الْعَالِمُ بِاَللَّهِ الْمُوَاظِبُ عَلَى طَاعَته الْمُخْلِصُ فِي عِبَادَته " فَقَدْ آذَنْته "أَيْ : أَعْلَمْته، وَالْإِيذَانُ : الْإِعْلَامُ " بِالْحَرْبِ "، فَكَأَنَّ الْمَعْنَى : فَقَدْ تَعَرَّضَ لِإِهْلَاكِي إِيَّاهُ، فَأَطْلَقَ الْحَرْبَ وَأَرَادَ لَازِمَهُ، أَيْ : أَعْمَلُ بِهِ مَا يَعْمَلُهُ الْعَدُوُّ الْمُحَارَبُ .قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ قَالَ : " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ " " .
قال الإمامان أبو حنيفة والشافعي رضي الله عنهما : " إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي "، فالعلماء واسطة بين الله تعالى وعباده، فمن أبغضهم فقد قطع الواسطة بينه وبين الله تعالى .وكان عكرمة رحمه الله يقول : " إياكم أن تؤذوا أحداً من العلماء؛ فإن من آذى عالماً فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم " .وقد بلغ أمرُ تعظيمِ العلماءِ ووجوبِ صيانةِ عرضهم إلى حدِ النصِ عليه في متون الاعتقاد التي لا تضم إلا أمهات قضايا العقيدة المتفق عيها عند أهل السنة بحيث لا يُخالف فيها إلا شاذ خارج عن الجماعة .قال الإمام الطحاوي رحمه الله في " عقيدته " المشهورة : " وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل " . " متن العقيدة الطحاوية " (ص 58)
لا تعرِضَنَّ بذكرهم مع ذكرنا
ليس الصحيحُ إذا مشى كالمقعدِ
نرى أناساً انسلخوا من أخلاق السلف كما تنسلخ الحية من جلدها لا يُراعون لشيخٍ حرمةً ولا لعالمٍ فضلاً ولا لطالبِ علمٍ ذمةً؛ دينهم الجرح والتجريح، دينهم القدح والتشهير، جالسون للسقطاط واللقطاط، فمن قائل : هؤلاء مبتدعة، وثان : هؤلاء كفرة، وثالث : هؤلاء مرجئة، خوارج، ضلال ........ .
" أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى " [العلق/14]، " سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ " [الزخرف/19]، " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " [الأحزاب/58]، " أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " [المطففين/ 4ـ6] .
ليس هذا عرف المؤمنين ولا سمتهم الذي ورثوه؛ إنما ورثوا الحياء، وعفاف اللسان، واحترام الكبير، وتبجيل السابق، والتأول الحسن، وترجيح العذر، وجمال اللفظ، والاستغفار للذين سبقونا بالإيمان، هذا ديننا وديدنا أيها الكرام .
قال أبو سنان الأسدي رحمه الله : " إذا كان طالب العلم لا يتعلم أو قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس متى يفلح ؟! " . " ترتيب المدارك وتقريب المسالك " (1/372)
والطاعن في أهل العلم والقادح فيهم يخشى عليه من سوء الخاتمة .
إن القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبى بكر الزبيدي، ولد سنة عشر وسبعمائة، وتفقه على جماعة من مشايخ اليمن ، وشرح " التنبيه " في نحو من عشرين مجلداً، ودرس وأفتى، وكثرت طلبته ببلاد اليمن، واشتهر ذكره، وبعد صيته، وكانت وفاته سنة ( 791 هـ ) .قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " أخبرني الجمال المصري أنه شاهده عند وفاته وقد اندلع لسانه واسود، فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الإمام النووي رحمه الله تعالى " . أ . هـ . " الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة " (5/234)قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله : " ولكن من قواعد الشرع والحكمة أيضاً : أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره ويعفي عنه ما لا يعفي عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه لا يحمل أدنى خبث " . " مفتاح دار السعادة " (1/176)أيها الإخوة الكرام ... الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله الموتى، ويُبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليسٍ قد أحيوه، وكم من تائه ضال قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم . " الرد على الزنادقة والجهمية " (1/6)فما ظنكم بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فإن لم يكن فيه مصباح وإلا تحيروا، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت طبقات من الناس لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم ؟، هكذا العلماء في الناس لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض، وكيف اجتناب المحارم، ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه إلا ببقاء العلماء، فإذا مات العلماء تحير الناس، ودرس العلم بموتهم، وظهر الجهل، فإنا لله وإنا إليه راجعون مصيبة ما أعظمها على المسلمين .
وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين .
http://www.sunnah.org.sa/ar/sunnah-sciences/variety-scientific-articles/102-2010-07-22-07-22-40/3156-2012-01-03-10-47-16
إنَّ الْحَمدَ للَّهِ نحمدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللَّهِ مِنْ شُرُورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، مَنْ يهده اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِي لَهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّهُ وحده لا شريكَ لَهُ، وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ .
إن التأدب مع العلماء هو تأدب مع الله تعالى، وتعظيم العلماء تعظيم لشعائر الله .قال تعالى : " وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ " [الحج/32]، الشعائر : جمع شعيرة، وهى : كل شيء فيه لله تعالى شعارٌ، فشعائر الله أعلام دينه، وهي كل ما أشعر اللهَ بتعظيمه من أعلام الدين، وتوقير العلماء وحملة الشرع وحماته من توقير الله تعالى، فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه؛ لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله .وروى الإمام أحمد في " المسند " وغيره ـ بإسناد حسن ـ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ منا مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ " .
وهذا من أحاديث الوعيد الدالة على خطورة هذا الأمر، وأنه أمر ليس بالهين، والمعنى : أنه ليس على منهجنا وعلى طريقتنا وليس هذا من الإتباع لما نحن عليه بل هذا مخالف؛ لأن الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو أنه يجل الكبير، ويرحم الصغير، ويعرف للعالم حقه وفضله .فالإجلال للكبير هو حقٌ سنَّه الله تعالى؛ لأنه تقلب في العبودية لله تعالى في مدة طويلة، والرحمة للصغير هو موافقةٌ لله تعالى بأنه رحمه ورفع عنه العبودية فلم يؤاخذه بحفظِ حدٍ ولا حكم، ومعرفة حق العالم هو حق العلم أن يعرف قدره بما رفع الله من قدره وآتاه العلم قال تعالى " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " [المجادلة/11]فيعرف درجاته التي رفعه الله له بما آتاه من العلم .
وروى البخاري في " صحيحه " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ قَالَ : " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ " " .
قَوْله " مِنْ عَادَى لِي وَلِيًّا " الْمُرَاد بِـ " وَلِيِّ اللَّهِ " : الْعَالِمُ بِاَللَّهِ الْمُوَاظِبُ عَلَى طَاعَته الْمُخْلِصُ فِي عِبَادَته " فَقَدْ آذَنْته "أَيْ : أَعْلَمْته، وَالْإِيذَانُ : الْإِعْلَامُ " بِالْحَرْبِ "، فَكَأَنَّ الْمَعْنَى : فَقَدْ تَعَرَّضَ لِإِهْلَاكِي إِيَّاهُ، فَأَطْلَقَ الْحَرْبَ وَأَرَادَ لَازِمَهُ، أَيْ : أَعْمَلُ بِهِ مَا يَعْمَلُهُ الْعَدُوُّ الْمُحَارَبُ .قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ قَالَ : " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ " " .
قال الإمامان أبو حنيفة والشافعي رضي الله عنهما : " إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي "، فالعلماء واسطة بين الله تعالى وعباده، فمن أبغضهم فقد قطع الواسطة بينه وبين الله تعالى .وكان عكرمة رحمه الله يقول : " إياكم أن تؤذوا أحداً من العلماء؛ فإن من آذى عالماً فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم " .وقد بلغ أمرُ تعظيمِ العلماءِ ووجوبِ صيانةِ عرضهم إلى حدِ النصِ عليه في متون الاعتقاد التي لا تضم إلا أمهات قضايا العقيدة المتفق عيها عند أهل السنة بحيث لا يُخالف فيها إلا شاذ خارج عن الجماعة .قال الإمام الطحاوي رحمه الله في " عقيدته " المشهورة : " وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل " . " متن العقيدة الطحاوية " (ص 58)
لا تعرِضَنَّ بذكرهم مع ذكرنا
ليس الصحيحُ إذا مشى كالمقعدِ
نرى أناساً انسلخوا من أخلاق السلف كما تنسلخ الحية من جلدها لا يُراعون لشيخٍ حرمةً ولا لعالمٍ فضلاً ولا لطالبِ علمٍ ذمةً؛ دينهم الجرح والتجريح، دينهم القدح والتشهير، جالسون للسقطاط واللقطاط، فمن قائل : هؤلاء مبتدعة، وثان : هؤلاء كفرة، وثالث : هؤلاء مرجئة، خوارج، ضلال ........ .
" أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى " [العلق/14]، " سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ " [الزخرف/19]، " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " [الأحزاب/58]، " أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " [المطففين/ 4ـ6] .
ليس هذا عرف المؤمنين ولا سمتهم الذي ورثوه؛ إنما ورثوا الحياء، وعفاف اللسان، واحترام الكبير، وتبجيل السابق، والتأول الحسن، وترجيح العذر، وجمال اللفظ، والاستغفار للذين سبقونا بالإيمان، هذا ديننا وديدنا أيها الكرام .
قال أبو سنان الأسدي رحمه الله : " إذا كان طالب العلم لا يتعلم أو قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس متى يفلح ؟! " . " ترتيب المدارك وتقريب المسالك " (1/372)
والطاعن في أهل العلم والقادح فيهم يخشى عليه من سوء الخاتمة .
إن القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبى بكر الزبيدي، ولد سنة عشر وسبعمائة، وتفقه على جماعة من مشايخ اليمن ، وشرح " التنبيه " في نحو من عشرين مجلداً، ودرس وأفتى، وكثرت طلبته ببلاد اليمن، واشتهر ذكره، وبعد صيته، وكانت وفاته سنة ( 791 هـ ) .قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " أخبرني الجمال المصري أنه شاهده عند وفاته وقد اندلع لسانه واسود، فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الإمام النووي رحمه الله تعالى " . أ . هـ . " الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة " (5/234)قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله : " ولكن من قواعد الشرع والحكمة أيضاً : أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره ويعفي عنه ما لا يعفي عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه لا يحمل أدنى خبث " . " مفتاح دار السعادة " (1/176)أيها الإخوة الكرام ... الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله الموتى، ويُبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليسٍ قد أحيوه، وكم من تائه ضال قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم . " الرد على الزنادقة والجهمية " (1/6)فما ظنكم بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فإن لم يكن فيه مصباح وإلا تحيروا، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت طبقات من الناس لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم ؟، هكذا العلماء في الناس لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض، وكيف اجتناب المحارم، ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه إلا ببقاء العلماء، فإذا مات العلماء تحير الناس، ودرس العلم بموتهم، وظهر الجهل، فإنا لله وإنا إليه راجعون مصيبة ما أعظمها على المسلمين .
وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين .
http://www.sunnah.org.sa/ar/sunnah-sciences/variety-scientific-articles/102-2010-07-22-07-22-40/3156-2012-01-03-10-47-16